صفقة «إنتل» تثير المخاوف من تدخل أميركا بالقطاع الخاص

علم الولايات المتحدة ورقاقة «إنتل» في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
علم الولايات المتحدة ورقاقة «إنتل» في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
TT

صفقة «إنتل» تثير المخاوف من تدخل أميركا بالقطاع الخاص

علم الولايات المتحدة ورقاقة «إنتل» في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
علم الولايات المتحدة ورقاقة «إنتل» في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

أثارت الحصة الجديدة التي حصلت عليها الحكومة الأميركية في شركة «إنتل» قلق بعض المستثمرين؛ إذ يخشون أن تمثل صفقة الرئيس دونالد ترمب بداية عهد من تدخل الحكومة في شؤون القطاع الخاص، خصوصاً بعد أن جاءت الصفقة عقب مطالبة ترمب الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الرقائق بالاستقالة.

الصفقة، التي أُعلن عنها يوم الجمعة، حوّلت 11.1 مليار دولار من منح قانون الرقائق وغيره من التمويل الحكومي إلى حصة ملكية نسبتها 9.9 في المائة في «إنتل». وقد تضمّن البيان الصحافي للشركة إشادات من الرؤساء التنفيذيين لـ«مايكروسوفت» و«دِل» وشركات أخرى بهذه الخطوة.

ويرى مستثمرون أن مستوى الانصياع هذا ليس مألوفاً عادة في العلاقات بين الشركات وواشنطن. وكان ترمب قد قال عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن الرئيس التنفيذي لـ«إنتل»، ليب-بو تان، أراد الاحتفاظ بمنصبه و«انتهى به الأمر بأن أعطانا 10 مليارات دولار للولايات المتحدة».

وقال جيمس مكريتشي، وهو مستثمر خاص وناشط من كاليفورنيا يملك أسهماً في «إنتل»: «هذا يخلق سابقة سيئة إذا كان بوسع الرئيس أن يستحوذ على 10 في المائة من شركة عبر تهديد رئيسها التنفيذي». وأضاف أن الرسالة الموجهة للمستثمرين هي: «نحب ترمب، لا نريد أن يُنتزع 10 في المائة من شركتنا».

وأغلق سهم «إنتل» عند 20.41 دولار في 6 أغسطس (آب)، أي قبل يوم واحد من دعوة ترمب لاستقالة تان، ثم ارتفع تدريجياً ليصل إلى 24.56 دولار في 15 أغسطس، آخر يوم تداول قبل ظهور شروط الصفقة. وفي الثلاثاء التالي، أغلق السهم منخفضاً 1 في المائة عند 24.35 دولار.

وبحسب ملف إفصاح للأوراق المالية، فإن الصفقة لا تمنح وزارة التجارة الأميركية مقاعد في مجلس الإدارة، لكنها تُلزمها بدعم المجلس فيما يخص ترشيحات المديرين والمقترحات. ومع ذلك يمكن للوزارة أن تصوّت «كما تشاء» في قضايا أخرى.

وقالت وكالة «فيتش» للتصنيفات إن الصفقة لا تحسّن التصنيف الائتماني لشركة «إنتل» البالغ «بي بي بي». وأوضحت أن الصفقة توفر سيولة إضافية لكنها لا تعزز الطلب الفعلي على رقائق الشركة.

حقوق تصويت مخفّضة

ملف «إنتل» أشار كذلك إلى أن الصفقة تؤدي إلى تخفيف حصص المساهمين الحاليين وتقليص حقوقهم التصويتية، وقد تُعرّض الشركة لمزيد من القوانين أو القيود في بلدان أخرى. والأكثر إثارة للدهشة أن الرئيس التنفيذي، تان، صرّح بأن الشركة لم تكن بحاجة إلى الأموال أصلاً، مشيراً إلى أن «سوفت بنك» ضخّت ملياري دولار في «إنتل» قبل ثلاثة أيام فقط من إعلان ترمب.

وتُعد هذه الصفقة أحدث تدخل استثنائي من إدارة ترمب في شركة خاصة، بعد استحواذ عسكري على حصة في شركة تعدين في يوليو (تموز)، وتأثير على «يو إس ستيل» ضمن صفقة بيعها لشركة «نيبون ستيل» اليابانية. وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، الثلاثاء، إن الإدارة قد تشتري حصصاً أيضاً في شركات دفاعية.

ومع ذلك، قد تُعتبر هذه التحركات طبيعية في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية التي تملك حكوماتها حصصاً في شركات كبرى. فولاية سكسونيا السفلى الألمانية تملك مثلاً 20 في المائة من «فولكس فاغن».

وقال ريتشارد هارديغري، نائب رئيس الاستثمار المصرفي في قطاع التكنولوجيا لدى «يو بي إس»: «هذا أمر قائم منذ سنوات مع الحكومات اليابانية والكورية والتايوانية والسنغافورية والماليزية. في إيطاليا وفرنسا مارسوا سياسات صناعية واسعة حول صناعة أشباه الموصلات منذ 40 أو 50 عاماً، منذ أن أدرك الجميع أهمية هذه الصناعة».

وخلال الأزمة المالية 2008-2009، أخذت واشنطن حصصاً مؤقتة في شركات حيوية متعثرة، لكن ممارسة ضغوط على شركات سليمة للحصول على حصص طويلة الأمد أمر غير مسبوق وأثار قلق المستثمرين.

حدود مشوشة

قال ريتش فايس، نائب الرئيس الأول وكبير مسؤولي الاستثمار في الاستراتيجيات متعددة الأصول لدى «أميركان سنتشري إنفستمنتس»، إن الاستثمارات الفيدرالية المقبلة «ستحتاج إلى لوائح وإرشادات لتقليل فرص سوء الاستخدام مثل التداول من الداخل».

وأضاف: «في سيناريو غير مضبوط من الاستثمارات الحكومية المباشرة، قد يصبح التداول في تلك الشركات أكثر خطورة على المستثمرين».

وأشار مستثمرون آخرون إلى مخاطر مشابهة عندما تدرس مجالس الإدارة قرارات متعارضة مثل مكان إنشاء مصانع جديدة، أو تسريح عمال، أو التوسع في الأسواق الخارجية.

وقال روبرت ماكورميك، المدير التنفيذي لمجلس مستثمري المؤسسات، الذي يضم صناديق تقاعد حكومية ومساهمين كباراً آخرين: «حصة حكومية في شركة خاصة يمكن أن تخلق تضارباً بين ما هو أفضل للشركة وما هو أفضل للبلد».

من جانبها، قالت كريستين هول، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة «نيا إمباكت كابيتال» الناشطة بكاليفورنيا، إنها تشعر بأن لديها «أسئلة أكثر من ثقة» بشأن الصفقة، موضحة أن شركتها تدير حصصاً في «إنتل» لعملائها ولديها استثمارات في شركات رقائق أخرى مثل «تي إس إم سي» و«أدفانسد مايكرو ديفايسز». وأضافت: «أعتقد أننا نخلط فعلاً بين ما هو حكومي وما هو خاص هنا».

وقال ممثل عن «إنتل» إن مجلس إدارة الشركة وافق على إصدار الأسهم، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. ولدى سؤاله عن مخاطر التداول من الداخل، أشار إلى أن البيان الصحافي تضمّن فقرة تنص على أن الحكومة الأميركية لن تملك أي تمثيل في مجلس الإدارة أو «أي حقوق إدارية أو معلوماتية أخرى».

ورفض ممثل عن «مايكروسوفت» التعليق، بينما لم يرد ممثلو «دِل» على الأسئلة.

وقال أحد المستثمرين المؤسسيين الكبار، مشترطاً عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، إن الصفقة قد تحمي «إنتل» من ضغوط المستثمرين النشطين. لكنه حذر من أنه إذا واصلت الحكومة الأميركية الاستحواذ على حصص في شركات أخرى، فقد يكون ذلك خطوة مقلقة نحو «رأسمالية الدولة».

وأضاف: «إن وقوع حادثة لمرة واحدة مع شركة بهذا الحجم لا يثير أي قلق، ولكنه يثير الشكوك. ولكن إذا أصبحت هذه الأداة شائعة الاستخدام، فعلينا أن نتساءل عن دوافع استخدامها، ولماذا عجزت أسواق رأس المال عن توفير التمويل اللازم».


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» ترتفع بعد تقرير التضخم الأميركي المشجع

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» ترتفع بعد تقرير التضخم الأميركي المشجع

ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الخميس بعد صدور تقرير مُشجع بشأن التضخم، ما قد يتيح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي مزيداً من المرونة في خفض أسعار الفائدة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متسوقون في السوق الشرقية في كابيتول هيل بواشنطن العاصمة (رويترز)

تباطؤ غير متوقع للتضخم الأميركي في نوفمبر

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بوتيرة أقل من المتوقع خلال العام المنتهي في نوفمبر، إلا أن هذا التباطؤ يُرجح أن يكون لأسباب فنية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة «للتوظيف» معلّقة على نافذة أحد مطاعم تشيبوتلي بمدينة نيويورك (رويترز)

انخفاض طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في أميركا

انخفضت طلبات إعانة البطالة بالولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، في حين استمرت التقلبات الموسمية، مما يعكس استقراراً نسبياً بسوق العمل خلال ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

والر من «الفيدرالي»: لا تزال هناك مساحة لخفض الفائدة

قال محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والَر، يوم الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي لا يزال يمتلك مجالاً لخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مدخل وول ستريت إلى بورصة نيويورك (رويترز)

سوق السندات الأميركية يختتم العام بقلق منخفض بفضل خطوات «الفيدرالي»

يدخل سوق السندات الأميركية نهاية العام بمستوى قلق أقل من المعتاد، متفائلاً بأن إجراءات التمويل الأخيرة التي اتخذها «الفيدرالي» ستخفّف حدة أزمة السيولة الموسمية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

قفزة تاريخية في عوائد السندات اليابانية... و«المركزي» يخذل الين

سيدة تمر أمام مقر بنك اليابان المركزي في وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
سيدة تمر أمام مقر بنك اليابان المركزي في وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

قفزة تاريخية في عوائد السندات اليابانية... و«المركزي» يخذل الين

سيدة تمر أمام مقر بنك اليابان المركزي في وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
سيدة تمر أمام مقر بنك اليابان المركزي في وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

شهدت الأسواق اليابانية يوماً استثنائياً، عقب قرار «بنك اليابان» رفع سعر الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاثة عقود، في خطوة أكدت التحول الجدي في السياسة النقدية بعد سنوات طويلة من التيسير الاستثنائي. وجاءت ردة فعل الأسواق متباينة بين قفزة حادة في عوائد السندات، وتراجع جديد للين، مقابل مكاسب قوية للأسهم.

وقفز العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى 2.02 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) 1999، مسجلاً اختراقاً رمزياً لحاجز 2 في المائة الذي لطالما شكّل سقفاً نفسياً خلال حقبة الانكماش الطويلة.

كما ارتفعت عوائد السندات قصيرة الأجل؛ إذ صعد عائد السندات لأجل عامَيْن إلى 1.095 في المائة، وهو الأعلى منذ 2007، في حين بلغ عائد السندات لأجل 5 سنوات 1.485 في المائة، وهو مستوى لم يُسجل منذ عام 2008.

أما السندات طويلة الأجل، فقد واصلت الضغوط الصعودية، حيث ارتفع عائد السندات لأجل 20 عاماً إلى 2.97 في المائة، فيما صعد عائد السندات لأجل 30 عاماً إلى 3.415 في المائة، وسط مخاوف المستثمرين من زيادة إصدارات الدين لتمويل السياسة المالية للحكومة الجديدة.

ويرى محللون أن موجة البيع في سوق السندات تعكس اقتناع الأسواق بأن «بنك اليابان» دخل مرحلة تشديد نقدي مستمرة، حتى وإن كان مسارها بطيئاً.

الين يواصل التراجع

ورغم رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 0.75 في المائة، تراجع الين سريعاً بعد ارتفاع أولي محدود، ليصل إلى نحو 156.7 ين للدولار، مسجلاً انخفاضاً بنحو 0.7 في المائة. كما بلغ اليورو مستوى قياسياً أمام العملة اليابانية، فيما صعد الجنيه الإسترليني بقوة.

ويعزو متعاملون ضعف الين إلى غياب إشارات واضحة من محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، بشأن وتيرة الزيادات المقبلة وموعدها، بالإضافة إلى استمرار الفجوة الواسعة في أسعار الفائدة بين اليابان والاقتصادات الكبرى الأخرى.

وقال كبير استراتيجيي الأسواق في آسيا لدى «إنفيسكو»، ديفيد تشاو، إن الاعتقاد السائد بأن رفع الفائدة سيعزز العملة اليابانية «لم يتحقق حتى الآن»، مشيراً إلى أن التشديد التدريجي، إلى جانب فروق العوائد العالمية، يبقيان الضغط على الين قائماً.

وخلال مؤتمره الصحافي، حافظ أويدا على نبرة حذرة، لا سيما عند سؤاله عن مستوى الفائدة المحايد الذي لا يحفّز النمو ولا يكبحه. وأكد أن تقديرات هذا المستوى «تقع ضمن نطاق واسع»، وأن قرارات السياسة المقبلة ستعتمد على البيانات الاقتصادية المتاحة في حينها.

هذا الغموض دفع الأسواق إلى استنتاج أن «بنك اليابان» لن يسارع إلى رفع الفائدة بوتيرة قوية، وهو ما خفف من جاذبية الين لدى المستثمرين.

الأسهم ترحّب بالتشديد

وعلى النقيض من سوق العملات، استقبلت الأسهم اليابانية القرار بإيجابية. فقد أغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنحو 1 في المائة عند 49507 نقاط، مدعوماً بأسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في أعقاب نتائج قوية لشركات أميركية في قطاع الرقائق. كما صعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.8 في المائة.

ويرى محللون أن ارتفاع الأسهم يعكس ثقة المستثمرين بأن الاقتصاد الياباني بات أكثر قدرة على تحمّل أسعار فائدة أعلى، خصوصاً مع تحسّن الأجور واستمرار التضخم قرب مستهدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة.

ورغم تأكيد رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي أن السياسة المالية ستكون «مسؤولة ومستدامة»، لا تزال الأسواق قلقة من احتمال موجة جديدة من إصدارات السندات لتمويل الإنفاق الحكومي، وهو ما قد يُبقي الضغوط الصعودية على العوائد خلال الأشهر المقبلة.

ويجمع مراقبون على أن قرار «بنك اليابان» شكّل نقطة تحول مفصلية، لكن مسار الأسواق سيظل رهناً بقدرة البنك المركزي على الموازنة بين مكافحة التضخم، ودعم النمو، ومنع تقلبات حادة في سوق العملات.


الاتحاد الأوروبي يؤجل توقيع اتفاقية «ميركوسور» بعد طلب إيطاليا مزيداً من الوقت

مزارعون فرنسيون يحتجون على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي و«ميركوسور» في باريس 14 أكتوبر 2025 (رويترز)
مزارعون فرنسيون يحتجون على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي و«ميركوسور» في باريس 14 أكتوبر 2025 (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يؤجل توقيع اتفاقية «ميركوسور» بعد طلب إيطاليا مزيداً من الوقت

مزارعون فرنسيون يحتجون على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي و«ميركوسور» في باريس 14 أكتوبر 2025 (رويترز)
مزارعون فرنسيون يحتجون على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي و«ميركوسور» في باريس 14 أكتوبر 2025 (رويترز)

أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الجمعة، عن ثقتهما بقدرة الاتحاد الأوروبي على توقيع اتفاقية تجارة حرة مع كتلة «ميركوسور» في يناير (كانون الثاني)، رغم عدم كفاية الدعم في قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة.

وكان من المقرر أن تسافر فون دير لاين إلى البرازيل لحضور حفل التوقيع يوم السبت، إلا أن ذلك رُبط بموافقة أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما أوقفته مطالبة إيطاليا بمزيد من الوقت. وقالت فون دير لاين، في مؤتمر صحافي: «نحتاج إلى بضعة أسابيع إضافية لمعالجة بعض القضايا مع الدول الأعضاء، وقد تواصلنا مع شركائنا في (ميركوسور)، واتفقنا على تأجيل التوقيع قليلاً»، وفق «رويترز».

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أعلن بدوره أنه علم بتأجيل التوقيع لمدة تصل إلى شهر بناءً على طلب ميلوني، وأنه سيتشاور مع شركاء «ميركوسور» بشأن الخطوات التالية. وأكدت ميلوني أن إيطاليا ستدعم الاتفاقية بمجرد حل المخاوف الزراعية، وهو ما يمكن أن يحدث سريعاً.

ورأى ميرتس أن منح ميلوني بضعة أسابيع إضافية لكسب دعم حكومتها وبرلمانها لا يمثّل مشكلة. وأضاف: «هذا يعني أن (ميركوسور) يمكن أن تدخل حيز التنفيذ بعد موافقة الحكومة الإيطالية، وآمل أن تمنح الحكومة الفرنسية موافقتها أيضاً».

وبعد نحو 25 عاماً من العمل، ستكون الاتفاقية التجارية مع الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي الأكبر في الاتحاد الأوروبي من حيث تخفيضات الرسوم الجمركية. وتقول ألمانيا وإسبانيا ودول الشمال الأوروبي إنها ستعزّز الصادرات المتضررة من الرسوم الأميركية، وتقلل الاعتماد على الصين من خلال ضمان الوصول إلى المعادن.

لكن فرنسا وإيطاليا وبلداناً أخرى قلقة من تدفق السلع الرخيصة التي قد تضر بالمزارعين الأوروبيين. وأدى الغضب في فرنسا بسبب مرض الجلد العقدي في الماشية إلى احتجاجات إضافية، حيث أغلق المزارعون الطرق لعدة أيام، فيما استخدمت الشرطة البلجيكية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق نحو 7000 محتج، معظمهم من المزارعين، في بروكسل.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن الاتفاقية غير مقبولة بصيغتها الحالية: «لسنا راضين. نحتاج إلى هذه التطورات لتغيير جوهر النص، حتى نتمكن من الحديث عن اتفاقية مختلفة». وأكد ضرورة المعاملة بالمثل لضمان عدم فتح الأسواق الأوروبية أمام واردات رخيصة تنتج وفق معايير متساهلة.

وتوصل المشرعون والحكومات في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مبدئي حول ضمانات للحد من واردات المنتجات الزراعية الحساسة مثل لحوم الأبقار والسكر، وتعهّدت المفوضية الأوروبية بإرساء معايير إنتاج موحدة، بهدف تهدئة المعارضة الداخلية.


الأسهم الأوروبية تتجه لختام أسبوعي قوي رغم تباين الأداء

رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

الأسهم الأوروبية تتجه لختام أسبوعي قوي رغم تباين الأداء

رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)

اتسم أداء الأسهم الأوروبية بالهدوء يوم الجمعة، حيث حدّت مكاسب البنوك الكبرى من خسائر أسهم التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية، في حين من المتوقع أن تختتم الأسواق أسبوعاً حافلاً بإصدار البيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية بمكاسب قوية.

وانخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.1 في المائة إلى 584.96 نقطة بحلول الساعة 03:09 بتوقيت غرينتش، بعد يوم من تسجيله أفضل أداء يومي له منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. كما تداولت الأسواق الإقليمية الرئيسية في المنطقة باللون الأحمر، حيث خسر كل من مؤشر «داكس» الألماني ومؤشر «فوتسي 100» البريطاني 0.1 في المائة، وفق «رويترز».

تراجعت معظم القطاعات الرئيسية بشكل طفيف، مع انخفاض أسهم السلع الشخصية والمنزلية إلى أدنى مستوياتها. وسجلت أسهم شركتي «أديداس» و«بوما» الألمانيتين لتجارة الملابس الرياضية انخفاضاً بنسبة 0.7 في المائة و2.2 في المائة على التوالي، بعد أن أعلنت شركة «نايكي» الأميركية المنافسة عن انخفاض هوامش الربح الإجمالية للربع الثاني على التوالي.

في المقابل، ارتفعت أسهم البنوك بنسبة 0.2 في المائة، وكانت من بين أبرز الرابحين على المؤشر القياسي.

وتحسَّنت معنويات السوق بعد التباطؤ غير المتوقَّع في تضخم أسعار المستهلكين بالولايات المتحدة يوم الخميس، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال عام 2026. ومع ذلك، حذر المحللون من التفاؤل المفرط، مشيرين إلى أن البيانات ربما تأثرت بالإغلاق الحكومي الأخير ويجب تفسيرها بحذر.

وفي سياق منفصل، قرر قادة الاتحاد الأوروبي اقتراض 90 مليار يورو (105 مليارات دولار) لإقراض أوكرانيا لتمويل دفاعها ضد روسيا خلال العامين المقبلين، بدلاً من استخدام الأصول الروسية المجمدة، مما أدى إلى ارتفاع عوائد السندات الألمانية.