معرض للحرف التقليدية والفنون الشعبية يجمع تراث مصر والصين

ضمن فعاليات بعنوان «عندما يلتقي اليانغتسي بالنيل»

جانب من الفعاليات بمتحف الحضارة المصرية (متحف الحضارة)
جانب من الفعاليات بمتحف الحضارة المصرية (متحف الحضارة)
TT

معرض للحرف التقليدية والفنون الشعبية يجمع تراث مصر والصين

جانب من الفعاليات بمتحف الحضارة المصرية (متحف الحضارة)
جانب من الفعاليات بمتحف الحضارة المصرية (متحف الحضارة)

تحت عنوان «عندما يلتقي اليانغتسي بالنيل»، نظّم المتحف القومي للحضارة المصرية فعالية تضمّنت أنشطة متنوعة بالتعاون مع بلدية تشونغتشينغ الصينية، وذلك في إطار التبادل الثقافي والحضاري بين مصر والصين.

ويستضيف المتحف القومي للحضارة خلال الفترة من 2 إلى 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، معرضاً ثقافياً يتضمن عروضاً رقمية وصوراً حول الإرث المائي الصيني، إضافة إلى معرض للتراث غير المادي والحرف التقليدية.

زيارة قاعات المتحف ضمن الفعاليات (متحف الحضارة المصرية)

و«جسّدت الفعالية فلسفة المتحف القومي للحضارة المصرية في مدّ جسور التواصل بين حضارتين عظيمتين؛ حضارة النيل وحضارة اليانغتسي»، وفق كلمة للدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف.

في حين أكّد أمين عام المجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أن التعاون الثقافي والأثري بين مصر والصين يمتد لأكثر من 70 عاماً، وأشار في بيان للمتحف، إلى تنظيم معرض دولي للآثار المصرية في هونغ كونغ خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وإلى وجود 4 بعثات أثرية صينية تعمل حالياً في مصر، فضلاً عن التعاون في ملف الآثار الغارقة ومشروعات التراث العالمي.

واستضافت الصين، معرضاً أثرياً مؤقتاً في متحف شنغهاي بعنوان «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» بمتحف شنغهاي القومي، في الفترة من يوليو (تموز) 2024 إلى أغسطس (آب) 2025، يضم 787 قطعة أثرية تم اختيارها من مقتنيات عدد من متاحف الآثار المصرية لإبراز عظمة الحضارة المصرية القديمة منذ نشأتها من فترة نقادة وعصور بداية الأسرات وحتى الدولة الحديثة، وفق وزارة السياحة والآثار.

ومن الجانب الصيني، أكّد تشانغ وين، عضو اللجنة الدائمة ورئيس لجنة الدعاية بمجلس الحزب في تشونغتشينغ، عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين، مذكراً بأن مصر كانت جزءاً من طريق الحرير وأول دولة عربية تُقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وأعرب عن تطلع بلاده لدعم التعاون في مجالات الثقافة والسياحة والتجارة.

الفنون التقليدية والشعبية الصينية بمتحف الحضارة المصرية (متحف الحضارة)

وتضمنت الفعالية محاضرات تناولت دور نهر النيل في ازدهار الحضارة المصرية، والتراث المائي والأنظمة الهيدرولوجية على المستوى العالمي، إلى جانب مناقشة الطلب المشترك لإدراج مقياس منسوب نهر النيل بالروضة وموقع بايهليانغ في الصين على قائمة التراث العالمي بوصفهما ممتلكاً تراثياً متسلسلاً.

وأقيمت ورش عمل للحرف التقليدية وعروض فنية تراثية وشعبية من مدينة تشونغتشينغ، وعرض الفيلم الوثائقي المصري-الصيني المشترك «عندما يلتقي اليانغتسي بالنيل».

و«تُجسّد فعالية (عندما يلتقي اليانغتسي بالنيل) أكثر من مجرد حدث ثقافي عابر؛ فهي تعبير حي عن القواسم المشتركة بين حضارتين من أعرق حضارات الإنسانية»، وفق تصريحات للدكتورة دينا سليمان، المتخصصة في آثار مصر والشرق الأدنى القديم بكلية الآثار والإرشاد السياحي في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «النيل واليانغتسي ليسا مجرد أنهار، بل هما رمزان للحياة والخصب والاستمرارية، ومنهما تفرّعت قصص الإنسان الأولى عن الاستقرار والازدهار وبناء المدن وإبداع الفنون. لهذا، فإن اللقاء بين النيل واليانغتسي هو لقاء بين ذاكرتين إنسانيتين متشابهتين في العمق، وإن اختلفت التفاصيل».

وعدّت دينا أن «المعارض الأثرية المصرية في الصين، سواء المعرض الذي أقيم في شنغهاي أو المرتقب في هونغ كونغ، تُمثل امتداداً طبيعياً لهذا الحوار الحضاري»، وأوضحت أنها «ليست مجرد قاعات عرض، بل منصات تتيح للشعب الصيني أن يتلمّس عبق التاريخ المصري، كما تتيح لنا نحن المصريين استعادة إيماننا بأن حضارتنا قادرة على مخاطبة العالم بلغته الإنسانية المشتركة».

وأشارت إلى أن مصر والصين، وقد جمعهما طريق الحرير قديماً، يجمعهما اليوم طريق جديد من التعاون الثقافي والعلمي، يُؤكد أن الحضارات العريقة لا تنغلق على ذاتها، بل تزدهر حين تنفتح على الآخر وتتحاور معه.


مقالات ذات صلة

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

يوميات الشرق استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

احتفاءً بالخط العربي بوصفه فناً أصيلاً يحمل بين ثناياه دعوة للسلام، والانسجام الإنساني، أطلقت مصر الدورة العاشرة من «ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)

650 ألف زائر يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية إقليمية

مع رحيل آخر أيام معرض جدة للكتاب، يطرح المشهد الثقافي جملةً من الأسئلة حول المعرض وترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)

القاهرة تحتفي برائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي

يُصاحب معرض رضوي تقديم أعمال نخبة من رواد وكبار التشكيليين المعاصرين في المملكة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)

السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

لم يعد سؤال صنّاع السينما يدور حول عدد العناوين، بل حول أيّ الروايات تصلح لأن تُروى على الشاشة...

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق تحاول الفنانة التشكيلية في هذه المجموعة العبور من المحدود إلى المطلق (الغاليري)

معرض «تفتّحت الزهور من بين حجار الإسمنت المكسور»... عود على بدء

تستخدم ندى صحناوي الألوان الزاهية، بالإضافة إلى الأسود والأبيض. وفي قوالب الزهور الحمراء والبيضاء، يخال للناظر إليها أنها تُشبه كعكة عيد...

فيفيان حداد (بيروت)

انتحار الممثل الأميركي جيمس رانسون

أرشيفية للممثل الأميركي جيمس رانسون (ا.ب)
أرشيفية للممثل الأميركي جيمس رانسون (ا.ب)
TT

انتحار الممثل الأميركي جيمس رانسون

أرشيفية للممثل الأميركي جيمس رانسون (ا.ب)
أرشيفية للممثل الأميركي جيمس رانسون (ا.ب)

توفي الممثل الأميركي جيمس رانسون، الذي جسد شخصية «زيجي سوبوتكا» في مسلسل قناة «إتش بي أو» الشهير «ذا واير» وظهر في العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام الأخرى، عن 46 عاماً.

وذكر مكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجليس في سجلاته المنشورة على الإنترنت أن رانسون توفي منتحراً يوم الجمعة.

وتشمل الأعمال السينمائية لرانسون أفلاما مثل «إت: الفصل الثاني»، و«الهاتف الأسود»، و«الهاتف الأسود 2»، كما ظهر في مسلسلات تلفزيونية من بينها دراما الشرطة «بوش» ومسلسل «بوكر فيس».


اعتقال موظف بقصر الإليزيه لاتهامه بسرقة أدوات مائدة قيّمة

أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
TT

اعتقال موظف بقصر الإليزيه لاتهامه بسرقة أدوات مائدة قيّمة

أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)
أدوات مائدة وقائمة طعام في انتظار حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعشاء الكريسماس مع جنوده في أبوظبي (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة في باريس أن 3 رجال سيمثلون أمام المحكمة، العام المقبل، بعد أن تمَّ اعتقال موظف فضيات يعمل في المقر الرسمي للرئيس الفرنسي، هذا الأسبوع، بتهمة سرقة أدوات فضية وأواني مائدة تقدر قيمتها بآلاف اليوروات.

وأفاد كبير موظفي الفضيات في قصر الإليزيه باختفاء هذه الأدوات، حيث قُدِّرت الخسائر بما بين 15 ألفاً و40 ألف يورو، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقد تمكَّن «مصنع سيفر»، الذي زوَّد القصر بمعظم الأثاث، من التعرُّف على عدد من القطع المفقودة بعد ظهورها على مواقع المزادات الإلكترونية. وأدت التحقيقات مع موظفي الإليزيه إلى الاشتباه بأحد موظفي الفضيات، إذ أظهرت سجلات الجرد الخاصة به أنه كان يخطط لعمليات سرقة مستقبلية.

قصر الإليزيه في باريس بفرنسا (رويترز)

وكشفت التحقيقات عن أن الرجل كان على علاقة بمديرة شركة متخصصة في بيع الأدوات المنزلية عبر الإنترنت، خصوصاً أدوات المائدة.

يأتي ذلك بعدما تمكَّن لصوص من الاستيلاء على 8 قطع مجوهرات «لا تُقدَّر بثمن» كانت مملوكة سابقاً لملكات وإمبراطورات فرنسيات، من بينها تيجان مرصعة بالأحجار الكريمة، وقلائد، وأقراط، وبروشات، قبل أن يضطروا إلى الفرار بعد تدخل موظفي المتحف.


«نوابغ العرب» تختار البروفسور اللبناني بادي هاني لجائزة «الاقتصاد»

حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
TT

«نوابغ العرب» تختار البروفسور اللبناني بادي هاني لجائزة «الاقتصاد»

حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
حصل البروفسور اللبناني بادي هاني على جائزة فئة الاقتصاد لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية (الشرق الأوسط)

اختارت مبادرة «نوابغ العرب» البروفسور اللبناني بادي هاني للفوز بالجائزة عن فئة الاقتصاد، تقديراً لإسهاماته العلمية في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، البروفسور هاني، مؤكداً أن استدامة النمو الاقتصادي المرن والمتوازن تُعد ركناً أساسياً لتقدم المجتمعات وازدهار الحضارة الإنسانية. وقال في منشور على منصة «إكس» إن هاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة سيراكيوز، قدّم «إسهامات استثنائية» في الاقتصاد القياسي وتطوير نماذج تحليل البيانات الاقتصادية، لافتاً إلى أنه نشر أكثر من 200 بحث علمي، وأن كتابه في تحليل نماذج البيانات الاقتصادية بات مرجعاً للباحثين حول العالم.

وأشار الشيخ محمد بن راشد إلى حاجة المجتمعات العربية إلى اقتصاديين محترفين، مؤكداً أن السياسات الفاعلة تُبنى على علم راسخ وبيانات دقيقة، وأن «اقتصاد الأمة يُصنع بعقولها»، معبّراً عن تطلعه إلى «فصل عربي جديد» في مسيرة استئناف الحضارة العربية.

وجاء منح جائزة الاقتصاد هذا العام للبروفسور بادي هاني تقديراً لإسهاماته في تطوير أدوات التحليل الاقتصادي، خصوصاً في مجال «تحليل لوحة البيانات الاقتصادية»، الذي يعزز دقة دراسة البيانات عبر دمج معلومات من فترات زمنية ومصادر متعددة. وأسهمت ابتكاراته، بحسب المبادرة، في تحسين تقييم آثار السياسات الاقتصادية على المدى البعيد وعبر مناطق مختلفة، ما دفع حكومات ومؤسسات إلى تبنّي أساليبه في قياس كفاءة السياسات والإنفاق العام والأطر التنظيمية.

كما قدّم هاني دورات تدريبية لمختصين اقتصاديين ضمن مؤسسات دولية، بينها البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وبنوك مركزية عدة. ونشر أكثر من 200 بحث علمي، وله مؤلفات أكاديمية مؤثرة، أبرزها كتاب «تحليل نماذج البيانات الاقتصادية» المرجعي. وهو يحمل درجة البكالوريوس في الإحصاء من الجامعة الأميركية في بيروت، والماجستير من جامعة كارنيجي ميلون، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا.

وفي إطار الإعلان عن الجائزة، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالبروفسور بادي هاني أبلغه خلاله بفوزه بجائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة الاقتصاد، مشيراً إلى أهمية الأبحاث والنظريات والأدوات التي طورها على مدى عقود، والتي أصبحت ركيزة أساسية في التحليل الاقتصادي الاستراتيجي القائم على المعطيات والبيانات الدقيقة لاستشراف مستقبل التنمية وتعظيم فرصها.

واعتبر القرقاوي أن فوز هاني يمنح «دافعاً قوياً» لجيل جديد من الباحثين والمحللين والاقتصاديين العرب للإسهام في رسم المرحلة المقبلة من التنمية الشاملة في المنطقة.