«حزب الله» يحاول امتصاص نقمة محازبيه بـ110 ملايين دولار لإيواء مهجّري الحرب

بعد تخلفه لأشهر عن دفع التعويضات... وتوقف عمليات الترميم

جندي في «اليونيفيل» على متن آلية عسكرية تعبر بين المنازل المدمرة في بلدة كفر كلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
جندي في «اليونيفيل» على متن آلية عسكرية تعبر بين المنازل المدمرة في بلدة كفر كلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يحاول امتصاص نقمة محازبيه بـ110 ملايين دولار لإيواء مهجّري الحرب

جندي في «اليونيفيل» على متن آلية عسكرية تعبر بين المنازل المدمرة في بلدة كفر كلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
جندي في «اليونيفيل» على متن آلية عسكرية تعبر بين المنازل المدمرة في بلدة كفر كلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

يسعى «حزب الله» لامتصاص النقمة الشعبية داخل بيئته المتضررة من الحرب الأخيرة، بالعودة لضخ الأموال التي جمدها منذ أشهر جراء الضائقة المالية التي يعاني منها. ويستعد الحزب لدفع مبلغ قدره 110 ملايين دولار قبل نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل كبدل إيواء لمدة عام كامل لمن دُمرت منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وخصوصاً أولئك الذين تهجروا من المناطق الجنوبية الحدودية التي تم تدميرها بالكامل، ولا تزال مواقع فيها محتلة.

ونفت مصادر قريبة من الحزب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تكون القيادة قررت إطلاق عملية إعادة الإعمار، وتخصيص مبلغ أولي قدره مليار دولار لذلك، داحضة ما روجت له وسائل إعلام قريبة من الحزب عن استعداده عبر مؤسساته وتشكيلاته المعنية مثل «جهاد البناء» و«وعد» لتمويل عملية إعادة الإعمار في الضاحية الجنوبية والمناطق المتضرّرة بالحرب باستثناء شريط القرى الحدودية، بقيمة مليار دولار في المرحلة الأولى، تليها مرحلتان بقيمة مليار دولار لكل منهما، واستكمال الترميم المقدّر بنحو نصف مليار دولار، بالإضافة إلى استمرار تمويل الإيواء للمهجّرين.

الكرة في ملعب الحكومة

وإذ أكدت المصادر استعداد الحزب لتأمين المبالغ المطلوبة كبدل إيجار للعائلات التي دُمرت منازلها، أشارت إلى أنه لا يزال يرمي كرة إعادة الإعمار في ملعب الحكومة التي يُفترض أن تطلق هي هذه العملية، لافتة إلى أنه «قد يكون قد اختلط على البعض الأمر؛ إذ إن الحزب شارك في إعداد دراسات بطلب من الحكومة لتحديد الخسائر والمناطق والمباني المدمرة، ولكنه ليس راهناً بوارد أن يتولى هذه العملية».

لقطة عامة للدمار الواسع في بلدة كفر كلا الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

ويؤكد عدد من المتضررين الذين دُمرت منازلهم أنهم لم يبلَّغوا من الحزب بأي شيء مرتبط بإعادة الإعمار، وأنهم سمعوا بذلك عبر وسائل الإعلام.

المبالغ المدفوعة والمطلوبة

ويلخص الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، ما تم إنجازه حتى الساعة في عملية رفع الأنقاض والإعمار سواء من قبل الدولة اللبنانية أو «حزب الله»، لافتاً إلى أن «الدولة قامت برفع الأنقاض من الجنوب والبقاع الغربي عبر مجلس الجنوب، ومن باقي مناطق البقاع عبر الهيئة العليا للإغاثة، ومن الضاحية الجنوبية عبر اتحاد بلديات الضاحية ضمن مشروع متواصل»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أما (حزب الله) فدفع المبالغ المترتبة لإصلاح الأضرار البسيطة لغاية 10 آلاف دولار أميركي، وتقدر المبالغ التي دفعها الحزب بحدود 300 مليون دولار لإنجاز هذه العملية، إضافة إلى دفعه مبلغاً قدره 800 مليون دولار كبدل إيواء، يلحظ بدل أثاث وإيجار لمدة سنة لمن دُمرت منازلهم كلياً».

ويوضح شمس الدين أنه «يُفترض أن يؤمّن الحزب قبل نهاية نوفمبر مبلغاً قدره 110 ملايين دولار بدلاً جديداً للإيواء، يلحظ هذه المرة الإيجارات حصراً؛ ما يؤدي لتأجيل مشكلة إعادة الإعمار عاماً إضافياً»، لافتاً إلى أنه «كان قد دفع العام الماضي بدل إيواء للعائلة الواحدة التي دُمّر منزلها يتراوح بين 12 و14 ألف دولار، منها 8 آلاف دولار بدل أثاث و6 آلاف دولار بدل إيجار (بمعدل 500 دولار شهرياً)».

ويشير شمس الدين إلى أن «إعادة إعمار الوحدات السكنية المنهارة كلياً والمقدرة بـ53 ألف وحدة سكنية في الضاحية والجنوب والبقاع، تحتاج مبلغاً يقدر بـ8 مليارات دولار».

آلية عسكرية لـ«اليونيفيل» تسير قرب منازل مدمرة في كفر كلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

ووقّع وزير المالية ياسين جابر مع المدير الإقليمي للبنك الدولي جان كريستوف كاريه، مؤخراً، قرضاً مقدماً من البنك بقيمة 250 مليون دولار، مخصصاً لإعادة إعمار البنى التحتية في المناطق التي تضررت جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. ويترقب لبنان أن ينعقد في باريس في الأسابيع المقبلة مؤتمر للدول المانحة لإطلاق عملية إعادة الإعمار بعد تأمين مساعدات يأمل أن تغطي ولو جزءاً من الأموال المطلوبة.

وصول الأموال ليس مستحيلاً

ويشير سياسي شيعي معارض لـ«حزب الله» إلى أن «الأسئلة في بيئة (حزب الله) حول إعادة الإعمار وترميم ما تبقى من منشآت وبيوت، باتت أكثر إلحاحاً، في ظل مخاوف لدى المتضررين من طي صفحة الإعمار، لا سيما مع تخلف (حزب الله) عن دفع الأموال المتبقية والمؤجلة المتصلة بإعادة الترميم، والتي يجري تأجيل استحقاقها من وقت لآخر»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «في مقابل ما يتردد عن تضييق منافذ دخول الأموال لـ(حزب الله)، هناك مقولات من محيط (حزب الله) بأن وصول الأموال ليس مستحيلاً، وهناك وسائل شتى لن يعدمها الحزب، براً عبر عصابات منظمة، أو عبر العملات الرقمية، أو من خلال وسطاء من شبكات صرافين وتجار، وسوى ذلك مما يعرفه خبراء المال».

رسالة مزدوجة

من جهته، يعتبر الناشط السياسي المعارض لـ«حزب الله» جاد الأخوي، أن «الدعم الإيراني المالي لا يزال يشكّل رافعة أساسية للحزب، وإن كان يمرّ اليوم بطرق ملتوية لا يمكن رصدها بسهولة، أضف أنه يعتمد على تبرعات ومساهمات رجال أعمال لبنانيين في الداخل والخارج، ممن يجدون في استمرار حضوره ضمانة سياسية أو حماية اجتماعية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «إلى جانب ذلك، يدير الحزب شبكة من الاستثمارات والأصول الاقتصادية، بعضها ظاهر في مؤسساته الاجتماعية والتربوية والصحية، وبعضها الآخر يعمل في إطار الاقتصاد غير الرسمي؛ ما يوفّر له قدرة على تسييل موارد كبيرة عند الحاجة».

ولا يستبعد الأخوي أن يكون ما تروج له وسائل الإعلام القريبة من الحزب عن رصد مليار دولار لإعادة الإعمار هدفه «محاولة استنهاض جمهوره قبل أي تحركات مرتقبة، أو قبيل الانتخابات النيابية المقبلة». ويضيف: «كذلك، فإن التوقيت بحدّ ذاته يحمل رسالة مزدوجة؛ فمن جهة، هو موجّه إلى الداخل الشيعي لتثبيت الولاء وتجديد الثقة بالحزب في لحظة مفصلية قد تشهد تحركات في الشارع وتوترات أمنية. ومن جهة أخرى، هو رسالة إلى الخصوم بأنّ العقوبات الدولية لم تفلح في شلّ قدرة الحزب المالية والتنظيمية، وأنه ما زال قادراً على ضخّ مبالغ ضخمة في مشاريع إنمائية».


مقالات ذات صلة

الحكومة اللبنانية تقرّ مشروع قانون «استرداد الودائع» رغم الاعتراضات

المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (رويترز)

الحكومة اللبنانية تقرّ مشروع قانون «استرداد الودائع» رغم الاعتراضات

أقرت الحكومة اللبنانية، الجمعة، مشروع قانون استرداد الودائع المالية المجمدة في المصارف منذ عام 2019، وسط انقسام بالتصويت داخل مجلس الوزراء

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دورية للجيش اللبناني قرب كنيسة متضررة جراء الحرب في بلدة الخيام بجنوب لبنان صباح عيد الميلاد الخميس (إ.ب.أ)

المؤسسة الدينية الشيعية تُهاجم الحكومة اللبنانية بسبب «حصرية السلاح»

استبقت المؤسسة الدينية الشيعية في لبنان، انطلاق المرحلة الثانية من خطة «حصرية السلاح» بيد القوى الرسمية اللبنانية، بهجوم عنيف على الحكومة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر من «يونيفيل» يقدمون الرعاية الصحية لمواطنة في جنوب لبنان (يونيفيل)

العيادات النقالة... خيار سكان جنوب لبنان للحصول على رعاية طبية

يلجأ غالبية سكان قرى الحافة الأمامية والخلفية، لخيار العيادات الطبية النقالة للحصول على الرعاية الطبية، خياراً «أكثر أماناً وأقل تكلفة»

حنان حمدان (بيروت)
خاص لقطة عامة تظهر الدمار اللاحق بكنيسة سان جورج في بلدة يارون الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

خاص كيف ترهب إسرائيل العائدين إلى القرى الحدودية اللبنانية؟

يقول أبناء المنطقة الحدودية اللبنانية إن القصف العشوائي الإسرائيلي يُدار بمنطق تكريس بيئة خوف تهدف إلى تعطيل الحياة اليومية ومنع تثبيت أي عودة طبيعية للسكان

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص ناخبة تدلي بصوتها في منطقة الشوف في الانتخابات المحلية الأخيرة في مايو 2024 (أرشيفية - إ.ب.أ)

خاص الانتخابات النيابية اللبنانية قائمة... وتأجيلها تقني «إن حصل»

الترويج للتمديد بدأ يأخذ طريقه إلى العلن، بتبادل الاتهامات بين بري وخصومه، مع أن مصادر محسوبة على «الثنائي الشيعي» تستغرب إلصاق تهمة التمديد برئيس البرلمان.

محمد شقير (بيروت)

مستشفى العودة في غزة يعلّق معظم خدماته بسبب نقص الوقود

مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مستشفى العودة في غزة يعلّق معظم خدماته بسبب نقص الوقود

مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن مستشفى العودة في النصيرات وسط قطاع غزة تعليق معظم خدماته «مؤقتاً» بسبب نقص الوقود، مع الإبقاء على الخدمات الأساسية فقط، مثل قسم الطوارئ.

وقال مدير البرامج في جمعية العودة الصحية والمجتمعية، التي تدير المستشفى، أحمد مهنا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «معظم الخدمات معلقة مؤقتاً بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات».

وأضاف: «يتواصل تقديم الخدمات الحيوية فقط، أي أقسام الطوارئ والولادة والأطفال»، مشيراً إلى أنّ إدارة المستشفى اضطرت لاستئجار مولد كهربائي لضمان تقديم حد أدنى من الخدمات.

وأوضح أنّ المستشفى يستهلك عادة يومياً ما بين ألف إلى 1200 لتر من الديزل، إلا أنّ المخزون الحالي لا يتجاوز 800 فقط، وهي كمية غير كافية لاستمرار تشغيل مختلف الأقسام.

وحذّر من أن «استمرار أزمة الوقود يهدد بشكل مباشر قدرة المستشفى على تقديم خدماته الأساسية».

بعد عدة أيام من الألم، قررت ختام عيادة (30 عاماً) أخيراً الذهاب إلى مستشفى العودة.

وقالت المرأة النازحة في النصيرات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن العاملين في المستشفى أعلموها بعدم وجود كهرباء لإجراء الأشعة السينية، وأنهم لا يستطيعون الاعتناء بها.

وأوضحت أنهم أعطوها مسكناً للألم، وقالوا لها إنه إذا لم تتحسن حالتها، يجب أن تذهب إلى مستشفى آخر.

وفي مساء ذلك اليوم، اشتد بها الألم، فذهبت إلى مركز طبي آخر حيث تم تشخيص إصابتها بحصى المرارة.

وأبدت المرأة حسرتها لغياب أبسط الخدمات الطبية في القطاع المنكوب.

ولا يزال القطاع يواجه أزمة إنسانية حادة، رغم الهدنة السارية منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد نحو عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس».

ومع أنّ اتفاق وقف إطلاق النار ينصّ على دخول 600 شاحنة يومياً، فإن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع حاملة مساعدات إنسانية يراوح بين 100 إلى 300 فقط، وفق منظمات غير حكومية والأمم المتحدة.


تقارير: إصابات جراء استهداف دورية للضبطية الجمركية على طريق حلب في سوريا

عناصر من الشرطة السورية خلال عملية أمنية ضد خلية لـ«داعش» في حلب (الداخلية السورية)
عناصر من الشرطة السورية خلال عملية أمنية ضد خلية لـ«داعش» في حلب (الداخلية السورية)
TT

تقارير: إصابات جراء استهداف دورية للضبطية الجمركية على طريق حلب في سوريا

عناصر من الشرطة السورية خلال عملية أمنية ضد خلية لـ«داعش» في حلب (الداخلية السورية)
عناصر من الشرطة السورية خلال عملية أمنية ضد خلية لـ«داعش» في حلب (الداخلية السورية)

قال التلفزيون السوري، اليوم (الجمعة)، إن هجوماً نفّذه مجهولون استهدف دورية للضبطية الجمركية على طريق حلب - الرقة، ما أدى لإصابة عدد من أفرادها.

وكان قائد الأمن الداخلي في محافظة حلب السورية، محمد عبد الغني، أعلن، الخميس، أن قواته نفّذت، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، عملية نوعية في المحافظة استهدفت «وكراً لخلية إرهابية تابعة لتنظيم (داعش) بعد متابعة دقيقة لعناصرها خلال الفترة الماضية».

وقال عبد الغني إن العملية أسفرت عن تفكيك الخلية بالكامل، وإلقاء القبض على 3 من أفرادها، وضبط أسلحة وذخائر ومواد معدة لاستخدامها في أعمال «إرهابية» تستهدف زعزعة أمن المواطنين واستقرار المحافظة.

من جانبه، قال وزير الداخلية السوري أنس خطاب إن قوات الوزارة تمكنت «عبر تكتيك محكم وتنسيق عالٍ» مع جهاز الاستخبارات العامة والشركاء الدوليين، من اعتقال قيادي في تنظيم «داعش» و«تحييد» آخر خلال أقل من 24 ساعة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن بيان لوزارة الداخلية قولها إن القيادي بـ«داعش»، ويدعى محمد شحادة، «كان يشكل خطراً مباشراً على أمن المنطقة وسلامة أهلها».

وقال مصدر في وزارة الداخلية السورية للتلفزيون الرسمي، الأربعاء، إن عملية أمنية أسفرت عن إلقاء القبض على ما يُسمى «والي دمشق» في «داعش».


مقتل إسرائيليين طعناً ودهساً على يد فلسطيني

رجال شرطة يتفقدون المكان الذي قام فيه الفلسطيني بدهس وقتل إسرائيلية في عفولة الجمعة (أ.ب)
رجال شرطة يتفقدون المكان الذي قام فيه الفلسطيني بدهس وقتل إسرائيلية في عفولة الجمعة (أ.ب)
TT

مقتل إسرائيليين طعناً ودهساً على يد فلسطيني

رجال شرطة يتفقدون المكان الذي قام فيه الفلسطيني بدهس وقتل إسرائيلية في عفولة الجمعة (أ.ب)
رجال شرطة يتفقدون المكان الذي قام فيه الفلسطيني بدهس وقتل إسرائيلية في عفولة الجمعة (أ.ب)

قُتل إسرائيليان، وأصيب آخران، الجمعة، إثر هجوم مزدوج نفذه فلسطيني من سكان جنين، في مدينة بيسان قرب العفولة شمال إسرائيل.

فقد تعرض رجل يبلغ 68 عاماً للدهس في بيسان، فيما تعرضت شابة تبلغ 19 عاماً للدهس والطعن على طريق 71 قرب كيبوتس عين حارود، شمال إسرائيل، وتوفيت متأثرة بجراحها. كما أصيب شاب يبلغ 16 عاماً بجروح طفيفة في بيسان وتم تقديم العلاج له.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن التحقيقات أظهرت أن المنفذ وهو فلسطيني من بلدة قباطية قضاء جنين شمالي الضفة الغربية، وأنه دخل إلى إسرائيل بشكل غير قانوني، مشيرة إلى أن التحقيقات في الحدث مستمرة، وأن المؤشرات الأولية تظهر أنه تصرف بمفرده، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن المنفذ يدعى أحمد أبو الرب (34 عاماً) وكان يعمل من دون تصريح، واستخدم مركبة صاحب العمل الذي يعمل لديه لتنفيذ الهجوم، مشيرة إلى أنه أصيب بجروح متوسطة بعد تحييده قرب العفولة، ونُقل للعلاج.

وعقب الهجوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن حكومته ستواصل العمل لإحباط كل من يسعى إلى الإضرار بمواطنيها. مضيفاً: «نواجه من حين لآخر أعمالاً دموية رغم تنفيذ عمليات عدة لإحباط الإرهاب خلال العام الماضي».

رجال شرطة يتفقدون المكان الذي قام فيه الفلسطيني بدهس وقتل إسرائيلية في عفولة الجمعة (رويترز)

بينما أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لقواته بالتحرك بسرعة وبقوة ضد قرية قباطية، محذراً من أن أي شخص يدعم العمليات المسلحة سيواجه «العقوبة القصوى».

ودعا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى تسليح مزيد من الإسرائيليين، للتصدي لمثل هذه الهجمات، داعياً الإسرائيليين للاستفادة من التسهيلات التي تقدم لهم من أجل الحصول على رخصة سلاح.

وعلى إثر الهجوم، رفعت القوات الإسرائيلية على طول خط التماس مع الضفة الغربية، وكذلك داخل إسرائيل، حالة التأهب القصوى، فيما رحّبت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في بيانات منفصلة، بالهجوم المزدوج. وقالتا إنه رد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين.