حنان مطاوع: بكيت كثيراً تأثراً بعذوبة سيناريو فيلم «عيد ميلاد سعيد»

تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس فيلمها المرشح لـ«الأوسكار»

حنان مطاوع تستعد لمسرحية عن حتشبسوت (صفحتها على «فيسبوك»)
حنان مطاوع تستعد لمسرحية عن حتشبسوت (صفحتها على «فيسبوك»)
TT

حنان مطاوع: بكيت كثيراً تأثراً بعذوبة سيناريو فيلم «عيد ميلاد سعيد»

حنان مطاوع تستعد لمسرحية عن حتشبسوت (صفحتها على «فيسبوك»)
حنان مطاوع تستعد لمسرحية عن حتشبسوت (صفحتها على «فيسبوك»)

أعربت الفنانة المصرية حنان مطاوع عن سعادتها بتكريمها في مهرجان «سلا» بالمغرب، وكذلك بترشيح فيلمها «عيد ميلاد سعيد» لتمثيل مصر في جائزة الأوسكار. وأشارت إلى أنها تترقّب عرض مسلسلها الجديد «حياة أو موت»، الذي تُجسِّد فيه شخصية مختلفة كلياً عن جميع أدوارها السابقة.

وفي حديثها لـ«الشرق الأوسط» أكّدت حنان أن فيلمها حصد 3 جوائز من مهرجان «تريبيكا» السينمائي في أميركا، وهي جائزة أفضل فيلم روائي، وأفضل سيناريو، وأفضل إخراج.

وأضافت أن هذه الجوائز جعلته جديراً بالترشيح للأوسكار، لا سيما أنها المرة الأولى التي يفوز فيها فيلم مصري بجوائز هذا المهرجان.

يُشارك في بطولة الفيلم كل من نيللي كريم والطفلة ضحى رمضان، وتدور أحداثه حول الطفلة «توحة» التي تعمل في الخدمة المنزلية بمنزل أحد الأثرياء، في حين تحاول تنظيم احتفال لعيد ميلاد صديقتها الطفلة «نيللي»، على الرغم من أنها لم يسبق لها أن احتفلت بعيد ميلادها من قبل. ومن هنا تنشأ مواجهة مع واقع الفوارق الطبقية والاجتماعية.

وأشارت حنان إلى أن «الفيلم شديد الصعوبة، لأن أحداثه تُروى من وجهة نظر الطفلة، وهي ابنتي في العمل»، مضيفة: «من الصعب أن نُدرك المأساة كما يراها الأطفال، فهم يرون الجمال دائماً حتى في الأشياء القبيحة».

حنان مطاوع كُرّمت في «سلا» بالمغرب (صفحتها على «فيسبوك»)

ولفتت حنان إلى أنها بكت كثيراً بعد قراءة السيناريو لما يحمله من عذوبة ورقّة، ولما يتضمنه من مساحة إنسانية كبيرة في تفاصيله ومشاهده. وأوضحت أن «المهنة التي تُجسّدها في الفيلم لم تُقدَّم من قبل في السينما المصرية، ما جعل أبعاد الشخصية تحتاج إلى جهد كبير للوصول إلى أدق تفاصيلها».

وعن تعاونها الأول مع المخرجة سارة جوهر، أكَّدت أنه «سيكون مفاجأة للوسط السينمائي رغم أنها تجربتها الأولى»، مشيرة إلى أن «سارة قضت 6 أشهر في معسكر تدريبي مع الطفلة ضحى، لتُساعدها على التعايش مع الشخصية بكل مشاعرها وعفويتها وبساطتها، خصوصاً أنها التجربة التمثيلية الأولى لها».

حنان مطاوع قدمت أعمالاً درامية عدّة (صفحتها على «فيسبوك»)

10 ساعات في النيل

وعن أصعب مشاهدها في الفيلم، أوضحت الفنانة المصرية أنها واجهت تحدياً كبيراً أثناء تصوير أحد المشاهد، إذ جرى التصوير في موسم الشتاء، وكان عليها النزول إلى مياه النيل الراكدة والمليئة بالطحالب في درجة حرارة منخفضة جداً.

وأضافت أنها مكثت داخل الماء نحو 10 ساعات متواصلة بسبب عطل فني في الكاميرا، ما أدَّى إلى تجمّد أطرافها وأطراف الطفلة التي شاركتها المشهد، لكنها أصرّت على التركيز والالتزام، خصوصاً أن المشهد كان محورياً في الأحداث.

وأشارت إلى أن منتجَي الفيلم أحمد دسوقي وأحمد بدوي عرضا العمل على المنتج والممثل العالمي جيمي فوكس، الذي أُعجب بالسيناريو ووافق على المشاركة في إنتاجه بعد مشاهدته النسخة الأولى منه، ليصبح بذلك أول فيلم عربي يشارك أحد نجوم هوليوود في إنتاجه بشكل مباشر.

ومن المقرر أن يكون «عيد ميلاد سعيد» فيلم الافتتاح في «مهرجان الجونة السينمائي» بدورته الثامنة، المقرر انعقاده خلال الفترة من 16 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

يُذكر أن أحدث أعمال حنان في السينما كان فيلم «قابل للكسر» عام 2020، من إخراج أحمد رشوان، وبمشاركة رانيا شاهين، وفاطمة عادل، وعمرو جمال، وهو العمل الذي حصلت عنه على 4 جوائز دولية بوصفها أفضل ممثلة من: «مهرجان الأمل السينمائي الدولي» في السويد، و«مهرجان هوليوود للسينما»، و«المهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون» في نيويورك.

حتشبسوت وهيروشيما

وكشفت حنان عن أحدث أعمالها الفنية؛ حيث ستقف على خشبة المسرح القومي في عرض مسرحي بعنوان «حتشبسوت». وقالت إن «المؤلف أيمن مصطفى قدّم لي في البداية فكرة تجسيد شخصية ملكة من عصر آخر، لكنني لم أتحمس لها، وطلبت تعديل النص ليكون عن ملكة مصرية قديمة، إلى أن وقع الاختيار على شخصية الملكة حتشبسوت». وأشارت إلى أن العرض من المتوقع تقديمه بعد شهر رمضان المقبل.

حنان مطاوع أبدت سعادتها بتكريمها في مهرجان «سلا» (صفحتها على «فيسبوك»)

أما على صعيد السينما، فتستعد حنان لفيلم جديد بعنوان «هيروشيما» مع النجم أحمد السقا؛ حيث تُجسد شخصية «ليلى» التي وصفتها بالمفاجأة للجمهور، مؤكدة أنها لم تُقدّم مثلها من قبل في أي عمل فني. وتدور أحداث الفيلم حول رجل يسعى للانتقام من أشخاص تسببوا في وفاة والده، وذلك من خلال اختراق أجهزتهم، وكشف أسرارهم، وتورطهم في جريمة القتل.

الفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر، في ثالث تعاون له مع السقا بعد فيلمي «ابن القنصل» و«من 30 سنة»، وإخراج أحمد نادر جلال، ويشارك في بطولته كل من عمرو عبد الجليل، وأحمد رزق، ودياب، وناهد السباعي، وعلاء مرسي.

حنان تنتظر حلمها بتقديم عمل كوميدي (صفحتها على «فيسبوك»)

حياة أو موت

وعن مسلسلها «حياة أو موت» الذي انتهت من تصويره مؤخراً، قالت حنان إن هذا العمل يُمثل محطة مختلفة ومهمة في مشوارها الفني؛ حيث تجسد شخصية طبيبة فاقدة البصر تواجه كثيراً من المواقف الصعبة.

المسلسل من تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج هاني حمدي، وإنتاج أحمد السبكي، ومن المتوقع عرضه عبر إحدى المنصات خلال الفترة المقبلة. ويشارك في بطولته كل من رنا رئيس، ومحمد علي رزق، وأحمد الرافعي، وسلوى عثمان.

الفنانة المصرية حنان مطاوع (صفحتها على «فيسبوك»)

وكان أحدث أعمال حنان في الدراما مسلسل «صفحة بيضا»، من تأليف حاتم حافظ وإخراج أحمد حسن، وشارك فيه كل من مها نصار، ونور محمود، وأحمد الشامي، وسامح الصريطي، وميمي جمال.

وأشارت حنان مطاوع إلى أن من أحلامها الفنية تقديم عمل كوميدي تُشارك فيه مع صديقتها الفنانة ريهام عبد الغفور، رغبةً منهما في تغيير نوعية الأعمال التي اعتادتا على تقديمها.

كما لفتت إلى أن مشهدها ضيفة شرف في مسلسل «كتالوج» أُعيدت كتابته بالاتفاق مع المخرج وليد الحلفاوي ليكون مميزاً ومؤثراً.

وعن تصريح الفنانة القديرة الراحلة سميحة أيوب بأنها تتمنى أن تجسد حنان مطاوع سيرتها الذاتية، قالت حنان: «هذا التصريح وسام على صدري. فهي نجمة لن تتكرر، وقامة كبيرة في عالم الفن، وقد صنعت عشرات الأعمال الخالدة».


مقالات ذات صلة

كلارا خوري: الأمومة والإنكار وهواجس المرأة جذبتني لـ«غرق»

يوميات الشرق كلارا خوري تعبر عن فخرها بمشاركتها في فيلم «صوت هند رجب» (الشرق الأوسط)

كلارا خوري: الأمومة والإنكار وهواجس المرأة جذبتني لـ«غرق»

فيلم «غرق» يسلط الضوء على تحديات الأمومة والصحة النفسية في مجتمع محافظ من خلال قصة امرأة تحاول التوازن بين حياتها وعلاج ابنها المصاب باضطراب نفسي.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق المخرج المصري أبو بكر شوقي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

المخرج المصري أبو بكر شوقي: أبحث عن عوالم جديدة في أفلامي

قال المخرج المصري، أبو بكر شوقي، إنه يبحث دوماً عن الأفلام التي تدخله عوالم جديدة، كما في فيلميه السابقين «يوم الدين» و«هجان».

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر (مهرجان البحر الأحمر)

آن ماري جاسر لـ«الشرق الأوسط»: «فلسطين 36» يربط النكبة بالمأساة الجديدة

من العرض العالمي الأول في مهرجان تورنتو للعرض العربي الأول في النسخة الماضية من مهرجان البحر الأحمر، مروراً باختياره في «القائمة المختصرة» لجوائز الأوسكار.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق أحمد رضوان قدَّم دور ابن شقيقة أم كلثوم (الشرق الأوسط)

أحمد رضوان لـ«الشرق الأوسط»: «السِّت» لا يحمل أي إساءة لأم كلثوم

لم يكن سهلاً على ممثل شاب أن يدخل إلى عالم مغلق تحيط به هالة من الرهبة، وأن يتحرك داخله، من دون أن يقع في فخ التقليد أو المبالغة.

أحمد عدلي (القاهرة )

كلارا خوري: الأمومة والإنكار وهواجس المرأة جذبتني لـ«غرق»

كلارا خوري تعبر عن فخرها بمشاركتها في فيلم «صوت هند رجب» (الشرق الأوسط)
كلارا خوري تعبر عن فخرها بمشاركتها في فيلم «صوت هند رجب» (الشرق الأوسط)
TT

كلارا خوري: الأمومة والإنكار وهواجس المرأة جذبتني لـ«غرق»

كلارا خوري تعبر عن فخرها بمشاركتها في فيلم «صوت هند رجب» (الشرق الأوسط)
كلارا خوري تعبر عن فخرها بمشاركتها في فيلم «صوت هند رجب» (الشرق الأوسط)

قالت الممثلة الفلسطينية كلارا خوري إن شخصية «نادية» في الفيلم الأردني «غرق» جذبتها كثيراً، لكونها تلامس المرأة في مشاعرها، وإحباطاتها، والضغوط التي تواجهها، مؤكدة أن حالة الإنكار التي تعيشها البطلة شكّلت عنصراً مثيراً بالنسبة لها. وأضافت، في حديثها إلى «الشرق الأوسط»، أنها حرصت على ألا تعرف كثيراً عن المرض النفسي الذي يعانيه الابن، كي تحافظ على عفوية ردّة فعلها خلال التصوير، مشيرةً إلى فخرها بالمشاركة في فيلم «صوت هند رجب»، الذي أدّت فيه شخصية «نسرين قواص»، مسؤولة الصحة النفسية في مكتب الإسعاف الفلسطيني.

في فيلم «غرق»، تبدو حياة «نادية» مثالية وبراقة في نظر الآخرين، فيما تعاني المرأة الأربعينية من ضغوط ومشكلات داخلية، وشعور متزايد بفقدان ذاتها، ما يدفعها إلى الانعزال عاطفياً. غير أن الانهيار الحقيقي في حياتها يبدأ حين يتسبَّب السلوك العنيف لابنها في المدرسة بإيقافه عن الدراسة، إثر إصابته بمرض عقلي لم يُشخَّص بعد. ومع تدهور حالته، يتفاقم صراع «نادية» لإقناع من حولها بأن ابنها طبيعي.

شارك فيلم «غرق» في الدورة الخامسة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، ضمن مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة»، مقدّماً نظرة حميمية إلى رابطة الأمومة، بوصفها صورة للحب غير المشروط في مواجهة الفوضى. ويشارك في بطولته محمد نزار ووسام طبيلة، وهو من تأليف زين دريعي وإخراجه، وإنتاج مشترك بين الأردن والسعودية وفرنسا وإستونيا. كما فاز الفيلم بجائزة «التانيت البرونزي» في «مهرجان قرطاج السينمائي»، وعُرض للمرة الأولى في «مهرجان تورونتو»، إضافة إلى مشاركته في «مهرجان لندن السينمائي».

تروي كلارا خوري تجربتها مع الفيلم قائلة: «حدّثتني صديقتي، المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، عن العمل، وقالت إن المخرجة زين دريعي تمتلك سيناريو رائعاً، وتشعر أنني الأنسب لتجسيد شخصية (نادية). قرأت النص ووقعت في حب الشخصية والفيلم بأكمله، لأنه ليس عملاً عادياً؛ فنادراً ما أجد دور امرأة بعيداً عن النمطية، ينطوي على هذا القدر من العمق والتعقيد. (نادية) أمّ لثلاثة أطفال، تحمل عبء العائلة على كتفيها، فيما زوجها منشغل بأسفاره الدائمة، وتحاول تحقيق توازن صعب بين مسؤولياتها الأسرية».

وتظهر كلارا في مشاهد تعكس إحباط الشخصية واكتئابها، مبرّرة ذلك بقولها: «نادية امرأة تبدو كئيبة، تفتقد السعادة لأنها لم تحقق أحلامها. في مجتمعاتنا الشرقية، يُنظر إلى المرأة بعد الزواج والإنجاب على أنها مطالبة بالتخلي عن طموحاتها، لتصبح حياتها عطاءً فقط. لهذا جذبني الفيلم، وقلت: أريد هذا السيناريو».

لكن أكثر ما لمسها في العمل، حسب قولها، هو تقاطعه مع تجربتها الواقعية أمّاً: «أتمنى، كأي أم، أن ينجح أولادي ويحققوا أحلامهم، وهذا ما تريده (نادية) أيضاً. غير أن أكثر ما أدهشني هو حالة الإنكار التي تعيشها؛ إذ ترفض الاعتراف بمرض ابنها، فتتعقّد الأمور بين الحب والخوف والإنكار».

وعن استعدادها للدور، توضح: «حاولت أن أعيش اللحظة بصدق، وتعمدت ألا أعرف الكثير عن المرض النفسي، عن قصد. لم أكن أريد درس الحالة، بل الحفاظ على حيوية ردّة الفعل، لتخرج طبيعية، لا أقرب إلى التمثيل».

كلارا خوري تتوسط المخرجة زين دريعي والممثل محمد نزار (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

في تعاونها مع المخرجة زين دريعي في أول أفلامها الروائية الطويلة، ترى كلارا خوري أن زين «إنسانة محبوبة جداً»، مؤكدة أنها أحبتها وأحبت كتابتها للسيناريو. وتصف العمل قائلة: «وجدته يُغرِّد خارج المألوف، فقلَّما نجد من يتناول موضوع الصحة النفسية في مجتمع مغلق، يتعامل مع هذه القضايا بوصفها عيباً لا يرغب في كشفه».

وتتحدث عن ردود الفعل على الفيلم بين مهرجاني «تورونتو» و«البحر الأحمر»، موضحةً أنه «لم يكن هناك اختلاف في التلقي؛ لأن القصة عالمية تمسّ الشرق والغرب على حد سواء، وهذه هي عبقرية الفيلم؛ إذ يخلو من السياسة، وينحاز إلى العائلة، وإلى العلاقة بين الأم وابنها، وإلى جيل المراهقين الذين يبتعدون عن أسرهم بدعوى الاستقلالية، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نوع من القطيعة مع العائلة».

وترى خوري أن قلبها يشكّل بوصلة اختياراتها الفنية، قائلة: «بصفتي ممثلة، أميل إلى الأعمال التي تلامسني إنسانياً وتحمل معنى ورسالة. أحب التحديات، وإذا لم يتضمن الدور صعوبة حقيقية فلا يجذبني، خصوصاً في ظل ندرة الأدوار التي تستهويني».

وعن علاقتها بالممثل الشاب محمد نزار، تقول إنهما شكّلا معاً علاقة صادقة بين أم وابنها على الشاشة: «حين التقيت نزار للمرة الأولى أحببته فوراً؛ لأنه يشبه ابني. ما يهمني دائماً هو المعاملة الإنسانية البسيطة التي تعكس حباً وعطاء. صرنا نتواصل من دون كلام، وسيظل ابني إلى الأبد».

وترى الفنانة الفلسطينية أن دورها في فيلم «غرق» من أصعب أدوارها، موضحة: «أعدّه من أكثر الأدوار تحدّياً في مسيرتي؛ لأن الشخصيات التي جسَّدتها سابقاً لم تكن بهذا القدر من العمق والتعقيد».

كما عبّرت كلارا عن فخرها بالمشاركة في الفيلم التونسي «صوت هند رجب»، الذي أدّت فيه شخصية «نسرين القواص»، المسؤولة عن الصحة النفسية للعاملين في مكتب الإسعاف الفلسطيني خلال حرب غزة، حيث تحاول حمايتهم من الانهيار العصبي والانفعالات الحادة، في خضم محاولاتهم إنقاذ الطفلة الفلسطينية هند رجب. ورأت في الفيلم «وثيقة إدانة مهمة لحرب الإبادة»، مؤكدة أنه من أهم أعمالها الفنية، ومعبّرة عن اعتزازها بالتعاون مع المخرجة كوثر بن هنية في «فيلم كان صوتنا إلى العالم»، على حد تعبيرها.


البترون إلى العالمية... بعد كسرها رقم «غينيس» لرسائل «سانتا كلوز»

مجموعة من الرسائل كتبها الأولاد لـ«سانتا كلوز» (بترونيات)
مجموعة من الرسائل كتبها الأولاد لـ«سانتا كلوز» (بترونيات)
TT

البترون إلى العالمية... بعد كسرها رقم «غينيس» لرسائل «سانتا كلوز»

مجموعة من الرسائل كتبها الأولاد لـ«سانتا كلوز» (بترونيات)
مجموعة من الرسائل كتبها الأولاد لـ«سانتا كلوز» (بترونيات)

مرة جديدة، تُثبت مدينة البترون الشمالية في لبنان حضورها على الخريطة العالمية، بعدما نجحت في تحطيم رقم قياسي جديد أُدرج في موسوعة «غينيس للأرقام القياسية» لفئة «أكبر عدد من الرسائل المرسلة إلى سانتا كلوز خلال 24 ساعة».

هذا الإنجاز ليس الأول للبلدة الساحلية، إذ سبق لها أن دخلت الموسوعة مرتين عبر تسجيلها «أكبر كوب ليموناضة» و«أطول مائدة سمك». كما شهدت عام 2020 حدثاً استثنائياً حين احتضنت الساحة الفاصلة بينها وبين بلدة شكا أكبر شجرة ميلاد مصنوعة من قناني البلاستيك. واستقطبت حينها ملايين الزوار، لتُلقَّب المنطقة يومها بـ«عاصمة الميلاد» في الشرق الأوسط.

الإنجاز طال الأولاد كما الكبار والمسنين (بترونيات)

وجاء الرقم القياسي الجديد ضمن فعاليات «بترونيات»، حيث شارك آلاف الأطفال وتلامذة المدارس في كتابة رسائلهم وتوجيهها إلى «سانتا كلوز». وخلال 12 ساعة فقط، امتدت من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، جُمعت 2924 رسالة، كاسرة بذلك الرقم القياسي السابق الذي سجّلته دبي في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، والبالغ 2144 رسالة خلال 24 ساعة.

وأشرف على إدارة المسابقة فريق مؤلف من 12 شخصاً توزَّعوا بين المدارس والمنازل والمراكز الاجتماعية في المنطقة. وتولت كارولين شبطيني مهمة التنسيق والتواصل مع موسوعة «غينيس»، مستندة إلى خبرتها الواسعة في هذا المجال. فهي سبق أن شاركت في إدخال 6 أرقام قياسية إلى الموسوعة.

وشاركت في الحدث 4 مدارس من شكا، و8 أخرى من البترون. ولاختصار الوقت، استُعين بمؤسسة «مغامرات الفيسبا». وتولّت دراجاتها النارية جمع الرسائل من مختلف الأحياء، ومن ثم نقلها إلى صندوق بريد ضخم أُقيم في ساحة البترون.

شهادة موسوعة «غينيس» تُوِّثق تحطيم البترون الرقم القياسي في عدد الرسائل المرسلة لـ«سانتا كلوز» (بترونيات)

وتروي كارولين لـ«الشرق الأوسط» أجواء هذا النشاط، قائلة: «واجهنا بعض الصعوبات لإنجاز المهمة ضمن الوقت المحدد، خصوصاً أن هدفنا الأساسي كان كسر الرقم الذي حققته دبي قبل أيام».

وعن مضمون الرسائل، توضح: «اللافت أن عدداً كبيراً من الأطفال لم يطلبوا لأنفسهم فقط، بل تذكروا العائلات الفقيرة. وتمحورت طلباتهم حول تأمين مسكن لائق، وأثاث، وسقف يحميهم. بينما طلب آخرون مبلغاً من المال لشراء هدايا لأصدقاء أو زملاء محتاجين».

كما شملت الطلبات ألعاباً إلكترونية مثل «بلاي ستيشن»، ودراجات «سكوتر»، إضافة إلى أسرّة، وورش دهان لمنازل قديمة تعاني من الرطوبة والعفن. وتضيف كارولين: «جمعنا نحو 500 تلميذ في مسرح إحدى المدارس لتسريع العملية. كما جابت الدراجات النارية الأزقة لنقل رسائل أشخاص تعذَّر عليهم الوصول إلى مكان المسابقة».

ولم تخلُ الرسائل من الطرافة، إذ طلبت بعض الصبايا من «سانتا كلوز» إيجاد العريس المناسب. في حين تمنى آخرون أن يستيقظوا عشية العيد على مبلغ من الدولارات تحت الوسادة.

يُذكر أن أصل شخصية «سانتا كلوز» يعود إلى القديس نيقولاوس، وهو أسقف مسيحي يوناني عاش في القرن الرابع الميلادي في مدينة ميرا (تقع اليوم في تركيا)، واشتهر بكرمه وتقديمه الهدايا سرّاً للفقراء، خصوصاً الأطفال. وانتقلت قصته عبر أوروبا، خصوصاً في هولندا حيث عُرف باسم «سينتر كلاوس»، قبل أن يحملها المهاجرون إلى أميركا، وتتبلور هناك شخصية «سانتا كلوز» بصورتها المعاصرة. ويُنسب تثبيت ملامحها البصرية إلى رسومات الفنان الأميركي توماس ناست في القرن الـ19.

أجواء احتفالية في شوارع البترون أثناء توزيع الهدايا على الأطفال (بترونيات)

وعن مصير هذه الطلبات، تقول كارولين: «سننظم يوماً ماراثونياً طويلاً بين عيدي الميلاد ورأس السنة في البترون، يشارك فيه عدد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، فيجمعون التبرعات اللازمة ويعملون على تحقيق هذه الأمنيات على أرض الواقع».

ولم تكتفِ البترون، الملقبة بـ«عاصمة الميلاد»، بجمع الأمنيات فحسب، بل بادرت فور تسجيل الإنجاز إلى توزيع نحو 3000 هدية على جميع المشاركين، إضافة إلى إيصال هدايا إلى منازل مسنين وعائلات محتاجة، مؤكدة أن العطاء يبقى جوهر العيد ومعناه الأسمى.

وتختم كارولين شبطيني: «لقد حاولت فعاليات (بترونيات) من خلال هذا الحدث رسم الفرح على أكبر عدد من وجوه الأطفال. ونجحت في ذلك خصوصاً أن مشهد توزيع الهدايا تصدَّر وسائل التواصل الاجتماعي. وتصدرت صورة الشهادة الرسمية التي تلقيناها من موسوعة (غينيس) الترند».


متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
TT

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)

يستعد متحف «بيمِيش» (Beamish) في مقاطعة دورهام شمال شرقي إنجلترا لإعادة فتح أرشيفه أمام الجمهور بحلول أواخر عام 2026، بعد فترة من الإغلاق؛ وفق «بي بي سي». ويضم المتحف أكثر من 2.5 مليون قطعة تعكس حياة الناس في المنطقة بين عشرينات القرن الـ19 والخمسينات من القرن الـ20.

ويُعرض حالياً جزء صغير نسبياً فقط من هذه المجموعة الضخمة، التي تبرّع بها معظمها السكان المحليون، وفق ما أوضحت هيلين باركر، المسؤولة في المتحف؛ التي قالت: «تبرع الناس بهذه القطع لمساعدتنا على بناء المتحف، وأعتقد أن لدينا مسؤولية لجعلها متاحة للجمهور ليطَّلع عليها».

وأضافت باركر، مديرة مجموعات وبرامج المتحف، أن أجزاءً من أرشيف المتحف كانت متاحة سابقاً للزوار قبل جائحة كورونا. وأوضحت: «كنا نعلم أنها كانت تحظى بشعبية كبيرة بين الزوار، لذلك كنا دائماً نخطط لإعادة فتحها».

ويعمل الفريق حالياً على إعادة فتح أجزاء من الأرشيف للجمهور، ويأمل أن يحدث ذلك خلال عام. وأشارت باركر إلى أن الأرشيف يُشكِّل «لمحة فريدة» عن حياة الطبقة العاملة في المنطقة. وأضافت أن المتحف، بطريقة ما، «نُسِّق بمشاركة الجمهور»، مشيرة إلى أن المتبرعين قرَّروا ما هو مهم وما يرغبون في التبرع به.

وأكدت باركر أن إعادة فتح الأرشيف للجمهور أمر ضروري، لأنه لا جدوى من الاحتفاظ بالقطع التي لا يمكن مشاهدتها. وقالت: «نحتاج إلى جعل أكبر قدر ممكن من المجموعات متاحة، فهذا يساعدنا على فهم هويتنا ومكاننا في العالم».

يمثل هذا المشروع فرصة للجمهور لاكتشاف التاريخ المحلي بطريقة تفاعلية، والتعرف على حياة الناس اليومية في شمال شرقي إنجلترا على مدار أكثر من قرن من الزمن.