روسيا جعلت إنتاج الطائرات المسيّرة أولوية قصوى... والآن تملأ السماء بأسرابها

أنشأت وحدة نخبوية تسمى «روبيكون» وتخطط لبناء فرع عسكري كامل تحت مسمى «قوات المسيّرات»

مسيّرة روسية أُسقطت خلال عرضها بـ«مقبرة» لمخلفات الحرب في خاركيف بأوكرانيا يوم 16 يوليو الماضي (نيويورك تايمز)
مسيّرة روسية أُسقطت خلال عرضها بـ«مقبرة» لمخلفات الحرب في خاركيف بأوكرانيا يوم 16 يوليو الماضي (نيويورك تايمز)
TT

روسيا جعلت إنتاج الطائرات المسيّرة أولوية قصوى... والآن تملأ السماء بأسرابها

مسيّرة روسية أُسقطت خلال عرضها بـ«مقبرة» لمخلفات الحرب في خاركيف بأوكرانيا يوم 16 يوليو الماضي (نيويورك تايمز)
مسيّرة روسية أُسقطت خلال عرضها بـ«مقبرة» لمخلفات الحرب في خاركيف بأوكرانيا يوم 16 يوليو الماضي (نيويورك تايمز)

عندما أدخلت روسيا الطائرات المسيّرة الانتحارية الإيرانية في حربها ضد أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، تصدرت العناوين في جميع أنحاء العالم بعد أن أطلقت 43 منها على أوكرانيا في ضربة واحدة.

هذا الشهر، وفي ليلة واحدة فقط، أرسلت روسيا أكثر من 800 طائرة مسيّرة متفجرة ووسائل خداع عبر الحدود.

هذه الزيادة الهائلة هي نتيجة قفزات ضخمة في إنتاج روسيا للطائرات المسيّرة الهجومية ذات الاتجاه الواحد، والتي أصبحت أولوية للرئيس فلاديمير بوتين، وتُجمع الآن محلياً في منشأتين رئيسيتين. كما دفع الكرملين إلى زيادة كبيرة في إنتاج الطائرات المسيّرة التكتيكية الأصغر المستخدمة على الخطوط الأمامية، مستعيناً بحكومات إقليمية ومصانع وحتى طلاب مدارس ثانوية في روسيا ضمن هذا الجهد.

التوسع الروسي في الإمدادات، إلى جانب التكنولوجيا والتكتيكات الجديدة، خلق تحدياً هائلاً لأوكرانيا، التي تمتعت في بداية الحرب بتفوق في حرب المسيّرات سرعان ما تآكل.

تستخدم روسيا هذه الطائرات الهجومية، إلى جانب الصواريخ ووسائل التضليل، لإغراق الدفاعات الجوية وشن هجمات واسعة النطاق على منشآت إنتاج الأسلحة والبنية التحتية للطاقة والمدن الأوكرانية. وقد حققت أوكرانيا بدورها تقدماً كبيراً في تنفيذ هجمات بالطائرات المسيّرة داخل عمق الأراضي الروسية، حيث استهدفت يوم الأحد، مصفاة نفط رئيسية قرب سان بطرسبرغ. لكن الهجمات الروسية أكبر وأكثر تطوراً، مما يدفع الجيش الأوكراني إلى الإسراع بتعديل تكتيكاته للتصدي لها.

طائرة «رافال» فرنسية تحلّق بأجواء بولندا يوم 13 سبتمبر الجاري في إطار تعزيز حلف الناتو دفاعاته على الجبهة الشرقية ضد روسيا بعدما اخترقت مسيّرات روسية المجال الجوي البولندي (الجيش الفرنسي - أ.ف.ب)

وقد امتد التهديد إلى أراضي حلف الناتو الأسبوع الماضي. إذ قالت الحكومة البولندية إن ما لا يقل عن 19 طائرة روسية مسيّرة دخلت أجواءها بين مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، وأُسقط عدد قليل منها فقط. ثم أعلنت وزارة الدفاع الرومانية يوم السبت، أن مقاتلتين اعترضتا طائرة مسيّرة في الأجواء الرومانية خلال الهجمات الروسية على أوكرانيا المجاورة. وأظهرت الحادثتان مدى صعوبة الدفاع ضد مثل هذه الهجمات التي باتت موسكو قادرة على حشدها. وفي المستقبل قد تشمل الهجمات الروسية آلاف الطائرات المسيّرة في عملية واحدة.

وقال مايكل كوفمان، الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: «لقد وصلت الحرب إلى نقطة تحول جديدة في كيفية استخدام الطائرات المسيّرة، سواء على الجبهة الأمامية أو في حملات القصف التي تشنها روسيا وأوكرانيا».

وتزعم روسيا أن طائراتها المسيّرة الانتحارية تستهدف منشآت مرتبطة بالحرب. لكنها أيضاً أصابت مستشفيات ومدارس ومباني سكنية وحدائق يلعب فيها الأطفال، مما أودى بحياة العديد من الأوكرانيين.

أكثر من أي شيء آخر، تنشر هذه الطائرات الرعب، جالبةً الحرب إلى مدن بعيدة عن الجبهة، وغالباً في منتصف الليل، مما يجعل النوم شبه مستحيل في أثناء الهجمات الواسعة. الهدف هو إحباط الأوكرانيين واستنزاف إرادتهم على الصمود.

وقال كوفمان إن هناك فرقاً كبيراً بين الطائرات الصغيرة التي تستخدمها روسيا على الخطوط الأمامية لدفع قواتها إلى الأمام، وبين الطائرات الانتحارية التي تُستخدم في القصف. وأضاف: «رغم كل الأضرار، ما نعرفه عن محاولات كسب الحروب عبر القصف وحده يشير إلى أنها ليست كافية لتحقيق النصر. هذه ليست حرب خاطفة، والخاطفة لم تنجح مع ألمانيا أيضاً».

دمار عقب هجوم بمسيّرات روسية على سومي شمال شرقي أوكرانيا يوم 12 سبتمبر الجاري (د.ب.أ)

أعداد هائلة

بدأت روسيا في تصعيد هجماتها بالطائرات المسيّرة في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وهو أول شهر خلال الحرب تطلق فيه أكثر من 1000 طائرة مسيّرة على أوكرانيا، وفقاً لقاعدة بيانات أنشأتها «نيويورك تايمز» باستخدام أرقام من سلاح الجو الأوكراني.

هذا العام، قفزت الأعداد بشكل هائل. فقد أرسلت روسيا حتى الآن أكثر من 34 ألف طائرة مسيّرة هجومية ووسائل خداع إلى أوكرانيا في 2025، أي ما يقرب من تسعة أضعاف العدد في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات «التايمز». وقالت أوكرانيا إنها أسقطت أو عطّلت إلكترونياً 88 في المائة من هذه الطائرات هذا العام، وهو انخفاض عن نسبة 93 في المائة التي أُعلن عنها عام 2024.

وخلال ليلة واحدة في أول عطلة نهاية أسبوع من هذا الشهر، أرسلت روسيا عدداً قياسياً بلغ 810 طائرات مسيّرة هجومية وخداعية. وزعمت أوكرانيا أنها أسقطت نحو 92 في المائة منها، لكن ذلك يعني أن 63 طائرة وصلت إلى أهدافها. وقالت أوكرانيا إن 54 منها أصابت أهدافاً في 33 موقعاً مختلفاً. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه البيانات بشكل مستقل.

ثورة في الإنتاج

تقف خلف هذه الأعداد الهائلة ثورة في إنتاج الطائرات المسيّرة داخل روسيا.

فقد أوضحت حكومة بوتين السلطوية من أعلى المستويات أن الطائرات المسيّرة أولوية حيوية للأمة، وحشدت الموارد العامة والخاصة لبناء إمبراطورية لإنتاجها.

انفجار طائرة من دون طيار يضيء السماء خلال غارة روسية بطائرة «درون» وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا يوم 25 مايو الماضي (رويترز)

وفي منتدى اقتصادي عُقد مؤخراً في مدينة فلاديفوستوك الروسية، قدّمت كل منطقة روسية تقريباً عرضاً عن الطائرات المسيّرة التي تنتجها. جرى الاستعانة بطلاب وعمال أجانب في عملية التصنيع. كما استفادت روسيا من علاقاتها الوثيقة مع إيران والصين للحصول على الخبرات والقطع.

ويُقدّر محللون أن روسيا قادرة الآن على إنتاج نحو 30 ألف طائرة هجومية على الطراز الإيراني سنوياً، ويرى بعضهم أن الرقم قد يتضاعف في 2026.

هذه الزيادات تفسر سبب استمرار معاناة أوكرانيا من الهجمات رغم تطويرها دفاعات جوية متقدمة وتقنيات مسيّرات خاصة بها.

وقال ميكولا بيلييسكوف، المحلل العسكري في «المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية» التابع للحكومة الأوكرانية:

«الأمر بسيط وواضح. بدأوا بمئات في الشهر، ثم 2000 إلى 3000 شهرياً في الربع الأول من هذا العام، والآن 5000 إلى 6000 شهرياً. ومن المؤكد أن المزيد منها سيخترق دفاعاتنا الجوية».

تكتيكات وتقنيات جديدة

تطورت الطائرات تقنياً أيضاً، فأصبحت مجهزة بأنظمة توجيه أفضل، ومقاومة أقوى للتشويش، ورؤوس حربية جديدة.

كما غيّرت روسيا تكتيكاتها.

فهي ترسل الطائرات الهجومية في أسراب أو موجات، وتوجهها في مسارات معقدة لتشتيت الانتباه عن الأهداف الحقيقية. وترسل المزيد من الطائرات الخداعية المصنوعة من الفوم المطلي والخشب الرقائقي، التي تحتوي أحياناً على رؤوس متفجرة صغيرة ويصعب تمييزها عن الطائرات الفعلية في السماء. كما تتجنب الحقول المفتوحة، حيث تعمل فرق الدفاع الجوي الأوكرانية، مفضلةً التحليق فوق الأنهار والغابات. وبمجرد دخولها المدن، يصبح إسقاطها أصعب بسبب المباني العالية والمخاطر على المدنيين.

ومع ازدياد الإنتاج الروسي للطائرات الهجومية والخداعية، هرعت أوكرانيا إلى ابتكار وسائل جديدة لإسقاطها.

فقد أسقطت وحدات الدفاع الجوي هذه الطائرات من السماء. وتقوم فرق متنقلة من الجنود على شاحنات صغيرة بإسقاطها باستخدام رشاشات ثقيلة. كما طوّرت أوكرانيا وسائل للتشويش الإلكتروني عليها.

لكنَّ الأنظمة الغربية المتقدمة والباهظة الثمن تحمي أساساً المدن الكبرى والبنية التحتية الرئيسية، وهي مصمَّمة بالأساس للتصدي للصواريخ.

وقال كونراد موزيكا، المحلل العسكري في شركة «روشان» للاستشارات ببولندا، إنه من الصعب الاعتماد على الأرقام الرسمية الأوكرانية، مرجحاً أن الوضع أسوأ مما يصوره سلاح الجو. وأضاف: «أعتقد أنهم يُسقطون عدداً من الطائرات أقل مما يعلنون عنه».

إنها لعبة مستمرة من الكر والفر.

فمع ارتفاع تحليق الطائرات الروسية، ردَّت أوكرانيا باستخدام طائرات اعتراضية رخيصة مزوَّدة برادار. لكن استخدامها ما زال محدوداً، حسب كوفمان، محلل مؤسسة «كارنيغي».

وقال: «إذا تمكنوا من توسيع إنتاجها ونشرها على نطاق واسع، فقد يتمكنون من معالجة مشكلة الإغراق بمرور الوقت. الأمر يتعلق بالإنتاج والتوسع في النشر».

وعلى الجبهة، قال كوفمان إن روسيا تقلص الفجوة مع أوكرانيا في مجال المسيّرات، وهو تطور مقلق لأوكرانيا التي اعتمدت طويلاً على تفوقها في حرب المسيّرات لتعويض قلة عديدها وتسليحها. فقد ابتكرت روسيا الاستخدام الواسع لمسيّرات تتجنب التشويش بالاتصال بالمشغّلين عبر كابلات ألياف بصرية طويلة. كما أنشأت وحدة نخبوية تسمى «روبيكون»، وتخطط لبناء فرع عسكري كامل تحت مسمى «قوات المسيّرات».

وقال كوفمان إن تفوق أوكرانيا «تضاءل في الأشهر الأخيرة مع نشر روسيا تشكيلات مسيّرات نخبوية خاصة بها وتحسين تنظيم عملياتها».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

روسيا: نفذنا «ضربة واسعة النطاق» بأسلحة موجهة على منشآت البنية التحتية الأوكرانية

أوروبا رجل يخرج من منزل دُمّر بعد غارة روسية على كييف (أ.ب)

روسيا: نفذنا «ضربة واسعة النطاق» بأسلحة موجهة على منشآت البنية التحتية الأوكرانية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (السبت)، أنها نفذت «ضربة واسعة النطاق» الليلة الماضية، على منشآت البنية التحتية للطاقة التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو )
أوروبا حركة في مطار هانوفر (د.ب.أ)

إغلاق المجال الجوي فوق مطار هانوفر الألماني بعد رصد «مسيّرات»

أدى رصد طائرات مسيرة إلى إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران فوق مدينة هانوفر الألمانية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب) play-circle

هجوم روسي واسع على أوكرانيا عشية لقاء زيلينسكي وترمب

أعلن ​الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت أن روسيا هاجمت أوكرانيا بما يقرب من ‌500 ‌طائرة ‌مسيَّرة و40 ⁠صاروخاً خلال ​الليل.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الولايات التحدة فرضت حظراً على جميع الطائرات المسيرة الجديدة المصنعة في الخارج (أ.ب)

الولايات المتحدة تحظر المسيّرات الصينية لأسباب أمنية

أعلنت لجنة الاتصالات الاتحادية الأميركية، أمس (الاثنين)، أنها ستفرض حظراً على الطائرات المسيرة الجديدة المصنعة في الخارج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
شؤون إقليمية مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب) play-circle

السلطات التركية تحقق في تحطم مسيرة بعد أيام من إسقاط أخرى

قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الجمعة، إنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيرة روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان-10» في مدينة قوجه إيلي بشمال غرب ‌البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

زيلينسكي ينفي محاولة استهداف مقر بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً لكبار القيادات العسكرية في موسكو الاثنين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً لكبار القيادات العسكرية في موسكو الاثنين (رويترز)
TT

زيلينسكي ينفي محاولة استهداف مقر بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً لكبار القيادات العسكرية في موسكو الاثنين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً لكبار القيادات العسكرية في موسكو الاثنين (رويترز)

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن أوكرانيا حاولت مهاجمة مقر إقامة ‌الرئيس فلاديمير بوتين ‍في منطقة نوفجورود.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن لافروف قوله إن موسكو ستغير نتيجة لذلك موقفها في المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وسارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لنفي الاتهام الروسي واصفاً إياه بـ«جولة أخرى من الأكاذيب». وأبلغ الصحافيين عبر تطبيق ‌«واتساب» بأن ‍روسيا ‍تسعى عبر ‍تصريحات من هذا القبيل إلى تقويض التقدم المحرز في محادثات السلام الأوكرانية .

وكان زيلينسكي قد أكد أنّ واشنطن اقترحت على كييف ضمانات أمنية «متينة» لمدة 15 عاماً قابلة للتجديد في مواجهة روسيا، مشيراً إلى أنّه طلب من الولايات المتحدة مدة أطول خلال لقائه الرئيس دونالد ترمب، أول من أمس.

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع بوتين.


«تسونامي الذكاء الاصطناعي» يعصف بالوظائف


«الذكاء الاصطناعي في العالم المادي» على شاشة أمام مشاركين بمؤتمر لعرض التطورات في تكنولوجيا القيادة الذاتية بكاليفورنيا في 11 ديسمبر 2025 (رويترز)
«الذكاء الاصطناعي في العالم المادي» على شاشة أمام مشاركين بمؤتمر لعرض التطورات في تكنولوجيا القيادة الذاتية بكاليفورنيا في 11 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

«تسونامي الذكاء الاصطناعي» يعصف بالوظائف


«الذكاء الاصطناعي في العالم المادي» على شاشة أمام مشاركين بمؤتمر لعرض التطورات في تكنولوجيا القيادة الذاتية بكاليفورنيا في 11 ديسمبر 2025 (رويترز)
«الذكاء الاصطناعي في العالم المادي» على شاشة أمام مشاركين بمؤتمر لعرض التطورات في تكنولوجيا القيادة الذاتية بكاليفورنيا في 11 ديسمبر 2025 (رويترز)

تشهد سوق العمل العالمية تحوّلاً سريعاً بفعل الذكاء الاصطناعي، لا يقتصر على الوظائف الروتينية بل يمتد إلى أدوار مهنية متقدمة، ما يخلق «تسونامي» يهدد ملايين الموظفين حول العالم. ووفق خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، فقد تسبب الذكاء الاصطناعي في 2025 بفقدان نحو 14 مليون شخص وظائفهم، مع توقعات بزوال ما يصل إلى 92 مليون وظيفة خلال السنوات الخمس المقبلة. لكنه في المقابل سيولد 170 مليون وظيفة جديدة.

وحسب الخبراء، لا يقتصر التحوّل الحالي على أتمتة المهام التقليدية، بل يعيد رسم طبيعة الوظائف نفسها، وأكد هؤلاء أن الشركات تتجه إلى الذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف ورفع الكفاءة، ما يقلّص الحاجة إلى العمالة البشرية في مجالات مثل خدمة العملاء، وإدخال البيانات، والتحليل الأولي، بينما قد تظهر فرص جديدة في قطاعات متقدمة تتطلب مهارات معرفية ورقمية عالية.


لافروف: ينبغي عدم اختزال العلاقات الروسية الأميركية في المشكلة الأوكرانية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)
TT

لافروف: ينبغي عدم اختزال العلاقات الروسية الأميركية في المشكلة الأوكرانية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، إنه لا ينبغي اختزال العلاقات الروسية الأميركية في المشكلة الأوكرانية، مشيراً إلى أن الاتصالات مع واشنطن بشأن تطبيع العلاقات مستمرة منذ فبراير (شباط).

وأضاف، في تصريحات نقلتها وكالة «نوفوستي»، أن فريقي التفاوض التابعين لوزارتي الخارجية الروسية والأميركية يهدفان لاستعادة عمل البعثات الدبلوماسية، لكنه أكد ضرورة الانتقال في الحوار مع أميركا إلى قضايا استئناف حركة الطيران وإعادة الممتلكات الدبلوماسية.

وقال وزير الخارجية الروسي إن الغرب يدرك أن المبادرة الاستراتيجية في أوكرانيا في يد الجيش الروسي تماماً، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحاول يومياً حل النزاع في أوكرانيا ويحاول عدم الخضوع لضغوط كييف وأوروبا.

وشدد لافروف على ضرورة إجراء انتخابات في أوكرانيا في ضوء انتهاء ولاية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لافتاً إلى أن موسكو تعتقد أن إدارة ترمب تشاركها الرأي في هذا الصدد.

وقال: «لا يمكن أن تكون الانتخابات في أوكرانيا ذريعة لوقف إطلاق النار وإعادة تسليح الجيش الأوكراني... على أوكرانيا والغرب الاعتراف بالواقع الإقليمي الجديد بعد عامي 2014 و2022».

وأكد لافروف ضرورة وضع ضمانات ملزمة قانوناً للقضاء على الأسباب الجذرية للصراع في أوكرانيا.

وعلى صعيد العلاقات مع أميركا قال إن روسيا تراقب عن كثب الخطوات الأميركية في مجال الاستقرار الاستراتيجي، لافتاً إلى أن موسكو تنتظر أن تكمل الولايات المتحدة دراستها لمبادرة الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.

وأضاف: «تنتظر دول عديدة رداً أميركياً واضحاً على اقتراح روسيا بشأن معاهدة ستارت الجديدة».

ورداً على سؤال بشأن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، قال لافروف إن موسكو تعكف على إعداد الرد على قرار الاتحاد بحظر تصاريح السفر «شنغن» على الروس.