توصلت دراسة نرويجية واسعة النطاق إلى أن المشي اليومي لمدة نحو 100 دقيقة أو أكثر يرتبط بانخفاض كبير في خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر المزمنة.
وأوضح الباحثون من جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية أن مدة المشي هي العامل الأهم، وليس سرعته أو شدته، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «JAMA Network Open».
وتُعد آلام أسفل الظهر المزمنة من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً عالمياً؛ إذ يعاني منها ما يقارب واحد من كل 5 أشخاص في أي وقت. وغالباً ما تستمر هذه الآلام لثلاثة أشهر أو أكثر، مما يجعلها تختلف عن آلام الظهر الحادة العابرة. وتتعدد أسبابها بين ضعف العضلات، والجلوس لفترات طويلة، وقلة الحركة، وإصابات سابقة، أو حتى ضغوط نفسية، وغالباً ما يكون السبب مزيجاً من عوامل بدنية وسلوكية.
هذه الحالة لا تؤثر فقط على الراحة اليومية وجودة النوم، بل تحد أيضاً من القدرة على العمل وتزيد الأعباء الاقتصادية على أنظمة الرعاية الصحية والمجتمعات.
وشارك في الدراسة 11 ألفاً و194 شخصاً من البالغين من الذكور والإناث، بمتوسط أعمار بلغ 55 عاماً، ولم يكن أيٌّ منهم يعاني من آلام أسفل الظهر المزمنة عند انطلاق الدراسة.
ولضمان دقة القياسات، ارتدى المشاركون أجهزة استشعار صغيرة على الفخذ وأسفل الظهر لمدة أسبوع كامل، سجّلت بشكل موضوعي عدد دقائق المشي وسرعته. وجرت متابعتهم صحياً لأكثر من أربع سنوات لمعرفة من سيُصاب بآلام مزمنة.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمشون 100 دقيقة فأكثر يومياً تقل لديهم احتمالات الإصابة بآلام أسفل الظهر المزمنة بنسبة تصل إلى 23 في المائة، مقارنةً بمن يمشون أقل من 78 دقيقة يومياً.
كما تبين أن مدة المشي اليومي أهم من شدته؛ إذ إن النزهات البطيئة تحقق فائدة وقائية واضحة، بينما تضيف زيادة السرعة منفعة إضافية محدودة.
وقال الباحثون: «قد لا يكون مفاجئاً أن النشاط البدني مفيد للظهر، لكن حتى الآن لم نكن نعلم أن لمقدار المشي منخفض الشدة تأثيراً وقائياً أيضاً».
وأكد الفريق أن النتائج تسلّط الضوء على أهمية تخصيص وقت للنشاط البدني يومياً، ليس فقط للوقاية من مشكلات الظهر المزمنة، بل وللحد من العديد من الأمراض الأخرى. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى وفورات مالية كبيرة للمجتمع.
وأشاروا إلى أن هذه الدراسة تُبرز أهمية تبني المشي كعادة يومية بسيطة وغير مكلفة للوقاية من آلام أسفل الظهر المزمنة، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وتقليل تكاليف العلاج على الأفراد والمجتمعات.








