انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بشدة القيود الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة على الوفد الإيراني المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال بقائي، في بيان نشره على منصة «إكس»، إن «الهدف الحقيقي وراء القيود المتزايدة على الدبلوماسيين الإيرانيين وأفراد عائلاتهم في نيويورك هو تعطيل الأداء الدبلوماسي الإيراني داخل الأمم المتحدة».
ووصف بقائي الإجراءات الأميركية بـ«المضايقات المنهجية»، مشيراً إلى أنها «أدّت إلى حرمان الوفد الإيراني من حضور عدد من الفعاليات متعددة الأطراف، التي أُقيمت خارج ما يعرف بـ(النطاقات المسموح بها)، وذلك خلال هذا الأسبوع فقط».
وقال بقائي إن «فرض مثل هذه القيود الرخيصة — التي تشمل حتى تحركات دبلوماسيينا اليومية، بما في ذلك تسوقهم من البقالة — لا يعد فقط انتهاكاً صارخاً لالتزامات الولايات المتحدة بموجب اتفاق مقرّ الأمم المتحدة، بل يجسد أيضاً مستوى جديداً من الانحدار في إظهار مدى العداء الذي تكنّه الإدارة الأميركية للإيرانيين».
وشملت القيود التي فرضتها الولايات المتحدة تقييد حركة الوفد الدبلوماسي الإيراني وحظر دخوله إلى متاجر الجملة والسلع الفاخرة.
وقال تومي بيجوت، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن هذه الخطوة تهدف إلى «زيادة الضغط» على المؤسسة الدينية الإيرانية، متهماً إياها بالسماح للمسؤولين بشراء البضائع الفاخرة في الخارج، بينما يعاني الإيرانيون من «الفقر والبنية التحتية المتداعية ونقص المياه والكهرباء».
ويجتمع قادة العالم في نيويورك في سبتمبر (أيلول) من كل عام أياماً عدة لإلقاء خطابات في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت دورتها الثمانون الثلاثاء الماضي.
ويشكل الاقتصاد التحدي الأكبر بالنسبة لكبار المسؤولين الإيرانيين، الذين يخشون تجدد الاحتجاجات التي بدأت في 2017 داخل المجتمعات ذات الدخل المنخفض والمتوسط الغاضبة من الفقر المتزايد بسبب العقوبات وسوء الإدارة وفساد الدولة.
وعلى الرغم من ارتيابها الشديد تجاه الولايات المتحدة، والرئيس دونالد ترمب على وجه الخصوص، فإن طهران تشعر بقلق كبير من أن الغضب الشعبي المتزايد بسبب الصعوبات الاقتصادية قد يضعف المؤسسة الحاكمة.
ولهذا السبب، وعلى الرغم من موقف قادتها المتصلب في العلن، فإن إيران تفضل الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود مع الغرب بشأن برنامجها النووي، حسب «رويترز».
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية. ودأبت طهران على نفي ذلك.
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ يونيو (حزيران) عندما انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في مهاجمة مواقع نووية إيرانية خلال حرب استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران.
وهناك مخاوف متزايدة بين الحكام الدينيين في إيران بشأن ما يعتبرونه نية ترمب للإطاحة بهم.
وزادت مخاوف طهران بسبب مسارعة ترمب إلى إحياء حملة «أقصى الضغوط»، التي بدأها في ولايته الرئاسية الأولى، وتستهدف خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر عبر فرض مزيد من العقوبات، فضلاً عن إضعاف اقتصاد البلاد الهش أصلاً.
وقال بيجوت إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو كان قد أمر بحصر تنقل الوفد الإيراني بين الفندق الذي يقيمون فيه ومقر الأمم المتحدة وقصر ذلك على الأعمال الرسمية فقط.
ولم تعلق وزارة الخارجية الإيرانية بعد على القيود التي فرضتها وزارة الخارجية الأميركية.
ويقع مقر الأمم المتحدة في وسط مانهاتن. وقبل القيود الجديدة، كان يسمح لأعضاء الوفد الإيراني بالتنقل بين مقر الأمم المتحدة والبعثة الإيرانية لدى المنظمة الدولية ومقر إقامة السفير الإيراني بالمنظمة ومطار جون كيندي الدولي في حي كوينز بمدينة نيويورك.
وقال بيجوت: «يبقى أمن الأميركيين على رأس أولوياتنا»، مضيفاً أن الولايات المتحدة لن تسمح للنظام الإيراني باستغلال الجمعية العامة للأمم المتحدة للمضي قدماً فيما سمّاه «برنامجه الإرهابي» أو التمتع بامتيازات يحرم منها شعبه.
وأضاف: «هذه الإجراءات تبعث برسالة واضحة: الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه للمساءلة ومستقبل أفضل».
