واشنطن تبيع أنظمة «باتريوت» بقيمة 8.5 مليار دولار للدنمارك لصالح كييف

قصف متبادل... أوكرانيا تستهدف مصفاتَي نفط وروسيا شنت هجوماً آخر بمئات المسيَّرات والصواريخ

مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ووزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن في اجتماع بكوبنهاغن (إ.ب.أ)
مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ووزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن في اجتماع بكوبنهاغن (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تبيع أنظمة «باتريوت» بقيمة 8.5 مليار دولار للدنمارك لصالح كييف

مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ووزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن في اجتماع بكوبنهاغن (إ.ب.أ)
مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ووزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن في اجتماع بكوبنهاغن (إ.ب.أ)

في ظل تردد الولايات المتحدة في تمويل شحنات إضافية من الأسلحة إلى أوكرانيا، يقوم الحلفاء داخل حلف الأطلسي (الناتو) بشراء الأنظمة الأميركية ونقلها إلى القوات الأوكرانية، إذ وافقت واشنطن على بيع عدة أنظمة دفاع جوي من طراز «باتريوت»، وأسلحة أخرى، لحليفتها في التكتل العسكري الغربي، الدنمارك، التي تعتزم دعم أوكرانيا في تصديها للاجتياح الروسي لأراضيها.

وأقرت وزارة الخارجية الأميركية الصفقة التي تقدر قيمتها بـ8.5 مليار دولار، وتشمل 6 منصات إطلاق، وأنظمة رادار وتوجيه، وصواريخ مرتبطة بها.

وتسعى الدنمارك ودول أخرى في الحلف العسكري إلى تزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة متطورة لتعزيز دفاعاتها في مواجهة الهجمات الروسية. ورغم أن الدنمارك لا تشغل أنظمة «باتريوت»، فإنها قامت بشرائها من الولايات المتحدة.

وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول متحدثاً في كوبنهاغن (د.ب.أ)

وكانت هولندا قد اشترت أنظمة «باتريوت» بهدف تقديمها لتعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا. ولطالما طلبت كييف على مدار الشهور الأخيرة من حلفائها في الغرب تزويدها بأنظمة «باتريوت» لتوفير حماية أفضل لمدنها في وجه الضربات الجوية الروسية.

قالت أوكرانيا، السبت، إن القوات الروسية شنت هجوماً آخر بالطائرات المسيّرة ليلاً على أوكرانيا، حيث جرى الإبلاغ عن وقوع انفجارات في العديد من المناطق. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 510 من أصل 537 طائرة مسيّرة، و38 من أصل 45 صاروخاً أطلقتها روسيا في هجوم ليلي. وأضافت في بيان على تطبيق «تلغرام» أنها سجلت أيضا 5 ضربات صاروخية و24 هجوماً بطائرات مسيّرة استهدفت 7 مواقع، في حين تساقطت الشظايا في 21 موقعاً.

وقتل شخص على الأقل وأصيب 22 آخرون في غارات جوية بمنطقة زاباروجيا جنوب شرقي البلاد. وكتب إيفان فيدوروف، المسؤول العسكري الإقليمي على تطبيق «تلغرام» أن 3 أطفال كانوا من بين المصابين.

المشاركون في اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي بكوبنهاغن الجمعة (أ.ف.ب)

وتضرر 14 مبنى سكنياً وأكثر من 40 منزلاً خاصاً. وقال فيدوروف إن المباني انقطعت عنها إمدادات الكهرباء والغاز، مشيراً إلى وقوع 12 هجوماً على الأقل بأسلحة مختلفة. وحذرت وسائل الإعلام الأوكرانية المواطنين بأن يتوقعوا هجمات جوية محتملة من جانب القاذفات الروسية. وقال مسؤولو الدفاع الجوي إن 6 قاذفات استراتيجية أقلعت من مطارات روسية ومن المحتمل أنها تحمل صواريخ لضرب أهداف أوكرانية. وبعد فترة قصيرة، تردد أن القاذفات أطلقت عدة صواريخ كروز.

وتأتي الهجمات بعد قصف ليلي كبير على كييف أوائل الأسبوع الماضي، قتلت خلاله المسيّرات والصواريخ 25 شخصاً على الأقل، ويمثل ذلك أحد أكثر الهجمات فتكاً خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موسكو تستغل فترة التحضير لاجتماع قمة محتمل بين البلدَين لشن هجمات جديدة وضخمة على بلاده. وكتب زيلينسكي على موقع «إكس»، السبت: «الطريقة الوحيدة لإعادة فتح الطريق أمام فرصة دبلوماسية هي اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل مَن يُموّل الجيش الروسي، وفرض عقوبات فعالة على موسكو، خصوصاً على القطاع المصرفي وقطاع الطاقة». ولم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع بين زعيمَي أوكرانيا وروسيا حتى الآن.

وقال زيلينسكي للصحافيين إن روسيا تجهز لهجوم واسع النطاق جديد في منطقة دونباس الواقعة في شرق أوكرانيا، حيث من المحتمل أنها تستهدف المناطق حول بوكروفسك حيث جرى حشد ما يصل إلى 100 ألف جندي، حسب وكالة أنباء «إنترفاكس أوكرانيا». وأضاف زيلينسكي أن القوات الروسية تجهز للهجوم، ولكن أوكرانيا مستعدة، والوضع تحت السيطرة.

ودعا زيلينسكي الولايات المتحدة وأوروبا و«العالم بأسره» لاتخاذ إجراء حاسم ضد روسيا. وكتب زيلينسكي عبر موقع «فيسبوك»، السبت: «هذه الحرب لن تنتهي ببيانات سياسية، يجب اتخاذ خطوات حقيقية»، وذلك بعد المزيد من الهجمات ليلاً بما في ذلك على منطقة زاباروجيا بجنوب شرقي أوكرانيا.

ويدعو زيلينسكي تحديداً إلى فرض رسوم صارمة على البلاد التي تشتري النفط والغاز من روسيا، وبالتالي تمول العمليات العسكرية الروسية. ويبدو أن الرئيس يشير إلى دول مثل الصين والهند دون ذكرهما بالاسم.

وشدد على أن المزيد من العقوبات يجب أن تستهدف روسيا نفسها في قطاعي البنوك والطاقة. وأعرب زيلينسكي عن أسفه إزاء حقيقة أن روسيا أظهرت من خلال هجماتها الأخيرة بالصواريخ والطائرات المسيَّرات وصواريخ كروز أنها «تظهر مجدداً تجاهلها التام للكلمات».

وقال زيلينسكي: «نعول على الإجراءات الحقيقية». وأشار «الكرملين» كثيراً إلى أن العقوبات الغربية لن تنهي الحرب.

ودعت أوكرانيا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، من بينها بولندا ودول البلطيق، إلى مصادرة الأصول الروسية المجمدة واستخدامها في دعم كييف. لكن القوى الكبرى في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا، إلى جانب بلجيكا التي تحتفظ بمعظم هذه الأصول، رفضت تلك الدعوات.

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، السبت، إنه لا يمكن تصور إعادة الأصول الروسية المجمدة داخل التكتل بسبب الحرب في أوكرانيا ما لم تدفع موسكو تعويضات. وقالت للصحافيين قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن: «لا يمكننا أن نتصور أنه... إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام فإن هذه الأصول ستعود إلى روسيا إذا لم تدفع التعويضات».

ويقول الاتحاد الأوروبي إن أصولاً روسية قيمتها نحو 210 مليارات يورو (245.85 مليار دولار) جرى تجميدها في التكتل بموجب العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. وأشارت كالاس إلى أن الاتحاد الأوروبي خصص أرباحاً مستقبلية من تلك الأصول للإنفاق على الدعم المقدم لأوكرانيا، وتساءلت عما إذا كان هناك أساس قانوني لمصادرتها. ويقول دبلوماسيون إن الحوار يتركز الآن على كيفية استخدام هذه الأموال بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا.

ذكر وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أنه لا يأمل كثيراً في نجاح سريع للجهود الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال الوزير في كوبنهاغن، السبت: «أنصحنا جميعاً بإجراء المناقشات الصحيحة في هذا الوقت». وذكر فاديفول أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرفض التفاوض ويواصل حربه على أوكرانيا، مضيفاً أنه يتعين لذلك زيادة الضغط الآن، ومناقشة جميع القضايا الأخرى لاحقاً. ويشير فاديفول هنا إلى المناقشات التي تدور حول كيفية مشاركة الاتحاد الأوروبي في تقديم ضمانات أمنية عسكرية لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين كييف وموسكو، وأيضاً حول ما إذا كان ينبغي على جنود من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تدريب القوات المسلحة الأوكرانية في البلاد نفسها.

رجال الإنقاذ الأوكرانيون يحملون جثة ضحية انتشلت خلال عملية بحث في موقع مبنى سكني تضرر بشدة من جراء هجوم صاروخي روسي بكييف (أ.ف.ب)

وتحدث فاديفول عن حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة المخطط لها حالياً بوصفها أداة لزيادة الضغط على بوتين، موضحاً أنها إجراءات صريحة من شأنها أن تزيد من خفض عائدات روسيا من تجارة النفط والغاز. كما دعا الوزير الدول الشريكة إلى الوفاء بالتزاماتها الطوعية بتقديم الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، وقال: «لم يتم الوفاء بكل ما وعد به».

ومع ذلك، رفض فاديفول مجدداً دعوات من دول مثل ليتوانيا لاستخدام أموال البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي في دعم أوكرانيا على نطاق أوسع بكثير من ذي قبل، وقال: «أعتقد أن تجميد هذه الأموال له بالفعل تأثير كبير»، مضيفاً أن المهم الآن هو أن يأتي بوتين إلى طاولة المفاوضات.

بدورها قصفت أوكرانيا مصفاتَي نفط في روسيا بطائرات مسيّرة ليلاً، فيما تواصل استهداف البنية التحتية للطاقة. قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن مصفاة نفط في منطقة كراسنودار ومصفاة سيزران في منطقة سامارا تعرضتا لهجوم في إطار جهود للحد من إمدادات الوقود للجيش الروسي، حسب وكالة «بلومبيرغ» للأنباء.

وأضافت الأركان العامة أن النيران اندلعت في الموقعَين. وأكدت السلطات الإقليمية في كراسنودار أنَّ حريقاً في المصفاة اندلع جراء حطام المسيَّرة المتساقط، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات، حسب وكالة «ريا نوفوستي». وتم إخماد الحريق.

وقال حاكم منطقة سامارا الروسية، فياشيسلاف فيدوريشيف، إنه جرى صد هجوم بطائرة مسيَّرة على «شركة» غير محددة في سيزران، حسب وكالة أنباء «إنترفاكس». وتبعد سيزران أكثر من 1200 كيلومتر شمال شرقي كييف.

وكثفت أوكرانيا في الآونة الأخيرة هجماتها على البنية التحتية للطاقة الروسية، بما في ذلك استهداف العديد من المصافي. وأدت الهجمات إلى تفاقم الأزمة في سوق الوقود المحلي، مما أسفر عن ارتفاع الأسعار وسط ارتفاع الطلب الموسمي. وساهمت الهجمات على خطوط الأنابيب الروسية أيضاً في تباطؤ صادرات النفط. وتسببت سلسلة من الضربات على المصافي الروسية أوائل الشهر الحالي في غلق مؤقت لنحو 13 في المائة من الطاقة النشطة في البلاد.

من جهة أخرى اغتيل النائب الأوكراني أندري باروبي، الرئيس السابق للبرلمان، بطلقات رصاص، السبت، في لفيف بغرب أوكرانيا، وفق ما أعلنت السلطات الوطنية مشيرة إلى أنها تبحث عن مطلق الرصاص.

ولا تزال ملابسات هذه الحادثة مجهولة حتّى الساعة. وأعلنت الشرطة الأوكرانية عن إطلاق نار وقّع في لفيف السبت. وقالت قوى الأمن إن الضحية وهي «شخصية عامة وسياسية معروفة جدّاً توفّيت في موقع الحادثة متأثّرة بجراحها». وأوضح الرئيس الأوكراني، في وقت لاحق، أنه النائب أندري باروبي الذي تولّى رئاسة البرلمان من 2016 إلى 2019. وندّد فولوديمير زيلينسكي بـ«جريمة قتل فظيعة»، متعهّداً فتح تحقيق للكشف عن ملابساتها. وأعلنت السلطات أنها تبحث عن مطلق النار.

رجال إنقاذ يُجرون عملية بحث داخل وحول مبنى سكني تضرر بشدة خلال هجوم روسي واسع النطاق بطائرات مُسيّرة وصواريخ على كييف (أ.ف.ب)

وكان باروبي قد شارك في المظاهرات الكبيرة التي شهدتها أوكرانيا تأييداً لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وعرفت بـ«الثورة البرتقالية» أوّلاً في 2004، ثمّ التجمّعات في ساحة ميدان سنة 2014.

كما نفت السفارة الأوكرانية في بغداد، السبت، تقارير في وسائل إعلام بأن أوكرانيا تعكف على تدريب أفراد يشاركون في أنشطة غير قانونية على أراضي العراق أو إقليم كردستان العراق. وشددت السفارة في بيان على أن أوكرانيا لا تقوم بتدريب مسلحين ولا تصنع طائرات مسيّرة للاستخدام غير القانوني خارج أراضيها. ووصف البيان التقارير بأنها «معلومات مضللة بشكل صارخ ولا تستند إلى أي أساس من الحقائق، ونعتبر نشر مثل هذه المعلومات الكاذبة محاولة لتشويه سمعة أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

أوروبا كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز) play-circle

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

قال الكرملين، اليوم (الأحد)، إن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين لم يرسل أي معلومات أو رسائل إلى الوفد الأميركي عبر مبعوثه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)

أمين عام «الناتو»: ترمب الوحيد القادر على إجبار بوتين على إبرام اتفاق سلام

أشارت تقديرات مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أن الحلف بمقدوره الاعتماد على الولايات المتحدة في حال الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: محادثات السلام في فلوريدا «بنّاءة»

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن المفاوضات الجارية في ولاية فلوريدا بهدف إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا «بنّاءة»

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)

«الإليزيه» يرحب باستعداد بوتين للتحاور مع ماكرون

رحبت الرئاسة الفرنسية، الأحد، بإعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعداده للتحاور مع نظيره إيمانويل ماكرون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ) play-circle

الكرملين ينفي علمه بـ«اجتماع ثلاثي» بين واشنطن وموسكو وكييف

قال الكرملين، الأحد، إن لقاء بين المبعوثين الأميركيين والأوكرانيين والروس «ليس قيد التحضير»، فيما تُجرى مباحثات منفصلة مع الطرفين الروسي والأوكراني في ميامي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

قال الكرملين، اليوم (الأحد)، إن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين لم يرسل أي معلومات أو رسائل إلى الوفد الأميركي عبر مبعوثه.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وفقاً لما نقلته قناة «آر تي»، إن مبعوث بوتين سيحصل خلال مفاوضات ميامي على معلومات حول اتصالات واشنطن مع الأوكرانيين والأوروبيين.

وأشار بيسكوف إلى أن مبعوث بوتين، كيريل دميترييف، سيقدم تقريراً مفصلاً للرئيس بعد مفاوضات ميامي بشأن أوكرانيا.

وأكد المتحدث أنه لا ينبغي ربط ملف التسوية في أوكرانيا بالعلاقات الثنائية الروسية - الأميركية، مشيراً إلى أن روسيا والولايات المتحدة يمكنهما إبرام مشروعات ذات منفعة متبادلة.

ووصل المبعوث الروسي للمسائل الاقتصادية كيريل دميترييف، السبت، إلى ميامي، الواقعة في ولاية فلوريدا، حيث توجد فرق أوكرانية وأوروبية للمشارَكة في المفاوضات التي يقودها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، وفق ما كشف مصدر روسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كيريل دميترييف، ‌المبعوث ‌الخاص ‌للرئيس الروسي ​فلاديمير ‌بوتين، السبت، إن روسيا والولايات المتحدة تجريان مناقشات بناءة ‌ستستمر في ‍ميامي.

وأضاف: «تسير المناقشات على ​نحو بناء. بدأت في وقت سابق وستستمر اليوم، وستستمر غداً أيضاً».


ماكرون يعلن خططاً لبناء حاملة طائرات فرنسية جديدة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره احتفالاً مع القوات الفرنسية في مدينة زايد العسكرية قرب أبوظبي (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره احتفالاً مع القوات الفرنسية في مدينة زايد العسكرية قرب أبوظبي (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يعلن خططاً لبناء حاملة طائرات فرنسية جديدة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره احتفالاً مع القوات الفرنسية في مدينة زايد العسكرية قرب أبوظبي (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حضوره احتفالاً مع القوات الفرنسية في مدينة زايد العسكرية قرب أبوظبي (أ.ف.ب)

أعطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، الضوء الأخضر لبدء بناء حاملة طائرات فرنسية جديدة، لتحل محل حاملة الطائرات «شارل ديغول»، ومن المقرر أن تدخل الخدمة عام 2038.

وقال ماكرون، خلال احتفاله بالكريسماس مع جنود الجيش الفرنسي في أبوظبي: «تماشياً مع برامج التحديث العسكرية، وبعد دراسة شاملة ودقيقة، قررت تزويد فرنسا بحاملة طائرات جديدة».

وأضاف ماكرون، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تم اتخاذ قرار الشروع بتنفيذ هذا البرنامج الضخم هذا الأسبوع».

ومن المتوقع أن يتكلف البرنامج، المعروف باسم «حاملة طائرات الجيل التالي» (بانغ)، نحو 10.25 مليار يورو (12 مليار دولار)، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت الحكومة الفرنسية إن السفينة الجديدة ستكون جاهزة للعمل بحلول عام 2038، وهو الموعد المتوقع لتقاعد حاملة الطائرات ‌«شارل ديغول». وقد بدأ ‌العمل على مكونات دفع ‌حاملة الطائرات ​الجديدة بالوقود النووي ‌العام الماضي، على أن يقدم الطلب النهائي في إطار ميزانية عام 2025.

حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» (أ.ف.ب)

وستحظى «بانغ»، التي ستكون أكبر سفينة حربية على الإطلاق في أوروبا، بأهمية كبيرة في الردع النووي الفرنسي وسعي أوروبا لتحقيق استقلال دفاعي أكبر في ظل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتردد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في دعم أمن القارة.

وأكّد ماكرون، الذي ‌روّج في الأصل لهذه الخطط عام 2020، أن هذا المشروع سيعزز القاعدة الصناعية الفرنسية، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية ​كاترين فوتران، في منشور على منصة «إكس»، إن السفينة الجديدة ستدخل الخدمة عام 2038، لتحل محل «شارل ديغول» التي دخلت الخدمة عام 2001، بعد نحو 15 عاماً من التخطيط والبناء.

واقترح بعض المشرعين الفرنسيين من الوسط واليسار المعتدل في الآونة الأخيرة تأجيل مشروع بناء حاملة طائرات جديدة بسبب ضغوط على المالية العامة للبلاد.

قدرات حاملات الطائرات الأوروبية

تُعدّ فرنسا، القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، من بين الدول الأوروبية القليلة التي تمتلك حاملة طائرات، إلى جانب بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا.

ولا تزال القدرات الأوروبية محدودة، مقارنة بأسطول الولايات المتحدة، المكون ‌من 11 حاملة طائرات، والبحرية الصينية، التي تضم 3 حاملات.


بوتين ولوكاشينكو يؤكدان متانة التعاون بين البلدين

بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)
بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)
TT

بوتين ولوكاشينكو يؤكدان متانة التعاون بين البلدين

بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)
بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الأحد، أن حكومتي روسيا وبيلاروس تعملان معاً بشكل وثيق للغاية.

وقال بوتين خلال لقائه مع لوكاشينكو: «شكراً لحضوركم (إلى سان بطرسبرغ). لقد شاهدت خطابكم مباشرة. كان خطاباً ثاقباً، كما يقال في مثل هذه الحالات، ومتوازناً وشاملاً. وقد تناول الشؤون الخارجية والداخلية على حد سواء. استمعت إليه بسرور واهتمام»، وفق ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وأضاف بوتين أن «حكومتي روسيا وبيلاروس تعملان معاً بشكل وثيق للغاية».

وأوضح بوتين: «قبل مجيئي إلى هنا إلى سان بطرسبرغ، التقيت رئيس الحكومة الروسية، وأخبرني بالتفصيل عن العمل الجاري بين حكومتي روسيا وبيلاروس».

وشكر بوتين لوكاشينكو على تقييمه الإيجابي لجودة العلاقات الروسية البيلاروسية.

من جهته، أكد لوكاشينكو أن روسيا وبيلاروس تنفذان جميع الاتفاقيات، من الدفاع إلى الاقتصاد، ولا توجد أي تساؤلات.

كما اجتمع الرئيس الروسي مع نظيره القيرغيزي صادير جاباروف، وبحثا جميع جوانب التعاون بين البلدين.

وقال بوتين، مرحباً بجاباروف: «أود أن أشكركم على مضمون عملنا خلال الزيارة الرسمية، وعلى الأجواء التي وفرتموها. والآن، لدينا الفرصة لمناقشة العلاقات الثنائية خلال فعالية اليوم»، وفق ما ذكرته وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وأضاف بوتين أنه يتوقع «نقاشاً جيداً وموضوعياً مع جميع الزملاء [في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي] بشأن تطوير الروابط التجارية والاقتصادية بشكل عام في إطار التكامل».

واختتم قائلاً: «يسعدني جداً لقاؤكم في سان بطرسبرغ».

وكان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قد أعلن في وقت سابق من اليوم، أن بوتين سيعقد لقاءات ثنائية مع الرئيس القرغيزي والرئيس البيلاروسي.

وقال بيسكوف للصحافيين: «سيسبق قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي اجتماعان ثنائيان منفصلان للرئيس، أحدهما مع الرئيس القرغيزي، والآخر مع الرئيس البيلاروسي».

وأضاف بيسكوف أنه «بعد ذلك، ستُعقد اجتماعات بصيغتين: مصغرة وموسعة، ثم سيواصل قادة الاتحاد التواصل بشكل غير رسمي».

وقال بيسكوف: «وغداً، سيعقد أيضاً اجتماع ضمن إطار رابطة الدول المستقلة». وأضاف بيسكوف أن قمم قادة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة تعقد تقليدياً كل عام، وتستمر كل قمة يومين.

وقال بيسكوف إنه على الرغم من الطابع غير الرسمي لهذه الاجتماعات، فإنها تكون جوهرية.

وأشار بيسكوف إلى أن «قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تتضمن جدول أعمال ووثائق ونقاشات جادة».

وفي يومي 21 و22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يظهر بوتين في سان بطرسبرغ التي ستستضيف الاجتماع غير الرسمي التقليدي لقادة رابطة الدول المستقلة، بالإضافة إلى اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى.