استقبل الملك تشارلز الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، في ثاني زيارة دولة يقوم بها لبريطانيا وسط مظاهر احتفالية غير مسبوقة وإجراءات أمنية مكثفة والإعلان عن استثمارات في قطاع التكنولوجيا واحتجاجات مزمعة، وفقاً لوكالة «رويترز».
ووصل ترمب وزوجته ميلانيا إلى قلعة وندسور، أقدم وأكبر قلعة مأهولة في العالم وموطن العائلة المالكة البريطانية منذ ما يقرب من 1000 عام، حيث يشمل عرض الاستقبال الملكي في القلعة موكب عربات ملكية على بساط أحمر وتحية عسكرية ومأدبة فاخرة.

وتقول بريطانيا إنها ستكون أكبر مراسم استقبال عسكرية لزيارة دولة في الذاكرة الحية.
وسيعرض أفراد العائلة المالكة على الرئيس والسيدة الأولى مقتنيات تاريخية من المجموعة الملكية المتعلقة بالولايات المتحدة، قبل أن يزور ترمب وزوجته كنيسة القديس جورج، المثوى الأخير للملكة إليزابيث، التي استضافت ترمب في أول زيارة رسمية له في عام 2019، حيث سيضع إكليلاً من الزهور على قبرها.
وفي وقت لاحق، ستحلّق طائرات عسكرية في سماء المدينة قبل مأدبة الدولة.
President Trump and First Lady Melania arrive in Windsor today for their State Visit.For more than a century, successive monarchs have welcomed US presidents to the UK, celebrating the bonds between the nations with a warm British welcome rich in tradition and pageantry.
— The Royal Family (@RoyalFamily) September 17, 2025
وترمب من المعجبين بالأسر المالكة ولم يخف سعادته بكونه أول رئيس أميركي، وأيضاً أول سياسي منتخب، يُدعى من قبل ملكة أو ملك بريطانيا لزيارتين.
وعند وصوله، أبلغ الصحافيين أنه يحب بريطانيا. وقال: «إنها مكان مميز للغاية».

العلاقة الخاصة
يأمل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في استخدام هذا الشعور لصالح بريطانيا في وقت تسعى فيه حكومته إلى تعزيز «العلاقة الخاصة» بين البلدين وتوطيد العلاقات الاقتصادية وتأمين استثمارات بمليارات الدولارات، ومناقشة الرسوم الجمركية والضغط على الرئيس الأميركي بشأن أوكرانيا وإسرائيل.
وأثمرت الزيارة بالفعل عن اتفاق تكنولوجي جديد بين البلدين مع شركات تمتد من «مايكروسوفت» إلى «إنفيديا» و«غوغل» و«أوبن إيه آي» التي تعهدت باستثمارات في بريطانيا بقيمة 31 مليار جنيه إسترليني (42 مليار دولار) على مدى السنوات القليلة المقبلة، في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والطاقة النووية المدنية.
كما يريد ستارمر أيضاً إحراز مزيد من التقدم بشأن الرسوم الجمركية.
وقال ترمب عند مغادرته البيت الأبيض متوجهاً إلى بريطانيا أمس الثلاثاء: «في الأساس، أنا هناك أيضاً بشأن التجارة. إنهم يريدون أن يروا ما إذا كان بإمكانهم تحسين الاتفاقية التجارية قليلاً».
وأضاف: «يريدون أن يروا ما إذا كان بإمكانهم الحصول على صفقة أفضل قليلاً، لذلك سنتحدث معهم».

لكن بينما يعول ستارمر على الجاذبية الملكية التي لا مثيل لها والتي تساعد على استمالة الرئيس، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تواجه رئيس الوزراء البريطاني.
إذ تظهر استطلاعات الرأي أن ترمب لا يحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا، وسيحتاج ستارمر، الذي يواجه تراجعاً في استطلاعات الرأي الخاصة به ومشاكل اقتصادية، إلى إظهار أن اللعب بورقة الملكية الرابحة سيؤتي نتائج.
ومن المتوقع أيضاً تنظيم احتجاجات كبيرة في لندن اليوم الأربعاء مع نشر 1600 شرطي للتعامل مع مظاهرة مزمعة لمجموعة «أوقفوا تحالف ترمب».

