أنظار الإسرائيليين معلقة على لقاء نتنياهو - ترمب في واشنطن

إجراءات مكثفة لمعاقبة الفلسطينيين على الحراك الدولي وقلق من العزلة المتفاقمة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما بالبيت الأبيض في مارس 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما بالبيت الأبيض في مارس 2025 (رويترز)
TT

أنظار الإسرائيليين معلقة على لقاء نتنياهو - ترمب في واشنطن

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما بالبيت الأبيض في مارس 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما بالبيت الأبيض في مارس 2025 (رويترز)

رغم توقف الأنشطة السياسية في إسرائيل تماماً بسبب الاحتفالات برأس السنة اليهودية، التي بدأت مساء الاثنين وتستمر حتى صبيحة الخميس، وعلى الرغم من غياب الإسرائيليين عن مشاهد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فإن أنظارهم تتعلق باللقاء المقرر أن يعقده رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الاثنين المقبل، لعلهم يجدون فيه سبيلاً للخروج من مأزق سيل الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية.

فالإسرائيليون، بكل أطيافهم السياسية من أحزاب الائتلاف الحكومي اليميني وحتى أحزاب المعارضة، يعتبرون الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية، خصوصاً من دول أوروبية لها ثقلها مثل فرنسا وبريطانيا وغيرهما، خطوة معادية تفرض عليهم «حصاراً سياسياً ذا تبعات اقتصادية قاسية»، ويرون فيها «جائزة للإرهاب» ومكافأة لحركة «حماس».

وينتظر نتنياهو، ومعه كثير من الإسرائيليين، أن يخرجهم ترمب من هذا المـأزق ويمارس الضغوط حتى لا يعقب الاعتراف إرسال سفراء، أو اتخاذ إجراءات عملية أخرى لتكريس أسس الدولة على الأرض.

وحسب مصادر سياسية في تل أبيب فإن نتنياهو، الذي يبذل مساعي لكي يمنع تطوير هذا الاعتراف بحيث لا تتبعه علاقات دبلوماسية كاملة تصل إلى درجة تبادل السفراء، سيتقدم إلى ترمب بسلسلة طلبات تضمن استمرار الحرب في غزة؛ هذا على الرغم من أن الرئيس الأميركي اجتمع، الثلاثاء، مع قادة عدد من الدول العربية والإسلامية على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة خطته لإنهاء الحرب.

عقاب في غزة والضفة

في الوقت ذاته، تتخذ الحكومة الإسرائيلية سلسلة إجراءات لمعاقبة الفلسطينيين على الاعترافات الدولية، سواء بمواصلة القصف العنيف في قطاع غزة، أو بتشديد الحصار على البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، أو باتخاذ خطوات استفزازية أو تعسفية يسفر بعضها عن مقتل فلسطينيين.

أقارب الشاب سعيد مراد (20 عاماً) يبكونه خلال جنازته بقرية المغير قرب رام الله بالضفة يوم الأربعاء (إ.ب.أ)

وكانت أحدث هذه الخطوات بالضفة اقتحام القوات الإسرائيلية قرية عنزة جنوب غربي مدينة جنين، صباح الأربعاء،

والدخول في مواجهات أسفرت عن مقتل شاب فلسطيني بالرصاص، وفقاً لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).

وقالت الوكالة: «استولى الجنود على منزل مواطن وسط القرية، وتمركزوا فيه و أطلقوا منه الأعيرة النارية باتجاهات مختلفة، أصابت إحداها الشهيد أحمد جهاد براهمة (19 عاماً)، قبل أن ينسحبوا من القرية».

كما أشارت إلى اقتحامات شهدتها بلدات وقرى أخرى جنوب جنين، منها يعبد وصانور وأم دار وغيرها، حيث داهمت القوات منازل وفتشتها.

والدة الشاب أحمد جهاد براهمة (19 عاماً) تبكيه بعد مقتله خلال مداهمة إسرائيلية بقرية عنزة قرب جنين يوم الأربعاء (رويترز)

وكان قرار نتنياهو إغلاق معبر اللنبي (جسر الملك حسين) لأجل غير مسمى أحد أشد سبل العقاب لفلسطينيي الضفة، إذ إنه المنفذ الوحيد لهم مع الخارج، والإغلاق يلحق ضرراً بالغاً بالطلبة الراغبين في العودة إلى جامعاتهم في الأردن أو غيره من بلدان العالم، كما يعرقل سفر المعتمرين والتجار والمرضى الذين يسافرون من أجل العلاج.

الصحافة الإسرائيلية

كان نتنياهو قد أعلن أن رد حكومته على موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية سيأتي بعد عودته من الولايات المتحدة ولقائه ترمب؛ لكن مقربين منه أكدوا لوسائل الإعلام العبرية أنه ينوي إلقاء خطاب ناري في الجمعية العامة للأمم المتحدة، صبيحة الجمعة، يرد فيه بشدة وبكلمات حادة على خطابات قادة دول العالم الذين هاجموا سياسته وممارسات جيشه في المناطق الفلسطينية المحتلة. وبعدها سيعود إلى إسرائيل ويدرس مع فريقه الحربي سبل الرد الأخرى.

الجانب الفلسطيني من معبر اللنبي (جسر الملك حسين) الحدودي الذي أعلنت إسرائيل إغلاقه لأجل غير مسمى (أ.ف.ب)

الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام العبرية تابعت أقوال زعماء العالم في نيويورك، وأبرزت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي تجاوب فيها مع المطالب الإسرائيلية والأميركية والغربية بإخراج «حماس» من دوائر الحكم تماماً، وإجراء إصلاحات عميقة في السلطة الفلسطينية تشمل إجراء انتخابات وتغيير مناهج التعليم ووقف دفع رواتب لعائلات الشهداء والأسرى بهذه الصفة ونقلها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، وعودة التنسيق الأمني مع إسرائيل وخطوات أخرى. وتجاهلت وسائل الإعلام تهنئته بالسنة اليهودية الجديدة.

كما أبرزت كلمة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، التي شدد فيها على ضرورة توفير الأمن لإسرائيل بوصفه شرطاً للسلام في الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من التزامه بالموقف الدولي بشأن حل الدولتين وضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، اهتم الإسرائيليون بحرصه على توجيه تحية سلام لهم باللغة العبرية «شالوم».

ونشرت الصحف العبرية تقارير مختصرة عن مؤتمر نيويورك، بمضامين خطابي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووجهت إليهما انتقادات شديدة واتهامات بالتحيز.

فماكرون انتقد حرب إسرائيل على غزة وتحركاتها في الضفة، مثلما انتقد هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ وساوى بين حقوق الإسرائيليين وحقوق الفلسطينيين، مشدداً على أن الانتقام الإسرائيلي من «حماس» غير متوازن ولا متكافئ.

كما استاء الإسرائيليون عندما نسف ماكرون الدعاية التي تحاول إظهار المسألة كما لو أن تاريخ الصراع بدأ في السابع من أكتوبر، وأعاده إلى جذوره في قرار تقسيم فلسطين سنة 1947، مؤكداً ضرورة تنفيذ النصف الثاني من القرار بوجوب إقامة دولة فلسطينية.

وأما خطاب غوتيريش، فقد ضايقتهم فيه إدانته الشديدة للحرب في غزة، معتبراً إياها غير مسبوقة في تاريخ الحروب ضد المدنيين، وقال: «لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، والتدمير الممنهج لمقدرات حياته».


مقالات ذات صلة

إجماع دولي في جدة على دعم فلسطين... ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية

الخليج صورة جوية لقبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس (رويترز)

إجماع دولي في جدة على دعم فلسطين... ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية

أعلنت وفود دولية رفيعة المستوى من جدة، دعمها لفلسطين ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، مؤكدة ضرورة «حل الدولتين»، وإنهاء الاحتلال، وحماية الحقوق الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر نصيب مع الأردن 6 يناير (رويترز)

مشاريع «مركز الملك سلمان» في سوريا تتضاعف أكثر من 100 % خلال 2025

أظهرت تحديثات جديدة كشفت عنها المنصة الإلكترونية لـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» تسجيل أرقام جديدة حول مشاريع المركز المنجزة.

غازي الحارثي (الرياض)
المشرق العربي وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يستعرض خريطة لتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» في الضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

تقرير أممي: الاستيطان في الضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ 2017

بلغ التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة مستوى قياسياً هذا العام منذ بدء مراقبة الأمم المتحدة في 2017، وفق تقرير صادر عن الأمين العام للمنظمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج مقر وكالة «الأونروا» في مدينة غزة (أرشيفية - رويترز) play-circle

دول عربية وإسلامية: دور «الأونروا» لا غنى عنه ولا يمكن استبداله

أكدت السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر، على الدور الذي «لا غنى عنه» لوكالة «الأونروا» في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج شاحنات محمَّلة بالمساعدات الإنسانية السعودية لدى عبورها منفذ رفح (مركز الملك سلمان للإغاثة)

مساعدات إنسانية سعودية تعبر منفذ رفح نحو غزة

عبَرت، الخميس، دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية السعودية منفذ رفح الحدودي، تمهيداً لإيصالها إلى المتضررين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (منفذ رفح)

تركيا: القبض على قيادي «داعشي» بعملية على حدود أفغانستان وباكستان

الإرهابي الداعشي التركي بتنظيم «ولاية خراسان» بعد القبض عليه على الحدود بين باكستان وأفغانستان وإعادته إلى تركيا (إعلام تركي)
الإرهابي الداعشي التركي بتنظيم «ولاية خراسان» بعد القبض عليه على الحدود بين باكستان وأفغانستان وإعادته إلى تركيا (إعلام تركي)
TT

تركيا: القبض على قيادي «داعشي» بعملية على حدود أفغانستان وباكستان

الإرهابي الداعشي التركي بتنظيم «ولاية خراسان» بعد القبض عليه على الحدود بين باكستان وأفغانستان وإعادته إلى تركيا (إعلام تركي)
الإرهابي الداعشي التركي بتنظيم «ولاية خراسان» بعد القبض عليه على الحدود بين باكستان وأفغانستان وإعادته إلى تركيا (إعلام تركي)

تمكنت المخابرات التركية من القبض على أحد الأتراك من العناصر القيادية في تنظيم «ولاية خراسان»، التابع لتنظيم «داعش» الإرهابي، في عملية نفّذتها بالمنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان، وقامت بجلبه إلى تركيا.

وقالت مصادر أمنية إن جهاز المخابرات توصّل، من خلال أنشطته الاستطلاعية، إلى وجود شخص من أصل تركي يُدعى «محمد غوران»، يحمل اسماً حركياً هو «يحيى» ينشط ضمن تنظيم «داعش- ولاية خراسان» على الحدود الأفغانية الباكستانية، وأنه تولّى مهام فعالة في معسكرات تابعة للتنظيم، وارتقى مع مرور الوقت إلى مستوى قيادي.

وأضافت أن المخابرات التركية توصلت إلى معلومات مفادها أن غوران كان يخطط لتنفيذ عملية انتحارية ضد مدنيين في كل من أفغانستان وباكستان وتركيا وأوروبا، بتكليف من «داعش».

تدرّج في «ولاية خراسان»

وتبيّن أن غوران عمل سابقاً مع «أوزغور ألطون» المُكنى بـ«أبو ياسر التركي»، الذي كان يُعد أرفع مسؤول تركي في تنظيم «ولاية خراسان»، والذي لعب دوراً فعالاً في نقل عناصر من «داعش» من تركيا إلى منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية، وأُلقي القبض عليه في عملية مشتركة مع السلطات الباكستانية على الحدود مع أفغانستان بينما كان يستعد لدخول باكستان، وجرى جلبه إلى تركيا في مطلع يونيو (حزيران) الماضي.

القيادي الداعشي التركي في «ولاية خراسان» أوزغور ألطون المكنى بـ«أبو ياسر التركي» بعد القبض عليه وإحضاره إلى تركيا في يونيو الماضي (إعلام تركي)

وقالت السلطات التركية إنه جرى رصده وهو يشرف على انتقال أعضاء تنظيم «داعش» الإرهابي من أوروبا وآسيا الوسطى باتجاه مناطق حدودية بين باكستان وأفغانستان.

وذكرت المصادر أن هذا الشخص يُعد، في الوقت نفسه، «أرفع مسؤول تركي في «داعش- ولاية خراسان»، وكان يعمل في المجال الإعلامي والخدمات اللوجستية في التنظيم الإرهابي، وأنه أعطى تعليمات بشنّ هجمات ضد أماكن إقامة حفلات موسيقية في تركيا وأوروبا.

ويُعد تنظيم «ولاية خراسان»، الذي يعمل في أفغانستان وباكستان، من أكثر فروعه نشاطاً، وتبنّى عدداً من الهجمات الأعنف في المنطقة وخارجها، منها هجوم على قاعة حفلات بموسكو في مارس (آذار) 2024، أسفر عن مقتل 140 شخصاً.

هجوم على كنيسة في إسطنبول

وكانت أجهزة الأمن التركية قد كثّفت جهودها لتفكيك خلايا تنظيم داعش، بعدما عاود نشاطه الإرهابي بالهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» في إسطنبول، مطلع فبراير (شباط) 2024، ما أسفر عن مقتل المواطن التركي تونجر جيهان (52 عاماً).

وعقب الهجوم، جرى القبض على 17 من عناصر «ولاية خراسان» بعد تحديد هويتهم بواسطة المخابرات التركية وشعبة مكافحة الإرهاب، في مديرية أمن إسطنبول، وجرى التأكد من صلتهم بالهجوم المسلَّح على الكنيسة والتخطيط لإقامة كيان لتدريب ونشر مسلَّحي «داعش» في دول الشرق الأوسط.

جانب من موقع الهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» بإسطنبول في فبراير (أرشيفية-إعلام تركي)

وعاد تنظيم «داعش» الإرهابي، من خلال الهجوم على الكنيسة، لتنفيذ هجمات في تركيا بعد توقف 7 سنوات، منذ الهجوم الذي نفّذه الداعشي الأوزبكي، عبد القادر مشاريبوف، المكني بـ«أبو محمد الخراساني»، في ليلة رأس السنة الميلادية عام 2017، داخل نادي «رينا» الليلي، وأدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 79 آخرين غالبيتهم أجانب.

وقررت محكمة تركية حبس 25 متهماً، والإفراج المشروط عن 9 آخرين تورّطوا في الهجوم المسلّح على الكنيسة الذي نفّذه الداعشيان: الطاجيكي أميرجون خليكوف، والروسي ديفيد تانديف، اللذان وُجّهت إليهما تهمتا «الانتماء إلى منظمة إرهابية» و«القتل العمد»، وذلك من بين 60 مشتبهاً من الروس والطاجيك جرى القبض عليهم لعلاقتهم بالهجوم، وأُحيل 26 منهم إلى مراكز الترحيل خارج البلاد، وجرى إطلاق سراح 9 آخرين، بشرط خضوعهم للمراقبة القضائية.

وقالت مصادر أمنية إنه تبيَّن أن عناصر «ولاية خراسان» كانوا يمارسون أنشطة ضد تركيا، ولديهم صلة بالهجوم على الكنيسة.


مساعد سابق لنتنياهو: رئيس الوزراء كلّفني وضع خطة للتهرّب من مسؤولية «7 أكتوبر»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

مساعد سابق لنتنياهو: رئيس الوزراء كلّفني وضع خطة للتهرّب من مسؤولية «7 أكتوبر»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال مساعد مقرب سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه في أعقاب هجوم حركة «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي أدى لاندلاع حرب استمرت عامين في غزة، كلَّفه نتنياهو وضع خطة للتهرب من مسؤولية الخرق الأمني.

وأدلى إيلي فيلدشتاين، المتحدث السابق باسم نتنياهو، الذي يمثُل للمحاكمة لاتهامه بتسريب معلومات سرية للصحافة، بهذا الاتهام خلال حوار مع قناة «كان» الإخبارية الإسرائيلية، مساء الاثنين.

واتهم المنتقدون مراراً وتكراراً نتنياهو برفض تحمل المسؤولية عن أكثر الهجمات دموية في تاريخ إسرائيل. ولكن لا يعرف الكثير من سلوك نتنياهو في الأيام التي أعقبت الهجوم، في حين قاوم رئيس الوزراء الإسرائيلي باستمرار إجراء تحقيق حكومي مستقل.

وقال فيلدشتاين في الحوار إن «أول مهمة» كلفه بها نتنياهو بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 كانت كبح دعوات المحاسبة. وأضاف: «لقد سألني، ما الذي يتحدثون بشأنه في الأخبار؟ هل ما زالوا يتحدثون عن المسؤولية؟». وأوضح: «لقد أراد أن أفكر في أمر يمكن قوله من شأنه ردع العاصفة الإعلامية المتعلقة بما إذا كان رئيس الوزراء تحمل المسؤولية أم لا».

وأوضح أن نتنياهو بدا «مذعوراً» وهو يطلب منه هذا الطلب. وأشار فيلدشتاين إلى أن أشخاصاً من دائرة نتنياهو المقربة طالبو لاحقاً بحذف كلمة «مسؤولية» من جميع البيانات.

وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن مكتب نتنياهو وصف الحوار بـ«سلسلة طويلة من الادعاءات الكاذبة والمكررة التي يدلي بها رجل لديه مصالح شخصية واضحة يحاول أن ينأى بنفسه عن المسؤولية».


الجيش اللبناني يؤكد أن جندياً من بين قتلى غارة إسرائيلية على الجنوب

السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (د.ب.ا)
السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (د.ب.ا)
TT

الجيش اللبناني يؤكد أن جندياً من بين قتلى غارة إسرائيلية على الجنوب

السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (د.ب.ا)
السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (د.ب.ا)

أعلن الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، أن أحد جنوده كان من بين ثلاثة قتلى سقطوا جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب البلاد، قالت الدولة العبرية إنها استهدفت عناصر في «حزب الله».

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد أفاد بأن «الجيش الإسرائيلي هاجم أمس وقضى على ثلاثة عناصر إرهابية من (حزب الله) دفعوا بمخططات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع وكانوا يهمون بمحاولات اعادة اعمار بنى تحتية عسكرية في منطقة صيدا بجنوب لبنان».

وأضاف في منشور عبر «إكس»: «من التحقيق الاولي يتبين ان الغارة أسفرت عن القضاء على مخرب في حزب الله كان يخدم بالتوازي في وحدة الاستخبارات التابعة للجيش اللبناني».

وتابع: «كما أسفرت الغارة عن القضاء على مخرب أخر عمل في وحدة الدفاع الجوي في قطاع صيدا بحزب الله».

وزعم المتحدث وجود «علاقات تعاون» بين الجيش اللبناني و«حزب الله»، مؤكداً مواصلة العمل لإزالة «أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل».

وأكد أن «جيش الدفاع يعمل ضد عناصر (حزب الله) العاملين في محاولة لاعادة اعمار بنى تحتية إرهابية في انتهاك خطير للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».

ونفى مصدر عسكري لبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اتهام الجيش الإسرائيلي للجندي القتيل بأنه كان عنصرا في الحزب.

ونعى الجيش اللبناني الرقيب أول علي عبد الله، موضحا أنه قتل أمس «جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان بداخلها على طريق» قرب مدينة صيدا.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أفادت أمس بأن الغارة التي نفذتها طائرة مسيّرة، أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى.

وتواصل الدولة العبرية تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان تقول إنها تهدف إلى منع «حزب الله» من إعادة بناء قدراته بعد تكبده خسائر كبيرة في الحرب الدامية بين الطرفين التي استغرقت أكثر من عام قبل التوصل الى وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وبموجب الاتفاق، يفترض أن ينتشر الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، بينما يعمل بالتوازي على نزع سلاح «حزب الله» بموجب خطة أقرتها الحكومة اللبنانية.

ويفترض أن ينهي الجيش المرحلة الأولى من الخطة، والتي تشمل منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كلم من الحدود)، بحلول نهاية العام الجاري.

ويواجه لبنان ضغوطا متصاعدة من الولايات المتحدة واسرائيل لتسريع نزع سلاح الحزب. وعلى وقع الضغوط، سمّت السلطات اللبنانية مطلع الشهر الحالي السفير السابق سيمون كرم كممثل مدني في اجتماعات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تضمّ الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة واسرائيل.

وأكدت السلطات اللبنانية على الطابع التقني للتفاوض مع إسرائيل، بهدف وقف هجماتها وسحب قواتها من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب الأخيرة، وبقيت فيها على رغم اتفاق وقف إطلاق النار.