صوت نتنياهو بالأمم المتحدة يقابله انسحاب جماعي... واحتجاجات غاضبة

إسرائيليون انقلبوا على نتنياهو في قلب نيويورك

TT

صوت نتنياهو بالأمم المتحدة يقابله انسحاب جماعي... واحتجاجات غاضبة

مسيرة على طول الجادة السادسة خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين (أ.ب)
مسيرة على طول الجادة السادسة خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين (أ.ب)

بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتلي منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم (الجمعة)، كانت القاعة تفرغ من عشرات الدبلوماسيين المنسحبين، في مشهد عكس حجم الغضب الدولي المتصاعد من سياساته في غزة.

مسيرة على طول الجادة السادسة خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين (أ.ب)

خارج مبنى الأمم المتحدة، لم تكن الأجواء أكثر هدوءاً، إذ تزامن الخطاب مع احتجاجات حاشدة حملت الأعلام الفلسطينية، وهتافات تطالب بوقف الحرب، وأخرى مناهضة لحكومة نتنياهو رفعها نشطاء إسرائيليون معارضون.

غادر العشرات من ممثلي الدول قاعة الجمعية العامة اليوم في أثناء إلقاء نتنياهو خطابه (أ.ف.ب)

انسحاب جماعي وصيحات احتجاج داخل قاعة الأمم المتحدة

وفي سابقة لافتة، غادر العشرات من ممثلي الدول قاعة الجمعية العامة اليوم، مع بدء نتنياهو خطابه، احتجاجاً على استمرار الحرب في غزة ورفضه وقف العمليات العسكرية.

ووفقاً لما أوردته «سي بي سي نيوز»، فقد رُصدت صيحات غير مفهومة في القاعة بالتزامن مع حديثه، بينما بقي الوفد الأميركي في مكانه، وأبدت بعض الجهات الأخرى تصفيقاً ترحيبياً عند بداية الكلمة.

استخدم نتنياهو كعادته وسائل بصرية خلال الخطاب، منها خريطة بعنوان «اللعنة» (THE CURSE)، كما ارتدى ملصقاً يحمل رمز«QR» يقود إلى موقع يوثق أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك (رويترز)

مظاهرات خارج مقر الأمم المتحدة... أعلام فلسطينية وهتافات غاضبة

في الخارج، احتشد عشرات المتظاهرين أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بوقف الدعم الأميركي لإسرائيل، وفق تقرير لشبكة «سكاي نيوز».

احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بنيويورك (أ.ب)

وصدحت الهتافات الداعية لإنهاء الحرب، وسط أجواء مشحونة بين مؤيدين للفلسطينيين وآخرين مؤيدين لإسرائيل، رفعوا الأعلام الإسرائيلية أمام المكان نفسه، وفق التقرير.

تظاهر الناس في ساحة تايمز سكوير خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين بينما كان نتنياهو يلقي خطابه (أ.ب)

إسرائيليون ينقلبون على نتنياهو وحكومته في نيويورك

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية، أن نيويورك شهدت أيضاً احتجاجات من نوع مختلف، حيث نظم نشطاء إسرائيليون مقيمون في الولايات المتحدة مظاهرة أمام فندق إقامة نتنياهو، حملوا فيها لافتات كتب عليها: «أنقذوا إسرائيل من نتنياهو»، و«أوقفوا الحرب»، و«أطلقوا سراح الجميع».

إسرائيليون وأميركيون إسرائيليون من بينهم عائلات رهائن وناجون يتظاهرون في ساحة داغ همرشولد ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

تأتي هذه التحركات في سياق معارضة داخلية مستمرة لحكومة نتنياهو منذ تعديلات القضاء المثيرة للجدل عام 2023، التي كانت قد فجّرت موجات غضب بين الإسرائيليين واليهود الأميركيين.

وقال أوفير غوتلزون، مؤسس مجموعة «UnXeptable» التي نظمت إحدى التظاهرات لـ«تايمز أوف إسرائيل»: «نتنياهو تخلّى عن الرهائن من أجل بقائه السياسي... سنرفع أصواتنا للمطالبة بالحياة والسلام والديمقراطية – لا الحرب اللانهائية».

يهود متشددون من جماعة ناطوري كارتا يشاركون في احتجاج ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أثناء خطابه بالأمم المتحدة (رويترز)

حملة دعائية إسرائيلية مضادة

رداً على تنامي الأصوات الدولية الناقدة، أطلقت الحكومة الإسرائيلية حملة دعائية واسعة في شوارع نيويورك.

وذكرت الصحيفة العبرية أن مكتب رئيس الوزراء بالتعاون مع «مديرية الدبلوماسية العامة» نشر لوحات إعلانية ضخمة على شاحنات ولوحات ثابتة بالقرب من مقر الأمم المتحدة وميدان «تايمز سكوير»، تحمل عبارة: «تذكروا 7 أكتوبر»، مع رموز «QR» تقود إلى موقع يوثق ما سماه «فظائع حماس» في ذلك اليوم.

وقال مكتب نتنياهو إن الهدف من هذه الحملة هو «تذكير قادة العالم والجمهور بوحشية الهجوم وبأن 48 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة».

لوحات إعلانية ضخمة على شاحنات ولوحات ثابتة بالقرب من مقر الأمم المتحدة وميدان «تايمز سكوير» تحمل عبارة: «تذكروا 7 أكتوبر»، مع رموز «QR» (مكتب نتنياهو)

إلا أن ناشطين مناهضين لإسرائيل قاموا باستخدام بعض المساحات الإعلانية نفسها لنشر رسائل معارضة، في محاولة للرد على الرواية الرسمية الإسرائيلية، وفق «تايمز أوف إسرائيل».

عزلة سياسية ومذكرات توقيف دولية

ويأتي خطاب نتنياهو وسط عزلة دبلوماسية متزايدة، حيث أعلنت دول مثل أستراليا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة. كما ناقش الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إسرائيل، بينما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو بتهمة جرائم ضد الإنسانية، وهو ما تنفيه الحكومة الإسرائيلية.

احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في ساحة تايمز سكوير (أ.ب)

ورغم الدعم الأميركي المستمر لإسرائيل، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب – حليف نتنياهو – إلى رفضه لأي مساعٍ لضم الضفة الغربية، محذراً من تجاوز الخطوط الحمراء.

خطاب عباس عبر الفيديو...

وسبق خطاب نتنياهو، كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الخميس، عبر الفيديو، بعدما رفضت السلطات الأميركية منحه تأشيرة دخول.

ورحّب عباس باعترافات الدول بالدولة الفلسطينية، لكنه دعا المجتمع الدولي إلى خطوات عملية أكثر.

وقال عباس: «لقد آن الأوان ليقوم المجتمع الدولي بإنصاف الشعب الفلسطيني... ومساعدته على نيل حقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال».

وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب، وتشريد 90 في المائة من السكان، وسط أزمة إنسانية متفاقمة.

وبينما تتواصل المطالبات بوقف فوري لإطلاق النار وتدفق المساعدات، يصر نتنياهو على «إنهاء المهمة» ضد «حماس»، وهو ما أكده صراحة خلال خطابه بقوله: «يجب علينا إنهاء المهمة»، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية في غزة.


مقالات ذات صلة

خبراء بالأمم المتحدة: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القانون الدولي

الولايات المتحدة​ طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز) play-circle

خبراء بالأمم المتحدة: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القانون الدولي

ندد خبراء مكلّفون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء بالحصار البحري الذي تفرضه الولايات المتحدة على فنزويلا.

«الشرق الأوسط» (جنيف - واشنطن)
شمال افريقيا  رئيس «الأعلى للدولة» محمد تكالة متحدثاً في إحدى الجلسات (الصفحة الرسمية للمجلس)

ترقب ليبي لـ«آلية أممية بديلة» تفك الجمود السياسي

تباينت التوقعات السياسية في ليبيا حول ملامح «الآليات البديلة» التي قد تقترحها مبعوثة الأمم المتحدة هانا تيتيه للتعامل مع الأجسام السياسية خصوصاً مجلسي النواب

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة) play-circle 01:39

الحكومة السودانية تقدم مبادرة لإنهاء «حرب الألف يوم»

تقدمت الحكومة السودانية بمبادرة سلام شاملة لإنهاء الحرب المتواصلة في البلاد منذ نحو ألف يوم، وسط إصرار أميركي على هدنة إنسانية دون شروط مسبقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس يتفقون على «مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق» بشأن الأزمة الليبية (وزارة الخارجية المصرية)

مصر والجزائر وتونس تجدد دعمها لإجراء الانتخابات الليبية

اتفق وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس على «مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق في إطار الآلية الثلاثية» بما يسهم في دعم الشعب الليبي لتحقيق تطلعاته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس وزراء السودان كامل الطيب إدريس خلال إلقاء كلمته حول الأزمة السودانية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (إ.ب.أ) play-circle

رئيس وزراء السودان يتوجه إلى نيويورك للقاء مسؤولين في الأمم المتحدة

توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)

كيف تُقارن السفن الحربية الجديدة لترمب بنظيراتها الصينية والروسية؟

ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
TT

كيف تُقارن السفن الحربية الجديدة لترمب بنظيراتها الصينية والروسية؟

ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فتح نقاش قديم - جديد داخل الأوساط العسكرية والاستراتيجية، بعد كشفه عن مشروع فئة جديدة من السفن الحربية أطلق عليها اسم بارجة «فئة ترمب»، واصفاً إياها بأنها «أقوى بمائة مرة من أي بارجة بُنيت في التاريخ»، وقادرة على مواجهة «أي خصم وفي أي بحر».

ويأتي هذا الإعلان في وقت لم تستخدم فيه الولايات المتحدة البارجات التقليدية منذ إخراج سفن فئة «آيوا» من الخدمة مطلع تسعينات القرن الماضي، غير أن ترمب، الذي أبدى مراراً إعجابه بالسفن الحربية الضخمة، كان قد دعا علناً إلى إحياء هذا النوع من القطع البحرية، مؤكداً أنه سيتدخل شخصياً في تصميمها، بعدما انتقد سابقاً مظهر بعض السفن الأميركية الحديثة واصفاً إياها بأنها «غير جذابة».

ووفق ما أعلنته الإدارة الأميركية، سيبلغ عدد أفراد طاقم كل بارجة نحو 850 عنصراً، لتكون هذه السفن العمود الفقري لما يسميه ترمب «الأسطول الذهبي»، وهو مشروع طموح يشمل أيضاً سفناً قتالية صغيرة مستوحاة من زوارق خفر السواحل الأميركية من فئة «Legend». وتخطط البحرية الأميركية لشراء ما يصل إلى 25 سفينة من هذه الفئة، على أن تحمل الأولى اسم «USS Defiant».

ومن المتوقع أن يبدأ بناء السفينة الرئيسية في أوائل ثلاثينات القرن الحالي، لتتحول لاحقاً إلى السفينة القائدة «Flagship» للبحرية الأميركية، وسط تقديرات تشير إلى أن تكلفة الواحدة منها ستبلغ عدة مليارات من الدولارات.

مقارنة مع الصين وروسيا

وخلال الإعلان عن التصميم، قال وزير البحرية الأميركي، جون فيلان، إن بارجة «فئة ترمب» ستكون الأكبر والأكثر فتكاً وتعدداً في المهام، بل والأجمل شكلاً، بين جميع السفن الحربية في العالم. وفقاً لمجلة «نيوزويك».

عرض تصوّري للسفينة «يو إس إس ديفاينت» المقترحة من «فئة ترمب» خلال إعلان الرئيس الأميركي مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية (رويترز)

ويُنظر تقليدياً إلى الأسطول السطحي الروسي على أنه أقل قوة مقارنة بأسطوله من الغواصات، التي تتمتع بقدرات عالية على التخفي وتنفيذ ضربات بعيدة المدى. أما الصين، فتمتلك اليوم أكبر بحرية في العالم من حيث عدد السفن، مدعومة باستثمارات ضخمة في بناء السفن، في مقابل معاناة البرامج الأميركية من تأخيرات وتجاوزات متكررة في التكاليف.

ويرى محللون أن التصميم الأولي لبارجة «فئة ترمب» يحمل أوجه شبه مع الطرادات السوفياتية النووية الثقيلة من فئة «كيروف»، وكذلك مع المدمرة الصينية الحديثة من طراز «Type 055». غير أن فريدريك ميرتنز، المحلل الاستراتيجي في مركز الأبحاث الهولندي «TNO»، يرى أن «هذه السفن صُممت أساساً للرد على التفوق الأميركي في حاملات الطائرات»، معتبراً أن البارجة الجديدة «تتفوق على أهداف تمتلك البحرية الأميركية بالفعل وسائل أكثر كفاءة للتعامل معها عبر القوة الجوية والغواصات».

حاملات الطائرات والأسلحة الفرط صوتية

وتشغّل الولايات المتحدة حالياً 11 حاملة طائرات، من بينها «جيرالد آر. فورد»، الأكبر في العالم، في حين احتفلت الصين مؤخراً بإطلاق حاملة الطائرات «فوجيان»، الأكثر تطوراً ضمن أسطولها المؤلف من ثلاث حاملات، والمزوّدة بمقاليع كهرومغناطيسية لإطلاق الطائرات.

وحسب البحرية الأميركية، ستتمتع بارجات «فئة ترمب» بقدرة على ضرب أهداف على مسافات تصل إلى 80 ضعف مدى السفن الحالية، باستخدام أنظمة إطلاق صواريخ عمودية متقدمة، قادرة على تنفيذ ضربات فرط صوتية بعيدة المدى ضد أهداف استراتيجية برية.

وتُعد الأسلحة الفرط صوتية، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات على الأقل، مجال تفوق حالي لكل من روسيا والصين، في حين لا تزال الولايات المتحدة تسعى إلى امتلاك قدرات تشغيلية كاملة في هذا المجال. وقد استخدمت موسكو هذه الصواريخ بشكل متكرر خلال حربها في أوكرانيا منذ بدايتها عام 2022.

الحجم والتكلفة... وأسئلة مفتوحة

وتشير التقديرات إلى أن طول السفينة الجديدة قد يصل إلى 880 قدماً، مع قدرة على إطلاق صواريخ كروز يمكن تزويدها برؤوس نووية، إضافة إلى أسلحة ليزر عالية الطاقة ومدافع متقدمة، رغم أن عدداً من هذه التقنيات لا يزال في طور التطوير.

وستفوق بارجات «فئة ترمب» أكثر من ضعف حجم مدمرات «زوموالت»، الأكبر حالياً في الأسطول الأميركي، لتقترب من أبعاد بوارج «آيوا» التي خرجت من الخدمة قبل ثلاثة عقود.

غير أن مستقبل المشروع لا يزال محفوفاً بالتساؤلات، في ظل غموض مسارات التمويل، واشتداد المنافسة على الموارد داخل البحرية الأميركية، فضلاً عن المخاوف من تأثيره على برامج تسليح أخرى، من بينها برنامج المقاتلة المستقبلية «F/A-XX»، ما يفتح الباب أمام جدل واسع حول جدوى المشروع وتوقيته في خضم سباق التسلح البحري المتسارع.


ديمقراطيون يدعون ترمب للتراجع عن استدعاء عشرات السفراء من الخارج

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ديمقراطيون يدعون ترمب للتراجع عن استدعاء عشرات السفراء من الخارج

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

دعا أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، إلى التراجع عن قرار استدعاء ما يقرب من 30 سفيراً يعملون ​في الخارج، وحذروا من أن هذه الخطوة ستترك فراغا في القيادة يمثل خطورة، ويسمح لخصوم، مثل روسيا والصين، بتوسيع نفوذهم، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأمرت إدارة ترمب في الأيام القليلة الماضية أكثر من 24 دبلوماسياً يعملون في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بالعودة إلى واشنطن، لضمان أن تعكس البعثات الأميركية في الخارج سياسة «أميركا أولاً» التي تمثل أولوية للرئيس.

ووصف عشرة ‌أعضاء من الديمقراطيين ‌في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ هذا ‌الاستدعاء ⁠الجماعي ​المفاجئ ‌بأنه «خطوة غير مسبوقة» لم تقم بها أي إدارة أخرى منذ أن أنشأ الكونغرس السلك الدبلوماسي الحديث قبل مائة عام، وقالوا إنه لا توجد خطة لإرسال مؤهلين آخرين بدلاً منهم.

وقال الأعضاء في رسالتهم إلى ترمب، التي اطلعت عليها «رويترز»، إن هذا الاستدعاء يرفع عدد مناصب السفراء الأميركيين الشاغرة إلى أكثر من ⁠100 منصب، أي حوالي نصف عدد هذه المناصب بالكامل في العالم. وذكروا ‌أن 80 وظيفة كانت شاغرة قبل ‍القرار.

ولم ترد وزارة الخارجية والبيت ‍الأبيض بعد على طلبات للتعليق على الرسالة. ووصف مسؤول ‍كبير في الوزارة، يوم الاثنين، الاستدعاء الجماعي بأنه «عملية معتادة في أي إدارة».

وقال الأعضاء الديمقراطيون في رسالتهم: «بينما تنتظر أكثر من 100 سفارة أميركية تفتقر إلى قيادة عليا سفراء أميركيين، ستحافظ ​الصين وروسيا وغيرهما على اتصالات منتظمة مع القادة الأجانب الذين سنتخلى عنهم فعليا، مما سيسمح لخصومنا بتوسيع ⁠نطاق نفوذهم وتأثيرهم للحد من المصالح الأميركية بل وحتى الإضرار بها».

وأضاف الأعضاء، ومن بينهم العضوة البارزة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جين شاهين، وكريس ميرفي، وآخرون: «أظهر هؤلاء السفراء التزامهم بتنفيذ سياسات إدارات الحزبين لعقود بإخلاص... إننا ندعوكم إلى التراجع عن هذا القرار فوراً قبل أن تتعرض مكانة أميركا في العالم لمزيد من الضرر».

وتعهد ترمب مراراً «بتطهير الدولة العميقة» من خلال إقالة المتسببين في البيروقراطية، الذين يعدهم غير موالين له، وتعيين مناصرين له في مناصب عليا.

وأمر وزير الخارجية ‌ماركو روبيو في فبراير (شباط) بتجديد السلك الدبلوماسي الأميركي لضمان تنفيذ سياسته الخارجية «بأمانة».


خبراء بالأمم المتحدة: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القانون الدولي

طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
TT

خبراء بالأمم المتحدة: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القانون الدولي

طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)

ندد خبراء مكلّفون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، بالحصار البحري الذي تفرضه الولايات المتحدة على فنزويلا، واصفين إياه بأنه «عدوان مسلّح غير قانوني» ينتهك قواعد القانون الدولي.

ونشرت الولايات المتحدة اعتباراً من أغسطس (آب) أسطولاً ضخماً في منطقة البحر الكاريبي وبدأت استهداف قوارب تتّهمها بتهريب المخدرات بضربات أسفرت عن مقتل أكثر من مائة شخص حتى الآن.

كما بدأت القوات الأميركية الاستيلاء على ناقلات نفط خاضعة لعقوبات بموجب الحصار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب.

وقال خبراء مكلّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنّهم لا يتحدثون نيابة عن المنظمة، «لا يوجد حق في فرض عقوبات من جانب واحد من خلال حصار مسلّح».

وأشاروا في بيان إلى أنّ هذا الحصار المفروض على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية، يشكّل «استخداماً محظوراً للقوة العسكرية» ضد دولة أخرى، بموجب المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة.

وأضافوا: «هذا استخدام خطير للقوة، لدرجة أنّه معترف به صراحة على أنّه عدوان مسلّح غير مشروع بالمعنى المقصود في تعريف العدوان الذي اعتمدته الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في عام 1974»، مشيرين إلى أنّ ذلك من حيث المبدأ يمنح «الدولة الضحية حق الدفاع المشروع» عن النفس.

ويأتي الحصار في أعقاب اتهامات وجهتها الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) لمسؤولين فنزويليين من بينهم الرئيس نيكولاس مادورو.

ووفق واشنطن، فإنّ هؤلاء المسؤولين جزء من «منظمة إرهابية» مفترضة تُعرف باسم «كارتل الشمس».

وبحسب العديد من الخبراء، فإنّ «كارتل الشمس» هي منظمة لم يتم إثبات وجودها، مشيرين بدلاً من ذلك إلى شبكات فساد تتساهل مع الأنشطة غير المشروعة.

واحتجزت الولايات المتحدة حتى الآن ناقلتي نفط اشتبهت في قيامهما بنقل النفط الفنزويلي.

وأشار الخبراء المكلّفون من مجلس حقوق الإنسان إلى أنّه «وفقاً للمعلومات المتوفرة، لم يشكّل أي من القتلى حتى الآن تهديداً مباشراً يبرر اللجوء إلى القوة القاتلة».

وأوضحوا أنّ «هذه الإعدامات تشكل انتهاكاً للحق في الحياة»، مؤكدين أنّه «يجب التحقيق فيها وتقديم المسؤولين عنها للعدالة». وأضافوا: «في الوقت نفسه، ينبغي على الكونغرس الأميركي التدخل لمنع المزيد من الهجمات ورفع الحصار».

والثلاثاء، دانت فنزويلا وروسيا والصين سلوك واشنطن تجاه كاراكاس أمام مجلس الأمن الدولي، حيث اتهم المندوب الفنزويلي الولايات المتحدة بـ«أكبر عملية ابتزاز في تاريخنا».