مسؤول: كوريا الجنوبية لا يمكنها دفع 350 مليار دولار لأميركا لخفض الرسوم

ترمب يواصل ضغوطه

رجال يعملون على متن سفينة قيد الإنشاء (رويترز)
رجال يعملون على متن سفينة قيد الإنشاء (رويترز)
TT

مسؤول: كوريا الجنوبية لا يمكنها دفع 350 مليار دولار لأميركا لخفض الرسوم

رجال يعملون على متن سفينة قيد الإنشاء (رويترز)
رجال يعملون على متن سفينة قيد الإنشاء (رويترز)

قال المستشار الرئاسي لكوريا الجنوبية، السبت، إن سيول لا يمكنها دفع 350 مليار دولار مقدماً لاستثمارات في الولايات المتحدة، حسبما اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إطار اتفاق لخفض الرسوم الجمركية، مضيفاً أن البلاد تسعى إلى حل بديل.

وقبل يوم، قال ترمب إن على كوريا الجنوبية تقديم تلك الاستثمارات مقدماً، لكن سيول أوضحت أنها ستعاني من أزمة مالية إذا ما لبَّت المطالب الأميركية دون ضمانات.

وفي يوليو (تموز)، تعهَّدت كوريا الجنوبية باستثمار 350 مليار دولار في مشاريع أميركية، لكنها رفضت المطالب الأميركية بالسيطرة على الأموال.

كانت كوريا الجنوبية قد اقترحت ضخّ حزمة استثمارات بمليارات الدولارات في صناعة بناء السفن بالولايات المتحدة، في جزء من المفاوضات الجارية لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة على المنتجات الكورية الجنوبية.

وعقد وزير الصناعة الكوري الجنوبي كيم جونغ-كوان، محادثات مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، حيث قدّم الاقتراح المسمى «لنجعل صناعة السفن الأميركية عظيمة مرة أخرى»، على غرار شعار دونالد ترمب الشهير «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى».

وينطوي المقترح على استثمارات واسعة النطاق من شركات بناء السفن الخاصة الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة. ولا تشمل الحزمة استثمارات رأس المال فحسب، بل تشمل أيضاً الدعم المالي، مثل القروض، والضمانات المدعومة من المؤسسات الكورية.

لكن تعثرت مفاوضات كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة، ورفضت سيول ضغوط ترمب لإبرام اتفاقية تجارية لخفض الرسوم الجمركية خوفاً من تداعيات استثمار بقيمة 350 مليار دولار على أسعار الصرف الأجنبي.

وصرّح مسؤولون كوريون جنوبيون، كانوا قد جادلوا بأن الحزمة ستشمل في معظمها قروضاً وضمانات باستثمار مباشر محدود، بأنهم لا يستطيعون قبول شروط مماثلة لشروط حزمة استثمار بقيمة 550 مليار دولار أقرتها اليابان هذا الشهر. ووافقت طوكيو على تحويل الأموال خلال 45 يوماً من اختيار الولايات المتحدة للمشروع، على أن تُقسّم التدفقات النقدية الحرة المتاحة من الاستثمارات بالتساوي حتى تصل إلى المبلغ المخصص، وبعد ذلك ستذهب 90 في المائة من عائداتها إلى الولايات المتحدة.

وصرح وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، الأسبوع الماضي، بأنه لن تكون هناك أي مرونة لسيول. وقال: «وقّع اليابانيون على الاتفاق، والكوريون إما أن يقبلوا هذه الصفقة، وإما أن يدفعوا الرسوم الجمركية. الأمران واضحان».

ومنذ الإعلان عن صفقة كوريا الجنوبية في أواخر يوليو، سادت مخاوف بين المشاركين في السوق من أن الطلب على الدولار سيطغى على سوق العملات المحلية، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة الوون. ومنذ أن عانت كوريا الجنوبية من هروب رؤوس الأموال المؤلم خلال الأزمة المالية في أواخر التسعينات، حافظت على قبضتها القوية على سوق عملاتها.

وبدأت بفتحها أمام الأجانب العام الماضي، ولكن لا تزال هناك سوق خارجية لتداول الوون. وبلغ متوسط حجم التجارة العالمية اليومية بالوون 142 مليار دولار في عام 2022، مقارنةً بـ1.25 تريليون دولار في سوق الين، وفقاً لمسح يُجريه «بنك التسويات الدولية» كل ثلاث سنوات. وشكّل الوون 2 في المائة من حصة السوق العالمية، مقابل 17 في المائة للين.

ويتوقع المصدرون من كوريا الجنوبية انخفاضاً بنحو 5 في المائة في صادراتهم إلى الولايات المتحدة هذا العام، إذا استمرت السياسات الجمركية الحالية لواشنطن.

ووفق الاستطلاع الذي أجرته شركة «مونو ريسيرتش» مايو (أيار) الماضي، بتكليف من اتحاد الصناعات الكورية، توقعت 150 شركة تصدير، من بين أكبر 1000 شركة كورية جنوبية من حيث حجم المبيعات، أن الانخفاض الأكبر المتوقع جاء من نصيب قطاع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الذي يُتوقَّع تراجع صادراته إلى الولايات المتحدة بنسبة 8.3 في المائة، ثم قطاع السيارات، ويُتوقَّع تراجع صادراته بنسبة 7.9 في المائة، ثم البتروكيماويات ومنتجات النفط بنسبة 7.2 في المائة، والآلات العامة بنسبة 6.4 في المائة سنوياً.

وعلى النقيض من ذلك، تتوقع شركات بناء السفن والأدوية زيادة صادراتها إلى الولايات المتحدة بنسبة 10 في المائة و1.6 في المائة على التوالي، رغم استمرار المخاوف بشأن الرسوم الجمركية.


مقالات ذات صلة

الأسواق الناشئة تسجل عوائد قوية في 2025 وتستعد لمواصلة الصعود

الاقتصاد موظفون يعملون في بورصة المكسيك (رويترز)

الأسواق الناشئة تسجل عوائد قوية في 2025 وتستعد لمواصلة الصعود

تحدّت الأسواق الناشئة الرسوم الجمركية، والحروب التجارية، واضطرابات الاقتصاد العالمي، محققةً عوائد مزدوجة الرقم في 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد متسوقون في السوق الشرقية في كابيتول هيل بواشنطن العاصمة (رويترز)

تباطؤ غير متوقع للتضخم الأميركي في نوفمبر

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بوتيرة أقل من المتوقع خلال العام المنتهي في نوفمبر، إلا أن هذا التباطؤ يُرجح أن يكون لأسباب فنية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شاحنات حاويات متوقفة بميناء جواهر لال نهرو في نافي مومباي (رويترز)

الهند تسرّع اتفاقيات التجارة الحرة لتعويض آثار الرسوم الأميركية

تُسرّع الهند وتيرة إبرام اتفاقيات التجارة الحرة، خلال الأشهر المقبلة، في مسعى للتخفيف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة على صادراتها.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد ورقة نقدية من الروبية الهندية (رويترز)

الروبية الهندية «الضحية الكبرى» للرسوم الأميركية... والمستثمرون يحذّرون

لم تتأثر أي عملة بالرسوم الجمركية الأميركية كما تأثرت الروبية الهندية، وقد يظل هناك المزيد من الانخفاض مع انسحاب المستثمرين من البلاد.

«الشرق الأوسط» (مومباي - سنغافورة )
الاقتصاد أعلام سويسرا تُرى في شارع كوراتيري بجنيف (رويترز)

سويسرا تتوقع نمواً أسرع في 2026 بعد خفض الرسوم الأميركية

رفعت الحكومة السويسرية يوم الاثنين توقعاتها للنمو لعام 2026، مشيرة إلى أن اتفاق خفض الرسوم الأميركية على واردات منتجاتها سيُخفف من الحواجز التجارية.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ (ألمانيا))

«سومو» العراقية تؤكد الالتزام بالاتفاق مع إقليم كردستان بشأن تسليم النفط

مقر شركة «سومو» في بغداد (إكس)
مقر شركة «سومو» في بغداد (إكس)
TT

«سومو» العراقية تؤكد الالتزام بالاتفاق مع إقليم كردستان بشأن تسليم النفط

مقر شركة «سومو» في بغداد (إكس)
مقر شركة «سومو» في بغداد (إكس)

أكدت «شركة تسويق النفط العراقية (سومو)»، الأحد، التزامها اتفاقية تصدير النفط المبرمة مع حكومة إقليم كردستان، التي تلزم شركات النفط العالمية العاملة في الإقليم تسليم إنتاجها من النفط الخام إلى الشركة.

وجاءت تصريحات «سومو» رداً ‌على تقرير ‌نشر في ‌سبتمبر (أيلول) الماضي ​نَقل ‌عن «شركة النفط النرويجية (دي إن أو)» قولها إنها لا تملك خططاً فورية لشحن النفط عبر خط أنابيب النفط الذي يربط بين العراق وتركيا، ⁠والذي استؤنف تشغيله بعد توقف ‌أكثر من عامين، عقب اتفاق بين ‍بغداد وحكومة إقليم كردستان، وفقاً لـ«رويترز».

وقالت ‍سومو: «تؤكد (شركة تسويق النفط) أن وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم قد جددت في أكثر من ​مناسبة التزامها ببنود الاتفاق الذي بموجبه تلتزم جميع الشركات ⁠العالمية العاملة في مجال الاستخراج والإنتاج في حقول الإقليم تسليم كميات النفط الخام المنتجة من قبلها في الإقليم إلى (شركة تسويق النفط) باستثناء الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي في الإقليم، وفقاً لأحكام الاتفاق الذي تم بهذا الخصوص».

كان نائب رئيس «شركة النفط العراقية الحكومية (سومو)»، حمدي شنكالي، قد صرح ‌السبت بأن ⁠اتفاقية ​تصدير ‌النفط بين بغداد وأربيل ستُجدد دون أي مشكلات.

واستأنف العراق ‌في سبتمبر الماضي تصدير النفط من إقليم كردستان إلى تركيا بعد ​توقف أكثر من عامين، ⁠وذلك عقب اتفاق بين بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وأوضح نائب رئيس شركة «سومو»: «سيُجدَّد الاتفاق، ولا توجد فيه أي مشكلة. نفط إقليم كردستان سيستمر في التدفق كما هو حالياً، تجاوزت الصادرات 200 ألف برميل يومياً، وبإذن الله ستزيد كمية الصادرات أكثر».

ومن المقرر أن ينتهي الاتفاق الحالي بنهاية الشهر الحالي، «لكن، وفقاً لقانون الموازنة ولضمان الاستمرارية، سيُجدَّد لاحقاً حتى تُحلَّ المشكلات كاملةً»، وفقاً لتصريحات شنكالي في وقت سابق. وأشار إلى أن نفط إقليم كردستان يُسلّم حالياً إلى وزارة النفط العراقية في فيشخابور، التي تقوم بدورها بنقل النفط عبر خط الأنابيب إلى ميناء جيهان. وتسلم شركة «سومو» النفط للشركات المتعاقد معها، ويُصدَّر معظمه إلى الدول الأوروبية.

وقال شنكالي إنه بعد محادثات مطولة وجهود كبيرة من قبل حكومة إقليم كردستان ورئيس الوزراء العراقي، وافقت شركات النفط على الاتفاق ولُبِّيَ جميع مطالبها.

وأوضح أن عقود إقليم كردستان تختلف عن عقود وسط وجنوب العراق، «ففي عقود إقليم كردستان، تنفق الشركة أموالها الخاصة على التنقيب والإنتاج، ثم تحصل على أرباحها، لكن في جنوب العراق، الحكومة هي التي تنفق الأموال».

وأضاف: «تكلفة إنتاج النفط في إقليم كردستان أعلى؛ لأن المنطقة جبلية والحقول أكبر صعوبة؛ لذا فإن مبلغ الـ16 دولاراً المخصص لكل برميل هو لتغطية تكاليف الإنتاج والنقل».

وأعلن شنكالي أنه استُقدمت شركة استشارية أجنبية لتقييم عقود إقليم كردستان، ولديها مهلة 60 يوماً لتقديم تقريرها، عادّاً أن المهمة قد تكون أصعب، وقد تستغرق أطول من هذه المدة.

وأوضح: «هذه الشركة لن تُجري أي تعديل على العقود، فمهمتها تقتصر على التأكد من قانونيتها وطريقة عملها، خصوصاً أن المحكمة العراقية سبق أن أكدت قانونية هذه العقود».


بلغت 3.7 مليار دولار.. 26 % زيادة في تحويلات المصريين بالخارج خلال أكتوبر

مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

بلغت 3.7 مليار دولار.. 26 % زيادة في تحويلات المصريين بالخارج خلال أكتوبر

مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أعلن البنك المركزي المصري، الأحد، أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج ارتفعت بمعدل 26.2 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2025، لتسجل 3.7 مليار دولار، مقارنة مع نحو 2.9 مليار دولار في أكتوبر 2024.

وقال المركزي في بيان صحافي: «حققت تحويلات المصريين العاملين بالخارج تدفقات قياسية خلال الشهور ⁠العشر الأولى من العام ‌الحالي... لتسجل نحو ‍33.9 ‍مليار دولار مقابل ‍نحو 23.7 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق. ​وعلى المستوى الشهري، ارتفعت التحويلات خلال ⁠شهر أكتوبر 2025 بمعدل 26.2 في المائة لتسجل نحو 3.7 مليار دولار مقابل نحو 2.9 مليار دولار خلال شهر أكتوبر 2024».


دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
TT

دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)

توقعت شركة الاستشارات الإدارية «ديلويت» أن تؤدي الحوافز التي أعلنتها الحكومة الألمانية لشراء السيارات الكهربائية إلى زيادة كبيرة في المبيعات، لكنها حذرت بأن غياب إجراءات وقائية قد يجعل البرنامج يصب في مصلحة المنافسين الصينيين.

وقدر خبراء «ديلويت» أن يصل عدد السيارات الكهربائية الإضافية المبيعة في ألمانيا إلى 180 ألف سيارة سنوياً، معظمها سيارات تعمل بالبطارية فقط، فيما يمكن أن يغطي صندوق الدعم، البالغ 3 مليارات يورو، حتى عام 2030 نحو 750 ألف سيارة إضافية على الطرق الألمانية.

وأشار هارالد بروف، خبير قطاع السيارات في «ديلويت»، إلى أن الإنتاج الأوروبي لن يكفي لتلبية الطلب بالكامل، داعياً إلى ربط الدعم بمنطقة التصنيع، وقال: «لتحقيق دعم فعلي لصناعة السيارات الأوروبية، يجب وضع معايير لـ(المحتوى المحلي) حتى لا نخاطر بتمويل واردات من الصين بأموال الضرائب الألمانية».

ويقصد بـ«المحتوى المحلي» نسبة القيمة المضافة التي تُنتَج داخل المنطقة وليس استيرادها.

وكانت الحكومة الألمانية أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن إعادة العمل بحوافز شراء السيارات الكهربائية، على أن يبدأ البرنامج العام المقبل.

وتشمل الحوافزُ شراءَ أو استئجارَ سياراتٍ كهربائية بحتةٍ أو هجين قابلة للشحن، وتستهدف الأسر ذات الدخل المحدود، حيث حُدد سقف الدخل السنوي عند 80 ألف يورو للأسرة، مع إضافة 5 آلاف يورو لكل طفل؛ مع طفلين بحد أقصى.

ووفق الوضع الحالي، فسيطلق البرنامج دون تطبيق معايير «المحتوى المحلي» التي تطالب بها «ديلويت». وأكدت وزارة البيئة الألمانية أنها تعمل على وضع قواعد متوافقة مع «الاتحاد الأوروبي» لتطبيقها لاحقاً ضمن البرنامج.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه شركات السيارات الصينية فائض إنتاج كبيراً وتبحث عن أسواق خارجية لتعزيز أرباحها.