عندما نحلم بعطلة في إيطاليا، قد تتبادر إلى الذهن وجهات مثل روما، أو فلورنسا، أو ساحل أمالفي الرومانسي. لكن هناك جوهرة خفية تُنافس هذه الوجهات الشهيرة، وهي ماتيرا، بجمالها الصارخ وتاريخها العتيق، حسب صحيفة «مترو اللندنية».
وتقع ماتيرا في جنوب إيطاليا، في منطقة باسيليكاتا، وتُعرف باسم «مدينة الحجر» بسبب شبكتها القديمة من الكهوف. وتُعد من أقدم المدن في أوروبا، بل يُقال إنها ثالث أقدم مدينة في العالم حسب بعض التقديرات.
وقد وُصفت سابقاً بـ«عار إيطاليا» من قبل الكاتب كارلو ليفي، الذي نُفي إلى هناك في الثلاثينيات، وشهد ظروف المعيشة البائسة لسكانها، حيث كان كثير منهم يعيشون في كهوف مع مواشيهم.
وأدت حالة الفقر المدقع والبؤس التي ميّزت تلك الفترة إلى تدخلات حكومية واسعة وجهود لإعادة توطين السكان، مما أدى إلى نسيان ماتيرا لسنوات. لكن منذ ذلك الحين، شهدت المدينة تحولاً ملحوظاً؛ إذ تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو» عام 1993، وتم اختيارها عاصمة الثقافة الأوروبية في 2019.
وقد جذب جمالها الطبيعي صُنّاع الأفلام أيضاً؛ إذ ظهرت مناظرها الساحرة في أفلام مثل «لا وقت للموت» (No Time to Die) من سلسلة «جيمس بوند»، و«آلام المسيح» (The Passion of the Christ) للمخرج ميل جيبسون.
وتُوصف ماتيرا بأنها مدينة قابلة للمشي؛ إذ تقع معظم معالمها على مقربة من بعضها، مما يجعل عطلة نهاية أسبوع طويلة كافية لاستكشاف ما تقدمه من جمال وتاريخ.




