من الأمير هيساهيتو الذي قد يكون آخر إمبراطور لليابان؟

TT

من الأمير هيساهيتو الذي قد يكون آخر إمبراطور لليابان؟

الأمير هيساهيتو يرتدي زياً احتفالياً قديماً في طوكيو السبت (أ.ف.ب)
الأمير هيساهيتو يرتدي زياً احتفالياً قديماً في طوكيو السبت (أ.ف.ب)

الأمير الياباني هيساهيتو هو أول ذكر من العائلة المالكة يبلغ سن الرشد منذ 40 عاماً. ويخشى كثيرون في اليابان أن يكون الأخير.

ووفق تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، تعد طقوس القصر للاعتراف رسمياً بهيساهيتو بصفته شخصاً راشداً، السبت، بمثابة تذكير بالتوقعات القاتمة لأقدم ملكية في العالم. ويرجع كثير من هذا الوضع إلى سياسة خلافة الذكور فقط وتناقص أعدادهم. وهيساهيتو هو الثاني في ترتيب عرش الأقحوان (إمبراطور اليابان)، ومن المرجح أن يصبح إمبراطوراً يوماً ما. وبعده، لم يتبق أحد، ليترك العائلة الإمبراطورية مع معضلة بشأن ما إذا كان يتعين عليهم أن يتراجعوا عن حكم صادر في القرن التاسع عشر ألغى الخلافة النسائية.

هيساهيتو، طالب في السنة الأولى بجامعة «تسوكوبا» قرب طوكيو، يدرس علم الأحياء، ويستمتع بلعب تنس الريشة. يُولَع باليعسوب بشكل خاص، وقد شارك في تأليف ورقة بحثية أكاديمية حول دراسة استقصائية للحشرات في أراضي ضيعته في أكاساكا بطوكيو.

في مؤتمره الصحافي الأول في مارس (آذار)، صرّح الأمير بأنه يأمل في تركيز دراساته على اليعاسيب والحشرات الأخرى، بما في ذلك سبل حماية أسراب الحشرات في المناطق الحضرية.

وُلد هيساهيتو في 6 سبتمبر (أيلول) 2006، وهو الابن الوحيد لولي العهد الأمير أكيشينو، وريث العرش، وزوجته الأميرة كيكو. لديه شقيقتان أكبر منه سناً، الأميرة كاكو، المشهورة، والأميرة السابقة ماكو، التي اضطرها زواجها من شخص غير ملكي إلى التخلي عن صفتها الملكية.

الأمير هيساهيتو في عمر الثلاث سنوات وهو يحمل أرنباً أثناء زيارته لحديقة حيوان أوينو في طوكيو باليابان (أ.ب)

توقفت طقوس بلوغ هيساهيتو بعد عام من بلوغه الثامنة عشرة، أي بلوغه سن الرشد القانوني، لأنه أراد التركيز على امتحانات القبول الجامعي.

قد يكون آخر إمبراطور

هيساهيتو هو ابن أخ الإمبراطور ناروهيتو، وله ابنة واحدة، الأميرة أيكو. كان والد هيساهيتو، أكيشينو، الأخ الأصغر للإمبراطور، آخر ذكر بلغ سن الرشد في العائلة عام 1985.

هيساهيتو هو أصغر أفراد العائلة الإمبراطورية البالغة، المكونة من 16 فرداً. وهو ووالده هما الوريثان الذكران الوحيدان الأصغر من ناروهيتو. الأمير هيتاشي، الأخ الأصغر للإمبراطور السابق أكيهيتو، هو الثالث في ترتيب ولاية العرش، ولكنه يبلغ من العمر 89 عاماً.

يُشكل نقص الخلفاء الذكور مصدر قلق بالغ للنظام الملكي، الذي يقول المؤرخون إنه استمر 1500عام. تعكس هذه المشكلة شيخوخة اليابان السريعة وتناقص عدد سكانها.

كان لليابان تقليدياً أباطرة ذكور، ولكن كان يُسمح بخلافة الإناث. حكمت اليابان ثماني إمبراطورات، من بينهن آخرهن غوساكوراماتشي التي حكمت من عام 1762 إلى عام 1770، ومع ذلك، لم تُنجب أيٌّ منهن وريثاً خلال فترة حكمها.

حُصرت الخلافة قانونياً على الذكور لأول مرة عام 1889 بموجب دستور ما قبل الحرب. كما أن قانون البيت الإمبراطوري لعام 1947، الذي حافظ إلى حد كبير على القيم العائلية المحافظة لما قبل الحرب، لا يسمح بخلافة العرش إلا للذكور.

الأمير هيساهيتو يتحدث إلى الصحافيين أمام مقر إقامته في طوكيو بعد أداء طقوس بلوغه سن الرشد السبت (أ.ب)

لكن الخبراء يقولون إن نظام الخلافة الذي يقتصر على الذكور فقط يعاني من خلل هيكلي، ولم يكن فعّالاً في السابق إلا بفضل مساعدة المحظيات اللواتي أنجبن أطفالاً إمبراطوريين حتى قبل حوالي 100 عام.

لا يمكن للأميرة أيكو، الابنة الوحيدة للإمبراطور ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو، ذات الشعبية الكبيرة، أن تكون خليفة والدها، على الرغم من دعم جزء كبير من الجمهور لها بوصفها ملكة مستقبلية.

الجدل حول الخلافة

لمعالجة مخاوف الخلافة، أعدت الحكومة مقترحاً يسمح بتولّي أنثى العرش عام 2005، لكن ولادة هيساهيتو سرعان ما غيّرت مجرى الأمور، وانقلب القوميون على المقترح.

أوصت لجنة خبراء منفصلة، ​​أغلبها من المحافظين، في يناير (كانون الثاني) 2022 بدعوة الحكومة إلى الحفاظ على نظام الخلافة الذكوري، مع السماح للأعضاء الإناث بالاحتفاظ بوضعهن الملكي بعد الزواج ومواصلة واجباتهن الرسمية. كما اقترح المحافظون تبني أحفاد ذكور من عائلات ملكية بعيدة لم تعد موجودة لمواصلة السلالة الذكورية.

الأمير هيساهيتو يرتدي زياً احتفالياً قديماً خلال حضوره حفلاً بالقصر الإمبراطوري في طوكيو (إ.ب.أ)

لكن النقاش توقف حول مسألة منح الوضع الملكي لغير أفراد العائلة المالكة الذين يتزوجون من أميرات وأطفالهن.

أجبر هذا النقاش المتعثر هيساهيتو على تحمل عبء مصير العائلة الإمبراطورية بمفرده، وفقاً لما ذكره شينغو هاكيتا، الرئيس السابق لوكالة شؤون البلاط الإمبراطوري، في مقال بصحيفة «يوميوري» في وقت سابق من هذا العام. وقال: «السؤال الجوهري ليس ما إذا كان ينبغي السماح بتولّي الذكور أو الإناث العرش، بل كيفية إنقاذ النظام الملكي».

أصدرت صحيفة «يوميوري» المحافظة مقترحها الخاص في مايو (أيار)، داعيةً إلى مراجعة عاجلة لقانون البيت الإمبراطوري لمنح أزواج وأبناء الأميرات صفة ملكية، والسماح للنساء بوراثة العرش. ودعت البرلمان إلى «التوصل إلى حل مسؤول للأزمة التي تحيط بالدولة ورمز وحدة الشعب».

التتويج الرسمي

بدأت طقوس هيساهيتو، (السبت)، في منزل عائلته، حيث ظهر مرتدياً بدلة رسمية لتسلُّم التاج الذي سيُسلمه إليه رسول من ناروهيتو.

في طقوس رئيسية في القصر الإمبراطوري، حضرها أفراد من العائلة المالكة وكبار المسؤولين الحكوميين، ارتدى هيساهيتو الزي التقليدي، وهو رداء بيج اللون، يرمز إلى مكانته قبل البلوغ. استُبدل غطاء رأسه بواسطة التاج، وهو غطاء رأس أسود للبالغين من نوع «كانموري»، مُعلناً بذلك بلوغه سن الرشد. انحنى هيساهيتو بعمق وشكر الإمبراطور على التاج، ووالديه على استضافتهما للحفل، وتعهد بالوفاء بمسؤولياته بصفته عضواً ملكياً.

ثم ارتدى الأمير المتوج زياً رسمياً ذا قميص أسود، وركب عربة الخيول الملكية للصلاة في الأضرحة الثلاثة داخل مجمع القصر.

الأمير هيساهيتو يغادر إلى حفل على متن عربة في القصر الإمبراطوري بطوكيو السبت (أ.ف.ب)

في فترة ما بعد الظهر، ارتدى هيساهيتو بدلة السهرة لزيارة القصر الإمبراطوري لاستقبال ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو، عمه وعمته، في قاعة «ماتسو نو ما» المرموقة، أو غرفة الصنوبر. وفي طقس آخر، سيتسلم ميدالية، وهي الوشاح الأكبر لوسام الأقحوان الأعلى، في تقليد ما بعد الحرب. كما سيستقبل جديه، أكيهيتو وزوجته، الإمبراطورة السابقة ميتشيكو، في قصرهما.

وفي المساء، سيقيم أكيشينو وكيكو احتفالاً خاصاً لابنهما في أحد فنادق طوكيو، للأقارب.

وتشمل الطقوس أيضاً زياراته مطلع الأسبوع المقبل إلى إيسي، أهم ضريح شنتو في اليابان، وضريح الإمبراطور الأول الأسطوري جينمو في نارا، بالإضافة إلى ضريح جده الأكبر الراحل، الإمبراطور هيروهيتو في زمن الحرب، في ضواحي طوكيو. كما سيتناول الغداء مع رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا وكبار الشخصيات يوم الأربعاء.


مقالات ذات صلة

فنان يوناني يُعيد قراءة الإسكندر الأكبر في معرض بمكتبة الإسكندرية

يوميات الشرق بورتريه مُتخيَّل للإسكندر تظهر في خلفيته عناصر حداثية (مكتبة الإسكندرية)

فنان يوناني يُعيد قراءة الإسكندر الأكبر في معرض بمكتبة الإسكندرية

قصة الإسكندر وغزوه مصر حاضرة بين المعروضات، من بينها لوحة تُصوّره واقفاً في معبد آمون بواحة سيوة.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق تركي آل الشيخ يشاهد العناصر البصرية الدقيقة التي تعكس البيئة التاريخية للفيلم (هيئة الترفيه)

تركي آل الشيخ يتابع تحضيرات فيلم «خالد بن الوليد»

زار المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، استوديوهات «الحصن بيغ تايم» و«القدية»، للاطلاع على سير العمل في فيلم «معركة اليرموك... خالد بن الوليد».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق لغز القدم القديمة يُعاد حلّه (غيتي)

مفاجأة من إثيوبيا... كائن مجهول عاش جنباً إلى جنب مع «لوسي»

أحفوريات جديدة اكتُشفت في إثيوبيا أثبتت أنّ قدماً غامضة تنتمي إلى نوع قديم من أشباه البشر سُمّي حديثاً، كان يعيش جنباً إلى جنب مع نوع «لوسي» الشهير...

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا الجنرال عبد الرحمن تياني (الثاني على اليسار) رئيس النظام العسكري في النيجر والذي جاء إلى السلطة بانقلاب يُحيّي حشداً من الناس في نيامي في يوليو 2024 (أ.ف.ب) play-circle

تاريخ حافل بالاضطرابات... ما أبرز الانقلابات العسكرية في أفريقيا خلال العقد الأخير؟

تاريخ أفريقيا حافل بها... فيما يلي الانقلابات العسكرية الناجحة في السنوات العشر الأخيرة في القارة السمراء وآخرها انقلاب غينيا بيساو يوم الأربعاء 26 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق السلحفاة «غرامّا» تأكل جذع موز في حديقة حيوان سان دييغو بالولايات المتحدة 17 مايو 2023 (أ.ب)

نفوق السلحفاة «غرامّا» الشهيرة عن عمر 141 عاماً

نفقت «غرامّا»، السلحفاة العملاقة التي عاشت أكثر من 141 عاماً، في حديقة سان دييغو بأميركا، بعدما أصبحت رمزاً محلياً وواحدة من أقدم السلاحف المعروفة عالمياً.

«الشرق الأوسط» (سان دييغو (الولايات المتحدة))

الصين تستعرض قوتها العسكرية حول تايوان

قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
TT

الصين تستعرض قوتها العسكرية حول تايوان

قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)
قوة صينية تطلق صاروخين خلال المناورات جنوب تايوان الثلاثاء (رويترز)

أطلقت الصين صواريخ قبالة سواحل تايوان، اليوم الثلاثاء، واستعرضت سفناً هجومية جديدة ورفضت احتمالات تدخُّل الولايات المتحدة وحلفائها ​لمنع أي هجوم مستقبلي من جانبها للسيطرة على الجزيرة، في أكبر مناورات حربية تُجريها حتى الآن.

وبالتزامن مع عرض القوة العسكري، أعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن بلاده «ستتصدى بقوة» لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان.

وفي خطابٍ ألقاه في بكين، خلال مؤتمر سنوي بشأن العلاقات الدولية، قال وانغ يي إنّ «التعاون بين الصين والولايات المتحدة يفيد كلا البلدين، بينما المواجهة تضرهما معاً».

نشرت تايوان تعزيزات عسكرية رداً على المناورات الصينية الثلاثاء (د.ب.أ)

ورأى أن العلاقة بين واشنطن وبكين هي واحدة من أهم العلاقات في العالم، محذراً الولايات المتحدة من أي تدخل في المصالح الوطنية للصين.

وفي منتصف كانون الأول (ديسمبر) الحالي، أعلنت تايوان شراء أسلحة أميركية بقيمة 11.1 مليار دولار، الأمر الذي أثار غضب بكين التي ردت بانتشار عسكري واسع النطاق حول الجزيرة.

وقال وانغ: «رداً على الاستفزازات المستمرة من جانب القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان ومبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، يجب علينا بالطبع أن نُعارضها بحزم ونتصدى لها بقوة».

وتَعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، ولا تستبعد ضمّها بالقوة، إذا لزم الأمر.

وأضاف وانغ أن أي محاولة لعرقلة توحيد الصين مع تايوان «ستنتهي حتماً بالفشل».

شاشة ضخمة تبث تغطية إخبارية للمناورات الصينية بأحد شوارع بكين الثلاثاء (إ.ب.أ)

صواريخ صينية

ونفّذت قيادة المسرح الشرقي في الصين مناورات بالذخيرة الحية استمرت 10 ساعات، في إطار تدريبات لفرض حصار، وأطلقت صواريخ في المياه إلى الشمال والجنوب من الجزيرة المتمتعة بحكم ديمقراطي.

ونفّذت وحدات من القوات البحرية ‌والجوية الصينية ‌مناورات لمحاكاة ضربات على أهداف بحرية ‌وجوية، ⁠وأجرت ​تدريبات ‌مضادة للغواصات حول الجزيرة، في حين نشرت وسائل الإعلام الرسمية صوراً لاستعراض تفوُّق بكين التكنولوجي والعسكري وقدرتها على السيطرة على تايوان بالقوة إذا اقتضى الأمر.

وبدأت المناورات، التي أُطلق عليها اسم «مهمة العدالة 2025»، أمس الاثنين، وقال الجيش الصيني، ‍للمرة الأولى، إن التدريبات تهدف إلى ردع التدخل الخارجي.

وصعّدت بكين من حِدة خطابها بشأن تايوان، في الأسابيع التي تَلَت إشارة رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي إلى أن أي هجوم على الجزيرة قد يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو.

نشرت تايوان سفناً عسكرية متطورة رداً على المناورات الصينية الثلاثاء (د.ب.أ)

وقام الزعيم الصيني، شي جينبينغ، في الأيام القليلة الماضية، بترقية قائد قيادة المسرح الشرقي، المُشرفة على العمليات التي تواجه تايوان، إلى رتبة جنرال، وهي خطوة يقول المحللون إنها تعمل على تعزيز الاستعداد القتالي للجيش، بعد عملية تطهير بصفوف القيادة.

وأدان رئيس تايوان لاي تشينغ تي، الثلاثاء، «بشدة» التحرّك الصيني، وقال، في منشور على «فيسبوك»: «تتجاهل الصين توقعات المجتمع الدولي بالسلام، وتتعمد تقويض الاستقرار الإقليمي من خلال الترهيب العسكري... هذا استفزاز سافر للأمن الإقليمي والنظام الدولي، وأنا أُدينه بشدة».

وفي منشور سابق، أكد لا تشينغ تي أنّه يتصرف بمسؤولية؛ «لعدم تصعيد التوترات وإثارة نزاعات».

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس الاثنين، إنه ليس قلقاً بشأن المناورات العسكرية التي تُنفّذها الصين بالذخيرة الحية حول تايوان، مستبعداً احتمال قيام نظيره شي جينبينغ بإصدار أوامر بغزو الجزيرة.


وزير الخارجية الصيني: يجب أن نتصدى بقوة لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
TT

وزير الخارجية الصيني: يجب أن نتصدى بقوة لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ب)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الثلاثاء، إن بكين «ستتصدى بقوة» لمبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، مع انطلاق اليوم الثاني من تدريبات ينفِّذها الجيش بالذخيرة الحية حول الجزيرة.

وفي خطاب ألقاه في بكين، أشار وانغ يي إلى أنَّ «العولمة الاقتصادية تعرَّضت هذه السنة لاختبار قاسٍ، وأدت الحروب التجارية إلى تعطيل النظام التجاري الدولي». وأضاف: «في مواجهة الوضع الفوضوي الذي يهدد السلام العالمي، تُعد الصين ركيزة للاستقرار».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن هذه السنة فرض رسوم جمركية تصل إلى نسبة 100 في المائة على البضائع الصينية، ردَّت بكين عليها برسوم أيضاً.

وبعد بضعة أشهر، انخفضت حدَّة التوتر مع الاجتماع الذي عقده ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ في أكتوبر (تشرين الأول) في كوريا الجنوبية، واتفقا خلاله على هدنة لمدة سنة.

وفي كلمته في مؤتمر سنوي بشأن العلاقات الدولية، قال وانغ يي إنَّ «التعاون بين الصين والولايات المتحدة يفيد كلا البلدين، بينما المواجهة تضر بهما معاً».

ورأى أن العلاقة بين واشنطن وبكين هي واحدة من أهم العلاقات في العالم، محذراً الولايات المتحدة من أي تدخل في المصالح الوطنية للصين.

يُذكر أنه في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت تايوان شراء أسلحة أميركية بقيمة 11.1 مليار دولار، الأمر الذي أثار غضب بكين التي ردَّت بانتشار عسكري واسع النطاق حول الجزيرة.

وفي السياق، قال وانغ: «رداً على الاستفزازات المستمرة من جانب القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان، ومبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، يجب علينا بالطبع أن نعارضها بحزم ونتصدى لها بقوة».

شاشة عملاقة في بكين تعرض مشهداً من المناورات العسكرية الصينية قرب تايوان (رويترز)

وجاءت تصريحات وانغ بعد أكثر من ساعة بقليل من إعلان الجيش الصيني إجراء «تدريبات بالذخيرة الحية في المياه الواقعة شمال جزيرة تايوان» في اليوم الثاني من المناورات العسكرية.

وأضاف وانغ أن أي محاولة لعرقلة توحيد الصين مع تايوان «ستنتهي حتماً بالفشل».

من جهة أخرى، أكد أنَّ زيارات شي جينبينغ لجنوب شرقي آسيا وروسيا، تشكِّل دليلاً على الدور الإقليمي المتنامي للصين، مسلطاً الضوء أيضاً على جهود الوساطة الصينية في النزاعات في شمال بورما، وبين الهند وباكستان، وبين تايلاند وكمبوديا، فضلاً عن دعمها للدبلوماسية مع إيران بشأن ملفها النووي.

وأخيراً، تطرق إلى الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مرحِّباً بالدعم الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكد أن «العالم لا يزال مديناً لفلسطين بمسار عادل» نحو السيادة.


باكستان: الشرطة تعتقل فتاة مراهقة اتجهت للتطرف عبر الإنترنت

يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

باكستان: الشرطة تعتقل فتاة مراهقة اتجهت للتطرف عبر الإنترنت

يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
يقف رجال الشرطة حراساً خارج الكنيسة بينما يحضر أفراد من الأقلية المسيحية قداس عيد الميلاد في روالبندي بباكستان - 25 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

اعتقلت قوات الشرطة في باكستان فتاة مراهقة تم توجيهها نحو التطرف وتجنيدها عبر الإنترنت من جانب جماعة انفصالية خارجة عن القانون لتنفيذ «هجوم انتحاري كبير»، على حد تصريح السلطات، يوم الاثنين.

يقف أحد أفراد الشرطة حارساً بمناسبة عيد الميلاد في كنيسة جميع القديسين في بيشاور في 25 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ولن يتم توجيه أي اتهامات جنائية للفتاة، لكن ستكون تحت حماية الدولة «بصفتها ضحية وليست مشتبهاً بها»، على حد قول ضياء الحسن، وزير الداخلية في إقليم السند، خلال مؤتمر صحافي.

وجرى اعتقال الفتاة أثناء عملية تفتيش روتينية تجريها الشرطة في الحافلات بينما كانت الفتاة متجهة إلى مدينة كراتشي، عاصمة إقليم السند، من إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي البلاد، لمقابلة شخص مسؤول عن توجيهها، كما أوضح حسن، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الثلاثاء.

وكان «جيش تحرير بلوشستان»، الذي صنفته الولايات المتحدة الأميركية جماعة إرهابية خلال العام الماضي، قد استهدف الفتاة عبر الإنترنت. وتمكنت الجماعة من إقناع الفتاة بتنفيذ هجوم يجلب لها الكرامة والشرف والمكانة داخل المجتمع البلوشستاني، مثل النساء الأخريات اللاتي نفّذن تفجيرات انتحارية ضد قوات الأمن، على حد قول حسن.

وأضاف حسن قائلاً: «بدا الارتباك على الفتاة عندما سألها ضبّاط الشرطة أسئلة روتينية معتادة»، مشيراً إلى أنه قد تم اقتيادها إلى مركز شرطة، واكتشاف وجود اتصال امتد لشهور بينها وبين مسلحين من خلال منصات للتواصل الاجتماعي ومنها «فيسبوك» و«إنستغرام». وظهرت الفتاة ووالدتها خلال مؤتمر صحافي، لكن وجهها كان مغطى، ولم يُفصح عن اسمها أو عمرها. وعرضت الشرطة إفادة مصورة لها تتضمن تفاصيل عن الأشخاص الذين تواصلت معهم من «جيش تحرير بلوشستان» وكيف وافقت على تنفيذ هجوم انتحاري.

استنفار أمني باكستاني (متداولة)

على الجانب الآخر، أدان عطا الله تارار، وزير الإعلام الباكستاني، جماعة «جيش تحرير بلوشستان» وغيرها من الجماعات الانفصالية لتحريضها الناس على العنف، موضحاً أن اعتقال الفتاة قد حال دون وقوع خسائر كبيرة محتملة في الأرواح. وكان انفصاليون من إقليم بلوشستان قد دشّنوا حركة تمرد منذ بداية الألفية الثانية بهدف الحصول على قدر أكبر من السيادة والحكم الذاتي، وفي بعض الحالات استقلال كامل عن باكستان، مع المطالبة بحصة أكبر من الموارد الطبيعية. وذكرت السلطات أن الجماعة قد حاولت زيادة استخدامها للنساء في تنفيذ الهجمات خلال السنوات القليلة الماضية. ونفذت سيدة تابعة لـ«جيش تحرير بلوشستان» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 3 معلمين صينيين عام 2022 بالقرب من حرم جامعي في كراتشي.