زيلينسكي يعلن عن خطة لنشر آلاف الجنود الغربيين في أوكرانيا وبوتين يعِد بأنها ستكون هدفاً لقواته

الصين «تعارض بحزم» الضغوط الغربية لجرّها باستمرار فيما يتعلق بأوكرانيا كونها ليست طرفاً في الأزمة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال دخوله قصر الإليزيه للمشاركة في اجتماع «تحالف الراغبين» (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال دخوله قصر الإليزيه للمشاركة في اجتماع «تحالف الراغبين» (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يعلن عن خطة لنشر آلاف الجنود الغربيين في أوكرانيا وبوتين يعِد بأنها ستكون هدفاً لقواته

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال دخوله قصر الإليزيه للمشاركة في اجتماع «تحالف الراغبين» (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال دخوله قصر الإليزيه للمشاركة في اجتماع «تحالف الراغبين» (إ.ب.أ)

أعلنت كييف أن آلاف الجنود الغربيين قد ينشرون في أوكرانيا في إطار الضمانات الأمنية التي سيوفرها حلفاء كييف في وجه روسيا. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا في غرب أوكرانيا، إن عدد هؤلاء العسكريين سيكون «بالآلاف، هذا واقع، لكن من المبكر الحديث عن ذلك». وجاء الرد الروسي سريعاً على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي هدّد، الجمعة، بأن أي قوات غربية يجري نشرها في أوكرانيا ستكون أهدافاً مشروعة لهجمات موسكو.

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشاركتهما في قمة «تحالف الراغبين» بقصر الإليزيه الخميس (د.ب.أ)

وأدلى بوتين بهذه التعليقات بعد يوم من تصريح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ذكر فيه أن 26 دولة تعهدت بتقديم ضمانات أمنية بعد الحرب لأوكرانيا، بما في ذلك قوات دولية في البر والبحر والجو.

وقالت روسيا مراراً إن أحد أسباب خوضها الحرب في أوكرانيا هو منع حلف شمال الأطلسي من ضم أوكرانيا في عضويته ونشر قواته في أراضيها.

وقال بوتين في منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك: «لذلك؛ إذا ظهرت بعض القوات هناك، وخاصة الآن، أثناء العمليات العسكرية، فإننا سنتصرف على أساس أنها ستكون أهدافاً مشروعة للتدمير».

وترفض موسكو وجود قوات تابعة لحلف «ناتو» في أوكرانيا، حتى بعد اتفاق سلام محتمل مع كييف. وأضاف بوتين: «إذا تم التوصل إلى قرارات تؤدي إلى سلام، إلى سلام طويل الأمد، فإنني ببساطة لا أرى أي معنى لوجودهم على أراضي أوكرانيا».

قال الرئيس الأوكراني إنه يجب تسريع وتيرة العمل على الضمانات الأمنية لبلاده، وذلك بعد محادثة وصفها بأنها «هادفة» مع الأمين العام لحلف حلف شمال الأطلسي مارك روته. وأضاف زيلينسكي على «تلغرام»: «من المهم أن نكون مثمرين قدر الإمكان مع أميركا. ومن المهم تعزيز دفاعنا الجوي». وتابع الرئيس الأوكراني بالقول: «نواصل التنسيق من أجل بذل مساعٍ دبلوماسية حقيقية».

وفي منشور منفصل على «إكس»، أكد زيلينسكي على ضرورة تفعيل الضمانات الأمنية لأوكرانيا الآن خلال الحرب، لا بعد انتهائها فحسب.

وأوضح قائلاً: «(تحالف الراغبين) يضم الآن 35 دولة، منها 26 مستعدة لتقديم ضمانات أمنية حقيقية. يجب تفعيل ذلك الآن خلال الحرب، وليس فقط بعدها. وقد أكد الرئيس ترمب على استعداد الولايات المتحدة للمشاركة».

فولوديمير زيلينسكي ودونالد ترمب خلال اجتماع ثنائي في البيت الأبيض (إ.ب.أ)

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن 26 دولة معظمها أوروبية، التزمت «رسمياً» خلال اجتماع لـ«تحالف الراغبين» الداعم لكييف «نشر قوات في أوكرانيا في إطار قوة طمأنة أو التواجد براً وجواً وبحراً». وقال ماكرون الذي ترأس الاجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه بموجب هذه الخطط التي لم يكشف تفاصيل بشأنها كما بشأن مساهمات مختلف الدول، «سيتم نشر الضمانات الأمنية في اليوم الذي يتوقف فيه النزاع»، سواء من خلال «وقف إطلاق نار» أو «هدنة» و«معاهدة سلام». لكنه أكد أن «هدف هذه القوة ليس خوض حرب ضد روسيا»، بل ردعها عن مهاجمة أوكرانيا مجدداً في المستقبل.

القادة الأوروبيون وأمين عام «حلف شمال الأطلسي» يتوسطهم الرئيس الأوكراني خلال اجتماعهم مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض 18 أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

قال بوتين إن الضمانات الأمنية يجب أن تكون لكل من بلاده وأوكرانيا، مؤكداً على أنه لم يناقش أحد تلك الضمانات مع موسكو بجدية حتى الآن.

ونقل تلفزيون «آر تي» الروسي عن بوتين قوله خلال جلسة بمنتدى اقتصادي في فلاديفوستوك الروسية، إنه مستعد للقاء أعلى مستوى من قيادات أوكرانيا «وإذا كانوا جادين فليأتوا إلى موسكو».

وأضاف: «موسكو هي المكان الأمثل لعقد اجتماع رفيع المستوى بين روسيا وأوكرانيا».

ورفض زيلينسكي من قبل خططاً لعقد اجتماع في موسكو. وحسب مصادر أوكرانية، هناك سبع دول راغبة في استضافة القمة. وأصرّ بوتين على استضافة موسكو المفاوضات، كما اقترح أثناء زيارته للصين في وقت سابق من الأسبوع الحالي. وأشار إلى أن سلامة الضيوف ستكون مضمونة 100 في المائة. وذكر جهاز الأمن الأوكراني أنه أحبط محاولات عدة لاغتيال زيلينسكي منذ شنت روسيا غزوها الشامل ضد أوكرانيا، ومن شأن عقد المحادثات في موسكو تعزيز وضع الكرملين، الذي ما زال يرى نفسه بوصفه صاحب الأفضلية على الجبهة.

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين يتصافحان أثناء لقائهما للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا بقاعدة إلمندورف في أنكوريج - (ألاسكا) 15 أغسطس 2025 (أرشيفية - رويترز)

وعدّ بوتين أن رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي «خيار مشروع»، لكنه شدد على أن انضمامها إلى حلف «ناتو» يمس مصالح روسيا الأمنية بشكل مباشر. وتابع بالقول: «لكل دولة الحق في الاختيار فيما يخص مجالها الأمني، ولكن ليس على حساب دولة أخرى، وقرار أوكرانيا بشأن (ناتو) لا يمكن الأخذ فيه دون مراعاة مصالح روسيا».

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «سنعدّ وجود قوات دولية أو أي قوات أجنبية أو قوات (ناتو) على أرض أوكرانية بالقرب من حدودنا، تهديداً لنا»، حسب وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء.

وأضاف بيسكوف أن «ناتو» يعدّ روسيا عدواً، وهذا معلن صراحة في وثائقه، وأكد قائلاً: «هذا يشكل خطراً على بلدنا».

وتابع أنه فيما يتعلق بمناقشات حول ضمانات أمنية، لا يمكن أن تقتصر فقط على أوكرانيا، مضيفاً أن روسيا تحتاج أيضاً إلى ضمانات لأمنها الخاص. وأشار بيسكوف إلى أن الحرب ضد أوكرانيا، المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف عام، لها جذورها أيضاً في توسع «ناتو» حتى حدود روسيا.

الرئيسان الصيني شي جينبينع (يمين) والروسي فلاديمير بوتين وبينهما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في لقائهم بمدينة تيانجين الصينية مطلع الشهر الحالي (أ.ب)

وقال بيسكوف إن أمن أوكرانيا، التي تطمح للانضمام إلى «ناتو»، لا يجب ضمانه على حساب روسيا، في إشارة إلى اجتماع ما يسمى «تحالف الراغبين»، الذي عُقد في باريس الخميس.

منذ منتصف فبراير (شباط)، تكثف باريس ولندن على رأس «تحالف الراغبين» الاجتماعات للتخطيط على مستوى قادة الأركان والوزراء وقادة الدول. وتقدم الضمانات الأمنية التي غابت عن اتفاقات مينسك الموقعة في عامي 2014 و2015 لإنهاء القتال بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المؤيدين لروسيا والموجهين من قِبل موسكو، على أنها وسيلة لمنع تجدد النزاع.

وفي المحادثات، أعربت كثير من الدول الأعضاء بـ«ناتو» عن استعدادها لنشر قوات في أوكرانيا لحماية البلاد من تجدد العدوان من قِبل جارتها بعد وقف إطلاق نار محتمل أو اتفاق سلام مع روسيا.

وقال بيسكوف: «لا يمكن ضمان أمن دولة على حساب تدمير أمن دولة أخرى. هذا لن يساعدنا على الاقتراب من حل الصراع في أوكرانيا».

وكان الدعم الأميركي الذي أطلق عليه تسمية «صمام الأمان» محور محادثات عبر الإنترنت مع دونالد ترمب بعد قمة الخميس في باريس التي شارك في جزء منها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الذي حضر الاجتماع في قصر الإليزيه. ولم يصدر أي إعلان بعد هذه المحادثات. وقال الرئيس الأوكراني: «نعول على آلية صمام الأمان من الولايات المتحدة». وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن واشنطن لن تنشر قوات برية، لكنها قد تقدم دعماً آخر مثل توفير أسلحة جوية.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلة نشرت الجمعة، إن نهج الرئيس الأميركي في عقد الصفقات الدبلوماسية يختلف تماماً عن الدول الأوروبية. وقال بيسكوف، في مقابلة مع «أرجومنتي آي فاكتي» الروسية إن الدول الأوروبية تبذل كل ما في وسعها لعرقلة التوصل لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا. وأضاف: «على النقيض، ترمب بنَّاء أكثر بكثير. فهو، بالمعنى الجيد للكلمة، ساخر تماماً. بمعنى (لماذا تقاتل إذا كان بمقدورك عقد صفقة). وانطلاقاً من مصالح أميركا هذه، فهو يفعل كل شيء لوقف الحروب». وتابع أن روسيا تفضّل حل الصراع الأوكراني دبلوماسياً وليس عسكرياً.

صورة مركًّبة تُظهِر المشاركين الأساسيين في اجتماع باريس الهجين لـ«تحالف الراغبين» في دعم أوكرانيا الخميس... ويبدو فيها من اليمين أمين عام «الحلف الأطلسي» ورئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء البريطاني والمستشار الألماني والرئيس الفرنسي (أ.ف.ب)

وأردف بالقول: «وإذا كان بمقدور ترمب مساعدتنا في تحقيق هذه الطرق السياسية والدبلوماسية، فإن مصالحنا تتطابق هنا، وهذا يمكن ويجب أن يكون محل ترحيب».

وتأرجحت مواقف ترمب في الأشهر الماضية بين تصريحات واثقة في أن بوتين يريد إنهاء الحرب وبين انتقادات حادة للرئيس الروسي بسبب القصف المتواصل للمدن الأوكرانية.

ودأبت موسكو على الإطراء على ترمب والإشادة بجهوده في صنع السلام، بينما تتهم الحكومات الأوروبية بمحاولة نسف هذه العملية.

وعقد ترمب وبوتين قمة في ألاسكا قبل ثلاثة أسابيع وقال بيسكوف إنه لا يساوره أدنى شك في إمكانية ترتيب متابعة سريعة جداً إذا كان ذلك ضرورياً. وأشار إلى إجراء اتصالات عمل طيلة الوقت.

وقال ترمب، الخميس، إنه سيتحدث إلى بوتين في المستقبل القريب.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

أعلنت الصين، الجمعة، أنها «تعارض بحزم» أي ضغوط تمارَس عليها فيما يتعلق بأوكرانيا، بعدما حض الرئيس ترمب القادة الأوروبيين على الضغط اقتصادياً على بكين بشأن الحرب في هذا البلد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوو جياكون للصحافيين: «الصين ليست أصل هذه الأزمة، كما أنها ليست طرفاً فيها. نعارض بحزم هذا التوجه القاضي بجر الصين باستمرار إلى هذه المسألة، ونعارض بحزم ممارسة أي ضغوط اقتصادية مزعومة على الصين».

وميدانياً، قال قائد سلاح المسيرات الأوكراني روبرت بروفدي عبر تطبيق «تلغرام»، الجمعة، إن كييف هاجمت مصفاة ريازان النفطية الروسية ومستودع نفط في منطقة لوهانسك التي تحتلها روسيا. وقال بافيل مالكوف، حاكم منطقة ريازان، إن حطاماً سقط على أرض منشأة صناعية بعد هجوم بطائرات مسيَّرة. وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية ثماني طائرات مسيَّرة في المنطقة، دون أن تسفر عن وقوع إصابات. وذكرت مصادر بقطاع الطاقة في وقت سابق أن هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيَّرة أجبر مصفاة ريازان على وقف نصف طاقتها الإنتاجية في أوائل أغسطس (آب). وأظهرت «رويترز» أن الهجمات الأوكرانية الأحدث بطائرات مسيَّرة أدت إلى إغلاق منشآت تمثل ما لا يقل عن 17 في المائة من طاقة معالجة النفط في روسيا، أي ما يعادل 1.1 مليون برميل يومياً.


مقالات ذات صلة

ضربات روسية واسعة النطاق على أوكرانيا

أوروبا رجل إنقاذ يعمل على إخماد نيران اندلعت جراء القصف الروسي الثلاثاء (أ.ب)

ضربات روسية واسعة النطاق على أوكرانيا

تشنّ روسيا ضربات على أوكرانيا كل ليلة تقريباً، مستهدفةً بشكل خاص البنى التحتية للطاقة، خصوصاً خلال فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
خاص ترمب في ميامي في 10 ديسمبر 2025 (د.ب.أ)

خاص ترمب بين إنهاء «حروب أبدية» وتسخين جبهات باردة

لا للحروب الأبدية، هكذا بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب عهده الثاني، متعهداً بإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا في 24 ساعة، ووضع أميركا أولاً.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا حريق خلفه هجوم روسي سابق على كييف (رويترز)

انقطاع الكهرباء عن كييف ومحيطها بعد هجوم روسي

قال الجيش الأوكراني إن روسيا شنت هجوماً جوياً في وقت مبكر من صباح اليوم (الثلاثاء) على كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي بانفجار سيارة في جنوب موسكو، صباح أمس، في أحدث اغتيال لشخصية عسكرية بارزة، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الدمار يظهر في حي أوكراني بمنطقة دونيتسك (الجيش الأوكراني - أ.ف.ب)

أوكرانيا: القوات الروسية تلجأ إلى التنقل بالخيول في ساحة المعركة

قالت القوات الأوكرانية إنها رصدت جنوداً روساً يمتطون الخيول قرب خط المواجهة، في مؤشر على الأساليب الارتجالية التي تستخدم في ساحة المعركة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«اللوفر» يحصّن نافذة استُخدمت في سرقة مجوهرات

خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)
خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)
TT

«اللوفر» يحصّن نافذة استُخدمت في سرقة مجوهرات

خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)
خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)

عزّز متحف اللوفر في باريس إجراءات الأمن عبر تركيب شبكة حماية على نافذة زجاجية استُخدمت في عملية سرقة مجوهرات في 19 أكتوبر (تشرين الأول) حين نجح أربعة لصوص في الاقتراب من المبنى باستخدام رافعة ووصل اثنان منهم إلى هذه النافذة المؤدية إلى معرض «أبولون» المطل على ضفاف نهر السين.

سرق اللصوص ثماني قطع مجوهرات من تاج فرنسي، ولا تزال المسروقات التي تُقدر قيمتها بـ88 مليون يورو، مفقودة.

منذ حادثة السطو، باتت إجراءات الأمن في المتحف الأكثر زيارة في العالم، محط انتقادات حادة، إذ كشفت السرقة سلسلة من الثغرات الأمنية.

وقال نائب المدير العام للمتحف فرنسيس شتاينبوك، لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم (الثلاثاء)، إنّ شبكة الحماية هي أحد التدابير الطارئة التي اتُّخذت بعد السرقة، مضيفاً أن «المناقشات» جارية بشأن «تشديد حماية النوافذ الأخرى».

كانت رئيسة متحف اللوفر، لورانس دي كار، قد أكدت لأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي الأسبوع الفائت، أنّ شبكة حماية جديدة سيتم تركيبها «قبل عيد الميلاد». وأوضحت أن الشبكة السابقة قد أزيلت ما بين عامي 2003 و2004 خلال أعمال ترميم واسعة.


ضربات روسية واسعة النطاق على أوكرانيا

رجل إنقاذ يعمل على إخماد نيران اندلعت جراء القصف الروسي الثلاثاء (أ.ب)
رجل إنقاذ يعمل على إخماد نيران اندلعت جراء القصف الروسي الثلاثاء (أ.ب)
TT

ضربات روسية واسعة النطاق على أوكرانيا

رجل إنقاذ يعمل على إخماد نيران اندلعت جراء القصف الروسي الثلاثاء (أ.ب)
رجل إنقاذ يعمل على إخماد نيران اندلعت جراء القصف الروسي الثلاثاء (أ.ب)

قُتل 3 أشخاص على الأقل، وسُجِّلت انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي، جراء ضربات نفَّذتها روسيا على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، عدّها الرئيس فولوديمير زيلينسكي مؤشراً على «أولويات» موسكو، في وقت تتسارع فيه الجهود من أجل وضع حدٍّ للحرب.

وأعلن سلاح الجو الأوكراني أنّ روسيا شنَّت هجوماً بـ635 طائرة مسيّرة و38 صاروخاً.

وتأتي عمليات القصف غداة مقتل الجنرال فانيل سارفاروف، بانفجار سيارته في موسكو، وهو ثالث اغتيال لضابط عسكري روسي رفيع المستوى في غضون ما يزيد قليلاً على عام.

كما تأتي في وقت تسارعت فيه المحادثات الهادفة إلى تسوية النزاع، بضغط من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، من دون أن تسفر عن نتائج ملموسة رغم سلسلة اللقاءات التي عُقدت في ميامي خلال نهاية الأسبوع.

عاملا إسعاف يساعدون امرأة على مغادرة شقتها في مبنى أُصيب بالقصف الروسي بكييف الثلاثاء (رويترز)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الثلاثاء)، إن مسوّدات وثائق عدة أُعدت ‌بعد أن ‌أجرى ‌مسؤولون ⁠أوكرانيون ​محادثات ‌في مدينة ميامي مع نظرائهم الأميركيين حول سبل إنهاء الحرب ⁠مع روسيا.

وكتب زيلينسكي ‌عبر منصة ‍«إكس»، قائلا: «عملوا بشكل ‍بنّاء مع مبعوثي الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب، وتم ​إعداد مسوّدات عدة... تتضمن على ⁠وجه الخصوص ضمانات أمنية لأوكرانيا، وخططاً للتعافي، وإطار عمل أساسياً لإنهاء هذه الحرب».

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، تحدَّث (الاثنين) عن «تقدم بطيء» في المفاوضات مع الأميركيين، منتقداً في الوقت ذاته القادة الأوروبيين الذين اتهمهم بالسعي لـ«عرقلة العملية الدبلوماسية».

هجوم روسي

وأفاد زيلينسكي بمقتل طفلة في الرابعة من عمرها في منطقة زيتومير في وسط البلاد، حيث استهدفت ضربات مسيّرة روسية مبنى سكنياً.

وأشار إلى أنّ العمال سارعوا لإصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضرّرت في الهجوم الذي أدى إلى انقطاعات طارئة في التيار الكهربائي في مناطق عدة في ظل طقس شتوي شديد البرودة.

وقال: «هجوم قبل عيد الميلاد، في وقت يرغب الناس ببساطة في أن يكونوا مع عائلاتهم، في منازلهم، وفي أمان. هجوم نُفّذ أساساً في خضم مفاوضات تهدف إلى إنهاء هذه الحرب».

ورأى أنّ «بوتين غير قادر على قبول أنّه يجب أن يتوقف عن القتل».

شرطي يساعد امرأة على مغادرة شقتها في مبنى أُصيب بالقصف الروسي بكييف الثلاثاء (رويترز)

وتشنّ روسيا ضربات على أوكرانيا كل ليلة تقريباً، مستهدفةً بشكل خاص البنى التحتية للطاقة، خصوصاً خلال فصل الشتاء.

وتأتي الانقطاعات الجديدة في التيار الكهربائي في وقت تشهد فيه أوكرانيا درجات حرارة تلامس الصفر، أو حتى أقل من درجة التجمّد في معظم أنحاء البلاد.

وأعلن الجيش الروسي أنّه شنّ ضربات ضخمة على مواقع عسكرية وأخرى للطاقة، مستخدماً مسيّرات بعيدة المدى، وصواريخ فرط صوتية.

غير أنّ السلطات الأوكرانية ترى أنّ تصاعد حدة الضربات يهدف لتدمير الخدمات اللوجيستية البحرية لأوكرانيا بشكل كامل.

بولندا و«الناتو»

وأعلن الجيش البولندي، في منشور على منصة «إكس» صباح الثلاثاء، أنّ سلاح الجو «البولندي والحليف (في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي)» وُضعا في حالة تأهّب، وحلّقت مقاتلات في أجواء البلاد في إجراء وقائي على خلفية الضربات الروسية على الأراضي الأوكرانية.

ويتم تفعيل هذا الإجراء بانتظام عندما تستهدف الضربات المناطق الأوكرانية الغربية القريبة من الحدود البولندية.

عمال يزيلون دماراً من على سطح مبنى سكني أُصيب بالقصف الروسي بكييف الثلاثاء (أ. ف. ب)

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، إلى مواصلة دعم أوكرانيا، محذراً في الوقت نفسه من مخاطر أمنية على الدول الأوروبية في الحلف.

وقال روته، في تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إنه لمنع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من الإقدام على مهاجمة أي دولة عضو في «ناتو» يجب ضمان بقاء أوكرانيا قوية، إضافة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي كما تقرر في قمة «ناتو» في لاهاي. وأضاف: «إذا قمنا بهذين الأمرين، فسنكون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسنا، ولن يجرؤ بوتين على المحاولة مطلقاً».

وأكد روته، الذي شغل سابقاً منصب رئيس وزراء هولندا، أن عملية تعزيز القدرات الدفاعية يجب أن تتم بسرعة، موضحاً أن تقديرات أجهزة استخبارات مختلفة تشير إلى أن الوضع قد يصبح خطيراً اعتباراً من عام 2027 أو 2029 أو 2031 إذا لم يحدث ذلك.

وأوضح روته أن بوتين ينفق حالياً أكثر من 40 في المائة من ميزانية الدولة على التسلح، لافتاً إلى أن الحرب في أوكرانيا أظهرت استعداد بوتين للتضحية بـ1.1 مليون شخص، في إشارة إلى تقديرات أعداد القتلى والجرحى من الجانب الروسي.


ألمانيا تعلن ترحيل سوري إلى بلاده للمرة الأولى منذ عام 2011

وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت (د.ب.أ)
وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تعلن ترحيل سوري إلى بلاده للمرة الأولى منذ عام 2011

وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت (د.ب.أ)
وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت (د.ب.أ)

أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، اليوم الثلاثاء، ترحيل سوري من ألمانيا، لأول مرة منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.

وذكرت الوزارة أنه جرى ترحيل المهاجر السوري، الذي سبق أن أُدين بتُهم جنائية في ألمانيا، إلى دمشق حيث سُلّم إلى السلطات السورية، صباح الثلاثاء.

وقال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت، في بيان: «لمجتمعنا مصلحة مشروعة في ضمان مغادرة المجرمين بلدنا».

تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من المناقشات مع الحكومة السورية. وبذلت السلطات الألمانية جهوداً مماثلة للتوصّل إلى اتفاق في هذا الشأن مع حكومة «طالبان» في أفغانستان وترحيل الأفغان من أراضيها.

وندّدت منظمات حقوقية بقرار ترحيل المهاجرين إلى كلّ من سوريا وأفغانستان، مشيرة إلى انعدام الاستقرار المتواصل في البلدين، وانتهاكات موثّقة لحقوق الإنسان.

غير أن الائتلاف الحكومي في ألمانيا جعل مسألة ترحيل السوريين إلى بلدهم أولوية دبلوماسية منذ الإطاحة ببشار الأسد من الحكم قبل سنة تقريباً.

وفي يوليو (تموز) الماضي، كانت النمسا أوّل بلد في الاتحاد الأوروبي يرحّل مواطناً سورياً منذ 2011.

وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية التوصّل إلى اتفاق في هذا الصدد مع كلّ من دمشق وكابل لإتاحة المجال لعمليات ترحيل دورية «لمجرمين وأفراد خطِرين» في المستقبل.

وهاجر نحو مليون سوري إلى ألمانيا هرباً من فظائع الحرب في بلادهم، ووصل جزء كبير منهم في 2015.

وأمضى السوري، الذي جرى ترحيله، الثلاثاء، عقوبة سجن في ولاية شمال الراين وستفاليا (غرب ألمانيا)، على خلفية السطو في ظروف مشدّدة للعقوبة والإيذاء الجسدي والابتزاز.

وكشفت الوزارة عن ترحيل مواطن أفغاني أيضاً، الثلاثاء، أمضى عقوبة سجن لجرائم متعدّدة.