مسؤول أمني سابق يشكل مجموعة ضد «حماس» في خان يونس

متهم بقتل قيادي فلسطيني في ماليزيا ومحكوم عليه بالإعدام

حسام الأسطل (صفحة شبكة الصحافة الفلسطينية)
حسام الأسطل (صفحة شبكة الصحافة الفلسطينية)
TT

مسؤول أمني سابق يشكل مجموعة ضد «حماس» في خان يونس

حسام الأسطل (صفحة شبكة الصحافة الفلسطينية)
حسام الأسطل (صفحة شبكة الصحافة الفلسطينية)

أعلن حسام الأسطل، وهو عضو سابق في الأجهزة الأمنية، التابعة للسلطة الفلسطينية، تشكيل مجموعة مسلّحة تعمل ضد حركة «حماس» في خان يونس، بجنوب قطاع غزة، داعياً سكان خان يونس للانتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها لتقديم الطعام والمياه والمأوى لهم.

وقال الأسطل، لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن مجموعته ستستقبل كل من يعيش تحت نار «حماس»، وأن لديه ما يكفي من طعام وماء ومأوى للجميع، مشيراً إلى أنه سيعمل، في الأيام المقبلة، على استقبال نحو 400 فلسطيني، بعد التأكد من هويتهم الأمنية.

وأشار إلى أن مجموعته المسلَّحة توجد في منطقة قيزان النجار، جنوب شرقي خان يونس، التي جرى إخلاؤها بشكل كامل من السكان، خلال هذه الحرب، كما هي حال بلدات ومناطق مختلفة من القطاع، حيث تقع على بُعد نحو 2 كيلو ونصف الكيلومتر من منطقة المواصي المكتظة.

وعَدَّ أن هذه المنطقة الإنسانية الجديدة هو المسؤول عنها، كما هي حال ياسر أبو شباب، المسؤول عن مناطق شرق رفح وأجزاء من شرق خان يونس، مؤكداً أنه على اتصال مع أبو شباب، لكنه يعمل بشكل مستقل.

وأشار، في حديثه للصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه عمل لسنوات عدة في إسرائيل، ثم عمل لاحقاً مع قوات الأمن، التابعة للسلطة الفلسطينية، عندما كانت لا تزال تسيطر على غزة.

وتحدَّث عن تنسيق بين مجموعته وإسرائيل. وقال: «قريباً سنعتمد على إسرائيل لتزويدنا بالكهرباء والماء»، مشيراً إلى أنه يتلقى دعماً من مصادر عدة؛ منها الولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية لم يحددها، مضيفاً: «الناس هنا لا يريدون (حماس)، بل يريدون السلام مع إسرائيل... عمري 50 عاماً؛ أتذكر عندما كان الجيش وإسرائيل في غزة، وكنا نعيش في سلام، كان الأطفال يلعبون، ويذهبون إلى المدارس، ولم تكن هناك مشاكل. لكن اليوم، دمر إرهاب (حماس) غزة وشعبها».

عائلة فلسطينية تدخل خيمتها الجديدة في خان يونس 11 سبتمبر 2025 (أ.ب)

واعتقل الأسطل لدى أجهزة الأمن، التابعة لحكومة «حماس»، لسنوات، بعد أن نجحت في استدراجه من خارج قطاع غزة إلى داخله، بشكلٍ غير مباشر عبر أحد أشقائه الذي ينشط برتبة ضابط في جهاز الأمن الداخلي التابع لها، وحققت معه بتهمة التعاون مع إسرائيل حينها، كما تكشف مصادر فلسطينية من داخل «حماس»، لـ«الشرق الأوسط».

ونفّذت عملية الاستدراج على خلفية تحقيقات داخلية أجرتها «حماس» حول تورط فلسطينيين في عملية اغتيال المهندس بـ«الحركة» فادي البطش في ماليزيا، عام 2018. وبعد مرور ما يزيد على 3 سنوات نفّذت عملية الاستدراج حتى اعتقل لدى وصوله إلى قطاع غزة.

وفي 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في غزة، التابعة لحكومة «حماس»، حكماً بالإعدام، على الأسطل، بعد إدانته بقتل البطش.

ووفقاً للمصادر، فإن الأسطل تورّط في فترة من الفترات بإدخال مركبات مشبوهة من إسرائيل إلى داخل القطاع لصالح متخابرين مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، أو بهدف إيصالها لمقاومين من أجل قتلهم لاحقاً.

وتكشف المصادر أن الأسطل، منذ هروبه من سجون «حماس» بعد اندلاع الحرب، كان يتنقل في عدة مناطق، وحاول الهرب باتجاه إسرائيل، إلا أنه مع ظهور مجموعة ياسر أبو شباب في رفح، التحق به وقاتل معه ضد «حماس»، قبل أن يؤسس مجموعته الجديدة إلى جانب مسلّحين آخرين؛ بعضهم متهمون بالتخابر مع إسرائيل وكانوا معتقلين في سجون حكومة «حماس».

وبيّنت أن هناك مجموعات أخرى تعمل في غزة تحمل اسم مجموعة أبو شباب، لكنها على غرار مجموعة الأسطل، وتعمل بالتنسيق مع أبو شباب، وبعضها في الشجاعية والزيتون، وحتى في جباليا وبيت لاهيا ومنطقة العطاطرة شمال غربي القطاع.


مقالات ذات صلة

خاص فلسطينية تتلقى طعاماً من مطبخ خيري في دير البلح وسط غزة يوم الخميس (أ.ب) play-circle

خاص لأول مرة... عصابة مسلحة في غزة تجبر سكاناً على النزوح

للمرة الأولى؛ أجبرت مجموعة مسلحة تنشط شرق مدينة غزة قاطني مربع سكني في حي التفاح على النزوح، على إخلائه بالكامل، تحت تهديد السلاح، وبدعم إسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج تعد هذه المساعدات امتداداً للجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة (واس)

دفعة مساعدات سعودية جديدة تعبر منفذ رفح لإغاثة أهالي غزة

عبَرت دفعةٌ جديدةٌ من المساعدات الإنسانيّة السعوديّة، الأربعاء، منفذ رفح الحدودي متجهة إلى منفذ كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (منفذ رفح الحدودي)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز) play-circle

نتنياهو يسعى لتحميل «حماس» انفجار رفح قبل زيارته لأميركا

سعى ​رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط من «لواء غولاني» بالجيش ⁠الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة.

«الشرق الأوسط» (غزة - تل أبيب)
المشرق العربي وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر تتحدث في أثينا الخميس 18 ديسمبر الحالي (أ.ب)

وزيرة خارجية بريطانيا: يجب فتح كل الطرق والمعابر إلى غزة فوراً

أكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، اليوم الثلاثاء، أنه «يجب فتح جميع الطرق والمعابر إلى غزة فوراً».

«الشرق الأوسط» (لندن)

المؤسسة الدينية الشيعية تُهاجم الحكومة اللبنانية بسبب «حصرية السلاح»

دورية للجيش اللبناني قرب كنيسة متضررة جراء الحرب في بلدة الخيام بجنوب لبنان صباح عيد الميلاد الخميس (إ.ب.أ)
دورية للجيش اللبناني قرب كنيسة متضررة جراء الحرب في بلدة الخيام بجنوب لبنان صباح عيد الميلاد الخميس (إ.ب.أ)
TT

المؤسسة الدينية الشيعية تُهاجم الحكومة اللبنانية بسبب «حصرية السلاح»

دورية للجيش اللبناني قرب كنيسة متضررة جراء الحرب في بلدة الخيام بجنوب لبنان صباح عيد الميلاد الخميس (إ.ب.أ)
دورية للجيش اللبناني قرب كنيسة متضررة جراء الحرب في بلدة الخيام بجنوب لبنان صباح عيد الميلاد الخميس (إ.ب.أ)

استبقت المؤسسة الدينية الشيعية في لبنان، انطلاق المرحلة الثانية من خطة «حصرية السلاح» بيد القوى الرسمية اللبنانية، بهجوم عنيف على الحكومة، إذ وصفها نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ علي الخطيب بأنها «إدارة تنفذ ما يفرضه الأميركيون وليست حكومة تحكم البلاد»، فيما وصفها المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان بأنها «حكومة منبطحة».

ويأتي هذا الهجوم على الحكومة قبل نحو أسبوع من الإعلان عن استكمال المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني، والانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل المنطقة الواقعة بين نهري الليطاني والأولي، في عمق يمتد إلى نحو 40 كيلومتراً شمال الحدود مع إسرائيل. كما يتزامن ذلك مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية في العمق اللبناني، قبيل لقاء رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة.

وتعهّد الرئيس اللبناني جوزيف عون، الخميس، بمواصلة العمل لاستكمال تنفيذ قرار حصرية السلاح على كل الأراضي اللبنانية، وقال: «القرار اتخذ، وسنكمل الأمر»، مشيراً إلى أن «التطبيق وفقاً للظروف».

المجلس الشيعي

ودعا نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ علي الخطيب، السلطة السياسية الى «وقف مسلسل التراجع أمام العدو الإسرائيلي وداعميه، والتوقف عن تقديم التنازلات المجانية ومن دون مقابل». وطالب الحكومة بـ«تحديد أولوياتها بتحرير الأرض وعودة النازحين، والبدء بمسيرة الإعمار وتحرير الأسرى».

نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ علي الخطيب (الوكالة الوطنية)

وقال الخطيب: «أسوأ ما طالعتنا به هذه السلطة على أبواب السنة الجديدة، نيتها الانتقال إلى حصر السلاح شمال الليطاني، وفق ما صرح به رئيس الحكومة (نواف سلام)، في مبادرة مجانية ومن دون أي مقابل أو ثمن من جانب العدو الإسرائيلي الذي لا يزال مصرّاً على احتلال الأرض واستمرار العدوان، والذي يُنزل بأهلنا القتل والدمار والخراب، وقد بلغ الفجور الصهيوني مداه من دون رادع أو وازع».

وتابع الخطيب: «إن هذه السياسة أقل ما يقال عنها إنها سياسة استسلام لإرادة العدو وداعميه، وسياسة تجاهل لكل آلام شعبنا ومعاناته اليومية، وتجاوز لكل المبادئ التي تقوم عليها الحروب أياً كانت نتائجها، إلا إذا كانت هذه الحكومة تعتبرنا أمة غير لبنانية أو أمة مهزومة، وعليها تقديم فروض الطاعة، وتجاوز كل التضحيات التي قدمها أهلنا طوال عقود ماضية على مذبح الوطن دفاعاً عن الأرض والعرض».

وسأل: «أي سياسة هذه التي تقوم على التنازلات، والتنازلات فقط؟ وأي مستقبل ننتظره في حال استمرار هذه السياسة؟»، وقال: «هناك انطباع بأن هناك إدارة تنفذ ما يفرضه الأميركيون وليست حكومة تحكم البلاد؛ لذلك ننصح هذه الحكومة بأن تراجع موقفها، وتوقف مسلسل التراجعات، فنحن لسنا ضعافاً، ولسنا مهزومين، وعليها أخذ القرارات بناءً على هذا المفهوم».

الإفتاء الجعفري

من جهته، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «أن ما نريده لهذا البلد حكومة وطنية بحجم مصالح لبنان وأهله، وليس حكومة لوائح دولية»، مضيفاً أن «الانبطاح الحكومي يُهدد مصالح لبنان».

وقال قبلان في خطبة الجمعة: «الحكومة هي حكومة بمقدار ما تتحمل من مسؤوليات إغاثة وإعمار وسيادة على الأرض، وليس من مصلحتها أن تتعامل مع البقاع والجنوب والضاحية ندّاً يتموضع بجانب الخارج، ولا قيمة للشعارات والمواقف التي لا تتحوّل إلى سياسات سيادية خاصة تجاه الإرهاب الصهيوني، وخيارنا لبنان وسيادة لبنان، والدفاع الشامل عن العقيدة الوطنية».

جندي في الجيش اللبناني يقف على مدخل كنيسة في بلدة الخيام بجنوب لبنان خلال احتفالات الميلاد (إ.ب.أ)

وقال قبلان: «إسرائيل لا يمكن أن تربح ما دام القرار السيادي موحّداً، والسيادة لا يمكن أن تتجزأ، فلبنان لبنان بكلّه، والوطنية لا يمكن أن تتفرّق، والدفاع عن الجنوب أو البقاع أو الضاحية دفاع عن كل لبنان، وقيمة الحكومة في هذا المجال هي بمسؤوليتها تجاه شعبها وأرضها وسيادتها الحدودية، لأنه لا يمكن التعويل على حكومة منبطحة، ولا على سلطة مشغولة بإحصاء واردات الخزينة»، عادّاً أن «الحلّ يكون بتغيير الفكر السياسي والرؤية السياسية والاستراتيجية السياسية الموحِّدة للبلد لا الممزقة له».

ضغط ناري إسرائيلي

وتستبق إسرائيل الإعلان اللبناني عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من حصرية السلاح، بتكثيف غاراتها في منطقة شمال الليطاني، وفي شرق لبنان؛ حيث شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات، مستهدفاً جرود الهرمل في البقاع (شرق لبنان) وإقليم التفاح في الجنوب والواقع شمال الليطاني. كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة العديسة.

الدخان يتصاعد جرّاء غارات إسرائيلية استهدفت منطقة الهرمل في شرق لبنان (متداول)

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه أغار على عدة مواقع تابعة لـ«حزب الله» في لبنان، مستهدفاً مركز تدريب ومستودعات أسلحة.

وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»: «جرى استهداف عدة مستودعات أسلحة وبنى تحتية إرهابية أخرى استخدمها (حزب الله) للدفع بمخططات إرهابية».

وأضاف أن الضربات شملت «مجمع تدريبات وتأهيل استخدمته وحدة قوة الرضوان في (حزب الله) لتأهيل عناصر الوحدة».

ورغم وقف إطلاق النار المبرم بين لبنان وإسرائيل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، تواصل الدولة العبرية تنفيذ هجمات منتظمة تقول إنها تستهدف البنية التحتية لـ«حزب الله»، متهمة إياه بإعادة التسلّح.

وفي ظل ضغط أميركي شديد وخشية تكثيف إسرائيل لضرباتها، أقرّت السلطات اللبنانية خطة لنزع سلاح «حزب الله» وتفكيك بناه العسكرية بحلول نهاية العام في المنطقة الممتدة من الحدود مع إسرائيل وحتى نهر الليطاني الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً شمالها. لكن إسرائيل شككت في فاعلية هذه العملية، واتهمت «حزب الله» بإعادة التسلح.

والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل في لبنان أحد أعضاء «فيلق القدس»، المكلف بالعمليات الخارجية في «الحرس الثوري الإيراني»، متهماً إياه بالتخطيط لهجمات «من سوريا ولبنان». وحسب السلطات اللبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 3 أشخاص، الخميس.


أحزاب عراقية تحت الضغط قبل تجاوز المدد الدستورية

إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
TT

أحزاب عراقية تحت الضغط قبل تجاوز المدد الدستورية

إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)
إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)

مع اقتراب المُهل الدستورية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، تتصاعد الخلافات بين الكتل السياسية الرئيسية؛ ما يهدد بتعطيل استحقاقات أساسية في العملية السياسية التي تقوم على توازنات عرقية وطائفية معقدة منذ عام 2003.

ويبدو العرب السُّنة أول المتضررين من ضيق الوقت، بعدما فشلت قواهم السياسية في الاتفاق على مرشح توافقي لرئاسة البرلمان، وهو المنصب الذي يُخصص تقليدياً للمكون السني.

ومن المقرر أن يعقد البرلمان جلسته الأولى الاثنين المقبل برئاسة النائب الأكبر سناً من بين النواب الفائزين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وسط تحذيرات من تجاوز المُدد الدستورية.

وبينما يتمتع التحالف الشيعي الأكبر، المعروف باسم «الإطار التنسيقي»، بهامش أوسع من الوقت؛ نظراً لأن اختيار رئيس الوزراء يأتي في المرحلة الأخيرة من تشكيل السلطات، يواجه السنة خطر اللجوء إلى التصويت داخل البرلمان في حال تعذر التوافق، وهو خيار يُنظر إليه بوصفه خروجاً عن الأعراف السياسية السائدة.

ويتركز الخلاف السني بشكل أساسي بين حزب «تقدم» بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وتحالف «عزم» بقيادة مثنى السامرائي.

ويصر الحلبوسي على الاحتفاظ بالمنصب، مستنداً إلى ما يصفه بحصول كتلته على الوزن الانتخابي الأكبر داخل المكون السني.

وفي المقابل، لا تزال الخلافات الكردية قائمة بشأن منصب رئاسة الجمهورية، الذي يُعدّ من حصة الكرد، رغم أن لديهم وقتاً أطول نسبياً لمعالجة انقساماتهم الداخلية.

إحدى جلسات البرلمان العراقي (إ.ب.أ)

ما معادلة النقاط؟

تعتمد القوى السياسية العراقية في مفاوضاتها على ما يُعرف بـ«معادلة النقاط مقابل المناصب»، وهي آلية غير رسمية تقوم على تحويل عدد المقاعد البرلمانية التي تمتلكها كل كتلة رصيداً من النقاط.

وتُمنح المناصب السيادية والتنفيذية والنيابية قيماً رقمية متفاوتة حسب أهميتها، مثل رئاسة الوزراء أو رئاسة البرلمان أو مناصب النواب والوزارات.

وبموجب هذه المعادلة، تحصل الكتل الأكبر على مناصب أعلى قيمة، أو على مجموعة من المناصب الأقل أهمية التي تعادل وزنها الانتخابي، في محاولة لتحقيق توازن بين نتائج الانتخابات ومتطلبات التوافق السياسي.

انقسام شيعي

في المعسكر الشيعي، تواصل هذه المعادلة إثارة المزيد من التوتر. فإلى جانب تنافس رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، دخلت تحالفات جديدة على خط التفاوض، أبرزها التحالف بين هادي العامري، زعيم «منظمة بدر»، وشبل الزيدي، زعيم تحالف «خدمات».

ويرى مراقبون أن هذا التحالف يعمّق الانقسامات داخل «الإطار التنسيقي»، بعدما طرح توزيعاً جديداً للنقاط يستهدف مناصب موازية، من بينها منصب النائب الأول لرئيس البرلمان، الذي تُقدّر قيمته بما بين 15 و17 نقطة ضمن معادلة تقاسم السلطة.

ويضم التحالف الجديد نحو 30 نائباً؛ ما يمنحه فرصة قوية للمطالبة بهذا المنصب، إلى جانب وزارة خدمية وهيئة مستقلة، وفقاً لمصادر سياسية.

وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان قد شدد على أن الجلسة الأولى للبرلمان يجب أن تحسم انتخاب رئيس المجلس ونائبيه دون تأجيل، محذراً من أن تجاوز المدد الدستورية يشكّل مخالفة صريحة للدستور.

ومع استمرار الانقسامات، يبقى تشكيل الحكومة العراقية رهناً بقدرة القوى السياسية على التوفيق بين حسابات النقاط وضغوط الدستور، في مشهد يعكس هشاشة التوازنات التي تحكم النظام السياسي في البلاد.

وكان مارك سافايا، مبعوث الرئيس الأميركي إلى العراق، حذَّر من أن البلاد تقف عند «لحظة حاسمة»، داعياً القادة السياسيين والدينيين إلى اتخاذ قرارات موحدة لتجنب العودة إلى «التشرذم والانحدار».

وكتب سافايا على منصة «إكس»، أن المسؤولية تقع الآن على عاتق القادة العراقيين، مؤكداً أن قراراتهم المقبلة ستحدّد ما إذا كان العراق يتجه نحو الاستقرار والسيادة، أم سيعود إلى دوامة التراجع والاضطراب، محذراً من تداعيات اقتصادية وسياسية وعزلة دولية محتملة.


غزة: «عصابة رامي حلس» توسع اعتداءاتها شرق غزة

رجل بزي «سانتا كلوز» يشارك في مبادرة خيرية لتوزيع وجبات طعام لنازحين فلسطينيين بخان يونس الجمعة (إ.ب.أ)
رجل بزي «سانتا كلوز» يشارك في مبادرة خيرية لتوزيع وجبات طعام لنازحين فلسطينيين بخان يونس الجمعة (إ.ب.أ)
TT

غزة: «عصابة رامي حلس» توسع اعتداءاتها شرق غزة

رجل بزي «سانتا كلوز» يشارك في مبادرة خيرية لتوزيع وجبات طعام لنازحين فلسطينيين بخان يونس الجمعة (إ.ب.أ)
رجل بزي «سانتا كلوز» يشارك في مبادرة خيرية لتوزيع وجبات طعام لنازحين فلسطينيين بخان يونس الجمعة (إ.ب.أ)

واصلت عصابات مسلحة تنشط شرق مدينة غزة، هجماتها بحق فلسطينيين يقطنون في تلك المنطقة، وقتلوا طفلاً بعد يوم واحد فقط من خطوة سابقة اتخذوها بإجبار عوائل تقطن في مربع سكني على إخلائه تحت تهديد النار.

وحسب مصادر فلسطينية، فإن الفتى أحمد أبو الكاس (13 عاماً) قتل برصاصة أطلقها مسلحون يتبعون لـ«عصابة رامي حلس» في شارع مشتهى بحي الشجاعية، شرق مدينة غزة، فيما أصيب شاب برصاص عناصر أخرى تتبع للعصابة نفسها في منطقة السكة بالحي نفسه.

رجل بزي «سانتا كلوز» يشارك في مبادرة خيرية لتوزيع وجبات طعام لنازحين فلسطينيين بخان يونس الجمعة (إ.ب.أ)

ووفقاً لمصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن عناصر مسلحة تتبع لتلك العصابة تعدت الخط الأصفر في حي الشجاعية وأطلقت النار باتجاه مناطق غربه، ما أدى لمقتل الفتى وإصابة الشاب، فيما نجا العديد من الشبان من إطلاق نار مماثل في مناطق أخرى من الحي، خلال محاولتهم الوصول إلى تفقد ما تبقى من منازلهم وجلب الحطب لإيقاد النار.

وأشارت المصادر إلى أن العناصر المسلحة التابعة لتلك العصابة، تنتشر منذ أيام بشكل ملحوظ داخل الحي، وفي أحياء مجاورة منها التفاح والزيتون، وتقوم بعمليات عربدة وإطلاق نار وتهديد من تبقى من سكان في تلك المناطق وإجبارهم على الخروج منها.

وأجبر عناصر مسلحة من العصابة ذاتها، يوم الخميس، عائلات تقطن في مربع سكني بحي التفاح، شرق مدينة غزة، على إخلائه بالكامل، تحت تهديد السلاح، مهددين بإطلاق النار عليهم في حال بقائهم هناك، الأمر الذي فرض على السكان النزوح مما تبقى من منازلهم، والذهاب لمناطق غرب المدينة، حيث أكدوا أن هذه تعليمات إسرائيلية صدرت لهم فيما يبدو من قبل مشغليهم، خاصةً وأنهم ينتشرون في مواقع سيطرة الجيش الإسرائيلي.

رجل بزي «سانتا كلوز» يشارك في مبادرة خيرية لتوزيع وجبات طعام لنازحين فلسطينيين بخان يونس الجمعة (إ.ب.أ)

وكثيراً ما تتوعد «حماس» بتفكيك تلك العصابات المسلحة، حيث كانت نفذت سلسلة عمليات ضدها وقتلت وجرحت واعتقلت العديد من عناصرها في فترات متفاوتة.

وفي أعقاب نزوح تلك العوائل، فجرت القوات الإسرائيلية في ساعات الليل المتأخر، عدة براميل متفجرة في حي التفاح، لتنسف منازل المواطنين الذين نزحوا من ذلك المربع السكني.

خروق إسرائيلية

تشهد مناطق شرق مدينتي غزة وخان يونس تصعيداً إسرائيلياً مستمراً، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار. حيث نفذت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي وعمليات النسف في تلك المناطق تحديداً، إلى جانب مناطق أخرى.

فتية فلسطينيون في مكب نفايات حيث يجمعون الخشب والبلاستيك والعلب التنكية في مخيم البريج بوسط قطاع غزة الأربعاء الماضي (أ.ب)

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه قتل فلسطينيين اثنين في قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن «إرهابيين اثنين» عبرا ما يسمى الخط الأصفر في جنوب غزة واقتربا من القوات الإسرائيلية. وأضاف أن الرجلين شكلا «تهديداً فورياً» وتم «القضاء عليهما» بعد التعرف عليهما. وتراجعت القوات الإسرائيلية خلف «الخط الأصفر» في قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار.

ويمثل «الخط الأصفر» المحدد بكتل خرسانية وعلامات صفراء تقسيماً جديداً للأراضي في قطاع غزة ويمتد ما بين 1.5 و6.5 كيلومتر داخل القطاع الساحلي. وبذلك تسيطر إسرائيل على أكثر من نصف مساحة غزة بقليل.

كثيراً ما يعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل مسلحين فلسطينيين لدى محاولتهم عبور «الخط الأصفر»، إلا أنه من خلال المصادر الميدانية، وكذلك «حماس»، ومن خلال التعرف على أسماء الضحايا، يتبين أن الغالبية العظمى منهم مدنيون إما يحاولون الوصول إلى ما تبقى من منازلهم لجلب بعض الحاجيات منها، أو لجمع الحطب في ظل نقص الغاز.

فلسطينيون يحملون جثمان رجل قتلته القوات الإسرائيلية في جباليا الخميس (د.ب.أ)

وتسببت الخروق الإسرائيلية بمقتل ما لا يقل عن 414 فلسطينياً منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي.

وتدعو «حماس» باستمرار الوسطاء إلى التدخل اللازم لوقف تلك الخروق، وإلزام إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار، وهو أمر بحثه وفد قيادتها مع مسؤولين من الدول الوسيطة في الأيام الأخيرة.

وحسب قناة «12» العبرية، فإنه من المتوقع أن يعرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في لقائهما المرتقب خلال أيام، حصيلة الضحايا الفلسطينيين للخروق الإسرائيلية، وأن يطالبه بضبط النفس قدر الإمكان، إلى جانب قضايا تتعلق بالانتقال للمرحلة الثانية.

وتربط إسرائيل الانتقال إلى تلك المرحلة بتسليم آخر جثة لمختطف إسرائيلي، وهو ضابط شرطة يدعى ران غفيلي، فيما تؤكد «حماس» باستمرار أن عملية البحث عنه معقدة. بينما سبق لمصادر من الحركة أن قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه التعقيدات سببها اغتيال كل المسؤولين عن أسره والاحتفاظ به، كما أن الأماكن التي كان من المحتمل دفنه فيها، قد تغيرت معالمها بفعل القصف والتجريف الإسرائيلي اللذين غيرا شكل تلك المناطق.