من مباراة الظهران برعاية المؤسس إلى مونديال 2034... قرن من كرة القدم السعودية

محمد بن سلمان ترجم الأحلام إلى واقع ومنحها صك «العالمية» ودشن عصر «الاستضافات الكبرى»

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحظة توقيعه على وثيقة استضافة كأس العالم 2034 (واس)
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحظة توقيعه على وثيقة استضافة كأس العالم 2034 (واس)
TT

من مباراة الظهران برعاية المؤسس إلى مونديال 2034... قرن من كرة القدم السعودية

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحظة توقيعه على وثيقة استضافة كأس العالم 2034 (واس)
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحظة توقيعه على وثيقة استضافة كأس العالم 2034 (واس)

مع حلول الذكرى الـ95 لليوم الوطني للمملكة، يستذكر السعوديون قصة نجاح وصعود مذهل لرياضة بلادهم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان؛ إذ يعيش الوطن طفرة غير مسبوقة في قطاع الرياضة، بينما نُفذت وتنفَّذ أكثر من 100 منشأة رياضية جديدة، إلى جانب استضافة بطولات عالمية كبرى، والاستعداد لاستضافة كأس العالم 2034.

لم تعد كرة القدم مجرد نشاط رياضي؛ إذ تحولت في ظل «رؤية المملكة 2030» إلى صناعة متكاملة تسهم في الاقتصاد الوطني، وتعزز مكانة المملكة عالمياً، بينما كان إعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، نتيجة مسار طويل من التخطيط والدعم والرؤية الطموحة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

جاء الملف السعودي متكاملًا إلى درجة أنه «أصبح بلا منافس»، في سابقةٍ أشاد بها «فيفا» وصناع القرار الرياضي العالمي، ليعكس وضوح الرؤية وقوة الموقف السعودي.

انفانتينو رئيس فيفا أشاد كثيراً بملف السعودية غير المسبوق لاستضافة المونديال (واس)

وبالتوازي مع ذلك، تبني المملكة اليوم في عهد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان استادات ضخمة وغير مسبوقة مثل استاد الملك سلمان الذي سيتسع إلى 92 ألف متفرج، واستاد الأمير محمد بن سلمان في القدية، وملاعب روشن والمربع الجديد وجنوب الرياض، وملعب نيوم، وملعب وسط جدة، وملعب أرامكو في الدمام، وملاعب متعددة في جميع أنحاء البلاد، وهي مشروعات كبرى فكرتها تقوم على ترك إرث رياضي واجتماعي واقتصادي للأجيال المقبلة.

قصة كرة القدم في السعودية هي قصة وطن بأكمله، وطن بدأ خطواته الأولى من ملاعب بدائية في مكة والمدينة وجدة، ثم شرفه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله وطيب ثراه) بحضور أول مباراة رسمية في الظهران عام 1947، لتتوالى بعد ذلك مراحل الدعم والرعاية حتى وصلت المملكة اليوم إلى قمة الطموح باستضافة كأس العالم 2034.

صورة معبرة تظهر مستقبل السعودية في 2034 (واس)

هي حكاية تختصر مسيرة قرن كامل من التحولات، من مشاهد البحارة البريطانيين على سواحل ينبع ورابغ، مروراً بالأحياء الشعبية في عشرينيات القرن الماضي، إلى ظهور مدن رياضية عملاقة ومشاريع كبرى تعكس رؤية مستقبلية طموحة.

في اليوم الوطني السعودي، تبدو هذه القصة شهادة على أن المملكة، التي استطاعت أن توحد أرضها وشعبها، قادرة أيضاً على أن توحد العالم حول شغف الرياضة، وأن تجعل من كرة القدم رمزاً للهوية والانتماء، ووسيلة للقوة الناعمة، ورسالة ثقة إلى المستقبل.

وفي اليوم الوطني السعودي، تعود بنا الذاكرة إلى قصةٍ بدأت في ساحات ترابية ضيقة وحارات شعبية في مكة وجدة والمدينة، قبل أن تجد هذه اللعبة طريقها إلى اهتمام القيادة، وتتحول إلى مشروع وطني يعكس النهضة التي عاشتها المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم.

دخلت كرة القدم أرض الحجاز في بدايات القرن العشرين عبر السفن البريطانية التي رست في مواني ينبع ورابغ؛ فقد أشارت السجلات إلى وصول السفن البريطانية إلى ينبع عام 1916، وتبعها في العام التالي وصول سفينة التموين إلى رابغ، حيث مارس البحارة أنشطة ترفيهية كان من بينها كرة القدم.

هذه الأنشطة أكبر من أن تكون استراحات عابرة، حيث عُدَّت الشرارة الأولى التي لفتت أنظار السكان المحليين نحو لعبة جديدة ستصبح لاحقاً جزءاً من ملامح الهوية الوطنية. ومع بداية العشرينيات، تحولت كرة القدم إلى نشاط شعبي من خلال المدارس والأحياء، لتبدأ مرحلة جديدة من انتشارها المجتمعي.

الملك المؤسس حضر أول مباراة رسمية لكرة القدم السعودية عام 1947 (مشروع توثيق كرة القدم السعودية)

بين عامي 1921 و1925، أخذت كرة القدم شكلها الأول داخل المجتمع السعودي، خصوصاً في مكة وجدة، حيث كان الطلبة يمارسونها في ساحات مفتوحة مثل «باب شريف» بجدة و«المعابدة» بمكة. ولم تكن هناك لوائح أو تجهيزات واضحة، وإنما كرة وفضاء مفتوح وحماس شبابي، وهذه الروح العفوية قادت إلى تشكيل نواة اللعبة التي سرعان ما جذبت الأنظار.

مع عام 1926، ظهرت الأندية الأولى التي حمل بعضها أسماءً ارتبطت بالجاليات الإندونيسية والماليزية مثل «الجاوة». وفي العام نفسه، ومع انطلاقة عهد الملك عبد العزيز وتوحيد المملكة، وجد الشباب متنفساً جديداً لممارسة هوايتهم.

أما في عام 1932، فقد وثقت صحيفة «صوت الحجاز» المقالات الأولى عن كرة القدم، في إشارة إلى أن اللعبة تجاوزت حدود الأحياء، وأصبحت جزءاً من حياة المجتمع.

التحول المفصلي جاء في الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) عام 1947، حين شرَّف الملك عبد العزيز أول مباراة رسمية لكرة القدم في مدينة الظهران في أثناء زيارته لمرافق شركة «أرامكو». جمعت المباراة فريق اتحاد الظهران بفريق من الجالية الصومالية، وأدارها الحكم فتح منصور.

الملك عبد العزيز خلال تشريفه لإحدى مباريات كرة القدم في الظهران (مشروع توثيق كرة القدم السعودية)

حضور المؤسس الراحل كان بمثابة إعلان صريح بأن الرياضة تحتل مكانتها في قلب الدولة الفتية. كان مشهد حضور الملك وأبنائه الأمراء وعدد من كبار المسؤولين تجسيداً مبكراً للعلاقة الوطيدة بين القيادة والمجتمع من خلال الرياضة. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت كرة القدم رمزاً للتلاحم الاجتماعي، وأداة لترسيخ الهوية الوطنية.

وتواصلت رعاية القيادة للرياضة بعد عهد الملك المؤسس. ففي عهد الملك سعود، شُيِّد أول الملاعب المنظمة في الرياض والدمام؛ ما وفر بيئة حقيقية لنمو الأندية وتوسع البطولات. ثم جاء عهد الملك فيصل، الذي شهد نقلة نوعية بإنشاء الاستادات الحديثة التي فتحت أبوابها للجماهير؛ ما عزز حضور الرياضة في الحياة العامة.

وفي عهد الملك خالد، افْتَتَحَ استادي جدة والدمام، ووَجَّهَ ببناء ملعب الملك فهد في عهده ليكون علامة فارقة وواجهة للبطولات الإقليمية مثل كأس الخليج العربي. وفي عهد الملك فهد، ارتقت كرة القدم السعودية إلى العالمية، حيث استضافت المملكة كأس العالم للشباب عام 1989، وابتكرت بطولة كأس القارات التي أصبحت لاحقاً تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم. كما دشّن استاد الملك فهد الدولي بالرياض، وهو من أبرز المشروعات الرياضية في المنطقة.

وواصلت الرياضة السعودية تطورها في عهد الملك عبد الله، الذي أطلق مرحلة المدن الرياضية العملاقة، وكان أبرزها مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة «الجوهرة»، التي مثلت نقلة نوعية في البنية التحتية وقدرة المملكة على استضافة البطولات الكبرى لتصل رحلة الرياضة السعودية إلى مستوى أبعد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان باستضافات كبرى، حيث بطولة كأس العالم 2034 التي لاقت إجماعاً هائلاً وغير مسبوق في كونغرس «فيفا» بتأييد تاريخي ودعم عالمي من جميع الاتحادات نظير الثقة الكبيرة منهم للضمانات السعودية بتنظيم مونديال لن يكون له مثيل في التاريخ.

السعودية ستكون هي الأولى عالمياً التي تستضيف كأس العالم 2034 بحضور 48 منتخباً، وهو رقم غير مسبوق في النسخ التي تسبق هذا المونديال، على أساس أن بطولتي كأس العالم 2026 و2030 ستقامان في 6 دول، وليس في دولة واحدة، أما مونديال 2034 فقد أعلنت المملكة قدرتها وحدها على تنظيم مثل هذا الحدث.

الاستضافات السعودية التي تظهر القدرة والإمكانات والخبرة في كوادرها وصلت إلى احتضان فعاليات كبرى مثل «رالي داكار» الذي يقام منذ 2020 و«فورمولا 1» و«فورمولا إي»، كما تستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في تروجينا عام 2029، ودورة الألعاب الآسيوية عام 2034 وقبل ذلك كأس آسيا 2027، وكلها تؤكد ثقة الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية بإمكانات المملكة.


مقالات ذات صلة

رينارد قبل المونديال... البقاء مع «الأخضر» أم رحيل على طريقة كالديرون؟

رياضة سعودية رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)

رينارد قبل المونديال... البقاء مع «الأخضر» أم رحيل على طريقة كالديرون؟

صعد المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه، لكنه خلال هذا الصعود فضّل الذهاب إلى المونديال 4 مرات بمدرب مختلف عن الذي قاده في التصفيات.

فهد العيسى (الرياض) علي العمري (جدة)
رياضة سعودية صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)

«فيفا» يرفع حظر تسجيل اللاعبين عن نادي النصر… والقرارات الدولية ترتفع إلى 45

أزال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الاثنين، اسم نادي النصر من قائمة حظر تسجيل اللاعبين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية يواصل الفريق تحضيراته لمواجهة ضمك (نادي القادسية)

القادسية يستنفر جماهيره في الظهور الأول لرودجرز أمام ضمك

دعت إدارة نادي القادسية جماهير النادي للحضور الكثيف في أول مباراة يقودها المدرب الآيرلندي بريندان رودجرز أمام ضمك، السبت المقبل، بعد التعاقد معه مؤخراً.

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية عودة الفرج ستمثل قوة للفريق في منافسات الدوري السعودي للمحترفين (نادي نيوم)

نيوم يستعيد الفرج وحجازي قبل مواجهة النجمة... والعلي يعوض غياب البريك

يواصل فريق نيوم تحضيراته لمواجهة النجمة في الجولة الحادية عشرة من الدوري السعودي للمحترفين.

حامد القرني (تبوك )
خاص إنفانتينو أشار إلى أن المملكة بمثابة معقل كرة القدم الجديد (الشرق الأوسط) play-circle 05:11

خاص إنفانتينو لـ«الشرق الأوسط»: العالم سيستمتع بوجوده في السعودية عام 2034

يرى السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن المملكة أصبحت معقلاً رئيسياً على ساحة كرة القدم العالمية.

فاتن أبي فرج (الدوحة)

رينارد قبل المونديال... البقاء مع «الأخضر» أم رحيل على طريقة كالديرون؟

رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
TT

رينارد قبل المونديال... البقاء مع «الأخضر» أم رحيل على طريقة كالديرون؟

رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)
رينارد وجهازه يخضعان لتقييم فني هادئ (رويترز)

صعد المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه، لكنه خلال هذا الصعود فضّل الذهاب إلى المونديال 4 مرات بمدرب مختلف عن الذي قاده في التصفيات، قد يبدو الأمر هدفه التحسن في مونديال 1994، بعد أن تسلم المهمة بصورة مؤقتة في ختام التصفيات الوطني محمد الخراشي، لكن الأمر عكس ذلك في مونديالي 2006 و2018.

هذه الأيام يزداد الحديث عن مصير الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، وذلك بعد نهاية بطولة كأس العرب التي أُقيمت في قطر وخلالها خسر «الأخضر» فرصة المنافسة على اللقب بخسارته أمام الأردن في نصف نهائي البطولة.

وبحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فإن المدرب الفرنسي لا يزال يخضع لتقييم فني عميق وهادئ وستكون نتيجته بالتأكيد إما بقاءه وهذا محتمل وإما إقالته، وذلك في حال أثبتت المرحلة الماضية من مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 وكأس العرب أن هناك مشكلة فنية تحتاج إلى حلول عاجلة.

هيرفي رينارد (رويترز)

رينارد الذي أصبح المدرب الأكثر قيادة للمنتخب السعودي عبر تاريخه وتفوق على ناصر الجوهر بفارق 5 مباريات بعد أن بلغ المباراة رقم 66 مقابل 61 للجوهر، وفقاً لموقع المنتخب السعودي، لم يعد يظهر كالسابق في الأداء وكانت مرحلته الأولى متفوقة بجدارة على تجربته الحالية مع «الأخضر».

الحديث عن رحيل رينارد قد يبدو أمراً منطقياً على صعيد منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لكن عقده يمتد حتى 2027 أي ما بعد المونديال، لكن السؤال الذي يتم تداوله الآن، هل يصمد رينارد في منصبه أمام موجة المطالبات برحيله قبل المونديال أم يغادر على طريقة كالديرون؟

لماذا الحديث عن رحيل رينارد؟

كان الفرنسي هيرفي رينارد بمثابة أيقونة لدى جماهير المنتخب السعودي بعد أن وضع بصمة لا تنسى، ومثّلت عودته لقيادة «الأخضر» عوضاً عن الإيطالي روبرتو مانشيني، طوق نجاة استبشر معه الكثيرون، رغم الشروخات التي طالت العلاقة بعد أن غادر رينارد قيادة «الأخضر» برغبته بعد نهاية مونديال 2022 لتولي قيادة منتخب فرنسا للسيدات في المونديال.

رينارد أمام مفترق طرق (أ.ف.ب)

نجح رينارد في المهمة التي أوكلت له وقاد المنتخب السعودي نحو مونديال 2026 وإن كانت الطريقة غير محببة عن طريق الدور الثاني لكنه نجح في تحقيق الهدف المنشود.

الحديث عن رحيل رينارد بدأ بعد أن ظهر المنتخب السعودي بهوية لم تكن شرسة ومهزوزة نوعاً ما، خسر لقب بطولة كأس الخليج التي أقيمت في الكويت، ولم يعبر بالبطاقة المباشرة في المونديال، وكذلك ودّع بطولة كأس العرب التي كانت الجماهير السعودية واللاعبون يضعونها هدفاً منشوداً.

شخصية حادة وتكرار الحديث عن دقائق مشاركة اللاعبين

بخلاف المؤتمرات الصحافية في تصفيات الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال كأس العالم والمؤتمرات في التحضيرات التي سبقت كأس العرب وكان هادئاً فيها وواثقاً، ظهر هيرفي رينارد، مدرب «الأخضر»، حادّاً وبردود مباشرة لوسائل الإعلام المختلفة، وكان طابع الصراحة سائداً وفق رؤية خاصة وقناعات أوصلها رينارد للشارع الرياضي على أمل أن يستجيب اللاعبون لهذه الرسائل، لم يكتفِ رينارد بالصراحة في مواجهة الإعلام، بل ناشده الاضطلاع بدور المطالبة بمنح اللاعبين دقائق لعب إضافية، حيث قال: «أنا عن نفسي لا أمتلك شيئاً لأقوم بتغييره، ولكن أنتم المسؤولون عن هذه الرسالة وإيصالها، الدوري لدينا قوي ومستواه يرتفع، ولكن علينا التفكير في المنتخب».

ليو بينهاكر كان حاضراً مع «الأخضر» في تحضيراته لكأس العالم 1994 ليقال قبل انطلاق المونديال بأشهر (رويترز)

المدرب الفرنسي تحدث في 5 مؤتمرات صحافية مختلفة في كأس العرب عن مشاركة اللاعبين في المنافسات المحلية، مما يعكس أهمية الأمر وفق ما يراه رينارد، الذي قال في المؤتمر الصحافي قبل مواجهة فلسطين عن مشاركة اللاعبين المحليين في الدوري: «يتكرر هذا السؤال دائماً، من المهم أن نتوصل لنوع من التوازن كي يتمكن اللاعبون من اللعب بشكل أوسع وهذا رأيي بصفتي مدرب المنتخب، طبيعي أن نكون سعداء بتطور الدوري».

فان مارفيك قاد «الأخضر» لمونديال 2018 لكنه أقيل من منصبه (رويترز)

بعد المواجهة، عاد رينارد لتكرار الأمر ذاته في موضعين؛ كان الأول مطالبة وسائل الإعلام بإيصال هذه الرسالة، والموضع الثاني عن معاناة «الأخضر» في مواجهة فلسطين التي انتهت بانتصار في الأشواط الإضافية، حيث قال: «لا نمتلك لاعبين يلعبون دقائق كثيرة في الدوري السعودي، وبالتالي لا يستطيعون المثابرة لأنهم مجبورون للجلوس على مقاعد البدلاء، علينا أن نغلق هذه الثغرة».

رينارد تحدث أيضاً عن الأمر ذاته في المؤتمر الأخير في البطولة قبل مواجهة الإمارات، قائلاً: «لقد أعطيت رأيي، ولكن لست إلا مدرب الفريق الوطني، يجب عليّ تحقيق أفضل النتائج الممكنة، لدي رأي خاص ولا يمكن تفسيره الآن وليس هو الأمر المهم، متأكد من أن هناك أشخاصاً سيحددون مستقبل الكرة السعودية، فالمواهب متوفرة، ولكن لا بد علينا بذل المزيد من الجهود». في المؤتمر الأخير كان الفرنسي واضحاً في رسالته للاعبين، حيث طالبهم باتخاذ قرارات أفضل في فترة الانتقالات الشتوية قبل كأس العالم التي ستقام صيفاً، إذ قال: «اللاعبون يجب أن يكونوا فعالين في المشاركات المحلية، هناك نافذة شتوية ويجب أن يعدوا أنفسهم لذلك جيداً، وكأس العالم بطولة مهمة ونحن نتابع ما يحصل، وعلى اللاعبين أن يكونوا تنافسيين بشكل أكبر لتقديم المملكة العربية السعودية بشكل أفضل في كأس العالم».

كالديرون قاد المنتخب السعودي للتأهل لمونديال 2006 لكنه لم يستمر بإقالته وتعيين باكيتا (الاتحاد السعودي)

هذا الجانب من الأحاديث للمدرب رينارد أيّده نواف بوشل عندما سألته «الشرق الأوسط»، حيث قال: «طبيعي أن اللاعبين بحاجة للمشاركة ودقائق لعب أكثر ونشاهد مثلاً تأثير ذلك على الإرهاق البدني لبعض اللاعبين، ولكن نحن جاهزون لأي أمر».

رينارد... خطط مستمرة للمونديال

يعمل رينارد وفريق عمله على خطط مستمرة من أجل قيادة المنتخب السعودي في المونديال المقبل دون تفكير بالاستقالة أو الرحيل، من خلال حضور المباريات ورصد أسماء قد تجد فرصتها في المشاركة السابعة لـ«الأخضر».

وفي الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قال رينارد، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» بعد حضوره حفل مراسم قرعة كأس العالم 2026، عن موعد بدء تحضيرات المنتخب السعودي للمونديال: «لا نعرف بعد، سنبدأ التحضير لكل شيء حين نعرف الوضع بأكمله».

الاستقرار أم التغيير... ما هو هدف «الأخضر» في مونديال 5202؟

التجارب السابقة للمنتخب السعودي أثبتت أن قرار التغيير دائماً ما يؤدي إلى نتائج لم تكن مثالية، لكن التقييم الدقيق سيكون مبنياً على أهداف المنتخب السعودي المنشودة في النسخة المونديالية المقبلة التي تشهد مشاركة موسعة للمنتخبات، وما هي الطموحات؟ وهل سيكون رينارد قادراً على تحقيقها أم لا؟

بنظرة تاريخية، نجد أنه في تصفيات كأس العالم 1994 كان البرازيلي كاندينو يتولى قيادة «الأخضر» حتى جاءت اللحظة الأخيرة والمباراة الحاسمة، تمت إقالته والاستعانة بالوطني محمد الخراشي الذي قاد «الأخضر» لانتصار ثمين وتاريخي على إيران بنتيجة 4 - 3 ليعبر المنتخب السعودي للمرة الأولى في تاريخه، وخلال تحضيرات «الأخضر» تم التعاقد مع الهولندي الشهير ليو بينهاكر قبل أن يقال بعد شهرين من تعيينه، ليتولى المهمة بعد ذلك الأرجنتيني خورخي سولاري الذي قاد المنتخب لإنجاز غير مسبوق لم يتكرر ببلوغ دور الـ16.

في نسخة مونديال 1998، كانت التصفيات تحت قيادة البرتغالي فينغادا قبل إقالته في الجزء الأخير من المرحلة الثانية وتعيين الألماني أوتو فيستر الذي أشرف على «الأخضر» في 19 مباراة من بينها القارات وكأس العرب، لكنه لم يرافق المنتخب في المونديال الذي تولى فيه البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا المهمة.

أمّا في نهائيات كأس العالم 2002 فكانت التصفيات تحت قيادة الصربي سلوبودان سانتراش قبل أن يكمل المهمة ناصر الجوهر فيما تبقى من التصفيات، وينجح في قيادة «الأخضر» لبلوغ المونديال ويتولى قيادته حتى نهاية مرحلة المجموعات.

في نهائيات مونديال 2006، انطلقت التصفيات بقيادة الوطني ناصر الجوهر قبل أن يتم إسناد المهمة للأرجنتيني كالديرون الذي قاد «الأخضر» بنجاح لكنه ذهب ضحية نتائج المنتخب في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الدوحة، وتمت إقالته قبل المونديال، ليتم إسناد المهمة للبرازيلي باكيتا، الذي قاد «الأخضر» في مونديال ألمانيا.

تكرر الأمر ذاته مع الهولندي بيرت فان مارفيك، الذي قاد «الأخضر» بنجاح نحو مونديال 2018، وأعاد المنتخب السعودي لواجهة كأس العالم بعد سنوات طويلة من الغياب، لكنه لم يرافق «الأخضر» في مونديال روسيا، إذ تمت إقالته والتعاقد مع الإسباني خوان أنطونيو بيتزي. في مونديال 2022، كان الأمر مختلفاً ولأول مرة، إذ تسلم الفرنسي هيرفي رينارد قيادة المنتخب السعودي في مرحلة التصفيات منذ بدايتها ونجح في قيادة «الأخضر» متصدراً مجموعته وقبل جولتين من الختام، وكذلك استمرت رحلته وقاد المنتخب السعودي في المونديال وحقق خلاله فوزاً تاريخياً لا ينسى أمام الأرجنتين، الذي صنفه «فيفا» بأنه من المفاجآت الكبرى بتاريخ كأس العالم.


«فيفا» يرفع حظر تسجيل اللاعبين عن نادي النصر… والقرارات الدولية ترتفع إلى 45

صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
TT

«فيفا» يرفع حظر تسجيل اللاعبين عن نادي النصر… والقرارات الدولية ترتفع إلى 45

صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)
صورة ضوئية لموقع «فيفا» يظهر فيها خلو القائمة من اسم النصر (موقع فيفا)

أزال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الاثنين، اسم نادي النصر من قائمة حظر تسجيل اللاعبين، مؤكداً إغلاق الملف بشكل نهائي بعد التزام النادي الكامل باللوائح والقرارات الصادرة بحقه، في خطوة تمثل تحولاً مهماً في مسار النادي التنظيمي مع اقتراب انطلاق سوق الانتقالات الشتوي المقرر مطلع الشهر المقبل.

وجاء قرار «فيفا» متزامناً مع تحديث رسمي لقائمة الحظر على موقعه الإلكتروني، حيث اختفى اسم النصر من السجل الدولي، في حين أُضيفت قرارات جديدة بحق ناديي الصفا والقيصومة، تقضي بمنعهما من تسجيل اللاعبين لمدة ثلاث فترات تسجيل لكل نادٍ، ضمن إجراءات تأديبية مرتبطة بنزاعات تعاقدية وعدم الالتزام بتنفيذ الأحكام النهائية.

وحسب الحصر الدقيق للأسماء والتكرار، بلغ عدد القرارات الدولية الصادرة بحق الأندية السعودية 45 قراراً، تفاوتت بين عقوبات مفردة وملفات متكررة. وتصدر نادي أحد القائمة بواقع 15 قراراً دولياً، يليه نادي الوحدة بخمسة قرارات، ثم العين والجندل بأربعة قرارات لكل منهما، فيما جاء الصفا بثلاثة قرارات، والشباب والشعلة ونجران بقرارين لكل نادٍ، مقابل قرارات منفردة بحق الروضة، وضمك، والسد، والوطن، والباطن، والرياض، والمحمل، والقيصومة.


أبطال آسيا للنخبة: انتفاضة الشوط الثاني تقود الأهلي لخماسية أمام الشرطة

الأهلي أمطر شباك الشرطة العراقي بخماسية (الاتحاد السعودي لكرة القدم)
الأهلي أمطر شباك الشرطة العراقي بخماسية (الاتحاد السعودي لكرة القدم)
TT

أبطال آسيا للنخبة: انتفاضة الشوط الثاني تقود الأهلي لخماسية أمام الشرطة

الأهلي أمطر شباك الشرطة العراقي بخماسية (الاتحاد السعودي لكرة القدم)
الأهلي أمطر شباك الشرطة العراقي بخماسية (الاتحاد السعودي لكرة القدم)

سجل ​الأهلي حامل اللقب أربعة أهداف في الشوط الثاني ليفوز 5-صفر على مضيفه الشرطة العراقي في مجموعة ‌الغرب لدوري ‌أبطال ‌آسيا ⁠للنخبة لكرة ​القدم، ‌الاثنين.

وتقدم الأهلي للمركز الثالث وله 13 نقطة من 6 مباريات، وظل الشرطة في المركز 11 ⁠وقبل الأخير بنقطة ‌واحدة.

ومنح روجر إيبانيز التقدم للأهلي في الدقيقة ‍30، بتسديدة من مدى قريب، قبل أن يجعل إيفان توني النتيجة ​2-صفر بعد 11 دقيقة من نهاية ⁠الاستراحة.

وأضاف غالينو الهدف الثالث في الدقيقة 72 وسجل صالح أبو الشامات الهدف الرابع في الدقيقة 81 قبل أن يختتم زياد الجهني أهداف الفريق الزائر بعدها ‌بخمس دقائق.