​«حزب الله» يحيّد الجيش اللبناني من حملته... والعين على تعاونه لتسليم السلاح

عمل متواصل لتفكيك ما تبقى من بنيته وترقب للتقرير الأول للخطة

 آليات للجيش اللبناني بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خلال عملية تسليم السلاح الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
آليات للجيش اللبناني بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خلال عملية تسليم السلاح الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

​«حزب الله» يحيّد الجيش اللبناني من حملته... والعين على تعاونه لتسليم السلاح

 آليات للجيش اللبناني بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خلال عملية تسليم السلاح الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
آليات للجيش اللبناني بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خلال عملية تسليم السلاح الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

يحصر «حزب الله» راهناً اعتراضاته وهجومه بالحكومة اللبنانية ورئيسها نواف سلام، محيداً رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون كما قيادة الجيش اللبناني. فالحزب الممتعض من القرار الوزاري بـ«حصرية السلاح» بيد الدولة، ومن أداء سلام بما يتعلق بالتعامل مع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، يخوض حواراً تخفت وتيرته أحياناً وتنشط أحياناً أخرى مع الرئاسة الأولى. وكذلك يواصل، ولو بالحدود الدنيا، تعاونه وتنسيقه مع الجيش لتسليم سلاحه جنوب الليطاني؛ تطبيقاً لقرار وقف النار الذي وافق عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبدا لافتاً خروج المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل، الاثنين، ليشيد بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، عادّاً أنه «في تقديم ما سُمّيت الخطة العسكرية لتنفيذ قراري 5 و7 أغسطس (آب)، اتسم (هيكل) بالحكمة أكثر بكثير من قرارات الحكومة، وأسهم في تنفيس الأجواء». ولفت الخليل إلى أنه «إذا بقيت قيادة الجيش حكيمة بلغتها وبممارساتها على الأرض، فلا أحد يريد التصادم على الأرض، لذا نأمل استمرار هذه الفرملة من أجل استقرار البلد».

استمرار التعاون

وتتضارب المعلومات بشأن استمرار الحزب بالتعاون بملف تسليم سلاحه جنوب الليطاني. ففيما تحدثت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» عن تراجع هذا التعاون ما قد يؤدي لتأخر إنجاز مهمة الجيش في هذه المنطقة، أشارت مصادر أمنية إلى أن «الحزب لا يزال متعاوناً أقله حتى الساعة».

ولفتت المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العمل متواصل لتفكيك ما بين 10 و15 في المائة من البنية العسكرية المتبقية للحزب في جنوب الليطاني». وأضافت: «الجيش ينسق مع لجنة الإشراف الخماسية (MECHANISM) وقوات اليونيفيل، وأحياناً مع الحزب لتحديد المواقع التي يفترض دخولها وتفكيكها».

وكان رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد، لوّح في مقابلة تلفزيونية في وقت سابق، إلى وقف التعاون مع الجيش بجنوب الليطاني؛ اعتراضاً على قرار الحكومة بحصرية السلاح. ولم يصدر أي تعليق على هذا الحديث من أي جهة رسمية لبنانية.

خطة الجيش

وتنص خطة الجيش لحصرية السلاح، حسبما كان قد أعلن وزير الخارجية يوسف رجي، على خمس مراحل، تبدأ بمرحلة أولى تمتد إلى ثلاثة أشهر، يُنهي خلالها الجيش حصر السلاح نهائياً في منطقة جنوب الليطاني، وهي تلحظ بالتوازي تطبيق إجراءات أمنية في جميع الأراضي اللبنانية، حيث سيقوم الجيش بتشديد الحواجز وتكثيفها، ومنع تنقّل وحمل السلاح.

أما المراحل الأربع التالية ستشمل باقي المناطق اللبنانية، مثل البقاع وبيروت، «لكن من دون مهل زمنية محددة».

التقرير الشهري

وقد كلّفت الحكومة الجيش بتقديم تقرير شهري يلحظ الخطوات التي يتم اتخاذها للتقدم بخطة حصرية السلاح. وليس واضحاً حتى الساعة متى ستقدم قيادة الجيش تقريرها الأول؛ إذ قال مصدر أمني إنه لا يوجد موعد محدد بعدُ.

جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية جوزيف عون (أرشيفية - أ.ف.ب)

من جهته، قال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن مهلة الـ3 أشهر المقبلة التي حددها الجيش بوصفها مرحلة أولى من خطته، سيتم العمل خلالها على سحب السلاح جنوب الليطاني، لكنه بالتوازي سيعمل على تعزيز الحواجز شمال النهر لمنع عمليات نقل وتهريب السلاح وتحريكه، وبالتالي سيقوم باحتواء السلاح في المواقع، حيث يوجد راهناً ويمنع استخدامه على أن يُعد لسحبه وفق الإمكانات التي سيعمل على أساسها».

معارضو الحزب مطمئنون

وتبدو القوى المعارضة لـ«حزب الله» مطمئنة للمسار الذي تسلكه الأمور رغم التصعيد الكلامي الذي ينتهجه الحزب.

وتشدّد عضوة كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائبة غادة أيوب على أن «مساراً لبنانياً جدياً انطلق وبخطى ثابتة نحو فرض الدولة سيادتها بقواها الذاتية».

وعدّت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا المسار بدأ في جلسة الحكومة 5 أغسطس، واستكمل 5 سبتمبر (أيلول) مع خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح غير الشرعي، بدءاً من جنوب الليطاني. وقد ركّز هذا المسار على ثلاث نقاط أساسية: مصادرة أي سلاح غير شرعي على كامل الأراضي اللبنانية، والتأكيد أن سلاح (حزب الله) لم يعد يحظى بأي استثناء أو غطاء رسمي كما في المراحل السابقة، والتزام الدولة، عبر تقارير الجيش اللبناني الشهرية، بوضع الحكومة في صورة التقدم المُحرز نحو احتكار السلاح بيد الشرعية».

وترى النائبة أنه وفي ظل كل ذلك، فإن «(حزب الله) يتحمل بشكل مباشر مسؤولية الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل بحق عناصره، كما يتحمل مسؤولية أي توسع إسرائيلي في الحرب، بسبب تمسكه بسلاح لم يعد قادراً على استخدامه في مواجهة إسرائيل».

انكشاف الساحة اللبنانية

من جهته، يعد مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر أن «الجدية في تطبيق خطة حصرية السلاح ستتبين خلال الشهر الأول، من خلال كيفية تصرف الجيش وبأي فاعلية، وهل ستكون هناك نتائج سريعة وفعلية على الأرض».

ولفت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «طلب تمديد المهلة من 3 إلى 6 أشهر قد يكون منطقياً بانتظار توافر الموارد المطلوبة على أساس أن الخطة الواجب تنفيذها ضخمة، لكن لا شك أن إبقاء الأفق الزمني مفتوحاً يبقى ثغرة في هذه الخطة».

لافتات دعم للجيش اللبناني في شوارع بيروت (أ.ب)

وينبّه نادر على أنه «وفي حال تبين أن هناك نوعاً من التلكؤ، فذلك سيعني أننا سنكون بصدد انكشاف الساحة اللبنانية من جديد؛ لأن عدم تحديد مهل زمنية أو إطالتها سيردنا إلى المناورات السياسية التي تعوّدنا عليها من خلال محاولة تجنب اتخاذ قرارات سياسية، ورمي المسؤوليات في ملعب الجيش»، مضيفاً: «على الجميع أن يتذكر أن موازين القوى الحالية لم تعد تسمح بمناورات، خصوصاً أنه بعد الضربة الإسرائيلية على قطر، بات واضحاً أن تل أبيب لن تقبل بأن تكون الأمور محصورة لبنانياً بجنوب الليطاني».


مقالات ذات صلة

الحكومة اللبنانية تقرّ مشروع قانون «استرداد الودائع» رغم الاعتراضات

المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (رويترز)

الحكومة اللبنانية تقرّ مشروع قانون «استرداد الودائع» رغم الاعتراضات

أقرت الحكومة اللبنانية، الجمعة، مشروع قانون استرداد الودائع المالية المجمدة في المصارف منذ عام 2019، وسط انقسام بالتصويت داخل مجلس الوزراء

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دورية للجيش اللبناني قرب كنيسة متضررة جراء الحرب في بلدة الخيام بجنوب لبنان صباح عيد الميلاد الخميس (إ.ب.أ)

المؤسسة الدينية الشيعية تُهاجم الحكومة اللبنانية بسبب «حصرية السلاح»

استبقت المؤسسة الدينية الشيعية في لبنان، انطلاق المرحلة الثانية من خطة «حصرية السلاح» بيد القوى الرسمية اللبنانية، بهجوم عنيف على الحكومة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر من «يونيفيل» يقدمون الرعاية الصحية لمواطنة في جنوب لبنان (يونيفيل)

العيادات النقالة... خيار سكان جنوب لبنان للحصول على رعاية طبية

يلجأ غالبية سكان قرى الحافة الأمامية والخلفية، لخيار العيادات الطبية النقالة للحصول على الرعاية الطبية، خياراً «أكثر أماناً وأقل تكلفة»

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي ‏العميد الركن غياث دلا قائد قوات الغيث (الثالث إلى من اليمين) من بين الحضور في أداء القسم الرئاسي صيف 2021

جنرالات هاربون يخططون لتمرد في سوريا من المنافي

تعكف بعض هذه القيادات السابقة على بناء حركة تمرد مسلح من المنفى، ويدعم أحدهم مجموعة تقف وراء حملة ضغط (لوبي) في واشنطن، تقدر تكلفتها بملايين الدولارات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك - واشنطن)
المشرق العربي سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في منطقة حوش السيد علي الحدودية مع سوريا بشمال شرقي لبنان مما أدى لمقتل شخصين (متداول)

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عنصراً في «الحرس الثوري» بشمال شرقي لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه قتل عنصراً مرتبطاً بـ«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني» في ضربة نفذها في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الحكومة اللبنانية تقرّ مشروع قانون «استرداد الودائع» رغم الاعتراضات

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (رويترز)
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (رويترز)
TT

الحكومة اللبنانية تقرّ مشروع قانون «استرداد الودائع» رغم الاعتراضات

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (رويترز)
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (رويترز)

أقرت الحكومة اللبنانية، الجمعة، مشروع قانون استرداد الودائع المالية المجمدة في المصارف منذ عام 2019، وسط انقسام بالتصويت داخل مجلس الوزراء، ما يقدم صورة مسبقة عن الصعوبات التي تحيط بإقرار القانون في البرلمان، حيث صوتت كتل سياسية أساسية تمتلك نفوذاً واسعاً في مجلس النواب، ضدّ المشروع الذي مرره تأييد وزراء «الحزب التقدمي الاشتراكي» والمحسوبون على رئيس الحكومة نواف سلام.

وبدا أن الحكومة رمت بكرة اللهب إلى ملعب البرلمان، حيث سيخضع مشروع القانون لدراسة معمقة في لجنة المال والموازنة واللجان المشتركة، قبل إحالته إلى الهيئة العامة لمجلس النواب. ومهّدت الاعتراضات السياسية بعد الإعلان عن إقراره، لشكل الاعتراض عليه قانونياً في البرلمان، مما يهدد بإطالة البحث فيه، أو إخضاعه لتعديلات جوهرية قبل إقراره.

وبعد أربع جلسات حكومية، عُقدت على مدى ثلاثة أيام، وناقشت مشروع القانون المعروف باسم «قانون الفجوة المالية»، أقرت الحكومة مشروع القانون بأكثرية 13 صوتاً، مقابل اعتراض 9 وزراء. وكانت النقاشات بدأت في جلسة، الاثنين، في القصر الرئاسي، ثم استُكملت النقاشات، الثلاثاء والجمعة، في السراي الحكومي، وغاب عن الجلسة الأخيرة حاكم مصرف لبنان كريم سعيد الذي كان قدم كل الملاحظات للحكومة في الجلستين الماضيتين، وانتقد المشروع في بيان، الثلاثاء الماضي. كما غاب وزير الثقافة غسان سلامة.

مساءلة ومحاسبة

وقال سلام بعد الجلسة: «للمرة الأولى، يتضمن قانون الفجوة مساءلة ومحاسبة»، نافياً ما يُقال إنه يتضمن «إعفاء عما مضى»، وقال: «أدخلنا عليه ضرورة استكمال التدقيق الجنائي والمحاسبة». ولفت سلام إلى أن «الكلام الذي يقال يهدف للتشويش على المودعين، لا سيما صغار المودعين». وطمأن إلى أن الانتقادات «تأتي في سياق ذرّ الرماد في العيون»، ودعا لعدم مزايدة أحد عليه.

وأعلن سلام أن «قانون الفجوة الماليّة ليس مثالياً، وفيه نواقص، ولا يحقق تطلعات الجميع، لكنه خطوة واقعيّة ومنصفة على طريق استعادة الحقوق ووقف الانهيار الذي يعاني منه البلد وإعادة العافية للقطاع المصرفي».

وأكد سلام «أن 85 في المائة من المودعين سيحصلون على أموالهم كاملة»، في إشارة إلى صغار المودعين الذين لا تتخطى قيمة ودائعهم المائة ألف دولار، معلناً أن «السندات ليست وعوداً على ورق، بل هي مدعومة بـ50 ملياراً من موجودات المصرف المركزي»، في إشارة إلى السندات السيادية التي سيحملها المودعون الذين تتخطى قيمة ودائعهم المائة ألف دولار، وتستحق على فترات تمتد إلى 15 عاماً.

وأكد سلام «أننا لا نبيع الذهب ولا نرهنه، ومنعاً لأي استغلال، حصنّا بمشروع القانون حماية الذهب». وقال: «سنستكمل التدقيق الجنائي والمحاسبة».

وأوضح سلام «أن إقرار مشروع قانون الفجوة الماليّة يفترض أن يفتح لنا باب التفاهم مع صندوق النقد ومع دول مانحة، ويساعد على جلب الاستثمارات، مع التحسن الاقتصادي الذي أراهن عليه».

رئيس الحكومة يتحدث مع وزير المال ياسين جابر ووزير الصناعة جو عيسى الخوري في جلسة الثلاثاء الماضي (رويترز)

توازنات البرلمان

وعكس التصويت في مجلس الوزراء، صورة متوقعة عن صعوبات إقرار المشروع في البرلمان، بالنظر إلى أن توازنات مجلس النواب مختلفة عن التوازنات داخل الحكومة. فقد عارض مشروع القانون معظم الوزراء المحسوبين على «حركة أمل» (ما عدا وزير المال ياسين جابر الذي أيّد المشروع)، و«حزب الله»، و«القوات اللبنانية»، والوزير المحسوب على «الكتائب اللبنانية»، والوزيرة المحسوبة على حزب «الطاشناق».

وسينضم هؤلاء إلى لائحة أحزاب أخرى تعترض على مشروع القانون في البرلمان، وهي قوى غير ممثلة في الحكومة، بينهم «التيار الوطني الحر» ومستقلّون... ويمتلك هؤلاء المعترضون أغلبية في البرلمان، مما يعني أن القانون لن يمرّ كما هو، وسيخضع لتعديلات كبيرة في اللجان النيابية قبل إحالته إلى الهيئة العامة لمجلس النواب.

اعتراضات سياسية واقتصادية

ومهدت قوى سياسية للنقاشات المقبلة؛ إذ قال وزير العدل عادل نصار إنه صوّت ضد مشروع قانون الفجوة المالية «بسبب غياب وضوح في الأرقام، وفي القدرة على الإيفاء بالالتزامات».

وأعرب وزير الإعلام بول مرقص عن «تحفظه على مشروع قانون الفجوة المالية»، مشدداً على «ضرورة تحصيل مزيد من حقوق المودعين، والعمل على النهوض بالقطاع المصرفي، وإعادة تشغيله من جديد»، مشيراً إلى «غياب الأرقام الواضحة والكافية في المشروع».

كما أشار النائب غسان حاصباني إلى أن وزراء «‫القوات اللبنانية»، «صوتوا ضد قانون (تعميق الفجوة) الذي لا يعيد الودائع ولا يرضي صندوق النقد، ويعفي من طيّر أموال الناس عما مضى».

وإلى جانب القوى السياسية، قال الأمين العام للهيئات الاقتصاديّة نقولا شمّاس: «قانون الفجوة المالية سيّئ وسيأخذنا إلى الفوضى المالية، ولم أفهم كيف يمكن خلال 20 ساعة البتّ بأخطر قانون شهد عليه لبنان».


إدانات واسعة للهجوم الإرهابي على مسجد في حمص السورية

آثار الانفجار في مسجد علي بن أبي طالب بحمص (د.ب.أ)
آثار الانفجار في مسجد علي بن أبي طالب بحمص (د.ب.أ)
TT

إدانات واسعة للهجوم الإرهابي على مسجد في حمص السورية

آثار الانفجار في مسجد علي بن أبي طالب بحمص (د.ب.أ)
آثار الانفجار في مسجد علي بن أبي طالب بحمص (د.ب.أ)

أدانت السعودية والعراق وتركيا والأردن ولبنان وقطر ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ورابطة العالم الإسلامي، اليوم الجمعة، الهجوم «الإرهابي» على مسجد في حي وادي الذهب بمدينة حمص السورية الذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 18.

وتبنّت مجموعة «سرايا أنصار السنّة» المتطرفة تفجير المسجد، وفق بيان لها.

وشددت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، على رفض المملكة القاطع «للإرهاب والتطرف» واستهداف المساجد ودُور العبادة وترويع الآمنين، مؤكدة التضامن مع سوريا ودعمها جهود الحكومة السورية لإرساء الأمن والاستقرار.

وأدانت تركيا الهجوم، وشددت على وقوفها إلى جانب سوريا في مساعيها لدعم الاستقرار والأمن والوحدة «رغم كل الاستفزازات».

وعبّرت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، عن الإدانة الشديدة «للاعتداء الإرهابي الآثم» على مسجد الإمام علي بن أبي طالب.

وشدد العراق على إدانته جميع أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، «أياً كانت دوافعها ومصادرها التي تستهدف المدنيين ودُور العبادة وتُزعزع الاستقرار والأمن وتبث الفتنة في المجتمعات».

وأكد البيان دعم العراق الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.

واستنكرت «الخارجية» الأردنية الهجوم الإرهابي على المسجد، وعبّرت عن دعمها الكامل لسوريا في عملية إعادة البناء على الأسس التي تضمن وحدة أراضيها وسيادتها وأمنها واستقرارها، وتخلّصها من الإرهاب، وتحفظ حقوق السوريين كافّة.

وفي بيروت، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الاعتداء على المسجد في مدينة حمص السورية، مشدداً على دعم بلاده لسوريا في حربها ضد الإرهاب.

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن عون تعبيره عن صادق تعازيه وأعمق مشاعر التضامن مع سوريا، مشدداً على إدانته «خطاب الكراهية وظواهر تكفير الآخر وإقصائه عن الحياة الوطنية والعامة».

واستنكرت قطر الهجوم على المسجد، وأكدت تضامنها التام مع الحكومة السورية في كل ما تتخذه من إجراءات تهدف لحفظ الأمن.

وشددت قطر، في بيان لوزارة الخارجية، على رفضها العنف والإرهاب واستهداف دُور العبادة وترويع الآمنين.

واتخذ مجلس التعاون الخليجي موقفاً مماثلاً، مؤكداً، في بيان، رفضه التام ونبذه كل أشكال العنف والإرهاب.

قوات أمن سورية داخل المسجد المتضرر من الانفجار (سانا)

وأدان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، التفجير. وشدد، في بيان، على دعم الجامعة العربية لكافة الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مكافحة تنظيم «داعش» ومحاربة كافة صور وأشكال الإرهاب.

وحذر الأمين العام للجامعة العربية من كافة المحاولات الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار سوريا «من خلال زرع الفتن ونشر الفوضى»، مشدداً على أهمية تكثيف الجهود لتجاوز التحديات الراهنة بما يحفظ وحدة وسيادة سوريا.

كذلك أدانت رابطة العالم الإسلامي التفجير. وفي بيان للأمانة العامة للرابطة، ندد الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، بـ«جريمة إرهابية تجرد مرتكبوها من كل معاني الدين والإنسانية، إذ لم يراعوا حرمة النفس البشرية، ولا قدسية الشعيرة، ولا مكان العبادة».

وجدد العيسى التأكيد على موقف الرابطة الرافض والمُدين للعنف والإرهاب بكل صوره وذرائعه. وأعرب عن «التضامن التام مع سوريا في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها»، معرباً في الوقت نفسه عن «خالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا والمصابين، وللشعب السوري كافة».

وعبّرت إلهام أحمد، المسؤولة البارزة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن الإدانة «بأشدّ العبارات» للتفجير في حمص، وألقت اللوم على «جهات مخرِّبة تستثمر في الانقسام والفوضى»، مطالِبة بحماية المدنيين ومساءلة الفاعلين.


جندي احتياط إسرائيلي يصدم فلسطينياً بسيارته أثناء الصلاة بالضفة الغربية

جندي احتياط إسرائيلي يصدم فلسطينياً بسيارته أثناء الصلاة بالضفة الغربية
جندي احتياط إسرائيلي يصدم فلسطينياً بسيارته أثناء الصلاة بالضفة الغربية
TT

جندي احتياط إسرائيلي يصدم فلسطينياً بسيارته أثناء الصلاة بالضفة الغربية

جندي احتياط إسرائيلي يصدم فلسطينياً بسيارته أثناء الصلاة بالضفة الغربية
جندي احتياط إسرائيلي يصدم فلسطينياً بسيارته أثناء الصلاة بالضفة الغربية

قال الجيش الإسرائيلي إن أحد جنود ​الاحتياط دهس بسيارته فلسطينياً بينما كان يصلي على جانب طريق في الضفة الغربية المحتلة، أمس الخميس، بعد أن أطلق النار، في وقت سابق في المنطقة.

وقال الجيش، في بيان: «تلقينا مقطعاً مصوراً لشخص مسلّح يدهس فلسطينياً»، مضيفاً أن الشخص جندي ‌احتياط، وخدمته العسكرية ‌انتهت.

وأضاف الجيش أن ‌الجندي ⁠تصرّف ​في «‌مخالفة خطيرة للقواعد العسكرية»، وجرت مصادرة سلاحه.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه محتجَز قيد الإقامة الجبرية.

ونُقل الفلسطيني إلى المستشفى؛ لإجراء الفحوصات بعد الهجوم، لكنه لم يُصَب بأذى وهو الآن ⁠في منزله.

ويظهر في المقطع المصوَّر الذي بثه التلفزيون ‌الفلسطيني، وتسنّى لـ«رويترز» التحقق من صحته، ‍رجلٌ يرتدي ملابس ‍مدنية ويحمل سلاحاً على كتفه وهو يقود ‍سيارة رباعية الدفع ليصدم رجلاً يصلي على جانب الطريق. ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، كان العام الحالي هو الأعنف من حيث الهجمات المسجلة التي ​نفّذها مدنيون إسرائيليون على الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي أسفرت عن أكثر من ⁠750 إصابة.

وذكرت «الأمم المتحدة» أن أكثر من ألف فلسطيني قُتلوا في الضفة الغربية بين السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 و17 أكتوبر 2025، معظمهم في عمليات نفّذتها قوات الأمن، وبعضهم جراء عنف المستوطنين. وفي الفترة نفسها، قُتل 57 إسرائيلياً في هجمات فلسطينية.

من ناحية أخرى، قالت الشرطة الإسرائيلية، اليوم، إن مهاجماً فلسطينياً قتل رجلاً وامرأة ‌في شمال إسرائيل.