الغموض يحيط بانقطاع الإنترنت في أفغانستان بعد كشف زيف بيان منسوب لـ«طالبان»

أدى إلى شلّ قطاعات حيوية منها الأنشطة المصرفية والملاحة الجوية

أبراج الاتصالات تعود للعمل تدريجياً بعد إغلاق دام قرابة 3 أيام في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)
أبراج الاتصالات تعود للعمل تدريجياً بعد إغلاق دام قرابة 3 أيام في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

الغموض يحيط بانقطاع الإنترنت في أفغانستان بعد كشف زيف بيان منسوب لـ«طالبان»

أبراج الاتصالات تعود للعمل تدريجياً بعد إغلاق دام قرابة 3 أيام في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)
أبراج الاتصالات تعود للعمل تدريجياً بعد إغلاق دام قرابة 3 أيام في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)

تسود حالة من الغموض وضع خدمة الإنترنت في أفغانستان بعد أن شهدت بعض الشبكات عودة جزئية للعمل، الأربعاء، وذلك في أعقاب انقطاع شبه شامل بدأ الاثنين.

يستخدم الناس الهواتف المحمولة مع عودة خدمات الإنترنت والاتصالات تدريجياً في قندهار 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)

وكانت وكالة «أسوشييتد برس» قد تناقلت في وقت سابق بياناً منسوباً إلى حركة «طالبان»، ينفي أن يكون الانقطاع متعمداً، ويعلل أسبابه بتقادم كابلات الألياف الضوئية وبدء عمليات استبدالها. مع ذلك كشفت التحقيقات اللاحقة عن أن البيان مزوّر.

وتتواصل «طالبان» أحياناً مع الصحافيين الباكستانيين عبر مجموعة رسمية على تطبيق «واتساب».

بيد أن البيان المزيف ورد رسالةً فردية إلى بعض أعضاء المجموعة، دون أن يُنشر في المجموعة الرسمية المذكورة. وقد صدر البيان من مستخدم أفغاني اتخذ اسماً شبيهاً باسم المجموعة الرسمية على الـ«واتساب»، ثم اختفى، دون إمكانية التحقق من هويته الحقيقية. كذلك تم تداول البيان ذاته على منصة «إكس» (سابقاً تويتر) عبر حساب يدار من قِبل أحد المتعاطفين مع «طالبان»، وليس عبر الحسابات الرسمية للحركة، حسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الخميس.

رجل في أحد أكشاك الصرافة يتفقد هاتفه المحمول بعد استعادة بعض الشبكات بعد انقطاع بدأ الاثنين في جلال آباد يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025 (أ.ب)

ونتيجة للانقطاع واسع النطاق لخدمة الإنترنت داخل أفغانستان، واجهت وكالة «أسوشييتد برس» صعوبة في الاتصال المباشر بالمُتحدث الرسمي باسم «طالبان» لاستيضاح المزيد من التفاصيل حول أعمال إصلاح الألياف الضوئية.

وبعد ساعات من انتشار البيان المزيف الأربعاء، أصدرت مجموعة «واتساب» الرسمية التابعة لـ«طالبان» أول رد رسمي منها بشأْن الانقطاع، أكدت فيه أن خدمات الهاتف المحمول تشهد عودة تدريجية. وأكد مسؤولو المجموعة لوكالة «أسوشييتد برس» أن البيان الجديد حقيقي. ونقل البيان عن مسؤولين في القسم الفني للاتصالات قولهم إن الفرق المختصة تعمل بشكل متواصل لإعادة الخدمات بالكامل.

وفي الإطار ذاته، نشرت منظمة «نت بلوكس» المختصة برصد الإنترنت تحديثاً على منصة «إكس» جاء فيه: «تُظهر البيانات المباشرة للشبكات عودة جزئية لخدمات الإنترنت في أفغانستان، وذلك في أعقاب موجة احتجاجات على انقطاع شامل استمر يومين؛ وذلك في وقت تفرض فيه قيادة «طالبان» قيوداً جديدة على شركات الاتصالات في إطار مكافحة المحتوى «غير الأخلاقي».

برج اتصالات في جلال آباد الأربعاء 1 أكتوبر 2025 بعد استعادة بعض الشبكات بعد انقطاع بدأ يوم الاثنين (أ.ب)

وكانت «نت بلوكس» قد أشارت يوم الاثنين إلى انهيار الاتصال بالإنترنت في عموم أنحاء أفغانستان، بما في ذلك العاصمة كابل، كما طال التأثير خدمات الهاتف. وأدى هذا الانقطاع إلى شلّ الحركة في القطاعات الحيوية ومنها الأنشطة المصرفية والتجارية والملاحة الجوية.

وصرحت شركة الطيران الأفغانية «كام إير» لمحطة «تولو نيوز» التليفزيونية المحلية بأنها على الأرجح ستستأنف رحلاتها إلى كابل الأربعاء، بعد أن أوقفت عملياتها تماماً منذ الاثنين بسبب الانقطاع.

وحذّر مسؤولو الإغاثة مما تواجهه المنظمات الإنسانية من تحديات كبيرة نتيجة الانقطاع، مطالبين السلطات بإعادة الخدمة.

وجاء في بيان صادر عن منظمة «أنقذوا الأطفال» يوم الأربعاء: «تُعد الاتصالات الموثوق بها ركيزة أساسية لقدرتنا على العمل، وتقديم المساعدات المنقذة للحياة، والتنسيق الفعال مع الشركاء».

رجال أفغان يستخدمون هواتفهم المحمولة في كابول 1 أكتوبر 2025. عادت شبكات الهاتف المحمول والإنترنت إلى جميع أنحاء أفغانستان في الأول من أكتوبر بعد 48 ساعة من قطع سلطات «طالبان» للاتصالات (أ.ف.ب)

وصرح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، لصحافيين بأن سلطات «طالبان» نفذت القطع «من دون تفسير واضح... ويبدو أنه قد تم التراجع عنه أيضاً من دون تفسير».

وأضاف أن هذا الانقطاع يهدّد بإحداث تداعيات سلبية متعددة على الشعب الأفغاني، وعلى استقرار الاقتصاد، وعلى الوضع الهش للنساء والفتيات، فضلاً عن كونه انتهاكاً للحق الأساسي لجميع الأفغان في حرية التعبير والحصول على المعلومات والتمتع بالخصوصية.

وجاءت تصريحات دوجاريك بعد أن أعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان أن حالة الانقطاع، التي قاربت الـ48 ساعة، قد انتهت، وأن خدمات الإنترنت قد عادت إلى العمل على مستوى البلاد.

رجل أفغاني يستخدم هاتفاً محمولاً بينما تعود خدمات الإنترنت والاتصالات تدريجياً بعد انقطاع دام قرابة 3 أيام في كابول 1 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)

وعادت خدمة الاتصالات والإنترنت في العاصمة كابل وعدد من الولايات الأفغانية، الأربعاء، بعد 48 ساعة من انقطاع شامل فرضته سلطات «طالبان» في البلاد. وكانت البلاد قد شهدت الاثنين حالة من الارتباك بعدما انقطعت خدمات الهواتف المحمولة والإنترنت بشكل مفاجئ من دون سابق إنذار. ويأتي هذا الانقطاع الواسع بعد أسابيع من بدء السلطات بقطع خدمات الإنترنت السريع عن بعض الولايات بذريعة منع «الرذيلة»؛ بناءً على أوامر القائد الأعلى لـ«طالبان» هبة الله أخوندزاده. وأفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن إشارات الهاتف المحمول أصبحت متاحة أيضاً من مشغّلين عديدين في ولايات قندهار وخوست وغزني وهرات.

وما إن عادت الخدمة حتى خرج المئات إلى الشوارع احتفالاً، وتبادلوا الأخبار عبر هواتفهم. كما أطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم، على ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال محمد تواب فاروق الذي يدير مطعما «عادت الحياة إلى المدينة».

وكانت هذه المرة الأولى تقطع الاتصالات منذ عودة «طالبان» إلى الحكم في 2021 وفرضها قوانين تستند إلى رؤية متشددة للشريعة. في حين عدَّت منظمة «نت بلوكس» لرصد الإنترنت والأمن السيبراني أن الانقطاع «يتوافق مع فصل متعمّد للخدمة»، مشيرة إلى أن إشارة الهاتف المحمول وخدمة الإنترنت انخفضت إلى 1 في المائة (من المستويات الطبيعية).

وقبيل انقطاع الخدمة، الاثنين، أفاد مصدر حكومي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأن شبكة الألياف البصرية سيتم قطعها؛ ما سيؤثر على خدمات الهاتف المحمول «حتى إشعار آخر».

أضرار جسيمة

وتوقفت معظم الأنشطة الاقتصادية، بما فيها عمل المصارف ومكاتب البريد والأسواق، في حين اضطرت المستشفيات إلى الاستمرار من دون إمكان الوصول إلى السجلات الطبية للمرضى. وأُلغيَت الثلاثاء جميع الرحلات الجوية في مطار كابل.

ولم يعد الأفغان قادرين على الاتصال ببعضهم بعضاً، وأصاب الشلل أنظمة التسوق عبر الإنترنت والخدمات المصرفية، وبات متعذراً على المغتربين إرسال التحويلات المالية التي تشكّل حاجة لا غنى عنها للعائلات. وتوجّه سكان هرات وقندهار إلى المدن الحدودية لالتقاط إشارات من إيران وباكستان المجاورتين.

عَلم «طالبان» يرفرف على قمة تل وسط عودة تدريجية للاتصالات في جميع أنحاء البلاد في كابل 30 سبتمبر 2025 (رويترز)

ودعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، حكومة «طالبان» إلى إعادة تشغيل شبكة الاتصالات والإنترنت بشكل فوري في جميع أنحاء البلاد. وجاء في بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان أن فصل الشبكة «جعل أفغانستان مقطوعة في شكل شبه كامل عن العالم الخارجي وقد يلحِق ذلك أضراراً جسيمة بالشعب الأفغاني، بما في ذلك من خلال تهديد الاستقرار الاقتصادي ومفاقمة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم».

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت اتصالات الإنترنت بطيئة جداً أو متقطعة. وفي 16 سبتمبر (أيلول) أعلن الناطق باسم ولاية بلخ (شمال) عطا الله زيد حظر الإنترنت عبر الألياف الضوئية بالكامل و«فصل الشبكة» بأمر من القائد الأعلى لـ«طالبان» هبة الله أخوندزاده. وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي «اتُخذ هذا الإجراء لمكافحة الرذيلة، وسيتم توفير خيارات بديلة في كل أنحاء البلاد لتلبية حاجات الاتصال».


مقالات ذات صلة

مقرر أممي يطلب فتح تحقيق في «اغتيال» مسؤولين أفغان سابقين بإيران

آسيا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت (أ.ب)

مقرر أممي يطلب فتح تحقيق في «اغتيال» مسؤولين أفغان سابقين بإيران

طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأفغانستان ريتشارد بينيت بفتح تحقيق مستقل بشأن اغتيالات طالت مؤخراً في إيران عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا لاجئون أفغان ينتظرون التسجيل في مخيم بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية في تورخام بأفغانستان يوم السبت 4 نوفمبر 2023 (أرشيفية - أ.ب)

باكستان ترحّل أكثر من 2600 مهاجر أفغاني في يوم واحد

أعلنت «المفوضية العليا لشؤون المهاجرين» التابعة لحركة «طالبان» أن السلطات الباكستانية رحّلت، الأحد، 2628 مهاجراً أفغانياً، أعيدوا إلى أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا شرطي يحرس كاتدرائية القديس يوحنا المركزية في بيشاور خلال قداس عيد الميلاد (د.ب.أ)

قوات الأمن الباكستانية تعلن «تحييد» 12 مسلحاً في إقليمَي خيبر وبلوشستان

أعلنت قوات الأمن الباكستانية «تحييد» 12 مسلحاً في عمليتين نفذتهما في إقليمَي خيبر بختونخوا وبلوشستان المحاذيين لأفغانستان.

«الشرق الأوسط» (راولبندي - إسلام آباد (باكستان))
آسيا يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)

تحقيق يكشف: أفغان يواجهون القتل والتعذيب بعد إعادتهم من إيران

كشف تحقيق صحافي عن تعرّض أفغان لعمليات قتل خارج نطاق القضاء وتعذيب واحتجاز تعسفي، عقب إعادتهم قسراً من إيران إلى بلادهم، موثقاً ما لا يقل عن 6 حالات.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)
اليابان تقدم مساعدات إنسانية قيمتها مليونا دولار للعائدين إلى أفغانستان

اليابان تقدم مساعدات إنسانية قيمتها مليونا دولار للعائدين إلى أفغانستان

ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليابان قدمت مليونَي دولار كمساعدات إنسانية للعائدين إلى أفغانستان، حيث تتفاقم تحديات النزوح.

«الشرق الأوسط» (كابل )

الصين تستعرض قوتها العسكرية حول تايوان

قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
TT

الصين تستعرض قوتها العسكرية حول تايوان

قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)

أطلقت الصين صواريخ قبالة سواحل تايوان، اليوم الثلاثاء، واستعرضت سفناً هجومية جديدة ورفضت احتمالات تدخُّل الولايات المتحدة وحلفائها ​لمنع أي هجوم مستقبلي من جانبها للسيطرة على الجزيرة، في أكبر مناورات حربية تُجريها حتى الآن.

وبالتزامن مع عرض القوة العسكري، أعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن بلاده «ستتصدى بقوة» لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان.

وفي خطابٍ ألقاه في بكين، خلال مؤتمر سنوي بشأن العلاقات الدولية، قال وانغ يي إنّ «التعاون بين الصين والولايات المتحدة يفيد كلا البلدين، بينما المواجهة تضرهما معاً».

نشرت تايوان تعزيزات عسكرية رداً على المناورات الصينية الثلاثاء (د.ب.أ)

ورأى أن العلاقة بين واشنطن وبكين هي واحدة من أهم العلاقات في العالم، محذراً الولايات المتحدة من أي تدخل في المصالح الوطنية للصين.

وفي منتصف كانون الأول (ديسمبر) الحالي، أعلنت تايوان شراء أسلحة أميركية بقيمة 11.1 مليار دولار، الأمر الذي أثار غضب بكين التي ردت بانتشار عسكري واسع النطاق حول الجزيرة.

وقال وانغ: «رداً على الاستفزازات المستمرة من جانب القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان ومبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، يجب علينا بالطبع أن نُعارضها بحزم ونتصدى لها بقوة».

وتَعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، ولا تستبعد ضمّها بالقوة، إذا لزم الأمر.

وأضاف وانغ أن أي محاولة لعرقلة توحيد الصين مع تايوان «ستنتهي حتماً بالفشل».

شاشة ضخمة تبث تغطية إخبارية للمناورات الصينية بأحد شوارع بكين الثلاثاء (إ.ب.أ)

صواريخ صينية

ونفّذت قيادة المسرح الشرقي في الصين مناورات بالذخيرة الحية استمرت 10 ساعات، في إطار تدريبات لفرض حصار، وأطلقت صواريخ في المياه إلى الشمال والجنوب من الجزيرة المتمتعة بحكم ديمقراطي.

ونفّذت وحدات من القوات البحرية ‌والجوية الصينية ‌مناورات لمحاكاة ضربات على أهداف بحرية ‌وجوية، ⁠وأجرت ​تدريبات ‌مضادة للغواصات حول الجزيرة، في حين نشرت وسائل الإعلام الرسمية صوراً لاستعراض تفوُّق بكين التكنولوجي والعسكري وقدرتها على السيطرة على تايوان بالقوة إذا اقتضى الأمر.

وبدأت المناورات، التي أُطلق عليها اسم «مهمة العدالة 2025»، أمس الاثنين، وقال الجيش الصيني، ‍للمرة الأولى، إن التدريبات تهدف إلى ردع التدخل الخارجي.

وصعّدت بكين من حِدة خطابها بشأن تايوان، في الأسابيع التي تَلَت إشارة رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي إلى أن أي هجوم على الجزيرة قد يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو.

نشرت تايوان سفناً عسكرية متطورة رداً على المناورات الصينية الثلاثاء (د.ب.أ)

وقام الزعيم الصيني، شي جينبينغ، في الأيام القليلة الماضية، بترقية قائد قيادة المسرح الشرقي، المُشرفة على العمليات التي تواجه تايوان، إلى رتبة جنرال، وهي خطوة يقول المحللون إنها تعمل على تعزيز الاستعداد القتالي للجيش، بعد عملية تطهير بصفوف القيادة.

وأدان رئيس تايوان لاي تشينغ تي، الثلاثاء، «بشدة» التحرّك الصيني، وقال، في منشور على «فيسبوك»: «تتجاهل الصين توقعات المجتمع الدولي بالسلام، وتتعمد تقويض الاستقرار الإقليمي من خلال الترهيب العسكري... هذا استفزاز سافر للأمن الإقليمي والنظام الدولي، وأنا أُدينه بشدة».

وفي منشور سابق، أكد لا تشينغ تي أنّه يتصرف بمسؤولية؛ «لعدم تصعيد التوترات وإثارة نزاعات».

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس الاثنين، إنه ليس قلقاً بشأن المناورات العسكرية التي تُنفّذها الصين بالذخيرة الحية حول تايوان، مستبعداً احتمال قيام نظيره شي جينبينغ بإصدار أوامر بغزو الجزيرة.


وزير الخارجية الصيني: يجب أن نتصدى بقوة لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
TT

وزير الخارجية الصيني: يجب أن نتصدى بقوة لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الثلاثاء، إن بكين «ستتصدى بقوة» لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، مع انطلاق اليوم الثاني من تدريبات ينفِّذها الجيش بالذخيرة الحية حول الجزيرة.

وفي خطاب ألقاه في بكين، أشار وانغ يي إلى أنَّ «العولمة الاقتصادية تعرَّضت هذه السنة لاختبار قاسٍ، وأدت الحروب التجارية إلى تعطيل النظام التجاري الدولي». وأضاف: «في مواجهة الوضع الفوضوي الذي يهدد السلام العالمي، تُعد الصين ركيزة للاستقرار».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن هذه السنة فرض رسوم جمركية تصل إلى نسبة 100 في المائة على البضائع الصينية، ردَّت بكين عليها برسوم أيضاً.

وبعد بضعة أشهر، انخفضت حدَّة التوتر مع الاجتماع الذي عقده ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ في أكتوبر (تشرين الأول) في كوريا الجنوبية، واتفقا خلاله على هدنة لمدة سنة.

وفي كلمته في مؤتمر سنوي بشأن العلاقات الدولية، قال وانغ يي إنَّ «التعاون بين الصين والولايات المتحدة يفيد كلا البلدين، بينما المواجهة تضر بهما معاً».

ورأى أن العلاقة بين واشنطن وبكين هي واحدة من أهم العلاقات في العالم، محذراً الولايات المتحدة من أي تدخل في المصالح الوطنية للصين.

يُذكر أنه في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت تايوان شراء أسلحة أميركية بقيمة 11.1 مليار دولار، الأمر الذي أثار غضب بكين التي ردَّت بانتشار عسكري واسع النطاق حول الجزيرة.

وفي السياق، قال وانغ: «رداً على الاستفزازات المستمرة من جانب القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان، ومبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، يجب علينا بالطبع أن نعارضها بحزم ونتصدى لها بقوة».

شاشة عملاقة في بكين تعرض مشهداً من المناورات العسكرية الصينية قرب تايوان (رويترز)

وجاءت تصريحات وانغ بعد أكثر من ساعة بقليل من إعلان الجيش الصيني إجراء «تدريبات بالذخيرة الحية في المياه الواقعة شمال جزيرة تايوان» في اليوم الثاني من المناورات العسكرية.

وأضاف وانغ أن أي محاولة لعرقلة توحيد الصين مع تايوان «ستنتهي حتماً بالفشل».

من جهة أخرى، أكد أنَّ زيارات شي جينبينغ لجنوب شرقي آسيا وروسيا، تشكِّل دليلاً على الدور الإقليمي المتنامي للصين، مسلطاً الضوء أيضاً على جهود الوساطة الصينية في النزاعات في شمال بورما، وبين الهند وباكستان، وبين تايلاند وكمبوديا، فضلاً عن دعمها للدبلوماسية مع إيران بشأن ملفها النووي.

وأخيراً، تطرق إلى الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مرحِّباً بالدعم الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكد أن «العالم لا يزال مديناً لفلسطين بمسار عادل» نحو السيادة.


باكستان: الشرطة تعتقل فتاة مراهقة اتجهت للتطرف عبر الإنترنت

يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

باكستان: الشرطة تعتقل فتاة مراهقة اتجهت للتطرف عبر الإنترنت

يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

اعتقلت قوات الشرطة في باكستان فتاة مراهقة تم توجيهها نحو التطرف وتجنيدها عبر الإنترنت من جانب جماعة انفصالية خارجة عن القانون لتنفيذ «هجوم انتحاري كبير»، على حد تصريح السلطات، يوم الاثنين.

يقف أحد أفراد الشرطة حارساً بمناسبة عيد الميلاد في كنيسة جميع القديسين في بيشاور في 25 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ولن يتم توجيه أي اتهامات جنائية للفتاة، لكن ستكون تحت حماية الدولة «بصفتها ضحية وليست مشتبهاً بها»، على حد قول ضياء الحسن، وزير الداخلية في إقليم السند، خلال مؤتمر صحافي.

وجرى اعتقال الفتاة أثناء عملية تفتيش روتينية تجريها الشرطة في الحافلات بينما كانت الفتاة متجهة إلى مدينة كراتشي، عاصمة إقليم السند، من إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي البلاد، لمقابلة شخص مسؤول عن توجيهها، كما أوضح حسن، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الثلاثاء.

وكان «جيش تحرير بلوشستان»، الذي صنفته الولايات المتحدة الأميركية جماعة إرهابية خلال العام الماضي، قد استهدف الفتاة عبر الإنترنت. وتمكنت الجماعة من إقناع الفتاة بتنفيذ هجوم يجلب لها الكرامة والشرف والمكانة داخل المجتمع البلوشستاني، مثل النساء الأخريات اللاتي نفّذن تفجيرات انتحارية ضد قوات الأمن، على حد قول حسن.

وأضاف حسن قائلاً: «بدا الارتباك على الفتاة عندما سألها ضبّاط الشرطة أسئلة روتينية معتادة»، مشيراً إلى أنه قد تم اقتيادها إلى مركز شرطة، واكتشاف وجود اتصال امتد لشهور بينها وبين مسلحين من خلال منصات للتواصل الاجتماعي ومنها «فيسبوك» و«إنستغرام». وظهرت الفتاة ووالدتها خلال مؤتمر صحافي، لكن وجهها كان مغطى، ولم يُفصح عن اسمها أو عمرها. وعرضت الشرطة إفادة مصورة لها تتضمن تفاصيل عن الأشخاص الذين تواصلت معهم من «جيش تحرير بلوشستان» وكيف وافقت على تنفيذ هجوم انتحاري.

استنفار أمني باكستاني (متداولة)

على الجانب الآخر، أدان عطا الله تارار، وزير الإعلام الباكستاني، جماعة «جيش تحرير بلوشستان» وغيرها من الجماعات الانفصالية لتحريضها الناس على العنف، موضحاً أن اعتقال الفتاة قد حال دون وقوع خسائر كبيرة محتملة في الأرواح. وكان انفصاليون من إقليم بلوشستان قد دشّنوا حركة تمرد منذ بداية الألفية الثانية بهدف الحصول على قدر أكبر من السيادة والحكم الذاتي، وفي بعض الحالات استقلال كامل عن باكستان، مع المطالبة بحصة أكبر من الموارد الطبيعية. وذكرت السلطات أن الجماعة قد حاولت زيادة استخدامها للنساء في تنفيذ الهجمات خلال السنوات القليلة الماضية. ونفذت سيدة تابعة لـ«جيش تحرير بلوشستان» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 3 معلمين صينيين عام 2022 بالقرب من حرم جامعي في كراتشي.