ليبيا: صدام وخالد حفتر يعززان «نفوذهما القبلي» وسط تساؤلات

بعد تصعيدهما في المؤسسة العسكرية

رئيس أركان الجيش الوطني الليبي خالد حفتر خلال لقاء مع أعيان قبيلة «العواقير» (إعلام القيادة العامة)
رئيس أركان الجيش الوطني الليبي خالد حفتر خلال لقاء مع أعيان قبيلة «العواقير» (إعلام القيادة العامة)
TT

ليبيا: صدام وخالد حفتر يعززان «نفوذهما القبلي» وسط تساؤلات

رئيس أركان الجيش الوطني الليبي خالد حفتر خلال لقاء مع أعيان قبيلة «العواقير» (إعلام القيادة العامة)
رئيس أركان الجيش الوطني الليبي خالد حفتر خلال لقاء مع أعيان قبيلة «العواقير» (إعلام القيادة العامة)

تسارعت وتيرة لقاءات صدام وخالد، نجلي القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي المشير خليفة حفتر، مع وفود من مشايخ وأعيان عدد من القبائل الليبية، بعد أقل من شهر ونصف الشهر من تصعيد رتبتيهما في قيادة المؤسسة العسكرية التي تهيمن على شرق ليبيا وغالبية مناطق الجنوب.

أصبح الفريق أول صدام حفتر نائب القائد العام لـ«الجيش الوطني»، بينما يشغل شقيقه الفريق أول خالد منصب رئاسة الأركان العامة. وينظر مراقبون للقاءات التي عقدت خلال الأيام الماضية مع عدد من القبائل في بنغازي على أنها محاولة لتعزيز «النفوذ القبلي»، لكنها تفتح باباً للتساؤلات حول دور المكون القبلي في معادلة السياسة داخل بلد يغرق في الانقسام الأمني والعسكري.

وبحسب عدد من المحللين، ومن بينهم المحلل في «المعهد الملكي للخدمات المتحدة»، جلال حرشاوي، فإن «خطوات صدام حفتر تحديداً بدأت مبكراً لدعم ومد شبكة نفوذه بين القبائل حتى قبل تصعيده في منصبه في أغسطس (آب) الماضي». ونبه حرشاوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أيضاً، إلى أن «وجود ممثلي تلك الوفود القبلية في بنغازي، ولقاءهم صدام وخالد حفتر، لا يعنيان بالضرورة ولاء القبيلة التام للقيادة العامة».

نائب القائد العام للجيش الوطني الليبي صدام حفتر خلال لقاء مع شيخ قبيلة «الدرسة» سعد بوخروبة (إعلام القيادة العامة)

وسبق أن عقد صدام اجتماعات مكثفة في بنغازي مع وفود من قبيلتي «أولاد سليمان» و«الدرسة»، ركزت على «توحيد الصفوف، ودعم جهود الجيش لمكافحة الإرهاب، وحفظ وحدة البلاد»، حسب بيانات رسمية.

كما التقى صدام وفداً من قبيلة «أولاد علي» المصرية لتقديم التعازي في وفاة أحد أبنائها في المعبر الحدودي بين مصر وليبيا، أخذاً في الاعتبار امتدادات هذه القبيلة في شرق ليبيا، وهو ما بدا في نظر مراقبين اهتماماً بمعادلة لروابط القبلية العابرة للحدود، ودورها في الاستقرار المحلي.

أمّا شقيقه خالد حفتر فقد استقبل وفدين من قبيلتي «العواقير» و«الجبل الأخضر»، حيث قدّما له التهاني بمناسبة ترقيته الأخيرة في المؤسسة العسكرية.

ويرى فريق من المراقبين أن كلمات صدام وخالد حفتر خلال لقاءاتهما مع القبائل، بما فيها العواقير، تحمل رسالة الحرص على «ترسيخ تحالف بين الجيش والقاعدة القبلية»، و«بناء شبكات دعم محلية تربط القوة العسكرية بالقبائل».

في هذا السياق، يصف عضو مجلس قبائل وأعيان ليبيا، مفتاح القيلوشي، لقاءات صدام وخالد حفتر مع القبائل بأنها «مبايعات تؤكد لُحمة الشعب مع الجيش، واستفتاء شعبي يدعم إعادة هيكلة القيادة وفق رؤية 2030». ويستند القيلوشي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى التذكير بأن ليبيا عانت لسنوات من «الإرهاب والجريمة المنظمة و(الهجرة غير المشروعة)، وسط سطوة الميليشيات، وانتشار الفوضى منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011». لكنه يرى أيضاً أن «شرق البلاد شهد اليوم تحولات كبيرة في مجالات الأمن والتنمية»، وأن المشروعات العمرانية هناك «تعكس حيوية الإنجاز»، معتقداً أن «الكثير من قبائل المنطقة الغربية تقف اليوم مع الجيش».

ويطرح تحرك القبائل في ليبيا تساؤلاً لدى خبراء ومحللين بشأن الدور السياسي لها في معادلة السلطة والنفوذ في ليبيا. وتذهب تقديرات مراكز بحثية دولية إلى أن القبائل في ليبيا تلعب «دوراً حاسماً في غياب الدولة القوية»، إذ إنها توفر الأمن وتحل النزاعات عبر العدالة العرفية، بحسب دراسة لـ«معهد الولايات المتحدة للسلام». كما تلجأ بعض القبائل أحياناً إلى أساليب ضغط، مثل إغلاق قبيلة الزوي لحقل نفطي قبل عامين بهدف الضغط على السلطات في طرابلس للإفراج عن أحد أبنائها وزير المالية السابق، فرج بومطاري.

أحد أعيان قبيلة «أولاد سليمان» الليبية متحدثاً خلال لقاء الفريق أول صدام حفتر (إعلام القيادة العامة)

ووسط تساؤلات حول دور القبائل الليبية، فإن سالم كرواد، وهو أحد أعيان مدينة مصراتة، يعتقد أن بلاده بحاجة إلى «إحياء الدور الاجتماعي للقبائل في إطار وطني موحد، يمتد من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، بعيداً عن أي اصطفافات سياسية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن ليبيا «مجتمع قبلي بطبيعته، والقبيلة تمثل ركيزة أساسية يمكن البناء عليها لتحقيق المصالحة الوطنية، ولمّ شمل الليبيين بعد سنوات من الانقسام».

لكن كرواد يلفت إلى أن بعض القيادات القبلية استُخدمت في السابق «كأدوات لإشعال النزاعات، وتحقيق مصالح سياسية ضيقة»، وهو ما أدى إلى تفاقم الانقسامات الداخلية. وينتهي كرواد إلى التأكيد على ضرورة أن تظل القبيلة «جسراً للتقارب بين الليبيين»، محذراً من تكرار أخطاء الماضي، قائلاً إنه «يجب أن تكون القبيلة أداة للوحدة الوطنية، لا وسيلة للاستغلال أو جني المكاسب».

ويهيمن على المشهد الليبي انقسام سياسي وجغرافي حاد بين الشرق والغرب، تغذيه صراعات على السلطة والنفوذ وموارد النفط.


مقالات ذات صلة

تركيا: طائرة رئيس الأركان الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبيل تحطمها

شمال افريقيا الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)

تركيا: طائرة رئيس الأركان الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبيل تحطمها

قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، اليوم، إن الطائرة الخاصة التي كانت تقل رئيس أركان الجيش الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبل تحطمها.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شمال افريقيا مركز العد والإحصاء بمفوضية الانتخابات (مكتب المفوضية)

ليبيا: «مفوضية الانتخابات» تعتمد نتائج «مجالس بلدية»

اعتمدت مفوضية الانتخابات الليبية، الثلاثاء، نتائج المرحلة الثالثة من استحقاق المجالس البلدية، كما ألغت نتائج بعضها «بعد ثبوت خروقات ومخالفات».

خالد محمود (القاهرة)
خاص القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي المشير خليفة حفتر (إعلام القيادة العامة)

خاص «الوطني الليبي» يتجاهل مجدداً اتهامات بـ«التعاون» مع «الدعم السريع»

يرى محلل عسكري ليبي أن مطار الكفرة «منشأة مهمة تُستخدم لدعم القوات الليبية المنتشرة في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي وهو نقطة وصل بين شرق ليبيا وجنوبها»

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا في ليبيا بات كل مواطن يحتفل بـ«ثورته» في مواعيدها (أ.ف.ب)

الليبيون يحتفلون بالذكرى الـ74 للاستقلال على وقع انقسام حاد

بشكل منفصل أعلن كل من رئيسي حكومتي ليبيا الدبيبة وحماد يومي الأربعاء والخميس عطلة رسمية لمناسبة «عيد الاستقلال» في بلد يعاني من تداعيات انقسام سياسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الدفاع التركي يشار غولر استقبل رئيس الأركان الليبي محمد على الحداد في أنقرة الثلاثاء غداة موافقة البرلمان على تمديد بقاء القوات التركية بليبيا (الدفاع التركية-إكس)

برلمان تركيا يمدّد بقاء قواتها في ليبيا حتى 2028

وافق البرلمان التركي على تمديد مهمة القوات التركية في ليبيا لمدة عامين بدءاً من 2 يناير المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تركيا: طائرة رئيس الأركان الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبيل تحطمها

الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا: طائرة رئيس الأركان الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبيل تحطمها

الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)

قال برهان الدين دوران، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية اليوم (الأربعاء)، إن الطائرة الخاصة التي كانت تقل رئيس ​أركان الجيش الليبي، أبلغت عن عطل كهربائي وطلبت الهبوط الاضطراري، قبيل تحطمها بالقرب من أنقرة.

وأضاف -في بيان- أن الطائرة -وهي من طراز «داسو فالكون 50»- أقلعت من مطار أسن بوغا في أنقرة الساعة 17:17 بتوقيت غرينيتش، أمس (الثلاثاء) متجهة إلى طرابلس، وفي الساعة 17:33 ‌بتوقيت غرينيتش، ‌أبلغت مراقبة الحركة الجوية بوجود حالة ‌طوارئ ⁠ناجمة ​عن ‌عطل كهربائي.

وأعلن مسؤولون ليبيون وأتراك عن مقتل 8 أشخاص، بينهم 3 من أفراد الطاقم، في الحادث.

وقال دوران إن مراقبة الحركة الجوية أعادت توجيه الطائرة نحو مطار أسن بوغا، وجرى اتخاذ إجراءات الطوارئ، ولكن الطائرة اختفت من على شاشة الرادار في ⁠الساعة 17:36 بتوقيت غرينيتش في أثناء هبوطها، وانقطع الاتصال بها.

وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال استقباله رئيس الأركان الليبي محمد علي الحداد في أنقرة الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية- إكس)

و أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا في وقت لاحق، العثور على الصندوق الأسود للطائرة. وقال قايا إن الطائرة المنكوبة كان على متنها خمسة ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم، وانقطع الاتصال بها بعد حوالي 40 دقيقة من إقلاعها في طريقها إلى ليبيا بعد أن أنهى الحداد زيارة رسمية إلى تركيا أمس الثلاثاء.

وأوضح وزير الداخلية التركي أن أعمال فحص الصندوق الأسود وجهاز التسجيل بالطائرة المنكوبة بدأت للوقوف على تفاصيل الحادث. وأضاف «نحقق في كافة جوانب الحادث وكل الأجهزة المعنية في الدولة تتابع ذلك، وعازمون على الإفصاح عن أسباب الحادث في أسرع وقت».

وأكد قايا وجود فريق ليبي من 22 فردا في أنقرة للمشاركة في التحقيق في سقوط الطائرة.


البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي

أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
TT

البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي

أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)

يصوت البرلمان الجزائري الأربعاء على مشروع قانون يهدف الى تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر وتوصيفه على انه «جريمة دولة» ويطالب فرنسا بـ«اعتذار رسمي»، في وقت لا يزال البلدان غارقين في أزمة كبرى.

ويطالب النص الذي اطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه وينتظر أن يصادق النواب عليه إلا اذا حدث طارئ، بتحمل الدولة الفرنسية «المسؤولية القانونية عن ماضيها الاستعماري للجزائر، وما خلفه من مآس» ويطالبها بالتعويض. وفي حال المصادقة عليه، ستكون للقانون دلالة رمزية قوية، لكن يبدو ان أثره العملي على مطالب التعويضات محدودا من دون اللجوء إلى هيئات دولية أو اتفاق ثنائي.

وأثناء عرض مشروع القانون أمام النواب، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى في البرلمان) إبراهيم بوغالي السبت، إن هذا المقترح «فعل سيادي بامتياز»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية. وأضاف أنه أيضا «رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأن الذاكرة الوطنية الجزائرية غير قابلة للمحو أو المساومة».

ولدى سؤاله الأسبوع الماضي عن هذا التصويت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو، إنه لا يعلّق «على نقاشات سياسية تجري في دول أجنبية».

قطيعة

بالنسبة إلى حسني قيطوني، الباحث في تاريخ الحقبة الاستعمارية في جامعة إكستر البريطانية، فإنه «من الناحية القانونية، لا يحمل هذا القانون أي بُعد دولي، وبالتالي لا يمكنه إلزام فرنسا» و«أثره القانوني محلي فقط». وأضاف «لكن أثره السياسي والرمزي مهم: فهو يمثّل لحظة قطيعة في العلاقة التاريخية مع فرنسا».

وتبقى مسألة الاستعمار الفرنسي في الجزائر أحد أبرز مصادر التوتر بين باريس والجزائر. فغزو الجزائر في 1830، وتدمير بنيتها الاجتماعية والاقتصادية عبر عمليات ترحيل واسعة والقمع الشرس لعديد الانتفاضات قبل حرب الاستقلال الدامية (1954-1962) التي اسفرت عن 1,5 مليون قتيل جزائري وفق الرواية الجزائرية، و500 ألف بينهم 400 ألف جزائري وفق المؤرخين الفرنسيين.

وما زالت السردية الوطنية حول حرب التحرير طاغية، بينما في فرنسا يستمر الحرص على مراعاة من يعارضون أي «طلب للاعتذار». وكان إيمانويل ماكرون صرح في 2017 حين كان مرشحا للرئاسة الفرنسية، بأن استعمار الجزائر كان «جريمة ضد الإنسانية». وقال «إنه جزء من ذلك الماضي الذي يجب أن ننظر إليه وجها لوجه بتقديم اعتذاراتنا أيضا تجاه الذين ارتكبنا بحقهم تلك الأفعال».

وبعد نشر تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا في يناير (كانون الثاني) 2021، تعهّد ماكرون اتخاذ «خطوات رمزية» لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد هذه المرة «الاعتذار». ثم عاد وتسبب في إثارة غضب شديد في الجزائر بعد تشكيكه في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار، بحسب صحيفة لوموند.

تجارب نووية

ويأتي التصويت في وقت ما زالت فيه باريس والجزائر غارقتين في أزمة دبلوماسية عقب اعتراف فرنسا في صيف 2024 بخطة حكم ذاتي «تحت السيادة المغربية» للصحراء الغربية.

ومنذ ذلك الحين، ازدادت التوترات حدّة، مع إدانة وسجن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي استفاد في نهاية المطاف من عفو رئاسي بفضل تدخل ألماني.

ويؤكد مشروع القانون أن «التعويض الشامل والمنصف، عن كافة الاضرار المادية والمعنوية التي خلفها الاستعمار الفرنسي، حق ثابت للدولة والشعب الجزائري». وينصّ على إلزام الدولة الجزائرية السعي من أجل «الاعتراف والاعتذار الرسميين من طرف دولة فرنسا عن ماضيها الاستعماري» و«تنظيف مواقع التفجيرات النووية» وكذلك «تسليم خرائط التفجيرات النووية والتجارب الكيماوية، والألغام المزروعة».

وبين عامَي 1960 و1966، أجرت فرنسا 17 تجربة نووية في مواقع عدة في الصحراء الجزائرية. ويطالب النص أيضا فرنسا بإعادة «أموال الخزينة التي تم السطو عليها» وكل الممتلكات المنقولة من الجزائر، بما في ذلك الأرشيف الوطني.

وأخيرا، ينص مشروع القانون على عقوبات بالسجن ومنع الحقوق المدنية والسياسية لكل من «يروّج» للاستعمار أو ينفي كونه جريمة. وطُرحت مسألة تجريم الاستعمار الفرنسي مرارا في الماضي في الجزائر، من دون أن تفضي حتى الآن إلى إصدارها في قانون.


واشنطن تحث طرفي النزاع السوداني على قبول مبادرتها

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
TT

واشنطن تحث طرفي النزاع السوداني على قبول مبادرتها

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)

حثت الولايات المتحدة طرفي النزاع السوداني على القبول الفوري بالهدنة الإنسانية التي اقترحتها، مشيرةً إلى أن وقف القتال أولوية عاجلة مع استمرار المعاناة الإنسانية.

وقال نائب المندوب الأميركي جيفري بارتوس، لأعضاء مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب عرضت هدنة إنسانية سبيلاً للمضي قدماً، مضيفاً: «نحض الطرفين المتحاربين على قبول هذه الخطة فوراً من دون شروط مسبقة». وأضاف: «نُدين بشدة العنف المروِّع في دارفور ومنطقة كردفان، والفظائع التي ارتكبتها كل من القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع)، التي يجب محاسبة المسؤولين عنها».

ويأتي الموقف الأميركي بالتزامن مع تقديم رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، كامل إدريس، مبادرة سلام شاملة أمام مجلس الأمن، تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ألف يوم. وحذّر إدريس من أن السودان يواجه «أزمة وجودية»، داعياً إلى وقف إطلاق النار بإشراف دولي، وانسحاب «قوات الدعم السريع» من المناطق التي تسيطر عليها ونزع سلاحها، وسط تحذيرات أممية من معاناة إنسانية غير مسبوقة.