انقطاعات الإنترنت تضرب أجزاء من أفغانستان وسط حديث عن حملة قمع

المبعوث الأميركي السابق إلى كابل: الحظر المفروض في إقليم بلخ «غير حكيم»

صورة لأبراج اتصالات محمولة مُثبّتة على تلة في كابل بأفغانستان 16 سبتمبر 2025 (أ.ب.أ)
صورة لأبراج اتصالات محمولة مُثبّتة على تلة في كابل بأفغانستان 16 سبتمبر 2025 (أ.ب.أ)
TT

انقطاعات الإنترنت تضرب أجزاء من أفغانستان وسط حديث عن حملة قمع

صورة لأبراج اتصالات محمولة مُثبّتة على تلة في كابل بأفغانستان 16 سبتمبر 2025 (أ.ب.أ)
صورة لأبراج اتصالات محمولة مُثبّتة على تلة في كابل بأفغانستان 16 سبتمبر 2025 (أ.ب.أ)

شهدت عدة أقاليم أفغانية انقطاعاً شاملاً لخدمات الإنترنت، في خطوة وصفتها السلطات الحاكمة بإجراء وقائي للحد من «سوء الاستخدام» ومنع «انتشار الممارسات غير الأخلاقية».

ووفقاً لتصريح صدر عن محمود إعظام، المتحدث باسم والي قندهار، فقد أصدر الملا هبة الله أخوند زاده، القائد الأعلى لطالبان، توجيهاً إلى ولاة الأقاليم بقطع خدمة الواي فاي، وذلك في إطار سياسة رقابية جديدة تهدف إلى ضبط المحتوى الرقمي، وفق تقرير لـ«نيويورك تايمز»، الجمعة.

وقال إعظام في مقابلة هاتفية، الأربعاء: «تم إيقاف الإنترنت عبر الألياف الضوئية بأمر من الزعيم الأعلى»، في إشارة إلى الشيخ هبة الله.

علم طالبان قرب معدات اتصالات مُثبّتة على سطح مبنى يوفر خدمات الإنترنت المطلة على ضريح حضرة علي أو المسجد الأزرق في مزار الشريف 16 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

ولم يوضح ما المقصود بسوء الاستخدام. لكن الواي فاي عُلِّق أيضاً – استناداً إلى الأمر نفسه – في إقليم بلخ شمالاً لمنع «انتشار الأفعال غير الأخلاقية»، وفق متحدث إقليمي كتب على منصة «إكس».

وقال صديق الله قريشي، مدير الإعلام في ولاية ننجرهار شرق البلاد، إن الاتصال انقطع هناك أيضاً منذ يوم الأربعاء.

ولم ترد الحكومة المركزية على طلبات للتعليق.

من جانبه، وصف زلماي خليل زاد، المبعوث الأميركي السابق إلى أفغانستان، الحظر المفروض في إقليم بلخ بأنه «سخيف وغير حكيم»، عادّاً أن مبرراته «مهينة».

وأضاف خليل زاد، الذي التقى الأسبوع الماضي، وزير الخارجية الأفغاني في كابل لمناقشة إطلاق سراح رهائن أميركيين، عبر منصة «إكس» أنه «سيضر ليس فقط باقتصاد الإقليم، بل بآفاق البلاد كلها».

وأكد مسؤول حكومي وآخر في قطاع الاتصالات – طلبا عدم الكشف عن هويتيهما خوفاً من الانتقام – أن القرار صدر بالفعل عن الملا هبة الله حاكم الحركة من مقره في قندهار، وتم إبلاغ الولاة به هذا الشهر. وأوضحا أن الإنترنت عبر الجوال ما زال متاحاً، رغم أن الاتصال يظل ضعيفاً في مناطق واسعة من البلاد.

وخلال الأسابيع الأخيرة، فرض مسؤولون محليون ومركزيون من إدارة طالبان قيوداً واسعة على وسائل الإعلام والحريات الفردية بدوافع دينية. فقد مُنع صانعو المحتوى على «يوتيوب» من النشر، وأُمرت القنوات التلفزيونية بعدم إظهار الوجوه في عدد متزايد من الولايات، كما مُنعت النساء الأفغانيات العاملات في وكالات الأمم المتحدة من دخول مقار المنظمة في كابل.

ووفق بيانات حركة الإنترنت التي جمعتها منظمة «Access Now» العالمية المدافعة عن الحقوق الرقمية، بدأ التراجع في حركة الاتصال يوم الاثنين فيما لا يقل عن 7 من أصل 34 ولاية، لكن لم يتضح ما إذا كان ذلك مرتبطاً مباشرةً بأمر قطع الخدمة.

ويُعد هذا الانقطاع هو الأول من نوعه منذ تولي طالبان السلطة عام 2021، حيث يهدد بدفع الاقتصاد الأفغاني المنهك إلى مزيد من الفوضى، مع آثار فورية لدرجة أن بعض المسؤولين المحليين وأصحاب الأعمال ناشدوا السلطات البحث عن بدائل.

وقال إصـرار كمال، تاجر وجبات خفيفة في قندهار يبيع منتجاته عبر الإنترنت: «نحن في القرن الحادي والعشرين، وبدلاً من التقدّم، نعود إلى الوراء للأسف. إذا كانت الحكومة تريد أن تكون شريكاً فاعلاً مع العالم، فلا ينبغي لها فرض مثل هذه القيود على الناس والمجتمع».

وأشار إعظام، المتحدث باسم ولاية قندهار، إلى أن المسؤولين هناك اشتكوا من آثار الانقطاع خلال اجتماع مع الوالي يوم الأربعاء، مضيفاً أن السلطات تحاول إيجاد بدائل، مثل السماح بوصول محدود للوكالات الحكومية والدوائر الإدارية الأساسية.


مقالات ذات صلة

رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

آسيا قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)

رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

ذكر رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، أن 70 في المائة من مقاتلي حركة «طالبان باكستان» الذين يدخلون باكستان هم «مواطنون أفغان».

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا صورة غير مؤرخة لمنظر طبيعي وبحيرة في ريف كابل بأفغانستان (شاتر ستوك)

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

لم تعد عودة إحياء «الممر العابر لأفغانستان» مجرد مشروع نقل بديل، بل باتت مؤشراً حاسماً على الكيفية التي ستتموضع بها دول آسيا الوسطى جيوسياسياً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل )
أوروبا صورة ملتقطة في 3 نوفمبر 2025 في العاصمة الباكستانية إسلام آباد تظهر امرأة أفغانية تنتظر في المطار قبل مغادرتها إلى ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا تستقبل دفعة جديدة تضم 160 أفغانياً حاصلاً على تعهد بالإيواء

وصل 160 أفغانياً، حاصلاً على تعهد بالإيواء، إلى العاصمة الألمانية برلين على متن رحلة طيران «تشارتر» نظمتها الحكومة الألمانية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية عراقجي يترأس اجتماعاً لدول جوار أفغانستان وروسيا في طهران اليوم (الخارجية الإيرانية)

طهران تعقد اجتماعاً يناقش تطورات أفغانستان بغياب كابل

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الاستقرار في أفغانستان لن يتحقق عبر «وصفات مستوردة» أو «قرارات عابرة للأقاليم».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
آسيا الأفغانية سميرة أصغري المنتخَبة عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية تتحدث إلى الصحافيين بالمنطقة الإعلامية المختلطة على هامش الجمعية العمومية الـ133 بوينوس أيرس في 9 أكتوبر 2018 (أ.ف.ب)

ممثلة أفغانستان في «الأولمبية الدولية» تأمل أن تُغيّر «طالبان» موقفها من حقوق النساء

رأت عضو اللجنة الأولمبية الدولية عن أفغانستان، سميرة أصغري، أن على «طالبان» إدراك أنه إذا أرادت يوماً أن تحظى بقبول دولي، فعليها احترام حق النساء في التعليم

«الشرق الأوسط» (باريس) «الشرق الأوسط» (باريس)

التنجيم والطقوس الغامضة تتنبأ بمستقبل الانتخابات في بورما

المنجّم لين نيو تاريار (أ.ف.ب)
المنجّم لين نيو تاريار (أ.ف.ب)
TT

التنجيم والطقوس الغامضة تتنبأ بمستقبل الانتخابات في بورما

المنجّم لين نيو تاريار (أ.ف.ب)
المنجّم لين نيو تاريار (أ.ف.ب)

يعتقد العرّافون في بورما أن مستقبل البلاد بعد الانتخابات لا يُستشف من صناديق الاقتراع بقدر ما يُقرأ في اصطفاف النجوم، وأسرار الهندسة المقدسة، ونيران الطقوس الخفية للسحر الأسود، في بلد لا يزال فيه الإيمان بعالم الغيب متجذّراً بعمق في الثقافة الشعبية.

منذ أن أعلن المجلس العسكري الحاكم عن إجراء انتخابات برلمانية في 28 ديسمبر (كانون الأول)، يشعر عدد كبير من زبائن المنجّم لين نيو تاريار بالشكوك نفسها.

يقول لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ «السؤال الذي يطرحه معظم الناس واضح: متى ستتحسن الأوضاع في بورما؟».

يُصوّر الجيش الانتخابات المقبلة على أنها محاولة للمصالحة في بلد أنهكته الحرب الأهلية منذ انقلاب 2021. لكن المراقبين الدوليين يرونها مناورة لإضفاء الشرعية على الحكم العسكري.

ما زالت نتيجة الانتخابات المتوقعة في نهاية يناير (كانون الثاني) غير واضحة، وقد تتأثر بـ«يادايا»، وهي مجموعة من الطقوس التي يُعتقد أنها تُحدد المصير.

يقول لين نيو تاريار: «يلجأ الناس في أوقات الشدّة إلى التنجيم ويادايا لاستمداد القوة والإيمان. ما يريدونه حقاً هو مستقبل آمن ومسالم».

شموع وسكاكين

لم يكن مسار المنجّم البالغ 30 عاماً آمناً قط. عندما اندلعت احتجاجات عقب الانقلاب الذي يقول إنه تنبأ به، وجّه لعنة على القائد العسكري مين أونغ هلاينغ، ودعا زملاءه عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإقدام على الخطوة نفسها.

وبسبب طقوس أقامها باستخدام الشموع والسكاكين الموضوعة على شكل نجمة، سُجن عامين في سجن إنسين سيئ السمعة في رانغون.

يعيش منذ إطلاق سراحه في بانكوك التايلاندية، ويتواصل عبر الإنترنت مع زبائنه الذين بقوا في بورما، حيث تتأثر ثقافتهم بشدة بتقاليد ما وراء الطبيعة المرتبطة بالبوذية.

يتجمّع عدد كبير من قارئي الكف في محيط المعابد، ويحاول متدرّبون في الكيمياء تحويل الزئبق إلى ذهب، بينما تروّج شركات الاتصالات لعرّافين يمكن التواصل معهم عبر الهاتف.

يقول توماس باتون، الأستاذ في كلية يونيون بولاية نيويورك والذي درس التصوف البورمي: «إنهم يتعاملون مع مشاكل كثيرة»، مضيفاً: «أعتقد أنّ الأمر مرتبط بنقص التنمية في البلاد. فليس هناك الكثير مما يمكن الاعتماد عليه».

ويتابع: «هناك من جهة حالة من الشك والضعف، وثمة من جهة أخرى مزيج قديم من التعاويذ والعلاجات والمعارف الخفية المتجذرة في وعي الشعب البورمي منذ آلاف السنين».

أرز بالزبدة

ليست السياسة بمنأى عن المعتقدات الموروثة. فقد قرر القائد العسكري السابق ني وين، بالاستناد إلى نصائح فلكية ربما أُسيء فهمها، أن يصبح اتجاه حركة المرور من اليسار إلى اليمين.

وقد أصدر عام 1987 عملة جديدة بفئات من تسعة، أحد أرقام الحظ، إلا أنه أربك المستهلكين.

يُعرف الزعيم الحالي مين أونغ هلاينغ، الذي قد يبقى في السلطة بعد الانتخابات في ظل حكومة مدنية، باتباع خرافات سرية.

يتوقّع أشهر المنجّمين في البلاد أن الأشخاص المولودين الثلاثاء من برج الأسد، مثل مين أونغ هلاينغ والزعيمة السابقة المسجونة أونغ سان سو تشي، سيحققون نجاحاً ويتجاوزون الصعاب.

ويقول: «سيتمتعون بصحة جيدة وسيحظون بامتيازات»، وينصحهم بوضع أرز بالزبدة على مذبح مخصص لبوذا.

يقول مين ثين كياو من يانغون، مستنداً إلى خرائط الأبراج الرومانية: «إنّ إمكانات بورما واعدة للعام المقبل».

ويضيف الرجل السبعيني: «لكن ليكون التنبؤ ناجحاً تماماً، يجب أن تتضافر ثلاثة عوامل: الزمان والمكان والفرد».


رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
TT

رئيس أركان الجيش: 70 % من مقاتلي «طالبان باكستان» مواطنون أفغان

قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)

ذكر رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، أن 70 في المائة من مقاتلي حركة «طالبان باكستان» الذين يدخلون باكستان هم «مواطنون أفغان»، وحث «طالبان» على اتخاذ إجراءات لتأمين الحدود.

وأضاف منير أن هذا من شأنه أن يصعّد حدة التوترات الأمنية مع حكام «طالبان» في أفغانستان، وفق وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء الأحد.

في هذه الصورة التي نشرتها «إدارة العلاقات العامة المشتركة بين الخدمات» يظهر رئيس أركان القوات المسلحة الباكستانية قائد الجيش الجنرال عاصم منير (وسط) وقائد البحرية الباكستانية الأدميرال نويد أشرف (على اليسار) وقائد القوات الجوية الباكستانية المارشال الجوي ظهير أحمد بابر وهم يحضرون مراسم استعراض حرس الشرف بمقر القيادة العسكرية المشتركة في روالبندي بباكستان يوم 8 ديسمبر 2025 (أ.ب)

ولم ترد كابل علناً بعدُ على ادعاءات الجنرال عاصم منير بشأن وجود مواطنين أفغان في صفوف حركة «طالبان باكستان».

وفي حديثه خلال مؤتمر وطني للباحثين في إسلام آباد، حث الجنرال منير قيادة «طالبان» على اتخاذ إجراءات ملموسة لمنع المسلحين من استخدام أراضي أفغانستان قاعدة لشن هجمات في باكستان.

وكثيراً ما أشارت باكستان إلى المخاوف الأمنية بوصفها سبباً رئيسياً لزيادة عمليات ترحيل المهاجرين الأفغان؛ بحجة أن المسلحين يستغلون الحدود التي يسهل اختراقها لشن هجمات عبر الحدود وزعزعة استقرار المناطق الباكستانية.


حريق هائل بسوق في كابل يخلف خسائر قدرها 700 ألف دولار

تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

حريق هائل بسوق في كابل يخلف خسائر قدرها 700 ألف دولار

تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ذكر مسؤولون أن حريقاً هائلاً اندلع بسوق «مندوي» التاريخية في كابل، فجر الأحد؛ ما أدى إلى تدمير عشرات من المتاجر وتسبب في خسائر تقدر بنحو 700 ألف دولار.

وألقى المسؤولون الضوء على المخاطر المستمرة في المناطق التجارية بالعاصمة، وفق وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء الأحد.

ونشب الحريق في سوق للأحذية داخل منطقة مندوي؛ وهي من أقدم وأنشط مراكز تجارة الجملة في كابل، حيث تباع بضائع مستوردة، مثل الأحذية والملابس والأدوات المنزلية.

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي دخاناً كثيفاً وألسنة لهب متصاعدة تلتهم صفوفاً متراصة من المتاجر.

وقالت وزارة داخلية «طالبان» إن الحريق ناجم عن تماس كهربائي، وهي مشكلة يقول تجار وخبراء إنها شائعة في الأسواق ذات الأسلاك القديمة والرقابة المحدودة على متطلبات السلامة.

ولم ترد تقارير عن حدوث خسائر بشرية.