مصر تناقش تفاصيل مشاركتها العسكرية في بعثة حفظ السلام بالصومال

مقديشو تستدعي السفير الإثيوبي لسؤاله بشأن رفض دور القاهرة

الأمين العام للقيادة العامة للجيش الصومالي يستقبل وفداً من القوات المسلحة المصرية
الأمين العام للقيادة العامة للجيش الصومالي يستقبل وفداً من القوات المسلحة المصرية
TT

مصر تناقش تفاصيل مشاركتها العسكرية في بعثة حفظ السلام بالصومال

الأمين العام للقيادة العامة للجيش الصومالي يستقبل وفداً من القوات المسلحة المصرية
الأمين العام للقيادة العامة للجيش الصومالي يستقبل وفداً من القوات المسلحة المصرية

تتواصل المناقشات المصرية العسكرية بشأن المشاركة في بعثة حفظ السلام في الصومال، التي انطلقت أعمالها، مطلع العام الحالي، بهدف مواجهة أعمال حركة «الشباب»، «الإرهابية»، التي تشن هجمات بالصومال منذ نحو أكثر من عقد.

التحركات المصرية بدأت منذ الموافقة على المشاركة في أواخر 2024، وشهد الاثنين زيارات تمهيدية تصادفت مع استدعاء صومالي لدبلوماسي إثيوبي رفضاً لتصريحات بشأن دور القاهرة بالبعثة.

الوفد المصري يقوده اللواء إسلام رضوان ويعمل على تقييم نشر قوة مصرية في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي (وكالة الأنباء الصومالية)

تلك التطورات يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» تشي بأن القاهرة تتحرك بخطوات مدروسة ومتدرجة، تبدأ بالمباحثات والتمهيد السياسي والأمني قبل أي نشر قوات فعلي، وقد تبدأ بمشاركة رمزية في البداية مثل وجود محدود أو تخصصي، ثم قد يتطور لحضور ميداني أكبر إذا توافرت البيئة السياسية والأمنية، معتبرين أن خطوة الاستدعاء الدبلوماسي رسالة قوية تعزز المشاركة المصرية.

وخلفاً لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية (أتميس)، التي انتهت ولايتها عام 2024، بدأت «بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال»، المعروفة باسم «أوصوم»، عملياتها رسمياً في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً بشأنها في ديسمبر (كانون الأول) 2024، لفترة أولية مدتها 12 شهراً؛ بهدف دعم الصومال في مكافحة حركة «الشباب»، «الإرهابية»، التي تتصاعد عملياتها في الصومال منذ 15 عاماً.

واستقبل الأمين العام للقيادة العامة للجيش الصومالي، العميد محمد غودح بري، الاثنين، وفداً من القوات المسلحة المصرية يضم 16 عضواً، مؤكداً «أهمية تعزيز التعاون العسكري بين البلدين»، حسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية (صونا).

شملت زيارةُ الوفدِ تفقُّدَ المنشآتِ الرئيسية في مقديشو والمناطقِ الميدانية المرتبطة بنشر وتدريب ولوجستيات القوات المصرية (وكالة الأنباء الصومالية)

قاد الوفد المصري اللواء إسلام رضوان في «مهمة تقييمية تمهيداً لنشر قوة مصرية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال (أوصوم)»، والتقى بالممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الصومال ورئيس البعثة، وأكد الجانبان أهمية التنسيق الأمني المشترك بين القوات.

كما حضر الوفد إحاطة أمنية في مقر قوة «أوصوم»، استعرض خلالها الوضع الأمني والإجراءات الميدانية، وتفقد المنشآت الرئيسية في مقديشو والمناطق الميدانية المرتبطة بنشر وتدريب ولوجستيات القوات المصرية، وفق المصدر الصومالي ذاته.

والأحد، استقبل وزير الدولة بوزارة الدفاع عمر علي عبدي، بمقر الوزارة، الملحق العسكري بالسفارة المصرية لدى البلاد العقيد أحمد الحسيني، وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الدفاع وتدريب وتأهيل القوات المصرية التي «ستنضم قريباً» إلى بعثة قوات حفظ السلام، وفق «صونا».

والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الصومالية، في بيان، «ختام أول دورة تدريبية لوحدات من القوات المسلحة المصرية، تمهيداً لانضمامها قريباً إلى بعثة (أوصوم) لدعم الأمن والاستقرار في الصومال، وتعزيز قدرات الجيش الوطني من خلال الهيكل الجديد للبعثة».

ولم تعلق مصر على هذه الاستعدادات لتلك القوات التي أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات صحافية، أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، أنها ستشارك بالصومال «بناء على طلب الحكومة الصومالية، وترحيب من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي».

ووقَّعت مصر والصومال، في أغسطس (آب) 2024، بروتوكول تعاون عسكري، واتفق البلدان حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام خلال الفترة من 2025 - 2029، ودعمت القاهرة مقديشو بمعدات عسكرية في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويرى نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير صلاح حليمة أن «هذه الخطوات مرتبطة بتنفيذ مصر قرار نشر قواتها في بعثة حفظ السلام لدعم واستقرار الصومال، في إطار التعاون الوثيق بين البلدين وحرص القاهرة على استقرار مقديشو»، لافتاً إلى أن القوات ستوجد في الوقت المناسب لذلك.

الوفدُ المصري في إحاطة أمنية في مقر قوة «أوصوم» (وكالة الأنباء الصومالية)

ويعتقد المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «الخطوة تعكس أن القاهرة تتحرك بخطوات مدروسة ومتدرجة، تبدأ بالمباحثات والتمهيد السياسي والأمني قبل أي نشر قوات فعلي»، موضحاً أن «مصر تريد أن تُظهر التزامها بدعم الصومال في إطار الشرعية الدولية (بعثة حفظ السلام)، وأيضاً أن تضع لنفسها موطئ قدم سياسياً وأمنياً في القرن الأفريقي، وهو مسرح حيوي بالنسبة لها».

ويرجح بري أن مصر تتحرك بخطوات محسوبة، ولن تقف عند مستوى الزيارات، موضحاً أن «هناك إشارات أنها تسعى لمشاركة رمزية في البداية مثل وجود محدود أو تخصصي مثل تدريب، هندسة عسكرية، دعم لوجستي، ثم قد يتطور لحضور ميداني أكبر إذا توافرت البيئة السياسية والأمنية».

وتوقيت وصول القوات المصرية مرتبط بعدة عوامل، حسب بري، مرتبط بمستوى التوتر مع إثيوبيا، والتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وقبول الداخل الصومالي لهذه المشاركة.

وجاءت تلك الزيارات المصرية تزامناً مع تقارير صحافية نقلها إعلام صومالي، الأحد، تفيد بأن «وزارة الخارجية في الحكومة الفيدرالية الصومالية استدعت السفير الإثيوبي لدى الصومال، سليمان ديديفو، لاستجوابه بشأن تشكيكه في الأداء المتوقع للقوات المصرية المنضمة إلى بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال».

وأعرب ديديفو، في مقابلة مع قناة «يونيفرسال» الصومالية، قبل أيام، عن «استياء بلاده من نشر القوات المصرية في الصومال»، متوقعاً أن «يشكّل وجود القوات المصرية تحدياً سياسياً واستراتيجياً للقوات الإثيوبية (تقدر بنحو 4 آلاف جندي منذ 2014) في الصومال»، وفق ما ذكرته جريدة «أديس تريبيون»، وموقع «الصومال الجديد».

وسبق أن حركت إثيوبيا موجةً من الانتقادات عقب إعلان مصر المشاركة في قوات حفظ السلام بالصومال، وطالب وزير الخارجية الإثيوبي وقتها تاي أصقي سيلاسي، في أغسطس (آب) 2024، «بألا تشكّل البعثة تهديداً لأمنه القومي»، قائلاً: «هذا ليس خوفاً، لكنه تجنّب لإشعال صراعات أخرى بالمنطقة».

وأكد حليمة رفضه لـ«الانتقاد الإثيوبي»، مؤكداً أن «الوجود المصري في الصومال جاء بناء على اتفاقات قانونية بين القاهرة ومقديشو، وفي إطار الاتحاد الأفريقي، ويكتسب الشرعية القانونية التي ليست محلاً لأي اعتراض أو انتقاد»، مشيداً بالموقف الصومالي.

ويرى بري أن «استدعاء سفير إثيوبيا بسبب تصريحات بشأنه القوات المصرية رسالة دبلوماسية قوية من مقديشو، هدفها تأكيد سيادة القرار الصومالي، وأن مشاركة أي دولة في بعثات حفظ السلام شأن يخص الصومال أولاً، وليس من حق أديس أبابا أن تضع (فيتو) على مشاركة مصر».

ولفت إلى أن هذا الاستدعاء يعزز داخلياً صورة الحكومة الصومالية شريكاً يُدافع عن استقلال قراره، وإقليمياً: تعمّق التوتر الصومالي - الإثيوبي، خصوصاً مع خلفية ملف البحر الأحمر والاعتراف المحتمل لأديس أبابا بـ«أرض الصومال».

ويخلص بري إلى أن «مصر تتحرك تدريجياً نحو المشاركة، لكن لن تُغامر بقفزة سريعة والصومال من جهته يُظهر أنه متمسك بخياراته، حتى لو أغضبت أديس أبابا»، مؤكداً أن «هذا يفتح الباب لمرحلة جديدة من التوازنات في القرن الأفريقي».


مقالات ذات صلة

مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة

أفريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)

مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة

أكد وزراء خارجية مصر والصومال وتركيا وجيبوتي، اليوم الجمعة، إدانتهم ورفضهم التام لاعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال دولة مستقلة. 

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو» ومساعدوه يرفعون علامة النصر بعد اعتراف إسرائيل بالإقليم دولة مستقلة (حساب عرو عبر منصة «إكس») play-circle

بعد اعتراف إسرائيل بها «دولة مستقلة»... ما هي «أرض الصومال»؟

عاد إقليم «أرض الصومال» -«الصومال البريطاني» سابقاً- إلى الواجهة بعد اعتراف إسرائيل به «دولة مستقلة ذات سيادة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو: إسرائيل تعترف بجمهورية أرض الصومال «دولة مستقلة ذات سيادة»

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو اعترف، اليوم الجمعة، بجمهورية أرض الصومال «دولة مستقلة وذات سيادة».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أفريقيا يشتهر جبل كليمنجارو بقمّته المغطّاة بالثلوج، ويلقب بـ«سقف إفريقيا» (أ.ب)

5 قتلى في تحطم مروحية على جبل كليمنجارو في تنزانيا

لقي 5 أشخاص مصرعهم كانوا على متن مروحية تحطّمت، الأربعاء، على جبل كليمنجارو في تنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
أفريقيا انفجار يهز مسجداً أثناء صلاة في مايدوجوري (إ.ب.أ)

سبعة قتلى بانفجار في مسجد شمال شرقي نيجيريا

قُتل 7 مصلّين، الأربعاء، بانفجار داخل مسجد في مدينة مايدوغوري، شمال شرقي نيجيريا، حسب ما أفاد قائد في ميليشيا محلية مناهضة للجهاديين لوكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مايدوجوري (نيجيريا))

بين «الرواية الرسمية» وواقع «السناتر»... هل انكسرت شوكة «الدروس الخصوصية» بمصر؟

وزير التعليم المصري خلال تفقد مدرسة في محافظة كفر الشيخ الشهر الماضي (التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري خلال تفقد مدرسة في محافظة كفر الشيخ الشهر الماضي (التربية والتعليم)
TT

بين «الرواية الرسمية» وواقع «السناتر»... هل انكسرت شوكة «الدروس الخصوصية» بمصر؟

وزير التعليم المصري خلال تفقد مدرسة في محافظة كفر الشيخ الشهر الماضي (التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري خلال تفقد مدرسة في محافظة كفر الشيخ الشهر الماضي (التربية والتعليم)

بين «رواية رسمية» تحدثت عن «انخفاض الإقبال على الدروس الخصوصية بـ(السناتر)»، و«هي أماكن غير رسمية للدروس»، و«واقع» تحدث عنه طلاب وخبراء تربية أشاروا إلى عكس ذلك؛ أثيرت تساؤلات حول إشكالية «الدروس الخصوصية» في البلاد.

محمد «ح»، يدرس في الصف الثالث الثانوي، ويقطن في ضاحية حدائق الزيتون (شرق العاصمة المصرية)، يشكو من «صعوبة وجود أماكن داخل (السنتر) الذي يتلقى فيه بعض المواد لكثرة الأعداد»، وأنه «لو أراد الجلوس في الـصف الأول، فعليه أن يذهب قبل أي درس بساعتين على الأقل، مما يضيّع عليه وقتاً طويلاً».

حال محمد لا يختلف عن زميله علي «س»، الذي يقطن في المطرية، ويفضّل «عدم تضييع وقته لحجز الصف الأول، ويظل في نهاية الصف». وقال: «المهم هو مُذكّرة المدرس؛ لكن الشرح أحياناً لا أسمع منه شيئاً».

وبحسب وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، فإن «لغة الأرقام والمؤشرات الميدانية تعكس تراجعاً ملحوظاً في (بيزنس) الدروس الخصوصية والكتب الخارجية نتيجة عودة الثقة في دور المدرسة». وأشار في حديث متلفز أخيراً إلى «انخفاض حجم العمل في مراكز الدروس الخصوصية (السناتر) بنسبة تتراوح بين 50 و60 في المائة، نتيجة انتظام الطلاب في المدارس خلال الفترة الصباحية»، مؤكداً أن «هدف وزارته هو حصر العملية التعليمية بالكامل داخل أسوار المدرسة مع المعلمين».

أحد «السناتر» في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة (الشرق الأوسط)

إجراءات «التعليم»

وترتبط إشكالية «الدروس الخصوصية» في مصر بطلاب المدارس، خاصة في المرحلة «الثانوية»، وترسخت ثقافياً لدى بعض الأسر بعد أن أضحت مشكلة تعليمية منذ سنوات عديدة، ولم تُفلح الإجراءات الحكومية في مواجهتها، إلى أن أصبح هناك تعايش معها رغم اتخاذ إجراءات إدارية بغلق «سناتر»، وأخرى تتعلق بتوفير بديل للطلاب داخل المدرسة عبر «فصول التقوية» (حصص في مقابل مادي زهيد).

الخبير التربوي، أستاذ التقويم التربوي بجامعة عين شمس الحكومية، الدكتور تامر شوقي، يرى أن وزارة «التعليم» اتبعت عدة إجراءات لتقييد «الدروس الخصوصية» طيلة السنوات الماضية، لكنه أشار إلى «صعوبة القضاء على الدروس الخصوصية؛ نظراً لأنها متصلة بأمور نفسية لأولياء الأمور أكثر من كونها تعليمية وتربوية».

ولفت إلى أن «التعليم» اتبعت بعض الإجراءات التربوية وغير التربوية للحد من «الدروس الخصوصية»، بينها «تخفيف المناهج»، وهذا قد ينعكس بدوره على اختيار مواد بعينها للتقوية فيها عبر «الدروس الخصوصية» دون أخرى.

وفسّر شوقي لجوء الطلاب إلى «السناتر» بسبب «غياب المعلم عن المدرسة والكثافات العالية داخل الفصول الدراسية»، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» إن وزارة «التعليم» عالجت الأمرين، وهذا قد يكون أثر بشكل مباشر أو غير مباشر على بعض الطلاب في تلقي «الدروس الخصوصية»، لكن «السناتر» تعمل كما هي ولم تتأثر، حسب تعبيره.

وزير التعليم المصري خلال زيارة لإحدى مدارس إدارة التبين التعليمية بالقاهرة مطلع الشهر الجاري (التربية والتعليم)

«اقتصاد السناتر»

ويثار من وقت لآخر الحديث حول «بيزنس السناتر والدروس الخصوصية»، والذي قال عنه شوقي إنه «لا يوجد تقديرات رسمية حقيقية حول حجم أموال الدروس الخصوصية»، لكنه قدرها بحسب ما يتردد بـ«120 أو 160 مليار جنيه أو أكثر من ذلك سنوياً» (الدولار الأميركي يساوي 47.5 جنيه في البنوك المصرية). ونهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، ذكر رئيس «جمعية خبراء الضرائب المصرية»، أشرف عبد الغني، في بيان نشرته صحف محلية، أن «الدروس الخصوصية تستنزف 247 مليار جنيه سنوياً من موارد الأسر».

أستاذ القياس والتقويم والإحصاء النفسي والتربوي، الدكتور محمد فتح الله، تساءل: هل انخفضت «الدروس الخصوصية» داخل «السناتر»؟ وكانت إجابته سريعة: لا. ويرى أنه «كان على وزير التعليم أن يقول إن وزارته تقوم بمواجهة مشكلة (الدروس الخصوصية)، لكن حديث انخفاض العمل داخلها إلى هذا الرقم غير واقعي». فالملاحظ أن «هناك انضباطاً بالمدارس بين طلاب صفوف مراحل النقل، لكن الثانوية العامة (3 ثانوي) لا يذهب الطلاب فيها إلى المدارس».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «حديث الوزارة يبقى واقعياً عندما نجد طلاب 3 إعدادي (المرحلة الدراسية التي تسبق الثانوية)، و3 ثانوي (التي تؤهل لدخول الجامعات) في المدارس».

وبحسب فتح الله، فإنه «يوجد الآن نسب حضور مرتفعة في المدارس، لكن أولياء الأمور والطلاب عندما يسمعون حديث انخفاض الدروس بـ(السناتر) يفقدون الثقة في المؤسسة التعليمية؛ لأنهم شهود على الكثافة العالية داخل هذه المراكز»، على حد قوله. وطرح فتح الله مقترح «تقنين السناتر» بشكل يضمن تقديم خدمات تعليمية موازية مثل التعليم الخاص، لكن يتم ذلك «وفق ضوابط محددة ومراقبة من الدولة على ما يقدم داخلها».

وتابع حديثه: «منذ تسعينيات القرن الماضي و(التعليم) تردد بنفس الثقة: قضينا على الدروس الخصوصية»، لكن «الواقع يشير إلى تزايدها وليس كسر شوكتها».

ويصل سعر المحاضرة الواحدة في المراكز التعليمية إلى 100 أو 200 جنيه للطالب الواحد، وهي أسعار تتفاوت بحسب المنطقة، وفقاً لمحمد، الذي فضّل عدم ذكر اسمه الثاني، هو وزميله علي، وقال: «ممكن أحصل على أكثر من محاضرة في اليوم الواحد، فضلاً عن أن سعر المحاضرة يتوقف على (صيت) المدرس، وتجهيزات المكان، وعدد الطلاب».

مقر وزارة التربية والتعليم في مصر (الصفحة الرسمية للوزارة على «فيسبوك»)

«بدائل مراكز الدروس»

وزير التعليم المصري ذكر في تصريحاته المتلفزة أن «وزارته تعمل حالياً على إنشاء منصة رقمية تعليمية موحدة بالتعاون مع الجانب الياباني، بعد النجاحات التي تحققت في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي، على أن تضم المنصة كل ما يخص الطالب والمنظومة التعليمية، بالتنسيق مع وزارة الاتصالات»، مؤكداً أن «الهدف النهائي هو تعليم حقيقي داخل المدرسة، وتقليل الاعتماد على أي بدائل خارج الإطار الرسمي».

عودة إلى شوقي الذي قال إن «هناك اهتماماً ملحوظاً بالعملية التعليمية خلال الفترة الحالية، لكن هذا الاهتمام من الناحية الكمية والشكلية أكثر من الكيفية والواقعية». وشرح ذلك قائلاً: «من الناحية الشكلية، وزارة (التعليم) وضعت إجراءات تُحسب لها، لكنها أرغمت الأسر وفرضت ضغوطاً عليها، بإجبار الطلاب على الحضور للمدارس من أجل (التقييمات الشهرية)»، وأوضح: «التقييمات وظيفتها التربوية معالجة الأخطاء لدى الطلاب، لكن لم تعالج الأخطاء في التحصيل أو الاستيعاب؛ لكونها أصبحت وسيلة فقط للإجبار؛ لأن الطلاب حضروا بالفعل إلى المدارس».

ولفت إلى أن «التعليم» تسعى بقدر الإمكان لعلاج العجز في المعلمين، لكن المطلوب وجودهم داخل الفصل الدراسي، فنسب حضور الطلاب إلى المدارس قد تكون عالية مثلما أكدت «التعليم»، لكن الأهم جودة العملية التعليمية، وفق قوله.

وعن كيفية كسر شوكة «الدروس الخصوصية»، يرى شوقي أن ذلك يمكن أن يحدث عبر «التوسع في الفصول وتقليل الكثافات، وتغطية العجز في المعلمين بشكل حقيقي وليس بشكل مؤقت، ورفع رواتبهم حتى لا يلجأوا إلى الدروس، فضلاً عن سن تشريعات ضد أي معلم يُضبط وهو يعطي درساً خصوصياً، وكذا تغيير ثقافة أولياء الأمور نحو العملية التعليمية في المدارس».

في حين أوضح فتح الله أن أي نظام تعليمي قوته في التقويمات (الامتحانات)، فـ«بضبط منظومة الامتحانات سوف نتحكم في (الدروس الخصوصية)».


ما هي تداعيات وفاة رئيس الأركان الليبي وتأثيرها على المؤسسة العسكرية؟

الحداد خلال حفل تخرج سابق لفوج جديد من الضباط في ثكنة الخمس العسكرية (رويترز)
الحداد خلال حفل تخرج سابق لفوج جديد من الضباط في ثكنة الخمس العسكرية (رويترز)
TT

ما هي تداعيات وفاة رئيس الأركان الليبي وتأثيرها على المؤسسة العسكرية؟

الحداد خلال حفل تخرج سابق لفوج جديد من الضباط في ثكنة الخمس العسكرية (رويترز)
الحداد خلال حفل تخرج سابق لفوج جديد من الضباط في ثكنة الخمس العسكرية (رويترز)

عدّ المحلل السياسي، فرج فركاش، أن غياب رئيس الأركان الليبي، الفريق أول محمد الحداد، بهذا الشكل المفاجئ ومعه عضو لجنة «5+5» العسكرية، الفيتوري غريبيل «يشكل ضربة كبيرة للمؤسسة العسكرية في غرب ليبيا»؛ لكون الحداد «ليس مجرد قائد عسكري تقليدي، بل شخصية محورية لعبت دوراً أساسياً في محاولات توحيد المؤسسة العسكرية، واحتواء الصراعات المحلية بطرابلس ومحيطها، وبناء علاقات عسكرية متوازنة مع شركاء دوليين، مثل تركيا وإيطاليا و(أفريكوم)».

عناصر الوفد الليبي خلال تنقلهم إلى موقع سقوط الطائرة التي كانت تقل الحداد ومرافقيه (أ.ف.ب)

ولقي الحداد وغريبيل حتفهما رفقة رئيس جهاز التصنيع العسكري، ومستشار رئيس الأركان في حادث تحطم طائرة خاصة، كانت عائدة بهم عقب زيارة رسمية لأنقرة مساء الثلاثاء الماضي.

الحداد «عامل توازن»

في حديث مع «وكالة الأنباء الألمانية»، أرجع فركاش قيمة الحداد إلى وصفه «عامل توازن، وحلقة وصل بين شرق البلاد وغربها، وصاحب رؤية مؤسسية سعت رغم بطئها لدمج الكتائب المسلحة، وإنهاء الانقسام العسكري». وهذا الغياب المفاجئ في نظر فركاش «قد يربك التنسيق داخل المنطقة الغربية، ويعيد التنافس القائم على الولاءات المحلية والمناطقية، خاصة في حال عدم اختيار خليفة دائم، يحظى بقبول واسع ورؤية جامعة؛ ما يهدد إبطاء مسار توحيد الجيش، ويجعل التوازنات العسكرية أكثر هشاشة في مرحلة كانت تشهد تعافياً نسبياً، وبدايات إصلاح مؤسسي تحتاج إلى قيادة قوية ومقبولة، وذات خبرة يصعب تعويضها سريعاً».

الحداد يتحدث إلى فوج جديد من الضباط خلال حفل تخرجهم في العاصمة طرابلس (أ.ف.ب)

وفي خطوة عاجلة، كلف المجلس الرئاسي نائب رئيس الأركان، الفريق أول صلاح الدين النمروش مهام رئاسة الأركان. وفي هذا السياق، يرى فركاش أن تكليف النمروش «إجراء مؤقت، لكنه قد يتحول قراراً دائماً بعد التشاور مع الجهات الفاعلة عسكرياً في المنطقة الغربية، ومنها وزارة الدفاع المتمثلة في رئيس حكومة طرابلس، عبد الحميد الدبيبة».

وينحدر النمروش (49 عاماً) من مدينة الزاوية، ويشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الغربية، وكان وكيلاً ثم وزيراً للدفاع أواخر حكومة فايز السراج.

ويضيف فركاش: «يتمتع النمروش بخبرة عسكرية ولديه مؤيدوه، خاصة في مدينة الزاوية الفاعلة عسكرياً، والمنقسمة حالياً بشأن استمرار حكومة الدبيبة أو إنهائها، وقد يساعد وجوده في تمكين الدبيبة أكثر حال تمكينه، لكن هذا يعتمد أيضاً على استراتيجية المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع في موضوع توحيد المؤسسة العسكرية لكي تمثل كل ليبيا، وهذا يتطلب بدوره مفاوضات مع جانب القيادة العامة في الشرق الليبي، وهنا تجب معرفة موقف النمروش من هذا الملف وكيفية تعاطيه معه».

ومع الشرخ السياسي انقسمت المؤسسة العسكرية الليبية أيضاً، وبالتالي يوجد في البلاد رئيس أركان آخر في الشرق والجنوب، هو نجل المشير حفتر، خالد. وبالعودة لحادثة الطائرة والزيارة الأخيرة، التي لم يعد منها الحداد ورفاقه، يرفع المستشار السابق للقائد الأعلى للجيش والحالي للجنة الدفاع والأمن القومي بالمجلس الأعلى للدولة، عميد عادل عبد الكافي، النقاب عن الغرض منها حين يقول: «بعد تصديق البرلمان التركي على تمديد مذكرة التفاهم المشتركة؛ كان يجب على ممثل الجناح العسكري التوجه لتركيا، والتوقيع على البنود الخاصة بالجانب العسكري، وتجهيز مسائل التدريب والإمدادات العسكرية الفنية».

ومنذ 2019 توطدت العلاقة التركية مع الغرب الليبي، وتزامنت مع الحرب التي خاضها حفتر وقواته لدخول طرابلس، وعارضتها تركيا وساعدت على إنهائها، مستفيدة من مذكرة تفاهم مشتركة وقَّعتها مع الجانب الليبي، تضمنت - إضافة إلى التعاون والوجود العسكري - ترسيم الحدود البحرية المشتركة والغنية والغاز.

وفي حديثه مع «د.ب.أ» عدّ عبد الكافي أن الدور التركي «خلق التوازن في المنطقة، وجاء بضوء أخضر أميركي لمواجهة المد الروسي». ووسط الأحاديث عن احتمال وجود شبهات في قضية سقوط الطائرة، وربطها بمستقبل العلاقات الليبية - التركية يقول عبد الكافي: «لا أحد يستطيع الاقتراب من علاقة البلدين ومذكرة التفاهم المشتركة بينهما».

عناصر الأمن التركي تطوق المكان الذي سقطت فيه طائرة الحداد والوفد المرافق له (أ.ف.ب)

ولمزيد من الإيضاح، يستدرك موضحاً: «الجانب التركي حقق مصالح في المتوسط وأفريقيا، عبر توسيع قاعدة نفوذه، هذا فضلاً عن نجاحه مؤخراً في التواصل مع المعسكر الشرقي الليبي. أما في غرب البلاد، فلا يستطيع أحد إنهاء المذكرة لأن التدخلات الإقليمية ما زالت موجودة ومؤثرة، مثل التدخل الروسي، وتهديدات اليونان لحصة ليبيا في المتوسط، هذا بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية».

نظرية المؤامرة

من جانبه، يستبعد فركاش «نظرية المؤامرة» في قضية الطائرة التي لم تُعرف خبايا سقوطها بعد، وستتأجل لحين الكشف عن الصندوق الأسود، الذي قد يستغرق وقتاً، خاصة مع قرار تركيا توكيل دولة محايدة بذلك. لكن المحلل السياسي يستدرك: «لو كانت هناك أي مؤامرة فستتجه نحو صاحب المصلحة في تعكير العلاقات التركية - الليبية، خاصة في موضوع تمديد بقاء القوات التركية في ليبيا لعامين آخرين، أو ما يخص الاتفاق البحري الذي يضمن مصالح الدولتين».

ويضيف فركاش موضحاً: «إن صحت المؤامرة، وهذا أمر بعيد الاحتمال حالياً، فهناك دول إقليمية مجاورة ومعادية لتركيا قد تكون لها المصلحة في ذلك. ولكن أعتقد أن الموضوع لا يعدو كونه خللاً كهربائياً في طائرة متهالكة عمرها 38 سنة أدى إلى نهاية مأساوية، ولكن سننتظر ما تسفر عنه التحقيقات».

صورة التُقطت للحداد خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة قبل يوم واحد من مقتله في حادث سقوط الطائرة (إ.ب.أ)

ومع الوضع الحالي، وباستثناء مسألة توحيد المؤسسة العسكرية بعموم البلاد، يواجه رئيس الأركان المكلف حالياً، كما سابقه، تحديات إصلاح وضع التشكيلات المسلحة في الغرب، وتحييد أغلبها عن النمط الميليشياوي الذي فاقم الأزمات الأمنية وضاعف الخسائر. هذا فضلاً عن «التحديات القبلية والجهوية التي ستقابل اختيار رئيس أركان دائم»، على حد قول عبد الكافي، الذي يؤكد على ضرورة اختيار شخصية محايدة، وبعيدة عن تأثيرات التشكيلات المسلحة والاعتبارات القبلية والمناطقية، «لكن يبقى العامل الرئيسي عند الحديث عن شخصيات بعينها هو مدى ثقلها، وتأثيرها على المشهد العسكري والسياسي».

وفي مشهد معقد آخر يخص لجنة «5+5» العسكرية المسؤولة عن توحيد الجيش الليبي، والتي فقدت أحد أعضائها في حادث الطائرة، يعلق عبد الكافي قائلاً: «اللجنة ومنذ أن تأسست لم تحدث أي تغيير أو فارق، لم يكن لها عمل ملموس عدا عن الاجتماعات». مضيفاً أنها «لم تخرج المرتزقة والمقاتلين الأجانب. ولم تستلم خرائط الألغام في طرابلس، حتى فتح المجال الجوي بين الشرق والغرب وتبادل الأسرى، الذي تم بجهود أعيان وشخصيات سياسية».


نقل الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي إلى ألمانيا للتحقيق

لجنة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل الحداد ورفاقه (وزارة الداخلية بطرابلس)
لجنة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل الحداد ورفاقه (وزارة الداخلية بطرابلس)
TT

نقل الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي إلى ألمانيا للتحقيق

لجنة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل الحداد ورفاقه (وزارة الداخلية بطرابلس)
لجنة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل الحداد ورفاقه (وزارة الداخلية بطرابلس)

أعلنت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة أن «الصندوق الأسود» للطائرة المنكوبة، التي تحطمت في تركيا، مخلفة مقتل رئيس أركان الجيش الفريق محمد الحداد وأربعة من مرافقيه، نُقل إلى ألمانيا؛ لضمان «إجراء تقييم تقني دقيق»، وقالت إنها تلقت إحاطة من السلطات التركية بمجريات التحقيقات في الحادث.

وتوقع مصدر ليبي مقرب من المجلس الرئاسي وصول جثامين ضحايا الطائرة المنكوبة إلى البلاد، السبت، وذلك عقب انتهاء مراسم تأبينهم بقاعدة مرتد العسكرية في أنقرة، مشيراً إلى أن المجلس يترقب نتائج التحقيقات الجارية.

وقالت وزارة الداخلية بالحكومة، مساء الخميس، إن النيابة العامة التركية «تعهّدت بدعم التحقيقات وتقديم جميع الوثائق وتسجيلات الكاميرات»، مشيرة إلى أن جهاز المباحث الجنائية في طرابلس أرسل عينات الحمض النووي لأقارب الضحايا إلى السلطات التركية لتأكيد هوياتهم.

جانب من الفريق الليبي المشارك في تحقيقات سقوط طائرة الحداد في أنقرة (وزارة الداخلية بطرابلس)

ويشمل «الصندوق الأسود» في الطائرة مسجل بيانات الرحلة ومسجل الأصوات، الذي يوثق المحادثات داخل قمرة القيادة. وفي ألمانيا تتولى عادةً الهيئة الاتحادية للتحقيق في حوادث الطيران (بي إف يو) في براونشفايغ تحليل هذه الأجهزة.

وكانت الطائرة الخاصة قد أقلعت، الثلاثاء الماضي، من أنقرة باتجاه العاصمة الليبية، وتحطمت بعد نحو 80 كيلومتراً جنوب العاصمة التركية، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الثمانية، الذين كانوا على متنها، من بينهم رئيس أركان الجيش بغرب ليبيا محمد الحداد، الذي كان في زيارة رسمية لتركيا.

وقال جهاز المباحث الجنائية بوزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» إن رئيسه اللواء محمود العجيلي تلقى إحاطة بشأن التحقيقات الجارية بشأن الطائرة، وذلك خلال زيارته مكتب المدعي العام التركي غوكهان قره كوسه في أنقرة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الليبية «وال».

يأتي ذلك فيما لا تزال اللجنة المشكّلة بقرار من وزير الداخلية بحكومة «الوحدة»، عماد الطرابلسي، تباشر مهامها في التحقيق.

وأوضح جهاز المباحث الجنائية أن فريقاً مختصاً يواصل استكمال الإجراءات اللازمة لنقل جثامين المتوفين إلى ليبيا، إلى جانب أخذ عينات الحمض النووي ومقارنتها بعينات ذويهم، وفق المعايير المعتمدة.

وقضى مع الحداد قائد القوات البرية التابعة لحكومة «الوحدة»، والفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان محمد العصاوي، والمصور الخاص برئاسة الأركان محمد محجوب.