إسرائيل تتجه لفرض السيادة على الضفة وعقوبات على «السلطة»

رداً على موجة الاعتراف المتوقعة بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل

يهودي متشدد يسير بالقرب من باب العامود في البلدة القديمة بالقدس في 30 أغسطس 2025 (الصحافة الفرنسية)
يهودي متشدد يسير بالقرب من باب العامود في البلدة القديمة بالقدس في 30 أغسطس 2025 (الصحافة الفرنسية)
TT

إسرائيل تتجه لفرض السيادة على الضفة وعقوبات على «السلطة»

يهودي متشدد يسير بالقرب من باب العامود في البلدة القديمة بالقدس في 30 أغسطس 2025 (الصحافة الفرنسية)
يهودي متشدد يسير بالقرب من باب العامود في البلدة القديمة بالقدس في 30 أغسطس 2025 (الصحافة الفرنسية)

تتجه إسرائيل إلى فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تشمل فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة، واتخاذ خطوات فعلية في منطقة «إي 1»، المشروع الذي من شأنه تقسيم الضفة الغربية إلى نصفين، وإخلاء محتمل لمنطقة الخان الأحمر، ومصادرة المزيد من الأموال الفلسطينية، ودفع مشروع إمارة الخليل، في إطار الرد على موجة الاعترافات المتوقعة بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل.

وقالت هيئة البث الرسمية (كان) إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيناقش كل ذلك في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر الكابينت، الأحد، وكان فعلاً ناقش مسألة إمارة الخليل في وقت سابق يوم الجمعة.

وبحسب «كان»، فإن «من المتوقع أن تناقش الحكومة الإسرائيلية، الأحد، مسألة بسط السيادة الإسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية)».

وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش يستعرض خريطة لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية (أرشيفية - أ.ف.ب)

ودعا رئيس المجلس الإقليمي في منطقة شومرون، يوسي دغان، نتنياهو إلى دفع هذه الخطوة قدماً دون تأخير. وقال دغان في تصريح له، إن «يهودا والسامرة تشكلان خط الدفاع الأول عن دولة إسرائيل»، متسائلاً: «ماذا كان سيحصل لو أقيمت دولة إرهابية فلسطينية على بُعد دقيقتين من كفار سابا وأربع دقائق من نتانيا؟».

والخطوات الإسرائيلية الدراماتيكية المتوقعة في الضفة تشكل تحولاً خطيراً في السياسة، وإضافة إلى أنها تقضي على حلم الدولة الفلسطينية، فإنها تضعف السلطة إلى حد كبير، وتهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وتحويله إلى إمارات في جزر معزولة.

واستعداداً لكل ذلك، يستعد الجيش الإسرائيلي إلى دفع قوات احتياط إلى الضفة، خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، على خلفية الأعياد الدينية الحساسة والاستعدادات نحو الخطوات السياسية التي تتخذها دول عديدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ويتوقع جهاز الأمن الإسرائيلي مزيداً من التوتر.

جندي إسرائيلي يقف لحماية المشاركين في جولة أسبوعية للمستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

وفيما تناقش إسرائيل السيادة على الضفة، التي تشمل دفع مشروع «إي 1» قدماً وإخلاء الخان الأحمر، ناقش نتنياهو، في وقت سابق، مشروع إمارة الخليل، وخلاله يتم بحث إمكانية استبدال قادة السلطة في المنطقة بعشائر محلية وإنشاء إمارة منفصلة.

وقال قناة «آي نيوز 24» الإسرائيلية إنه «من المفترض أن يعترف هذا الكيان بإسرائيل بوصفها دولة يهودية، وينضم إلى اتفاقيات إبراهيم».

ومشروع «إي 1» حصل على الضوء الأخضر رسمياً من اللجنة العليا للتخطيط التابعة للإدارة المدنية، التابعة لوزارة الدفاع، هذا الشهر، وهو مشروع وصفه وزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بأنه تاريخي «يبدد عملياً وهم الدولتين ويرسّخ قبضة الشعب اليهودي على قلب أرض إسرائيل».

وستربط الخطة، مدينة القدس بمستوطنة معاليه أدوميم الضخمة وسط الضفة.

وكان الكنيست صوّت في 23 يوليو (تموز) الماضي على مقترح بضم الضفة.

جنود الجيش الإسرائيلي يطلقون الغاز المسيل للدموع خلال مداهمة في مدينة رام الله بالضفة الغربية في 26 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

ويشمل المشروع «إي 1» إخلاء منطقة الخان الأحمر، وهو تجمع سكاني يسكنه نحو 200 من الفلسطينيين البدو، ويقع على الأراضي المصنفة C قرب مدينة القدس.

وكانت المحكمة العليا أصدرت قراراً بعدم شرعية المباني هناك، ووافقت على أمر هدم الموقع عدة مرات. في عام 2018، أعلن نتنياهو أن الدولة ستخلي القرية، لكن أوامر الهدم لم تُنفذ حتى الآن بسبب الضغوط الدولية.

أما مشروع إمارة الخليل فيقوم على فصل المدينة عن باقي الضفة، وإقامة كيان هناك تديره العشائر الفلسطينية.

ويقف خلف المشروع وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، الذي التقى مشايخ من الخليل 12 مرة منذ فبراير (شباط) الماضي، ونقل عنهم رسالة أثارت الجدل، في وقت سابق، أنهم مستعدون للتعاون مع إسرائيل.

وأصدر محافظ الخليل خالد دودين، بياناً، السبت، قال فيه: «إن من يراهن على العشائر لتكريس الاحتلال واهم؛ لأن الخليل بأهلها وعشائرها وفصائلها ركن أصيل في المشروع الوطني ولا يمكن فصلها عنه».

ودعا المحافظ دودين العائلات والمجالس للتصدي لمحاولات الزج بأسمائها في هذه المؤامرة. وأهاب بأبناء المحافظة لنبذ الخلافات وتحصين الجبهة الداخلية.

وكان مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية قال لـ«الشرق الأوسط» إن لا أحد يجرؤ على التعاون مع إسرائيل علناً ضد الدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمشروع الوطني، مؤكداً أن السلطة ستتصدى لمن تسول له نفسه بقبضة حديدية.

منع التأشيرات الأميركية

والخطوات الإسرائيلية ضد السلطة تأتي بعد قرار أميركي بسحب تأشيرات دخول أراضي الولايات المتحدة من أعضاء البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، عشية انعقاد الجمعية العامة في نيويورك، الشهر المقبل، وشمل القرار، بحسب وسائل إعلام أميركية، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

جنود إسرائيليون في الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه عدة دول، بينها أستراليا وكندا ونيوزيلندا وفنلندا ولوكسمبورغ والبرتغال وسان مارينو، للإعلان عن اعترافها بدولة فلسطينية خلال المؤتمر الذي دعت إليه فرنسا والسعودية في مقر الأمم المتحدة، الشهر المقبل. وكانت دول أوروبية أخرى، منها إسبانيا وآيرلندا ومالطا والنرويج، قد أعلنت سابقاً مواقف مشابهة.

ورد الفلسطينيون بإدانة القرار الأميركي، ودعا مكتب عباس الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها، والسماح للوفد بالوصول إلى نيويورك.

وأجرى نائب رئيس دولة فلسطين، حسين الشيخ، السبت، سلسلة اتصالات مكثفة مع الإدارة الأميركية والمملكة العربية السعودية وفرنسا وبريطانيا ومصر والأردن والأمم المتحدة؛ لبحث قرار الإدارة الأميركية بعدم منح الوفد الفلسطيني تأشيرات دخول إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، «والذي يتعارض مع القانون الدولي»، و«اتفاقية المقر»، خاصة أن دولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة، والعمل على إعادة النظر والتراجع عن قرارها، خاصة أن دولة فلسطين أكدت التزامها بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وجميع التزاماتها تجاه السلام، كما ورد في رسالة الرئيس محمود عباس إلى جميع رؤساء العالم، بمن فيهم الرئيس دونالد ترمب.

وقال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» إن السلطة ستنتظر نتائج الاتصالات والضغوط، وتأمل بتراجع الولايات المتحدة عن قرارها أو أنها ستبحث البدائل.

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن القرار الأميركي تسبب بموجة غضب في الدول الأوروبية، التي كان بعضها يعتزم العمل على الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر المقبل. وانتقد وزراء خارجية القارة، الذين وصلوا، السبت، لحضور مؤتمر كوبنهاغن، هذا القرار.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بانتقادٍ لاذع: «لا يُمكن إخضاع الجمعية العامة لقيودٍ». وأضاف: «مقر الأمم المتحدة مكانٌ حيادي، مكانٌ للسلام. ولا يُمكن للجمعية العامة تقبّل أي قيود». ووصف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألفاريز الخطوة الأميركية بأنها «غير مقبولة». وقال الوزير الآيرلندي سيمون هاريس إن على الاتحاد الأوروبي الاحتجاج على القرار «بأشدّ الطرق الممكنة».

كما أدان وزير خارجية لوكسمبورغ هذه الخطوة. وصرح قائلاً: «لا يمكن أن نكون رهائن»، واقترح تنظيم جلسة خاصة للجمعية العامة في جنيف لضمان مشاركة الممثلين الفلسطينيين، كما حدث سابقاً. وصرح للصحافيين في كوبنهاغن: «يجب أن نتمكن من النقاش معاً، ولا يمكننا ببساطة القول إننا نستبعد الفلسطينيين من الحوار».

كما تحدث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتعبير عن دعمه. وكتب على حسابه على «إكس»: «هذا ليس عدلاً».

وفي عام 1988، رفضت الولايات المتحدة منح تأشيرة دخول للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. فانعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك العام في جنيف بدلاً من نيويورك ليتمكن من الحضور. وكانت الأمم المتحدة قد قضت سابقاً بأنه لا يحق للولايات المتحدة منع الشخصيات الأجنبية من زيارة مقر الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

ملعب يعدّ متنفساً لأطفال مخيم بالضفة الغربية يهدده قرار هدم إسرائيلي

المشرق العربي أطفال مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين يتدربون على كرة القدم في ملعب صغير ملاصق لجدار الفصل بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

ملعب يعدّ متنفساً لأطفال مخيم بالضفة الغربية يهدده قرار هدم إسرائيلي

في ملعب صغير ملاصق لجدار الفصل بالضفة الغربية المحتلة، كان أطفال مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين يتدربون على كرة القدم غير مكترثين بالإسمنت الشاهق.

«الشرق الأوسط» (مخيم عايدة)
المشرق العربي فلسطينيون يجمعون ممتلكاتهم قبل عمليات هدم المنازل المخطط لها من قبل الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس للاجئين في مدينة طولكرم بالضفة الغربية 17 ديسمبر 2025 (أ.ب)

سكان مخيم نور شمس جمعوا صوراً وألعاباً وأثاثاً قبل هدم إسرائيل منازلهم

عاد العشرات من سكان مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية المحتلة بعد تهجيرهم منه قسراً، لاستعادة متعلّقاتهم الشخصية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
الخليج شددت منظمة التعاون الإسلامي على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين (واس)

تحذير إسلامي من خطورة استمرار جرائم إسرائيل في الضفة

شددت منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، على رفضها وإدانتها لأي محاولات لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي عناصر من الجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب) play-circle

حملة اعتقالات ومداهمات إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية

شن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

«الشرق الأوسط» (رام الله) نظير مجلي (تل أبيب)
الخليج جندي إسرائيلي يقف لحماية المشاركين في جولة أسبوعية للمستوطنين في الخليل بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

السعودية تُدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة العربية السعودية ومصادقتها القاطعة لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي القاضي ببناء 19 وحدة استيطانية جديدة في الضفة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تدعو إلى ضبط النفس في غزة

ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ)
ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ)
TT

الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تدعو إلى ضبط النفس في غزة

ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ)
ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ)

حضّت الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، السبت، الطرفين المعنيين بوقف إطلاق النار في غزة على الوفاء بالتزاماتهما وممارسة ضبط النفس، وفق ما أفاد الموفد الأميركي ستيف ويتكوف بعد محادثات في ميامي.

واجتمع مسؤولون من الدول الثلاث مع ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب، لمراجعة المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وجاء في بيان نشره ويتكوف على منصة «إكس»: «نؤكد مجدداً التزامنا الكامل بخطة السلام المكونة من 20 نقطة التي وضعها الرئيس، وندعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها، وممارسة ضبط النفس، والتعاون مع ترتيبات المراقبة».

وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل ستة أشخاص، الجمعة، جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد الملاجئ. وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين سقطوا بنيران إسرائيلية منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ إلى 400.

كما اتهمت إسرائيل «حماس» مراراً بانتهاك الهدنة؛ إذ أفاد الجيش بمقتل ثلاثة من جنوده في القطاع الفلسطيني منذ أكتوبر.

وأشار بيان، السبت، إلى التقدم المحرز في المرحلة الأولى من اتفاق السلام، بما في ذلك توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وإعادة جثث الرهائن، والانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية، وتراجع الأعمال العدائية.

ودعت الدول الأربع إلى «إنشاء وتفعيل» إدارة انتقالية «على المدى القريب»، وهي خطوة تنص عليها المرحلة الثانية من الاتفاق، لافتة النظر إلى أن المشاورات ستستمر في الأسابيع المقبلة بشأن تنفيذها.

وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة، وأن تتولى سلطة مؤقتة إدارة القطاع الفلسطيني بدلاً من حركة «حماس»، وأن يتم نشر قوة استقرار دولية.

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعرب، الجمعة، عن أمله في أن تسهم دول في قوة الاستقرار، لكنه حضّ أيضاً على نزع سلاح «حماس»، مشدداً على أن هذه الخطوة حاسمة لإنجاح خطة السلام.


مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه قتل فلسطينيين اثنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، قائلاً إن أحدهما ألقى حجراً والآخر «مادة متفجرة» باتجاه الجنود.

وفي بلدة قباطية، جنوب جنين، توفي الفتى ريان أبو معلا البالغ 16 عاماً «متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي»، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، نقلاً عن وزارة الصحة.

في وقت سابق، أفادت الوكالة بأن القوات الإسرائيلية دهمت البلدة وانتشرت في أرجائها.

من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن عملية في قباطية، حيث «ألقى إرهابي حجراً باتجاه الجنود، الذين ردّوا بإطلاق النار والقضاء على الإرهابي».

وتابع الجيش أنه «بشكل متزامن»، وفي عملية أخرى في منطقة السيلة الحارثية غرب جنين، «ألقى إرهابي مادة متفجرة باتجاه الجنود الذين ردوا بإطلاق النار والقضاء على الإرهابي».

جنود إسرائيليون يتمركزون خلال مداهمة عسكرية في مخيم الأمعري قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وأفادت وكالة «وفا» بأن الشاب أحمد سائد زيود البالغ 22 عاماً «استُشهد إثر إصابته برصاص الاحتلال في صدره».

وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أنه «لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بين الجنود في كلتا الحادثتين».

تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967. وتصاعد العنف في المنطقة منذ بداية حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل.

ولم يتراجع منسوب العنف رغم الهدنة الهشة السارية في قطاع غزة منذ العاشر من أكتوبر الماضي.

منذ بدء حرب غزة، قُتل أكثر من ألف فلسطيني، بعضهم من المقاتلين، في الضفة الغربية على أيدي جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقا ًلإحصاءات «وكالة الصحافة الفرنسية» المستندة إلى بيانات من السلطة الفلسطينية.

وفي الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 44 إسرائيلياً، بينهم مدنيون وجنود، في هجمات فلسطينية أو خلال غارات عسكرية إسرائيلية، وفقاً للبيانات الإسرائيلية الرسمية.


الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لحظة تفجير أنفاق لـ«حماس» بجنوب غزة

جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق (أرشيفية - رويترز)
جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لحظة تفجير أنفاق لـ«حماس» بجنوب غزة

جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق (أرشيفية - رويترز)
جندي إسرائيلي داخل أحد الأنفاق (أرشيفية - رويترز)

نشر الجيش الإسرائيلي، السبت، لقطات تُظهر تفجير وهدم أنفاق تابعة لحركة «حماس» الفلسطينية في الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر بمنطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

ووفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، يأتي نشر هذه اللقطات بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي استبدال لواء «كفير» باللواء المدرع 188 في المنطقة.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته قامت خلال الأشهر القليلة الماضية بـ«هدم» مئات من «البنى التحتية الإرهابية» في خان يونس، بما في ذلك نفق بطول كيلومترين ونفق آخر يمتد مئات الأمتار.

وباتت أنفاق «حماس» في غزة تتصدر مشهد صورة اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، في ظل إصرار إسرائيل على تدميرها بالكامل.