نجلاء بدر: أُعاني من «عُقدة» داود عبد السيد

الممثلة المصرية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن دورها في «30 يوم» أجهدها نفسياً

أدوارها كثيرة في الدراما (صفحتها على فيسبوك)
أدوارها كثيرة في الدراما (صفحتها على فيسبوك)
TT

نجلاء بدر: أُعاني من «عُقدة» داود عبد السيد

أدوارها كثيرة في الدراما (صفحتها على فيسبوك)
أدوارها كثيرة في الدراما (صفحتها على فيسبوك)

أعربت الفنانة المصرية نجلاء بدر عن سعادتها بما وصفته بـ«ردود الفعل الإيجابية التي عكست نجاح مسلسل (أزمة ثقة)»، الذي شاركت في بطولته وعُرض مؤخراً عبر إحدى المنصات الرقمية.

وكشفت أن هناك جزءاً ثالثاً من مسلسل «رمضان كريم»، كما أعربت عن حزنها لعدم عرض فيلمها «الملحد»، على الرغم من الضجة الكبيرة التي أثارها منذ لحظة الإعلان عنه.

وعن إمكانية عودتها إلى تقديم البرامج، أكدت أن هذه المرحلة قد انتهت من حياتها، إلا إذا طُرحت عليها تجربة جديدة تحمل إضافة حقيقية لها.

نجلاء بدر في بطولة «أزمة ثقة» (الشركة المنتجة)

وفي حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أوضحت نجلاء بدر أن المخرج وائل فهمي عبد الحميد هو من رشحها لتجسيد شخصية «عُلا» في مسلسل «أزمة ثقة»، وذلك بعدما كان قد عرض عليها عملاً سابقاً لم يكتمل.

وأضافت أن أكثر ما جذبها إلى شخصية «عُلا» هو أنها تجسّد أزمة تعيشها شريحة كبيرة من النساء اللاتي يكتشفن حقيقة أزواجهن، سواء بالخيانة، أو بالزواج عليهن، أو حتى بتطليقهن غيابياً.

وعن المشهد الذي تعدّه «ماستر سين» في العمل أشارت إلى أنه مشهد النهاية، حيث يُكشف اللغز الذي ظلّ قائماً طوال الحلقات.

أمّا عن أصعب مشاهدها في المسلسل فأكدت أنه كان مشهد قتلها لزوجها، الذي جسده الفنان تامر فرج، موضحة أن هذه هي المرة الأولى التي تؤدي فيها شخصية ترتكب جريمة قتل ضمن عمل درامي.

الفنانة نجلاء بدر (صفحتها على فيسبوك)

وأشارت إلى أنها شعرت بذعر شديد أثناء تصوير مشهد انفجار الأنبوبة التي خرجت منها الدماء، موضحة أن المشهد أُعيد تصويره مرتين، فيما حرص المخرج على تنفيذه بعد الانتهاء من جميع مشاهد العمل، حتى يُحضر له بشكل جيد نظراً لأهميته الدرامية.

مسلسل «أزمة ثقة» من تأليف أحمد صبحي، وشارك في بطولته إلى جانب نجلاء بدر كل من هاني عادل، وهاجر الشرنوبي، وإيهاب فهمي، وملك أحمد زاهر.

وعن أسباب عدم تحقيق «سراب»، الذي شاركت فيه مع الفنان خالد النبوي، النجاح المتوقع، أوضحت أن «المسلسل حصل على حقه من التقييم على مستوى صُنّاعه أكثر من الجمهور، وذلك بسبب عرضه على إحدى المنصات، مما أثّر على مدى انتشاره».

نجلاء بدر قدمت أدواراً عدة في السينما (صفحتها على فيسبوك)

المسلسل من تأليف هشام هلال وإخراج أحمد خالد، وشاركت في بطولته يسرا اللوزي وهاني عادل، وأحمد وفيق، وجيهان الشماشرجي، وأحمد مجدي، وإنجي المقدم.

وعن أكثر الشخصيات الدرامية التي تأثرت بها، قالت نجلاء إن «كل شخصية تعيش في داخلها، ويبدو التأثر بها طبقاً للموقف الذي تمر به ويجعلها تستدعي الشخصية».

وعن عدد الحلقات التي تفضل تقديمها في الأعمال الدرامية، قالت: «المشاهد أصبح ملولاً، ولا يتحمل مشاهدة الحلقات الطويلة، والمستقبل للأعمال القصيرة التي تتناسب مع إيقاع العصر وروحه».

وبشأن الجزء الثالث من مسلسل «رمضان كريم»، قالت نجلاء إن المنتج أحمد السبكي قرر إنتاج الجزء الثالث ليُعرض في رمضان المقبل، بعد أن حقق الجزآن الأول والثاني نسب مشاهدة عالية عند عرضهما خلال موسمين سابقين في رمضان.

نجلاء بدر لعبت أدواراً متنوعة (صفحتها على فيسبوك)

وترى نجلاء أن مسلسل «رمضان كريم» من النوعية التي تحتمل أجزاءً عدّة، لأنه يتناول الحارة المصرية بشخصياتها العديدة وتفاصيلها المثيرة، وحكايات أهلها المختلفة.

وأشارت إلى أن مسلسل «30 يوم» كان الأكثر إجهاداً بالنسبة لها لأنه ينتمي إلى «الدراما السوداء»، فشخصية النجمة (صافي) التي جسّدتها كانت تركيبة صعبة ومركبة، لأنها تقتل زوجها وتضحي بابنتها وتعاني من الإدمان، وفق قولها.

وأكدت أنها عانت صحياً ونفسياً بسبب الدور لدرجة أنها لا تحب مشاهدته حتى لا تسترجع تفاصيل تصويره، الذي استمر 3 أشهر متواصلة. وأضافت: «بسبب هذا العمل أصبت بهالات سوداء تحت عيني، وكنت لا أستطيع التعايش بشكل طبيعي مع الآخرين، وقررت عدم تكرار مثل هذه النوعية من التجارب في أعمالي المقبلة».

وقالت نجلاء: «أحلم بتقديم شخصيات فرعونية مثل حتشبسوت، التي قرأت عنها كثيراً. وأرى أننا نستطيع تقديم دراما فرعونية من دون شخصيات شهيرة ومعروفة، باستخدام الخيال لتقديم حكايات عن شخصيات فرعونية عادية، وتفاصيل حياتهم المختلفة سواء كانت قصة حب أو خيانة أو سرقة، ما يجعلنا نعيش تجربة درامية مختلفة بعيداً عن الملوك والمشاهير».

ولفتت إلى أن الدراما المصرية عندما تناولت العصر الفرعوني جاء ذلك عبر الدراما الدينية، مثل مسلسل «محمد رسول الله»، دون إمعان في استثمار الخيال في هذه الحقبة الزمنية الغنية.

وعن أحب الشخصيات التي قدمتها إلى قلبها، قالت إن شخصية (جميلة) التي قدمتها في مسلسل «الفتوة» مع المخرج حسين المنباوي من أقرب الشخصيات إلى قلبها، لشدة حبها للعصر الذي تناولته الأحداث.

وأكدت أيضاً أن هناك عدداً كبيراً من المخرجين الذين استطاعوا التعبير عن إمكاناتها ممثلة بصورة كبيرة، وأولهم: داود عبد السيد، وخيري بشارة، وحسين المنباوي، وأحمد خالد، ومحمد بكير، وماندو العدل، والمخرج الراحل سامح عبد العزيز.

نجلاء بدر (صفحتها على فيسبوك)

وأضافت أنها بعد تعاونها مع المخرج عبد السيد أصيبت بما سمتها «عقدة داود»، لأنه كان حالة استثنائية وخاصة جداً، ويصنع أعمالاً خارج التوقعات، مما يجعل كل من يعمل معه يجد صعوبة في التأقلم مع نوعيات أخرى من الأعمال، لأنه يحوّل الممثل إلى حالة فنية داخل العمل.

وأعربت الفنانة المصرية عن استيائها من عدم عرض فيلم «الملحد» حتى الآن، رغم الانتهاء من تصويره منذ 4 سنوات، مؤكدة أنه سيرى طريقه للنور، لأن كل حقبة زمنية لها طريقة تفكير، وكل الأعمال التي منعت رقابياً شوهدت لاحقاً. وأضافت أن «الفيلم حصل على تصريح بالعرض مرتين بعد الموافقة الرقابية، لكن الاعتراض كان على مؤلف العمل الكاتب إبراهيم عيسى، لوجود تيار ضده وضد كتاباته».

وقالت إن دورها في الفيلم قصير، لكنها فخورة به لأنه مرجع تاريخي ويتناول القضية من خلال 3 تيارات دينية مختلفة، لافتة إلى أن «هناك فيلماً بعنوان (الملحد) عُرض عام 2014 وتناول القضية نفسها دون أن يعترض عليه أحد، وكان من تأليف وإخراج نادر سيف الدين، إلا أنه لم يحقق مكاسب تجارية أو شهرة لاعتماده على أبطال غير معروفين».

وعن الأعمال السينمائية التي تعتز بالمشاركة فيها، ذكرت فيلمي «المحكمة» و«ليلة العيد»، حيث تدور أحداث كل عمل في مكان واحد مع استعراض نماذج متعددة من شخصيات المجتمع.


مقالات ذات صلة

المخرج المصري أبو بكر شوقي: أبحث عن عوالم جديدة في أفلامي

يوميات الشرق المخرج المصري أبو بكر شوقي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

المخرج المصري أبو بكر شوقي: أبحث عن عوالم جديدة في أفلامي

قال المخرج المصري، أبو بكر شوقي، إنه يبحث دوماً عن الأفلام التي تدخله عوالم جديدة، كما في فيلميه السابقين «يوم الدين» و«هجان».

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر (مهرجان البحر الأحمر)

آن ماري جاسر لـ«الشرق الأوسط»: «فلسطين 36» يربط النكبة بالمأساة الجديدة

من العرض العالمي الأول في مهرجان تورنتو للعرض العربي الأول في النسخة الماضية من مهرجان البحر الأحمر، مروراً باختياره في «القائمة المختصرة» لجوائز الأوسكار.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق أحمد رضوان قدَّم دور ابن شقيقة أم كلثوم (الشرق الأوسط)

أحمد رضوان لـ«الشرق الأوسط»: «السِّت» لا يحمل أي إساءة لأم كلثوم

لم يكن سهلاً على ممثل شاب أن يدخل إلى عالم مغلق تحيط به هالة من الرهبة، وأن يتحرك داخله، من دون أن يقع في فخ التقليد أو المبالغة.

أحمد عدلي (القاهرة )
خاص الفنان التونسي ظافر العابدين (حسابه على «فيسبوك»)

خاص ظافر العابدين: وافقت على «السلم والثعبان 2» من باب الفضول

أكد الفنان التونسي ظافر العابدين أن مشاركته بالجزء الثاني من فيلم «السلم والثعبان» المعروض حالياً بالصالات السينمائية ارتبطت بعدة عوامل منها إعجابه بالجزء الأول

أحمد عدلي (القاهرة )

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
TT

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

في مسيرة بعض الممثلين، تأتي الأدوار المهمّة في وقت متأخر، وهو ما حصل مع الممثلة السعودية خيرية نظمي، بطلة فيلم «هجرة»، التي تحدَّثت بشفافية لـ«الشرق الأوسط»، قائلةً: «حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين»، مُعبّرةً عن سعادتها الغامرة بهذه التجربة التي نقلتها إلى منطقة مختلفة، بوصفها ثمرة رحلة طويلة من التراكم الفنّي والتجربة الإنسانية.

بطولة «هجرة» جاءت في مرحلة شعرت فيها خيرية بأنّ علاقتها بالتمثيل أصبحت أوضح وأكثر هدوءاً. وتتحدَّث عن هذه التجربة بثقة، مؤكدةً أن مرحلة ما بعد الخمسين حوَّلت العمر من مجرّد رقم إلى رصيد من المشاعر والمواقف والقدرة على قراءة الشخصيات بعمق، ممّا غيّر زاوية نظرها للأمور، وجعل اختياراتها أكثر وعياً ومسؤولية.

وللمرة الأولى، سارت خيرية نظمي على السجادة الحمراء في مهرجانات عالمية بصفتها نجمة سينمائية عبر بطولتها فيلم المخرجة شهد أمين «هجرة»، الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية، وهناك حصد جائزة «نيتباك» لأفضل فيلم آسيوي، ثم واصل حضوره في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بجدة، ليفوز بجائزتين هما «جائزة اليسر من لجنة التحكيم» وجائزة «فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي».

خيرية، التي التقتها «الشرق الأوسط» في «البحر الأحمر»، تُشير إلى أن الفرق بين الأدوار الرئيسية وتحمُّل بطولة كاملة يكمُن في الإيقاع اليومي للتصوير، وفي الالتزام الجسدي والنفسي المستمرّ، قائلةً: «التصوير في (هجرة) امتد ساعات يومياً، وعلى مدى شهرين ونصف الشهر تقريباً، وهو ما تطلَّب جهداً مضاعفاً، وانغماساً كاملاً في الشخصية». هذا التعب، كما تصفه، أثمر لاحقاً مع خروج الفيلم إلى الجمهور، وظهور ردود الفعل في العروض الأولى، والإشادات التي ركّزت على الأداء والنظرة والتعبير الصامت.

خيرية نظمي على السجادة الحمراء (مهرجان البحر الأحمر)

سنوات من الكوميديا

قبل «هجرة»، رسَّخت خيرية حضورها في الأعمال الكوميدية، وتتوقَّف عند هذه المرحلة بكونها مدرسة أساسية في مسيرتها، تعلَّمت خلالها الإيقاع، والتوقيت، والقدرة على التقاط التفاصيل الصغيرة. وتستذكر تجربتها في مسلسل «سكة سفر» من خلال شخصية «بركة»، التي تقول إنها كانت قريبة من روحها، وتفاعلت معها بعفوية عالية. تبتسم وهي تتحدَّث عن «بركة»، مضيفةً: «هذه الشخصية خرجت مني بشكل تلقائي»، موضحةً أنها تعاملت مع النص بطاقة مفتوحة، وسمحت للارتجال بقيادة كثير من اللحظات. هذا التفاعل العفوي، كما ترى، وصل إلى الجمهور السعودي والعربي، وصنع حالة قبول واسعة، وأكد قدرتها على حمل الدور الكوميدي وصناعة شخصية تعيش خارج إطار الحلقة.

وتشير إلى أنّ «سكة سفر» شكّل إحدى أبرز تجاربها، ضمن مسار متنوّع سبقها، مؤكدةً أنّ انغماسها في الكوميديا أثبت نجاحه، وساعدها على بناء علاقة مباشرة مع الجمهور، وهي مرحلة منحتها ثقة إضافية، ووسَّعت أدواتها، إذ ترى أنّ الكوميديا فنّ يحتاج إلى حسّ داخلي عالٍ وصدق في الأداء.

خيرية نظمي وحفيدتها في الفيلم لمار فادن في مشهد من «هجرة» (الشرق الأوسط)

«هجرة»... اختبار العمق

في تلك المرحلة، كانت خيرية تتطلَّع إلى تنويع أدوارها، وتؤمن بأن التنقّل بين الأنواع يكشف عن جوانب مختلفة من الموهبة، ويمنح الممثل فرصة أوسع للتجريب. هذا التطلُّع قادها إلى أدوار تحمل ثقلاً مختلفاً، وتضعها أمام تحدّيات جديدة، خصوصاً في الدراما، وهو ما وجدته في فيلم «هجرة»، إذ انتقلت إلى منطقة أكثر كثافة، ودور يعتمد على الحضور الداخلي أكثر من الحوار المباشر.

في «هجرة»، قدَّمت شخصية «ستي»، الجدّة التي تعتزم الذهاب إلى الحج برفقة اثنتين من حفيداتها، وفي أثناء الرحلة تضيع إحداهن، فتتحمّل مسؤولية البحث عنها. وهي شخصية مركّبة، حازمة في ظاهرها، قوية في مواقفها، وتحمل في داخلها ضعفاً إنسانياً واضحاً. وتصف خيرية هذا التركيب بأنه «تحدٍّ حقيقي، لأنّ التوازن بين الصلابة والانكسار يحتاج إلى وعي نفسي دقيق، وقدرة على الإمساك بالتفاصيل الصغيرة».

وتضيف: «كثير من المَشاهد اعتمد على النظرة أكثر من الكلمة، وعلى الصمت أكثر من الحوار»، مؤكدةً أنّ ذلك جاء نتيجة مباشرة للتدريب والتحضير المُسبَق. وتولي خيرية أهمية كبيرة لمرحلة التحضير، مشيرةً إلى أنّ وجود المُخرجة شهد أمين، وحرصها على بناء الشخصية من الداخل إلى الخارج، صنعا فارقاً واضحاً في الفيلم الذي اختارته المملكة لتمثيلها في سباق «الأوسكار» لعام 2026.

ترى خيرية أنّ فيلم «هجرة» يشكّل مرحلة تحوّل في مسيرتها الفنّية (مهرجان البحر الأحمر)

رَمش العين... التحدّي الأكبر

تتوقف خيرية عند تفصيل صغير، وتبتسم وهي ترويه، موضحةً أنّ المخرجة طلبت منها تخفيف الرَّمش، لأن الكاميرا الكبيرة تلتقط كل حركة. في البداية، شعرت بالغرابة، ثم عادت إلى البيت وهي تفكر في وجهها، وفي عادات ملامحها، وفي تفاصيل تؤدّيها تلقائياً. وتضحك وهي تقول إنّ عضلات وجهها اعتادت الابتسامة حتى في لحظات السكون، كأنّ الوجه تعلَّم هذا التعبير مع الزمن.

وتؤكد أن شخصية «ستي» احتاجت إلى وجه جامد، ونظرة ثابتة، وحضور صامت يخلو من أي ليونة. التحكُّم في رمشة العين، كما تقول، تحوّل إلى تمرين يومي ومحاولة واعية للسيطرة على فعل طبيعي، مضيفةً: «هذه التجربة جعلتني أدرك أنّ التحكُّم في النظرة يكشف عن جوهر الممثل أكثر من التحكُّم في الكلام أو الحركة، لأنّ العين تفضح الإحساس قبل أن يُقال».

تحدَّثت خيرية نظمي عن أصعب اللحظات التي واجهتها خلال التصوير (إنستغرام)

طبقات الحزن والفرح

عند الحديث عن التوحُّد مع الشخصية، تتحدَّث خيرية عن علاقتها بالألم الشخصي، وتقول: «كلّ إنسان يحمل في داخله تجارب موجعة». وتستدعي هذه التجارب خلال الأداء، بما يمنح المشهد صدقاً داخلياً ويجعل التعبير أقرب إلى الواقع. كما توضح أنّ هذا الإحساس رافقها بعد انتهاء التصوير، مع استمرار جولات الفيلم في المهرجانات، وردود الفعل التي تلقتها من الجمهور.

وعن المرحلة المقبلة، تتحدَّث بنبرة هادئة وحاسمة، مؤكدةً أنّ خياراتها تتّجه نحو أدوار تحمل عمقاً حقيقياً، وتمنحها فرصة لاكتشاف مساحات جديدة في أدائها، قائلة: «كلّما كان الدور أقوى، ازدادت حماستي له، لأني أرى في التحدّي جوهر التجربة الفنية».

وتتوقّف عند تقييمات المخرجين والمنتجين، التي تعدّها مرآة مهمّة لتطورها، مشيرةً إلى أنّ أحدهم قال لها إنّ من أبرز نقاط قوتها قدرتها على خلق طبقات متعدّدة من الحزن والفرح، بما يمنح المخرج مرونة كبيرة في بناء المشهد، سواء احتاج إلى إحساس هادئ، أو دمعة واحدة، أو انفعال كامل.

وفي ختام حديثها، تعود خيرية إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات، وترى أنّ هذا الشعور انعكس على أدائها، ومنحها حضوراً أكثر هدوءاً وثباتاً أمام الكاميرا. هذا السلام، في رأيها، يرتبط بمرحلة نضج إنساني يصل إليها الإنسان بعد رحلة طويلة من التجربة، وفي هذه المرحلة يصبح التعبير أكثر صدقاً، ويصبح الصمت أبلغ، وتصل الأدوار في توقيتها الصحيح.


مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
TT

مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)

أصبحت مهندسة ألمانية، أول مستخدم لكرسي متحرك يخرج إلى الفضاء، بعد قيامها برحلة قصيرة على متن مركبة تابعة لشركة «بلو أوريجين».

وأطلقت الشركة المملوكة للملياردير الأميركي جيف بيزوس، صاروخها «نيو شيبرد» في مهمة جديدة شبه مدارية في تمام الساعة 8,15 صباحاً (14,15 بتوقيت غرينتش) من قاعدتها في تكساس.

بنتهاوس تتحدث إلى هانز كونيغسمان المدير التنفيذي المتقاعد من شركة «سبيس إكس» الذي ساعد في تنظيم رحلتها ورعايتها (ا.ب)

واجتازت ميشيلا بنتهاوس، مهندسة الطيران والفضاء والميكاترونيكس في وكالة الفضاء الأوروبية، مع خمسة سياح فضائيين آخرين خط كارمان الذي يشكل الحد الفاصل بين الغلاف الجوي والفضاء في الرحلة التي استغرقت نحو 10 دقائق.

المهندسة الألمانية ميشيلا بنتهاوس داخل نموذج أولي لكبسولة فضائية يوم الاثنين 15 ديسمبر (ا.ب)

وتستخدم ميشيلا بنتهاوس الكرسي المتحرك نتيجة تعرضها لإصابة في النخاع الشوكي إثر حادث دراجة هوائية جبلية.

وقالت في مقطع فيديو نشرته شركة «بلو أوريجين»: «بعد الحادث الذي تعرضت له، أدركت بحق كم أن عالمنا لا يزال مغلقاً أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة».

وأضافت: «إذا أردنا أن نكون مجتمعاً شاملاً، علينا أن نكون شاملين في كل جانب، وليس فقط في الجوانب التي نرغب أن نكون فيها كذلك».

وأقلع الصاروخ الذي يعمل بشكل آلي بالكامل نحو الفضاء، ثم انفصلت عنه الكبسولة التي تحمل السياح الفضائيين قبل أن تهبط برفق في صحراء تكساس.

وهذه هي الرحلة المأهولة الـ16 لشركة «بلو أوريجين» التي تقدم منذ سنوات برنامج رحلات سياحية فضائية بواسطة صاروخها «نيو شيبرد»، دون الاعلان عن كلفتها.

وبعث رئيس وكالة «ناسا» الجديد، جاريد ايزاكمان، بتهنئة إلى ميشيلا في منشور على منصة إكس، قائلاً: رلقد ألهمت الملايين للنظر إلى السماء وتخيل ما هو ممكن».

وسافر عشرات الأشخاص إلى الفضاء مع «بلو أوريجين»، بمن فيهم المغنية كايتي بيري، والممثل ويليام شاتنر الذي جسد شخصية الكابتن كيرك في مسلسل «ستار تريك».

ميشيلا بنتهاوس بعد هبوط كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» (ا.ب)

وتسعى شركات الفضاء الخاصة التي تقدم رحلات فضائية إلى الترويج لخدماتها عبر الشخصيات المشهورة والبارزة، من أجل الحفاظ على تفوقها مع احتدام المنافسة.

وتقدم «فيرجن غالاكتيك» تجربة طيران فضائي مماثلة.

ولدى «بلو أوريجين» أيضاً طموحات لمنافسة شركة «سبايس إكس» التابعة لإيلون ماسك في سوق الرحلات الفضائية المدارية.

وهذا العام نجحت شركة بيزوس في تنفيذ رحلتين مداريتين بدون طاقم باستخدام صاروخها الضخم نيو غلين الأكثر تطوراً من «نيو شيبرد».


رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة في إثراء المشهد الفني المصري وترك بصمة خاصة».

بدأت سمية الألفي مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي عبر المسرح، ثم انتقلت إلى التلفزيون، لتنطلق في مسيرة قدَّمت خلالها عشرات الأعمال المتنوعة بين الدراما التلفزيونية في المسلسلات والسهرات، أو المسرحيات، بالإضافة إلى بعض المشاركات السينمائية.

وشكَّلت مشاركتها في مسلسل «ليالي الحلمية» بشخصية «البرنسيسة نورهان» نقطة تحوّل في مسيرتها الفنية. وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط» إنَّ السينما لم تكن المساحة الأوسع في مسيرتها، لكن تميُّزها الحقيقي كان في تقديم الأدوار الأرستقراطية بشكل غير مفتعل.