«هل تحبني»★★★☆ إخراج: لانا ضاهر
لبنان/ فرنسا | تسجيلي
عروض 2025: مهرجان ڤينيسيا.
فيلم المخرجة اللبنانية لانا ضاهر ثري بذكرياته عن بيروت والحرب الأهلية التي نالت منها، ومن ثقافتها وتاريخها، ومن أبنائها أيضاً.
كثيرة هي الأفلام التي تحدّثت عن الحرب الأهلية على نحو تسجيلي أو روائي، لكن على كثرة ما أُنتج، ليس هناك فيلم يُماثل «هل تحبّني» تماماً. نعم، مشاهد التراشق بالنيران، والحديث عن برج المر، وصور القذائف التي كانت تضيء سماء بيروت في تلك الآونة موجودة هنا، لكن الفيلم يخرج عن مجرد استعادة الحرب من خلال ما يعرضه إلى الحديث عن العلاقة بين المخرجة والمدينة، كما بين المدينة وسكانها.
تستخدم الآنسة ضاهر نحو 106 أفلام صُوِّرت في مراحل شتّى في السبعينات وما تلاها. نتابع مشهداً من فيلم جوانا حجي توما وخليل جريج «يوم متقن» (Perfect Day)، وآخر من «بيروت اللقاء» لبرهان علوية، و«أطفال شاتيلا» لمي المصري، من بين تلك المجموعة الكبيرة من الأعمال التي صُوِّرت خلال الحرب أو بعدها.
بعض ترتيب الفقرات والانتقال من مشاهد مختلفة كان سيُسهّل على المتلقي الالتقاء بتلك النوافذ التاريخية وما تطل عليه، لكن المخرجة اختارت أسلوباً لا ينتمي إلى تتابع زمني محدد، له قيمته في ناحيتي منح الفيلم حرية الانتقال ما بين المشاهد، كما الاختلاف عن الأفلام السابقة. في هذا الشأن يلعب توليف السوري كتيبة برهمجي («صوت هند رجب») دوراً مهماً.
«غرق»★★★
إخراج: زين دريعي
الأردن | دراما نفسية
عروض 2025: مهرجان تورونتو
هذه حكاية غير عادية ولا معتادة بالنسبة لفيلم عربي: عائلة مكوّنة من أم وأب وولدين وفتاة تعيش في راحة اقتصادية ووئام شامل، باستثناء أن أحد ولدي العائلة، باسل (محمد نزار)، يعاني خللاً نفسياً ويحتفظ في داخله بعداء مكبوت في بدايات الفيلم، ثم يظهر هذا العداء علناً في مراحل لاحقة على شكل عنف جلي. والدته، ناديا (كلارا خوري)، تشعر بحالته وتدافع عنه، ويلجأ إليها بحثاً عن الراحة والحنان، في المقابل علاقته بوالده (وسام طبيلة) حادة رغم محاولة الأب التواصل معه.

يلج الفيلم فصلاً طويلاً من عرض حيثيات تلك العلاقة بين ناديا وابنها. هيأت المخرجة هذا الفصل باقتراح الأم لباسل بعدم الخضوع لامتحان نهاية العام الدراسي، موازاةً مع سفر الأب، وابتعاد الابن والابنة، وإجازة الأم من عملها. في تلك الليلة، يذهب باسل ووالدته لقضاء وقت خارج البيت، يرقصان في المرابع ويلعبان في متنزه مغلق، حيث يتبادل كل منهما رمي الطمي. كانت ليلة حاسمة في علاقة تختزن حدّةً ومخاوف ومشاعر فرويدية، لكنها تتطور في اليوم التالي بشكل مفاجئ، حين ينفجر باسل غضباً وينقض على رقبة والدته محاولاً خنقها.
الموضوع، كما سبق القول، جديد وغير مطروق، ومنفّذ غالباً بإجادة، لكن ما يعرضه الفيلم يبقى في إطار حكاية ولا يرتفع لمستوى الدراسة النفسية، كون هذه الأحداث منذ مطلع الفيلم كانت تحتاج لمبررات يمكن الاعتماد عليها كأسباب وراء مواقف كل من الأم وابنها.
هناك مشاهد منقوصة، مثل تغييب إذا ما اعتدى باسل على أستاذه فعلاً، أو كيف تملك الأم مفتاح سيارتها وليس مفتاح الباب الخارجي، ثم لماذا يعود الأب من دون الطبيب الذي ذهب إليه. في الدقائق العشرين الأخيرة تميل الكاميرا إلى الاهتزاز تعبيراً عن شيء يمكن للمَشاهِد نفسها الإيحاء به من دون اللجوء إلى هذا الاختيار.
«بابا والقذافي»★★★ إخراج: جيهان ك.
الولايات المتحدة | وثائقي
عروض 2025: مهرجان ڤينيسيا
كانت جيهان كيخيا (تكتفي على الفيلم باسم جيهان ك.) فتاة صغيرة عندما فقدت والدها منصور رشيد كيخيا خلال حضوره، سنة 1993، اجتماعاً لمنظمة حقوق الإنسان في القاهرة. كان وزير الخارجية سابقاً ومندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة قبل أن يختفي في ذلك العام. عبثاً حاولت زوجته، والدة جيهان، معرفة حقيقة اختفاء زوجها، وفي مشهد مهم تسترجع في مقابلة ما جرى بينها وبين معمّر القذافي الذي ينفي علمه بأي شيء في هذا الموضوع.

الحقيقة هي أنه كان يعلم، وإن جثّة الزوج نُبشت لاحقاً، بعد زوال القذافي، من بين عديد من جثث المعارضين. صحيح أن منصور كيخيا تسلَّم وظائف حكومية عليا، لكنه كان يسعى إلى ليبيا مختلفة عمّا رسمه القذافي لها. صورة لبلد يرضخ له وحده. أفكار منصور كيخيا كانت مناوئة لتلك الصورة، وكان عليه أن يُمحى هو ومعارضته.
ينتقل الفيلم بين الخاص (جيهان تتعلم عن حياة أبيها السياسية من مقابلاتها مع الآخرين، بمن فيهم والدتها)، الحال السياسي الذي عصف بليبيا خلال حكم القذافي وما بعده. هذا المزج يبدو مفروضاً أكثر مما هو طبيعي، لكنه المنهج الوحيد للجمع بين الناحيتين.
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز






