ليلة تسوركوف الأخيرة في بغداد... «وحيدة في منزل قرب دجلة»

«كتائب حزب الله» تخلصت من الإسرائيلية بلا صفقة... ورئيس الحكومة أنعش آماله رغم الألغام

TT

ليلة تسوركوف الأخيرة في بغداد... «وحيدة في منزل قرب دجلة»

إليزابيث تسوركوف في سيارة إسعاف إلى المستشفى بعد إطلاق سراحها في رامات جان بإسرائيل يوم 10 سبتمبر 2025 (رويترز)
إليزابيث تسوركوف في سيارة إسعاف إلى المستشفى بعد إطلاق سراحها في رامات جان بإسرائيل يوم 10 سبتمبر 2025 (رويترز)

وصلت «كتائب حزب الله»، في الأسبوع الأول من سبتمبر (أيلول) 2025، إلى قناعة بأن عليها التخلص سريعاً من المختَطَفة إليزابيث تسوركوف، ولو بصفقة خاسرة، وفق مصادر رسمت صورة النهاية لعلاقة الفصيل مع ما يُعرَف بـ«تنسيقية المقاومة العراقية»، بينما تحدثت عن ترتيبات معقدة للإفراج عن المختطفة، شملت اتصالات بين جهات أمنية وفصائلية وتنقلات بين موقعين، إذ تُركت تسوركوف وحيدة في أحدهما 4 ساعات قبل وصول القوة المكلّفة تسلمها ونقلها.

تحدثت «الشرق الأوسط» مع مسؤول في الخارجية الأميركية ومستشارين حكوميين وعناصر أمن وأشخاص في فصيلين مسلحين، للإحاطة بكواليس ما قيل إنها «عملية تحرير» تسوركوف، يوم 9 سبتمبر (أيلول) 2025، وخلصت المقابلات إلى أن الحكومة العراقية حرّكت مساراً أمنياً ضد الجهة الخاطفة، بالتزامن مع رسائل أميركية «مشددة» عن تداعيات استمرار الاختطاف، في وقت استشعرت فيه «كتائب حزب الله» بأنها استنفدت الفرص الممكنة من الاحتفاظ بالمختطفة فترة أطول، فقامت بتسليمها.

وفهمت «الشرق الأوسط» من مستشارين وعناصر في فصيلين مسلحين، أن «الكتائب» أُجبرت على تسليم إليزابيث «بعد حصار سياسي ومفاوضات تصاعدت منذ أغسطس (آب) بسبب ضغوط من الحكومة العراقية والولايات المتحدة».

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «إطلاق طالبة جامعة برينستون، إليزابيث تسوركوف، جاء بعد شراكة حاسمة مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني».

ومع تداول صور تسوركوف وهي في طريقها إلى أحد مستشفيات إسرائيل، صباح 11 سبتمبر (أيلول)، أبلغ مسؤول في «كتائب حزب الله»، «الشرق الأوسط»، بأن «الفصيل قدّم تنازلاً من أجل الأمن العام، ولعدم إحراج الحكومة ودعمها».

وفُقد أثر تسوركوف، طالبة الدكتوراه في جامعة برينستن الأميركية، في العراق، مارس (آذار) 2023. واتهمت إسرائيل «كتائب حزب الله» العراقي بخطفها. وفي مايو (أيار) 2025، كشفت «الشرق الأوسط»، نقلاً عن مصادر، أن مفاوضات إطلاق المختطَفة الإسرائيلية في العراق وصلت إلى مرحلتها النهائية، ولم يبقَ سوى الإفراج عنها.

صورة شخصية التقطتها إيما تسوركوف (على اليمين) في سبتمبر 2018 تظهر هي وإليزابيث تسوركوف في وادي سانتا كلارا بكاليفورنيا (أ.ب)

تسليم بلا صفقة

في الساعات الأولى بعد الإفراج عنها وتسليمها إلى سفارة واشنطن في بغداد، أشاع مقربون من «الكتائب» أن صفقة الإفراج عن تسوركوف تضمنت «التزاماً بانسحاب أميركي كامل وتجنيب العراق الدخول في صراع جديد». كما استندت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إلى مصادر عراقية للقول إن إسرائيل «ستقوم بتسليم عناصر لبنانية وعراقية، بينها عنصر البحرية، عماد أمهز، الذي اعتقلته قوة كوماندوز إسرائيلية، في البترون شمال لبنان، نوفمبر (تشرين الثاني) 2024».

لكن مصادر سياسية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان لم يُبلغ باستعادة أحد مواطنيه، وبيئة «حزب الله» لم تتلقَّ حتى لحظة خطاب أمينه العام نعيم قاسم، يوم 10 سبتمبر، أن رجلها أمهز سيكون ضمن صفقة تبادل. إلا أن قائد فصيل عراقي كان حليفاً ميدانياً لـ«كتائب حزب الله» أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «تسوركوف سُلّمت بلا أي صفقة».

وقال سياسي ناشط في تحالف «الإطار التنسيقي» الذي يقود الحكومة العراقية ويضم جماعات من «محور المقاومة»، إن مشهد تسليم تسوركوف إلى إسرائيل يكتب بداية انقسام غير مسبوق بين تحالف فصائل كان يعمل معاً تحت مظلة «الحرس الثوري» قبل أن تقرر مجموعة منها الانسجام مع الحكومة، دون أن تظهر طهران أي رد فعل حتى الآن. وتابع: «(الكتائب) تشعر بمرارة الخيانة، حتى من فصائل شيعية موالية لإيران».

تسوركوف «وحيدة في المنزل»

انخرطت جهات متعددة في عملية تسليم تسوركوف. وبسبب التنافس ومصالح سياسية متضاربة، قدّم أشخاص اطّلعوا أو شهدوا مراحل من العملية روايات متضاربة عن الساعات الأخيرة التي قضتها تسوركوف في بغداد، قبل أن تقلع طائرتها إلى تل أبيب، بعد توقف مؤقت في مطار دولي، على البحر المتوسط.

تعقبت «الشرق الأوسط» رواية بارزة حظيت بتقاطع غالبية المصادر، وتبيّن أن تسوركوف «تُركت لوحدها في منزل مستأجر 4 ساعات قبل وصول القوة الحكومية المكلّفة نقلها وتسليمها إلى السفارة الأميركية».

قالت المصادر إن «الجهة الخاطفة نقلت المختطفة في اليوم الأخير قبل تسليمها إلى منزل في حي الجادرية الراقي وسط بغداد، بالقرب من المبنى الجديد للبنك المركزي العراقي».

ويُفضّل غالبية قادة أحزاب شيعية وزعماء فصائل السكن في هذا الحي القريب من ضفاف نهر دجلة، ويضم فيلات فاخرة ومجمعات تجارية. في السنوات الأخيرة أخذ الحي يتوسع بسبب ما يُعتقد أنه انفجار مصالح مالية لفاعلين في هذه الجهات.

بحسب المصادر، فإن المنزل يعود لسياسي متقاعد كان قد استأجره قيادي بارز في فصيل مسلح، لاستخدامه في تنفيذ مهمات خاصة، واجتماعات مع مسؤولين على صلة بالفصيل.

صورة جوية لجانب من بغداد في حي الجاردية الراقي القريب من ضفاف نهر دجلة (متداولة)

اختطفت بعد جراحة في الظهر

وصل رجال بزي عسكري إلى المنزل وهم يصطحبون تسوركوف. كان أحدهم يحاول مساعدتها على النزول من السيارة الفاخرة المظلّلة بسبب آلام في ظهرها.

وأبلغ مسؤول حكومي عراقي «الشرق الأوسط» بأن «تسوركوف أجرت عملية جراحية في عمودها الفقري قبل اختطافها بنحو أسبوع»، ولأنها قضت فترة التعافي من الجراحة وهي تتنقل مع الخاطفين بين مواقع مختلفة، تفاقمت حالتها، وتضررت قدرتها على الحركة بشكل واضح.

وأظهرت لقطات بثتها القناة «i24» الإسرائيلية يوم 11 سبتمبر (أيلول) تسوركوف، وهي تتكئ على شخص بينما كانت تقطع بصعوبة ممراً في أحد المستشفيات بتل أبيب.

غادر المسلحون المنزل بعد أن تركوا تسوركوف لوحدها هناك 4 ساعات، قبل أن يُبلغوا جهة أمنية بمكانها، بهدف تسلمها.

وقال أحد المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إن مفرزة أمنية ترددت للوهلة الأولى في التحرك إلى الموقع الذي حدده عناصر الفصيل المسلح، لكن قوة حكومية كانت قد وصلت إلى هناك ودخلت المنزل، و«عثرت على تسوركوف وحيدة».

خلال فترة احتجازها، قام عناصر من «الكتائب» بنقلها بين مواقع وأبنية مختلفة، كان بينها منزل بواجهة متهالكة للتمويه على فيلا فخمة مكثت فيها تسوركوف إحدى فترات احتجازها.

وقال مسؤول في جهاز أمني، تولّى لفترة مراقبة عناصر من «الكتائب» إن القوات الأميركية كانت قد رصدت مرتين موقع تسوركوف، لكنها لم تنجح في الوصول إليها.

كما أشار مسؤول حكومي إلى أن «عمليات أمنية جرت في فترات متباعدة خلال فترة اختطافها، في محاولة لتحريرها، استناداً إلى معلومات استخبارية، لكنها جميعاً لم تُكلّل بالنجاح».

إليزابيث تسوركوف مع عائلتها في مستشفى تل هشومير بإسرائيل (i24)

رسائل أميركية

أخذت مفاوضات الإفراج عن تسوركوف منحى ضاغطاً خلال الشهرين الماضيين بين فريق يضم عدداً محدوداً من الأشخاص في رئاسة الحكومة، و«كتائب حزب الله»، وفق مستشار سياسي ومسؤول أمني في الحكومة، طلبا عدم الكشف عن هويتهما.

قال أحدهما: «الطرف الآخر (كتائب حزب الله) لم يعد يملك الأوراق نفسها بعد الاشتباك مع الجيش العراقي في جنوب بغداد، يوليو (تموز) الماضي».

كان رئيس الحكومة قد اتهم «كتائب حزب الله» علناً بـ«خرق القانون»، في أعقاب إرساله قوة من الجيش اشتبكت مع لواء تابع للكتائب في منطقة السيدية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وزعم مصدران من فصيلين مسلحين أن «أشخاصاً من (قوة القدس) التابعة لـ(الحرس الثوري) يعملون بصفة مستشارين مع الفصائل، نصحوا (كتائب حزب الله) بعدم الرد والتصعيد مع الحكومة».

في تلك المرحلة من الصراع النادر بين الطرفين، نقل وسيط سياسي رسائل تبحث في إمكانية عقد صفقة مقابل إطلاق تسوركوف. «لكن الأمور لم تنتهِ لصالح (الكتائب) التي باتت تعتقد أن بقاء تسوركوف تحول إلى عبء»، بحسب ما قاله الوسيط.

ومع صباح يوم 9 سبتمبر (أيلول) كان الطرف الحكومي و«الكتائب» قد وصلا مرغمَين إلى نهاية قصة الاختطاف، بعد أن وجدت الحكومة أن الوقت مناسب للضغط على الفصيل، مستفيدة من رسائل أميركية حملت تحذيرات شديدة اللهجة.

ووقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم 6 سبتمبر (أيلول)، أمراً تنفيذياً، لمعاقبة مَن يحتجز مواطناً أميركياً خارج الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية، ماركو روبيو، في بيان صحافي، إن «الجهات الفاعلة المدرجة كدول راعية للاحتجاز غير المشروع ستواجه عقوبات شديدة».

في اليوم نفسه، باشر الدبلوماسي الأميركي جوشوا هاريس، مهام عمله قائماً بأعمال سفارة بلاده في بغداد. وقالت مصادر إنه حين التقى السوداني «تحدثا بشكل مقتضب عن اختراق وشيك في قضية تسوركوف».

وقال مستشار حكومي إن «الرسالة التي وصلت إلى (الكتائب) أظهرت استعداداً حكومياً للمواجهة من أجل منع الانحدار نحو تصعيد».

ومنذ أشهر، تحاصر روايات مقلقة أحزاب التحالف الشيعي الحاكم في بغداد، بأن الولايات المتحدة على وشك معاقبة النظام السياسي. ويعتقد مراقبون أن شيئاً ملموساً لم يحدث بعد، إلا أن بعض هذه التيارات «أظهرت قدرة براغماتية في القفز من سفينة محور المقاومة»، على حد تعبير سياسي شيعي.

إليزابيث تسوركوف تظهر في سيارة إسعاف لدى وصولها إلى مستشفى شيبا في رامات جان بإسرائيل يوم 10 سبتمبر 2025 (أ.ب)

مخالب «حزب الله» العراقي

يُعتقد على نطاق واسع داخل تحالف «الإطار التنسيقي» أن عاملين حاسمين حرّكا ملف تسوركوف؛ الأول يتعلق باحتمالات استهداف مواقع عسكرية عراقية تابعة للفصائل، والثاني «تزايد الشعور بأن (كتائب حزب الله) بدأت تفقد القدرة على استخدام مخالبها».

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «إطلاق تسوركوف تجسيد عملي لمفهوم (السلام من خلال القوة)»، دون مزيد من التفاصيل. كما شدد قائد فصيل مسلح بارز، على أن «رصاصة واحدة لم تُطلق خلال عملية تحرير تسوركوف».

وأكد أحد أعضاء الفريق الحكومي المكلّف بالقضية، أن «الحكومة مارست ضغوطاً أمنية وسياسية على جهات ذات صلة، لضمان عدم استغلال الاختطاف لفرض فدية أو إجراء تبادل للأسرى». ووصف سياسي عراقي العملية بأنها «معركة لم يُسمَع فيها صوت سحب الزناد».

مساء يوم 9 سبتمبر (أيلول)، وصل رجال أمن من قوة حكومية، مع مسؤولين بارزين في مكتب رئيس الحكومة لتسلم تسوركوف. كانت منهكة وهي تستمع إلى شرح من أحد الأشخاص حول بروتوكول نقلها: «أنتِ حرة الآن (...) يمكنك الوثوق بمن في هذه الغرفة، سوف ننقلك إلى جناح فندقي قرب المنطقة الخضراء».

قالت المصادر إن تسوركوف استجابت للفريق الحكومي فقط بعد أن استمعت إلى تطمينات من أشخاص يتحدثون اللغة الإنجليزية. كانت تظن في البداية أنها لا تزال في عهدة الخاطفين.

حسب المصادر العراقية، فإن السلطات تحققت من هوية تسوركوف عبر وثائقها الرسمية، وأجرت فحصاً طبياً لتقييم حالتها الصحية. وقال مسؤول إن «الحكومة العراقية طلبت من السفارة الأميركية في بغداد إجراء فحص إضافي عند تسلمها».

مركبات مدرعة تابعة لقوات الأمن العراقية خارج السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد (رويترز)

ترمب يحصد الجائزة

خلال وجودها في الفندق، رفضت تسوركوف إجراء مقابلات مع مسؤولين عراقيين كانوا ينوون الحديث معها وتقديم هدايا. في تلك اللحظة، ترددت السفارة الأميركية في تسلم تسوركوف، بسبب حاجتها لإجراء اتصالات مع الإدارة الأميركية في واشنطن.

بينما كان الجميع ينتظر كتابة مشهد النهاية لقصة تسوركوف، باغت الرئيس الأميركي دونالد ترمب بغداد بإعلان استباقي لإطلاق تسوركوف. وقال مسؤول كان يعمل بالقرب من السوداني إن الأخير «امتعض من التسرُّع الأميركي، لكنه فضل في النهاية منح ترمب فوائد العملية وحصد الجائزة»، على حد تعبيره.

يُعتقد على نطاق واسع أن الحكومة وأحزاباً شيعية تحاول تأمين قناة تواصل مع الإدارة الأميركية، إذ تتصاعد الشكوك حول نية واشنطن مغادرة العراق وتركه في مهب العقوبات، بينما تستعد القوى الفاعلة لانتخابات باتت توصف محلياً بأنها «الأشد أهمية» منذ عام 2003.

ويتشبث السوداني بكل الآمال الممكنة للفوز بولاية ثانية، رغم محاولات حلفائه في «الإطار التنسيقي» إنزاله من القطار. ويعتقد مقربون منه أن «إطلاق تسوركوف يجعل منه شريكاً قوياً مع الفاعل الدولي»، على حد تعبير أحدهم. لكنه أشار إلى أن «التحالف الحاكم الآن منشغل بزرع الألغام، بعد أن تم التخلص من قنبلة تسوركوف».

وقال مسؤول عمل بالقرب من رئيس الحكومة العراقية في هذه العملية، إنها «تبرهن على التزام العراق بالتعاون الدولي حتى في أكثر القضايا تعقيداً وحساسية».

وقبل أن تأخذها عجلة مصفحة رفقة أفراد أمن تابعين إلى السفارة الأميركية إلى المطار، تمكنت تسوركوف من استعادة كتب ومقتنيات كانت قد جمعتها من أسواق بغداد قبل اختطافها، بينما زعم وسيط في مفاوضات تحريرها أن «الفصيل الذي كان يتحفظ عليها، وارتاح الآن من عبء ثقيل كان ينظر إليه مثل كنز ثمين، يبدأ مرحلة جديدة من التموضع في بغداد كجزء من حسابات سياسية لمرحلة ما بعد تحرير الباحثة الإسرائيلية».

ويوم الخميس 11 سبتمبر 2025، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن تسوكروف تحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، و«شكرت جميع الذين ساهموا في إطلاق سراحها».


مقالات ذات صلة

نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ) play-circle

نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، ‌إن تل أبيب على ​علم ‌بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

نتنياهو: إسرائيل وافقت على تعزيز التعاون الدفاعي مع اليونان وقبرص

​قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن إسرائيل وافقت على ‌تعزيز ‌التعاون الأمني ​​مع ‌اليونان ⁠وقبرص.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)

لماذا أغلقت حكومة نتنياهو إذاعة الجيش الإسرائيلي؟

صادقت الحكومة الإسرائيلية، الاثنين، على اقتراح قدمه وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بشأن إغلاق محطة إذاعة الجيش الإسرائيلي «غالي تساهال»، لتنهي مهامها في مارس (آذار)

«الشرق الأوسط» (تل أبيب - غزة)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (د.ب.أ)

الحكومة الإسرائيلية تصدّق على قرار إغلاق الإذاعة العسكرية

أقرت الحكومة الإسرائيلية، الاثنين، إغلاق الإذاعة العسكرية «غالي تساحال»، رغم معارضة المستشارة القضائية التي أعربت عن خشيتها من «التدخّل السياسي».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صاروخ باليستي إيراني يُعرَض بجانب لافتة تحمل صورة المرشد علي خامنئي وقادة من «الحرس الثوري» قُتلوا في هجمات إسرائيلية في أحد شوارع طهران (أرشيفية - رويترز) play-circle 01:12

«أكسيوس»: تحركات صاروخية إيرانية تثير مخاوف إسرائيل

حذرت إسرائيل إدارة الرئيس دونالد ترمب من أن إيران ربما تستخدم مناورة صاروخية للحرس الثوري الإيراني غطاء لشن ضربة على إسرائيل.


واشنطن تتدخل لتهدئة الاشتباكات بين «قسد» والأمن السوري

أفراد مسلحون من الشرطة العسكرية التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» يشاركون في مظاهرة تحت شعار «بإرادتنا سنحمي ثورتنا» في القامشلي السورية الأربعاء الماضي (رويترز)
أفراد مسلحون من الشرطة العسكرية التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» يشاركون في مظاهرة تحت شعار «بإرادتنا سنحمي ثورتنا» في القامشلي السورية الأربعاء الماضي (رويترز)
TT

واشنطن تتدخل لتهدئة الاشتباكات بين «قسد» والأمن السوري

أفراد مسلحون من الشرطة العسكرية التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» يشاركون في مظاهرة تحت شعار «بإرادتنا سنحمي ثورتنا» في القامشلي السورية الأربعاء الماضي (رويترز)
أفراد مسلحون من الشرطة العسكرية التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» يشاركون في مظاهرة تحت شعار «بإرادتنا سنحمي ثورتنا» في القامشلي السورية الأربعاء الماضي (رويترز)

أفادت مصادر في واشنطن للشرق الأوسط، بأن المبعوث الأميركي توم برّاك وقائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر، يجريان اتصالات لتهدئة الاشتباكات التي اندلعت مجدداً، الاثنين، بين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) والجيش السوري في حيي الشيخ مقصود والأشرفية عند مدخل حلب الشمالي، بهدف منع تصعيد تستفيد منه «داعش»، وتستفيد منه قوى إقليمية معادية.

واندلعت الاشتباكات بعد استهداف قناصة قوات (قسد) للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في انتهاك لاتفاقيات وقف إطلاق النار المبرمة بين الجانبين حيث يقاوم الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة خطط الاندماج في الحكومة الانتقالية في دمشق خوفاً من فقدان الحكم الذاتي شمال شرقي سوريا.

ويخيم شبح التدخلات الإيرانية على هذه الاشتباكات التي تستهدف تقويض سيطرة الحكومة السورية الجديدة، حيث كشفت تقارير استخباراتية أميركية، أن إيران تقوم بتكثيف جهودها للحفاظ على تدفق الأسلحة إلى سوريا وإلى ميليشياتها في المنطقة، والتكيف مع الإجراءات التي اتخذتها دمشق لتفكيك الطرق غير المشروعة لتهريب الأسلحة.

كما أشارت عدة تقارير إلى قيام «قسد» بتعزيز علاقاتها مع «حزب الله» في لبنان، وعقدت اجتماعاً سرياً في بيروت مع ممثلين من «حزب الله» برئاسة عمار الموسوي بهدف تقييم التحديات الأمنية في سوريا وسط الخلافات بين «قسد» وحكومة أحمد الشرع مع تجدد الاشتباكات العسكرية بين الجانبين.

دبلوماسيون عاينوا نفقاً لـ«حزب الله» حيّده الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني خلال جولة برفقة الجيش اللبناني بجنوب لبنان (مديرية التوجيه)

3 ممرات للتهريب

قال تقرير بمعهد دراسات الحرب (isw) إن إيران تعيد إحياء طرق التهريب، ومساعدة تنظيم «داعش» لشن هجمات داخلية لتقويض ثقة الولايات المتحدة بالشريك السوري، محذراً من تصاعد صراعات بالوكالة وانتشار شبكات التهريب في ظل حالة عدم الاستقرار التي تمر بها سوريا خلال المرحلة الانتقالية.

وكشفت التقارير أن تهريب الأسلحة الإيرانية إلى سوريا يتخذ مزيجاً من المسارات التقليدية وأخرى جديدة، لكن الطرق البرية والشاحنات تظل هي الأساسية في المسارات التي تتخذها طهران لتهريب الأسلحة عبر 3 ممرات أساسية، الأول من بغداد إلى دمشق عبر الرمادي والبوكمال ودير الزور وتدمر، والثاني من طهران عبر البصرة وبغداد والتنف إلى دمشق، أما الأقل نشاطاً فهو الطريق الثالث من إيران عبر الموصل والحسكة إلى اللاذقية؛ ما يسهل نقلها لاحقاً إلى «حزب الله» في لبنان. وتولي إيران أهمية كبيرة لشمال شرقي سوريا الذي تسيطر عليه «قوات سوريا الديمقراطية».

ضبط صواريخ من نوع «سام - 7» معدة للتهريب خارج البلاد في البوكمال شرق سوريا (سانا)

وكشفت التقارير أن الشحنات تشمل عبوات ناسفة وقذائف «هاون» وألغاماً مضادة للدبابات ومتفجرات بلاستيكية وصواريخ مضادة للطائرات وأنظمة دفاع جوي وقاذفات قنابل يدوية وطائرات من دون طيار. وتسربت تقارير عن شبكة أنفاق تحت الأرض بالقرب من الحدود السورية العراقية في البوكمال يرجح أن «الحرس الثوري» الإيراني أنشأها منذ عام 2018، وكان يستخدمها لنقل الأسلحة عبر سوريا إلى «حزب الله».

وتشير التقارير إلى أن الحكومة السورية الجديدة لا تملك قدرات واضحة لفرض السيطرة على جميع أراضيها، وأنها تحتاج إلى سنوات؛ كي تتمكن من ضبط الحدود، ومنع التهريب عبر أراضيها.

إحباط المحاولات

تجتهد السلطات السورية في التصدي لمحاولات التهريب الإيرانية، وفي ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أشادت القيادة المركزية الأميركية بالقيادة في دمشق، لاعتراضها شحنات متجهة إلى «حزب الله».

الخبير بشؤون الشرق الأوسط عطا محمد تبريز، ذكر أنه «لا توجد تقارير موثقة حول تصرفات إيران، لكن وسائل إعلام مختلفة نشرت تقارير حول جهود طهران لإعادة بناء قوات موالية لها في سوريا»، مضيفاً، أنها «تحاول التعاون مع القوات المعارضة لحكومة الشرع، وتضخيم أصواتها»، مؤكداً أنه لا إمكانية لقبول نفوذ إيران مرة أخرى في سوريا.

مراسم إعادة جثامين الجنود الأميركيين الذين قُتلوا في هجوم لتنظيم «داعش» في (أ.ب)

ويقول مايكل نايتس، الباحث الأول بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إنه على الرغم من أن انهيار نظام بشار الأسد أمر مشجع، فإن هذا لا يعني أن إيران، الداعم السابق لنظام الأسد، ستتخلى ببساطة عن استخدام سوريا لإعادة تشكيل «حزب الله» في لبنان.

ويشير نايتس إلى أنه مع رفع العقوبات عن سوريا، من المفترض أن تشهد تدفقاً من المركبات والأموال والمساعدات الإنسانية ومواد إعادة الإعمار والسلع الاستهلاكية، ومعظمها يتم عبر النقل بالشاحنات من الدول المجاورة. ويمكن لإيران بسهولة استخدام هذا التدفق لإعادة إمداد أذرعها في سوريا والعراق ولبنان بالسلاح.

ويحذر نايتس من أن إيران ليس لديها أي تردد في إبرام ترتيبات تكتيكية مع الجماعات الجهادية السنية - مثلما حدث في الماضي مع تنظيم «القاعدة» و«طالبان» - وقد تتبنى هذا التكتيك في سوريا مع تنظيم «داعش».


ائتلاف السوداني يطرح «مبادرة شاملة» لحسم ملف رئاسة وزراء العراق

جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)
جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)
TT

ائتلاف السوداني يطرح «مبادرة شاملة» لحسم ملف رئاسة وزراء العراق

جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)
جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)

أعلن ائتلاف «الإعمار والتنمية»، الذي يقوده رئيس الوزراء بحكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني، الاثنين، أنه بصدد طرح «مبادرة سياسية شاملة» لحسم منصب رئاسة الوزراء وإنهاء حالة الانسداد.

وذكر إعلام «تيار الفراتين»، الذي يتزعمه السوداني، في بيان، أن الأخير ترأس اجتماعاً دورياً للائتلاف في مكتبه، خُصص لمناقشة التطورات المتسارعة في المشهد السياسي، ومراجعة نتائج الحوارات المكثفة التي أجراها الائتلاف مع القوى السياسية والوطنية خلال المرحلة الماضية، فضلاً عن تثبيت ملامح رؤيته لإدارة الدولة في الاستحقاق المقبل.

وأشار البيان إلى أن ائتلاف «الإعمار» يعمل على «بلورة مبادرة سياسية متكاملة» تهدف إلى كسر حالة الانسداد السياسي، وإنهاء المراوحة التي عطّلت حسم ملف رئاسة مجلس الوزراء، من خلال طرح معالجات «واقعية» تستند إلى التوافق الوطني والاستحقاق الدستوري.

وأكد أن المبادرة تمثل خطوة سياسية مسؤولة لإعادة تحريك العملية السياسية ووضعها على مسارها الصحيح، مشيراً إلى أن تفاصيلها ستُطرح أمام قوى «الإطار التنسيقي» في اجتماعه المرتقب، بما يفتح الباب أمام تفاهمات سياسية جادة تفضي إلى تشكيل حكومة مستقرة وقادرة على إدارة المرحلة المقبلة.

وشدد البيان على أن المبادرة «تنطلق من قناعة راسخة لدى قيادة (تيار الفراتين) وائتلاف (الإعمار والتنمية) بضرورة حسم الخيارات السياسية بعيداً عن التسويف، والعمل على تشكيل حكومة قوية وفاعلة تعبّر عن تطلعات الشارع العراقي، وتضع أولويات الإصلاح والاستقرار السياسي والاقتصادي في صدارة برنامجها الحكومي».

إلى ذلك، قال العضو في ائتلاف «الإعمار والتنمية»، قصي محبوبة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبادرة ستكون عبارة عن شروط الائتلاف لاختيار رئيس الوزراء».

ولم يدلِ محبوبة بتفاصيل أخرى حول المبادرة، مكتفياً بالقول إن «تفاصيلها ستُعلن كاملة في اجتماع قوى (الإطار) المتوقع مساء اليوم (الاثنين)».

ويرجّح مصدر مسؤول في قوى «الإطار التنسيقي» أن تتمحور مبادرة السوداني حول «اختيار شخصية أخرى من داخل ائتلاف (الإعمار والتنمية) لشغل منصب رئاسة الوزراء، بالنظر إلى الممانعة التي تبديها بعض أطراف (الإطار) حيال تولّي السوداني ولاية ثانية».

ولا يستبعد المصدر، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «تتضمّن مبادرة السوداني آلية اختيار رئيس الوزراء الجديد، سواء عبر انتخابات داخلية بين الشخصيات المتنافسة داخل (الإطار)، أو من خلال اتفاق أغلبية قادة (الإطار)».

وأضاف المصدر أنه «من غير المتوقع أن يقبل قادة (الإطار) بأي شروط يطرحها تحالف السوداني؛ فهم لا يمانعون تقديم شخصية أخرى غيره للمنصب، لكن من دون إلزام أو شرط بقبولها لشغل المنصب».

ويؤكد المصدر أن رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي «لا يزال متمسّكاً بترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، ويرفض تولّي السوداني المنصب لولاية ثانية، في مقابل وجود بعض القيادات الداعمة لبقاء السوداني، لكن وفق شروط جديدة تضمن توازنَ المصالح بين أطراف (الإطار التنسيقي) كافة».

وكان «الإطار التنسيقي» قد دعا، الأسبوع الماضي، إلى عقد جلسة مجلس النواب وانتخاب هيئة رئاسته، بعد إخفاقه في التوافق على اختيار مرشح لرئاسة الوزراء.

ويتوقع أغلب المراقبين استمرار حالة عدم الاتفاق على اسم محدد لرئاسة الحكومة، خصوصاً مع الفسحة الزمنية التي تفصل القوى السياسية عن مواعيد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، ثم انتخاب رئيس الجمهورية الذي سيكلّف الكتلة الكبرى بتقديم مرشحها لرئاسة الوزراء، وهي إجراءات تمتد لمدّة تصل إلى ثلاثة أشهر كحدٍّ أعلى وفق التوقيتات الدستورية.

وكان رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد قد حدّد، الأسبوع الماضي، يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي موعداً لعقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، والتي يُفترض أن يجري خلالها انتخاب رئيس المجلس ونائبَيه.


مصدر: الصواريخ المضبوطة داخل البوكمال كانت ستهرب إلى «حزب الله» في لبنان

حملة أمنية قرب الحدود السورية - العراقية في الصيف الماضي لملاحقة تجار المخدرات والسلاح (محافظة دير الزور)
حملة أمنية قرب الحدود السورية - العراقية في الصيف الماضي لملاحقة تجار المخدرات والسلاح (محافظة دير الزور)
TT

مصدر: الصواريخ المضبوطة داخل البوكمال كانت ستهرب إلى «حزب الله» في لبنان

حملة أمنية قرب الحدود السورية - العراقية في الصيف الماضي لملاحقة تجار المخدرات والسلاح (محافظة دير الزور)
حملة أمنية قرب الحدود السورية - العراقية في الصيف الماضي لملاحقة تجار المخدرات والسلاح (محافظة دير الزور)

أفادت مصادر مقربة من وزارة الداخلية السورية بأن الصواريخ المضادة للطائرات من طراز «سام7»، التي ضُبطت في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور شرق سوريا، كان من المفترض أن تُهرّب إلى «حزب الله» في لبنان عبر الأراضي السورية.

ورجحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه كان يجري تهريب الصواريخ خلال سنوات الحرب السورية من إيران عبر الأراضي العراقية إلى الأراضي السورية من خلال شبكة الأنفاق التي حفرتها الميليشيات الإيرانية والأخرى التابعة لها خلال سيطرتها على منطقة البوكمال، حيث كانت تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد الذي أُسقط في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024 على يد فصائل سورية تقودها «هيئة تحرير الشام».

إحباط الأمن السوري تهريب كميات كبيرة من الألغام الحربية في يبرود بريف دمشق كانت متجهة إلى لبنان (أرشيفية - الداخلية)

ورجحت المصادر أن تكون الجهة التي كان من المفترض تهريب دفعة الصواريخ إليها عبر الأراضي السورية هي «حزب الله» في لبنان، الذي كان يقاتل أيضاً إلى جانب نظام الأسد خلال الحرب في سوريا.

كانت وزارة الداخلية السورية، قالت في وقت سابق الاثنين، ببيان صحافي: «وردت معلومات دقيقة إلى مديرية الأمن في البوكمال، بشرق البلاد، تفيد بإخفاء صواريخ مضادة للطيران داخل أحد المنازل، تمهيداً لتهريبها خارج البلاد».

وأضافت أنه «بناءً على هذه المعلومات، نفذت عملية مداهمة مُحكمة أسفرت عن ضبط صواريخ من نوع (سام7)»، مشيرة إلى أن الأسلحة المضبوطة صودرت. ولفتت إلى أن الجهات المختصة باشرت تحقيقاتها، لملاحقة جميع المتورطين؛ بهدف إلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة، مؤكدة استمرارها في التصدي لكل أعمال التهريب والأنشطة غير المشروعة، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمن البلاد واستقرارها.

ضبط صواريخ من نوع «سام 7» معدة للتهريب خارج البلاد في البوكمال شرق سوريا (سانا)

ولم تحدد الوزارة في بيانها الجهة أو الدولة التي كان من المفترض أن تهرَّب الصواريخ إليها، لكن مدينة البوكمال محاذية لحدود العراق الغربية، ويوجد فيها معبر حدودي رسمي بين سوريا والعراق يعرف باسم معبر «البوكمال - القائم».

وخلال الحرب السورية سيطرت الميليشيات الإيرانية على مدينة البوكمال وعلى الشريط الحدودي بين سوريا والعراق ونشرت عناصر ميليشياتها والأخرى التابعة لها على طوله، وحولت المنطقة، وفق مصادر محلية، شرياناً حيوياً لتزويد ميليشياتها في سوريا و«حزب الله» في لبنان بالأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية ومن ثم السورية.

كما أنشأت إيران في البوكمال خلال سنوات الحرب السورية ما عُرفت بـ«قاعدة الإمام علي» على بعد ما بين 3 و4 كيلومترات من الحدود العراقية، ونفذت عمليات تغيير ديموغرافي في المنطقة، من ضمنها إحلال سكان جدد من الميليشيات محل السكان الأصليين الذين هُجّرت غالبيتهم وجرى الاستيلاء على أملاكهم.

وتُدوولت قبل يومين مقاطع فيديو من قبل نشطاء ووسائل إعلام تظهر شبكة واسعة من الأنفاق في منطقة البوكمال، حُفرت على يد الميليشيات الإيرانية والأخرى التابعة لها خلال حكم الأسد، وذلك على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع العراق.

وتظهر الصور أن الأنفاق واسعة بما يكفي لعبور المركبات، ويبدو أنها كانت مساراً رئيسياً لتهريب الأسلحة للجماعات المسلحة الموالية لإيران في سوريا و«حزب الله» في لبنان. وتقع هذه الشبكة بالقرب من «قاعدة الإمام علي».

ومنذ الأيام الأولى لسقوط الأسد، فرت الميليشيات الإيرانية ومقاتلو «حزب الله» اللبناني من الأراضي السورية، لكن مصادر محلية تتحدث عن وجود أذرع لهما في بعض المناطق.

وتحدثت مصادر إعلامية في ريف دير الزور لـ«الشرق الأوسط» عن أن «شبكة الأنفاق التي حفرتها إيران في البوكمال واسعة جداً، وهي مخفية، وليس من السهل اكتشافها بالكامل»، مشيرة إلى أن «السلطات السورية الجديدة، وبعد وصولها إلى الحكم، اكتشفت عدداً من هذه الأنفاق، ودمرتها، لكن يُعتقد أن أعداداً أخرى من الأنفاق ما زالت غير مكتشفة».

ولفتت المصادر إلى أن «المنطقة لا تزال توجد فيها خلايا نائمة تابعة لإيران و(حزب الله)، وهي التي تنفذ محاولات تهريب هذه الأسلحة، بينما تعمل السلطات السورية على ملاحقتها، وقد نجحت في إلقاء القبض على بعضها».

ومنذ إسقاط نظام الأسد، تسعى السلطات السورية الجديدة إلى إحكام السيطرة على الحدود مع دول الجوار، بما يشمل ملاحقة شبكات تهريب المخدرات وبقايا نظام الأسد، ومنع عمليات تهريب الأسلحة.

وأعلنت السلطات الجديدة خلال العام الحالي بعد تحرير سوريا عن إحباط كثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى لبنان.

ويرى مراقبون أن «حزب الله»، وبعد انتهاء وجوده ووجود إيران في الأراضي السورية، يحاول عبر خلاياه النائمة في الأراضي السورية، تهريب ما تبقى من أسلحة موجودة في مستودعاته التي لم تُضبط بعد، خصوصاً مع تراجع قدراته التسليحية بعد الحرب التي شنتها عليه إسرائيل العام الماضي، والاحتمالات التي ترد في التقارير وتتحدث عن نية إسرائيل شن حرب جديدة عليه.