توقعات بتدفق مليارات الدولارات مع قرب صدور قرار يعزز جاذبية السوق السعودية

محللون لـ«الشرق الأوسط»: يرفع السيولة ويزيد وزن الأسهم في المؤشرات العالمية

مبنى «هيئة السوق المالية» السعودية في الرياض (الشرق الأوسط)
مبنى «هيئة السوق المالية» السعودية في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

توقعات بتدفق مليارات الدولارات مع قرب صدور قرار يعزز جاذبية السوق السعودية

مبنى «هيئة السوق المالية» السعودية في الرياض (الشرق الأوسط)
مبنى «هيئة السوق المالية» السعودية في الرياض (الشرق الأوسط)

دفعت أنباء اقتراب «هيئة السوق المالية» السعودية من تعديل سقف ملكية الأجانب في الشركات المدرجة، المؤشر العام لـ«السوق» إلى تسجيل قفزة كبيرة خلال تعاملات يوم الأربعاء، تخطت 5 في المائة، وسط تداولات تجاوزت 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار)؛ مما أدى إلى تعافي السوق بعد موجة هبوط كبرى فقدت خلالها أكثر من 10 في المائة من قيمتها منذ بداية العام الحالي.

وبهذا الارتفاع واصل مؤشر السوق صعوده للجلسة السادسة على التوالي، مسجلاً خلالها مكاسب بنحو ألف نقطة، وبنسبة تقترب من 10 في المائة.

وكانت «بلومبرغ» نقلت عن عضو مجلس إدارة «هيئة السوق المالية»، عبد العزيز عبد المحسن بن حسن، أن «الهيئة» تقترب من إقرار تعديل رئيسي يرفع سقف ملكية الأجانب في الشركات المدرجة، الذي يبلغ حالياً 49 في المائة. وأضاف أن القرار «شبه جاهز»، وأنه من المتوقع أن يدخل حيّز التنفيذ «قبل نهاية العام».

ووفق القانون الحالي، فإنه لا يُسمح للمستثمرين الأجانب، بمختلف فئاتهم سواء أكانوا مقيمين أم غير مقيمين، بامتلاك أكثر من 49 في المائة من أسهم أي شركة مدرجة في «السوق السعودية»، باستثناء المستثمرين الأجانب الاستراتيجيين. وحتى الآن، لم تتجاوز ملكية المستثمرين الأجانب نسبة 45 في المائة بأي شركة مدرجة.

وأعقب انتشار الخبر ارتفاع كبير في «السوق» بقيادة قطاعَي البنوك والعقار؛ لأن رفع سقف ملكية المستثمرين الأجانب يمنحهم قدرة أكبر على شراء الأسهم؛ مما يزيد الطلب ويعزز السيولة.

إضافة إلى ذلك، يبعث هذا الإعلان تفاؤلاً بين المستثمرين المحليين والدوليين ويعزز الثقة بجاذبية «السوق» على المدى الطويل. كما سيؤدي رفع سقف ملكية الأجانب إلى زيادة الوزن النسبي للأسهم السعودية في مؤشرات عالمية، مثل «إم إس سي آي»؛ مما سيدفع بمديري الصناديق الدولية إلى تعزيز استثماراتهم في السوق المحلية، ويترجَم إلى تدفقات رأسمالية إضافية، وزيادة عمق «السوق»، وتعزيز مستويات السيولة، وفق ما قاله محللون لـ«الشرق الأوسط».

وتوقع كل من «جي بي مورغان تشيس وشركاه» و«المجموعة المالية هيرميس» تدفقات رأسمالية بقيمة 10 مليارات دولار في حال رفعت «هيئة السوق المالية» السعودية حد الملكية الأجنبية للأسهم إلى 100 في المائة. ويتوقع كلاهما أن يكون «مصرف الراجحي» المستفيد الأكبر من هذه التدفقات الجديدة، حيث قد يجذب ما بين 5 و6 مليارات دولار، وفقاً لوكالة «بلومبرغ».

ويبلغ عدد الشركات المدرجة في «السوق السعودية» حالياً 261 شركة، ارتفعت أسهم 97.32 في المائة منها في ختام تداولات الأربعاء.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، أكد الأسبوع الماضي أن «السوق المالية السعودية» بين الأسرع نمواً عالمياً، حيث بلغت قيمتها السوقية 2.4 تريليون دولار في نهاية الربع الثاني من عام 2025.

وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال مؤتمر «موني 20/20»... (وزارة المالية)

مؤشرات عالمية

وكانت «السوق السعودية» انضمت منذ 2018 إلى مؤشرات عالمية بارزة عدة، مثل «إم إس سي آي»، و«إف تي إس إي» للأسواق الناشئة، ومؤشرات «إس آند بي داو جونز العالمية»؛ مما يعزز جاذبيتها للمستثمرين ويزيد من تدفقات رأس المال.

وفي الأسبوع الماضي، أدرجت «جي بي مورغان السعودية» على قائمة المراقبة الإيجابية لمؤشرها للسندات «جي بي مورغان - جي بي آي للأسواق الناشئة»، حيث يتوقع أن يساهم ذلك في جذب استثمارات إضافية تقارب 5 مليارات دولار.

الشركات القيادية

وفي تعليق على هذه التطورات، قال المستشار المالي والاقتصادي الدكتور حسين العطاس، لـ«الشرق الأوسط»، إن التأثير يتركز على الشركات القيادية ذات السيولة العالية والوزن الكبير في المؤشر العام، مثل شركات قطاعات البنوك والاتصالات والبتروكيمياويات؛ لأنها أكبر تمثيلاً للاقتصاد السعودي وأعلى جاذبية للمستثمرين العالميين.

وصعد سهما «مصرف الراجحي» و«البنك الأهلي السعودي» 10 في المائة بالحد الأقصى في ختام تعاملات الأربعاء.

وذكر العطاس أن الشركات المرتبطة بمشروعات «رؤية 2030» أو ذات التوزيعات النقدية المنتظمة، ستكون الأبرز في استقطاب استثمارات الصناديق الأجنبية. وتوقّع أن تستمر «السوق» في التقلب على المدى القصير، متأثرةً بأسعار النفط والسياسات النقدية العالمية وتوجهات المستثمرين الأجانب. لكنه شدد على أن «العوامل الأساسية تبقى داعمة على المدى المتوسط إلى الطويل، ومن أبرزها استمرار المشروعات الضخمة المرتبطة بـ(رؤية 2030)، وارتفاع مستويات الإنفاق الحكومي، إلى جانب انفتاح السوق أمام المستثمر الأجنبي».

توقعات مستقبلية

من جهته، قال المستشار المالي في شركة «المتداول العربي»، محمد الميموني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السوق السعودية» تشهد زخماً لافتاً مع التوجه لفتح المجال أمام الأجانب لتملك حصص تتجاوز 49 في المائة.

وأشار إلى أن «هذه الخطوة ستدعم التدفقات وترفع وزن الأسهم في المؤشرات العالمية؛ مما يعزز السيولة ويجذب المحافظ الأجنبية». وأضاف أن قطاعات البنوك، والتقنية، والرعاية الصحية، وخدمات الوساطة المالية، ستكون الأعلى استقطاباً للاستثمارات.

وتابع الميموني أنه من المتوقع أن تصدر إيضاحات بشأن التشريعات والأنظمة الجديدة المتعلقة بالاستثمار الأجنبي، «من حيث القطاعات التي سيسمح للأجانب بالاستثمار فيها، ففي بعض البورصات توجد قيود على قطاعَي المصارف والتأمين».

وتوقع أن تشهد «السوق السعودية» انتعاشة، وأن تصل إلى مستويات 12000 نقطة خلال هذا الأسبوع، بالإضافة إلى قفزة «جيدة» للمؤشر العام بحلول نهاية الربع الحالي.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسهم الخليجية في التداولات المبكرة بدعم من توقعات خفض الفائدة

الاقتصاد صورة عامة من داخل مقر بورصة دبي (رويترز)

ارتفاع الأسهم الخليجية في التداولات المبكرة بدعم من توقعات خفض الفائدة

سجلت أسواق الأسهم الخليجية مكاسب محدودة في مستهل تعاملات الاثنين، مدعومة بارتفاع أسعار النفط وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار بنك «يو بي إس» السويسري في زيوريخ (رويترز)

أسهم بنك «يو بي إس» ترتفع إلى أعلى مستوى لها منذ 17 عاماً

ارتفعت أسهم بنك «يو بي إس» إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008، بعد أن طرح المشرعون السويسريون تسوية بشأن قواعد رأس المال الجديدة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ )
الاقتصاد مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

ارتفاع الأسهم الأوروبية بدعم من قطاع البنوك

افتتحت الأسهم الأوروبية تداولات الجمعة على ارتفاع، متأثرةً بمكاسب «وول ستريت»، التي سُجِّلت خلال الليل، بعد أن أغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عند مستوى قياسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مستثمر يتابع تحركات الأسهم في سوق قطر (رويترز)

أسواق الخليج تتباين مع خفض الفائدة وسط ضغوط النفط

سجلت الأسواق الخليجية أداءً متبايناً يوم الخميس، وسط خفض أسعار الفائدة واستمرار الضغوط الناتجة عن تراجع أسعار النفط، بينما تترقب الأسواق إعلان نتائج الشركات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك (رويترز)

افتتاح هادئ لـ«وول ستريت» قبيل قرار «الاحتياطي الفيدرالي»

افتتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في «وول ستريت» تداولات الأربعاء، على استقرار نسبي، قبيل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هدوء ما بعد العطلة.. العقود الآجلة الأميركية تترقّب 2026 بسيولة محدودة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

هدوء ما بعد العطلة.. العقود الآجلة الأميركية تترقّب 2026 بسيولة محدودة

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات هادئة في جلسة ضعيفة السيولة عقب عطلة عيد الميلاد يوم الجمعة، في وقت يراهن فيه المستثمرون على مزيد من خفض أسعار الفائدة، إلى جانب قوة أرباح الشركات، لدفع الأسواق نحو تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال العام المقبل.

وكان مؤشرا «ستاندرد آند بورز 500» و«داو جونز» الصناعي قد أنهيا جلسة الأربعاء عند مستويات قياسية، مختتمَيْن موجة صعود واسعة خلال جلسة تداول مختصرة بفعل العطلة، وفق «رويترز».

وبحلول الساعة 6:13 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، تراجعت العقود الآجلة المصغرة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنقطتَين، أي بنسبة 0.03 في المائة، في حين ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك 100» بمقدار 6 نقاط، أو 0.02 في المائة. في المقابل، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بنحو 55 نقطة، أي ما يعادل 0.11 في المائة.

وجاء هذا الأداء بعد مكاسب حققتها الأسهم في الأيام الأخيرة، أعقبت أشهراً من عمليات بيع متقطعة، كانت قد طالت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي على خلفية مخاوف تتعلّق بارتفاع التقييمات وزيادة النفقات الرأسمالية بما قد يضغط على الأرباح.

غير أن بيانات اقتصادية أظهرت متانة الاقتصاد الأميركي، إلى جانب توقعات بتحول السياسة النقدية نحو مزيد من التيسير مع تولي رئيس جديد مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» العام المقبل، فضلاً عن عودة الزخم إلى أسهم الذكاء الاصطناعي؛ أسهمت جميعها في دعم انتعاش الأسواق. ووضعت هذه العوامل مؤشرات «ستاندرد آند بورز 500» و«داو جونز» و«ناسداك» على المسار لتحقيق مكاسب للعام الثالث على التوالي.

وحتى الآن من عام 2025، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 17 في المائة، مدفوعاً في الغالب بأسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، إلا أن موجة الصعود اتسعت نطاقها مؤخراً مع توجه المستثمرين نحو القطاعات الدورية، مثل القطاع المالي وقطاع المواد الأساسية.

ويراقب المتداولون من كثب ما إذا كان ما يُعرف بـ«ارتفاع سانتا كلوز» سيتكرر هذا العام، وهي ظاهرة موسمية يشهد خلالها مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مكاسب في آخر 5 أيام تداول من العام وأول يومَين من يناير (كانون الثاني)، وفقاً لتقويم متداولي الأسهم. وقد بدأت هذه الفترة يوم الأربعاء وتستمر حتى الخامس من يناير.

وعلى صعيد الأسهم الفردية، ارتفعت أسهم شركة «إنفيديا» بنسبة 0.7 في المائة في تداولات ما قبل افتتاح السوق، بعد موافقة شركة تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي على ترخيص تقنية من شركة «غروك» الناشئة، إلى جانب تعيين رئيسها التنفيذي.

كما صعدت أسهم شركة «مايكرون تكنولوجي» بنسبة 2 في المائة، لتضيف إلى مكاسبها التي قاربت 22 في المائة منذ بداية الشهر، مدعومة بتوقعات قوية للأرباح.

في المقابل، تراجعت أسهم شركة «بيوهافن» بنسبة 13.4 في المائة، بعدما أخفق دواؤها التجريبي لعلاج الاكتئاب في تحقيق الهدف الرئيسي خلال المرحلة المتوسطة من التجارب السريرية، في انتكاسة جديدة تُضاف إلى سلسلة خيبات الشركة هذا العام.

وعلى الجانب الإيجابي، ارتفعت أسهم شركة «كوبانغ» بنسبة 6.2 في المائة، بعد أن أعلنت شركة التجارة الإلكترونية أن جميع بيانات العملاء التي سُرّبت من فرعها في كوريا الجنوبية قد جرى حذفها من قبل المشتبه به.

كما سجلت أسهم شركات تعدين المعادن النفيسة المدرجة في الولايات المتحدة، مثل «فيرست ماجستيك» و«كوير ماينينغ» و«إنديفور سيلفر»، مكاسب تراوحت بين 2.8 في المائة و4.4 في المائة، تزامناً مع تسجيل أسعار الذهب والفضة مستويات قياسية جديدة.


بعد المكاسب القياسية... كيف تتحرك الفضة في أروقة البورصات العالمية؟

سبائك الفضة على طاولة داخل غرفة خزائن الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» بمدينة ميونيخ (رويترز)
سبائك الفضة على طاولة داخل غرفة خزائن الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» بمدينة ميونيخ (رويترز)
TT

بعد المكاسب القياسية... كيف تتحرك الفضة في أروقة البورصات العالمية؟

سبائك الفضة على طاولة داخل غرفة خزائن الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» بمدينة ميونيخ (رويترز)
سبائك الفضة على طاولة داخل غرفة خزائن الودائع الآمنة في دار الذهب «برو أوروم» بمدينة ميونيخ (رويترز)

سجّلت أسعار الفضة قفزةً تاريخيةً باختراقها مستوى 75 دولاراً للأونصة للمرة الأولى خلال تعاملات يوم الجمعة، لتبلغ ذروةً سعريةً غير مسبوقة جاءت نتيجة تداخل عوامل جيوسياسية وتقنية وهيكلية متشابكة. ويعكس هذا الارتفاع تسارع الطلب الصناعي والتقني، بالتوازي مع تنامي الإقبال الاستثماري، في ظل اتساع فجوة العجز بين العرض والطلب على المستوى العالمي.

واكتسب المعدن الأبيض زخماً إضافياً عقب تصنيفه مؤخراً ضمن قائمة «المعادن الحيوية الاستراتيجية» في الولايات المتحدة، ما أطلق موجات شراء كثيفة مدفوعة بزخم السوق. ووفق بيانات «رويترز»، حقق سعر الفضة الفوري نمواً قياسياً تجاوز 150 في المائة منذ مطلع العام الحالي، متفوقاً بفارق واسع على أداء الذهب، الذي سجل بدوره مكاسب قوية تخطت 70 في المائة، الأمر الذي يرسّخ مكانة الفضة أحد أفضل الأصول الاستثمارية أداءً خلال عام 2025.

فكيف يتم تداول الفضة؟

1. التداول خارج البورصة

تُعد لندن أكبر سوق للفضة المادية، إلى جانب الذهب، حيث تتولى البنوك وشركات الوساطة تنفيذ أوامر البيع والشراء لعملاء من مختلف أنحاء العالم.

ويجري التداول في هذا السوق بشكل ثنائي خارج البورصة بين المؤسسات المالية، ما يتطلب من المستثمرين إقامة علاقة مباشرة مع إحدى هذه الجهات للوصول إلى السوق.

وتستند سوق الفضة في لندن إلى سبائك محفوظة في خزائن بنوك كبرى مثل «جي بي مورغان» و«إتش إس بي سي».

وبنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، بلغت كمية الفضة المخزنة في خزائن لندن نحو 27.187 طن.

2. العقود الآجلة

تُتداول الفضة أيضاً في أسواق العقود الآجلة، وأبرزها بورصة شنغهاي للعقود الآجلة في الصين، وبورصة «كومكس» التابعة لمجموعة «سي إم إي» في نيويورك.

والعقود الآجلة هي اتفاقات يلتزم فيها البائع بتسليم الفضة إلى المشتري في تاريخ مستقبلي محدد، وغالباً ما يتم تداولها عبر وسطاء.

ولا يحتفظ المتعاملون بمعظم هذه العقود حتى موعد التسليم الفعلي، بل يتم استبدال عقود ذات تواريخ لاحقة بها، ما يتيح للطرفين المضاربة على تحركات أسعار الفضة دون الحاجة إلى نقل المعدن أو تخزينه.

ومن أبرز مزايا العقود الآجلة أن المستثمر لا يدفع القيمة الكاملة للفضة، بل يكتفي بدفع جزء منها يُعرف باسم الهامش.

3. صناديق المؤشرات المتداولة

تُتداول صناديق المؤشرات المتداولة للفضة في البورصات، مثل بورصة نيويورك وبورصة لندن، إلى جانب أسهم الشركات المدرجة.

وتقوم هذه الصناديق بتخزين الفضة نيابةً عن المستثمرين، حيث يمثل كل سهم كمية محددة من الفضة محفوظة في خزائن مخصصة.

ويستطيع صغار المستثمرين تداول أسهم هذه الصناديق بسهولة عبر تطبيقات التداول مثل «روبن هود».

وعندما يكون الطلب على صندوق مؤشرات متداولة قوياً بما يكفي لرفع سعره فوق السعر الفوري للفضة، يتم إضافة كميات جديدة من المعدن إلى الخزائن لإصدار أسهم إضافية، ما يساعد على إعادة الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية.

ويُعد أكبر هذه الصناديق «آي شيرز سيلفر ترست»، الذي تديره شركة «بلاك روك»، ويحتفظ بنحو 529 مليون أونصة من الفضة، تُقدّر قيمتها بنحو 39 مليار دولار وفق الأسعار الحالية.

4. السبائك والعملات الفضية

يمكن للمستثمرين الأفراد أيضاً شراء سبائك وعملات فضية مباشرة من تجار التجزئة حول العالم، وهي وسيلة تقليدية للاحتفاظ بالفضة المادية.

5. شركات تعدين الفضة

كما يستطيع المستثمرون شراء أسهم شركات تعدين الفضة، التي يتم تداولها بسهولة عبر منصات الاستثمار، على غرار صناديق المؤشرات المتداولة.

وعادةً ما تتحرك أسعار أسهم هذه الشركات صعوداً وهبوطاً تبعاً لتغيرات أسعار الفضة، إلا أن عوامل أخرى عديدة، مثل جودة الإدارة، ومستويات الديون، والأداء التشغيلي، تلعب دوراً مهماً في تحديد قيمتها السوقية.


حمّى الذكاء الاصطناعي... مليارات الدولارات تُعيد تشكيل صناعة التكنولوجيا

شعار شركة «أوبن إيه آي» في رسم توضيحي (رويترز)
شعار شركة «أوبن إيه آي» في رسم توضيحي (رويترز)
TT

حمّى الذكاء الاصطناعي... مليارات الدولارات تُعيد تشكيل صناعة التكنولوجيا

شعار شركة «أوبن إيه آي» في رسم توضيحي (رويترز)
شعار شركة «أوبن إيه آي» في رسم توضيحي (رويترز)

يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي أضخم موجة استثمارية في تاريخه الحديث؛ إذ تحولت حمى الذكاء الاصطناعي من مجرد ابتكارات برمجية إلى معركة وجودية على البنية التحتية والسيادة التقنية. وفي ظل هذا المشهد، لم تعد الصفقات تُقاس بالملايين، بل باتت المليارات هي وحدة القياس الجديدة لتحالفات استراتيجية تجمع بين عمالقة الرقائق مثل «إنفيديا» و«إنتل»، ورواد الحوسبة السحابية مثل «أمازون» و«غوغل»، وقادة النماذج اللغوية مثل «أوبن إيه آي» و«أنثروبيك».

وفيما يلي أبرز صفقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والرقائق الأخيرة، والتي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات:

1. صفقات «أوبن إيه آي»

«أمازون» و«أوبن إيه آي»: تدرس «أمازون» استثمار نحو عشرة مليارات دولار في «أوبن إيه آي»، رغم أن المحادثات لا تزال غير مكتملة، وفق مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لطبيعة المفاوضات السرية.

«ديزني» و«أوبن إيه آي»: ستستثمر شركة «والت ديزني» مليار دولار في «أوبن إيه آي»، وستسمح للشركة الأم لـ«تشات جي بي تي» باستخدام شخصيات «حرب النجوم» و«بيكسار» و«مارفيل» في مولّد الفيديو الخاص بـ«سورا إيه آي»، في خطوة قد تُحدث نقلة نوعية في صناعة المحتوى بهوليوود.

وبموجب اتفاقية الترخيص الممتدة لثلاث سنوات، ستبدأ شركتا «سورا» و«تشات جي بي تي إميدجز» إنتاج فيديوهات تضم شخصيات «ديزني» المرخصة، مثل «ميكي ماوس» و«سندريلا» و«موفاسا»، مطلع العام المقبل، مع استثناء استخدام صور أو أصوات الشخصيات.

«برودكوم» و«أوبن إيه آي»: دخلت «أوبن إيه آي» في شراكة مع «برودكوم» لإنتاج أول معالجات ذكاء اصطناعي خاصة بها، في أحدث تعاون لأغلى شركة ناشئة في مجال الحوسبة وسط ارتفاع الطلب على خدماتها.

«إيه إم دي» و«أوبن إيه آي»: وافقت «إيه إم دي» على تزويد «أوبن إيه آي» برقائق الذكاء الاصطناعي ضمن صفقة متعددة السنوات، تمنح مطور «تشات جي بي تي» خيار شراء نحو 10في المائة تقريباً من أسهم الشركة المصنعة للرقائق.

شعار شركة «إنفيديا» خلال معرض لمعاينة الإنتاج في تايبيه يوم 21 مايو 2025 (أ.ف.ب)

«إنفيديا» و«أوبن إيه آي»: تستعد «إنفيديا» لاستثمار ما يصل إلى مائة مليار دولار في «أوبن إيه آي»، وتزويدها برقائق مراكز البيانات، في صفقة تمنح الشركة المصنعة للرقائق حصة مالية في «أوبن إيه آي»، التي تُعد بالفعل أحد عملائها الرئيسيين.

«أوراكل» و«أوبن إيه آي»: أفادت التقارير بأن «أوراكل» أبرمت إحدى كبرى صفقات الحوسبة السحابية مع «أوبن إيه آي»، والتي بموجبها ستشتري الشركة قوة حوسبة بقيمة ثلاثمائة مليار دولار تقريباً على مدى خمس سنوات.

«كور ويف» و«أوبن إيه آي»: وقّعت «كور ويف» عقداً لخمس سنوات بقيمة أحد عشر ملياراً وتسعمائة مليون دولار مع «أوبن إيه آي» في مارس (آذار)، قبل الطرح العام الأولي للشركة الناشئة المدعومة من «إنفيديا».

مشروع مركز بيانات «ستارغيت»: يُعد «ستارغيت» مشروعاً مشتركاً بين «سوفت بنك» و«أوبن إيه آي» و«أوراكل» لبناء مراكز بيانات، أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني)؛ إذ ستستثمر الشركات نحو خمسمائة مليار دولار لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

2. صفقات «ميتا»

«ميتا» و«كور ويف»: وقّعت «كور ويف» اتفاقية بقيمة أربعة عشر مليار دولار لتزويد «ميتا» بقدرات حاسوبية.

«ميتا» و«أوراكل»: تجري «أوراكل» محادثات مع «ميتا» لعقد صفقة حوسبة سحابية متعددة السنوات بقيمة تقارب عشرين مليار دولار، لتأمين وصول أسرع للقدرات الحاسوبية.

«ميتا» و«غوغل»: أفادت «رويترز» في أغسطس (آب) أن «غوغل» أبرمت صفقة حوسبة سحابية لمدة ست سنوات مع «ميتا» بقيمة تزيد على عشرة مليارات دولار.

«ميتا» و«سكيل إيه آي»: استحوذت «ميتا» على 49 في المائة من «سكيل إيه آي» مقابل نحو أربعة عشر ملياراً وثلاثمائة مليون دولار، وعينت رئيسها التنفيذي ألكسندر وانغ، البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، لقيادة استراتيجية الذكاء الاصطناعي.

3. صفقات «إنفيديا»

«إنفيديا» و«غروك»: وافقت «إنفيديا» على ترخيص تقنيات الرقائق من «غروك»، وتعيين رئيسها التنفيذي جوناثان روس، الذي ساهم في إطلاق برنامج رقائق الذكاء الاصطناعي لـ«غوغل»، إلى جانب مهندسين آخرين. كما أشارت تقارير إلى أن «إنفيديا» وافقت على الاستحواذ على أصول «غروك» مقابل عشرين مليار دولار.

«مايكروسوفت» و«إنفيديا» و«أنثروبيك»: ستستثمر «مايكروسوفت» ما يصل إلى خمسة مليارات دولار، في حين تستثمر «إنفيديا» نحو عشرة مليارات دولار، في «أنثروبيك»، مع تخصيص الشركة المصنعة للمعالجات ثلاثين مليار دولار لتشغيل تطبيقاتها على سحابة «مايكروسوفت». وستخصص «أنثروبيك» ما يصل إلى غيغاواط واحدة من قدرات الحوسبة باستخدام أجهزة «غريس بلاكويل» و«فيرا روبين» من «إنفيديا»، مع التعاون لتحسين الرقائق ونماذج الذكاء الاصطناعي.

يتحدث ساتيا ناديلا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» في سياتل (أ.ف.ب)

مجموعة مدعومة من «إنفيديا» ومراكز بيانات «ألايند»: تستحوذ مجموعة استثمارية تضم «بلاك روك» و«مايكروسوفت» و«إنفيديا» على «ألايند داتا سنترز» الأميركية، إحدى كبرى شركات تشغيل مراكز البيانات بالعالم، والتي تمتلك نحو ثمانين مركزاً، في صفقة بقيمة أربعين مليار دولار.

«إنفيديا» و«إنتل»: ستستثمر «إنفيديا» خمسة مليارات دولار في «إنتل»، ما يمنحها نحو 4 في المائة من الشركة بعد إصدار أسهم جديدة.

«كور ويف» و«إنفيديا»: وقّعت «كور ويف» طلبية أولية بقيمة ستة مليارات وثلاثمائة مليون دولار مع «إنفيديا»، لضمان شراء أي سعة سحابية غير مستخدمة للعملاء.

4. صفقات «غوغل»

«غوغل» وتكساس: تستثمر «غوغل» أربعين مليار دولار في ثلاثة مراكز بيانات جديدة في تكساس حتى عام 2027، ضمن شبكتها العالمية التي تضم اثنتين وأربعين منطقة سحابية.

«غوغل» و«ويندسرف»: استقطبت «غوغل» كوادر رئيسية من «ويندسرف» الناشئة المتخصصة في توليد أكواد الذكاء الاصطناعي، ودفع مليارَي دولار وأربعمائة مليون دولار كرسوم ترخيص لاستخدام بعض تقنيات الشركة بشروط غير حصرية.

شعار «غوغل» المطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد على جهاز «آبل ماك بوك» في رسم توضيحي (رويترز)

صفقات أخرى

مجموعة «نيبيوس» و«مايكروسوفت»: ستزود مجموعة «نيبيوس» شركة «مايكروسوفت» ببنية تحتية لمعالجات الرسوم، في صفقة قيمتها سبعة عشر ملياراً وأربعمائة مليون دولار على مدى خمس سنوات.

«إنتل» ومجموعة «سوفت بنك»: تحصل «إنتل» على تمويل بقيمة مليارَي دولار من «سوفت بنك»، ما يجعل المستثمر الياباني واحداً من أكبر عشرة مساهمين في الشركة الأميركية.

«تسلا» و«سامسونغ»: وقّعت «تسلا» صفقة بقيمة ستة عشر ملياراً وخمسمائة مليون دولار لتوريد رقائق إلكترونية من «سامسونغ إلكترونيكس»؛ إذ سيُنتج مصنع «سامسونغ» الجديد في تكساس رقاقة «إيه آي 6» من الجيل التالي لـ«تسلا».

«أمازون» و«أنثروبيك»: ضخّت «أمازون» أربعة مليارات دولار في «أنثروبيك»، مضاعِفة استثمارها في المنافس القوي لـ«أوبن إيه آي»، المعروف ببرنامج الدردشة الآلي «جين إيه آي كلود».