الصيف السعودي: إنفاق قياسي ورواتب تاريخية تضع «روشن» بين الكبار عالمياً

نادي القادسية تصدر قائمة الصرف بإجمالي بلغ 124.06 مليون يورو

جواو فيليكس يقدم مستويات لافتة مع النصر (نادي النصر)
جواو فيليكس يقدم مستويات لافتة مع النصر (نادي النصر)
TT

الصيف السعودي: إنفاق قياسي ورواتب تاريخية تضع «روشن» بين الكبار عالمياً

جواو فيليكس يقدم مستويات لافتة مع النصر (نادي النصر)
جواو فيليكس يقدم مستويات لافتة مع النصر (نادي النصر)

تغلق سوق الانتقالات في السعودية نهاية يوم الأربعاء المقبل، لكن المشهد بات واضحاً قبل أيام قليلة من إسدال الستار على ميركاتو غير مسبوق على المستويين المحلي والعالمي.

الأندية السعودية رفعت سقف التطلعات إلى مستوى عالٍ جداً، ودفعت بملايين اليوروهات في سوق اللاعبين، لتجعل الدوري السعودي محوراً رئيسياً في خريطة الانتقالات العالمية، ومنافساً لأكبر البطولات الأوروبية.

ووفقاً للأرقام المعلنة حتى الآن؛ فقد بلغ إجمالي إنفاق أندية دوري روشن السعودي ما يقارب 473.53 مليون يورو مقابل إيرادات وصلت إلى 131.63 مليون يورو؛ ما يعكس سياسة توسعية تقوم على الاستثمار الرياضي طويل الأمد، وتعزيز صورة الدوري بوصفه وِجهة للنجوم العالميين.

ريتيغي أغلى لاعب في الميركاتو السعودي (نادي القادسية)

هذه الأرقام وضعت الدوري السعودي في المركز السادس عالمياً من حيث الإنفاق الصيفي، خلف الدوريات الإنجليزية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والألمانية، وهو موقع يعكس مكانته المتنامية بين كبار المشهد الكروي.

ولم تكتف الأندية السعودية بصفقات متوسطة أو محدودة، بل دخلت في سباق مباشر مع كبار أوروبا، وبحسب موقع «ترانسفير ماركت»، كانت البداية من نادي القادسية الذي تصدر قائمة الإنفاق بإجمالي بلغ 124.06 مليون يورو، متقدماً على أندية تاريخية من حيث الحجم والقيمة السوقية.

القادسية فاجأ الجميع بإبرام صفقة تاريخية بضم المهاجم الإيطالي الأرجنتيني ماتيو ريتيغي من أتالانتا مقابل 68.25 مليون يورو، ليكون الأغلى في المملكة، هذا الصيف، إلى جانب تعاقدات مؤثرة مثل كريستوفر بونسو باه من جينك البلجيكي مقابل 17 مليون يورو، وغابرييل كارفاليو من إنترناسيونال البرازيلي مقابل 15.60 مليون يورو، ومصعب الجوير من الهلال مقابل 11.52 مليون يورو، ويوليان فايغل من بوروسيا مونشنغلادباخ مقابل 8 ملايين يورو. هذه الأسماء وضعت القادسية في مصاف الأندية الأكثر طموحاً ليس محلياً فحسب، بل قارياً أيضاً

فايغل خلال توقيعه عقده مع القادسية (نادي القادسية)

.

الهلال لم يتأخر عن هذا المشهد، وواصل سياساته القائمة على جلب النجوم العالميين، إذ بلغ حجم إنفاقه 100.94 مليون يورو، أبرزها التعاقد مع المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز من ليفربول الإنجليزي مقابل 53 مليون يورو في صفقة شكلت العنوان العريض لميركاتو النادي، إضافة إلى ضم الظهير الفرنسي ثيو هرنانديز من ميلان الإيطالي بـ25 مليون يورو، وقلب الدفاع التركي يوسف أكشيجك من فنربخشة بـ22 مليون يورو. الهلال أعاد تشكيل خطوطه الأمامية والخلفية عبر هذه الصفقات، ورسّخ صورته كنادٍ لا يقل عن أقرانه الأوروبيين في الجاذبية المالية والفنية.

وجاء النصر في المركز الثالث بإجمالي إنفاق بلغ 66.57 مليون يورو، وكانت أبرز صفقاته ضم البرتغالي جواو فيليكس من تشيلسي الإنجليزي مقابل 30 مليون يورو، والجناح الفرنسي كينغسلي كومان من بايرن ميونيخ الألماني مقابل 25 مليون يورو، في وقت عزز فيه صفوفه محلياً بضم سعد الناصر من التعاون مقابل 9.77 مليون يورو، ما يجمع بين أسماء أوروبية كبرى وركائز محلية قوية تعزز مشروعه الهجومي الطموح.

التركي يوسف أكشيجك انضم للهلال من فنربخشة بـ22 مليون يورو (نادي الهلال)

الوافد الجديد على سباق الكبار كان نادي نيوم الذي دخل المشهد بقوة بإنفاق بلغ 89.42 مليون يورو، وكانت أبرز صفقاته التعاقد مع المدافع الفرنسي العاجي ناثان زيزه من نانت مقابل 20 مليون يورو، والحارس البولندي مارسين بولاكا من نيس مقابل 15 مليون يورو، وأمادو كونيه من ريمس بـ13.33 مليون يورو، والجناح الجزائري سعيد بن رحمة من ليون مقابل 12 مليون يورو، والموهبة الفرنسية العاجية سايمون بُوابريه من موناكو بـ10 ملايين يورو، بالإضافة إلى أسماء محلية وأوروبية بارزة مثل ألكسندر لاكازيت وعبدولاي دوكوريه في صفقات انتقال حر؛ ما يعكس مشروعاً متكاملاً يمزج بين الخبرة والشباب.

الأهلي من جانبه أنفق 52.53 مليون يورو، وكان تركيزه منصبّاً على تدعيم خط الوسط وصناعة اللعب، فتعاقد مع الفرنسي إنزو ميلوت من شتوتغارت مقابل 30 مليون يورو، والبرازيلي ماتيوس غونسالفيش من فلامنغو بـ9 ملايين يورو، إلى جانب تعزيزات محلية لدعم الدفاع والهجوم.

أما الاتحاد فقد بلغت حصيلة إنفاقه لغاية الآن 52.6 مليون يورو، بعد تعزيز صفوفه باستقدام أسماء شابة وواعدة، يتقدّمها الجناح البرتغالي الغيني بيساوي روجر فرنانديز (19 عاماً) من سبورتينغ براغا مقابل 32 مليون يورو، في صفقة عكست رغبة النادي في بناء مستقبل هجومي طويل الأمد. كما أبرم الاتحاد عدداً من التعاقدات المحلية البارزة مثل أحمد الجليدان وحمد الغامدي.

مارتينيز مدافع النصر قادم من برشلونة (نادي النصر)

أندية الوسط اعتمدت على إنفاق محدود، لكنها في المقابل برعت في إدارة ملفات البيع وتحقيق فوائض مالية. الشباب اكتفى بإنفاق 4.72 مليون يورو مع صفقة بارزة للتعاقد مع فينسنت سييرو من تولوز الفرنسي مقابل 3 ملايين يورو.

وبدوره، أنفق التعاون 1.86 مليون يورو عبر صفقة محمد محزري من الاتفاق مقابل 1.26 مليون يورو، بينما أنفق الاتفاق 1.20 مليون يورو فقط، وكانت أغلى صفقاته موهاو نكوتا من أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي.

وفي المقابل، سجل الخلود إنفاقاً بلغ 2.77 مليون يورو، أبرزها صفقة جاكسون موليكا من بشكتاش بـ1.50 مليون يورو، أما أندية الفتح والفيحاء والخليج، فاعتمدت على انتقالات حرة وإعارات لتعزيز الصفوف دون تحمل تكاليف باهظة.

وأنفق ضمك 600 ألف يورو فقط، وكانت أبرز صفقاته التعاقد مع المغربي جمال حركاس من الوداد، بينما أنفق الحزم 1.06 مليون يورو أبرزها بصفقة الحارس برونو فاريلا من فيتوريا غيمارايش البرتغالي مقابل 500 ألف يورو.

الأخدود، بدوره، أنفق 1.04 مليون يورو، عبر صفقات إعارة أبرزها بلاز كرامر من قونيا سبور التركي برسوم بلغت 644 ألف يورو، إضافة إلى الحارس صامويل بورتوغال من بورتو البرتغالي. النجمة كان له حضور لافت بإنفاق 6.30 مليون يورو، بقيادة صفقة المدافع البرازيلي سمير كايتانو من تيغريس أونال المكسيكي بـ5.10 مليون يورو، إضافة إلى الفرنسي الجزائري بلال بوتوبا من هاتاي سبور بـ1.20 مليون يورو.

ميلوت لاعب الأهلي القادم من شتوتغارت (النادي الأهلي)

إلى جانب الإنفاق الكبير، ارتقى الدوري السعودي إلى المركز الرابع عالمياً في حجم الرواتب الإجمالية للاعبين وفق الإحصاءات الرسمية لموسم 2025 - 2026، إذ بلغ مجموع الرواتب 1,198,740,825 دولاراً أمريكياً، متقدماً على الدوري الألماني (البوندسليغا) الذي سجل 971,290,505 دولارات. بينما تصدر الدوري الإنجليزي الممتاز القائمة بإجمالي 2,247,750,431 دولاراً، تلاه الدوري الإيطالي السيري آ بـ1,283,730,093 دولاراً، ثم الدوري الإسباني (الليغا) بـ1,235,115,805 دولارات، وفقاً لموقع «كابولوجي» الأميركي.

الصورة العامة للميركاتو السعودي، هذا الصيف، تقول إن المنافسة على القمة لم تبق حكراً على اسمين أو ثلاثة. القادسية قفز بخطوات واسعة إلى الأمام، والهلال أعاد تشكيل عمقه الأوروبي، والنصر عزز خطوطه الهجومية بأسماء رنانة، ونيوم دخل السباق بمشروع طموح، والأهلي شدّد قبضته على الوسط، والاتحاد عزز صفوفه محلياً. أندية الوسط، بدورها، قدّمت درساً في الاستدامة عبر فوائض مالية محسوبة. وفي النهاية يخرج الدوري السعودي من هذا الصيف حتى الآن أكثر تنوعاً في أنماط اللعب وأكثر ثراءً بالأسماء وأكثر ارتفاعاً في سقف الطموح.

الأرقام كبيرة، والرهان أكبر، ويبقى الملعب وحده الحكم على قدرة هذه الأندية في تحويل الصفقات إلى نقاط، والنقاط إلى ألقاب، ليبقى المشهد العام عنوانه أن السعودية فرضت إيقاعها بقوة في سوق الانتقالات العالمية.

نونيز انضم للهلال من ليفربول (نادي الهلال)


مقالات ذات صلة

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

رياضة سعودية تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية عبارة النصر الشهيرة على مدخل ملعب التدريب الجديد (نادي النصر)

«كل انتصار يبدأ في العقل» تدشن رحلة النصر في ملعب التدريبات الجديد

دشنت عبارة «كل انتصار يبدأ في العقل»، رحلة النصر في ملعبه الجديد الخاص بالتدريبات.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة عربية عبد الرزاق حمد الله تألق في فوز المغرب بكأس العرب (رويترز)

ثلاثي «روشن» حمد الله والمهديوي وسعدان يبدعون في تتويج «أسود الأطلس»

ترك نجوم المنتخب المغربي الناشطون في دوري روشن السعودي بصمتهم من خلال أدائهم المبدع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية  أوريليو دي لورينتيس (رويترز)

لورينتس مالك نابولي لـ«الشرق الأوسط»: قد أستثمر في النصر مستقبلاً

أكّد أوريليو دي لورينتيس، مالك نادي نابولي الإيطالي، أن السعودية أصبحت بيئة جاذبة للرياضة والاستثمار.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة سعودية الحرمان من التسجيل سيضع الجهاز الفني لضمك في أزمة حقيقية (موقع النادي)

«فيفا» يوقف ضمك لثلاث فترات تسجيل

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف نادي ضمك ومنعه من التسجيل لثلاث فترات تسجيل متتالية.

فيصل المفضلي (أبها)

لاعبو الهلال «الدوليون» يحتجبون عن مواجهة الشارقة «آسيوياً»

لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
TT

لاعبو الهلال «الدوليون» يحتجبون عن مواجهة الشارقة «آسيوياً»

لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)
لاعبو الهلال يحتفون بزميلهم رديف بعد تتويجه بكأس الخليج مع «الأخضر» الأولمبي (موقع النادي)

يغيب لاعبو الهلال الدوليون عن المشاركة أمام الشارقة الإماراتي الاثنين المقبل، بعد أن منحهم الإيطالي سيموني إنزاغي راحة لمدة ثلاثة أيام عقب فراغهم من المشاركة مع «الأخضر» في كأس العرب.

وسيغيب عن اللقاء إلى جانب لاعبي «الأخضر»، الثنائي المغربي ياسين بونو، والسنغالي خاليدو كوليبالي، لوجودهما مع منتخبيهما في مشاركتهما القارية الحالية في كأس أمم أفريقيا.

وينتظر أن تغادر بعثة «الأزرق» صباح الأحد نحو مدينة الشارقة الإماراتية، استعداداً للمواجهة المهمة ضمن منافسات الجولة السادسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.

وواصل لاعبو الهلال تدريباتهم صباح السبت بمقر النادي؛ حيث تركّز المران على الجوانب الفنية والتكتيكية، وعمد الجهاز الفني بقيادة الإيطالي «سيموني إنزاغي» في بدايته إلى تطبيق تدريبات فنية بالكرة، تلاها تدريبات تكتيكية متنوعة، التي اختتمها بمناورة على جزء من مساحة الملعب.

كما احتفى لاعبو الفريق بزميلهم عبد الله رديف المساهم في تحقيق لقب كأس الخليج مع المنتخب السعودي الأولمبي.


الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
TT

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)

ألقت خسارة الأخضر على يد المنتخب الأردني في نصف نهائي كأس العرب 2025، بظلالها على الشارع الرياضي المحلي الذي كان يمني النفس ببطولة تعيد للكرة السعودية شيئاً من أمجادها وصولاتها التاريخية. كما أثار الخروج في المنعطف الأخير من المنافسة على الكأس التساؤلات حول مستقبل الأخضر على صعيد اللاعبين والجهاز الفني وموطن الخلل الواجب إصلاحه قبل المشاركة المرتقبة في مونديال 2026.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء على واقع المنتخب السعودي مع عدد من المدربين الوطنيين المطلعين من كثب على حال الكرة المحلية والمنتخبات السعودية بما فيها المنتخب الأول، حيث قال المدرب بندر الجعيثن إن «الخسارة أمام الأردن كانت مؤلمة ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار التطور الذي بدا عليه المنتخب الأردني والاستقرار الفني الكبير الذي يعيشه، وعلى أساسه تحققت العديد من المنجزات للمرة الأولى سواء على الصعيد القاري أو تصفيات المونديال والوصول التاريخيّ لكأس العالم، فيما لم يستقر المنتخب السعودي لفترة طويلة؛ نظراً للتغييرات المتلاحقة سواء من جهة اللاعبين أو الجهاز الفني».

وتابع: «هناك أسماء طموحة لكنها تكن قادرة على تحمل الأعباء، لذا من المهم أن يتم البحث الدائم عن الأسماء الموهوبة ليس فقط في دوري المحترفين السعودي بل حتى في دوري الدرجة الأولى والدرجات الأقل».

وأشار الجعيثن إلى أن التطور الفني يحتاج لمزيد من العمل في المنتخب والأندية، بعيداً عن القرارات العاطفية، مع الحرص على مواكبة الدعم الذي تحظى به الكرة السعودية في البطولات كافة.

وواصل: «يعاني المنتخب السعودي بشكل واضح في الأطراف وحتى في الكرات الثابتة وهناك سوء في التمرير».

واعتبر الجعيثن أن العمل في المنتخب الأول يختلف عنه في المنتخبات الاخرى، ولذا يجب أن يكون هناك تقييم شامل لكل مشاركة تتم ويحصل فيها إخفاق أو حتى نجاح، كما أنه من المهم أن يكون عمل من جانب اللجنة الفنية لتقييم الأمور في هذا الجانب، وألا يتم طي أي مشاركة دون تحقيق الأهداف الكاملة أو الاستفادة من الدروس منها، من خلال التقارير التي يتم تدوينها.

وختم بالقول: «يعاني الأخضر من التعامل مع الكرات العالية والعرضية والثابتة».

بدوره، قال محمد أبو عراد، المدرب السعودي، إن الأخضر لم يتطور، بل يعود إلى الوراء.

وتابع: «مشكلتنا إدارية وفنية، لا يوجد لدينا فكر إداري والفكر الفني في المنتخب ضعيف جداً رغم أن إمكانيات اللاعب السعودي عالية جداً وتحتاج للعمل الصحيح والعمل الجاد من اللاعبين والجهاز الفني وهذا غير موجود في المرحلة الحالية».

جماهير الأخضر خرجت خائبة من البطولة العربية في قطر (تصوير: سعد العنزي)

وأضاف: «نحتاج إلى الكثير للعودة لمكانتنا الطبيعية على مستوى القارة والخليج والعرب، نحتاج للعمل أكثر، نحتاج لمدرب لديه إمكانيات، نحتاج لإدارة لديها فكر، نحتاج للطموح والإخلاص».

فيما قال حمد الدوسري مدرب المنتخب السعودي السابق إن الأخضر بات كتاباً مفتوحاً للجميع، ويمكن تحجيم عناصر القوة فيه كون المدرب ليست لديه حلول أخرى، واستقر على طريقة واحدة طوال المباريات.

ورأى الدوسري أن المسؤولية تقع على الاتحاد السعودي ورأس الهرم واللجان التي ترى الأخطاء ولا تصححها أو توصي بتصحيحها، مبيناً ضرورة أن يكون اللاعبون السعوديون قادرين على خوض دقائق أكثر في دوري قوي، وكذلك الاستفادة من العناصر الصاعدة وآخرها المنتخب الذي حقق بطولة كأس الخليج الأولمبي، ولذا لا يمكن أن نضع المسؤولية على أشخاص ونترك آخرين، وكل من يعمل فعليه تحمل النقد.

وتمنى الدوسري أن تحصل تجديدات في المنتخب السعودي للفترة المقبلة وقبل المونديال القادم «كما أن على رينارد العمل على تصحيح الوضع الفني وعدم اختلاق الأعذار».

من جانبه، قال المدرب خالد المرزوق، إن «الخسارة يتحملها الجميع والفشل يتحمله المدرب واللاعبون، لذا أرى أن الخسارة يجب أن يتحملها الجميع وأولهم الجمهور، حينما نجعل من أي فوز إنجازاً كبيراً ونتغنى به، كأننا حققنا إنجازاً كبيراً دون أن نعرف من هو هذا المنتخب وما الفرق بيننا وبينه، وأيضاً حينما نهلل ونتراقص حينما يسجل هذا اللاعب دون غيره لكونه من النادي الذي أنتمى له وأتجاهل دور البقية، وحينما ينبهر الجمهور من مراوغة لاعب بطريقة غير اعتيادية، لذا فالجمهور شريك في المشكلة».

وأضاف: «من أهم المشاكل في لاعبي المنتخب هو عدم الثبات على مستوى معين، فيوماً ترى هذا اللاعب بمستوى عالٍ وآخر أقل من عاديّ. ومن ناحية أخرى نحن لا نفرق بين منتخب وآخر، وأقصد لاعباً يقدم مستوى عالياً، لأن الخصم ضعيف وينكشف في مباراة أخرى، فما يقدمه اللاعبون غير مقنع بالشكل العام ولا حجة لهم في ذلك، فاللاعب الذي يلعب في دوري قوي جداً ومنافسة قوية وضد ومع لاعبين مميزين على مستوى العالم، يجب عليه مراجعة نفسه».

من جانبه، قال المدرب زياد العفر، إن المستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب السعودي في البطولة العربية يمكن عدّه أقصى إمكانياتهم ولا يمكن الضغط عليهم أكثر، بل يجب العمل على خطط سابقة بتطوير المنتخب واللاعبين في الأداء الفني، وهذا يعتمد على جانب مهم وهو التحفيز على الاحتراف الخارجي الذي يطور اللاعبين، كما حصل في تجربة اللاعب سالم الدوسري في إسبانيا، التي تطور بعدها للأفضل، كما يجب العمل على البرنامج المخصص في الابتعاث الخارجي وتعزيزه، والبدء في الفئات العمرية، لأن هناك لاعبين في المنتخب الاول يفتقدون أساسيات المهارات والتمرير وأموراً أخرى.

وبين أن هناك دعماً كبيراً مقدماً للكرة السعودية، ويجب أن ينعكس فعلاً على المنتخب السعودي الذي يعد الواجهة الأساسية لكرة القدم في الوطن. وشدد على أهمية العمل على تجاوز العديد من السلبيات في وقت ضيق قبل دخول معترك المونديال القادم؛ لأن الشارع الرياضي السعودي لا يمكن أن يقتنع بمشاركة باهتة.


الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
TT

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرها على مسيرة النجوم وصعوبة عودتهم إلى مستوياتهم المعهودة في الملاعب الخضراء.

وفي الدوري السعودي للمحترفين وتحديداً نسخة هذا الموسم، داهمت الإصابة عدداً لا يستهان به من اللاعبين، ما جعل بعض الأندية تضطر للعب في مواجهات كثيرة بقائمة غير مكتملة.

لذلك شرعت «الشرق الأوسط» في تسليط الضوء على هذا الملف الحساس، خصوصاً من ناحية الإصابات الأكثر شيوعاً، والأسباب التي تؤدي لكثرة حدوثها، وكيف يمكن أن يتم العمل بشكل صحيح وعلمي لتقليل وجودها.

الدكتور راكان الوابل (الشرق الأوسط)

الدكتور راكان الوابل، اختصاصي أول علاج طبيعي وإصابات رياضية، والمقيم في البورد السعودي للجهاز العضلي الهيكلي، أكد بدوره أن الإصابات بشكل عام تتفاوت من كسور وتمزقات عضلية وقطع بالأوتار والأربطة، وكدمات وفتوق رياضية، وبعض الارتجاجات الدماغية.

وأردف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الجهاز العضلي هو كابوس اللاعبين المحترفين، ومن الأعلى تكراراً، وهو يعني تمزق العضلة الخلفية بالمقام الأول، ويشكل هذا النوع من الإصابات ما يقارب 17 إلى 20 في المائة من الإصابات، ونسبة تكرارها تصل إلى 33 في المائة، أمّا من ناحية أنواع الإصابات الأخرى، فمنها الأربطة عبر التواء الكاحل أو إصابات الأوتار، ومنها وتر الصابونة الرضفية ووتر أخيل، أما الكدمات فهي ما تسمى الساق الميتة أو كدمة العضلة الرباعية».

وفيما يتعلق بالأسباب التي تسهم وتساعد على حدوث الإصابات، قال الدكتور الوابل: «الإجهاد العالي وعدم التدرج بالأحمال التدريبية وكثرة المشاركات وعدم الاستشفاء الجيّد، وكذلك عدم الجاهزية النفسية كلها أسباب تؤدي لحدوث الإصابات، وأيضاً من الأسباب الأخرى التي أسهمت في تكرارها تقليص قائمة عدد اللاعبين في الفرق، ما يسهم في زيادة الحمل على بعضهم، وكذلك عدم التواصل الجيد بين الفريق الفني والطبي».

وعن رأيه كمختص بشأن كيفية تلافي اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية حدوث الإصابات وتكرارها، قال: «يجب أن يعرف الجميع أنه لا يمكن تلافي حدوث الإصابات، لكن يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال متابعة الأحمال التدريبية بشكل مستمر، والمداورة بين اللاعبين، واتّباع منهجيّة مدروسة للاستشفاء وربطها مع مكافآت للاعبين الذين يتبعون ذلك بتقيد كبير، كما هو معمول به في بعض أندية الدوري الإنجليزي، بجانب استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي، والاهتمام بالتغذية ودورها بالاستشفاء، والنوم الجيّد واتّباع برامج الوقاية المثبتة علمياً بناءً على دراسات طويلة الأمد لكل عضلة، بناءً على موقع اللاعب وتاريخ إصاباته وعمره وعدد مشاركته بالساعات، سواء في تدريب أو في المشاركة الفعلية في المباريات».

وحول رؤيته بشأن مستوى الكوادر والفرق الطبية الموجودة في الأندية والمنتخب السعودي الأول، أوضح الوابل أن أغلبها لا تواكب التطور الكبير الحاصل في الرياضة السعودية، ولا المناهج والتخصصات الحديثة والدقيقة، قائلاً: «البعض منهم يعمل في الجهاز الطبي بعامل الخبرة فقط، وعلى ما تعلمه في السابق، دون النظر إلى تطور الطب وطرق العلاج والوقاية يوماً بعد يوم، لكن بلا شك توجد أسماء مميزة في بعض الأندية».

وفيما يتعلق بجودة المنشآت والمراكز الطبية الرياضية على وجه الخصوص، وهل على مستوى عالٍ؟ قال: «بعد غياب مستشفى الأمير فيصل بن فهد الأولمبي عن المشهد، ووجود بعض المنشآت الطبية الكبرى في المنطقة، نفتقر إلى وجود صرح طبي رياضي يصبح مرجعاً طبياً وبحثياً وسياحياً على مستوى الشرق الأوسط، بل حتى على مستوى قارة آسيا؛ خصوصاً مع الأسماء الرياضية الكبيرة في أنديتنا، والأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة التي نستضيفها، وأيضاً لتقليل التكلفة على الأندية والمنتخبات، وتقليل مسألة إهدار الوقت، وهذا الأمر يتطلب وجود صرح طبي كبير».