وسط مظاهر احتفالية واحتجاجات... ترمب يبدأ زيارة رسمية تاريخية لبريطانيا

الملك تشارلز الثالث والرئيس الأميركي دونالد ترمب يتفقدان حرس الشرف خلال مراسم استقبال رسمية في ساحة قلعة وندسور (أ.ف.ب)
الملك تشارلز الثالث والرئيس الأميركي دونالد ترمب يتفقدان حرس الشرف خلال مراسم استقبال رسمية في ساحة قلعة وندسور (أ.ف.ب)
TT

وسط مظاهر احتفالية واحتجاجات... ترمب يبدأ زيارة رسمية تاريخية لبريطانيا

الملك تشارلز الثالث والرئيس الأميركي دونالد ترمب يتفقدان حرس الشرف خلال مراسم استقبال رسمية في ساحة قلعة وندسور (أ.ف.ب)
الملك تشارلز الثالث والرئيس الأميركي دونالد ترمب يتفقدان حرس الشرف خلال مراسم استقبال رسمية في ساحة قلعة وندسور (أ.ف.ب)

استقبل الملك تشارلز الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، في ثاني زيارة دولة يقوم بها لبريطانيا وسط مظاهر احتفالية غير مسبوقة وإجراءات أمنية مكثفة والإعلان عن استثمارات في قطاع التكنولوجيا واحتجاجات مزمعة، وفقاً لوكالة «رويترز».

ووصل ترمب وزوجته ميلانيا إلى قلعة وندسور، أقدم وأكبر قلعة مأهولة في العالم وموطن العائلة المالكة البريطانية منذ ما يقرب من 1000 عام، حيث يشمل عرض الاستقبال الملكي في القلعة موكب عربات ملكية على بساط أحمر وتحية عسكرية ومأدبة فاخرة.

الملك تشارلز وزوجته وترمب وزوجته لدى وصولهم إلى قلعة وندسور (أ.ف.ب)

وتقول بريطانيا إنها ستكون أكبر مراسم استقبال عسكرية لزيارة دولة في الذاكرة الحية.

وسيعرض أفراد العائلة المالكة على الرئيس والسيدة الأولى مقتنيات تاريخية من المجموعة الملكية المتعلقة بالولايات المتحدة، قبل أن يزور ترمب وزوجته كنيسة القديس جورج، المثوى الأخير للملكة إليزابيث، التي استضافت ترمب في أول زيارة رسمية له في عام 2019، حيث سيضع إكليلاً من الزهور على قبرها.

وفي وقت لاحق، ستحلّق طائرات عسكرية في سماء المدينة قبل مأدبة الدولة.

وترمب من المعجبين بالأسر المالكة ولم يخف سعادته بكونه أول رئيس أميركي، وأيضاً أول سياسي منتخب، يُدعى من قبل ملكة أو ملك بريطانيا لزيارتين.

وعند وصوله، أبلغ الصحافيين أنه يحب بريطانيا. وقال: «إنها مكان مميز للغاية».

أمير وأميرة ويلز والرئيس الأميركي دونالد ترمب والملك تشارلز الثالث ينتظرون العربات بعد وصولهم إلى قلعة وندسور (د.ب.أ)

العلاقة الخاصة

يأمل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في استخدام هذا الشعور لصالح بريطانيا في وقت تسعى فيه حكومته إلى تعزيز «العلاقة الخاصة» بين البلدين وتوطيد العلاقات الاقتصادية وتأمين استثمارات بمليارات الدولارات، ومناقشة الرسوم الجمركية والضغط على الرئيس الأميركي بشأن أوكرانيا وإسرائيل.

وأثمرت الزيارة بالفعل عن اتفاق تكنولوجي جديد بين البلدين مع شركات تمتد من «مايكروسوفت» إلى «إنفيديا» و«غوغل» و«أوبن إيه آي» التي تعهدت باستثمارات في بريطانيا بقيمة 31 مليار جنيه إسترليني (42 مليار دولار) على مدى السنوات القليلة المقبلة، في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والطاقة النووية المدنية.

كما يريد ستارمر أيضاً إحراز مزيد من التقدم بشأن الرسوم الجمركية.

وقال ترمب عند مغادرته البيت الأبيض متوجهاً إلى بريطانيا أمس الثلاثاء: «في الأساس، أنا هناك أيضاً بشأن التجارة. إنهم يريدون أن يروا ما إذا كان بإمكانهم تحسين الاتفاقية التجارية قليلاً».

وأضاف: «يريدون أن يروا ما إذا كان بإمكانهم الحصول على صفقة أفضل قليلاً، لذلك سنتحدث معهم».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) والملك تشارلز الثالث يحضران حفل استقبال رسمي في قلعة وندسور بإنجلترا (أ.ب)

لكن بينما يعول ستارمر على الجاذبية الملكية التي لا مثيل لها والتي تساعد على استمالة الرئيس، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تواجه رئيس الوزراء البريطاني.

إذ تظهر استطلاعات الرأي أن ترمب لا يحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا، وسيحتاج ستارمر، الذي يواجه تراجعاً في استطلاعات الرأي الخاصة به ومشاكل اقتصادية، إلى إظهار أن اللعب بورقة الملكية الرابحة سيؤتي نتائج.

ومن المتوقع أيضاً تنظيم احتجاجات كبيرة في لندن اليوم الأربعاء مع نشر 1600 شرطي للتعامل مع مظاهرة مزمعة لمجموعة «أوقفوا تحالف ترمب».


مقالات ذات صلة

خفر السواحل الأميركي يفتقر لقوات لاحتجاز ناقلة نفط مرتبطة بفنزويلا

الولايات المتحدة​ خفر السواحل الأميركي ينتظر وصول قوات إضافية قبل أن يحاول اعتلاء ناقلة نفط مرتبطة بفنزويلا (أ.ف.ب)

خفر السواحل الأميركي يفتقر لقوات لاحتجاز ناقلة نفط مرتبطة بفنزويلا

قال مسؤول أميركي ومصدر مطلع لـ«رويترز» إن خفر السواحل الأميركي ينتظر وصول قوات إضافية قبل أن يحاول اعتلاء ناقلة نفط مرتبطة بفنزويلا يطاردها ​منذ يوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)

تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية

أدانت المفوضية الأوروبية ومسؤولون في الاتحاد الأربعاء بشدة العقوبات الأميركية المفروضة على خمس شخصيات أوروبية ذات صلة بتنظيم قطاع التكنولوجيا

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
الولايات المتحدة​ ناقلة النفط «إيفانا» راسية عند ميناء في فنزويلا يوم 21 ديسمبر (أ.ب)

أميركا تكثف حشودها في الكاريبي... وروسيا والصين تتضامنان مع فنزويلا

نقلت القوات الأميركية المزيد من طائرات النقل والشحن إلى منطقة الكاريبي، مضيقة الخناق عسكرياً ونفطياً على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية إيرانيون يمرون بجانب لوحة دعائية مناهِضة لإسرائيل تحمل عبارة: «نحن مستعدون. هل أنتم مستعدون؟» معلقة في ساحة فلسطين وسط طهران (إ.ب.أ)

إيران تربط التعاون النووي بإدانة قصف منشآتها

رهنت طهران أي تعاون جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا سيما ما يتعلق بإعادة تفتيش المنشآت النووية التي تعرضت للقصف، بإدانة واضحة وصريحة من الوكالة.

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك - طهران)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ديمقراطيون يدعون ترمب للتراجع عن استدعاء عشرات السفراء من الخارج

دعا أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس الجمهوري دونالد ترمب الأربعاء إلى التراجع عن قرار استدعاء ما يقرب من 30 سفيراً

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

زيلينسكي «منفتح» على إنشاء منطقة اقتصادية حرة بشرق أوكرانيا

عناصر إطفاء يحاولون إخماد حريق سببته ضربة جوية روسية على زابوريجيا يوم 24 ديسمبر 2025 (رويترز)
عناصر إطفاء يحاولون إخماد حريق سببته ضربة جوية روسية على زابوريجيا يوم 24 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

زيلينسكي «منفتح» على إنشاء منطقة اقتصادية حرة بشرق أوكرانيا

عناصر إطفاء يحاولون إخماد حريق سببته ضربة جوية روسية على زابوريجيا يوم 24 ديسمبر 2025 (رويترز)
عناصر إطفاء يحاولون إخماد حريق سببته ضربة جوية روسية على زابوريجيا يوم 24 ديسمبر 2025 (رويترز)

في تطوّر لافت على مسار مفاوضات إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، أكّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعداده لسحب القوات من منطقة دونباس؛ القلب الصناعي شرق البلاد، «إذا سحبت روسيا قواتها أيضاً»، وإذا تحوّلت المنطقة إلى «منطقة منزوعة السلاح» و«اقتصادية حرة» تخضع لرقابة قوات دولية. وأضاف، وفق وكالة «أسوشييتد برس» أن هذا المقترح، الذي من شأنه معالجة إحدى العقبات الرئيسية أمام إنهاء الحرب، يجب أن يُطرح أيضاً على استفتاء شعبي. كما ذكر زيلينسكي أن ترتيباً مشابهاً قد يكون ممكناً للمنطقة المحيطة بمحطة زابوريجيا النووية، الخاضعة حالياً للسيطرة الروسية.

وكان زيلينسكي يتحدث إلى الصحافيين، الثلاثاء، لشرح خطة شاملة من 20 نقطة صاغها مفاوضون من أوكرانيا والولايات المتحدة خلال الأيام الماضية بولاية فلوريدا، مشيراً إلى أن كثيراً من التفاصيل لا يزال قيد البحث.

وانخرط مفاوضون أميركيون في سلسلة محادثات منفصلة مع أوكرانيا وروسيا منذ أن قدّم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الشهر الماضي، خطة لإنهاء الحرب؛ في مبادرة عُدّت على نطاق واسع أنّها تصُبّ في مصلحة موسكو التي غزت جارتها قبل نحو 4 سنوات. ومنذ ذلك الحين، عملت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون على تعديل الخطة لتكون أقرب إلى موقف كييف.

ويُعدّ تقرير مصير إقليم دونباس الأوكراني، الذي استولت روسيا على غالبيته العظمى، إضافة إلى كيفية إدارة أكبر محطة نووية في أوروبا، من أشد النقاط تعقيداً في المفاوضات.

تأنٍّ روسي

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، الأربعاء، وفق وكالة أنباء «إنترفاكس»، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اطّلع على نتائج المحادثات التي جرت بين المفاوضين الأميركيين والروس في ميامي نهاية الأسبوع الماضي. وقال بيسكوف إن روسيا تصوغ الآن موقفها بينما تظل على تواصل مع المسؤولين الأميركيين، مؤكداً أن موسكو لن تعلق علانية على الجوانب التي لم تُحلّ بعدُ من الخطة. وأضاف أن موقف روسيا معروف للولايات المتحدة منذ مدة طويلة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدّث في سان بطرسبرغ يوم 21 ديسمبر 2025 (رويترز)

من جهتها، ذكرت وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن مصدر مطلع، الأربعاء، أن روسيا ستسعى لإجراء تعديلات جوهرية على خطة السلام الأميركية لإنهاء حربها مع أوكرانيا، بما في ذلك فرض مزيد من القيود على القدرات العسكرية لكييف. وقال المصدر المُقرّب من الكرملين إن روسيا تَعدّ خطة السلام الأميركية المؤلفة من 20 بنداً «نقطةَ انطلاق» فقط لمزيد من المفاوضات؛ وذلك لافتقارها إلى بنود تراها موسكو في غاية الأهمية، وعدم إجابتها عن كثير من التساؤلات.

وأضاف: «في حين أن روسيا تنظر إلى الوثيقة الحالية على أنها خطة أوكرانية إلى حد كبير، فإنها ستدرسها بهدوء».

ولم تُبدِ روسيا أي إشارة إلى استعدادها للموافقة على سحب قواتها من الأراضي التي استولت عليها. بل تُصرّ موسكو على أن تتخلى أوكرانيا عمّا تبقى لديها من أراضٍ في إقليم دونباس، وهو ما ترفضه كييف. وقد سيطرت روسيا على معظم إقليم لوغانسك، ونحو 70 في المائة من إقليم دونيتسك، وهما الإقليمان اللذان يشكلان معاً منطقة دونباس.

وأقرّ زيلينسكي بأن مسألة السيطرة على المنطقة تُمثّل «أصعب نقطة» في المفاوضات، وقال إن هذه القضايا تنبغي مناقشتها على مستوى القادة. وإضافة إلى تأكيده ضرورة طرح الخطة على استفتاء شعبي، قال زيلينسكي إن نشر قوة دولية في المنطقة سيكون أمراً جوهرياً.

وبشأن محطة زابوريجيا النووية، فقد اقترحت الولايات المتحدة إنشاء «كونسورتيوم» يضم أوكرانيا وروسيا، بحيث يمتلك كل طرف حصة متساوية مع غيرها. وردّ زيلينسكي باقتراح مشروع مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، يكون للأميركيين فيه حق تقرير كيفية توزيع حصتهم، بما في ذلك منح جزء منها لروسيا. وأكّد زيلينسكي أن الولايات المتحدة لم توافق بعد على المقترحات الأوكرانية المضادة.

وقال: «لم نتوصل إلى توافق مع الجانب الأميركي بشأن أراضي منطقة دونيتسك ومحطة زابوريجيا النووية». وأضاف: «لكننا قرّبنا بشكل كبير معظم المواقف بعضها من بعض. ومن حيث المبدأ، تم التوصل إلى توافق بشأن جميع البنود الأخرى في هذا الاتفاق بيننا وبينهم».

المنطقة الاقتصادية الحرة

قال زيلينسكي إن إنشاء منطقة اقتصادية حرة في دونباس سيتطلب مناقشات صعبة بشأن مدى تراجع القوات وأماكن تمركز القوات الدولية. وأكد أن الاستفتاء ضروري؛ «لأن الناس عند ذلك يمكنهم أن يختاروا ما إذا كان ذلك يناسبهم أم لا». وأضاف أن إجراء مثل هذا التصويت سيستغرق 60 يوماً، وأنه يجب أن تتوقف خلالها الأعمال القتالية.

زيلينسكي داخل مكتبه الرئاسي في كييف يوم 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ويقترح «مشروع الصيغة الأميركية - الأوكرانية» أيضاً انسحاب القوات الروسية من مناطق دنيبروبتروفيسك وميكولايف وسومي وخاركيف. ويتصور زيلينسكي أن تتمركز قوات دولية على خط التماس داخل المنطقة الاقتصادية الحرة لمراقبة تنفيذ الاتفاق. وقال: «نظراً إلى غياب الثقة بالروس، ولأنهم خرقوا وعودهم مراراً، فإن خط التماس الحالي يتحول عملياً إلى خط منطقة اقتصادية حرة، ويجب أن تكون فيها قوات دولية لضمان ألا يدخلها أحد تحت أي ذريعة؛ لا (الرجال الخضر الصغار) ولا جنود روس متنكرون في زي مدني».

إدارة محطة زابوريجيا

اقترحت أوكرانيا أن تكون مدينة إنرهودار المحتلة، وهي أقرب مدينة إلى محطة زابوريجيا النووية، منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح، وفق زيلينسكي. وقال إن هذه النقطة تطلّبت 15 ساعة من المناقشات مع الولايات المتحدة، من دون التوصل إلى اتفاق.

وفي الوقت الراهن، تقترح الولايات المتحدة أن تُدار المحطة بشكل مشترك من أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا، بحيث يسيطر كل طرف على 33 في المائة من المشروع؛ وهي خطة وصفها زيلينسكي بأنها «غير واقعية تماماً». وقال متسائلاً: «كيف يمكن إقامة تجارة مشتركة مع الروس بعد كل ما حدث؟».

واقترحت أوكرانيا بدلاً من ذلك أن تُدار المحطة عبر مشروع مشترك مع الولايات المتحدة، يتمكن فيه الأميركيون من تحديد كيفية توزيع الطاقة الناتجة عن حصتهم البالغة 50 في المائة. وأضاف زيلينسكي أن تشغيل المحطة مجدداً يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات، بما في ذلك إعادة تأهيل السد المجاور.

الضمانات الأمنية

تتضمن الصيغة قيد الإعداد تأكيد حصول أوكرانيا على «ضمانات أمنية قوية»، تُلزم شركاءها بالتحرك في حال تجدّد العدوان الروسي، بما يحاكي «المادة الخامسة» من «ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، التي تنص على أن أي هجوم عسكري على أحد أعضاء الحلف يُعدّ هجوماً على الجميع.

جانب من لقاء جمع الرئيس ترمب بنظيره الأوكراني وقادة أوروبيين في البيت الأبيض يوم 18 أغسطس 2025 (أ.ب)

وقال زيلينسكي إن وثيقة منفصلة مع الولايات المتحدة ستُحدّد هذه الضمانات بشكل واضح، وستُفصّل الشروط التي سيوفَّر بموجبها الأمن، لا سيما في حال شنّ هجوم روسي جديد، كما ستُنشِئ آلية لمراقبة أي وقفٍ لإطلاق النار. وأوضح أن هذه الوثيقة ستُوقَّع بالتزامن مع الاتفاق الرئيسي لإنهاء الحرب.

وتتضمن المسودة بنوداً أخرى، من بينها الإبقاء على قوام الجيش الأوكراني عند 800 ألف جندي في زمن السلم، وأن تصبح أوكرانيا عضواً في «الاتحاد الأوروبي» بحلول تاريخ محدد. وتقليص حجم الجيش الأوكراني أحد المطالب الرئيسية لروسيا.

الانتخابات ودعم الاقتصاد

تقترح الوثيقة تسريع اتفاقية تجارة حرة بين أوكرانيا والولايات المتحدة، فيما ذكر زيلينسكي أن واشنطن تسعى إلى إبرام اتفاق مماثل مع روسيا.

وترغب أوكرانيا في الحصول على وصول تفضيلي قصير الأمد إلى السوق الأوروبية، إضافة إلى حزمة مساعدات تشمل إنشاء صندوق تنمية للاستثمار في قطاعات عدة؛ من بينها التكنولوجيا، ومراكز البيانات، والذكاء الاصطناعي، وكذلك قطاع الغاز.

مواطن أوكراني يتفقد نتائج ضربة روسية في زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا يوم 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وتشمل بنود أخرى توفير أموال لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب عبر وسائل مختلفة، من بينها المنح والقروض وصناديق الاستثمار. وقال زيلينسكي: «ستتاح لأوكرانيا فرصة تحديد أولويات توزيع حصتها من الأموال في الأراضي الخاضعة لسيطرتها». وسيكون الهدف جذب 800 مليار دولار من خلال رؤوس الأموال والمنح والقروض ومساهمات القطاع الخاص.

كما تنص مسودة المقترح على أن تُجري أوكرانيا انتخابات بعد توقيع الاتفاق. وكان من المقرر أن تنتهي ولاية زيلينسكي الممتدة 5 سنوات في مايو (أيار) 2024، لكن الانتخابات أُجّلت بسبب الحرب الروسية. وقد استغل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هذا الأمر للتشكيك في شرعية الحكومة الأوكرانية - رغم أن التأجيل كان قانونياً - كما أصبح ذلك مصدر توتر مع ترمب.

وتطالب أوكرانيا أيضاً بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى المحتجزين منذ عام 2014، وإعادة المحتجزين المدنيين والسجناء السياسيين والأطفال إلى أوكرانيا.


تقرير: روسيا ستسعى لإجراء تعديلات جوهرية على خطة السلام الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا

صورة مركبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) ونظيره الأميركي دونالد ترمب (وسط) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
صورة مركبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) ونظيره الأميركي دونالد ترمب (وسط) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
TT

تقرير: روسيا ستسعى لإجراء تعديلات جوهرية على خطة السلام الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا

صورة مركبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) ونظيره الأميركي دونالد ترمب (وسط) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
صورة مركبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) ونظيره الأميركي دونالد ترمب (وسط) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، نقلاً عن مصدر مطلع اليوم (الأربعاء)، أن روسيا ستسعى لإجراء تعديلات جوهرية على خطة السلام الأميركية لإنهاء حربها مع أوكرانيا، بما في ذلك فرض مزيد من القيود على القدرات العسكرية لكييف.

وقال المصدر المقرب من الكرملين، إن روسيا تعتبر خطة السلام الأميركية المؤلفة من 20 بنداً «نقطة انطلاق» فقط لمزيد من المفاوضات، وذلك لافتقارها إلى بنود تراها موسكو في غاية الأهمية، وعدم إجابتها عن كثير من التساؤلات.

وأضاف: «في حين أن روسيا تنظر إلى الوثيقة الحالية على أنها خطة أوكرانية إلى حد كبير، فإنها ستدرسها بهدوء».

وفي وقت سابق اليوم، قال الكرملين إن موسكو ستواصل اتصالاتها مع واشنطن عبر القنوات القائمة قريباً بشأن التسوية الأوكرانية، فيما أوصى مجلس الاتحاد الروسي وزارة الخارجية بالعمل على إقامة حوار مع الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن الكرملين قوله إن المبعوث الرئاسي الروسي كيريل دميترييف، قدّم تقريراً مفصلاً إلى الرئيس فلاديمير بوتين، حول نتائج محادثاته في الولايات المتحدة، مضيفاً أن موسكو ستصوغ موقفها بشأن التسوية بناء على المعلومات الواردة من دميترييف.

وكان مسؤولون أميركيون قد عقدوا مطلع هذا الأسبوع، اجتماعات في مدينة ميامي حول الشروط الممكن تنفيذها لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية التي اندلعت في فبراير (شباط) 2022. وضمت المحادثات مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين، وشملت عقد اجتماعات منفصلة مع دميترييف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس (الثلاثاء)، إن محادثات ميامي تمخضت عن عدة مسودات وثائق «تتضمن على وجه الخصوص ضمانات أمنية لأوكرانيا، وخططاً للتعافي وإطار عمل أساسياً لإنهاء هذه الحرب».

وفي سياق متصل، أوصى مجلس الاتحاد الروسي وزارة الخارجية اليوم، بالعمل على استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة بالكامل «مع مراعاة المصالح الروسية».

وأفادت قناة «آر تي» التلفزيونية بأن المجلس أوصى «الخارجية» الروسية أيضاً «بالعمل على إقامة حوار مع الولايات المتحدة مع مراعاة أهمية التوصل إلى تسوية دائمة في أوكرانيا».


زيلينسكي يكشف البنود الـ20 للخطة الأميركية - الأوكرانية لإنهاء الحرب مع روسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يكشف البنود الـ20 للخطة الأميركية - الأوكرانية لإنهاء الحرب مع روسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تفاصيل بنود أحدث خطة تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة، سعياً لإنهاء الحرب مع روسيا، وتمّ رفعها إلى موسكو لإبداء موقفها منها.

وسيستكمل المقترح وفقاً له باتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن الترتيبات الأمنية وإعادة الإعمار.

ولم ينشر الرئيس الأوكراني المسودة كاملة، لكنه عرض محتوياتها بنداً بنداً خلال إحاطة في كييف مع مندوبي وسائل إعلام؛ من بينها «وكالة الصحافة الفرنسية».

فيما يأتي نصّ حرفي لما أدلى به زيلينسكي باللغة الأوكرانية عن الاتفاق المقترح، والمؤلف من 20 بنداً:

1- تجديد تأكيد سيادة أوكرانيا. نفيد بأن أوكرانيا دولة ذات سيادة، وجميع موقّعي الاتفاق يؤكدون ذلك بتواقيعهم.

2- تعد هذه الوثيقة اتفاق عدم اعتداء كاملاً وغير مشروط بين روسيا وأوكرانيا. ولدعم السلام طويل الأمد، ستُنشأ آلية رصد للإشراف على خط التماس عبر مراقبة فضائية غير مأهولة، لضمان الإخطار المبكر بالانتهاكات وحل النزاعات. ستتفق الفرق الفنية على كل التفاصيل.

3- ستحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية.

4- سيبقى عديد القوات المسلحة الأوكرانية في زمن السلم 800 ألف.

5- ستقدّم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية الموقِّعة لأوكرانيا ضمانات أمنية تعكس المادة الخامسة (من ميثاق الناتو).

أ. في حال اجتاحت روسيا أوكرانيا، وبالإضافة إلى الرد العسكري المنسق، سيعاد فرض كل العقوبات الدولية على روسيا.

ب. في حال اجتاحت أوكرانيا روسيا أو فتحت النار على الأراضي الروسية من دون استفزاز، فستُعدّ الضمانات الأمنية لاغية وباطلة. وإذا فتحت روسيا النار على أوكرانيا، فسيتم تطبيق الضمانات الأمنية.

ت. لا تُستثنى الضمانات الأمنية الثنائية بموجب هذا الاتفاق.

6- ستضفي روسيا طابعاً رسمياً على سياسة عدم الاعتداء حيال أوروبا وأوكرانيا في كل القوانين اللازمة وكل الوثائق المطلوبة الخاصة بالمصادقة.

7- ستنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ضمن فترة زمنية محددة بوضوح، وستحصل أوكرانيا على نفاذ تفضيلي قريب الأمد إلى السوق الأوروبية.

8- حزمة تنمية عالمية قوية لأوكرانيا، تُحدَّد في اتفاق منفصل بشأن الاستثمار والازدهار المستقبلي. تغطي مروحة واسعة من المجالات الاقتصادية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

أ. إنشاء صندوق تنمية أوكرانيا للاستثمار في القطاعات عالية النمو، بما في ذلك التكنولوجيا ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.

ب. ستتعاون الولايات المتحدة والشركات الأميركية مع أوكرانيا، وتستثمران بشكل مشترك في التعافي، وكذلك في تطوير وتحديث وتشغيل البنية التحتية للغاز في أوكرانيا، بما في ذلك خطوط الأنابيب ومرافق التخزين.

ت. ستُبذل جهود مشتركة لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، بهدف ترميم المدن والأحياء السكنية وإعادة بنائها وتحديثها.

ث. تطوير البنية التحتية.

ج. استخراج المعادن والموارد الطبيعية.

ح. سيقدّم البنك الدولي حزمة تمويل خاصة لضمان توفير التمويل لتسريع هذه الجهود.

خ. سيتم تأسيس فريق عمل رفيع المستوى، بما في ذلك تعيين قائد مالي عالمي مرموق مسؤولاً عن الازدهار لتنظيم تنفيذ الخطة الاستراتيجية للتعافي واستغلال فرص الازدهار المستقبلي إلى حدها الأقصى.

9- سيتم إنشاء صناديق من أجل تعافي اقتصاد أوكرانيا وإعادة إعمار المناطق المتضررة والقضايا الإنسانية.

أ. ستُنشئ الولايات المتحدة والدول الأوروبية صندوقاً يهدف أن يكون حجمه 200 مليار دولار للاستثمار الشفاف والفعال في أوكرانيا.

ب. سيتم توظيف طيف واسع من الاستثمارات الرأسمالية وغيرها من الأدوات المالية، لإعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، وستستخدم مؤسسات الإعمار العالمية آليات لتعزيز هذه الجهود وتيسيرها.

ت. ستعتمد أوكرانيا أفضل المعايير العالمية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

ث. تحتفظ أوكرانيا بحقها في التعويض عن الأضرار التي لحقت بها.

10- عقب إبرام هذا الاتفاق، ستُسرّع أوكرانيا عملية إنجاز اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.

11- تؤكد أوكرانيا أنها ستبقى دولة غير نووية وفقاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

12- سيتم تشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية بشكل مشترك من قبل 3 دول: أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا.

13- تلتزم الدولتان اعتماد برامج تعليمية في المدارس وعلى امتداد المجتمع، تعزز الفهم والتسامح تجاه الثقافات المختلفة وتقضي على العنصرية والتحيز. ستطبّق أوكرانيا قواعد الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالتسامح الديني وحماية لغات الأقليات.

14- في مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، سيتم اعتماد خط انتشار القوات في تاريخ هذا الاتفاق عملياً بوصفه خط التماس.

أ. نؤكد بوصفنا طرفين بحكم الأمر الواقع، أن هذا هو خط التماس، حيث نتمركز حالياً.

ب. ستجتمع مجموعة عمل لتحديد إعادة الانتشار اللازمة للقوات لإنهاء النزاع، إضافة إلى تحديد معايير المناطق الاقتصادية الخاصة المستقبلية.

ت. بعد اعتماد أساس متكافئ لتحرك القوات، ستنتشر قوات دولية على طول خط التماس لمراقبة الالتزام بهذا الاتفاق. وإذا تقرر إنشاء مثل هذه المنطقة، فسيستلزم ذلك موافقة خاصة من البرلمان الأوكراني أو استفتاء.

ث. ينبغي لروسيا الاتحادية سحب قواتها من مناطق دنيبروبتروفيسك وميكولايف وسومي وخاركيف لكي يدخل هذا الاتفاق حيّز التنفيذ.

ج. تتفق الأطراف على التزام القواعد والضمانات والالتزامات الواردة في معاهدات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية، التي تنطبق بالكامل على الأراضي، بما في ذلك حقوق الإنسان المعترف بها عالمياً.

15- بعد التوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات الإقليمية المستقبلية، تتعهد كل من روسيا الاتحادية وأوكرانيا بعدم تعديل هذه الاتفاقات بالقوة.

16- لن تعيق روسيا استخدام أوكرانيا لنهر دنيبرو والبحر الأسود لغايات تجارية.

17- ستنشأ لجنة إنسانية لحل القضايا العالقة.

أ. سيتم تبادل كل أسرى الحرب المتبقين، بمن فيهم من تمت إدانتهم من قبل النظام القضائي الروسي منذ عام 2014 وحتى اليوم، وفق قاعدة «الكل مقابل الكل».

ب. سيُعاد جميع المدنيين المحتجزين والرهائن، بمن فيهم الأطفال والسجناء السياسيون.

ت. ستُتخذ تدابير لمعالجة مشكلات ضحايا النزاع ومعاناتهم.

18- ينبغي لأوكرانيا إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن بعد توقيع الاتفاق.

19- هذا الاتفاق مُلزِم قانونياً. سيُشرف على تنفيذه وضمانه مجلسٌ للسلام برئاسة الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب. ستكون أوكرانيا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي وروسيا والولايات المتحدة جزءاً من هذا الآلية. ستُفرض عقوبات في حال وقوع انتهاكات.

20- بمجرد موافقة جميع الأطراف على هذا الاتفاق، سيدخل وقف كامل لإطلاق النار حيّز التنفيذ فوراً.