500 قتيل في 3 أيام... كيف تُحصى أعداد الضحايا في غزة؟

مصادر بوزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط»: لجنة قضائية مختصة تتابع ملف البلاغات عن المفقودين

TT

500 قتيل في 3 أيام... كيف تُحصى أعداد الضحايا في غزة؟

الدخان يتصاعد عقب هجوم إسرائيلي دمّر برجاً بمدينة غزة يوم الأحد (أ.ب)
الدخان يتصاعد عقب هجوم إسرائيلي دمّر برجاً بمدينة غزة يوم الأحد (أ.ب)

في 16 سبتمبر (أيلول) الحالي، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب قبل نحو عامين تخطى 65 ألف قتيل؛ وبعد نحو 12 يوماً قفز العدد ليتجاوز 66 ألفاً، فهل كان هذا يعني تسارع وتيرة الموت ليحصد 1000 قتيل في تلك الأيام المعدودات؟

تنشر الوزارة إحصاءاتها يومياً بهدف تزويد وسائل الإعلام والهيئات المحلية والدولية بأحدث الأعداد التي تعجز هذه الوسائل عن متابعتها على الأرض. وأحياناً توثق هذه البيانات قفزات ملحوظة في أعداد الضحايا الذين تسجل الوزارة أعدادهم كل 24 ساعة، مما يثير تساؤلات كثيرة عن السبب.

حدث هذا على سبيل المثال يوم 27 من الشهر الحالي، حينما أُضيف إلى إجمالي العدد أكثر من 300 قتيل دفعة واحدة، بينما لم يتجاوز عدد القتلى في ذلك اليوم 80 قتيلاً.

تحت الركام

تجيب مصادر مطلعة من وزارة الصحة بغزة عن هذه التساؤلات، وتوضح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك أعداداً كبيرة ممن تقتلهم القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، سواء بالقصف الجوي أو بإطلاق النار، يبقون تحت أنقاض المنازل التي تتعرض للقصف، فيما تبقى جثث آخرين عالقة داخل منازلهم أو في الشوارع وغيرها من المناطق الخطرة التي لا تستطيع الطواقم الطبية أو غيرها من فرق الإنقاذ الوصول إليها.

وبحسب تلك المصادر، هناك آلاف ما زالوا في عداد المفقودين، ولا يُعرف مصيرهم، في حين أن عوائلهم تؤكد أن عدداً كبيراً منهم يوجد تحت أنقاض منازل دُمرت فوق رؤوس ساكنيها.

فلسطينيون يتفحصون موقع هجوم إسرائيلي دمر منزلاً بمدينة غزة يوم الاثنين (رويترز)

وبيَّنت المصادر أن هذه الأوضاع دفعت لتشكيل لجنة قضائية تتابع ملف البلاغات عن المفقودين. وبعد تدقيق طويل في بياناتهم، ومع الاستعانة كذلك بفرق فنية وغيرها، تعتمد اللجنة من حين إلى آخر دفعات من هؤلاء المفقودين على أساس أنهم قتلى، ومن ثم تضيفهم رسمياً لإحصاءاتها. بعدها تبلغ اللجنة رسمياً وزارة الصحة بغزة بهذه الأرقام الجديدة، فتعلنها الوزارة في بيانها اليومي.

وتتشكل تلك اللجنة من ممثلين لعدة جهات، منها السلطة الفلسطينية في رام الله، ومنها جهات شرعية وقانونية وقضائية وغيرها.

وتُظهر أحدث الإحصاءات أنه في غضون ثلاثة أيام، من 26 إلى 28 من الشهر الحالي، ارتفع العدد الإجمالي لضحايا الحرب الإسرائيلية بعد إضافة نحو 500 قتيل ممن اعتمدتهم اللجنة ضمن أعداد القتلى، إلى جانب انتشال جثامين من الأماكن المدمرة أو من الشوارع والطرقات التي تنتشر قوات إسرائيلية بالقرب منها.

أزمة المفقودين

تقول المصادر إن هناك جهوداً كبيرة تُبذل لمحاولة التخفيف من أزمة المختفين والمفقودين، مبينةً أن اللجنة التي تشرف على هذه القضية تدقق بحرص في كل بلاغ يصلها عن مفقودين، وتحاول التواصل مع لجان دولية وغيرها من أجل التحقق مما إذا كان بين هؤلاء المفقودين أشخاص ربما اعتقلتهم إسرائيل.

ووفقاً لمصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن أعداداً كبيرة فُقدت يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سواء ممن شاركوا في الهجوم من عناصر «حماس»، أو من المدنيين الذين عبروا الحدود بعد انهيار القوات الإسرائيلية، ولا يُعرف مصيرهم حتى اليوم، ومن غير الواضح إن كانوا معتقلين أو قتلى.

وتوضح المصادر أن من أُسروا في ذلك اليوم لم يوجدوا مع أي أسرى فلسطينيين اعتقلوا بعد ذلك التاريخ، خصوصاً في العمليات العسكرية البرية داخل القطاع، مبينةً أن هذا الأمر زاد من الغموض الذي يكتنف مصيرهم. أما من اعتُقلوا بعد ذلك خلال العمليات الإسرائيلية البرية، فقد كشف فلسطينيون أفرجت عنهم إسرائيل لاحقاً أنهم رأوهم داخل السجون، في حين لا يُعرف شيء عن مصير المفقودين في يوم الهجوم.

بكاء ونحيب في جنازة فلسطينيين قُتلوا في ضربات إسرائيلية بوسط قطاع غزة يوم الأحد (رويترز)

وتواجه عوائل آلاف الضحايا ممن فقدوا حياتهم خلال حرب غزة، خصوصاً من موظفي القطاع العام، بمن فيهم موظفون بالسلطة الفلسطينية أو القطاع الخاص، ظروفاً قانونية صعبة للحصول على معاشاتهم، بسبب إجراءات إدارية تتبعها بعض البنوك التي ترفض صرفها لأسباب غير واضحة.

ووفقاً لمصادر فلسطينية مطلعة، فإن ديوان قاضي القضاة التابع للسلطة الفلسطينية يسهل على العوائل الحصول على أوراق تتعلق بحصر الإرث وإذن صرف المعاشات للعوائل وفق الشريعة الإسلامية، «إلا أن البنوك ولأسباب مجهولة تعرقل هذه الخطوات بحجج كثيرة».

وقال مسؤول كبير في ديوان قاضي القضاة لـ«الشرق الأوسط»: «نسهل عملية حصول عوائل الضحايا على حقوقهم من خلال أوراق ثبوتية واضحة بعد التأكد من مقتلهم؛ إلا أن البنوك لا تسمح بصرف الرواتب لهم دون أن نحصل على أي إيضاح بشأن ذلك».

وذكرت المصادر أن هناك أكثر من ستة آلاف طلب عالق لدى البنوك لم يُنفذ أي منها بسبب الإجراءات المصرفية المعرقلة. وأشارت إلى أن عوائل الضحايا، رغم أن عدداً كبيراً منهم كان يخدم في الأجهزة الأمنية والوزارات التابعة للسلطة الفلسطينية، لا تتقاضى معاشاتهم، مما زاد من صعوبة الأوضاع القاسية التي تفرضها الحرب.

على الصعيد الميداني

ميدانياً، توغلت الدبابات الإسرائيلية، يوم الاثنين، حتى باتت على بُعد بضع مئات من الأمتار من مستشفى الشفاء، المستشفى الرئيسي في مدينة غزة. ويقول الأطباء إن مئات المرضى ما زالوا يتلقون العلاج هناك على الرغم من أوامر الإخلاء الإسرائيلية. وقال مسؤولون بقطاع الصحة إن الدبابات حاصرت أيضاً المنطقة المحيطة بمستشفى الحلو، حيث يوجد 90 مريضاً يتلقون العلاج، بينهم 12 من الأطفال الخُدج في الحضَّانات. وأفاد مسعفون بأن المستشفى تعرض للقصف في الليلة السابقة.

فلسطيني يسير وسط الركام داخل منزل أصابته ضربة إسرائيلية بمخيم النصيرات بوسط قطاع غزة يوم الأحد (أ.ف.ب)

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية قولها: «قوات الاحتلال تحاصر المستشفى من جميع الجهات مع اقتراب الدبابات من محيطه، حيث تم تجميع الطواقم الطبية والمرضى داخل الطوابق السفلية، مع تعذر الوصول إلى المستشفى أو الخروج منه».

وقُتل 23 فلسطينياً وأُصيب آخرون، منذ فجر الاثنين، في غارات إسرائيلية متواصلة على القطاع. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 50 قتيلاً و 184 مصاباً وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة، منذ ظهيرة الأحد وحتى يوم الاثنين.

وذكرت وكالة «وفا» أن مواطناً قُتل وأصيب آخرون من طالبي المساعدات بنيران القوات الإسرائيلية قرب مركز مساعدات الطينة جنوب غربي مدينة خان يونس جنوب القطاع.

أما الجيش الإسرائيلي فقد أصدر بياناً، يوم الاثنين، قال فيه إنه يواصل استهداف الجماعات المسلحة لحماية المدنيين الإسرائيليين.

كما أعلن اعتراض قذيفتين قال إنهما أُطلقتا من غزة باتجاه مستوطنة ناحل عوز قرب قطاع غزة. وأضاف في بيان مقتضب: «قبل قليل، تم رصد إطلاق قذيفتين من قطاع غزة باتجاه منطقة ناحل عوز. جرت محاولات اعتراض القذيفتين اللتين لم تخترقا الأراضي الإسرائيلية وسقطتا داخل قطاع غزة».

 

 


مقالات ذات صلة

مفوضة أوروبية: خطط إسرائيل لحظر المنظمات الإنسانية الدولية في غزة تعني عرقلة المساعدات

المشرق العربي شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تعبر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم (د.ب.أ)

مفوضة أوروبية: خطط إسرائيل لحظر المنظمات الإنسانية الدولية في غزة تعني عرقلة المساعدات

قالت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات حاجة لحبيب، اليوم الأربعاء، إن خطط إسرائيل لحظر المنظمات الإنسانية الدولية في غزة تعني عرقلة وصول المساعدات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون في شوارع مدينة غزة مروراً بمخيمات النازحين (أ.ب)

مقتل طفلتين فلسطينيتين إحداهما بنيران إسرائيلية في قطاع غزة

قُتلت طفلتان فلسطينيتان، إحداهما برصاص الجيش الإسرائيلي الذي يواصل القصف المدفعي وتدمير المنازل، إضافة إلى شن سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ينتظرون تلقي وجبات الطعام يوم الثلاثاء (د.ب.أ) play-circle

إسرائيل تخنق المنظمات الإنسانية في غزة والضفة

بدأت الحكومة الإسرائيلية سحب تصاريح منظمات إنسانية دولية تعمل في قطاع غزة والضفة الغربية، بحجة عدم استكمال إجراءات التسجيل المطلوبة لممارسة أي نشاط.

«الشرق الأوسط» (غزة - تل أبيب)
تحليل إخباري طفل يقف وسط ملاجئ مؤقتة للنازحين الفلسطينيين في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «اتفاق غزة»: موعد محتمل للمرحلة الثانية يجابه «فجوات»

حديث عن موعد محتمل لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، ضمن النتائج البارزة للقاء الرئيس دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

محمد محمود (القاهرة)
العالم ​تدهور ‌الوضع الإنساني في غزة (أ.ف.ب)

10 دول تحذر من استمرار الوضع الإنساني «الكارثي» في غزة

عبرت بريطانيا وكندا وفرنسا ودول أخرى في بيان مشترك، ‌الثلاثاء، ‌عن ‌قلقها البالغ ⁠إزاء ​تدهور ‌الوضع الإنساني في غزة، ودعت إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات ⁠عاجلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مقتل شخص وإصابة 2 في السويداء بانفجار قنبلة يدوية

تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات السويداء في يوليو الماضي (أرشيفية-د.ب.أ)
تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات السويداء في يوليو الماضي (أرشيفية-د.ب.أ)
TT

مقتل شخص وإصابة 2 في السويداء بانفجار قنبلة يدوية

تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات السويداء في يوليو الماضي (أرشيفية-د.ب.أ)
تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات السويداء في يوليو الماضي (أرشيفية-د.ب.أ)

أفادت قناة «الإخبارية السورية»، اليوم الأربعاء، بمقتل شخص وإصابة 2 في السويداء بانفجار قنبلة يدوية.


«التشاور والمصالحة» تدعو قادة الانتقالي لخفض التصعيد والانخراط السياسي

جانب من مراسم توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)
جانب من مراسم توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)
TT

«التشاور والمصالحة» تدعو قادة الانتقالي لخفض التصعيد والانخراط السياسي

جانب من مراسم توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)
جانب من مراسم توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)

دعا مسؤول يمني قادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى المبادرة باتخاذ إجراءات سياسية وعسكرية تفضي إلى التخلي عن التصعيد المرفوض وطنياً، وإقليمياً، ودولياً، والانخراط في حوار سياسي بعيداً عن فرض المشاريع السياسية بقوة السلاح.

وأوضح أكرم العامري، نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن كثيراً من قادة المجلس الانتقالي «يمتلكون الفهم، والإدراك، والقدرة على تقييم الواقع، والظروف الداخلية، والخارجية، والمصالح الجيوسياسية للإقليم وتشابكاتها، إلى جانب الأبعاد الدولية»، معرباً عن أمله في «أن تلقى الدعوات إلى خفض التصعيد مبادرة، وتعاطياً إيجابياً، بما ينعكس بصورة مباشرة على تحسين الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية المتدهورة».

جانب من مراسم توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2019 (الشرق الأوسط)

الانتقالي لا يزال شريكاً

وأوضح العامري، ويشغل أيضاً الأمين العام لـمؤتمر حضرموت الجامع، أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يزال شريكاً سياسياً رئيساً في إطار الشرعية، وهي قناعة الدولة وقيادتها، ممثلة برئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، إلى جانب مختلف القوى السياسية، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن على قيادة المجلس الانتقالي المبادرة «باتخاذ إجراءات سياسية وعسكرية يتخلون فيها عن التصعيد السياسي، والعسكري المرفوض وطنياً، وإقليمياً، ودولياً»، لافتاً إلى أن هذا الرفض عكسته مواقف معلنة صادرة عن أكثر من 41 دولة، ومؤسسة دولية، من بينها الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية.

ودعا العامري إلى العودة إلى العمل السياسي المشترك القائم على التوافق، والشراكة وفق المرجعيات الحاكمة، وفي مقدمتها اتفاق الرياض، وإعلان نقل السلطة، والانخراط «بمسؤولية وجدية في حوار سياسي ترعاه الدولة عبر مؤسساتها، يناقش مختلف القضايا، ويُفضي إلى تطمينات وضمانات متبادلة»، مع التأكيد على ضرورة التخلي عن «استراتيجية فرض المشاريع السياسية، وتحقيق المكتسبات بقوة السلاح».

أكرم العامري نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة الأمين العام لمؤتمر حضرموت الجامع (الشرق الأوسط)

التعاطي إيجابياً

قال نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة إن المجلس الانتقالي الجنوبي يُعد كياناً سياسياً مؤثراً، مشيراً إلى أن كثيراً من قادته «يمتلكون الفهم، والإدراك، والقدرة على تقييم الواقع، والظروف الداخلية، والخارجية، والمصالح الجيوسياسية للإقليم، وتشابكاتها، إلى جانب الأبعاد الدولية، وتحديد أولويات المصلحة للمشروع، والكيان السياسي».

وأضاف أنه «استناداً إلى ذلك، نأمل أن نلمس مبادرة، وتعاطياً إيجابياً مع متطلبات خفض التصعيد المعلنة»، مؤكداً أن هذه المتطلبات «ستنعكس بآثار إيجابية على الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية المتردية التي يعاني منها المواطنون»، لافتاً إلى أن هذه الأوضاع «بدأت تشهد تعافياً نسبياً بفعل حالة الاستقرار النسبي السائدة خلال الفترة الماضية».

فرض الاستقرار في المحافظات الشرقية

وتحدّث أكرم العامري عن حالة واسعة من التوافق الوطني، والإقليمي، والدولي حول أهمية دعم الجهود الرامية إلى فرض الاستقرار في حضرموت، والمهرة، ومنع انزلاقهما نحو مزيد من الفوضى، والصراعات.

وقال إن «عدم استجابة المجلس الانتقالي الجنوبي لمتطلبات خفض التصعيد، والانسحاب من حضرموت، والمهرة، سيقود حتماً إلى مزيد من الاحتقان الداخلي، واتساع دائرة الرفض المجتمعي لوجوده العسكري بوصفه سلطة موازية للدولة»، محذّراً من أن ذلك من شأنه أن يشكّل «تهديداً جدياً لمصالح طبيعية للجوار الإقليمي».

لقطة من مقطع فيديو لمراقبة الشحنة العسكرية قبل أن يضربها التحالف قرب ميناء المكلا أول من أمس (رويترز)

وأضاف أن هذا الوضع «يستوجب على الدولة ومؤسساتها، وبالشراكة مع الحلفاء، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، إعادة فرض الاستقرار وسلطة الدولة والقانون في تلك المحافظات، باستخدام جميع الوسائل المتاحة».

التعايش المجتمعي

وأكد العامري أنه «منذ نشأة المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، جرى التعايش مجتمعياً وسياسياً بصورة سلمية ومدنية، ورغم الخلاف والتباين السياسي، لم تشهد حضرموت والمهرة أي صدام خشن بين أبنائهما، حتى في أشد مراحل الخلاف»، مشيراً إلى أن «النسيج المجتمعي لم يتعرض للتهديد إلا بعد اجتياح المحافظتين في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، عبر قوات عسكرية قدمت من خارجها».

وشدد على أن «أبناء حضرموت والمهرة لن ينجرّوا إلى صراع داخلي مهما بلغت حدة التباينات السياسية، متى ما تُرك الملف الأمني والعسكري والإداري بأيديهم، بعيداً عن أي تدخل من قوى عسكرية من خارج المحافظتين»، لافتاً إلى أن هذا التوجه يفسر دعمهم لتولي أبناء تلك المناطق، عبر قوات درع الوطن، مسؤولية الملفين الأمني والعسكري، «بما يشمل إخراج أي قوات عسكرية أخرى، وإعادتها إلى مناطق تمركزها السابق».


مفوضة أوروبية: خطط إسرائيل لحظر المنظمات الإنسانية الدولية في غزة تعني عرقلة المساعدات

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تعبر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم (د.ب.أ)
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تعبر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم (د.ب.أ)
TT

مفوضة أوروبية: خطط إسرائيل لحظر المنظمات الإنسانية الدولية في غزة تعني عرقلة المساعدات

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تعبر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم (د.ب.أ)
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تعبر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم (د.ب.أ)

قالت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات حاجة لحبيب، اليوم الأربعاء، إن خطط إسرائيل لحظر المنظمات الإنسانية الدولية في غزة تعني عرقلة وصول المساعدات المُنقذة للحياة إلى القطاع.

وأضافت لحبيب، في حسابها على منصة «إكس»: «كان موقف الاتحاد الأوروبي واضحاً، فلا يمكن تطبيق قانون تسجيل المنظمات غير الحكومية بصيغته الحالية».

وأكدت المفوضة الأوروبية ضرورة إزالة كل العراقيل التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية، قائلة: «القانون الدولي الإنساني لا يترك مجالاً للالتباس، فالمساعدات يجب أن تصل إلى محتاجيها».

كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن الحكومة قولها، أمس الثلاثاء، إنها تعتزم سحب تراخيص عشرات المنظمات الإنسانية؛ منها «أطباء بلا حدود»، و«أكشن إيد»، و«أوكسفام»، بدعوى «صلتها بالإرهاب».

ويواجه عدد من منظمات الإغاثة الدولية خطر إلغاء تسجيلها، مما قد يُجبرها على الإغلاق أو يفرض قيوداً على عملها في غزة والضفة الغربية في غضون 60 يوماً إذا لم تمتثل بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي للمعايير الجديدة التي وضعتها السلطات الإسرائيلية.