الإدارة الذاتية: أي مقاربة «واقعية للحل السوري» لا تتجاوز قرار «2254»

تشديد «مسد» على أن حل القضية الكردية يجب أن يكون دستورياً وعادلاً

الإدارة الذاتية: أي مقاربة «واقعية للحل السوري» لا تتجاوز قرار «2254»
TT

الإدارة الذاتية: أي مقاربة «واقعية للحل السوري» لا تتجاوز قرار «2254»

الإدارة الذاتية: أي مقاربة «واقعية للحل السوري» لا تتجاوز قرار «2254»

أكدت «الإدارة الذاتية» بشمال شرقي سوريا على أن أي مقاربة «واقعية للحل السوري» لا يمكن أن تتجاوز القرار الأممي «2254»، وقالت في بيان للرأي العام إن جميع اللجان التخصصية المنبثقة عن شمال وشرق سوريا «لا تزال على أتم الاستعداد للبدء بأعمالها فور تحديد التوقيت المناسب من قبل دمشق»، مع التساؤل حول «جدية» دمشق في اغتنام الفرصة التاريخية للوصول إلى حل.

من جانبه، قال «مجلس سوريا الديمقراطية» في ختام اجتماع موسع له إن الحل السوري يجب أن يكون «بعيداً عن الارتهان للمحاور الخارجية»، مشدداً على أن السلطة الانتقالية في دمشق «ليست مفوضة بالتصرف المطلق».

وجاءت البيانان الصادران عن الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية بعد يومين من حوار الرئيس السوري أحمد الشرع مع قناة «الإخبارية» السورية، تحدث فيها عن وجود مهلة حتى نهاية العام الجاري لتنفيذ بنود اتفاق 10 مارس (آذار) في ظل تعثر استئناف المفاوضات بين «قسد» ودمشق.

وبينما أشار الشرع إلى أنه «فعل كل ما يجنب مناطق شمال شرقي سوريا الدخول في معركة، أو حرب»، متعهداً «بحماية كل التراب السوري، وأن تتوحد سوريا»، حذرت الإدارة الذاتية من الحديث عن نسب سكانية، وفصل مكونات شمال شرقي سوريا عن بعضها، باعتباره «نهجاً خاطئاً» يهدد أسس العيش المشترك. وقالت إنها تتمسك بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، معلنة «رفض أي مشاريع أو طروحات تمس سلامة أراضيها، أو تؤدي إلى تقسيمها»، منبهة إلى أن مطالب «التشاركية»، و«الحكم اللامركزي»، و«الدعوات للمصالحة الوطنية» ليست دعوات للانفصال، وشددت على أن أي مقاربة واقعية للحل السوري لا يمكن أن تتجاوز القرار الأممي «2254» الذي يشكل الإطار الدولي المتوافق عليه لعملية سياسية سورية-سورية.

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في دير الزور (أرشيفية - رويترز)

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد تحدث عن مهلة حتى نهاية العام لتنفيذ الاتفاق مع «قسد»، وأنه فعل كل ما يجنب مناطق شمال شرقي سوريا، الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية، الدخول في معركة، أو حرب. مع التشديد على أن «سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة»، وقال: «هذا قسم أقسمناه أمام الناس بوجوب حماية كل التراب السوري، وأن تتوحد سوريا».

واعتبرت «الإدارة الذاتية» في بيانها، أن اتفاقية (10 آذار) وما تبعها من لقاءات بين قوات سوريا الديمقراطية والرئيس السوري «محطة مهمة لإيجاد أرضية مشتركة للحوار البنّاء»، وقد تميزت بأجواء «إيجابية عبّرت عن إرادة حقيقية للوصول إلى حلول توافقية، غير أن هذه الأجواء لم تُترجم حتى الآن إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض». مع التأكيد على أن جميع اللجان التخصصية المنبثقة عن شمال وشرق سوريا، بما فيها تلك المعنية بالملفات الدستورية والإدارية والأمنية والخدمية، «لا تزال على أتم الاستعداد للبدء بأعمالها فور تحديد التوقيت المناسب من قبل دمشق».

الشرع وعبدي خلال توقيع اتفاق اندماج «قسد» في الدولة السورية مارس الماضي (إ.ب.أ)

وما زال تنفيذ بنود الاتفاق الذي وقعه الرئيس أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، في 10 مارس، يواجه عقبات كثيرة لخلافات حول آليات دمج المؤسسات، في ظل توازنات إقليمية معقدة، وتدخلات دولية أسهمت في تجميد المفاوضات، لا سيما بعد إلغاء لقاء كان مقرراً في العاصمة الفرنسية باريس، أغسطس (آب) الماضي.

وقال مجلس سوريا الديمقراطية «مسد»، الأحد، في اجتماع موسع إن «الحل السوري المنشود ينبغي أن ينبع من الإرادة الوطنية الحرة، بعيداً عن الارتهان للمحاور الخارجية، مع تأكيد دعم تنفيذ (اتفاق 10 آذار)، عبر (المسار التفاوضي)، والإشارة إلى أهمية القرار الأممي 2254 الذي يشكّل المرجعية الدولية للحل السياسي». وشدد على أن السلطة الانتقالية في دمشق «ليست مفوضة بالتصرف المطلق»، واعتبر أن الإعلان الدستوري المؤقت لا يعكس الإرادة الكاملة للشعب السوري.

اجتماع مسعود بارزاني مع المسلط في أربيل (مجلس سوريا الديمقراطية)

وقال المجلس في بيان صدر في ختام الاجتماع إن الملفات الاستراتيجية الكبرى، مثل «الاتفاقات الأمنية والحدودية والتعامل مع بقايا قوات النظام، لا يجوز أن تُدار في غرف مغلقة، أو عبر قرارات فردية»، كما اعتبر المجازر والانتهاكات التي ارتكبت بحق السوريين في مختلف المناطق، في الساحل السوري والسويداء ودمشق وريفها، «جراحاً وطنية عميقة لا بد من معالجتها بمحاسبة المسؤولين عنها، وتحقيق العدالة عبر مؤسسات قضائية وطنية مستقلة».

كما جدد مجلس (مسد) على أن «حل القضية الكردية يجب أن يكون دستورياً وعادلاً، وأن المكوّن السرياني الآشوري مكوّن أصيل في سوريا يستحق الاعتراف الكامل بحقوقه، وضمان تمثيله».


مقالات ذات صلة

أوجلان يطالب «قسد» بالتخلص من عناصرها الأجنبية

شؤون إقليمية قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)

أوجلان يطالب «قسد» بالتخلص من عناصرها الأجنبية

بعث زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، برسالة إلى قائد «قسد» مظلوم عبدي، طالبه فيها بإنهاء وجود العناصر الأجنبية ضمن صفوفها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي استعراض عسكري مؤخراً في شوارع محافظة السويداء رُفع خلاله العلم الإسرائيلي وصورة نتنياهو (مواقع)

كيف خططت إسرائيل لاستغلال ملف الدروز لإرباك حكم الشرع؟

«واشنطن بوست» تكشف تحويل إسرائيل آلاف الدولارات إلى أشخاص، استعداداً لتفعيلهم بعد سقوط بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي سكان بعض أحياء مدينة حلب يتفقدون سيارات متضررة الثلاثاء عقب موجة هجمات في اليوم السابق (رويترز)

حلب: اجتماع عسكري موسع لقيادة الشمال لبحث الأوضاع والجاهزية

قالت وسائل إعلام سورية رسمية إن المناطق المجاورة لحيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، تشهد حالات نزوح رغم اتفاق وقف تبادل النيران.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي إنزال الأمن السوري حمولة صواريخ «غراد» بمحافظة حمص في سيارة معدة للتهريب باتجاه الحدود اللبنانية (أرشيفية - الداخلية السورية)

واشنطن تتدخل لتهدئة الاشتباكات بين «قسد» والأمن السوري

تقارير: إيران ليس لديها أي تردد في إبرام ترتيبات تكتيكية مع الجماعات المتطرفة مثلما حدث مع تنظيم «القاعدة» و«طالبان»، وقد تتبنى هذا التكتيك في سوريا مع «داعش».

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية وزراء الخارجية والدفاع السوريون والأتراك خلال لقائهم في دمشق (الدفاع التركية - إكس)

سوريا وتركيا تتهمان «قسد» بالمماطلة بتنفيذ اتفاق الاندماج وسط تصعيد في حلب

اتهمت أنقرة ودمشق «قسد» بالمماطلة في تنفيذ اتفاقية الاندماج في الجيش السوري الموقعة في 10 مارس الماضي، وأكدتا رفض أي محاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

سوريا تعتقل خلية تابعة لمسؤول في النظام السابق خططت لاستهداف احتفالات رأس السنة

جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
TT

سوريا تعتقل خلية تابعة لمسؤول في النظام السابق خططت لاستهداف احتفالات رأس السنة

جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)

كشف قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية بشمال غربي سوريا، عبد العزيز هلال الأحمد، عن أن قوات المهام الخاصة التابعة للقيادة نفذت، بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب ووحدة من الجيش، عملية أمنية نوعية، صباح اليوم الأربعاء، في ريف جبلة، استهدفت مجموعة من خلية تابعة لما تسمى «سرايا الجواد».

وأضاف، في بيان، أن الخلية التابعة للمسؤول البارز في النظام السابق سهيل الحسن، «متورطة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات ميدانية وتفجير عبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف نقاط تابعة للأمن الداخلي والجيش، كما كانت تعمل على التحضير لاستهداف احتفالات رأس السنة الجديدة».

وتابع قائلاً إن اشتباكاً اندلع واستمر قرابة ساعة، وأسفر عن «إلقاء القبض على أحد أفراد الخلية، وتحييد ثلاثة آخرين».

وذكر البيان أن أربعة من عناصر قوات الأمن أصيبوا بإصابات خفيفة، وأنه «لا يزال العمل مستمراً حتى القضاء على الخلية بشكل كامل».


غارات أردنية على شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا

آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
TT

غارات أردنية على شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا

آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)

شنّ الجيش الأردني، مساء الأربعاء، غارات استهدفت شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

وقالت قناة «الإخبارية» الرسمية على تطبيق «تلغرام» إن الجيش الأردني استهدف بغارات «شبكات لتهريب المخدرات ومزارع تخزينها في ريف السويداء الجنوبي والشرقي».

وقال مراسل «الإخبارية» إن الجيش الأردني أطلق قنابل مضيئة على الحدود مع سوريا من جهة محافظة السويداء، بعد تنفيذه عدة غارات استهدفت شبكات لتهريب المخدرات ومزارع التخزين.

بدوره، أعلن الجيش الأردني، في بيان، أنه «حيّد عدداً» من تجار الأسلحة والمخدرات الذين ينظمون عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للأردن.

وأوضح أن «القوات المسلحة استهدفت عدداً من المصانع والمعامل التي تتخذها هذه الجماعات أوكاراً لانطلاق عملياتهم تجاه الأراضي الأردنية»، مشيراً إلى أنه «تم تدمير المواقع المحددة بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، وبالتنسيق مع الشركاء الإقليميين».


14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

ندّدت 14 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا واليابان، الأربعاء، بإقرار إسرائيل الأخير إنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلّة، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن القرار، وإلى الكفّ عن توسيع المستوطنات.

وجاء في بيان مشترك، نشرته وزارة الخارجية الفرنسية: «نحن، ممثلي ألمانيا وبلجيكا وكندا والدنمارك وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وآيرلندا وإيسلندا واليابان ومالطا وهولندا والنرويج وبريطانيا، نندد بإقرار المجلس الوزاري الأمني للحكومة الإسرائيلية إنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة».

وأضاف البيان: «نؤكد مجدداً معارضتنا أي شكل من أشكال الضم، وأي توسيع لسياسة الاستيطان»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ودعت الدول إسرائيل إلى «العدول عن هذا القرار، بالإضافة إلى ⁠إلغاء التوسع في ‌المستوطنات».

وأضاف ​البيان: «نذكر أن مثل هذه التحركات ⁠أحادية الجانب، في إطار تكثيف أشمل لسياسات الاستيطان في الضفة الغربية، لا ينتهك القانون الدولي فحسب، بل يؤجج أيضاً انعدام الاستقرار».