عدد وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، مزايا نظام «البكالوريا» الذي بدأ تطبيقه اختيارياً على طلاب المرحلة الثانوية، وكذلك مادة البرمجة التي تم إضافتها إلى المواد الدراسية، وذلك خلال عدة جولات الأحد مع بدء العام الدراسي في البلاد.
وأقرت مصر تعديلات قانونية في أغسطس (آب) الماضي تشمل تضمين نظام «البكالوريا» في أنظمة الدراسة الثانوية. وتعتمد «البكالوريا» على مرحلتين؛ الأولى هي المرحلة التمهيدية بالصف الأول الثانوي، التي يتم تدريس 9 مواد فيها موزعة بين 6 مواد أساسية و3 مواد تكون خارج المجموع، فيما تنقسم المرحلة الرئيسية على عامين بالصفين الثاني والثالث الثانوي. ويتيح هذا النظام فرصة للطلاب لتحسين درجاتهم التي تؤهلهم للدخول للجامعات، عبر فرصة خوض الامتحان للمرة الثانية بمقابل مادي.
والتقى الوزير عبد اللطيف خلال جولته بمدرسة «الشيماء» الثانوية في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الأحد، عدداً من أولياء الأمور والطالبات، «حيث هنأهم ببداية العام الدراسي الجديد، وتحدث معهم حول اختيارهم لنظام الثانوية العامة أو نظام شهادة البكالوريا»، موضحاً «مزايا نظام البكالوريا وما يتيحه من فرص متعددة ومسارات متنوعة أمام الطلاب، بما يعزز من قدراتهم ويؤهلهم لمستقبل أفضل»، وفق بيان لوزارة التعليم.
وانتشرت شكاوى عبر غروبات أولياء الأمور، الأسابيع الماضية، عن إجبار بعض المدارس للطلاب على اختيار «نظام البكالوريا». الأمر نفسه تناوله عدد من أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان). وطالب عضو مجلس «النواب»، فريدي البياضي، الحكومة المصرية، أخيراً، بـ«التوقف عن إجبار الطلاب على اختيار البكالوريا»، مشيراً إلى «تلقيه شكاوى بشأن ذلك»، وهو ما نفته وزارة التربية والتعليم.

الخبير التربوي المصري، وائل كامل، قال لـ«الشرق الأوسط» إن قيام وزير التعليم بالجولات الميدانية للوقوف على انضباط الأوضاع، خصوصاً مع أول يوم دراسي، أمر اعتيادي، لكن «ترويج الوزير لـ(البكالوريا) هو أمر غير اعتيادي بالمرة»، معتبراً ذلك «حالة دفاعية» من الوزير أمام ما يتعرض له من انتقادات بشأن النظام الجديد.
كما تطرق وزير التعليم خلال جولته الميدانية، الأحد، إلى إضافة مادة «البرمجة والذكاء الاصطناعي»، قائلاً إن «تدريس هذه المادة سيتم عبر منصة (كويرو) اليابانية المتخصصة، وذلك في إطار خطة الوزارة لتطوير المناهج وإكساب الطلاب مهارات عصرية تتماشى مع متطلبات الثورة الرقمية وسوق العمل العالمية»، مشيراً إلى أن الطلاب سيخضعون للامتحانات من خلال المنصة، ويحصلون في نهاية الدراسة على شهادة دولية معتمدة تفتح أمامهم آفاقاً واسعةً في مجالات التكنولوجيا المستقبلية، موجهاً الطالبات بالتركيز على هذه المادة التي وصفها بأنها «لغة المستقبل».
خبير تكنولوجيا الاتصالات، الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حسام صالح، اعتبر أن دمج مادة الذكاء الاصطناعي في المناهج الثانوية «أمر حتمي» وليس رفاهية، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «يجب ألا تقتصر على الثانوية، بل كافة المراحل التعليمية، وألا تكون مادة فقط، بل أن تتطور المناهج بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية عموماً»، مشيراً إلى أن ذلك يحتاج «ليس فقط لتأهيل المعلمين وإنما لخوض نقاشات أوسع حول الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات استخدامه». ورأى أن «إجراء هذه التعديلات من شأنه تشجيع الطلاب على التوجه للبرمجة وعلوم الحاسبات والتخصصات التكنولوجية وهو ما بدأ يحدث الآن».




