الشرطة البريطانية: منفذ هجوم الكنيس في مانشستر بريطاني من أصل سوري

TT

الشرطة البريطانية: منفذ هجوم الكنيس في مانشستر بريطاني من أصل سوري

الشرطة البريطانية: منفذ هجوم الكنيس في مانشستر بريطاني من أصل سوري

قالت الشرطة البريطانية، اليوم (الخميس)، إنها تعتقد أن الشخص الذي شن هجوماً على كنيس في مدينة مانشستر (شمال غربي إنجلترا)، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص هو مواطن بريطاني من أصل سوري يبلغ من العمر 35 عاماً ويحمل اسم جهاد الشامي.

وقتل الشامي برصاص ضباط مسلحين بعد أن صدم بسيارته مشاة وطعن شخصاً واحداً على الأقل بالقرب من الكنيس خلال يوم الغفران، وهو أقدس يوم في التقويم اليهودي.
وأضافت الشرطة أن ثلاثة مشتبه بهم، وهم رجلان في الثلاثينيات وامرأة في الستينيات، محتجزون حاليا، وأنه «ألقي القبض عليهم للاشتباه في ارتكابهم أعمالا إرهابية والتحضير لها والتحريض عليها».

وأكدت الشرطة في وقت سابق أن المشتبه به في تنفيذ الهجوم كان من بين القتلى الثلاثة، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك خطر على العامة بعد الواقعة.

وأعلنت الشرطة، في وقت سابق اليوم، مقتل شخصين في محاولة دهس وطعن خارج كنيس يهودي. وقالت في بيان عبر منصة «إكس» إن ثلاثة مصابين في حالة خطيرة، وإن منفذ الهجوم على الأغلب قد قُتل بنيران الشرطة.

وأوضحت الشرطة أن عدداً كبيراً من الناس كانوا داخل الكنيس، ونصحت الناس بتجنب المنطقة مع استمرار عناصرها في التعامل مع الموقف.

كانت شرطة مانشستر الكبرى قد قالت في سلسلة منشورات عبر منصة «إكس»، إن أحد الأشخاص استدعى الشرطة إلى «كنيس هيتون بارك» العبري في كرامبسال بعد فترة قصيرة من الساعة 9:30 صباحاً بالتوقيت المحلي. وقال المتصل إنه شاهد سيارةً تتجه نحو أشخاص، بالإضافة إلى طعن شخص.

وقالت الشرطة إنه بعد دقائق أطلق رجال الشرطة طلقات نارية.

ضباط شرطة مسلحون يتحدثون مع بعض الأشخاص بالقرب من كنيس هيتون بارك التابع للطائفة العبرية في كرامبسال شمال مانشستر (أ.ف.ب)

وأضافت: «تم إطلاق النار على شخص، يُعتقد أنه المعتدي». وأشارت إلى أن 4 أفراد يتلقون العلاج لإصابات لحقت بهم؛ بسبب دهس السيارة أو الطعن.

وقال أندي برنهام عمدة منطقة مانشستر الكبرى، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «يبدو أن الخطر الفوري انتهى».

«حادث إرهابي»

أعلنت الشرطة البريطانية أن الهجوم على كنيس يهودي قرب مانشستر «حادث إرهابي»، وعبّرت عن اعتقادها أنها تعرف هوية المهاجم.

وقال لورانس تايلور، أكبر مسؤول بمكافحة الإرهاب في بريطانيا، اليوم، إن الضباط اعتقلوا شخصين وكثفوا الدوريات في جميع أنحاء البلاد.

رجال الإسعاف يساعدون سيدة بالقرب من موقع الحادثة (أ.ف.ب)

في حين أعلن أن السلطات تعتقد أن المشتبه به في حادثة الطعن والدهس عند كنيس في المدينة البريطانية «توفِّي».

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «يُعتَقد أن المعتدي توفي، على الرغم من أن ذلك ليس مؤكداً». وأوضح أنه «نتيجة لذلك يمكن إعطاء قدر من الطمأنينة بأن الحادثة ليست متطورة ولا مستمرة».

ضباط شرطة مسلحون بالقرب من كنيس هيتون بارك التابع للطائفة العبرية في كرامبسال شمال مانشستر (أ.ف.ب)

وعبّر الملك تشارلز الثالث عن صدمته إزاء الهجوم قرب الكنيس اليهودي. وكذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عبر منصة «إكس»، أنه مصدوم إزاء الهجوم.

وقال: «أصبت بالفزع من الهجوم على كنيس يهودي في كرامبسال». وأضاف: «وقوع هذه الحادثة في يوم كيبور، أقدس يوم في التقويم اليهودي، يزيد الأمر فظاعة».

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن خالص تعازيه لأقارب المتضررين من الحادثة، وكذلك أعرب عن شكره لخدمات الطوارئ. وصرَّح بأنه سوف يتم نشر مزيد من قوات الشرطة عند الكنيس في المملكة المتحدة بعد وقوع هجوم مانشستر.

وأدلى ستارمر بهذا التصريح لدى استعداده للعودة إلى بلاده بعد حضور قمة للقادة الأوروبيين في كوبنهاغن بالدنمارك. ويعتزم ستارمر ترؤس اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية.

وقال ستارمر في وقت لاحق، اليوم (الخميس)، إن «منفّذ هجوم الكنيس استهدف اليهود لأنهم يهود، ويجب على بريطانيا القضاء على ازدياد كراهية الشعب اليهودي». ووعد ستارمر «بتوفير الأمن الذي يستحقه المجتمع اليهودي».

إسرائيل تعرب عن صدمتها

من جانبها، ندّدت السفارة الإسرائيلية في لندن بالهجوم ووصفته في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه «شنيع ومحزن للغاية».

وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الخميس)، عن صدمته إزاء الهجوم المميت الذي وقع خارج كنيس يهودي في المملكة المتحدة، متهماً السلطات البريطانية بالفشل في كبح ما وصفه بتصاعد معاداة السامية في البلاد. وقال ساعر عبر حسابه على منصة «إكس»: «أشعر بالصدمة إزاء الهجوم الإجرامي بالقرب من كنيس هيتون بارك في مانشستر، صباح أقدس يوم لدى الشعب اليهودي: يوم الغفران». وأضاف الوزير: «يجب قول الحقيقة: التحريض الصارخ والمنتشر ضد السامية وضد إسرائيل، إلى جانب الدعوات الداعمة للإرهاب، أصبحت مؤخراً ظاهرة واسعة الانتشار في شوارع لندن، وفي مدن أخرى عبر بريطانيا، وفي جامعاتها».

الأمم المتحدة تندد

ندّد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بالهجوم أمام الكنيس اليهودي في المملكة المتحدة، واصفاً عمليات الاستهداف على أساس ديني بأنها «مؤسفة للغاية». وقال: «أشعر بالذعر حيال تقارير اليوم عن هجوم على كنيس في مانشستر في المملكة المتحدة يوم عيد الغفران»، مضيفاً: «حرية الديانة أو المعتقد أساسية بالنسبة لإنسانيتنا ويجب الدفاع عنها».


مقالات ذات صلة

16 قتيلاً بحريق في دار لرعاية المسنين بإندونيسيا

آسيا سكان محليون ينقذون امرأة مُسنة أثناء حريق في دار ويردها داماي للمسنين بمانادو مقاطعة سولاويزي الشمالية بإندونيسيا (رويترز)

16 قتيلاً بحريق في دار لرعاية المسنين بإندونيسيا

أسفر حريق اندلع في دار لرعاية المسنين بجزيرة سولاويزي الإندونيسية، مساء أمس الأحد، عن مقتل أكثر من 16 شخصاً، وإصابة ثلاثة آخرين، وفق مسؤول محلي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
شمال افريقيا من مراسم تشييع الحداد ومرافقيه في مدينة مصراتة الليبية (مكتب الدبيبة)

«الصندوق الأسود» يربك رواية سقوط طائرة الحداد ويشعل تساؤلات الليبيين

خيّمت أجواء من الارتباك والجدل على المشهد الليبي عقب اعتذار ألمانيا عن تحليل الصندوق الأسود لطائرة «فالكون 50» التي تحطمت في أنقرة.

علاء حموده (القاهرة)
أوروبا قطار يدخل محطة مترو في باريس (أ.ف.ب)

إصابة 3 نساء بجروح في عمليات طعن بمترو باريس

أقدم رجل مسلّح بسكين، الجمعة، على مهاجمة عدة نساء على الخط الثالث لمترو العاصمة الفرنسية باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا عَلم السويد بأحد شوارع ستوكهولم (رويترز)

الشرطة السويدية تحقق في حادث أوقع إصابات ببودين شمال البلاد

أعلنت الشرطة السويدية، اليوم الخميس، أنها تحقق في حادث خطير وقع ببلدة بودين شمال البلاد.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
العالم الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

تحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه» بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في ملبورن اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (ملبورن)

زيلينسكي: سنناقش مع ترمب إمكانية وجود قوات أميركية في أوكرانيا

الرئيس الأميركي ​دونالد ‌ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي ​دونالد ‌ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي: سنناقش مع ترمب إمكانية وجود قوات أميركية في أوكرانيا

الرئيس الأميركي ​دونالد ‌ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي ​دونالد ‌ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إن ‌كييف ‌ستناقش ‌مع الرئيس الأميركي ​دونالد ‌ترمب إمكانية وجود قوات أميركية في أوكرانيا، في إطار الضمانات الأمنية.

ووفقاً لـ«رويترز»، أضاف ‌زيلينسكي لوسائل إعلام في محادثة عبر تطبيق «واتساب»، أن أوكرانيا ملتزمة بمواصلة ​المحادثات بشأن كيفية إنهاء الحرب، وأنه مستعدّ للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأي شكل.


باريس تستضيف قمة «تحالف الراغبين» لدعم كييف

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

باريس تستضيف قمة «تحالف الراغبين» لدعم كييف

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه (أرشيفية - د.ب.أ)

عجَّل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد اجتماع الأحد في مارالاغو (فلوريدا) الذي ضم الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومجموعة من القادة الأوروبيين إلى الإعلان عن اجتماع قريب لـ«تحالف الراغبين» الذي يضم 35 دولة أكثريتها الساحقة أوروبية.

وكتب ماكرون على منصة «إكس» ما حرفيّته: «نحرز تقدماً فيما يخص الضمانات الأمنية (التي تطلبها أوكرانيا) والتي سيكون لها دور مركزي في التوصل إلى سلام عادل ودائم (بين روسيا وأوكرانيا). وسوف نجتمع كمجموعة (تحالف الراغبين) في باريس بداية يناير (كانون الثاني) لوضع اللمسات الأخيرة على المساهمات الفعلية لكل طرف».

وقال زيلينسكي، الثلاثاء، إن قمة «تحالف الراغبين» ستعقد الثلاثاء القادم (6 يناير) في باريس وسيسبقها اجتماع لمستشاري الأمن القومي التحالف المذكور في كييف يوم 3 يناير.

زيلينسكي يتوسّط قادة أوروبيين ومفاوضين أميركيين خلال محادثات في برلين حول أوكرانيا 15 ديسمبر 2025 (د.ب.أ)

خلفيات الاستعجال الفرنسي

يأتي الاستعجال الفرنسي عقب ما اعتُبر تقدماً ملموساً تَحقَّق خلال اجتماع ترمب - زيلينسكي، وما جاء على لسان الرئيسين بخصوص الضمانات الأمنية. فالرئيس الأوكراني أعلن، في المؤتمر الصحافي المشترك مع ترمب، أنه تم إحراز تقدم كبير فيما يخص الضمانات الأمنية «القوية» التي يلتزم بها الجانب الأميركي.

وأضاف زيلينسكي، في حوار مع مجموعة صحافية على تطبيق «واتساب»، أن واشنطن عرضت ضمانات أمنية صالحة لـ15 عاماً، وأنه طلب من الرئيس الأميركي أن تمتد إلى 30 أو 40 أو حتى 50 عاماً لردع روسيا عن مهاجمة أوكرانيا مجدداً بعد التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين. وأضاف زيلينسكي أن ترمب وعده بالرد على طلبه. والأهم أن الرئيس الأوكراني جزم بأنه «من دون ضمانات أمنية، لن تنتهي هذه الحرب بصورة واقعية». بيد أنه امتنع عن الكشف عن تفاصيل الضمانات الأميركية، مكتفياً بالقول إنها تشمل آليات لتنفيذ؛ أي اتفاق سلام، وأنها تضم «شركاء»، في إشارة الى «تحالف الراغبين». وقال في المناسبة عينها إن وجود قوات داعمة لكييف على الأراضي الأوكرانية «جزء مهم» من هذه الضمانات. أما ترمب فقد أشار في المؤتمر الصحافي المذكور إلى أنه يتوقع من الدول الأوروبية أن «تضطلع بجزء كبير» من هذه الضمانات «بدعم أميركي».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالثياب العسكرية كما ظهر في صورة مأخوذة من مقطع فيديو السبت الماضي (أ.ب)

المعضلة أن ترمب نفسه لم يكشف النقاب عمّا ستلتزم به بلاده، الأمر الذي يثير، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس، صعوبتين متلازمتين: الأولى، أن الدول الجاهزة للمشاركة في «قوة الطمأنة» التي ستنبثق عن «تحالف الراغبين» تربط مساهمتها بوجود «تعهد أميركي» بالتدخل، في حال عاودت روسيا استهداف أوكرانيا مجدداً. وبكلام آخر، لا يريد الأوروبيون أن يكونوا وحدهم في مواجهة القوات الروسية، انطلاقاً من مبدأ أن القوات الأميركية وحدها قادرة على «ردع» الجانب الروسي. لذا، فإنهم يطالبون بـ«شبكة أمان» (Backstop) تتضمن تعهداً أميركياً بحماية «قوة الطمأنة» عند الحاجة. والصعوبة الثانية أن روسيا ترفض نشر أي قوات على الأراضي الأوكرانية تكون تابعة لدول أعضاء في الحلف الأطلسي.

وسبق لموسكو أن جعلت من هذا الأمر «خطاً أحمر». ومن الواضح أن الأوروبيين يراهنون على دور أميركي في «تليين» الموقف الروسي. وإذا واظبت موسكو على رفضها، فإن أي نشر لـ«قوة الطمأنة» سيكون مستبعداً، على الرغم من أن الخطط الأوروبية لا تتحدث إطلاقاً عن نشرها على خط المواجهة بل في المواقع الخلفية ما بين كييف وحدود أوكرانيا الغربية. وأكثر من مرة، أكد قادة أوروبيون وعلى رأسهم ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن «قوة الطمأنة» لن تكون قوة قتالية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحِّباً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريد الأحد الماضي (أ.ف.ب)

من الوعود إلى الالتزامات

حتى اليوم، كانت دول «تحالف الراغبين» تقدم وعوداً بالمشاركة في توفير الضمانات الأمنية، التي تراها باريس في ثلاثة مستويات: الأول، توفير الدعم الضروري للجيش الأوكراني مالياً وتسليحياً بحيث يشكل «الضمانة الأولى»؛ والثاني، المشاركة الفعلية بوحدات عسكرية لرفد «قوة الطمأنة». وحتى اليوم، ثمة عدة دول أعلنت بوضوح استعدادها للمشاركة، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وإستونيا والنروج وليتوانيا وتركيا، فيما دول أخرى «مستعدة» ولكنها لم تكشف عن طبيعة مساهماتها، ومنها بلجيكا وهولندا والسويد والدنمارك وفنلندا ولاتفيا... في المقابل، ثمة دول رفضت أي مشاركة بوحدات عسكرية، وعلى رأسها بولندا وإيطاليا... أما المستوى الثالث فهو بالطبع يخص الجانب الأميركي. وأفادت مصادر رئاسية بأن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أكد مشاركة بلاده في الضمانات الأمنية ولكنه بقي غامضاً إزاء طبيعتها، علماً أن أوكرانيا تطالب بما يشبه «البند الخامس» من معاهدة «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) التي تجعل من أي اعتداء خارجي لبلد عضو في الحلف اعتداءً على كل أعضائه.

في هذا السياق فإن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيوفِّر لها ضمانة أوروبية شبيهة بالفقرة الخامسة، وهو ما أكدته أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بقولها إن انضمام أوكرانيا يشكّل ضمانة أمنية أساسية «في حد ذاته» شبيهة بالمادة 5 من الحلف الأطلسي. بيد أن المشكلة تكمن في أن الاتحاد الأوروبي ليس منظمة دفاعية - عسكرية كالحلف الأطلسي. ورغم أن الأوربيين يدفعون باتجاه تسريع انضمام كييف إلى ناديهم، فإن موعده ليس واضحاً بسبب القواعد المفترض توفرها في الدولة المرشحة. وبعد الفضائح الأخيرة التي عرفتها كييف، فمن غير المرجح أن يتم انضمامها إلى الاتحاد سريعاً.

أمن القارة الأوروبية

قياساً إلى ما سبق، تبرز أهمية الاجتماع رفيع المستوى الذي يدعو إليه ماكرون الأسبوع المقبل، والذي ترجح باريس أن يكون بمشاركة زيلينسكي وعديد من القادة الأوروبيين. والسبب في ذلك أهميته الاستثنائية في ظل تسارع الاتصالات والمشاورات الدبلوماسية والانخراط الأميركي القوي، التي من شأنها جعل التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار أقرب من أي وقت مضى.

لذا، ثمة حاجة ملحة لـ«تحالف الراغبين» إلى تسريع العمل وتحديد ما يلتزم كل طرف بتقديمه جدياً على المستويات المالية والتسليحية واللوجيستية والعسكرية، علماً أن هيئة أركان جماعية يديرها ضابط فرنسي تجتمع في ضاحية قريبة من باريس وتعمل على رسم خطط الانتشار ودراسة السيناريوهات المحتملة لـ«قوة الطمأنة» التي لا يُعرف بعد تكوينها وعديدها وتسليحها.

وينظر الأوروبيون إلى مساهماتهم من زاويتين: الأولى، تأكيد وحدة الموقف الأوروبي بالوقف الحازم إلى جانب أوكرانيا (مع بعض الاستثناءات: المجر وسلوفاكيا)، والأخرى، اعتبار مشاركتهم المدخل المتاح حتى لا يتفرد «الحليف الأميركي» بالملف الأوكراني، وليكون لهم دور في شأن يرتبط به أمن القارة الأوروبية، فضلاً عن المشاركة في الدفع باتجاه اتفاق سلام يُنهي حرباً على قارتهم انطلقت قبل أربع سنوات.


وزير الدفاع الألماني ينتقد الفضائح «الصادمة» في فوج المظليين بالجيش

جنود ألمان يشاركون في مناورات عسكرية بليتوانيا (رويترز)
جنود ألمان يشاركون في مناورات عسكرية بليتوانيا (رويترز)
TT

وزير الدفاع الألماني ينتقد الفضائح «الصادمة» في فوج المظليين بالجيش

جنود ألمان يشاركون في مناورات عسكرية بليتوانيا (رويترز)
جنود ألمان يشاركون في مناورات عسكرية بليتوانيا (رويترز)

وصف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الفضائح التي طالت مظليين في القوات المسلحة الألمانية بأنها «صادمة»، مؤكداً أنها تمثل انتهاكاً صارخاً لقيم الجيش الألماني.

وتشمل القضايا المبلغ عنها حالات تطرف يميني، وسلوكاً جنسياً غير لائق، وتعاطي مخدرات، حسبما أوضح الوزير في تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأعلنت وزارة الدفاع أن التحقيقات في فوج المظليين رقم 26 في منطقة تسفايبروكن بولاية راينلاند - بفالتس أسفرت عن فصل عدد من الجنود، بينما تواصل النيابة العامة التحقيق مع 19 جندياً.

وأبدى بيستوريوس استياءه من تعامل القيادة المحلية في البداية مع هذه البلاغات، رغم بدء التحقيقات لاحقاً، وفرض عقوبات أولية، مؤكداً أن تجاهل المخالفات أو عدم التعامل معها بالحزم المطلوب أمر غير مقبول.

وأوضح الوزير أن المفتش العام للقوات البرية، الجنرال ليفتنانت كريستيان فرويدينغ، أطلق إجراءات عاجلة للحيلولة دون تكرار هذه السلوكيات، موضحاً أن هذه الإجراءات ستجمع في «خطة عمل للقوات المحمولة جواً» لضمان تنفيذها.

وحدد بيستوريوس 3 أهداف أساسية، وهي كشف جميع الوقائع بشكل كامل، ومعاقبة أي مخالفات إضافية بأقصى صرامة، واستعادة الثقة بالقيادة العسكرية المحلية.

وشدد الوزير على أنه لا مكان للتطرف، والسلوك الجنسي غير اللائق، وتعاطي المخدرات في الجيش الألماني، مؤكداً ضرورة توفير بيئة آمنة للإبلاغ عن الانتهاكات دون خوف أو تضامن خاطئ مع المخالفين.

وذكرت صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» اليومية الوطنية في وقت سابق أن التحقيقات كانت جارية منذ أشهر في فوج المظليين 26 في زويبروكن، مع التركيز على التطرف اليميني، وسوء السلوك الجنسي، والطقوس العنيفة والمخدرات.

وتم اتهام عشرات الأفراد في الفوج بالاعتداء الجنسي والتحرش بالنساء، مع اتهام 30 على الأقل بالتطرف السياسي ومعاداة السامية فيما يتعلق بأكثر من 200 حادثة.

وذكرت الصحيفة تأدية تحيات هتلرية ووجود حزب نازي بناءً على معلومات داخلية. وأفادت بأن النساء تعرضن لأعمال استعراضية، وأجبرن على الاستماع إلى نكات إباحية وخيالات اغتصاب.

وقال بيستوريوس إنه يجب أن يكون واضحاً أن التطرف وسوء السلوك الجنسي وتعاطي المخدرات لا مكان لها في القوات المسلحة.

وأضاف: «من المهم بنفس القدر ألا يكون هناك خوف من الإبلاغ عن الحوادث - أو حتى الشعور المضلل بالتضامن مع أولئك الذين يتجاوزون كل الخطوط».

وأكد الوزير ضرورة ضمان مساحة آمنة في جميع الأوقات، ليشعر المتضررون بالأمان عند الإبلاغ عن حوادث من هذا النوع.