تيتيه تبحث العملية السياسية والوضع الأمني بطرابلس مع السفير الروسي

دعت «النواب» و«الدولة» إلى تعديل قوانين الانتخابات

المبعوثة الأممية والسفير الروسي لدى ليبيا (البعثة الأممية)
المبعوثة الأممية والسفير الروسي لدى ليبيا (البعثة الأممية)
TT

تيتيه تبحث العملية السياسية والوضع الأمني بطرابلس مع السفير الروسي

المبعوثة الأممية والسفير الروسي لدى ليبيا (البعثة الأممية)
المبعوثة الأممية والسفير الروسي لدى ليبيا (البعثة الأممية)

ناقشت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا هانا تيتيه مع السفير الروسي لدى ليبيا أيدار أغانين، الاثنين، العملية السياسية في ليبيا والوضع الأمني في العاصمة، في حين دعت المبعوثة مجلسي النواب و«الدولة» إلى إجراء التعديلات اللازمة على قوانين الانتخابات العامة.

وأعلن أغانين أن المباحثات تناولت الوضع الأمني في العاصمة، ونتائج عمل الفرق المُشكَّلة لدعم القرارات المُتخذة في إطار «عملية برلين»، ودفع المسار السياسي في ليبيا ضمن خريطة الطريق الأممية.

ونهاية الأسبوع الماضي، اجتمع رؤساء مجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن العملية لبحث الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس، حيث دعوا إلى تسوية سلمية عاجلة للقضايا العالقة بين حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، و«جهاز الردع» بإمرة عبد الرؤوف كارة.

يشار إلى أن «مجموعة العمل الأمنية» انبثقت عن لجنة المتابعة الدولية التابعة لـ«مسار برلين»، وتضم الرؤساء المشاركين: بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، والاتحاد الأفريقي، وفرنسا، وإيطاليا، وتركيا وبريطانيا.

وأعلنت إدارة إنفاذ القانون بوزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة» مواصلة جهودها الأمنية داخل العاصمة طرابلس؛ وقد عززت مساء الأحد انتشارها الأمني داخل العاصمة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى لحفظ الأمن وحماية الممتلكات.

دوريات أمنية بطرابلس (وزارة داخلية الوحدة)

وأدرجت الإدارة هذا الانتشار في بعض مناطق طرابلس وأحيائها في إطار جهودها الرامية إلى الحفاظ على الأمن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة، مؤكدة استمرار جهودها لضمان سلامة المواطنين وأمنهم، وتعزيز الاستقرار داخل المدينة.

القوانين الانتخابية

وكانت تيتيه قد دعت مجدداً مجلسي النواب و«الدولة» إلى المضي قدماً في إدخال التعديلات اللازمة على القوانين الانتخابية.

وأعلنت المبعوثة الأممية أنها بحثت في اجتماع، مساء الأحد، في مدينة بنغازي بشرق البلاد مع الفريق صدام، نجل ونائب المشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني»، خريطة الطريق السياسية المقترحة من بعثة الأمم المتحدة نحو إجراء الانتخابات الوطنية وتوحيد المؤسسات، بما في ذلك المؤسستان الأمنية والعسكرية.

اجتماع صدام حفتر مع تيتيه مساء الأحد (الجيش الوطني الليبي)

وقالت تيتيه إن النقاش تناول أهمية تعديل الإطار القانوني للانتخابات لتمكين إجرائها، مشيرة إلى أنها شددت على ضرورة أن يمضي كل من مجلسي النواب و«الدولة» قدماً في إدخال التعديلات اللازمة على القوانين الانتخابية.

ونُقل عن صدام حفتر تأكيده مجدداً «التزام قيادة الجيش بالحلول السياسية السلمية التي من شأنها إنهاء المرحلة الانتقالية وتمهيد الطريق أمام انتخابات شاملة ومؤسسات موحدة».

وقال صدام إن الاجتماع ناقش الخطوات العملية اللازمة لتنفيذ «خريطة الطريق» الأممية، والعمل على تذليل الصعوبات التي قد تواجه تنفيذها، وسبل دعم المسار السلمي للعملية السياسية الهادفة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد.

كما استعرض الاجتماع، الذي عُدَّ استكمالاً لمباحثات جرت بين المشير خليفة حفتر وتيتيه، «جهود الجيش للحد من تدفق الهجرة غير النظامية عبر التعاون والتنسيق مع دول الجوار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب ترتيبات استقبال وإيواء الآلاف من السودانيين الفارين من الحرب، خاصة في مدينة الكفرة، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم».

وأشار صدام حفتر إلى وجود ترتيبات «لعودة الأشقاء السودانيين إلى بلادهم عبر المنافذ الرسمية بين البلدين وبالتنسيق المباشر مع الأمم المتحدة».

ونُقل عن تيتيه «إشادتها بمجهودات قيادة الجيش ودورها البارز في الدفع بالعملية السياسية في ليبيا، وتعاملها مع ملف الهجرة غير النظامية».

في غضون ذلك، قال أعضاء في المجلس الأعلى للدولة إنه سيبحث، الثلاثاء، التعديلات المقترحة على قانون الإدارة المحلية وملف المناصب السيادية، مشيرين إلى أن المجلس «ينتظر توصيات لجنته المكلفة بشأن آلية التعامل مع الخريطة الأممية وإطارها القانوني».

وكانت اللجنة قد ناقشت إعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات، ومخرجات اللجنة الاستشارية، إضافة إلى قوانين لجنة (6+6) المشتركة مع مجلس النواب.

بدورها، أكدت نائبة رئيسة بعثة الأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية الجديدة إنغيبورغ ريتشاردسون لدى تقديم أوراق اعتمادها، الاثنين، إلى الطاهر الباعور المكلَّف وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» التزام المنظمة الدولية بمواصلة التعاون الوثيق مع السلطات الليبية وتقديم الدعم لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة.

وأعلن الباعور استعداده للتعاون الكامل وتقديم الدعم اللازم لتيسير مهامها في المجالات الإنسانية والإنمائية، لافتاً إلى بحث سبل تعزيز الشراكة في مجالات الدعم الإنساني والتنسيق الإنمائي وبناء القدرات الوطنية بما يتماشى مع أولويات الدولة.

حادثة سطو مسلح

في شأن مختلف، أدانت الجمعية الليبية لأعضاء الهيئات القضائية حادثة سطو مسلح تعرض لها المستشار فوزي دربال، قاضي محكمة استئناف الزاوية، في منطقة الصابرية بمدينة طرابلس.

ونقلت الجمعية عن دربال، مساء الأحد، أن مسلحاً أجبره على التوقف وسرق سيارته ومقتنياته عنوة قبل أن يلوذ بالفرار، ووصفت الحادثة بأنها «جريمة غادرة تُجسد إجراماً منظماً وخروقاً فاضحة للقانون وهيبة الدولة»، مؤكدة أن الاستهداف لم يكن لشخص القاضي وحده، بل «يمثل مساساً بأمن أعضاء الهيئات القضائية وكرامتهم وهيبة القضاء الليبي».

وطالبت الجمعية النائب العام باتخاذ جميع الإجراءات العاجلة لكشف هوية الجناة وفتح تحقيق جنائي، كما دعت الجهات الأمنية إلى تكثيف البحث والتحري وضبط المتهمين في أسرع وقت، وحمَّلت السلطات المختصة المسؤولية الكاملة في ضمان الحماية اللازمة للقضاة وأعضاء النيابة العامة.

من جهة أخرى، أعلن «الجيش الوطني» المتمركز في شرق البلاد تخريج دفعة جديدة من منتسبي «الكتيبة 87 تدخُّل سريع»، بعد إتمامهم أكثر من عام من التدريبات المتقدمة في بيلاروسيا، شملت مكافحة الإرهاب، والقنص، والهاون، واقتحام المباني، إضافة إلى المناورات بالذخيرة الحية وعمليات الإنزال المظلي.

تخريج دفعة جديدة من كتيبة التدخل السريع (الجيش الوطني الليبي)

وعلى صعيد الجهود الرامية لمكافحة الفساد الإداري والمالي، بحث رئيس هيئة الرقابة الإدارية في غرب ليبيا عبد الله قادربوه، الأحد، مع القائم بأعمال سفارة مصر لدى ليبيا تامر الحفني سبل التعاون المشترك في هذا المجال.

وأكد الجانبان على التعاون التدريبي المشترك في مجال العمل الرقابي، وتبادل الخبرات بين هيئتي الرّقابة الإدارية بالبلدين.


مقالات ذات صلة

ليبيا: «مفوضية الانتخابات» لإعلان نتائج المرحلة الثالثة من استحقاق البلديات

شمال افريقيا صورة وزعتها مفوضية الانتخابات لمركزها للعد والإحصاء الأحد (مفوضية الانتخابات)

ليبيا: «مفوضية الانتخابات» لإعلان نتائج المرحلة الثالثة من استحقاق البلديات

تنتظر المفوضية العليا للانتخابات الليبية أحكام المحاكم المختصة في 7 طعون بالبلديات التي أجريت بها عملية الاقتراع السبت الماضي؛ لإعلان النتائج الأولية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا حماد يتوسط قيادات عسكرية وشخصيات نيابية خلال افتتاح مشاريع في سبها الليبية (الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي)

حمّاد لا يرى حلاً للأزمة الليبية عبر «تدخلات الخارج»

دعا أسامة حمّاد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب «أبناء الوطن كافة إلى الالتحاق بركب التنمية بعيداً عن أي تدخلات أو إملاءات خارجية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس يتفقون على «مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق» بشأن الأزمة الليبية (وزارة الخارجية المصرية)

مصر والجزائر وتونس تجدد دعمها لإجراء الانتخابات الليبية

اتفق وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس على «مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق في إطار الآلية الثلاثية» بما يسهم في دعم الشعب الليبي لتحقيق تطلعاته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال افتتاح «المتحف الوطني» في طرابلس الذي أثار انتقادات عدد كبير من الليبيين (رويترز)

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

هيمنت أزمة نقص السيولة على المشهد الليبي؛ في ظل اصطفاف المواطنين أمام المصارف لساعات طويلة، إلى جانب نقاشات موسعة مع خبراء ومسؤولين حول سبل المعالجة.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا افتتاح «الحوار المهيكل» في ليبيا (أرشيفية - البعثة الأممية)

مصراتة تنتفض لـ«حل الأجسام المسيطرة» على المشهد الليبي

دافعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجدداً، عن «الحوار المهيكل» الذي ترعاه في العاصمة طرابلس، رغم الجدل المثار حول إمكانية نجاحه.

خالد محمود (القاهرة )

مصرع سائحة إيطالية بحادث تصادم بين مركبين سياحيين في جنوب مصر

الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل
الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل
TT

مصرع سائحة إيطالية بحادث تصادم بين مركبين سياحيين في جنوب مصر

الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل
الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل

قضت سائحة إيطالية، الأحد، إثر حادث تصادم بين مركبين سياحيين في محافظة الأقصر بجنوب مصر، وفقاً لوزارة النقل المصرية ووسائل إعلام إيطالية.

وأكدت وزارة النقل المصرية في بيان تصادم فندقين عائمين بنهر النيل في محافظة الأقصر بجنوب مصر أثناء إبحارهما بين مدينتي الأقصر وأسوان السياحيتين و«وفاة إحدى النزيلات».

وأشار البيان إلى «تهشم 3 كبائن» في أحد الفندقين العائمين وتضرر الآخر، بينما تمت إحالة الواقعة إلى النيابة.

https://www.facebook.com/MinistryTransportation/posts/في المائةD8في المائةA8في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة86-في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB9في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة87في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA6في المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB9في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة84-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB9في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD8في المائةAA-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة87في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA6في المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB9في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة84-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةA8في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7/1174605321503189/?locale=ar_AR

وأفادت وكالة «أنسا» الإيطالية للأنباء بمقتل سائحة إيطالية تبلغ 47 عاماً بعد نقلها للمستشفى عقب إصابتها في الحادث.

وتعتبر محافظتا الأقصر وأسوان (أكثر من 600 كيلومتر جنوب القاهرة) وجهتين سياحيتين بارزتين، بينما تحاول الحكومة المصرية تنشيط قطاع السياحة الذي عانى من الأزمات الاقتصادية والجائحة العالمية في السنوات الأخيرة.

وتساهم السياحة بـ10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي المصري ويعمل في هذا القطاع نحو مليوني شخص، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت الحكومة المصرية الشهر الماضي نمو نشاط الفنادق بنسبة 13 في المائة مقارنة بالعام السابق، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير في بداية نوفمبر (تشرين الثاني).

وأعلن وزير السياحة المصري شريف فتحي الأسبوع الماضي ارتفاع أعداد السائحين إلى نحو 19 مليون، مقارنة بنحو 15 مليون عام 2024.


توتر بين «الدعم السريع» وقوات جنوب السودان

صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

توتر بين «الدعم السريع» وقوات جنوب السودان

صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة ملتقطة من فيديو وزعته «الدعم السريع» في أبريل 2023 لمقاتلين في منطقة شرق النيل بالخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

بينما أكدت تقارير في جوبا حدوث توتر بين «قوات الدعم السريع» وقوات دفاع جنوب السودان، في منطقة هجليج النفطية بولاية جنوب كردفان، نفت «الدعم السريع» وقوع أي اشتباكات مسلحة بين الجانبين.

وأفادت صحيفة «جوبا بوست» بأن توتراً حادّاً حدث ليل السبت - الأحد بين القوات الجنوبية الموكَلة إليها حماية حقول النفط في هجليج - باتفاق ثلاثي بين جوبا وبورتسودان ونيالا - و«قوات الدعم السريع» التي سيطرت على المنطقة، بعد انسحاب الجيش السوداني منها إلى الدولة الجارة.

لكن الباشا طبيق، مستشار قائد «الدعم السريع»، قال في تغريدة على «فيسبوك» إن ما تناولته صحفٌ ووسائل إعلام سودانية موالية للجيش بشأن وقوع «اشتباكات في هجليج لا أساس له من الصحة». من جهة أخرى، تواصلت عمليات إجلاء العاملين في المنظمات الإنسانية والأممية من كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» بالاشتراك مع حليفتها «قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان - تيار عبد العزيز الحلو».


تجديد ولاية بعثة «مونوسكو» دفعة لجهود السلام في شرق الكونغو

جندي من «بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية» يصطحب امرأة كونغولية نازحة داخلياً (رويترز)
جندي من «بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية» يصطحب امرأة كونغولية نازحة داخلياً (رويترز)
TT

تجديد ولاية بعثة «مونوسكو» دفعة لجهود السلام في شرق الكونغو

جندي من «بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية» يصطحب امرأة كونغولية نازحة داخلياً (رويترز)
جندي من «بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية» يصطحب امرأة كونغولية نازحة داخلياً (رويترز)

جدد مجلس الأمن الدولي ولايةَ «بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)» حتى 20 ديسمبر (كانون الأول) 2026، وسط مسار سلام يراوح في مكانه رغم تعدد الاتفاقات، مع عودة العنف مجدداً إلى صدارة المشهد.

هذه الخطوة الدولية، التي تضمنت دعوات إلى انسحاب حركة «23 مارس (إم 23)» المتمردة من مناطق احتلتها، يراها خبير في الشؤون الأفريقية، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، دفعةً لجهود السلام في شرق الكونغو الذي يعاني صراعات على مدى عقود عدة، موضحاً أن «غيابها يعني مزيداً من الفوضى؛ لكن مع التمديد يمكن تقديم دعم إضافي لمسار السلام المتعثر حالياً، على الرغم من الاتفاقات؛ لأسباب مرتبطة بعدم وجود تفاهمات حقيقية على الأرض».

وتتصدر أزمة شرق الكونغو، الممتدة منذ 3 عقود، الاهتمامات الأفريقية. وبحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره الرواندي، أوليفييه أندوهونجيريهي، في لقاء بالقاهرة، سبلَ إرساء الاستقرار والسلم والأمن في منطقة شرق الكونغو، مؤكداً دعمَ مصر الكامل الجهودَ كافة الرامية إلى تثبيت الأمن والاستقرار، وفق بيان من «الخارجية المصرية» الأحد.

وجاء اللقاء عقب قرار مجلس الأمن الدولي تمديد ولاية «بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)» حتى 20 ديسمبر 2026، مع الحفاظ على سقف القوات المصرح به عند 11 ألفاً و500 فرد عسكري، و600 مراقب عسكري وضابط أركان، و443 فرد شرطة، و1270 فرداً من وحدات الشرطة المشكّلة، ومطالبة رواندا بوقف دعمها حركة «إم 23» المتمردة.

ويرى المحلل السياسي التشادي الخبير في الشؤون الأفريقية، صالح إسحاق عيسى، أن تجديد ولاية بعثة «مونوسكو» يمكن أن يشكل دفعة لجهود السلام في شرق الكونغو، «إذا اقترن بتغييرات عملية في أسلوب عملها، وتعاون حقيقي مع السلطات المحلية والمجتمعات المتضررة... فالوجود الأممي يوفر غطاء دولياً لحماية المدنيين، ودعماً لوجيستياً ومؤسساتياً للجيش والشرطة، كما يساهم في مراقبة حقوق الإنسان، وتهيئة بيئة أفضل أمناً للعمل الإنساني والحوار السياسي. لكن نجاح التجديد لا يعتمد على الاستمرار الشكلي، إنما على معالجة أسباب الصراع المزمنة، مثل ضعف الدولة، وتعدد الجماعات المسلحة، والتنافس على الموارد، وانعدام الثقة بين السكان والبعثة»، وفق عيسى.

وإذا ركزت «مونوسكو» على «دعم حلول سياسية محلية، وتعزيز المصالحة، وبناء قدرات مؤسسات الدولة، والاستجابة لمطالب السكان بشأن الحماية والشفافية، فقد ينعكس التجديد إيجاباً على الاستقرار»؛ يضيف عيسى، موضحاً: «أما إذا استمر الشعور بعدم الفاعلية أو غياب التنسيق، فقد يحد ذلك من أثرها... لذلك؛ يكون التجديد فرصة حقيقية للسلام عندما يُستثمر لإصلاح الأداء وتوجيه الجهود نحو جذور الأزمة».

ويسلط القرار الدولي الضوء على «الأزمة الأمنية والإنسانية المتدهورة بسرعة» في شرق الكونغو الديمقراطية بسبب هجوم حركة «23 مارس» في شمال وجنوب كيفو «بدعم وبمشاركة مباشرة من قوات الدفاع الرواندية»، وفق بيان «المجلس».

وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، جنيفر لوسيتا، مساء الجمعة، إن «المفاوضات التي تقودها تعطلت مرة أخرى بسبب تقدم حركة (23 مارس) المدعومة من قوات الدفاع الرواندية».

ويشهد شرق الكونغو، الغني بالموارد الطبيعية والمجاور لرواندا، نزاعات مسلحة متواصلة منذ نحو 3 عقود، وتصاعدت حدة العنف بين يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، بعدما سيطرت حركة «23 مارس»، بدعم من كيغالي، على مدينتَي غوما وبوكافو الرئيسيتَين في الإقليم. وشنّت «23 مارس»، بدعم من رواندا، هجوماً جديداً في بداية ديسمبر الحالي بإقليم جنوب كيفو شرق البلاد على طول الحدود مع بوروندي، وأحكمت سيطرتها على بلدة أوفيرا الاستراتيجية في 11 ديسمبر الحالي.

وجاء التقدم الأخير للحركة في شرق الكونغو الغني بالمعادن بعد أسبوع من لقاء الرئيسَين؛ الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي الرئيسَ الأميركي دونالد ترمب في واشنطن خلال وقت سابق من هذا الشهر، وأكدا التزامهما اتفاق سلام توسطت فيه الولايات المتحدة.

ووسط أنباء عن انسحاب الحركة من المنطقة المحتلة حديثاً، قال مسؤولون في «الصليب الأحمر»، الخميس الماضي، إن «شهر ديسمبر هو الأعلى حدة في النزاع».

ويعدّ الاتفاق بين رواندا والكونغو الديمقراطية بواشنطن في مطلع ديسمبر الحالي هو الأحدث ضمن سلسلة «تفاهماتٍ بإطار» أُبرمت خلال يونيو (حزيران) الماضي في واشنطن، إضافة إلى «إطار عمل الدوحة لاتفاقية سلام شاملة»، الذي وقعته كينشاسا وحركة «23 مارس» في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في قطر، استكمالاً لاتفاقٍ يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

ويرى الخبير في الشؤون الأفريقية أن المطالب الدولية بانسحاب «23 مارس» من المناطق التي سيطرت عليها في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعبر عن ضغط سياسي ودبلوماسي متصاعد، «لكنها لا تعني بالضرورة أن الانسحاب يمكن تحقيقه قريباً». وأوضح أن «الحركة» ما زالت «تمتلك قوة عسكرية على الأرض، وتستفيد من تعقيدات المشهد الإقليمي، وضعف سلطة الدولة في بعض المناطق؛ مما يجعل استجابتها للضغوط وحدها أمراً غير مضمون».

وأضاف: «كما أن تجارب سابقة أظهرت أن بيانات الإدانة والمطالب الدولية لا تتحول سريعاً إلى واقع ميداني ما لم تُدعم بآليات تنفيذ واضحة، مثل عقوبات فعالة، أو ضغط إقليمي من الدول المؤثرة، أو تقدم حقيقي في المسارات التفاوضية».

في المقابل؛ قد يصبح الانسحاب ممكناً، وفق صالح إسحاق عيسى، «إذا ترافقت هذه المطالب مع تحرك منسق من (الاتحاد الأفريقي)، ومع ضمانات أمنية وسياسية تعالج دوافع الحركة، إضافة إلى تعزيز قدرات الدولة الكونغولية على بسط سيطرتها بعد أي انسحاب؛ لتفادي فراغ أمني». لذلك؛ «يبقى تحقيق الانسحاب القريب مرتبطاً بمدى جدية المجتمعَين الدولي والإقليمي في الانتقال من المطالبة إلى الفعل، وبإيجاد تسوية أوسع تعالج جذور الصراع»؛ وفق ما خلص إليه عيسى، وسط تفاقم الأزمة بشرق الكونغو.