تركيا تُكذِّب تقارير عن هجوم إسرائيلي على عتاد عسكري لها في سوريا

بدأت أنشطة التدريب ودعم الجيش السوري وتتحرك لمواجهة أي استفزازات

وزيرا الدفاع التركي يشار غولر والسوري مرهف أبو قصرة خلال توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري يعتقد خبراء ومحللون أنها تعزز قوة الإدارة السورية وتمنح تركيا حرية حركة لحماية أمنها (الدفاع التركية - إكس)
وزيرا الدفاع التركي يشار غولر والسوري مرهف أبو قصرة خلال توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري يعتقد خبراء ومحللون أنها تعزز قوة الإدارة السورية وتمنح تركيا حرية حركة لحماية أمنها (الدفاع التركية - إكس)
TT

تركيا تُكذِّب تقارير عن هجوم إسرائيلي على عتاد عسكري لها في سوريا

وزيرا الدفاع التركي يشار غولر والسوري مرهف أبو قصرة خلال توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري يعتقد خبراء ومحللون أنها تعزز قوة الإدارة السورية وتمنح تركيا حرية حركة لحماية أمنها (الدفاع التركية - إكس)
وزيرا الدفاع التركي يشار غولر والسوري مرهف أبو قصرة خلال توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري يعتقد خبراء ومحللون أنها تعزز قوة الإدارة السورية وتمنح تركيا حرية حركة لحماية أمنها (الدفاع التركية - إكس)

كذَّبت تركيا تقارير أفادت بشن إسرائيل هجمات على عتاد عسكري تركي متمركز في حمص ووصفت الهجمات الإسرائيلية في سوريا وقطر بأنها انتهاك للقانون الدولي.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية، إن التقارير التي تحدثت عن استهداف إسرائيل عتاداً تركياً متمركزاً في سوريا «كاذبة»، مشدداً على أنه لم يطرأ أي تغيير على الأفراد أو العتاد التركي في شمال سوريا.

كانت وسائل إعلام نقلت عن مصدر إسرائيلي أن غارة شنها الجيش الإسرائيلي، ليل الاثنين/ الثلاثاء، استهدفت معدات تركية بعد نقلها إلى حمص في الفترة الأخيرة، متهماً تركيا بمحاولة التحرش بإسرائيل وجرها إلى مواجهة عسكرية لا تخشاها، بل تريدها.

قصف متكرر

وقصفت إسرائيل أهدافاً في محيط اللاذقية وحمص، منها مستودعات ذخيرة تابعة للقوات المسلحة السورية، ومدرسة دفاع جوي في حمص، ونددت وزارة الخارجية السورية، في بيان، بالاستهداف الإسرائيلي، ووصفته بأنه «خرق للسيادة السورية».

إسرائيل دمرت مطار حماه العسكري بعد تقارير عن مساع تركية لإقامة قواعد عسكرية في سوريا (أ.ب)

وفي مارس (آذار) الماضي قصفت إسرائيل، أكثر من مرة، قاعدة «تي 4» في تدمر شرق حمص، فضلاً عن قصف مطار حماه العسكري وإخراجه من الخدمة نهائياً، بعد تقارير أفادت بأن تركيا بدأت العمل على تحويل «تي 4» إلى قاعدة تابعة لها، في ظل خشيتها من سيطرة إسرائيل على الأجواء السورية من الجنوب إلى الشمال، وأن تركيا استخدمت مطار حماه في نقل مواد البناء والمعدات إلى القاعدة.

ونفت أنقرة أي توجه لإقامة قواعد في سوريا، وتوصلت إلى اتفاق مع إسرائيل حول قواعد الاشتباك في سوريا لمنع وقوع مواجهة بينهما على أراضيها، عبر محادثات استضافتها أذربيجان.

وقال المسؤول العسكري، خلال إفادة أسبوعية لوزارة الدفاع التركية الخميس، إن الهجمات التي شنتها إسرائيل على الأراضي السورية وقطر تشكل انتهاكاً للقانون الدولي واعتداء على الحقوق السيادية لكلا البلدين، وإن مثل هذه الأعمال الاستفزازية تُصعّد التوترات في المنطقة وتؤثر سلباً على جهود السلام.

قوات تركية في شمال سوريا (الدفاع التركية)

وأكد أن القوات المسلحة التركية تمارس جميع أنشطتها في سوريا في إطار القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، لافتاً إلى أن التقارير والادعاءات التي تُفيد باستهداف إسرائيل لأصول القوات المسلحة التركية في سوريا لا أساس لها من الصحة ولا تعكس الحقيقة.

وأضاف: «لا توجد أي أحداث سلبية تتعلق بقواتنا أو أفرادنا أو معداتنا المتمركزة في سوريا»، محذراً من أنشطة «الطابور الخامس» وعمليات إدارة الانطباعات والتضليل، وبخاصة تلك التي جرت مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، سواءً بوعي أو بغير وعي، والاعتماد فقط على التصريحات الصادرة عن المصادر الرسمية.

التعاون العسكري مع سوريا

وقال المسؤول العسكري إن تركيا بدأت تدريب الجيش السوري وتقديم الاستشارات والدعم الفني له بموجب مذكرة تفاهم جرى توقيعها بين وزارتي الدفاع في البلدين، مؤخراً.

وأضاف أن الحكومة السورية، بجميع مؤسساتها ووحداتها، تواصل جهودها الحثيثة لإعادة الإعمار وإرساء الاستقرار والأمن في البلاد، وأخذت في الاعتبار طلبات تطهير المنطقة من الإرهاب، وبخاصة من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، بما يسهم بشكل مباشر في تحقيق السلام والازدهار للشعب السوري.

وزيرا الدفاع التركي والسوري عقب توقيع مذكرة التفاهم للتعاون العسكري (الدفاع التركية - إكس)

ووقع وزيرا الدفاع التركي، يشار غولر، والسوري، مرهف أبو قصرة، في أنقرة في 13 أغسطس (آب) الماضي، مذكرة تفاهم للتعاون العسكري بين البلدين، تشمل أنشطة التدريب والاستشارات وتزويد سوريا باحتياجاتها من الأسلحة.

وقال المسؤول العسكري التركي: «في هذا السياق نواصل عملنا بالتنسيق مع سوريا»، وبعد توقيع «مذكرة التفاهم المشتركة للتدريب والاستشارات» تسارعت وتيرة جهود إعادة هيكلة القوات المسلحة السورية، وبدأت أنشطة التدريب والزيارات والاستشارات والدعم الفني الهادفة إلى تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية للجيش السوري.

تدابير مبكرة

وفي أعقاب الاستهداف الإسرائيلي لقيادات حركة «حماس» في العاصمة القطرية، الدوحة، تصاعدت أصوات من جانب اللوبي اليهودي في أميركا تلمح إلى أن تركيا أصبحت هي الهدف القادم، بسبب العلاقات القوية التي تربطها بـ«حماس».

ولفت المحلل السياسي الكاتب التركي البارز، مراد يتكين، إلى أنه على الرغم من استبعاد الدبلوماسيين الغربيين في أنقرة أي هجوم إسرائيلي على تركيا، أو صراع إسرائيلي تركي، بدأت تسريع المشروعات الدفاعية، بدءاً من مشروع «القبة الفولاذية» إلى مشروعات الطائرات من دون طيار، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران الذي تم بدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة.

الشرع وعبدي خلال توقيع اتفاق اندماج «قسد» في الدولة السورية مارس الماضي (إ.ب.أ)

وعَدَّ أن ذلك يعبر، جزئياً، عن المخاوف التركية تجاه التهور الإسرائيلي، كما أن دعم إسرائيل للانتفاضة الدرزية في جنوب سوريا دفع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى التخلي عن اتفاقية 10 مارس (آذار) التي وقعها قائدها مظلوم عبدي مع الشرع، وهو ما يؤكد أن تل أبيب تضع سوريا في مقدمة أولوياتها خشية تزايد نفوذ تركيا فيها.

وذهب يتكين إلى أن هذا الموقف الإسرائيلي يؤثر سلباً على مساعي أنقرة لإيجاد حل سياسي للقضية الكردية من خلال نزع أسلحة حزب العمال الكردستاني تحت شعار «تركيا خالية من الإرهاب».


مقالات ذات صلة

مقتل 3 أشخاص في الساحل السوري خلال اشتباكات مع قوات الأمن

المشرق العربي نقطة تفتيش تابعة لقوى الأمن الداخلي السوري في السويداء (رويترز) play-circle

مقتل 3 أشخاص في الساحل السوري خلال اشتباكات مع قوات الأمن

قُتل ثلاثة أشخاص، الأربعاء، خلال اشتباكات مع قوات الأمن في محافظة اللاذقية، معقل الأقلية العلوية في غرب سوريا، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)

أوجلان يطالب «قسد» بالتخلص من عناصرها الأجنبية

بعث زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، برسالة إلى قائد «قسد» مظلوم عبدي، طالبه فيها بإنهاء وجود العناصر الأجنبية ضمن صفوفها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الأمن السوري (أرشيفية - الداخلية السورية)

تفكيك خلية إرهابية والقبض على متزعمها في سوريا

أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأحد، تفكيك خلية إرهابية، والقبض على متزعمها، بالإضافة إلى 6 من أفرادها في محافظة ريف دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود أميركيون يجهزون مقاتلة "إف 15إي" بالذخائر قبيل انطلاقها لضرب أهداف ل"داعش" في سوريا الجمعة (أ.ف.ب)

«ترمب ينتقم»... ضرب 70 هدفاً لـ«داعش» في سوريا

نفّذ الرئيس دونالد ترمب تهديدَه بالانتقام من تنظيم «داعش» على خلفية مقتل 3 أميركيين، هم جنديان ومترجم، بهجوم قام به متطرفٌ في تدمر بالبادية السورية، السبت.

سعاد جروس (دمشق) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص طائرة «إف-15» في قاعدة بالولايات المتحدة قبل الانطلاق للمشاركة في الضربات الأميركية على مواقع «داعش» بسوريا الجمعة (سلاح الجو الأميركي - أ.ف.ب)

خاص جبل العمور والوادي الأحمر وجبل البشري... خريطة الضربات ضد «داعش» في سوريا

قالت مصادر مقربة من وزارة الدفاع في دمشق إن عملية قوات التحالف ضد تنظيم «داعش» في البادية السورية، قد تكون عملية «مفتوحة» تمتد لأيام.

سعاد جروس (دمشق)

نتنياهو يتهم «حماس» بخرق الاتفاق قبل لقائه ترمب


جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يتهم «حماس» بخرق الاتفاق قبل لقائه ترمب


جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح.

وجاء اتهام نتنياهو لـ«حماس» قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة. ونقلت تقارير عبرية أن نتنياهو يريد إقناع ترمب بتثبيت «الخط الأصفر» حدوداً دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»؛ ما يعني احتلال إسرائيل لـ58 في المائة من مساحة القطاع.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً في انفجار رفح لمعرفة توقيت زرع العبوة؛ فإن نتنياهو اتهم «حماس» بأنها انتهكت اتفاق ‌وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفق خطة قدمها ترمب. لكن «حماس» أكدت أن الانفجار وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، ورجحت أن يكون الحادث ناجماً عن «مخلفات الحرب».

إلى ذلك، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، أمس، من المشاركة في قداس منتصف الليل الذي تقيمه كنيسة المهد ببيت لحم احتفالاً بعيد الميلاد، ومنعت موكبه من الوصول إلى الكنيسة.


فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
TT

فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو

نشر المكتب الصحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، مقطع فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي لرئيس الوزراء والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهما يقودان طائرة مقاتلة فوق مجموعة من المباني في منطقة صحراوية غير محددة.

ووفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن الفيديو الذي تم نشره على تطبيق «إنستغرام» يبدو أنه يأتي في مناسبة مرور 6 أشهر على الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

ويظهر في الفيديو، الذي تبلغ مدته بضع ثوانٍ، نتنياهو وترمب وهما يرتديان نظارات شمسية ويتبادلان نظرة خاطفة. وجاء في التعليق: «في جولة احتفالية بالنصر»، مع وسم «ستة أشهر».

واستمرت المواجهة العسكرية الخاطفة بين إسرائيل وإيران 12 يوماً فقط، وبدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 يونيو (حزيران) 2025، حين شنّت إسرائيل هجوماً مباغتاً على عشرات الأهداف الإيرانية.

وقالت إسرائيل إن هجومها على كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وعلماء نوويين، ومواقع تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية، «كان ضرورياً لمنع طهران من تنفيذ خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية»، وفق «تايمز أوف إسرائيل».

وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، فقد زادت من مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات «يمكن استخدامها في أغراض غير سلمية»، وعرقلت وصول المفتشين الدوليين إلى منشآتها النووية، ووسّعت قدراتها الصاروخية الباليستية.

وقالت إسرائيل إن إيران اتخذت مؤخراً خطوات نحو إعادة بناء قدراتها الصاروخية، ولا تزال تسعى إلى امتلاك سلاح نووي.

وردّت إيران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي، ونحو 1100 طائرة مسيرة على إسرائيل. وأسفرت الهجمات عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة أكثر من 3000 آخرين في إسرائيل، وفقاً لمسؤولين صحيين ومستشفيات.

ومع اقتراب نهاية الحرب، انضمّت الولايات المتحدة إلى الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.


تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
TT

تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)

مدّدت لجنة بالبرلمان التركي تتولى إعداد الأساس القانوني لـ«عملية السلام»، التي تمر عبر حلّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، عملها لشهرين إضافيين.

وقال رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، الذي يترأس أيضاً اللجنة المعروفة باسم «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية»، إنه تم خلال فترة عمل اللجنة، الذي استمر منذ تشكيلها في 5 أغسطس (آب) الماضي، تجاوز مراحل حرجة بحساسية بالغة.

وعقدت اللجنة، الأربعاء، اجتماعها الـ20 لعرض وتحليل نتائج الاجتماعات السابقة، تمهيداً لإعداد «تقرير مشترك» استناداً إلى التقارير التي أعدّتها الأحزاب المشاركة وقدمتها إلى البرلمان.

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش متحدثاً خلال اجتماع اللجنة البرلمانية لوضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» (حساب البرلمان في «إكس»)

وجرى تصويت خلال الاجتماع، تمّ خلاله الموافقة بالإجماع على تمديد عملها لمدة شهرين بدءاً من 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال كورتولموش إنهم كانوا يهدفون إلى إتمام العملية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن لم تستطع إنجاز عملها بالكامل حتى هذا التاريخ.

قضايا عالقة وغموض

وأكد كورتولموش أن اللجنة البرلمانية ليست هي مَن سيحل القضية برمتها، لافتاً إلى أن هناك شقاً يتعلق بإلقاء «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وهي ذراع لحزب «العمال الكردستاني» في سوريا، أسلحتها، استجابة لنداء زعيم الحزب السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، الذي أطلقه في 27 فبراير (شباط) الماضي، وطالب فيه بحل الحزب ومختلف المجموعات المرتبطة به. وتساءل كورتولموش: «كيف ستضمن اللجنة إلقاء (قوات سوريا الديمقراطية) أسلحتها؟».

وعرضت أكاديميتان تركيتان، خلال الجلسة، ملخصاً تنفيذياً لتحليل محاضر جلسات اللجنة التي بلغت 58 جلسة خلال 19 اجتماعاً، تم خلالها الاستماع إلى 135 شخصاً يمثلون الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك عائلات ضحايا عملية حزب «العمال الكردستاني» وجمعيات المحاربين القدامى.

لا تزال عودة مسلحي «العمال الكردستاني» واندماجهم بالمجتمع تشكّل نقطة غامضة في عملية السلام بتركيا (رويترز)

وعكس التحليل تبايناً واضحاً في مقاربات الجهات الفاعلة فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين مفهومي الأمن والحرية، في العملية التي تسميها الحكومة «تركيا خالية من الإهارب»، ويسميها الجانب التركي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

وأشار التحليل إلى أن الغموض لا يزال يكتنف الهدف النهائي للعملية، وهو «إنهاء الإرهاب»، ويتم التعبير عن أهداف مختلفة مثل «المصالحة» و«النموذج التركي» لحلّ المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) و«الأخوة» و«التطبيع» و«الديمقراطية» و«الاندماج السياسي». ولا يوجد إجماع واضح على كيفية دمج هذه الأهداف معاً، وما الخطوات الملموسة التي ستُتخذ.

ولفت أيضاً إلى وجود اختلافات كبيرة في المقاربات بالنسبة لمسألة العفو والاندماج الاجتماعي لعناصر «العمال الكردستاني»، فضلاً عن استخدام أُطر مختلفة في تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة، وهي أمور يجب معالجتها في التقرير النهائي.

مبادئ أساسية

وطالبت الأحزاب المشاركة في اللجنة، خلال الاجتماع، بسرعة الانتهاء من إعداد التقرير النهائي دون تأخير، مع «التمسك بمبادئ الجمهورية التركية وهوية الأمة واللغة في أي خطوات ستتخذ من أجل تعزيز الديمقراطية، ومراعاة ألا تفتح هذه الخطوات آفاقاً جديدة أمام المنظمات الإرهابية». ورفض النائب عن حزب «العدالة والتنمية»، كورشاد زورلو، استخدام مصطلح «السلام» للإشارة للعملية الجارية، قائلاً إن «الحرب تقع بين الدول».

رئيس حزب «الجيد القومي» موساوات درويش أوغلو متحدثاً أمام المجموعة البرلمانية للحزب الأربعاء (حساب الحزب في «إكس»)

في السياق، طالب رئيس حزب «الجيد القومي»، الذي أعلن منذ البداية رفضه العملية الجارية وأي تفاوض مع أوجلان، مساوات درويش أوغلو، الرئيس رجب طيب إردوغان بعدم إهدار وقت البرلمان في إعداد تقارير.

وقال دوريش أوغلو، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه الأربعاء، إن إردوغان «يتصرف أحياناً بوصفه رئيساً لحزب (العدالة والتنمية)، وأحياناً بصفته رئيساً للبلاد، خلال هذه العملية. وبما أنه يدعي أنه وراء هذه العملية، وأنها مشروع دولة ومشروع القرن، فإنه يملك السلطة، لا ينبغي أن يضيع وقت البرلمان في إعداد التقارير، بل وأن يفرج عن أوجلان، إن استطاع».