اتساع حاد بالعجز التجاري الأميركي في يوليو

نتيجة ارتفاع الواردات

علم الولايات المتحدة يرفرف أمام حاويات شحن في ميناء لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا (رويترز)
علم الولايات المتحدة يرفرف أمام حاويات شحن في ميناء لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا (رويترز)
TT

اتساع حاد بالعجز التجاري الأميركي في يوليو

علم الولايات المتحدة يرفرف أمام حاويات شحن في ميناء لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا (رويترز)
علم الولايات المتحدة يرفرف أمام حاويات شحن في ميناء لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا (رويترز)

اتسع عجز الميزان التجاري الأميركي بشكل حاد في يوليو (تموز)، مدفوعاً بتدفقات قياسية لرأس المال والسلع الأخرى، وهو اتجاه قد يقلل مساهمة التجارة في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث إذا استمر.

وأشار مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة، يوم الخميس، إلى أن عجز الميزان التجاري ارتفع بنسبة 32.5 في المائة ليصل إلى 78.3 مليار دولار، متجاوزاً توقعات اقتصاديين استطلعت «رويترز» آراءهم والتي كانت تشير إلى 75.7 مليار دولار.

وكانت الرسوم الجمركية الصارمة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب سبباً في تقلبات حادة في الواردات، وأسهمت في زيادة العجز التجاري، ما شوه الصورة الاقتصادية العامة. وفي الأسبوع الماضي، قضت محكمة استئناف أميركية بأن معظم رسوم ترمب، التي رفعت متوسط معدل الرسوم الجمركية إلى أعلى مستوى منذ عام 1934، غير قانونية، ما زاد من حالة عدم اليقين لدى الشركات.

وأسهمت التجارة بما قيمته 4.61 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول، قبل أن تنعكس تأثيراتها لاحقاً، مضيفة 4.95 نقطة مئوية في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، وهي أكبر مساهمة مسجلة.

ونما الاقتصاد بمعدل سنوي قدره 3.3 في المائة بالربع الأخير بعد انكماشه بمعدل 0.5 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى، ويتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 3 في المائة خلال هذا الربع.

وارتفعت الواردات بنسبة 5.9 في المائة لتصل إلى 358.8 مليار دولار، بينما زادت واردات السلع بنسبة 6.9 في المائة لتصل إلى 283.3 مليار دولار، مدعومة بارتفاع واردات اللوازم والمواد الصناعية بمقدار 12.5 مليار دولار، بما في ذلك زيادة 9.6 مليار دولار في الذهب غير النقدي. ومع ذلك، كانت واردات البترول الأدنى منذ أبريل 2021.

كما ارتفعت واردات السلع الرأسمالية بمقدار 4.7 مليار دولار لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 96.2 مليار دولار، مدفوعة بأجهزة الكمبيوتر ومعدات الاتصالات وغير ذلك من الآلات الصناعية، في حين انخفضت واردات أشباه الموصلات بمقدار 0.8 مليار دولار. وزادت واردات السلع الاستهلاكية بمقدار 1.3 مليار دولار، بينما تراجعت واردات المستحضرات الصيدلانية بمقدار 1.1 مليار دولار. وانخفضت واردات السيارات وقطع الغيار والمحركات بمقدار 1.4 مليار دولار نتيجة انخفاض واردات الشاحنات والحافلات وسيارات الركاب.

وارتفعت الصادرات بنسبة 0.3 في المائة لتصل إلى 280.5 مليار دولار، بما في ذلك زيادة صادرات السلع بنسبة 0.1 في المائة لتصل إلى 179.4 مليار دولار، وارتفاع صادرات السلع الرأسمالية بمقدار 0.6 مليار دولار لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 59.9 مليار دولار، مدعومة بشحنات ملحقات الكمبيوتر والطائرات المدنية، بينما انخفضت صادرات آلات الحفر بمقدار 1.5 مليار دولار. وزادت صادرات السيارات وقطع الغيار والمحركات بمقدار 0.3 مليار دولار، في حين تراجعت صادرات اللوازم والمواد الصناعية بمقدار 0.2 مليار دولار، متأثرة بانخفاض شحنات الأشكال المعدنية الجاهزة بمقدار 2.5 مليار دولار. وارتفعت صادرات الذهب غير النقدي بمقدار 2.9 مليار دولار.

واتسع عجز تجارة السلع بنسبة 21.2 في المائة ليصل إلى 103.9 مليار دولار، بما في ذلك زيادة العجز مع الصين بمقدار 5.3 مليار دولار ليصل إلى 14.7 مليار دولار، إضافة إلى تسجيل عجز مع المكسيك وفيتنام والاتحاد الأوروبي وسويسرا والهند وكوريا الجنوبية واليابان.

وارتفعت واردات الخدمات بمقدار 1.7 مليار دولار لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 75.5 مليار دولار في يوليو، مدفوعة بزيادة خدمات النقل والسفر وغيرها من خدمات الأعمال، بينما ارتفعت صادرات الخدمات بمقدار 0.6 مليار دولار لتصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 101.0 مليار دولار، مدعومة بزيادة النقل ورسوم استخدام الملكية الفكرية والسلع والخدمات الحكومية، في حين انخفضت خدمات السفر بمقدار 0.3 مليار دولار في ظل تشديد سياسة الهجرة من قبل البيت الأبيض.


مقالات ذات صلة

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

الاقتصاد رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

وول ستريت تتسم بالهدوء والترقب قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي

تذبذبت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت بين مكاسب وخسائر طفيفة، يوم الخميس، حيث قام المستثمرون بتحليل مجموعة من البيانات لتحديد توقعاتهم بشأن الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويوك)
الاقتصاد الرئيس دونالد ترمب محاطاً بعدد من كبار تنفيذيي صناعة السيارات الأميركية في المكتب البيضاوي يوم 3 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

ترمب ينقلب على معايير «الكفاءة الخضراء»

في خطوة تُعدّ انقلاباً مباشراً على إرث إدارة جو بايدن، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن خطة شاملة لخفض معايير الكفاءة في استهلاك الوقود للسيارات والشاحنات.

إيلي يوسف (واشنطن)

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
TT

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر (كانون الأول)، مقارنةً بقراءة نهائية بلغت 51 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين عند 52 نقطة، لكنه لا يزال منخفضاً بشكل كبير مقارنة بمستوى 71.7 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وشهد تقييم المستهلكين للظروف الاقتصادية الحالية انخفاضاً طفيفاً، بينما تحسّنت توقعاتهم المستقبلية إلى حد ما. كما تراجعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 4.1 في المائة مقابل 4.5 في المائة في الشهر السابق، مسجلة أدنى مستوى منذ يناير، مع استمرار الضغوط على الأسعار بسبب الرسوم الجمركية على الواردات، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت جوان هسو، مديرة المسوحات الاقتصادية في ميشيغان: «الاتجاه العام للآراء يبقى قاتماً، حيث يواصل المستهلكون الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار». على الرغم من تراجع التضخم عن أعلى مستوياته منتصف 2022، إلا أنه يظل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة بثبات.


مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
TT

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من قِبل البنك المركزي الأسبوع المقبل.

وأعلنت وزارة التجارة، يوم الجمعة، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة في سبتمبر مقارنة بأغسطس (آب)، وهي نسبة الشهر السابق نفسها. وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة، وهو معدل مماثل للشهر السابق، ويقارب هدف «الاحتياطي الفيدرالي» للتضخم البالغ 2 في المائة إذا استمر على مدار عام كامل، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار الإجمالية بنسبة 2.8 في المائة، بزيادة طفيفة عن 2.7 في المائة في أغسطس، في حين ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بالعام السابق، بانخفاض طفيف عن 2.9 في المائة المسجلة في الشهر السابق. وأظهرت البيانات التي تأخرت خمسة أسابيع بسبب إغلاق الحكومة، أن التضخم كان منخفضاً في سبتمبر، مما يعزز مبررات خفض سعر الفائدة الرئيسي لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه المقبل يومَي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول).

رغم ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، جزئياً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، لكن العديد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» يرون أن ضعف التوظيف، والنمو الاقتصادي المتواضع، وتباطؤ مكاسب الأجور؛ سيؤدي إلى انخفاض مطرد في مكاسب الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

ويواجه «الاحتياطي الفيدرالي» قراراً صعباً الأسبوع المقبل: الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، مقابل خفضها لتحفيز الاقتراض ودعم الاقتصاد، وسط تباطؤ التوظيف وارتفاع البطالة ببطء.


«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، ليصبح على بُعد 0.2 في المائة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق، فيما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ46 نقطة (0.1 في المائة). أما مؤشر «ناسداك» المركّب فزاد بنحو 0.4 في المائة، في حين تراجع مؤشر «راسل 2000» لأسهم الشركات الصغيرة بنسبة 0.2 في المائة بعدما لامس مستوى قياسياً في الجلسة السابقة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي قطاع الشركات، سجّل سهم «نتفليكس» انخفاضاً بنسبة 2.1 في المائة، بعد إعلانها خططاً لشراء «وارنر براذرز» إثر انفصالها عن «ديسكفري غلوبال»، في صفقة تبلغ 72 مليار دولار نقداً وأسهماً. وارتفع سهم «ديسكفري» التابعة للشركة بنسبة 2.6 في المائة.

وقفز سهم «ألتا بيوتي» بنسبة 11 في المائة بعد إعلان نتائج فصلية فاقت توقعات المحللين من حيث الأرباح والإيرادات، مع إشارتها إلى تحسّن ملحوظ في التجارة الإلكترونية، مما دفعها إلى رفع توقعاتها للإيرادات السنوية.

كما حققت «فيكتوريا سيكريت» أداءً قوياً، إذ سجّلت خسارة أقل من المتوقع ورفعت توقعاتها لمبيعات العام، ليرتفع سهمها بنسبة 14.4 في المائة.

أما سهم «هيوليت باكارد إنتربرايز» فانخفض 3.9 في المائة رغم تحقيق أرباح أعلى من التوقعات، نتيجة إعلان الشركة إيرادات دون المستوى المأمول.

وجاء هذا الأداء في أسبوع هادئ نسبياً بالنسبة إلى السوق الأميركية، بعد أسابيع شهدت تقلبات حادة بفعل مخاوف مرتبطة بتدفقات كبيرة على قطاع الذكاء الاصطناعي وتوقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بعد فترة من التردد، يتوقع المستثمرون الآن بالإجماع تقريباً أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل البطيئة. وسيكون ذلك الخفض الثالث هذا العام إن حدث.

وتحظى أسعار الفائدة المنخفضة بدعم المستثمرين، لأنها تعزّز تقييمات الأصول وتحفّز النمو الاقتصادي، لكنها قد تزيد الضغوط التضخمية التي لا تزال أعلى من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

ويدعم توقع خفض الفائدة عودة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مشارف مستوياته القياسية المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يترقب المستثمرون إشارات جديدة من اجتماع «الفيدرالي» حول مسار الفائدة العام المقبل.

وفي أسواق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.11 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل عامَين إلى 3.54 في المائة من 3.52 في المائة.

وعالمياً، ارتفعت المؤشرات في معظم أوروبا وآسيا؛ فقد صعد مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.9 في المائة، وقفز مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 1.8 في المائة.

في المقابل، تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 1.1 في المائة بعد بيانات أظهرت انخفاض إنفاق الأسر اليابانية بنسبة 3 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، وهو أكبر تراجع منذ يناير (كانون الثاني) 2024، وسط تقلبات أثارها احتمال رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة.