مخاوف من نشوب نزاع جديد في جمهورية جنوب السودان

بعد دعوة أنصار النائب السابق للرئيس إلى «تغيير النظام»

ريك مشار النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان (يمين) مع الرئيس سلفا كير في جوبا (أرشيفية - أ.ب)
ريك مشار النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان (يمين) مع الرئيس سلفا كير في جوبا (أرشيفية - أ.ب)
TT

مخاوف من نشوب نزاع جديد في جمهورية جنوب السودان

ريك مشار النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان (يمين) مع الرئيس سلفا كير في جوبا (أرشيفية - أ.ب)
ريك مشار النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان (يمين) مع الرئيس سلفا كير في جوبا (أرشيفية - أ.ب)

دعا أنصار النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان، ريك مشار، الاثنين، إلى تعبئة عسكرية من أجل «تغيير النظام» في البلاد؛ ما يثير مخاوف من نشوب نزاع جديد.

أتى ذلك بعدما وُجهت إلى مشار، الخميس، تهمٌ بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»، حسب وزارة العدل. كما أنه متهم، مع سبعة آخرين محتجزين حالياً، بتنسيق هجوم على قاعدة عسكرية شنته مجموعة مسلحة تعرف باسم «الجيش الأبيض» تتهمها الحكومة بالتعاون معه.

كذلك، يُحاكم الرجال الثمانية بتهم «القتل» و«الإرهاب» و«تمويل أعمال إرهابية» و«الخيانة» و«التآمر»، وهي اتهامات ينفيها أنصارهم.

ويلاحق حالياً 13 شخصاً آخرين على خلفية التهم نفسها، وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأثار توقيف مشار في أواخر مارس (آذار) مخاوف من عودة الحرب الأهلية في البلاد، بعد قرابة سبع سنوات على انتهاء صراع دام بين أنصاره وأنصار الرئيس سلفا كير؛ ما خلّف نحو 400 ألف قتيل و4 ملايين نازح بين عامي 2013 و2018.

وقالت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في المعارضة في بيان على موقع «اكس»: إن «النظام الحالي... ديكتاتوري وفاسد»، واتهمته «بإفشال جهود السلام والاستيلاء على مؤسسات الدولة بطرق غير شرعية»، مؤكدة أنها «ستسعى إلى تغيير النظام».

ودعا البيان «جميع أنصار الحركة، وأعضاء الجناحين السياسي والعسكري، ومواطني جمهورية جنوب السودان إلى تلبية نداء الواجب دفاعاً عن المواطنين والوطن، واستخدام جميع الوسائل المتاحة لاستعادة الوطن وسيادته».

مخاوف نزاع جديد

جنود من جمهورية جنوب السودان يقومون بدورية في أحد شوارع العاصمة جوبا (أ.ب)

والبيان الذي نشره بيوك بوث بالوانغ، مساعد مشار، على منصة «إكس»، يثير مخاوف من اندلاع نزاع جديد في جنوب السودان، إحدى أفقر دول العالم والتي انشقت عن السودان وأصبحت دولة مستقلة في عام 2011. وقال بال ماي دينغ، المتحدث باسم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في المعارضة في رسالة إلى «وكالة الصحافة الفرنسية» إن «حكومة سلفا كير تشن حرباً ضدناً».

وحمَّل أنصار كير «مسؤولية الأعمال العدائية وانهيار اتفاق السلام». وأضاف بال ماي دينغ أن «إرغام مشار على المثول أمام محكمة صورية وتوجيه اتهامات له دليل واضح على أن الحركة الشعبية لتحرير السودان (حزب سلفا كير) فضَّلت عدم الاستقرار على السلام».

وأنهى اتفاق سلام نزاعاً استمر قرابة سبع سنوات بين أنصار مشار وأنصار الرئيس سلفا كير، نص على تقاسم السلطة بين الطرفين.

في الثالث من مارس (آذار) أودى هجوم نفذته مجموعة مسلحة تعرف باسم «الجيش الأبيض» بأكثر من 250 جندياً، بالإضافة إلى لواء جنوب سوداني وطيار تابع للأمم المتحدة، في ناصر، شمال شرقي البلاد، حسب وزير العدل.

«انقلاب على اتفاق السلام»

أحد شوارع جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان (أ.ب)

وندَّد أنصار مشار، الجمعة، بالتهم «الملفقة»، متهمين حكومة جنوب السودان بتدبير «الانقلاب السياسي على اتفاق السلام» المبرم في 2018. وأكد وزير الإعلام في جنوب السودان، مايكل مكوي، في مقابلة يوم الجمعة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» أنه «لا داعي للقلق... لا حرب أهلية الآن. فلماذا القلق؟».

وقال دانييل أكيش، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، إن البيان المؤيد لمشار «سياسي الطابع»؛ لأن «قواته محشودة في الأصل، وإن كانت قدراتها العسكرية ليست على المستوى المطلوب»، لكنه يشكل «إنذاراً أحمر» للسلام.

أعقب الهجوم على القاعدة العسكرية في ناصر، شمال شرقي البلاد، توترات استمرت أسابيع عدة، اتسمت بغارات جوية في الشمال الشرقي وقصف مدفعي قرب العاصمة جوبا، وسجلت معارك متفرقة في الجنوب.

وتقدر الأمم المتحدة أن 900 شخص قضوا بين يناير (كانون الثاني) ومنتصف أبريل (نيسان) نتيجة الاضطرابات السياسية. ودعت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في بيان «الأطراف إلى العمل معاً لحل الجمود السياسي، وخفض العنف والالتزام الكامل بتنفيذ اتفاق 2018».


مقالات ذات صلة

إيران تنفذ الحكم بإعدام طالب بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل»

شؤون إقليمية لافتة ضد الإعدام في إيران خلال احتجاج عقب وفاة مهسا أميني... الصورة في برلين يوم 10 ديسمبر 2022 (رويترز)

إيران تنفذ الحكم بإعدام طالب بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل»

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام بحق عقيل كشاورز، طالب «الهندسة المعمارية» في جامعة شاهرود، بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل».

«الشرق الأوسط» (طهران)
الولايات المتحدة​ لقطة من شريط فيديو لاستهداف القوات الأميركية لقارب في المحيط الهادئ (رويترز)

ترمب لا يستبعد الحرب مع فنزويلا... وزعماء المنطقة يعرضون الوساطة

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب استبعاد وقوع حرب بين الولايات المتحدة وفنزويلا. وعرض الرئيسان البرازيلي والمكسيكية القيام بوساطة بين البلدين لتجنب النزاع.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد أكبر مقر في أوروبا لتخزين الغاز بمدينة ريدين الألمانية (رويترز)

البرلمان الأوروبي يوافق على التخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي بنهاية 2027

وافق البرلمان الأوروبي، الأربعاء، على خطة الاتحاد الأوروبي للتخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي بحلول أواخر عام 2027.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كاراكاس بفنزويلا (رويترز)

الفنتانيل سلاح دمار شامل عند ترمب… وبيلاروسيا تفتح أبوابها لمادورو

صنّف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الفنتانيل سلاح دمار شامل، بينما رحب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إذا لجأ لبيلاروسيا.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث في ظل الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف (رويترز)

السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث

تصدّر السودان، مجدداً، قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية، الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحكومة النيجيرية تعلن تحرير 130 تلميذاً مختطفاً

يظهر تلاميذ محرَّرون خلال استقبال في مقر الحاكم بمدينة مينا النيجيرية (أ.ف.ب)
يظهر تلاميذ محرَّرون خلال استقبال في مقر الحاكم بمدينة مينا النيجيرية (أ.ف.ب)
TT

الحكومة النيجيرية تعلن تحرير 130 تلميذاً مختطفاً

يظهر تلاميذ محرَّرون خلال استقبال في مقر الحاكم بمدينة مينا النيجيرية (أ.ف.ب)
يظهر تلاميذ محرَّرون خلال استقبال في مقر الحاكم بمدينة مينا النيجيرية (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات النيجيرية، الأحد، تحرير 130 تلميذاً خطفهم مسلحون من مدرسة في نوفمبر (تشرين الثاني)، بعدما أُطلق سراح 100 آخرين في وقت سابق من الشهر الحالي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة النيجيرية، صنداي داري، «إن 130 تلميذاً مختطفاً في ولاية النيجر أُطلق سراحهم، ولم يبقَ أحد في الأسر»، مرفقاً منشوره بصورة تظهر أطفالاً يبتسمون. في أواخر نوفمبر، خُطف مئات التلاميذ والموظفين من «مدرسة سانت ماري» الداخلية المختلطة في ولاية النيجر في شمال وسط البلاد. أتى الهجوم في وقت تعاني فيه البلاد من موجة اختطافات جماعية تعيد إلى الأذهان خطف جماعة «بوكو حرام» تلميذات من مدرسة في تشيبوك عام 2014. وتعاني هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا من تحديات أمنية متعددة، بدءاً بين تهديد الجماعات الجهادية في الشمال الشرقي وصولاً إلى العصابات المسلحة في الشمال الغربي.

وقال مصدر في الأمم المتحدة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ستُنقَل الثلاثاء المجموعة المتبقية من تلميذات المرحلة الثانوية إلى مينا»، عاصمة ولاية النيجر. والعدد الدقيق للمخطوفين ومَن لا يزالون رهن الأسر، غير واضح منذ الهجوم على المدرسة الواقعة في قرية بابيري الريفية. وأعلنت الرابطة المسيحية في نيجيريا (CAN) خطف 315 طالباً وموظفاً. تمكَّن نحو 50 منهم من الفرار فوراً، وفي 7 ديسمبر (كانون الأول)، تمكَّنت الحكومة من إطلاق سراح 100. ويُعتقد أن 165 شخصاً ما زالوا مخطوفين. لكنّ بياناً للرئيس بولا تينوبو أشار آنذاك إلى أنّ عدد المخطوفين المتبقين يبلغ 115 شخصاً.


مسلحون يقتلون 10 أشخاص في جنوب أفريقيا

ضباط من إدارة شرطة جوهانسبرج مترو تقوم بتفتيش غرفة نوم خلال مداهمة في مبنى تم الاستيلاء عليه وسط مدينة جوهانسبرج في 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
ضباط من إدارة شرطة جوهانسبرج مترو تقوم بتفتيش غرفة نوم خلال مداهمة في مبنى تم الاستيلاء عليه وسط مدينة جوهانسبرج في 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

مسلحون يقتلون 10 أشخاص في جنوب أفريقيا

ضباط من إدارة شرطة جوهانسبرج مترو تقوم بتفتيش غرفة نوم خلال مداهمة في مبنى تم الاستيلاء عليه وسط مدينة جوهانسبرج في 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
ضباط من إدارة شرطة جوهانسبرج مترو تقوم بتفتيش غرفة نوم خلال مداهمة في مبنى تم الاستيلاء عليه وسط مدينة جوهانسبرج في 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

قتل رجال مسلحون 10 أشخاص وأصابوا 10 آخرين بجروح قرب جوهانسبرغ، حسب ما أعلنت اليوم (الأحد) الشرطة في جنوب أفريقيا.

ولم تُعرف بعد دوافع هذه الجريمة التي وقعت بشارع قرب حانة في بيكيرسدال على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت متحدثة باسم الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن السلطات لا تملك حتى الآن «معلومات مفصّلة» عن هوية مطلقي النار.

وذكرت الشرطة، وفق «رويترز» أن نحو 12 مشتبهاً بهم كانوا يستقلون حافلة صغيرة بيضاء ⁠وسيارة سيدان فضية اللون، أطلقوا ‌النار على رواد حانة مرخصة واستمروا ‍في إطلاق ‍النار عشوائيا أثناء فرارهم ‍من المكان، مضيفة أن دوافع إطلاق النار ستحدد من خلال التحقيقات.
وتعاني جنوب أفريقيا من انتشار الجريمة وفساد تقوده شبكات منظمة. ويملك العديد من المواطنين أسلحة نارية مرخصة للحماية الشخصية، ولكن هناك العديد من الأسلحة غير القانونية المتداولة.

وفي السادس من ديسمبر (كانون الأول)، هاجم رجال مسلحون منزل عمال في بريتوريا وقتلوا 11 شخصاً من بينهم طفل في الثالثة من العمر، وفقاً للشرطة. وكان المنزل يضم حانة.

وحصد العنف المسلح نحو 63 شخصاً يومياً من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول)، وفق بيانات الشرطة، في هذا البلد البالغ عدد سكانه 63 مليون نسمة.


الرئيس الانتقالي لغينيا بيساو: نفذنا انقلاباً «لتفادي إراقة الدماء»

الرئيس الانتقالي في غينيا بيساو الجنرال هورتا نتام خلال مؤتمر صحافي في بيساو (رويترز)
الرئيس الانتقالي في غينيا بيساو الجنرال هورتا نتام خلال مؤتمر صحافي في بيساو (رويترز)
TT

الرئيس الانتقالي لغينيا بيساو: نفذنا انقلاباً «لتفادي إراقة الدماء»

الرئيس الانتقالي في غينيا بيساو الجنرال هورتا نتام خلال مؤتمر صحافي في بيساو (رويترز)
الرئيس الانتقالي في غينيا بيساو الجنرال هورتا نتام خلال مؤتمر صحافي في بيساو (رويترز)

قال العسكريون الذين استولوا على الحكم قبل شهر في غينيا بيساو إنهم نفذوا انقلابهم «لتفادي إراقة الدماء»، فيما كانت البلاد، التي غالباً ما تهزّها اضطرابات سياسية، تنتظر نتائج الانتخابات.

في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، عشية الإعلان المرتقب عن النتائج غير النهائية للانتخابات الرئاسية والتشريعية في هذا البلد الناطق بالبرتغالية والواقع في غرب أفريقيا، أطاح عسكريون بالرئيس المنتهية ولايته أومارو سيسوكو إمبالو الذي تولّى الحكم في 2020 وعطلوا المسار الانتخابي.

وعيّن العسكريون الجنرال هورتا نتام، المقرّب من إمبالو، رئيساً للمرحلة الانتقالية التي من المفترض أن تستمرّ سنة واحدة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح مساء الجمعة، قال نتام إن الانقلاب سمح بـ«تفادي إراقة الدماء بين أنصار الأحزاب المتنافسة». وأضاف: «نرفض الادعاءات التي تقول إن الانقلاب أوقف المسار الانتخابي».

وعند تنفيذ الجيش للانقلاب، كان كلّ من معسكر الرئيس المنتهية ولايته أومارو سيسكوكو إمبالو، وخصمه من المعارضة فرناندو دياس دي كوستا، يجاهر بفوزه.

وهو الانقلاب الخامس الذي تشهده غينيا بيساو منذ استقلالها عن البرتغال في 1974. وتعصف الأزمات السياسية بالبلد، وجرت فيه عدّة محاولات انقلاب.

وقال رئيس المجلس العسكري إن «النموذج الانتخابي الحالي لم يكن فعّالاً في حلّ الأزمات السياسية - العسكرية في غينيا بيساو»، مؤكداً أن «الانتخابات ليست حلاً».

والأسبوع الماضي، هدّدت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بفرض «عقوبات محددة الهدف» على أيّ جهة تسعى للحؤول دون عودة النظام المدني إلى غينيا بيساو.

ومن المرتقب أن يزور وفد من رؤساء الأركان في دول التكتل غينيا بيساو، الأحد.

وتدخّلت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قبل أسبوعين عسكرياً في سياق محاولة انقلاب في بنين.

وشهدت دول التكتل سلسلة من الانقلابات العسكرية بين 2020 و2023 في بوركينا فاسو وغينيا ومالي والنيجر، وهي بلدان لا تزال تحت حكم العسكر.