الشيف مفيد لـ«الشرق الأوسط»: الرجل أفضل من المرأة في المطبخ

من أشهر الطهاة ومقدمي برامج الطهي في العراق

من أطباق الشيف مفيد الذي يعد من أشهر طهاة العراق
من أطباق الشيف مفيد الذي يعد من أشهر طهاة العراق
TT

الشيف مفيد لـ«الشرق الأوسط»: الرجل أفضل من المرأة في المطبخ

من أطباق الشيف مفيد الذي يعد من أشهر طهاة العراق
من أطباق الشيف مفيد الذي يعد من أشهر طهاة العراق

تكلل حب الشيف مفيد، وهو من أشهر طهاة العراق، الطبخ باحترافه والتفنن فيه، ليتحول هذا الشغف إلى مهنة، ليصبح له زبائن ومتابعون على الفضائيات العراقية والعربية.
يفتخر الشيف مفيد بأنه تمكن من ابتكار أكثر من 800 طبق جديد، وفي جعبته كتابان، وصلت مبيعاتهما إلى 250 ألف نسخة، وهو يحلم بإصدار الكتاب الثالث قريبًا.
خلال لقاء «الشرق الأوسط» معه، قال الشيف مفيد عن كلمة «شيف» وكيف صارت متداولة بين العراقيين وهي كلمة جديدة إلى حد ما: «مهنتنا لا شك أنها قديمة مثل باقي المهن، وكلمة (شيف)، وهي تعني (رئيس طهاة)، موجودة منذ الأزل، لكنها اشتهرت بصورة أكبر في العراق بعد عام 2006 تقريبًا، وصارت عنوانا لمعظم برامج الطبخ والكتب التي تُعنى بالطعام والطهي، ولكن عموما اشتهرت الكلمة أكثر بوجود عدد كبير لبرامج الطهي التي تقدم على شاشات القنوات الفضائية العراقية يوميًا».
وماذا تقدم الآن من برامج؟ قال: «أقدم حاليا فقرة للطبخ اليومي صباح كل يوم من قناة (الفرات) الفضائية، وقبلها قدمت برامج الطبخ من قناتي (البغدادية) و(الحرية)، وإذاعة (صوت روسيا) وراديو (دجلة)، وغيرها، وأذكر أيضا أنني قدمت فقرات لبرنامج (توب شيف) قبل أربع سنوات على قناة لبنانية، وعملت مع أساتذة كثيرين تعلمت منهم كثيرا، من بينهم عامر الشكرجي، وقبل ذلك كان لدي مطعم صغير جدا للأكلات الشعبية، حيث كنا نعمل معا أنا وصديق عربي».
وبمَ تتميز أطباقك التي اشتهرت بها؟ وأي أكلة تحبها أكثر؟ أجاب: «كل فضائية أعمل بها تصل أطباقي المبتكرة مني إلى أكثر من 800 طبق، عدا الأطباق الكلاسيكية والمعروفة التي أقدمها، ولا توجد أكلة معينة أحبها، بل كل الطبخات أحبها، لأن الطعام هو عبارة عن زهور متنوعة، فمنها اللون الفلاني والرائحة الفلانية.. هكذا بالأكلات، فكل طبق أتذوق منه أرغب في طبق آخر بسبب تنوع النكهات والمواد التي تدخل فيه. وأنا أستمع إلى طلبات جمهوري وأقدم له ما يطلبه من أطباق مثل أنواع الحساء والمقبلات والحلويات والمعجنات وأنواع الخبز العالمي والمرطبات».
وعن سبب تفوق الرجل على المرأة في الطبخ كما كان يردد دائما، قال: «ربة البيت عادة ما تتوارث المهنة من الجدة ثم الأم لتصل إلى البنت وهي تطبخ بطريقة العامل الوراثي.. يعني أكلات متوارثة وتقليدية. أما الرجل فعمله متنوع ولا يقتصر على بلد معين، فالسفر يلعب دورا في تنويع الطبخات، وكذلك ارتياد أهم المطاعم والفنادق، ومتابعة الجديد فيما تقدمه برامج الفضائيات والمصانع الغذائية».
وعن بداية شغفه بالطهي، قال: «منذ كنت صغيرًا أحلم بأن أكون قريبا من الطعام، وأشعر بالمتعة وأنا أرتب الأطباق وأراقب عملية إعداد المائدة، وقد بدأت مشواري في هذا المجال قبل نحو 25 سنة، قدمت فيها برامج عديدة في الفضائيات والإذاعات، ولديّ جمهوري الذي يتابعني أينما أكون، ولا يفوت حلقة مطلقا، وهذا ما لمسته من خلال الاتصالات المستمرة ببرامجي بكل مكان وبجوالي الشخصي أيضًا».
من مواقفه الطريفة، يقول الشيف مفيد: «ذات يوم وضعت في الفرن باذنجانة، وكان من المفترض أن أخدشها بالسكين لأشويها فنسيت أن أخدشها، وطبعا هي كانت لفقرة الريجيم، فأغلقت الفرن قبل بدء الحلقة، وإذا بالباذنجانة تنفجر بعدما تمددت بالحرارة، وبدا صوت دوي انفجار سمع واضحا خلال البث، فبسرعة بديهية قلت هذه العبارة: (سلامات لكل العراقيين هذا صوت انفجار ويا رب ما يكون شي)، لكنني كنت أضحك في سري وأنا أسمع صوت المخرج في أذني وهو يضحك ويقول الفرن واضح أمام الكاميرا وأنت لا تدري. وهناك موقف آخر حصل عندما اتصلت بي فتاة خلال البرنامج وسألتني عن الصفحة الفلانية في كتابي وقالت ما معناه: (خبز بوزن)؟، فضحكت كثيرا وأجبتها محاولا تدارك الأمر، وقلت لها: (عجينة خبز بوزن كذا غرام)، فهي كانت تتصور أن كلمة (بوزن) صنف من أصناف الخبز».
وحول ما يفضله العراقيون اليوم من أكلات، قال: «العراقيون اليوم انقسموا إلى قسمين، منهم من يرغب في الأكل الشرقي، والقسم الآخر الغربي، لكن الشرقي تقريبا أكثر بحكم التقاليد التي اعتدناها، وعموما الأكل العراقي يمتاز بالدسامة، وذلك راجع إلى أن المواشي والإبل والأبقار جميعها دسمة، فلحمها يكون طريا بالطهي قياسا بلحوم باقي الدول، وأما المواد الأخرى فوجود الأرز والنشويات الأخرى والبقول بها مع الخضراوات، يحمل تنوعا، لكن تبقى الدسامة في الأكلات العراقية هي الغالبة رغم أنها حالة ليست صحية».
وهل تتذوق أكلاتك؟ قال: «أتذوق دائما طبخاتي بكل وقت، لكن إذا كنت في البرنامج فلا أتذوقها».



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».