دمشق: الدعم الروسي الصريح لمسار سوريا الجديد خطوة في صالح المنطقة كلها

وفد رفيع المستوى يزور سوريا... وموسكو مهتمة بمشاركة الشرع في القمة «الروسية - العربية»

اجتماع سوري روسي موسع في قصر تشرين بدمشق (سانا)
اجتماع سوري روسي موسع في قصر تشرين بدمشق (سانا)
TT

دمشق: الدعم الروسي الصريح لمسار سوريا الجديد خطوة في صالح المنطقة كلها

اجتماع سوري روسي موسع في قصر تشرين بدمشق (سانا)
اجتماع سوري روسي موسع في قصر تشرين بدمشق (سانا)

قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إن «سوريا وروسيا قادرتان على بناء علاقات قائمة على السيادة والعدالة والمصلحة المشتركة»، مؤكداً أن الدعم الروسي الصريح لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة في صالح سوريا والمنطقة بأسرها.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكساندر نوفاك، الذي أعلن اهتمام موسكو الخاص بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى موسكو، للمشاركة في القمة العربية - الروسية المرتقبة في 15 أكتوبر (تشرين الأول).

وأجرى وفد روسي رفيع دبلوماسي واقتصادي وعسكري مباحثات موسعة مع الجانب السوري، الثلاثاء، في قصر تشرين بدمشق. وقالت مصادر متابعة في دمشق، إنها تأتي استكمالاً للمباحثات التي سبق أن أجراها الوفد السوري في موسكو خلال يوليو (تموز) الماضي.

وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني يلتقي في دمشق وفداً روسياً رفيع المستوى بمشاركة كبار المسؤولين السوريين (الخارجية السورية - «إكس»)

وترأس الوفد نائب رئيس الحكومة، ألكسندر نوفاك، المسؤول المباشر عن ملف الطاقة في روسيا، الذي سبق أن شغل منصب وزير الطاقة، كما ضم الوفد نائب وزير الدفاع، يونس بك يفكيروف، المسؤول عن ملفات وزارة الدفاع الروسية في الخارج.

وكشف نوفاك -في المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع الموسع- عن الاهتمام الخاص الذي توليه موسكو لمشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة «الروسية - العربية» الأولى، المرتقب انعقادها منتصف الشهر المقبل.

كما أكّد نوفاك «سيادة ووحدة الأراضي السورية»، وقال إن المباحثات في دمشق ناقشت «بعض الاتجاهات المهمة للتعاون الثنائي»، منوهاً بأن «المرحلة التاريخية الجديدة ستكون العلاقات فيها بين الشعبين مبنية على الاحترام المتبادل»، متمنياً: «استمرار هذه العلاقة في النمو لما فيه خير الشعبين والبلدين».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد دعا القادة والأمين العام لجامعة الدول العربية إلى المشاركة في القمة الروسية العربية الأولى، التي تعتزم روسيا عقدها في 15 أكتوبر. وحسب تصريحات المسؤولين الروس جرى توجيه الدعوات، وأعربت معظم الدول عن رغبتها في المشاركة.

وصول الوفد الروسي إلى مطار دمشق الثلاثاء وكان في استقباله الأمين العام لرئاسة الجمهورية ماهر الشرع (الخارجية السورية - «إكس»)

من جهته، وصف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني العلاقة مع روسيا بأنها «عميقة ومرّت بمحطات صداقة وتعاون»، معلناً خلال المؤتمر الصحافي المشترك الترحيب بالتعاون مع روسيا في مجالات إعادة الإعمار والطاقة والزراعة والصحة، على أساس عادل وشفاف. وقال إن «أي وجود أجنبي على الأراضي السورية يجب أن يهدف إلى مساعدة الشعب السوري على بناء مستقبله».

ولفت الشيباني إلى أن سوريا تبحث عن «شركاء صادقين»، مع تأكيد أن «سوريا وروسيا قادرتان على بناء علاقات قائمة على السيادة والعدالة والمصلحة المشتركة، وأنه كلما استقرت سوريا انفتحت أمام الجميع آفاق التعاون، وكلما ضعفت زادت فرص الفوضى والإرهاب».

ورأى أن «الدعم الروسي الصريح لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة في صالح بلدنا والمنطقة بأسرها». وفي هذا السياق، أشار الشيباني إلى أن «الاعتداءات الإسرائيلية تُشكل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة».

وكانت تقارير إعلامية روسية قد تحدّثت في وقت سابق عن معلومات تُشير إلى اهتمام السلطات السورية باستئناف دوريات الشرطة العسكرية الروسية في محافظات الجنوب السوري، للمساعدة في كبح التوغلات والتدخلات والاعتداءات الإسرائيلية.

اجتماع سوري روسي موسع في قصر تشرين بدمشق الثلاثاء (الخارجية السورية - «إكس»)

وتسعى روسيا إلى الحفاظ على الوضع القانوني لقواعدها في حميميم وطرطوس بسوريا، فيما يبحث الجانبان تفعيل الاتفاقيات الموقّعة بينهما، في ظل تأكيد دمشق إعادة تقييم تلك الاتفاقيات، لا سيما ما يُعَدّ منها مجحفاً بحق السوريين.

وفيما يتعلّق بملف الأسلحة الكيميائية، قال الشيباني إن «سوريا الجديدة طوت صفحة المراوغة والإنكار، وتعاونت مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية».

وكان الوفد الروسي إلى دمشق، قد وصل، صباح الثلاثاء، دون سابق إعلان، وكان في استقباله الأمين العام لرئاسة الجمهورية ماهر الشرع.

يذكر أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، نهاية يوليو الماضي، في أول زيارة يجريها مسؤول سوري رفيع لروسيا منذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وجاءت زيارة الشيباني بعد زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى دمشق في يناير (كانون الثاني) الماضي، في أول تواصل روسي مع دمشق.


مقالات ذات صلة

سوريا تعتقل خلية تابعة لمسؤول في النظام السابق خططت لاستهداف احتفالات رأس السنة

المشرق العربي جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)

سوريا تعتقل خلية تابعة لمسؤول في النظام السابق خططت لاستهداف احتفالات رأس السنة

كشف قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية بشمال غربي سوريا عن أن قوات المهام الخاصة نفذت، بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب ووحدة من الجيش، عملية أمنية نوعية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي انتهى حكم بشار الأسد الطويل والوحشي سريعاً لكنه وحاشيته المقربة وجدوا ملاذاً آمناً في روسيا (نيويورك تايمز)

تتبّع مصير 55 من جلادي النظام السابق اختفوا مع سقوط الأسد في منافي الترف

تمكّن تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» من تحديد أماكن وجود عدد كبير من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، وتفاصيل جديدة عن أوضاعهم الحالية وأنشطتهم الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك - لندن)
المشرق العربي نقطة تفتيش تابعة لقوى الأمن الداخلي السوري في السويداء (رويترز) play-circle

مقتل 3 أشخاص في الساحل السوري خلال اشتباكات مع قوات الأمن

قُتل ثلاثة أشخاص، الأربعاء، خلال اشتباكات مع قوات الأمن في محافظة اللاذقية، معقل الأقلية العلوية في غرب سوريا، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي توغل للقوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)

قوات إسرائيلية تطلق قنابل دخانية على أطفال ونساء في جنوب سوريا

اعتدت قوة إسرائيلية على أطفال ونساء أثناء جمعهم للفطر في المنطقة الواقعة بين قريتي العدنانية ورويحينة في ريف القنيطرة الشمالي في جنوب سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص صورة لاجتماع ترمب والرئيس السوري أحمد الشرع في واشنطن بتاريخ 10 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب) play-circle

خاص كيف غيَّرت قرارات ترمب وجه سوريا؟

بعد سنوات من سياسات أميركية اتسمت بالتردد وتضارب الأجندات، تتجه واشنطن اليوم بخطى ثابتة نحو سياسة أكثر مباشرة و«براغماتية» عنوانها تحقيق النتائج على الأرض.

سلطان الكنج

سوريا تعتقل خلية تابعة لمسؤول في النظام السابق خططت لاستهداف احتفالات رأس السنة

جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
TT

سوريا تعتقل خلية تابعة لمسؤول في النظام السابق خططت لاستهداف احتفالات رأس السنة

جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون لقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينتشرون في منطقة قرب مخيم اليرموك بدمشق عام 2018 (أرشيفية - رويترز)

كشف قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية بشمال غربي سوريا، عبد العزيز هلال الأحمد، عن أن قوات المهام الخاصة التابعة للقيادة نفذت، بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب ووحدة من الجيش، عملية أمنية نوعية، صباح اليوم الأربعاء، في ريف جبلة، استهدفت مجموعة من خلية تابعة لما تسمى «سرايا الجواد».

وأضاف، في بيان، أن الخلية التابعة للمسؤول البارز في النظام السابق سهيل الحسن، «متورطة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات ميدانية وتفجير عبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف نقاط تابعة للأمن الداخلي والجيش، كما كانت تعمل على التحضير لاستهداف احتفالات رأس السنة الجديدة».

وتابع قائلاً إن اشتباكاً اندلع واستمر قرابة ساعة، وأسفر عن «إلقاء القبض على أحد أفراد الخلية، وتحييد ثلاثة آخرين».

وذكر البيان أن أربعة من عناصر قوات الأمن أصيبوا بإصابات خفيفة، وأنه «لا يزال العمل مستمراً حتى القضاء على الخلية بشكل كامل».


غارات أردنية على شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا

آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
TT

غارات أردنية على شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا

آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)
آليات تابعة للجيش الأردني (القوات المسلحة الأردنية)

شنّ الجيش الأردني، مساء الأربعاء، غارات استهدفت شبكات لتهريب المخدرات في جنوب سوريا، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

وقالت قناة «الإخبارية» الرسمية على تطبيق «تلغرام» إن الجيش الأردني استهدف بغارات «شبكات لتهريب المخدرات ومزارع تخزينها في ريف السويداء الجنوبي والشرقي».

وقال مراسل «الإخبارية» إن الجيش الأردني أطلق قنابل مضيئة على الحدود مع سوريا من جهة محافظة السويداء، بعد تنفيذه عدة غارات استهدفت شبكات لتهريب المخدرات ومزارع التخزين.

بدوره، أعلن الجيش الأردني، في بيان، أنه «حيّد عدداً» من تجار الأسلحة والمخدرات الذين ينظمون عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للأردن.

وأوضح أن «القوات المسلحة استهدفت عدداً من المصانع والمعامل التي تتخذها هذه الجماعات أوكاراً لانطلاق عملياتهم تجاه الأراضي الأردنية»، مشيراً إلى أنه «تم تدمير المواقع المحددة بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، وبالتنسيق مع الشركاء الإقليميين».


14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

ندّدت 14 دولة، من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا واليابان، الأربعاء، بإقرار إسرائيل الأخير إنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلّة، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن القرار، وإلى الكفّ عن توسيع المستوطنات.

وجاء في بيان مشترك، نشرته وزارة الخارجية الفرنسية: «نحن، ممثلي ألمانيا وبلجيكا وكندا والدنمارك وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وآيرلندا وإيسلندا واليابان ومالطا وهولندا والنرويج وبريطانيا، نندد بإقرار المجلس الوزاري الأمني للحكومة الإسرائيلية إنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة».

وأضاف البيان: «نؤكد مجدداً معارضتنا أي شكل من أشكال الضم، وأي توسيع لسياسة الاستيطان»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ودعت الدول إسرائيل إلى «العدول عن هذا القرار، بالإضافة إلى ⁠إلغاء التوسع في ‌المستوطنات».

وأضاف ​البيان: «نذكر أن مثل هذه التحركات ⁠أحادية الجانب، في إطار تكثيف أشمل لسياسات الاستيطان في الضفة الغربية، لا ينتهك القانون الدولي فحسب، بل يؤجج أيضاً انعدام الاستقرار».