بوتين: خط غاز «قوة سيبيريا 2» مع الصين سيعود بالنفع على الطرفين

ترمب يضغط على أوروبا لوقف شراء النفط من موسكو

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثاً في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الروسية يوم الجمعة (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثاً في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الروسية يوم الجمعة (أ.ب)
TT

بوتين: خط غاز «قوة سيبيريا 2» مع الصين سيعود بالنفع على الطرفين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثاً في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الروسية يوم الجمعة (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثاً في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك الروسية يوم الجمعة (أ.ب)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إن خط أنابيب الغاز «قوة سيبيريا 2» المُخطَّط له إلى الصين هو «مشروع ذو منفعة متبادلة»، وإن سعر الغاز سيعتمد على آلية سعر السوق مماثلة لتلك المُستخدَمة لتوريد الغاز إلى أوروبا. واقترحت روسيا هذا المسار منذ سنوات، لكن الخطة اكتسبت أهميةً متزايدةً، حيث تتطلع إلى بكين بوصفها عميلاً بديلاً لأوروبا، التي تسعى إلى الاستغناء عن إمدادات الطاقة الروسية؛ بسبب غزو موسكو لأوكرانيا عام 2022. ووقَّعت روسيا والصين مذكرة تفاهم ملزمة لبناء خط الأنابيب خلال زيارة بوتين للصين هذا الأسبوع، لكن شركة الطاقة الروسية «غازبروم»، التي تهدف إلى بدء توريد الغاز عبر خط الأنابيب بحلول عام 2030، قالت إنه لم يتم الاتفاق على الأسعار بعد. وقال بوتين، متحدثاً في منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك: «هذا أحد أكبر مشروعات الطاقة في العالم». وأضاف أن السعر «سيُحسَب باستخدام الصيغة نفسها المستخدمة في عمليات التسليم إلى أوروبا... إنها تعتمد كلياً على قوى السوق». وخسرت روسيا معظم سوق الغاز بأوروبا منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وصرَّح رئيس الوزراء المنغولي زاندانشاتار غومبوجاف، الذي سيمر خط الأنابيب الجديد عبر بلاده، في الفعالية نفسها، بأن أولان باتور مستعدة للمضي قدماً، ولكن هناك تفاصيل لا تزال بحاجة إلى حل. وأضاف أن منغوليا قد تشتري بعضاً من الغاز الروسي.

• ضغوط ترمب

تصريحات بوتين جاءت بالتزامن مع أخرى حادة من واشنطن، حيث قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ الزعماء الأوروبيين، يوم الخميس، بأن على أوروبا التوقف عن شراء النفط الروسي، الذي قال إنه يساعد موسكو في تمويل حربها على أوكرانيا. واستخدم ترمب تلك اللهجة الحادة وسط تقدم دبلوماسي بطيء لإنهاء القتال. وتحدَّث ترمب في مكالمة إلى دول «تحالف الراغبين» بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. واجتمع قادة تلك الدول في باريس؛ لمناقشة الضمانات الأمنية لكييف في حال التوصُّل إلى اتفاق سلام مع روسيا. وقال المسؤول: «دعا الرئيس ماكرون والقادة الأوروبيون الرئيس ترمب إلى اجتماع (تحالف الراغبين). وأكد الرئيس ترمب ضرورة توقف أوروبا عن شراء النفط الروسي الذي يموِّل الحرب، إذ حصلت روسيا على 1.1 مليار يورو من مبيعات الوقود من الاتحاد الأوروبي في عام واحد». واقترحت المفوضية الأوروبية تشريعاً يوقف بموجبه الاتحاد الأوروبي تدريجياً شراء النفط والغاز من روسيا، وينهي الاعتماد عليهما تماماً بحلول أول يناير (كانون الثاني) 2028، مع سعي بروكسل إلى قطع علاقات دامت عقوداً في مجال الطاقة مع روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا عام 2022. وتوقَّفت غالبية الدول الأوروبية عن استيراد النفط الروسي في عام 2022 والوقود الروسي في عام 2023. ولم يتضح بعد ما إذا كان ترمب يشير إلى واردات المجر وسلوفاكيا المستمرة من الخام، أو واردات الوقود المستخلَص من الخام الروسي ويتم تكريره في دول ثالثة مثل الهند. وذكر المسؤول أن ترمب حثَّ أيضاً على «ضرورة ممارسة القادة الأوروبيين ضغوطاً اقتصادية على الصين لتمويلها جهود روسيا الحربية». وكانت «رويترز» أول من أورد الأنباء عن حديث ترمب. ويشعر ترمب بالإحباط من عدم قدرته على وقف القتال في أوكرانيا بعد أن قال في البداية إنه سيتمكَّن من إنهاء الحرب سريعاً عندما تولى منصبه في يناير الماضي. وأحجم عن فرض عقوبات جديدة على روسيا والصين، وهي من أكبر مشتري النفط الروسي. لكنه زاد من الرسوم الجمركية على واردات الولايات المتحدة من الهند، وهي مستهلك رئيسي آخر للطاقة الروسية. وتجاهل ترمب المحادثات التي جرت هذا الأسبوع بين الرئيسين الصيني شي جينبينغ، والروسي فلاديمير بوتين، لكنه قال أيضاً إن الزعيمين ربما يتآمران ضد الولايات المتحدة. ويواصل الرئيس الأميركي أيضاً الضغط على الأوروبيين لاستيعاب مزيد من العبء الذي تتحملَّه الولايات المتحدة في الدفاع عن أوروبا، وهو متردد في الالتزام بمزيد من الدعم الأميركي لحرب يريد إنهاءها. وقال المسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين كانا من بين القادة الذين تحدَّثوا في المكالمة. وأضاف المسؤول: «كان اجتماع (تحالف الراغبين) بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وشكَّك الرئيس ترمب في جدية الدول في الوقت الذي تواصل فيه تغذية اقتصاد روسيا وحربها. وأوضح الرئيس أن هذه ليست حربه، وعلى الأوروبيين تكثيف جهودهم أيضاً». ولم يقدِّم المسؤول تفاصيل عن النقاش حول الضمانات الأمنية، لكن ترمب عبَّر في السابق عن دعمه لأوكرانيا دون تقديم تعهد محدد. وقال ماكرون، يوم الخميس، إن 26 دولة تعهدت بدعم أوكرانيا في مرحلة «ما بعد الحرب» من خلال قوة دولية في البر والبحر والجو. وسبق أن هدَّد ترمب بفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط من روسيا، لكنه لم يفرض رسوماً جمركية مباشرة على موسكو عندما أعلن رسوماً جمركية كبيرة على عشرات الدول في أبريل (نيسان) الماضي.


مقالات ذات صلة

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

الاقتصاد رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري إن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي يتم تجهيزه في صورته النهائية لبدء تشغيل المرحلة الأولى في القريب العاجل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد محطة تعبئة الهيدروجين للشاحنات والسيارات في برلين (رويترز)

ألمانيا تنجز أول 500 كيلومتر من خطوط شبكة أنابيب الهيدروجين

أكدت رابطة صناعة الغاز الألمانية «إف إن بي غاز»، الانتهاء من إنشاء أول 500 كيلومتر من شبكة أنابيب الهيدروجين بين الأقاليم في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد مصفاة نفط في كواساكي قرب طوكيو (رويترز)

تطوير طريق من آسيا لأوروبا دون المرور بروسيا لضمان إمدادات الطاقة

اتفقت اليابان وخمس دول من آسيا الوسطى، السبت، على تطوير طريق نقل يربط المنطقة بأوروبا دون المرور عبر روسيا، بهدف ضمان إمدادات مستقرة من المعادن والطاقة الحيوية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد غروب الشمس على شاطئ بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

اليابان تعزز حضورها الطاقي في أميركا بصفقة تبلغ 1.3 مليار دولار

أعلنت «جابكس» اليابانية عن قرارها الاستحواذ الكامل على شركة «في آر آي إتش» الأميركية، في صفقة تبلغ قيمتها نحو 1.3 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (طوكيو - واشنطن)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسواق الأوروبية تتأرجح بين صعود الطاقة وهبوط الرعاية الصحية

شهدت الأسهم الأوروبية، اليوم (الخميس)، تحركات محدودة، حيث تبنى المتعاملون موقفاً حذراً قبل صدور سلسلة من قرارات البنوك المركزية في المنطقة وبيانات تضخم أميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صندوق النقد يتوصل لاتفاق بشأن المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر

شعار صندوق النقد الدولي على مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
شعار صندوق النقد الدولي على مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
TT

صندوق النقد يتوصل لاتفاق بشأن المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر

شعار صندوق النقد الدولي على مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)
شعار صندوق النقد الدولي على مقره بالعاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)

قال صندوق النقد الدولي اليوم الاثنين إنه توصل ‌إلى ‌اتفاق ‌على ⁠مستوى الخبراء ​بشأن ‌المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر ضمن تسهيل الصندوق ⁠الممدد.

وأضاف ‌الصندوق في ‍بيان ‍أنه ‍توصل أيضا إلى اتفاق على مستوى الخبراء ​بشأن المراجعة الأولى لبرنامج ⁠تمويلي آخر قائم، هو تسهيل الصلابة والاستدامة.


البنك المركزي السعودي يعتمد اللائحة التنفيذية المحدثة لمراقبة شركات التمويل

البنك المركزي السعودي (ساما) (الشرق الأوسط)
البنك المركزي السعودي (ساما) (الشرق الأوسط)
TT

البنك المركزي السعودي يعتمد اللائحة التنفيذية المحدثة لمراقبة شركات التمويل

البنك المركزي السعودي (ساما) (الشرق الأوسط)
البنك المركزي السعودي (ساما) (الشرق الأوسط)

أعلن البنك المركزي السعودي (ساما) اعتماد اللائحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التمويل المحدثة، في خطوة تستهدف تعزيز الإطار الرقابي والإشرافي على قطاع التمويل، ودعم استقراره ونموه.

وأوضح «ساما» أن التحديثات شملت تنظيم متطلبات مزاولة مختلف الأنشطة التمويلية، وتعديل سقف إجمالي التمويل الذي يمكن للشركة تقديمه، إلى جانب دعم الشركات المتقدمة بطلبات الترخيص عبر تعديل مبلغ الضمان البنكي المطلوب عند التقدم للحصول على الترخيص.

كما تضمنت اللائحة مراجعة الأحكام المتعلقة بالأطراف ذوي العلاقة، وتوضيح الحالات التي ينتهي فيها ترخيص شركات التمويل، بما يعزز وضوح المتطلبات والالتزامات التنظيمية.

بصدور اللائحة المحدثة، ألغى البنك المركزي قواعد تنظيم شركات التمويل الاستهلاكي المصغر، وقواعد ممارسة نشاط التمويل متناهي الصغر، إضافة إلى تعديل قواعد الترخيص للأنشطة المساندة لنشاط التمويل.

وأشار «ساما» إلى أن اعتماد اللائحة جاء بعد طرح مشروع التحديث في وقت سابق لاستطلاع مرئيات وملاحظات العموم والمختصين، حيث تمت دراسة الملاحظات وأخذها في الاعتبار ضمن الصيغة النهائية.

وفي سياق تعزيز دوره الرقابي وحماية العملاء، وجّه البنك المركزي السعودي، المؤسسات المالية الخاضعة لإشرافه، إلى الالتزام بـ«دليل تعرفة خدمات المؤسسات المالية» عند فرض الرسوم على الخدمات والمنتجات المقدمة للعملاء، مؤكداً أن الدليل يُلغي ما يتعارض معه من أحكام.

وأوضح «ساما» أن الخطوة تستند إلى صلاحياته بموجب نظام البنك المركزي السعودي والأنظمة ذات العلاقة، وإلى التعرفة البنكية المحدثة، وضوابط التمويل الاستهلاكي، ومبادئ وقواعد حماية عملاء المؤسسات المالية، والصيغة النموذجية لعقد التمويل الاستهلاكي للأفراد.


«الملاحة الجوية السعودية»: أبراج افتراضية لرفع الكفاءة وتمكين سعوديات من المراقبة والصيانة

مركز عمليات البرج الافتراضي - الملاحة الجوية (الشرق الأوسط)
مركز عمليات البرج الافتراضي - الملاحة الجوية (الشرق الأوسط)
TT

«الملاحة الجوية السعودية»: أبراج افتراضية لرفع الكفاءة وتمكين سعوديات من المراقبة والصيانة

مركز عمليات البرج الافتراضي - الملاحة الجوية (الشرق الأوسط)
مركز عمليات البرج الافتراضي - الملاحة الجوية (الشرق الأوسط)

تواصل السعودية تسريع وتيرة التحول الرقمي في قطاع الطيران، مع دخول تقنية أبراج المراقبة الافتراضية حيز التشغيل الفعلي، في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

وأكدت شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية أن هذه التقنية تمثّل إحدى أبرز مبادراتها الرقمية الهادفة إلى رفع كفاءة المراقبة الجوية، وتعزيز جاهزية المجال الجوي السعودي لمواكبة النمو المتسارع في الحركة الجوية.

كما نجحت الشركة في تمكين سعوديات من العمل في مهنتي المراقبة الجوية وصيانة الأنظمة الملاحية، بعد اجتيازهن برامج تأهيل متخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والاستدامة في شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية، المهندس أحمد الزهراني، إن الشركة تبنّت عدداً من المبادرات الرقمية ضمن مسار التحول والتطوير، من أبرزها أبراج المراقبة الافتراضية التي تُعد تقنية حديثة على مستوى قطاع الملاحة الجوية عالمياً.

كاميرات عالية الدقة

وأوضح الزهراني، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن برج المراقبة الافتراضي يقوم على إحلال برج افتراضي يعتمد على كاميرات عالية الدقة مدعومة بتقنيات متقدمة لتحديد الأهداف في المطار محل البرج التقليدي. وتمكّن هذه الكاميرات المراقب الجوي من أداء مهامه دون الاعتماد على الرؤية المباشرة، كما تتيح خاصية التكبير وعرض تفاصيل دقيقة لم تكن متاحة في البرج التقليدي، بما في ذلك رقم الرحلة، وعدد الركاب، ومصدر الرحلة، ووجهتها.

ولفت إلى أن هذه التقنية لم تعد مجرد مشروع نظري؛ إذ شغّلت الشركة أول برج مراقبة افتراضي في مطار العُلا الدولي عن بُعد، وتُدار عملياته من مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة. ويُعد المشروع الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. كما حاز جائزة وزارة النقل والخدمات اللوجيستية للابتكار.

تعزيز الكفاءة

وشدد الزهراني على أن أبراج المراقبة الافتراضية ترفع كفاءة المراقبين عبر مراقبة عدة مطارات من مركز واحد، وتعزز السلامة والكفاءة التشغيلية بتوفير صورة أوضح وبيانات أكثر تفصيلاً من البرج التقليدي.

وبشأن جاهزية المجال الجوي، أكد أن الحركة الجوية في المملكة تشهد نمواً مستمراً بدعم القيادة، وأن الشركة تعمل بنهج استباقي من خلال دراسات سنوية لتقدير الحركة المتوقعة وتحديد المستهدفات عبر مبادرات ومشاريع بنية تحتية تستوعب النمو وتعزز الجاهزية.

الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والاستدامة في خدمات الملاحة الجوية السعودية المهندس أحمد الزهراني

مركزان للمراقبة

ولا تقتصر الجاهزية على التقنية وحدها، وفقاً للزهراني الذي أكد أنها تقوم على منظومة عمل مستمرة لا تحتمل الانقطاع. ففي الوقت الراهن تمتلك الشركة مركزَين أساسيين للمراقبة الجوية في الرياض وجدة، وإذا وقع خلل في أحدهما يتولى المركز الآخر إدارة المجال الجوي السعودي بالكامل دون تأثر الخدمة.

وأضاف أنه منذ انطلاقة شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية في يونيو (حزيران) 2016، وُضع هدف واضح يتمثل في أن تكون الشركة ضمن القيادات الإقليمية في إدارة الحركة الجوية، واليوم تُعد من أبرز مقدمي خدمات الملاحة الجوية على مستوى المنطقة، وتسعى بخطى ثابتة إلى تحقيق الريادة العالمية وفق طموحاتها المستقبلية.

المحاور الثلاثة

وتُعد شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية ركيزة أساسية في منظومة الطيران المدني. وقال الزهراني إن الشركة تسعى للإسهام في تحقيق مستهدفات برنامج الطيران المنبثق عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية، عبر ثلاثة محاور رئيسية: زيادة عدد المسافرين، وتوسيع الوجهات الدولية المباشرة، ورفع حجم الشحن الجوي، موضحاً أن جميع هذه المستهدفات محورية في استراتيجية الشركة.

نمو الحركة الجوية

وفي هذا السياق، قال الزهراني إن إحصاءات الحركة الجوية لهذا العام بلغت، حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، 921095 رحلة، بمعدل نمو 5.7 في المائة مقارنة بالسنة الماضية. كما سُجل أعلى رقم قياسي يوم 19 يونيو 2025، حيث بلغ عدد الرحلات 3673 رحلة، بمعدل 153 رحلة في الساعة.

الشراكات

أوضح الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والاستدامة في شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية أن شراكات الشركة تقوم على مسارَين: الأول مع شركات الطيران عبر لقاءات سنوية لتحديث المشاريع وفق متطلباتها، والآخر مع المُصنّعين الدوليين للأجهزة الملاحية من خلال تواصل مستمر داخل الشركة والمحافل الدولية. وأشار إلى توقيع اتفاقية أخيراً مع شركة «مايتر»، مع شراكات أخرى قيد الإعداد، مؤكداً أن الهدف هو تطوير مستوى الخدمات.

المراقبات السعوديات

وحول دور المرأة، أكد الزهراني أن الشركة نفذت عدداً من المبادرات لتأهيل وتمكين المرأة للعمل في القطاع، وأطلقت برامج من بينها برنامج المراقبة الجوية للمراقبات الجويات، وكذلك برنامج صيانة الأنظمة الملاحية. وقال إن الخريجات باشرن أعمالهن في المراكز وأبراج المراقبة بصفتهن مراقبات جويات، وكذلك في صيانة الأنظمة الملاحية، وقد أثبتن كفاءتهن وقدرتهن على أداء واجباتهن الوظيفية بكل احتراف وإتقان.

وقال إن «العنصر البشري يبقى محور العمل»، موضحاً أن «عدد موظفي شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية يقارب 2000 موظف، أكثر من 97 في المائة منهم سعوديون، فيما تصل النسبة إلى 100 في المائة في مهنة المراقبة الجوية».

الاستدامة

وفي جانب الاستدامة، أكد الزهراني أنها ركيزة أساسية في الشركة، وتُنفّذ عبر مبادرات ترتكز على ثلاثة محاور: البيئة برفع كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات، والمجتمع بتمكين الكفاءات الوطنية وتعزيز الوعي والمسؤولية الاجتماعية، والحوكمة بترسيخ النزاهة والشفافية وتعزيز الامتثال والرقابة.

حماية الأصول

وعن حماية الأصول الحيوية والرقمية وإدارة المخاطر السيبرانية، قال الزهراني إن الشركة ملتزمة بحماية الأصول الرقمية وفق أعلى المعايير وأفضل الممارسات الدولية، عبر مواءمة الأمن السيبراني مع أفضل الممارسات العالمية، ورفع جاهزية الكشف عن التهديدات المحتملة والاستجابة السريعة لها.

وأضاف: «حصلنا مؤخراً على اعتماد (SOC-CMM) العالمي»، وهو إطار يقيس جاهزية مراكز العمليات عبر 5 مجالات متكاملة: الأفراد، والعمليات، والتقنية، والخدمات، وتكامل الأعمال.