قال مسؤولان أميركيان كبيران سابقان ومصدر مطلع لـ«رويترز» إنه رغم مرور نحو أسبوع على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 2200 شخص في أفغانستان، وترك عشرات الآلاف بلا مأوى، لم تتخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى نحو السماح بتقديم مساعدات طارئة، ولم يتضح ما إذا كانت تخطط لتقديم أي عون.
وأضاف المصدر والمسؤولان السابقان أن عدم استجابة واشنطن لواحد من أسوأ الزلازل في أفغانستان من حيث عدد القتلى منذ سنوات يوضح كيف تنازل الرئيس دونالد ترمب عن عقود قادت فيها الولايات المتحدة جهود الإغاثة العالمية من الكوارث، بتخفيضاته الكبيرة للمساعدات الخارجية، وإغلاق وكالة المساعدات الخارجية الأميركية الرئيسية.
وأُغْلِقَت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، رسمياً، الثلاثاء الماضي.
وقدمت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الاثنين، «تعازيها الحارة» لأفغانستان في منشور على موقع «إكس».
لكن المسؤولين السابقين اللذين كانا يعملان في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمصدر الثالث الذي تحدث مشترطاً عدم الكشف عن هويته قالوا إنه حتى الجمعة، لم توافق وزارة الخارجية على إعلان وجود حاجة إنسانية، وهي الخطوة الأولى في التصريح بالإغاثة الطارئة.
وعادة ما يصدر هذا الإعلان في غضون 24 ساعة من وقوع كارثة كبرى.

وقالت المصادر إن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية نظروا في توصيات بتقديم مساعدات لأفغانستان لمواجهة الكارثة. وقال مسؤول كبير سابق إن البيت الأبيض بحث الأمر أيضاً، لكنه قرر عدم التراجع عن سياسة وقف تقديم المساعدات لكابل.
وعندما سُئل متحدث باسم وزارة الخارجية عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم أي مساعدات طارئة لأفغانستان في أعقاب الزلزال الذي بلغت قوته 6 درجات ووقع يوم الأحد الماضي، وأعقبته هزات ارتدادية قوية، يومي الخميس والجمعة، قال: «ليس لدينا ما نعلنه في الوقت الحالي».
كانت واشنطن، حتى هذا العام أكبر مانح للمساعدات لأفغانستان، البلد الذي خاضت فيه حرباً استمرت 20 عاماً، وانتهت بانسحاب أميركي فوضوي، وسيطرة حركة «طالبان» على كابل في عام 2021.
لكن في أبريل (نيسان)، أوقفت إدارة ترمب جميع مساعداتها لأفغانستان تقريباً - والتي بلغت في المجمل 562 مليون دولار - مشيرة إلى تقرير لهيئة رقابة أميركية يفيد بأن المنظمات الإنسانية التي تتلقى أموالاً من الولايات المتحدة دفعت 10.9 مليون دولار في شكل ضرائب ورسوم لـ«طالبان».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن ستقدم مساعدة طارئة للناجين من الزلزال، قال مسؤول في البيت الأبيض: «الرئيس ترمب ثابت على موقفه بشأن ضمان عدم وصول المساعدات إلى أيدي نظام «طالبان»، الذي يواصل احتجاز مواطنين أميركيين بشكل غير مشروع».
وقال ستيفن رودريغيز ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفغانستان للصحافيين، الجمعة: «بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح، شهدنا أيضاً تدمير بنية تحتية وسبل العيش الأساسية».
وأضاف أن التبرعات بالمال والسلع والخدمات جاءت من بريطانيا وكوريا الجنوبية وأستراليا والهند وباكستان وإيران وتركيا ودول أخرى، لكنه استطرد قائلاً: «هناك احتياج إلى ما هو أكثر بكثير».
في غضون ذلك، هز زلزال عنيف أفغانستان، مساء الجمعة، بعد أيام قليلة من الزلزال المدمر الذي ضرب شرق البلاد. وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، بأن قوة الزلزال بلغت 5.2 درجة على مقياس ريختر، ووقع الزلزال في إقليم كونار شرق أفغانستان على عمق 10 كيلومترات. كما شعر بالزلزال سكان العاصمة كابل، إلا أنه لم ترد تقارير عن إصابات أو أضرار حتى الآن. وكانت منطقة شرق أفغانستان قد تعرضت لزلازل قوية متكررة في الأيام الأخيرة. وقبل منتصف ليل الأحد الماضي، وقع زلزال أول بقوة 6 درجات على عمق 8 كيلومترات، تلاه كثير من الهزات الارتدادية وزلزال قوي آخر، مساء الخميس. وأفادت حركة «طالبان» الحاكمة و«الهلال الأحمر» الأفغاني مؤخراً بأن حصيلة الضحايا بلغت نحو 2200 قتيل وأكثر من 3600 جريح.


