روسيا جعلت إنتاج الطائرات المسيّرة أولوية قصوى... والآن تملأ السماء بأسرابها

أنشأت وحدة نخبوية تسمى «روبيكون» وتخطط لبناء فرع عسكري كامل تحت مسمى «قوات المسيّرات»

مسيّرة روسية أُسقطت خلال عرضها بـ«مقبرة» لمخلفات الحرب في خاركيف بأوكرانيا يوم 16 يوليو الماضي (نيويورك تايمز)
مسيّرة روسية أُسقطت خلال عرضها بـ«مقبرة» لمخلفات الحرب في خاركيف بأوكرانيا يوم 16 يوليو الماضي (نيويورك تايمز)
TT

روسيا جعلت إنتاج الطائرات المسيّرة أولوية قصوى... والآن تملأ السماء بأسرابها

مسيّرة روسية أُسقطت خلال عرضها بـ«مقبرة» لمخلفات الحرب في خاركيف بأوكرانيا يوم 16 يوليو الماضي (نيويورك تايمز)
مسيّرة روسية أُسقطت خلال عرضها بـ«مقبرة» لمخلفات الحرب في خاركيف بأوكرانيا يوم 16 يوليو الماضي (نيويورك تايمز)

عندما أدخلت روسيا الطائرات المسيّرة الانتحارية الإيرانية في حربها ضد أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، تصدرت العناوين في جميع أنحاء العالم بعد أن أطلقت 43 منها على أوكرانيا في ضربة واحدة.

هذا الشهر، وفي ليلة واحدة فقط، أرسلت روسيا أكثر من 800 طائرة مسيّرة متفجرة ووسائل خداع عبر الحدود.

هذه الزيادة الهائلة هي نتيجة قفزات ضخمة في إنتاج روسيا للطائرات المسيّرة الهجومية ذات الاتجاه الواحد، والتي أصبحت أولوية للرئيس فلاديمير بوتين، وتُجمع الآن محلياً في منشأتين رئيسيتين. كما دفع الكرملين إلى زيادة كبيرة في إنتاج الطائرات المسيّرة التكتيكية الأصغر المستخدمة على الخطوط الأمامية، مستعيناً بحكومات إقليمية ومصانع وحتى طلاب مدارس ثانوية في روسيا ضمن هذا الجهد.

التوسع الروسي في الإمدادات، إلى جانب التكنولوجيا والتكتيكات الجديدة، خلق تحدياً هائلاً لأوكرانيا، التي تمتعت في بداية الحرب بتفوق في حرب المسيّرات سرعان ما تآكل.

تستخدم روسيا هذه الطائرات الهجومية، إلى جانب الصواريخ ووسائل التضليل، لإغراق الدفاعات الجوية وشن هجمات واسعة النطاق على منشآت إنتاج الأسلحة والبنية التحتية للطاقة والمدن الأوكرانية. وقد حققت أوكرانيا بدورها تقدماً كبيراً في تنفيذ هجمات بالطائرات المسيّرة داخل عمق الأراضي الروسية، حيث استهدفت يوم الأحد، مصفاة نفط رئيسية قرب سان بطرسبرغ. لكن الهجمات الروسية أكبر وأكثر تطوراً، مما يدفع الجيش الأوكراني إلى الإسراع بتعديل تكتيكاته للتصدي لها.

طائرة «رافال» فرنسية تحلّق بأجواء بولندا يوم 13 سبتمبر الجاري في إطار تعزيز حلف الناتو دفاعاته على الجبهة الشرقية ضد روسيا بعدما اخترقت مسيّرات روسية المجال الجوي البولندي (الجيش الفرنسي - أ.ف.ب)

وقد امتد التهديد إلى أراضي حلف الناتو الأسبوع الماضي. إذ قالت الحكومة البولندية إن ما لا يقل عن 19 طائرة روسية مسيّرة دخلت أجواءها بين مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، وأُسقط عدد قليل منها فقط. ثم أعلنت وزارة الدفاع الرومانية يوم السبت، أن مقاتلتين اعترضتا طائرة مسيّرة في الأجواء الرومانية خلال الهجمات الروسية على أوكرانيا المجاورة. وأظهرت الحادثتان مدى صعوبة الدفاع ضد مثل هذه الهجمات التي باتت موسكو قادرة على حشدها. وفي المستقبل قد تشمل الهجمات الروسية آلاف الطائرات المسيّرة في عملية واحدة.

وقال مايكل كوفمان، الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: «لقد وصلت الحرب إلى نقطة تحول جديدة في كيفية استخدام الطائرات المسيّرة، سواء على الجبهة الأمامية أو في حملات القصف التي تشنها روسيا وأوكرانيا».

وتزعم روسيا أن طائراتها المسيّرة الانتحارية تستهدف منشآت مرتبطة بالحرب. لكنها أيضاً أصابت مستشفيات ومدارس ومباني سكنية وحدائق يلعب فيها الأطفال، مما أودى بحياة العديد من الأوكرانيين.

أكثر من أي شيء آخر، تنشر هذه الطائرات الرعب، جالبةً الحرب إلى مدن بعيدة عن الجبهة، وغالباً في منتصف الليل، مما يجعل النوم شبه مستحيل في أثناء الهجمات الواسعة. الهدف هو إحباط الأوكرانيين واستنزاف إرادتهم على الصمود.

وقال كوفمان إن هناك فرقاً كبيراً بين الطائرات الصغيرة التي تستخدمها روسيا على الخطوط الأمامية لدفع قواتها إلى الأمام، وبين الطائرات الانتحارية التي تُستخدم في القصف. وأضاف: «رغم كل الأضرار، ما نعرفه عن محاولات كسب الحروب عبر القصف وحده يشير إلى أنها ليست كافية لتحقيق النصر. هذه ليست حرب خاطفة، والخاطفة لم تنجح مع ألمانيا أيضاً».

دمار عقب هجوم بمسيّرات روسية على سومي شمال شرقي أوكرانيا يوم 12 سبتمبر الجاري (د.ب.أ)

أعداد هائلة

بدأت روسيا في تصعيد هجماتها بالطائرات المسيّرة في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وهو أول شهر خلال الحرب تطلق فيه أكثر من 1000 طائرة مسيّرة على أوكرانيا، وفقاً لقاعدة بيانات أنشأتها «نيويورك تايمز» باستخدام أرقام من سلاح الجو الأوكراني.

هذا العام، قفزت الأعداد بشكل هائل. فقد أرسلت روسيا حتى الآن أكثر من 34 ألف طائرة مسيّرة هجومية ووسائل خداع إلى أوكرانيا في 2025، أي ما يقرب من تسعة أضعاف العدد في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات «التايمز». وقالت أوكرانيا إنها أسقطت أو عطّلت إلكترونياً 88 في المائة من هذه الطائرات هذا العام، وهو انخفاض عن نسبة 93 في المائة التي أُعلن عنها عام 2024.

وخلال ليلة واحدة في أول عطلة نهاية أسبوع من هذا الشهر، أرسلت روسيا عدداً قياسياً بلغ 810 طائرات مسيّرة هجومية وخداعية. وزعمت أوكرانيا أنها أسقطت نحو 92 في المائة منها، لكن ذلك يعني أن 63 طائرة وصلت إلى أهدافها. وقالت أوكرانيا إن 54 منها أصابت أهدافاً في 33 موقعاً مختلفاً. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه البيانات بشكل مستقل.

ثورة في الإنتاج

تقف خلف هذه الأعداد الهائلة ثورة في إنتاج الطائرات المسيّرة داخل روسيا.

فقد أوضحت حكومة بوتين السلطوية من أعلى المستويات أن الطائرات المسيّرة أولوية حيوية للأمة، وحشدت الموارد العامة والخاصة لبناء إمبراطورية لإنتاجها.

انفجار طائرة من دون طيار يضيء السماء خلال غارة روسية بطائرة «درون» وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا يوم 25 مايو الماضي (رويترز)

وفي منتدى اقتصادي عُقد مؤخراً في مدينة فلاديفوستوك الروسية، قدّمت كل منطقة روسية تقريباً عرضاً عن الطائرات المسيّرة التي تنتجها. جرى الاستعانة بطلاب وعمال أجانب في عملية التصنيع. كما استفادت روسيا من علاقاتها الوثيقة مع إيران والصين للحصول على الخبرات والقطع.

ويُقدّر محللون أن روسيا قادرة الآن على إنتاج نحو 30 ألف طائرة هجومية على الطراز الإيراني سنوياً، ويرى بعضهم أن الرقم قد يتضاعف في 2026.

هذه الزيادات تفسر سبب استمرار معاناة أوكرانيا من الهجمات رغم تطويرها دفاعات جوية متقدمة وتقنيات مسيّرات خاصة بها.

وقال ميكولا بيلييسكوف، المحلل العسكري في «المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية» التابع للحكومة الأوكرانية:

«الأمر بسيط وواضح. بدأوا بمئات في الشهر، ثم 2000 إلى 3000 شهرياً في الربع الأول من هذا العام، والآن 5000 إلى 6000 شهرياً. ومن المؤكد أن المزيد منها سيخترق دفاعاتنا الجوية».

تكتيكات وتقنيات جديدة

تطورت الطائرات تقنياً أيضاً، فأصبحت مجهزة بأنظمة توجيه أفضل، ومقاومة أقوى للتشويش، ورؤوس حربية جديدة.

كما غيّرت روسيا تكتيكاتها.

فهي ترسل الطائرات الهجومية في أسراب أو موجات، وتوجهها في مسارات معقدة لتشتيت الانتباه عن الأهداف الحقيقية. وترسل المزيد من الطائرات الخداعية المصنوعة من الفوم المطلي والخشب الرقائقي، التي تحتوي أحياناً على رؤوس متفجرة صغيرة ويصعب تمييزها عن الطائرات الفعلية في السماء. كما تتجنب الحقول المفتوحة، حيث تعمل فرق الدفاع الجوي الأوكرانية، مفضلةً التحليق فوق الأنهار والغابات. وبمجرد دخولها المدن، يصبح إسقاطها أصعب بسبب المباني العالية والمخاطر على المدنيين.

ومع ازدياد الإنتاج الروسي للطائرات الهجومية والخداعية، هرعت أوكرانيا إلى ابتكار وسائل جديدة لإسقاطها.

فقد أسقطت وحدات الدفاع الجوي هذه الطائرات من السماء. وتقوم فرق متنقلة من الجنود على شاحنات صغيرة بإسقاطها باستخدام رشاشات ثقيلة. كما طوّرت أوكرانيا وسائل للتشويش الإلكتروني عليها.

لكنَّ الأنظمة الغربية المتقدمة والباهظة الثمن تحمي أساساً المدن الكبرى والبنية التحتية الرئيسية، وهي مصمَّمة بالأساس للتصدي للصواريخ.

وقال كونراد موزيكا، المحلل العسكري في شركة «روشان» للاستشارات ببولندا، إنه من الصعب الاعتماد على الأرقام الرسمية الأوكرانية، مرجحاً أن الوضع أسوأ مما يصوره سلاح الجو. وأضاف: «أعتقد أنهم يُسقطون عدداً من الطائرات أقل مما يعلنون عنه».

إنها لعبة مستمرة من الكر والفر.

فمع ارتفاع تحليق الطائرات الروسية، ردَّت أوكرانيا باستخدام طائرات اعتراضية رخيصة مزوَّدة برادار. لكن استخدامها ما زال محدوداً، حسب كوفمان، محلل مؤسسة «كارنيغي».

وقال: «إذا تمكنوا من توسيع إنتاجها ونشرها على نطاق واسع، فقد يتمكنون من معالجة مشكلة الإغراق بمرور الوقت. الأمر يتعلق بالإنتاج والتوسع في النشر».

وعلى الجبهة، قال كوفمان إن روسيا تقلص الفجوة مع أوكرانيا في مجال المسيّرات، وهو تطور مقلق لأوكرانيا التي اعتمدت طويلاً على تفوقها في حرب المسيّرات لتعويض قلة عديدها وتسليحها. فقد ابتكرت روسيا الاستخدام الواسع لمسيّرات تتجنب التشويش بالاتصال بالمشغّلين عبر كابلات ألياف بصرية طويلة. كما أنشأت وحدة نخبوية تسمى «روبيكون»، وتخطط لبناء فرع عسكري كامل تحت مسمى «قوات المسيّرات».

وقال كوفمان إن تفوق أوكرانيا «تضاءل في الأشهر الأخيرة مع نشر روسيا تشكيلات مسيّرات نخبوية خاصة بها وتحسين تنظيم عملياتها».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا قبل اجتماع زيلينسكي وترمب

أوروبا مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب) play-circle

هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا قبل اجتماع زيلينسكي وترمب

كشف عمدة مدينة كييف فيتالي كليتشكو أن خمسة أشخاص أصيبوا في كييف، وتضررت البنية التحتية المدنية أيضاً بسبب هجمات صاروخية روسية على أوكرانيا خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الولايات التحدة فرضت حظراً على جميع الطائرات المسيرة الجديدة المصنعة في الخارج (أ.ب)

الولايات المتحدة تحظر المسيّرات الصينية لأسباب أمنية

أعلنت لجنة الاتصالات الاتحادية الأميركية، أمس (الاثنين)، أنها ستفرض حظراً على الطائرات المسيرة الجديدة المصنعة في الخارج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
شؤون إقليمية مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب) play-circle

السلطات التركية تحقق في تحطم مسيرة بعد أيام من إسقاط أخرى

قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الجمعة، إنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيرة روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان-10» في مدينة قوجه إيلي بشمال غرب ‌البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (الثاني من اليمين) يزور خط السكة الحديد الذي تعرض للتخريب بالقرب من ميكا - بولندا 17 نوفمبر 2025 (أ.ب) play-circle

مسؤولون غربيون: روسيا تحاول إغراق أوروبا بحملة تخريب واسعة

يقول مسؤولون غربيون إن روسيا تحاول إغراق أوروبا بحملة تخريب واسعة النطاق تشمل عدداً من الدول الأوروبية، أبرزها دول مجاورة لروسيا ودول داعمة لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (يسار) ورئيس ليتوانيا جيتاناس ناوسيدا (وسط) ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو (يمين) خلال المؤتمر الصحافي لقمة الجبهة الشرقية في «الناتو» في هلسنكي... فنلندا 16 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

بولندا: الدفاع المضاد للطائرات المسيّرة بات أولوية للاتحاد الأوروبي

قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، إن تطوير الدفاعات ضد الطائرات المسيّرة أصبح أولوية ستستثمر فيها دول الاتحاد الأوروبي بكثافة.

«الشرق الأوسط» (وارسو)

هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا قبل اجتماع زيلينسكي وترمب

مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب)
مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب)
TT

هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا قبل اجتماع زيلينسكي وترمب

مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب)
مواطنون يلجأون إلى محطة مترو الأنفاق خلال الغارات الجوية الروسية على كييف (أ.ف.ب)

أعلن عمدة مدينة كييف فيتالي كليتشكو أن خمسة أشخاص أصيبوا في كييف، وتضررت البنية التحتية المدنية أيضاً بسبب هجمات صاروخية روسية على أوكرانيا خلال الليل.

وكانت القوات الروسية قد شنت موجة أخرى من الهجمات الصاروخية على أوكرانيا خلال الليل قبل يوم واحد من اجتماع مرتقب بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترمب. واستهدفت الهجمات عدة مناطق بما في ذلك تشيرنيهيف، وميكولايف، وخاركيف، وجيتومير، حسبما أفاد سلاح الجو الأوكراني اليوم (السبت).

وقال زيلينسكي إن الهجوم الواسع على كييف يظهر أن روسيا «لا تريد إنهاء الحرب».

ووردت أنباء عن وقوع انفجارات في مواقع متعددة، بما في ذلك العاصمة، حيث أبلغ العمدة عبر تطبيق «تلغرام» عن وقوع عدة انفجارات، وقال إن الدفاعات الجوية كانت نشطة.

وأفاد الحاكم العسكري لكييف ميكولا كالاشنيك بإصابة شخص واحد في المنطقة، وتضرر البنية التحتية المدنية.

شرطي يقف بجوار سيارة دُمرت خلال غارة جوية روسية مسائية على خاركيف الأوكرانية (رويترز)

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن صواريخ «كينغال» فرط الصوتية كانت من بين الأسلحة المستخدمة، مع استهداف البنية التحتية للطاقة حسبما ورد. ولم يتضح بعد الحجم الكامل للأضرار.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية حالة تأهب جوي على مستوى البلاد في الساعات الأولى من صباح اليوم (السبت)، مشيرة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن طائرات مسيَّرة تحلق فوق عدة مناطق أوكرانية، بما في ذلك العاصمة.

وسمع مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» دوي عدة انفجارات قوية ترافقت مع وميض ساطع أضاء الأفق باللون البرتقالي.

أشخاص يحتمون في محطة المترو خلال هجوم روسي على كييف (رويترز)

وبعد مرور نحو ثلاث ساعات، أعلنت الإدارة العسكرية الإقليمية في كييف أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية بسبب اقتراب طائرة مسيّرة.

كما كشفت إدارة مدينة كييف اليوم أن التدفئة انقطعت ‌عن ‌أكثر ‌من ⁠2600 ​مبنى ‌سكني و187 حضانة و138 مدرسة في العاصمة الأوكرانية بعد هجوم ⁠روسي وقع خلال ‌الليل. وحامت درجة الحرارة في كييف حول الصفر المئوي صباح اليوم. وقالت ​السلطات في منطقة كييف، التي ⁠تحيط بالعاصمة لكنها لا تشملها، إن الكهرباء انقطعت عن 320 ألف أسرة بعد الهجوم.

يأتي هذا في الوقت الذي من المقرر أن يغادر فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لبحث خطة معدلة لإنهاء الحرب مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في فلوريدا الأحد.

وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على الغزو الروسي، تسارعت وتيرة المحادثات في الأسابيع الأخيرة بهدف إيجاد حل للنزاع يستند إلى خطة وضعها ترمب.

وتتهم روسيا زيلينسكي وداعميه من الاتحاد الأوروبي بالسعي لـ«نسف» الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

وتدعو الخطة الجديدة المعدلة المكونة من 20 نقطة إلى تجميد خط المواجهة الحالي دون تقديم حل فوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على أراضٍ تشكل أكثر من 19 في المائة من أوكرانيا.

من جهتها، كشفت ​الوكالة البولندية للملاحة الجوية على موقع «إكس» اليوم (السبت) أنه تم إغلاق مطارَي ‌جيشوف ولوبلين في ‌جنوب شرقي ⁠بولندا ​مؤقتاً ‌بعد أن نفذ الطيران العسكري البولندي والحليف عمليات جوية داخل المجال الجوي البولندي بسبب ⁠هجمات روسية ‌على أهداف داخل الأراضي الأوكرانية.

وأضافت الوكالة أن القرار جاء «بسبب ضرورة ضمان حرية عمل الطيران ​العسكري»، ولذلك تم إغلاق المطارين ⁠مؤقتاً أمام الحركة المدنية.

وتابعت أنه بعد انتهاء العمليات العسكرية في الأجواء، استأنف المطاران نشاطهما، وعاد العمل فيهما بشكل ‌طبيعي.


ترمب وزيلينسكي يضعان غداً اللمسات الأخيرة على «اتفاق السلام»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)
TT

ترمب وزيلينسكي يضعان غداً اللمسات الأخيرة على «اتفاق السلام»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي يوم 25 يونيو (د.ب.أ)

يجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في فلوريدا، غداً، لمناقشة القضايا المتعلقة بالأراضي، والتي تعدُّ أبرز عقبة في المحادثات الرامية لإنهاء الحرب، مع اقتراب وضع اللمسات الأخيرة على «إطار السلام» المكوَّن من 20 نقطة، واتفاق الضمانات الأمنية.

وقال زيلينسكي إنَّ الاجتماع سيبحث القضايا الحساسة، والتي تشمل إقليمَ دونباس ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية، فضلاً على «قضايا أخرى مطروحة على الطاولة ‌أيضاً». ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن زيلينسكي قوله إنَّه «مستعد» للدعوة لاستفتاء على خطة ترمب بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وتزامناً مع الإعلان عن لقاء فلوريدا، أكّد الكرملين أن يوري أوشاكوف، مساعدَ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية، أجرى اتصالاتٍ مع أعضاء في الإدارة الأميركية عقبَ تلقي موسكو مقترحات أميركية بشأن «اتفاق السلام» المحتمل.


فرنسا تفتح تحقيقاً ضد موقع بريطاني يسوّق دمى جنسية طفولية الملامح

سيارات شرطة في باريس (أ.ف.ب)
سيارات شرطة في باريس (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تفتح تحقيقاً ضد موقع بريطاني يسوّق دمى جنسية طفولية الملامح

سيارات شرطة في باريس (أ.ف.ب)
سيارات شرطة في باريس (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة في باريس عن فتح تحقيق يطول الموقع البريطاني «ليتل سيكس دولز» المتّهم بتسويق دمى جنسية طفولية الملامح.

ومع هذا التحقيق الجديد، يرتفع إلى خمسة عدد التحقيقات التي فتحتها النيابة العامة في باريس في الفترة الأخيرة بحقّ منصات تجارة إلكترونية، على خلفية استغلال الأطفال في مواد إباحية.

كانت المفوّضة السامية للطفولة في فرنسا سارة الحيري قد قالت، الاثنين، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها أحالت قضية موقع «ليتل سيكس دولز» (Little sex dolls) الذي يرسل بضائعه إلى فرنسا إلى القضاء.

وأعلنت النيابة العامة أنها كلّفت المديرية الوطنية للشرطة القضائية بالتحقيق في المسألة فور تلقّي البلاغ من المفوّضة السامية التي أشارت إلى أن «هذه المنتجات خطرة وهي تغذّي أنماط سلوك إباحية وتعرّض أمن الأطفال للخطر»، مطالبة بـ«تعميم هويات مشتري هذه المنتجات على السلطات المعنية».

وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، أثار رصد دمى جنسية طفولية الملامح على منصة عملاق التجارة الإلكترونية الصيني «شي إن» ضجّة كبيرة.

ومذاك، فتحت النيابة العامة تحقيقات تطول «شي إن» و«علي إكسبرس» و«تيمو» و«ويش»، على خلفية «نشر رسائل عنيفة أو إباحية أو تمسّ بالكرامة هي في متناول القاصرين».

ونفّذت الشرطة الفرنسية في منتصف ديسمبر (كانون الأول) عملية واسعة طالت نحو 20 شخصاً يشتبه في أنهم اشتروا هذا النوع من الدمى.