أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن السفير الأسترالي قد غادر طهران، موضحاً أن إيران خفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي الأسترالي لديها، وذلك رداً على خطوة مماثلة من كانبيرا.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن بقائي قوله إن «إجراء الحكومة الأسترالية بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية غير مبرر»، مضيفاً: «نحن لا نرحب بهذا الخفض؛ إذ لا توجد له أي أسباب موضوعية أو مبررات قانونية، كما أنه يلقي بظلاله على العلاقات بين الشعبين».
وأوضح بقائي أن هذه الخطوة جاءت وفقاً لـ«الأعراف الدولية والقانون الدبلوماسي»، وأضاف: «إيران اتخذت إجراءً مقابلاً بتقليص مستوى الوجود الدبلوماسي الأسترالي لديها».
وأشار المتحدث إلى أن القسم القنصلي للسفارة الإيرانية في كانبيرا لا يزال يعمل بنشاط، مشيراً إلى أنه «رغم القيود المفروضة، فإننا نسعى إلى مواصلة تقديم الخدمات القنصلية اللازمة لمواطنينا المقيمين في أستراليا».
وطردت الحكومة الأسترالية الأسبوع الماضي السفير الإيراني، وأعلنت سحب سفيرها من طهران، وتعليق عمليات سفارتها هناك، متّهمة الجمهورية الإسلامية بالوقوف خلف هجومين معاديين للسامية في ملبورن وسيدني.
ووصف بقائي الاتهامات الموجهة لإيران بمعاداة السامية بأنها «سخيفة ولا أساس لها من الصحة».
وكان بقائي قد قال في مؤتمر صحافي أسبوعي، الثلاثاء، إن «الاتهام الموجه مرفوض بالكامل» مضيفاً أن «أي خطوة غير مناسبة وغير مبررة على مستوى دبلوماسي ستُقابل بالمثل».
وقال بقائي إن هذه الإجراءات تبدو «متأثرة بالتطورات الداخلية» في أستراليا، بما في ذلك الاحتجاجات الأخيرة ضد حرب إسرائيل في غزة. وأضاف: «يبدو أن هذا الإجراء اتُخذ للتعويض عن الانتقادات المحدودة التي وجهها الجانب الأسترالي للكيان الصهيوني».
وهذه أول مرة تطرد فيها أستراليا سفيراً منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلن رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، أنّ أجهزة الاستخبارات توصلت إلى «نتيجة مقلقة للغاية» مفادها بأنّ إيران دبّرت هجومين، على الأقل، معاديين للسامية. وقال رئيس الوزراء، في مؤتمر صحافي، إنّ طهران تقف خلف حريق متعمّد استهدف مقهى «لويس كونتيننتال» المختص في تقديم «أطعمة حلال لليهود (كوشير)» بضاحية بونداي في سيدني خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
وأضاف أنّ الاستخبارات خلصت أيضاً إلى أنّ إيران تقف كذلك خلف حريق متعمّد استهدف كنيس «أداس إسرائيل» في ملبورن خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024. ولم يتسبّب أيّ من الهجومين في خسائر بشرية.
وقال ألبانيزي: «كانت هذه أعمالاً عدوانية استثنائية وخطرة دبّرتها دولة أجنبية على الأراضي الأسترالية». وأضاف: «لقد كانت محاولات لتقويض التماسك الاجتماعي وزرع الفتنة في مجتمعنا. هذا غير مقبول على الإطلاق». ورجّح رئيس الوزراء أن تكون إيران خلف هجمات أخرى معادية للسامية وقعت في أستراليا. وأضاف أنّ أستراليا ستباشر أيضاً الإجراءات اللازمة لتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية، وفق ما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية».

من ناحيتها، أكّدت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، أنّ هذه هي أول مرة تطرد فيها بلادها سفيراً منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت: «لقد اتّخذنا هذا القرار لأنّ تصرفات إيران غير مقبولة على الإطلاق». وأوضحت وزيرة الخارجية أنّ أستراليا ستحافظ على خطوط دبلوماسية مع إيران لحماية مصالح الأستراليين في هذا البلد. ولدى أستراليا سفارة في طهران منذ عام 1968.






