انتهاء الإعفاء الجمركي للطرود الصغيرة يربك سلاسل التوريد ويرفع التكاليف

المستهلكون والشركات يتحملون الأعباء

عامل بريد في هونغ كونغ يعالج طروداً متجهة للولايات المتحدة بعد قيود التعرفة الجديدة يوم 2 مايو 2025 (رويترز)
عامل بريد في هونغ كونغ يعالج طروداً متجهة للولايات المتحدة بعد قيود التعرفة الجديدة يوم 2 مايو 2025 (رويترز)
TT

انتهاء الإعفاء الجمركي للطرود الصغيرة يربك سلاسل التوريد ويرفع التكاليف

عامل بريد في هونغ كونغ يعالج طروداً متجهة للولايات المتحدة بعد قيود التعرفة الجديدة يوم 2 مايو 2025 (رويترز)
عامل بريد في هونغ كونغ يعالج طروداً متجهة للولايات المتحدة بعد قيود التعرفة الجديدة يوم 2 مايو 2025 (رويترز)

انتهت يوم الجمعة الإعفاءات الجمركية الأميركية على الطرود البريدية الصغيرة التي تقل قيمتها عن 800 دولار، ما أدى إلى ارتفاع التكاليف واضطراب نماذج سلاسل التوريد لشركات التجارة الإلكترونية والمشاريع الصغيرة التي تعتمد على المنصات الرقمية، إضافة إلى المستهلكين.

فقد بدأت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية في تحصيل الرسوم الجمركية المعتادة على جميع الطرود المستوردة من الخارج، بغض النظر عن قيمتها أو بلد منشئها أو وسيلة نقلها، اعتباراً من الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي (04:01 بتوقيت غرينيتش) يوم الجمعة. كما أتاحت خياراً برسوم ثابتة تتراوح بين 80 و200 دولار لكل طرد يتم شحنه عبر الوكالات البريدية الأجنبية، وذلك لمدة 6 أشهر فقط، وفق «رويترز».

ويمثل هذا الإجراء توسيعاً لقرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب في مايو (أيار) بإلغاء الإعفاءات الجمركية عن الطرود المقبلة من الصين وهونغ كونغ، في إطار مساعٍ لوقف دخول الفنتانيل والمواد الأولية الخاصة به إلى الولايات المتحدة.

وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون التجارة، بيتر نافارو، للصحافيين، يوم الخميس، إن إنهاء ما وصفه بـ«الثغرة القاتلة» في الإعفاء الجمركي سيساهم في إنقاذ آلاف الأرواح عبر تقييد تدفق المخدرات والمواد المحظورة، كما سيضيف ما يصل إلى 10 مليارات دولار سنوياً إلى عائدات الخزانة الأميركية.

وأكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة أن القرار دائم، مشدداً على أن أي محاولة لإعادة العمل بالإعفاءات مع شركاء تجاريين موثوقين ستكون «ميّتة منذ البداية».

ويعود تاريخ الإعفاء الجمركي إلى عام 1938 حين كان الحد الأقصى 5 دولارات على الهدايا المستوردة، ثم ارتفع من 200 دولار إلى 800 دولار في عام 2015 لدعم نمو الشركات الصغيرة في التجارة الإلكترونية. لكن بعد أن رفع ترمب الرسوم الجمركية على السلع الصينية خلال ولايته الأولى، تضاعفت الشحنات المباشرة من الصين، وهو ما عزز نماذج عمل جديدة لشركات مثل «شي إن» و«تيمو».

أيقونات تطبيقي «شي إن» و«تيمو» في رسم توضيحي (رويترز)

واعتبر «التحالف الوطني لمنظمات النسيج» القرار انتصاراً تاريخياً للصناعة الأميركية، بعد إغلاق ثغرة سمحت لشركات الأزياء السريعة الأجنبية بتجنب الرسوم الجمركية واستيراد منتجات يُشتبه بأنها صُنعت أحياناً بعمالة قسرية، ما ألحق الضرر بالوظائف المحلية.

ووفق تقديرات هيئة الجمارك الأميركية، ارتفع عدد الطرود التي استفادت من الإعفاء الجمركي نحو عشرة أضعاف، من 139 مليون طرد في السنة المالية 2015 إلى 1.36 مليار طرد في السنة المالية 2024، بمعدل يقارب 4 ملايين طرد يومياً.

تكاليف أعلى وإجراءات أكثر

ويرى محللون أن إنهاء الإعفاء الجمركي سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع المباعة عبر منصات التجارة الإلكترونية، إذ ستصبح خاضعة للرسوم الجمركية بعد أن كانت معفاة سابقاً. ومن المتوقع أن يضع هذا الإجراء تلك الشركات في مستوى تكلفة مماثل لمتاجر كبرى مثل «وولمارت»، التي تستورد بكميات كبيرة خاضعة أصلاً للتعرفة الجمركية. كما سيؤثر القرار على التجارة عبر المنصات بين الأفراد مثل «إيباي» و«إيتسي» التي يعتمد عليها أصحاب المشاريع الصغيرة لبيع المنتجات المستعملة أو اليدوية أو القديمة.

وقالت الإدارة إن الجمارك الأميركية جمعت أكثر من 492 مليون دولار إضافية من الرسوم المفروضة على الطرود المقبلة من الصين وهونغ كونغ منذ إلغاء الإعفاءات في الثاني من مايو.

وسيُطبق نظام الرسوم الكاملة على جميع الطرود المرسلة عبر شركات النقل السريع مثل «فيديكس» و«يو بي إس» و«دي إتش إل»، نظراً لقدرتها الأفضل على تحصيل الرسوم ومعالجة البيانات الجمركية مقارنة بالوكالات البريدية التقليدية.

وبموجب النظام الجديد، يمكن للوكالات البريدية الأجنبية اختيار تحصيل الرسوم بناءً على قيمة محتويات الطرد أو اعتماد الرسوم الثابتة وفق نسب التعريفة الجمركية الأميركية: 80 دولاراً للطرد من دول تخضع لتعريفة أقل من 16 في المائة مثل بريطانيا والاتحاد الأوروبي، 160 دولاراً للطرد من دول تتراوح تعريفتها بين 16 في المائة و25 في المائة مثل إندونيسيا وفيتنام، و200 دولار للطرد من دول تزيد تعريفتها على 25 في المائة مثل البرازيل وكندا والصين والهند.

لكن بحلول 28 فبراير (شباط) 2026، ستُلزم جميع الوكالات البريدية الأجنبية بالانتقال إلى نظام التحصيل الكامل «ad valorem» بحسب قيمة الشحنات. وأوضح أحد المسؤولين أن بعض خدمات البريد الأجنبية علّقت بالفعل إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة، غير أن الإدارة تعمل مع شركائها الدوليين ومع خدمة البريد الأميركية لتقليل حجم الاضطرابات.

وفي أوروبا، بدأت مجموعات بريدية مثل «دي إتش إل» الألمانية و«بوستن برينغ» النرويجية البحث عن حلول للتعامل مع الرسوم الجديدة وزيادة الأعباء الإدارية. فقد أوقفت «دي إتش إل» شحن الطرود القياسية للشركات، فيما علّقت «بوستن برينغ» الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار.

سفينة شحن وحاويات في ميناء ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو بالصين (رويترز)

وقالت «بوستن برينغ» إنها تعمل مع شركات بريدية أخرى في أوروبا والعالم لإيجاد حل لتحصيل الرسوم الجمركية على الطرود. أما البريد الملكي البريطاني فقد استأنف الشحن يوم الخميس، موضحاً أن العملاء بات بإمكانهم إرسال الطرود بعد دفع الرسوم مسبقاً، إضافة إلى رسوم إدارية لتغطية تكاليف التخليص الجمركي.

وتوقعت كيلي آن شو، المسؤولة التجارية السابقة في البيت الأبيض خلال ولاية ترمب الأولى، أن يسبب إلغاء الإعفاء الجمركي بعض الاضطرابات في البداية، لكنها أكدت أن القرار أصبح قانوناً أميركياً نافذاً، مضيفة أن هيئة الجمارك ستحتاج إلى بعض الوقت للتكيف مع معالجة الشحنات منخفضة القيمة، بعد سنوات طويلة من إعفائها من الإجراءات.


مقالات ذات صلة

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

الاقتصاد امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

ينتهي العام مخيباً للآمال بالنسبة للدولار الأميركي، مع ظهور علامات على استقرار العملة، إلا أن العديد من المستثمرين يتوقعون أن يستمر انخفاضها في العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

افتتحت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أسبوع التداول القصير بسبب عطلة عيد الميلاد على ارتفاع مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد بيث هاماك تتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في مدينة نيويورك 24 أبريل 2025 (رويترز)

هاماك من «الفيدرالي»: لا حاجة إلى تغيير الفائدة لأشهر عدة مقبلة

قالت بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، إنها لا ترى حاجة إلى تغيير أسعار الفائدة الأميركية لأشهر عدة مقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد كيفن هاسيت يتحدث إلى وسائل الإعلام خارج البيت الأبيض في واشنطن - 16 ديسمبر 2025 (رويترز)

هاسيت... المرشح المحتمل لرئاسة «الفيدرالي»: ترمب مُحقّ بشأن التضخم

قال كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض وأحد المرشحين المحتملين لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن ترمب مُحقّ في قوله إن التضخم منخفض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» ترتفع بعد تقرير التضخم الأميركي المشجع

ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الخميس بعد صدور تقرير مُشجع بشأن التضخم، ما قد يتيح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي مزيداً من المرونة في خفض أسعار الفائدة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
TT

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)

ينتهي العام مخيباً للآمال بالنسبة إلى الدولار الأميركي، مع ظهور علامات على استقرار العملة، إلا أن العديد من المستثمرين يتوقعون أن يستمر انخفاضها في العام المقبل مع تعافي النمو العالمي وتخفيف «الاحتياطي الفيدرالي» السياسة النقدية.

وانخفض الدولار الأميركي بنسبة 9 في المائة هذا العام مقابل سلة من العملات، مما يجعله في طريقه نحو تسجيل أسوأ أداء له خلال ثماني سنوات، مدفوعاً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من «الاحتياطي الفيدرالي»، وتراجع الفارق في أسعار الفائدة مقارنة بالعملات الكبرى الأخرى، إلى جانب المخاوف بشأن العجز المالي الأميركي وعدم اليقين السياسي. ويتوقع المستثمرون عموماً استمرار ضعف الدولار مع تثبيت البنوك المركزية الكبرى سياساتها أو تشديدها، ومع تولي رئيس جديد «الاحتياطي الفيدرالي»، مما قد يدفع بالسياسة النقدية نحو نهج أكثر مرونة، وفق «رويترز».

وعادةً ما يؤدي خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة إلى ضعف الدولار؛ إذ تقلّل أسعار الفائدة الأميركية المنخفضة من جاذبية الأصول المقوّمة بالدولار للمستثمرين، مما يقلّل الطلب على العملة.

وقال كبير استراتيجيي السوق في شركة «كورباي» للمدفوعات العالمية، كارل شاموتا: «الواقع أن الدولار لا يزال مقوّماً بأعلى من قيمته من الناحية الأساسية».

ويُعد فهم مسار الدولار أمراً بالغ الأهمية للمستثمرين، نظراً إلى الدور المركزي للعملة في التمويل العالمي؛ إذ يعزّز ضعف الدولار أرباح الشركات الأميركية متعددة الجنسيات بزيادة قيمة الإيرادات الأجنبية عند تحويلها إلى الدولار، ويزيد أيضاً من جاذبية الأسواق الدولية من خلال رفع قيمتها بالعملات الأجنبية، دون الاعتماد فقط على أداء الأصول الأساسية.

وعلى الرغم من انتعاش الدولار في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع مؤشره بما يقارب 2 في المائة منذ أدنى مستوى له في سبتمبر (أيلول)، حافظ استراتيجيو العملات الأجنبية على توقعاتهم غالباً بضعف الدولار في 2026، وفقاً لمسح أجرته «رويترز» بين 28 نوفمبر (تشرين الثاني) و3 ديسمبر (كانون الأول).

ووصل معدل الصرف الفعلي الواسع للدولار (قيمته مقابل سلة كبيرة من العملات بعد تعديلها للتضخم) إلى 108.7 في أكتوبر (تشرين الأول)، منخفضاً قليلاً عن أعلى مستوى قياسي بلغ 115.1 في يناير (كانون الثاني)، مما يدل على أن العملة الأميركية لا تزال مقوّمة بأعلى من قيمتها، وفق بيانات بنك التسويات الدولية.

النمو العالمي

تستند توقعات ضعف الدولار إلى تلاقي معدلات النمو العالمية، مع توقع انخفاض الميزة النسبية للنمو الأميركي مقابل تعافي الاقتصادات الكبرى الأخرى.

وقال مدير محفظة في «برانديواين غلوبال»، أنوجيت سارين: «ما يميّز هذه المرة أن باقي العالم سينمو بوتيرة أسرع العام المقبل».

ويتوقع المستثمرون أن تقلل حزم التحفيز المالي في ألمانيا، والدعم السياسي في الصين، وتحسّن مسارات النمو في منطقة اليورو، من الفائض النسبي للنمو الأميركي الذي دعّم الدولار في السنوات الأخيرة.

وأضاف مدير استراتيجية الدخل الثابت والعملات في شركة «أموندي» الأوروبية، باريش أوبادهيايا: «عندما يبدأ بقية العالم الظهور بشكل أقوى من حيث النمو، يكون ذلك مؤيداً لاستمرار ضعف الدولار».

حتى المستثمرون الذين يرون أن أسوأ مرحلة من انخفاض الدولار قد انتهت، يؤكدون أن أي ضربة كبيرة للنمو الأميركي قد تؤثر على العملة أيضاً. وقال محلل الاستثمار في شركة «جايدستون فاندز»، جاك هير: «إذا حدث أي ضعف في أي وقت خلال العام المقبل، فقد يكون ذلك سلبياً للأسواق، وسيؤثر بالتأكيد على الدولار»، مع الإشارة إلى أنه لا يتوقع انخفاضاً حاداً إضافياً في العملة بوصفه أساساً لتوقعاته لعام 2026.

تباين سياسات البنوك المركزية

قد يضغط استمرار «الاحتياطي الفيدرالي» في خفض الفائدة، في حين تُبقي البنوك المركزية الكبرى على أسعارها ثابتة أو ترفعها، على الدولار.

وخفّض «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي يشهد انقسامات واضحة بين أعضائه، أسعار الفائدة في ديسمبر، مع توقع غالبية صانعي السياسات خفض ربع نقطة مئوية إضافية العام المقبل. ومع احتمال تولي رئيس جديد «الاحتياطي الفيدرالي» خلال عهد ترمب، قد يسعّر السوق في سياسة أكثر تيسيراً، نظراً إلى دعمه خفض الفائدة. وقد أيد العديد من المرشحين المعروفين، بمن في ذلك مستشار البيت الأبيض الاقتصادي كيفين هاسيت، والحاكم السابق لـ«الاحتياطي الفيدرالي» كيفين وورش، والحاكم الحالي كريس والر، خفض أسعار الفائدة عن المستويات الحالية.

وقال المشرف على الأسواق العالمية في «سيتيزنس» ببوسطن، إريك ميرليس: «على الرغم من أن السوق تتوقع إجراءات محدودة من (الاحتياطي الفيدرالي) العام المقبل، فإننا نرى أن الاتجاه نحو نمو أضعف وكذلك توظيف أضعف سيدعم ضعف الدولار مقارنة بالعملات الكبرى الأخرى».

في الوقت نفسه، يتوقع المتداولون أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة في 2026، مع احتمال رفعها في حال تحسّن النمو. وقد أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار سياسته ثابتة في اجتماعه الأخير ديسمبر، مع مراجعة توقعاته للنمو والتضخم للأعلى.

الدولار ليس على مسار مستقيم

على الرغم من التوقعات طويلة الأجل بضعف الدولار، حذّر المستثمرون من إمكانية حدوث انتعاش قصير الأجل للعملة.

ويمكن أن يوفّر الحماس المستمر تجاه الذكاء الاصطناعي والتدفقات الرأسمالية نحو الأسهم الأميركية دعماً مؤقتاً للدولار.

وقال سارين، من «برانديواين»: «الدعم للنمو الأميركي الناجم عن إعادة فتح الحكومة بعد الإغلاق وخفض الضرائب قد يدفع الدولار إلى الصعود في الربع الأول».

وأضاف: «لكننا نعتقد أن هذا الارتفاع المؤقت لن يكون محركاً مستداماً للدولار على مدار العام».


العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
TT

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)

افتتحت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أسبوع التداول القصير بسبب عطلة عيد الميلاد على ارتفاع، مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا وسط تجدد الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية مهمة في وقت لاحق من الأسبوع.

وأسهمت مكاسب أسهم التكنولوجيا في أواخر الأسبوع الماضي، بدعم من توقعات قوية لشركة «ميكرون تكنولوجي» وصدور تقرير تضخم معتدل، في تعويض الخسائر التي كان قد تكبدها كل من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «ناسداك» المثقل بأسهم التكنولوجيا. وكان قطاع التكنولوجيا قد تعرّض لضغوط في وقت سابق من الشهر الحالي بفعل مخاوف تتعلق بارتفاع التقييمات والزيادة الكبيرة في الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفق «رويترز».

وأدى الانتعاش الأخير في سوق الأسهم إلى تقليص الفجوة بين مؤشري «ستاندرد آند بورز 500»، و«داو جونز» إلى نحو واحد في المائة فقط، مع اقترابهما من أعلى المستويات القياسية عند الإغلاق، التي سُجلت في 11 ديسمبر (كانون الأول). وارتفع سهم «ميكرون تكنولوجي» بنسبة 3.2 في المائة بتداولات ما قبل افتتاح السوق، في حين حققت شركات تصنيع الرقائق الأخرى، مثل «إنفيديا»، و«برودكوم»، و«إنتل»، و«أدفانسد مايكرو ديفايسز»، مكاسب تجاوزت واحداً في المائة لكل منها.

ويُعد شهر ديسمبر تاريخياً من الفترات القوية لأسواق الأسهم. فمنذ عام 1950، شهد ما يُعرف بـ«ارتفاع سانتا كلوز» صعود مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمتوسط 1.3 في المائة خلال الأيام الخمسة الأخيرة من التداول في العام وأول يومين من التداول في يناير (كانون الثاني)، وفقاً لتقويم متداولي الأسهم.

وأسهم التفاؤل المستمر بشأن الذكاء الاصطناعي، إلى جانب قوة الاقتصاد الأميركي، وتوجهات تيسير السياسة النقدية، في وضع المؤشرات الرئيسية الثلاثة على مسار تحقيق مكاسب للعام الثالث على التوالي، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 15 في المائة منذ بداية العام.

وبحلول الساعة 6:12 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 24.75 نقطة، أو 0.36 في المائة. كما صعدت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك 100» بمقدار 136.5 نقطة، أو 0.53 في المائة، فيما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بمقدار 38 نقطة، أو 0.08 في المائة.

ومن المتوقع أن تظل أحجام التداول منخفضة خلال هذا الأسبوع، إذ تُغلق سوق الأسهم الأميركية أبوابها مبكراً في الساعة 1:00 ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الأربعاء، وتظل مغلقة يوم الخميس بمناسبة عطلة عيد الميلاد.

ومع ذلك، من المنتظر صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع، تشمل القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وبيانات ثقة المستهلك لشهر ديسمبر، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية التي قد يكون لها تأثير على توقعات الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية.

وأظهرت بيانات صدرت الأسبوع الماضي أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بوتيرة أبطأ من المتوقع خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما عزز التوقعات بإقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل.

ويتوقع المتداولون حالياً تخفيفاً لأسعار الفائدة بنحو 60 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2026، أي ما يعادل خفضين على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، وفقاً لبيانات جمعتها مجموعة بورصة لندن. ومع ذلك، لا تتجاوز احتمالات خفض الفائدة في يناير 20 في المائة في تقديرات الأسواق.

وفي تحركات أخرى لافتة، قفزت أسهم شركات تعدين المعادن الثمينة المدرجة في الولايات المتحدة، بعدما تجاوز سعر الذهب مستوى 4400 دولار للأونصة لأول مرة، وصعدت الفضة إلى مستوى قياسي، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، واستمرار الطلب على الأصول الآمنة.

كما ارتفعت أسهم «كلير ووتر أناليتكس هولدينغز» بنسبة 7.6 في المائة في تداولات ما قبل الافتتاح، عقب إعلان مجموعة من شركات الأسهم الخاصة بقيادة «بيرميرا» و«واربورغ بينكوس» عن صفقة للاستحواذ على شركة برمجيات الاستثمار والمحاسبة مقابل نحو 8.4 مليار دولار شاملة الديون.


توقعات بنمو صادرات الغاز الروسي للصين 25 % العام الحالي

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
TT

توقعات بنمو صادرات الغاز الروسي للصين 25 % العام الحالي

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)

قال مصدر مطلع، الاثنين، إنه من المتوقع أن ترتفع ​صادرات روسيا من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى الصين بمقدار الربع هذا العام، في الوقت الذي تزيد فيه موسكو من مبيعاتها إلى آسيا عموماً وتوطد علاقاتها بأكبر مستهلك للطاقة في العالم، وفقاً لـ«رويترز».

ومع ذلك، أظهرت حسابات «رويترز» أن ‌هذا لن ‌يعوض الانخفاض في الإيرادات الناجم ‌عن ⁠خسارة ​سوق ‌الغاز الأوروبية.

وأعادت روسيا توجيه معظم نفطها إلى الهند والصين منذ بداية الحرب مع أوكرانيا عام 2022، بعدما قطعت موسكو وأوروبا؛ التي كانت ذات يوم سوقها الرئيسية لتصدير السلع الأساسية ومصدر إيراداتها، العلاقات بينهما.

وقال المصدر، ⁠الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه لأنه ‌غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، إن شركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم» تتوقع أن تصل ‍صادرات الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا» إلى ما بين 38.6 و38.7 مليار متر مكعب هذا العام، ​ارتفاعاً من 31 مليار متر مكعب عام 2024، متجاوزة الطاقة السنوية المقررة لخط ⁠الأنابيب البالغة 38 مليار متر مكعب.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أليكسي ميلر، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن الإمدادات عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا1» ستتجاوز 38 مليار متر مكعب هذا العام.

ومع ذلك، فإن العقبة الرئيسية أمام تنفيذ المشروع، المتمثلة في تحديد سعر الغاز الروسي، لا تزال قائمة ‌دون حل.