فرنسا تنظر بـ«إيجابية» لخطة ترمب... لكنها تدرك «الملاحظات والنواقص»

مصادر دبلوماسية: قمة نيويورك لـ«حل الدولتين» مهدت الطريق لولادة المبادرة الأميركية

رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن ترحب الأربعاء بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كوبنهاغن بمناسبة القمة الأوروبية (أ.ف.ب)
رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن ترحب الأربعاء بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كوبنهاغن بمناسبة القمة الأوروبية (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تنظر بـ«إيجابية» لخطة ترمب... لكنها تدرك «الملاحظات والنواقص»

رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن ترحب الأربعاء بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كوبنهاغن بمناسبة القمة الأوروبية (أ.ف.ب)
رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن ترحب الأربعاء بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كوبنهاغن بمناسبة القمة الأوروبية (أ.ف.ب)

رغم بعض الملاحظات والنواقص، تنظر باريس بكثير من الإيجابية إلى الخطة التي كشف عنها الرئيس الأميركي الاثنين الماضي.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أوائل الذين عجلوا بالترحيب بـ«انخراط الرئيس ترمب من أجل وضع حد للحرب في غزة وتحرير جميع الرهائن».

غير أنه أضاف في تغريدة على منصة «إكس»: «ينبغي أن تتيح عناصر (هذه الخطة) إجراء نقاش معمق مع جميع الشركاء المعنيين من أجل بناء سلام دائم في المنطقة، على أساس حل الدولتين والعناصر التي وافقت عليها 142 دولة في الأمم المتحدة، بمبادرة من فرنسا والمملكة العربية السعودية». ماكرون أكد كذلك أن فرنسا «جاهزة للمساهمة، وستكون متيقظة إزاء التزامات الأطراف كافة».

من جهتها، تشدّد مصادر دبلوماسية في باريس على «التقارب الكبير جداً في الرؤية» بين الخطة الأميركية وبين ما تحقق في نيويورك بإطار المبادرة الفرنسية - السعودية، وهذه المبادرة أفضت إلى «إعلان نيويورك» الذي وافقت عليه 142 دولة، ودفع عشر دول (بينها فرنسا) إلى الاعتراف بـ«دولة فلسطين»؛ إلا أن باريس تعي العقبات التي يمكن أن تواجه الخطة الأميركية، ومصادرها «لا تغض النظر عن المخاطر والقيود التي يمكن أن تهددها».

رابط قوي مع إعلان نيويورك

ما تريد باريس التشديد عليه هو وجود «رابط قوي جداً» بين ما حصل في نيويورك وما حصل لاحقاً في واشنطن، وتعد أن الخطة الأميركية «مبنية في الواقع على المنطق الذي كنا نتبناه وعلى الجهود التي بذلناها، وبالتالي فهي نتيجة إيجابية للغاية لدبلوماسيتنا».

وما تعنيه المصادر الفرنسية أن نتائج قمة نيويورك «مهدت الطريق» لولادة الخطة الأميركية إذ إن الالتزامات الفلسطينية والعربية التي تضمنها الإعلان «أزالت، بطريقة ما، أي ذريعة لدى إسرائيل لمواصلة الحرب في غزة، وشجعت الولايات المتحدة على المضي في هذا الاتجاه، مستندة إلى هذه الالتزامات».

كذلك، فإن قمة نيويورك أبرزت عُزلة إسرائيل القوية في العالم، والأهم لدى حلفائها الغربيين الموالين لها تقليدياً.

نتنياهو يلقي كلمته فيما قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة شبه فارغة الجمعة (أ.ف.ب)

والعنصر الثالث أن قمة نيويورك «أعادت إيجاد أفق سياسي» لوضع حد للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي لأنها لم تقتصر على وقف إطلاق النار في غزة، بل ركزت على «الحل السياسي» الذي غاب عن المبادرات السابقة ما تسبب بفشل مساعي التوصل إلى هدنات واستئناف الحرب.

وتعدد المصادر الفرنسية نقاط التطابق بين مضمون «إعلان نيويورك» وخطة ترمب: الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتحرير جميع الرهائن، وتوفير وصول واسع النطاق للمساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق الأمم المتحدة وليس عبر «مؤسسة غزة الإنسانية»، إضافة إلى نزع سلاح «حماس» واستبعادها عن حكم غزة، وإنشاء «بعثة دولية للاستقرار» تكون مكلفة بضمان أمن الإسرائيليين والفلسطينيين في «اليوم التالي» بعد وقف إطلاق النار.

إشارة ضعيفة للدولة

كذلك، تبدو باريس سعيدة بأن خطة ترمب تنص على عدم ضم الضفة الغربية أو غزة، كما أنها «حددت أفقاً» لاستعادة السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع، مرحلياً، فضلاً عن أنها تشير في بندها الـ19 إلى أن قيام «الدولة الفلسطينية» مشروط بـ«تقدم عملية إعادة إعمار غزة، وتنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية على النحو المطلوب»، ما من شأنه أن «يوفر أخيراً الظروف الملائمة لفتح طريق موثوق نحو تقرير المصير وإنشاء دولة فلسطينية، وهو ما نعترف بأنه طموح الشعب الفلسطيني».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجية المملكة العربية السعودية يترأسان قمة الاعتراف بفلسطين وحل الدولتين بالجمعية العامة في نيويورك (إ.ب.أ)

رغم ضعف الإشارة إلى قيام الدولة الفلسطينية، فإن باريس تعد ما نصت عليه النقاط الـ19 تقدماً خصوصاً على المستوى الأميركي، حيث لم يسبق للرئيس ترمب أن تحدث سابقاً عن قيام دولة فلسطينية.

وكتبت صحيفة «لوموند» المستقلة في عددها، يوم أمس، أن ترمب لم يتحدث أبداً مع ماكرون عن موضوع الدولة الفلسطينية. أما مسارعة بنيامين نتنياهو، مباشرة عقب عودته إلى إسرائيل، إلى تأكيد «معارضته التامة لقيام دولة فلسطينية» ما يتناقض تماماً مع موافقته على الخطة الأميركية، فإن باريس تعزوه «لأسباب سياسية داخلية» إسرائيلية، وكونه تعرض لعملية «لي ذراع» من جانب ترمب، كما ترى أن نتنياهو قدّم عرضاً لما حصل في واشنطن لا يتطابق مع مضمون الخطة.

لا تعويل على نتنياهو

لكن فرنسا لا تعول كثيراً على تخلي نتنياهو عن معارضته، وهو الذي يعبّر عنها بكل مناسبة وبكلام قاطع. إلا أنها بالمقابل، ترى أنه لن يبقى في الحكم إلى الأبد، وأن الانتخابات المقبلة في إسرائيل ربما تأتي بحكومة مختلفة.

نتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما في القدس يوم 24 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

ومن جانب آخر، تعول باريس على الضغوط العربية والأوروبية، وعلى الموقف الجديد لترمب من أجل تعديل السياسة الإسرائيلية.

تبدو المقاربة الأوروبية قائمة على أساس أن خطة ترمب «أفضل الممكن»، وأنها الوحيدة التي يمكن أن تقود إلى وقف إطلاق النار، ووضع حد لعمليات القتل المتواصلة في غزة بفضل انخراط الرئيس الأميركي الشخصي.

وقالت مصادر فرنسية إن «إعلان نيويورك» لم يكن «نقطة النهاية بل هو منطلق لمفاوضات» ضرورية، وإن المبادرة الأميركية جزء منها. بيد أن باريس كانت تفضل أن تتضمن الخطة الأميركية «محطات زمنية محددة» لكل مرحلة من مراحلها، أكان بالنسبة لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، أو بالنسبة لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، وتبدو قلقة من بقائه لفترات غير محددة في أجزاء من القطاع.

قيام الدولة لا يجب أن يبقى غامضاً

ورغم ترحيبها بإشارة الخطة إلى دولة فلسطينية، وكونها ثمرة وعدّها «ثمرة المفاوضات»، والجهود التي بذلت في إطار «حل الدولتين»، وبالتالي فإنها «فرصة رئيسية تتوافر لدينا»، فإنها بالمقابل تشدد على «ألا يبقى قيامها بمثابة أفق غامض وضبابي».

وإذ تذكر باريس بأنها أول من اقترح إنشاء «مهمة دولية لتوفير الاستقرار» في غزة، وأكدت أن قيامها يجب أن يمر عبر مجلس الأمن الدولي، إلا أنها تريد ألا تكون أبدية بل مؤقتة المهام بحيث تعود مهمة حفظ الأمن لقوى السلطة الفلسطينية عقب عودتها إلى غزة.

فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأشارت المصادر الفرنسية إلى أن وزير الخارجية جان نويل بارو عقد اجتماعاً في نيويورك مع كثير من نظرائه للبحث في تشكيل القوة المرتقبة، كما تشاور عدة مرات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بهذا الشأن.

أما بالنسبة لمشاركة فرنسا في «لجنة السلام» التي ستكون برئاسة ترمب، فإنها ستكون «موضع تفاوض»، وأن المسألة لم يتم بحثها سابقاً مع واشنطن.

تبقى هناك عدة أسئلة ومنها طبيعة رد «حماس» على الخطة، ومدى تجاوب واشنطن مع دعوات عربية، لإجراء تعديلات عليها. والأربعاء، كشف موقع «أكسيوس» عن المساومات التي سبقت الإعلان عن الخطة، ونجاح الضغوط الإسرائيلية لتعديل عدد من بنودها بما يتلاءم مع المصلحة الإسرائيلية.


مقالات ذات صلة

تقرير: نتنياهو فكر في فتح معبر رفح قبل لقاء ترمب لكنه تراجع

المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 4 فبراير 2025 (أرشيفية - إ.ب.أ) play-circle

تقرير: نتنياهو فكر في فتح معبر رفح قبل لقاء ترمب لكنه تراجع

نقلت صحيفة إسرائيلية، عن مصدر، قوله إن بنيامين نتنياهو عرض فتح معبر رفح بين مصر وغزة في كلا الاتجاهين كبادرة حسن نية قبل اجتماعه مع ترمب، لكنه تراجع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا منظر عام لكتلة خرسانية تمثل «الخط الأصفر» الذي رسمه الجيش الإسرائيلي في البريج وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«توسيع الخط الأصفر»... مخطط جديد يُهدد مسار «اتفاق غزة»

تسريبات إسرائيلية جديدة تتضمن توسيع وجود قواتها بقطاع غزة من 53 إلى 75 في المائة، وسط جهود للوسطاء من أجل الدفع بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

محمد محمود (القاهرة)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لدى وصولهما إلى المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب) play-circle

نتنياهو يستعد لترمب بخطة بديلة في غزة... وتركيز على إيران

وسط زخم من التقديرات والتسريبات الإسرائيلية عما جرى إعداده في تل أبيب للقاء دونالد ترمب، مع بنيامين نتنياهو، اعتبرت مصادر إسرائيلية أن اللقاء «معركة مصيرية».

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية 53 % من الشركات أبلغت عن زيادة في طلبات نقل الموظفين الإسرائيليين (أ.ف.ب)

تقرير إسرائيلي: زيادة عدد الراغبين في العمل بالخارج

أظهر تقرير صدر اليوم (الأحد) أن عدد طلبات انتقال إسرائيليين يعملون في شركات متعددة الجنسيات في إسرائيل إلى الخارج، ارتفع العام الماضي نتيجة الحرب على غزة.

«الشرق الأوسط» (القدس)
تحليل إخباري صبية فلسطينيون ينظرون إلى كهف قُتل فيه 3 شبان على يد القوات الإسرائيلية قرب مدينة جنين بالضفة الغربية أكتوبر الماضي (أ.ف.ب) play-circle

تحليل إخباري الجيش الإسرائيلي يحذر من «فشل استراتيجي» في مواجهة الهجمات الفلسطينية

في حين تشدد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبضتها على الضفة الغربية وتمارس أبشع عمليات القمع ضد الفلسطينيين تعلو تحذيرات داخلية بأن هذه سياسة «فاشلة استراتيجياً».

نظير مجلي (تل أبيب)

إصابة 7 من الشرطة التركية في اشتباك مع مسلحين من «داعش»

عناصر من الشرطة التركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة التركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إصابة 7 من الشرطة التركية في اشتباك مع مسلحين من «داعش»

عناصر من الشرطة التركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة التركية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أصيب سبعة من أفراد الشرطة التركية بجروح خلال اشتباك مع مسلحين يُشتبه في انتمائهم لتنظيم «داعش» في منطقة يالوفا بشمال غرب تركيا اليوم (الاثنين)، وفق ما ذكرت قناة «تي آر تي خبر» ​الرسمية.

وأضافت القناة أن فرق ‌الشرطة نفذت ‌عملية على منزل ‌يُعتقد ⁠أنه يضم ​مسلحين ‌بالقرب من بلدة يالوفا، على ساحل بحر مرمرة، جنوبي إسطنبول. وذكرت القناة أن حالة رجال الشرطة المصابين ليست خطيرة.

وقالت قناة «إن تي في» التلفزيونية إن المشتبه بهم أطلقوا النار على ⁠الشرطة أثناء شنها العملية. وجرى إرسال ‌قوات خاصة من الشرطة من إقليم بورصة إلى المنطقة لتقديم الدعم، بحسب ما أفادت به السلطات.

وفي الأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة التركية 115 شخصاً يُشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش» وذلك بدعوى أنهم كانوا ​يخططون لتنفيذ هجمات خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة في ⁠البلاد، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول آنذاك أن المسلحين كانوا يخططون لهجمات تستهدف غير المسلمين على وجه الخصوص. وقبل نحو عقد من الزمان، نُسبت إلى التنظيم المتشدد سلسلة من الهجمات على أهداف مدنية في تركيا، من بينها هجوم مسلح على ملهى ليلي في إسطنبول ‌وعلى مطار المدينة الرئيسي مما أدى إلى مقتل العشرات.


الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي

بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
TT

الرئيس الإيراني يربط الموازنة بالأمن القومي

بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)

قدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مشروع موازنة العام الجديد بأولويات تتمحور حول الأمن القومي، معتبراً أن الانضباط المالي بات شرطاً أساسياً للصمود في مواجهة الضغوط الخارجية بعد حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل وتشديد العقوبات.

وبعد خمسة أيام من تقديم مسودة الموازنة للبرلمان، دافع بزشكيان أمام المشرعين عن إعداد موازنة بنمو لا يتجاوز 2 في المائة، واصفاً إياها بأنها الخيار «الأصعب» لكنه الأكثر واقعية لتفادي العجز وكبح التضخم في ظل تراجع عائدات النفط وشح الموارد.

وتتخطى الموازنة 100 مليار دولار بحسب صرف السعر المتقلب جداً هذه الأيام.

وشدد بزشكيان على أنها أُعدت في «ظروف استثنائية وضاغطة» فرضتها العقوبات، والحرب مع إسرائيل، قائلاً إن الحكومة اختارت نهجاً منضبطاً لتفادي العجز وكبح التضخم، حتى وإن جاء ذلك على حساب قرارات صعبة تمس بنية الإنفاق والدعم.


الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
TT

الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)
منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)

تسلم الجيش الإسرائيلي منظومة اعتراض بالليزر عالية القدرة تُعرف باسم «الشعاع الحديدي»، حيث سيتم دمجها ضمن منظوماته الصاروخية الدفاعية متعددة الطبقات الحالية.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأحد، إن منظومة الليزر تم تسليمها للجيش الإسرائيلي بعد تطويرها من جانب شركتي الدفاع الإسرائيليتين «إلبيت سيستمز» و«رافائيل».

وتم تصميم منظومة «الشعاع الحديدي» لتعمل بالتوازي مع منظومات دفاع: «القبة الحديدية» و«مقلاع داود» و«آرو»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأفادت الوزارة بأن الاختبارات أظهرت أن هذه المنظومة قادرة على اعتراض الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ والطائرات المسيّرة بشكل موثوق، مضيفة أنها أقل تكلفة بكثير من حيث التشغيل مقارنة بالمنظومات التقليدية القائمة على الصواريخ.

منظومة «الشعاع الحديدي» الاعتراضية التي تعمل بالليزر (د.ب.أ)

ووفقاً لتقديرات أميركية، يمكن لسلاح الليزر تحييد الطائرات المسيّرة بتكلفة تبلغ نحو 4 دولارات لكل اعتراض، مقارنة بالتكلفة الأعلى بكثير لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية الحالية.

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، نشر المنظومة بأنه «لحظة تاريخية» تغيّر بشكل جذري مشهد التهديدات. وأكد كاتس أن المنظومة أصبحت جاهزة للعمل بشكل كامل، وأنها توجه رسالة واضحة إلى خصوم إسرائيل: «لا تتحدونا».

وقال أمير بارام، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن تسليم المنظومة يمثل «بداية ثورة تكنولوجية» في مجال الدفاع الجوي.