​«حزب الله» يحيّد الجيش اللبناني من حملته... والعين على تعاونه لتسليم السلاح

عمل متواصل لتفكيك ما تبقى من بنيته وترقب للتقرير الأول للخطة

 آليات للجيش اللبناني بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خلال عملية تسليم السلاح الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
آليات للجيش اللبناني بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خلال عملية تسليم السلاح الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

​«حزب الله» يحيّد الجيش اللبناني من حملته... والعين على تعاونه لتسليم السلاح

 آليات للجيش اللبناني بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خلال عملية تسليم السلاح الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
آليات للجيش اللبناني بالقرب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خلال عملية تسليم السلاح الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

يحصر «حزب الله» راهناً اعتراضاته وهجومه بالحكومة اللبنانية ورئيسها نواف سلام، محيداً رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون كما قيادة الجيش اللبناني. فالحزب الممتعض من القرار الوزاري بـ«حصرية السلاح» بيد الدولة، ومن أداء سلام بما يتعلق بالتعامل مع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، يخوض حواراً تخفت وتيرته أحياناً وتنشط أحياناً أخرى مع الرئاسة الأولى. وكذلك يواصل، ولو بالحدود الدنيا، تعاونه وتنسيقه مع الجيش لتسليم سلاحه جنوب الليطاني؛ تطبيقاً لقرار وقف النار الذي وافق عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبدا لافتاً خروج المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل، الاثنين، ليشيد بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، عادّاً أنه «في تقديم ما سُمّيت الخطة العسكرية لتنفيذ قراري 5 و7 أغسطس (آب)، اتسم (هيكل) بالحكمة أكثر بكثير من قرارات الحكومة، وأسهم في تنفيس الأجواء». ولفت الخليل إلى أنه «إذا بقيت قيادة الجيش حكيمة بلغتها وبممارساتها على الأرض، فلا أحد يريد التصادم على الأرض، لذا نأمل استمرار هذه الفرملة من أجل استقرار البلد».

استمرار التعاون

وتتضارب المعلومات بشأن استمرار الحزب بالتعاون بملف تسليم سلاحه جنوب الليطاني. ففيما تحدثت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» عن تراجع هذا التعاون ما قد يؤدي لتأخر إنجاز مهمة الجيش في هذه المنطقة، أشارت مصادر أمنية إلى أن «الحزب لا يزال متعاوناً أقله حتى الساعة».

ولفتت المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العمل متواصل لتفكيك ما بين 10 و15 في المائة من البنية العسكرية المتبقية للحزب في جنوب الليطاني». وأضافت: «الجيش ينسق مع لجنة الإشراف الخماسية (MECHANISM) وقوات اليونيفيل، وأحياناً مع الحزب لتحديد المواقع التي يفترض دخولها وتفكيكها».

وكان رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد، لوّح في مقابلة تلفزيونية في وقت سابق، إلى وقف التعاون مع الجيش بجنوب الليطاني؛ اعتراضاً على قرار الحكومة بحصرية السلاح. ولم يصدر أي تعليق على هذا الحديث من أي جهة رسمية لبنانية.

خطة الجيش

وتنص خطة الجيش لحصرية السلاح، حسبما كان قد أعلن وزير الخارجية يوسف رجي، على خمس مراحل، تبدأ بمرحلة أولى تمتد إلى ثلاثة أشهر، يُنهي خلالها الجيش حصر السلاح نهائياً في منطقة جنوب الليطاني، وهي تلحظ بالتوازي تطبيق إجراءات أمنية في جميع الأراضي اللبنانية، حيث سيقوم الجيش بتشديد الحواجز وتكثيفها، ومنع تنقّل وحمل السلاح.

أما المراحل الأربع التالية ستشمل باقي المناطق اللبنانية، مثل البقاع وبيروت، «لكن من دون مهل زمنية محددة».

التقرير الشهري

وقد كلّفت الحكومة الجيش بتقديم تقرير شهري يلحظ الخطوات التي يتم اتخاذها للتقدم بخطة حصرية السلاح. وليس واضحاً حتى الساعة متى ستقدم قيادة الجيش تقريرها الأول؛ إذ قال مصدر أمني إنه لا يوجد موعد محدد بعدُ.

جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية جوزيف عون (أرشيفية - أ.ف.ب)

من جهته، قال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن مهلة الـ3 أشهر المقبلة التي حددها الجيش بوصفها مرحلة أولى من خطته، سيتم العمل خلالها على سحب السلاح جنوب الليطاني، لكنه بالتوازي سيعمل على تعزيز الحواجز شمال النهر لمنع عمليات نقل وتهريب السلاح وتحريكه، وبالتالي سيقوم باحتواء السلاح في المواقع، حيث يوجد راهناً ويمنع استخدامه على أن يُعد لسحبه وفق الإمكانات التي سيعمل على أساسها».

معارضو الحزب مطمئنون

وتبدو القوى المعارضة لـ«حزب الله» مطمئنة للمسار الذي تسلكه الأمور رغم التصعيد الكلامي الذي ينتهجه الحزب.

وتشدّد عضوة كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائبة غادة أيوب على أن «مساراً لبنانياً جدياً انطلق وبخطى ثابتة نحو فرض الدولة سيادتها بقواها الذاتية».

وعدّت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا المسار بدأ في جلسة الحكومة 5 أغسطس، واستكمل 5 سبتمبر (أيلول) مع خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح غير الشرعي، بدءاً من جنوب الليطاني. وقد ركّز هذا المسار على ثلاث نقاط أساسية: مصادرة أي سلاح غير شرعي على كامل الأراضي اللبنانية، والتأكيد أن سلاح (حزب الله) لم يعد يحظى بأي استثناء أو غطاء رسمي كما في المراحل السابقة، والتزام الدولة، عبر تقارير الجيش اللبناني الشهرية، بوضع الحكومة في صورة التقدم المُحرز نحو احتكار السلاح بيد الشرعية».

وترى النائبة أنه وفي ظل كل ذلك، فإن «(حزب الله) يتحمل بشكل مباشر مسؤولية الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل بحق عناصره، كما يتحمل مسؤولية أي توسع إسرائيلي في الحرب، بسبب تمسكه بسلاح لم يعد قادراً على استخدامه في مواجهة إسرائيل».

انكشاف الساحة اللبنانية

من جهته، يعد مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر أن «الجدية في تطبيق خطة حصرية السلاح ستتبين خلال الشهر الأول، من خلال كيفية تصرف الجيش وبأي فاعلية، وهل ستكون هناك نتائج سريعة وفعلية على الأرض».

ولفت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «طلب تمديد المهلة من 3 إلى 6 أشهر قد يكون منطقياً بانتظار توافر الموارد المطلوبة على أساس أن الخطة الواجب تنفيذها ضخمة، لكن لا شك أن إبقاء الأفق الزمني مفتوحاً يبقى ثغرة في هذه الخطة».

لافتات دعم للجيش اللبناني في شوارع بيروت (أ.ب)

وينبّه نادر على أنه «وفي حال تبين أن هناك نوعاً من التلكؤ، فذلك سيعني أننا سنكون بصدد انكشاف الساحة اللبنانية من جديد؛ لأن عدم تحديد مهل زمنية أو إطالتها سيردنا إلى المناورات السياسية التي تعوّدنا عليها من خلال محاولة تجنب اتخاذ قرارات سياسية، ورمي المسؤوليات في ملعب الجيش»، مضيفاً: «على الجميع أن يتذكر أن موازين القوى الحالية لم تعد تسمح بمناورات، خصوصاً أنه بعد الضربة الإسرائيلية على قطر، بات واضحاً أن تل أبيب لن تقبل بأن تكون الأمور محصورة لبنانياً بجنوب الليطاني».


مقالات ذات صلة

عون: مصممون على إجراء الانتخابات في موعدها

المشرق العربي اجتماع سابق لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري (الوكالة الوطنية للإعلام)

عون: مصممون على إجراء الانتخابات في موعدها

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون مجدداً، اليوم (الخميس)، أن إجراء الانتخابات استحقاق دستوري يجب أن يتم تنفيذه في وقته.

المشرق العربي انتهى حكم بشار الأسد الطويل والوحشي سريعاً لكنه وحاشيته المقربة وجدوا ملاذاً آمناً في روسيا (نيويورك تايمز)

تتبّع مصير 55 من جلادي النظام السابق اختفوا مع سقوط الأسد في منافي الترف

تمكّن تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» من تحديد أماكن وجود عدد كبير من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، وتفاصيل جديدة عن أوضاعهم الحالية وأنشطتهم الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك - لندن)
خاص عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز) play-circle 01:50

خاص شقيق الضباط اللبناني يروي تفاصيل استدراجه واختفائه

لم تتبدد الصدمة عن وجوه أفراد عائلة النقيب المتقاعد من «الأمن العام» اللبناني أحمد شكر، وذلك بعد ترجيحات أمنية وقضائية لبنانية بأن إسرائيل خطفته

حسين درويش (بعلبك (شرق لبنان))
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً الوفد العراقي برئاسة إحسان العوادي، مدير مكتب ئيس الوزراء العراقي (الرئاسة اللبنانية)

عون: عودة سكان جنوب لبنان إلى ديارهم أولوية

أكّد الرئيس جوزيف عون أن «عودة الجنوبيين إلى بلداتهم وقراهم هي الأولوية بالنسبة إلى لبنان، للمحافظة على كرامتهم ووضع حد لمعاناتهم المستمرة حتى اليوم».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عنصر من الجيش اللبناني يقف قرب سيارة مستهدفة في بلدة عقتنيت بقضاء الزهراني استهدفتها غارة إسرائيلية الثلاثاء (إ.ب.أ)

إسرائيل تدشن مرحلة جديدة من القصف بجنوب لبنان

دشّنت إسرائيل مرحلة جديدة من القصف في جنوب لبنان، تتركز بمنطقة شمال الليطاني، قبل نحو أسبوع على إعلان الجيش اللبناني الانتهاء من المرحلة الأولى لـ«حصرية السلاح»

«الشرق الأوسط» (لبنان)

تقرير: اتفاق عسكري وشيك بين الحكومة السورية و«قسد» برعاية أميركية

أشخاص مع أمتعتهم يسيرون على طول الطريق بعد أن اتفقت الحكومة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» على خفض التصعيد في مدينة حلب (رويترز)
أشخاص مع أمتعتهم يسيرون على طول الطريق بعد أن اتفقت الحكومة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» على خفض التصعيد في مدينة حلب (رويترز)
TT

تقرير: اتفاق عسكري وشيك بين الحكومة السورية و«قسد» برعاية أميركية

أشخاص مع أمتعتهم يسيرون على طول الطريق بعد أن اتفقت الحكومة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» على خفض التصعيد في مدينة حلب (رويترز)
أشخاص مع أمتعتهم يسيرون على طول الطريق بعد أن اتفقت الحكومة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» على خفض التصعيد في مدينة حلب (رويترز)

نقل التلفزيون السوري، الخميس، عن مصدر قوله إنه من المتوقع التوصل قريباً إلى اتفاق عسكري بين الحكومة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» برعاية أميركية لدمج عناصرها في قوات وزارتَي الدفاع والداخلية السوريتين.

وأكد التلفزيون أن واشنطن تمارس ضغوطاً كبيرة على الحكومة و«قسد» بهدف توقيع الاتفاق قبل نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أن الإعلان متوقع بين 27 و30 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وأوضح التلفزيون أن الاتفاق المرتقب يشمل دمج 90 ألف عنصر في وزارتَي الدفاع والداخلية، وتخصيص 3 فرق عسكرية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» ضمن قوات وزارة الدفاع في الرقة ودير الزور والحسكة.

وذكر المصدر أنه تُناقَش حالياً نقاط خلافية؛ من أبرزها دخول القوات الحكومية إلى شمال شرقي سوريا، وآلية اتخاذ القرارات العسكرية، وتوزيع المهام والصلاحيات.


عون: مصممون على إجراء الانتخابات في موعدها

اجتماع سابق لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري (الوكالة الوطنية للإعلام)
اجتماع سابق لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

عون: مصممون على إجراء الانتخابات في موعدها

اجتماع سابق لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري (الوكالة الوطنية للإعلام)
اجتماع سابق لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري (الوكالة الوطنية للإعلام)

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون مجدداً، اليوم (الخميس)، أن إجراء الانتخابات استحقاق دستوري يجب أن يتم تنفيذه في وقته.

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية عن عون قوله إنه ورئيس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مصممون على إجراء الانتخابات في موعدها.

وشدد الرئيس اللبناني على أن الاتصالات الدبلوماسية لم تتوقف من أجل إبعاد شبح الحرب عن لبنان، مشيراً إلى أن «الأمور ستتجه نحو الإيجابية».

وكانت الوكالة قد نقلت عن بري تأكيده على إجراء الانتخابات في موعدها و«لا تأجيل ولا تمديد».

ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات البرلمانية اللبنانية في مايو (أيار) من العام المقبل.


القوات الإسرائيلية تنتشر في عدة قرى وتفتش المارة بجنوب سوريا

توغل للقوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)
توغل للقوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)
TT

القوات الإسرائيلية تنتشر في عدة قرى وتفتش المارة بجنوب سوريا

توغل للقوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)
توغل للقوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)

توغلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم (الخميس) في قرى عدة بريف القنيطرة الجنوبي في جنوب سوريا.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن «قوة للاحتلال مؤلفة من سيارتي (همر) توغلت في عدد من قرى ريف القنيطرة الجنوبي، انطلاقاً من تل أحمر غربي، وسلكت الطريق المؤدي إلى قرية كودنة وصولاً إلى قرية عين زيوان، ومنها إلى قرية سويسة وانتشرت داخل القرية، وقامت بتفتيش المارة وعرقلت الحركة».

وأشارت إلى أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت مساء أمس في قرى عدة بريف القنيطرة الشمالي، وفي بلدة الجلمة بريف درعا الغربي، واعتقلت شابين».

ووفق الوكالة، «تواصل إسرائيل سياساتها العدوانية وخرقها اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، عبر التوغل في الجنوب السوري، والاعتداء على المواطنين».

وتطالب سوريا باستمرار بخروج القوات الإسرائيلية من أراضيها، مؤكدة أن جميع الإجراءات التي تتخذها في الجنوب السوري باطلة ولاغية، ولا ترتب أي أثر قانوني وفقاً للقانون الدولي، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وردع ممارسات إسرائيل وإلزامها بالانسحاب الكامل من الجنوب السوري والعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.