صفقة «إنتل» تثير المخاوف من تدخل أميركا بالقطاع الخاص

علم الولايات المتحدة ورقاقة «إنتل» في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
علم الولايات المتحدة ورقاقة «إنتل» في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
TT

صفقة «إنتل» تثير المخاوف من تدخل أميركا بالقطاع الخاص

علم الولايات المتحدة ورقاقة «إنتل» في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
علم الولايات المتحدة ورقاقة «إنتل» في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

أثارت الحصة الجديدة التي حصلت عليها الحكومة الأميركية في شركة «إنتل» قلق بعض المستثمرين؛ إذ يخشون أن تمثل صفقة الرئيس دونالد ترمب بداية عهد من تدخل الحكومة في شؤون القطاع الخاص، خصوصاً بعد أن جاءت الصفقة عقب مطالبة ترمب الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الرقائق بالاستقالة.

الصفقة، التي أُعلن عنها يوم الجمعة، حوّلت 11.1 مليار دولار من منح قانون الرقائق وغيره من التمويل الحكومي إلى حصة ملكية نسبتها 9.9 في المائة في «إنتل». وقد تضمّن البيان الصحافي للشركة إشادات من الرؤساء التنفيذيين لـ«مايكروسوفت» و«دِل» وشركات أخرى بهذه الخطوة.

ويرى مستثمرون أن مستوى الانصياع هذا ليس مألوفاً عادة في العلاقات بين الشركات وواشنطن. وكان ترمب قد قال عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن الرئيس التنفيذي لـ«إنتل»، ليب-بو تان، أراد الاحتفاظ بمنصبه و«انتهى به الأمر بأن أعطانا 10 مليارات دولار للولايات المتحدة».

وقال جيمس مكريتشي، وهو مستثمر خاص وناشط من كاليفورنيا يملك أسهماً في «إنتل»: «هذا يخلق سابقة سيئة إذا كان بوسع الرئيس أن يستحوذ على 10 في المائة من شركة عبر تهديد رئيسها التنفيذي». وأضاف أن الرسالة الموجهة للمستثمرين هي: «نحب ترمب، لا نريد أن يُنتزع 10 في المائة من شركتنا».

وأغلق سهم «إنتل» عند 20.41 دولار في 6 أغسطس (آب)، أي قبل يوم واحد من دعوة ترمب لاستقالة تان، ثم ارتفع تدريجياً ليصل إلى 24.56 دولار في 15 أغسطس، آخر يوم تداول قبل ظهور شروط الصفقة. وفي الثلاثاء التالي، أغلق السهم منخفضاً 1 في المائة عند 24.35 دولار.

وبحسب ملف إفصاح للأوراق المالية، فإن الصفقة لا تمنح وزارة التجارة الأميركية مقاعد في مجلس الإدارة، لكنها تُلزمها بدعم المجلس فيما يخص ترشيحات المديرين والمقترحات. ومع ذلك يمكن للوزارة أن تصوّت «كما تشاء» في قضايا أخرى.

وقالت وكالة «فيتش» للتصنيفات إن الصفقة لا تحسّن التصنيف الائتماني لشركة «إنتل» البالغ «بي بي بي». وأوضحت أن الصفقة توفر سيولة إضافية لكنها لا تعزز الطلب الفعلي على رقائق الشركة.

حقوق تصويت مخفّضة

ملف «إنتل» أشار كذلك إلى أن الصفقة تؤدي إلى تخفيف حصص المساهمين الحاليين وتقليص حقوقهم التصويتية، وقد تُعرّض الشركة لمزيد من القوانين أو القيود في بلدان أخرى. والأكثر إثارة للدهشة أن الرئيس التنفيذي، تان، صرّح بأن الشركة لم تكن بحاجة إلى الأموال أصلاً، مشيراً إلى أن «سوفت بنك» ضخّت ملياري دولار في «إنتل» قبل ثلاثة أيام فقط من إعلان ترمب.

وتُعد هذه الصفقة أحدث تدخل استثنائي من إدارة ترمب في شركة خاصة، بعد استحواذ عسكري على حصة في شركة تعدين في يوليو (تموز)، وتأثير على «يو إس ستيل» ضمن صفقة بيعها لشركة «نيبون ستيل» اليابانية. وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، الثلاثاء، إن الإدارة قد تشتري حصصاً أيضاً في شركات دفاعية.

ومع ذلك، قد تُعتبر هذه التحركات طبيعية في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية التي تملك حكوماتها حصصاً في شركات كبرى. فولاية سكسونيا السفلى الألمانية تملك مثلاً 20 في المائة من «فولكس فاغن».

وقال ريتشارد هارديغري، نائب رئيس الاستثمار المصرفي في قطاع التكنولوجيا لدى «يو بي إس»: «هذا أمر قائم منذ سنوات مع الحكومات اليابانية والكورية والتايوانية والسنغافورية والماليزية. في إيطاليا وفرنسا مارسوا سياسات صناعية واسعة حول صناعة أشباه الموصلات منذ 40 أو 50 عاماً، منذ أن أدرك الجميع أهمية هذه الصناعة».

وخلال الأزمة المالية 2008-2009، أخذت واشنطن حصصاً مؤقتة في شركات حيوية متعثرة، لكن ممارسة ضغوط على شركات سليمة للحصول على حصص طويلة الأمد أمر غير مسبوق وأثار قلق المستثمرين.

حدود مشوشة

قال ريتش فايس، نائب الرئيس الأول وكبير مسؤولي الاستثمار في الاستراتيجيات متعددة الأصول لدى «أميركان سنتشري إنفستمنتس»، إن الاستثمارات الفيدرالية المقبلة «ستحتاج إلى لوائح وإرشادات لتقليل فرص سوء الاستخدام مثل التداول من الداخل».

وأضاف: «في سيناريو غير مضبوط من الاستثمارات الحكومية المباشرة، قد يصبح التداول في تلك الشركات أكثر خطورة على المستثمرين».

وأشار مستثمرون آخرون إلى مخاطر مشابهة عندما تدرس مجالس الإدارة قرارات متعارضة مثل مكان إنشاء مصانع جديدة، أو تسريح عمال، أو التوسع في الأسواق الخارجية.

وقال روبرت ماكورميك، المدير التنفيذي لمجلس مستثمري المؤسسات، الذي يضم صناديق تقاعد حكومية ومساهمين كباراً آخرين: «حصة حكومية في شركة خاصة يمكن أن تخلق تضارباً بين ما هو أفضل للشركة وما هو أفضل للبلد».

من جانبها، قالت كريستين هول، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة «نيا إمباكت كابيتال» الناشطة بكاليفورنيا، إنها تشعر بأن لديها «أسئلة أكثر من ثقة» بشأن الصفقة، موضحة أن شركتها تدير حصصاً في «إنتل» لعملائها ولديها استثمارات في شركات رقائق أخرى مثل «تي إس إم سي» و«أدفانسد مايكرو ديفايسز». وأضافت: «أعتقد أننا نخلط فعلاً بين ما هو حكومي وما هو خاص هنا».

وقال ممثل عن «إنتل» إن مجلس إدارة الشركة وافق على إصدار الأسهم، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات. ولدى سؤاله عن مخاطر التداول من الداخل، أشار إلى أن البيان الصحافي تضمّن فقرة تنص على أن الحكومة الأميركية لن تملك أي تمثيل في مجلس الإدارة أو «أي حقوق إدارية أو معلوماتية أخرى».

ورفض ممثل عن «مايكروسوفت» التعليق، بينما لم يرد ممثلو «دِل» على الأسئلة.

وقال أحد المستثمرين المؤسسيين الكبار، مشترطاً عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، إن الصفقة قد تحمي «إنتل» من ضغوط المستثمرين النشطين. لكنه حذر من أنه إذا واصلت الحكومة الأميركية الاستحواذ على حصص في شركات أخرى، فقد يكون ذلك خطوة مقلقة نحو «رأسمالية الدولة».

وأضاف: «إن وقوع حادثة لمرة واحدة مع شركة بهذا الحجم لا يثير أي قلق، ولكنه يثير الشكوك. ولكن إذا أصبحت هذه الأداة شائعة الاستخدام، فعلينا أن نتساءل عن دوافع استخدامها، ولماذا عجزت أسواق رأس المال عن توفير التمويل اللازم».


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» ترتفع بعد تقرير التضخم الأميركي المشجع

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» ترتفع بعد تقرير التضخم الأميركي المشجع

ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الخميس بعد صدور تقرير مُشجع بشأن التضخم، ما قد يتيح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي مزيداً من المرونة في خفض أسعار الفائدة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متسوقون في السوق الشرقية في كابيتول هيل بواشنطن العاصمة (رويترز)

تباطؤ غير متوقع للتضخم الأميركي في نوفمبر

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بوتيرة أقل من المتوقع خلال العام المنتهي في نوفمبر، إلا أن هذا التباطؤ يُرجح أن يكون لأسباب فنية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة «للتوظيف» معلّقة على نافذة أحد مطاعم تشيبوتلي بمدينة نيويورك (رويترز)

انخفاض طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في أميركا

انخفضت طلبات إعانة البطالة بالولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، في حين استمرت التقلبات الموسمية، مما يعكس استقراراً نسبياً بسوق العمل خلال ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

والر من «الفيدرالي»: لا تزال هناك مساحة لخفض الفائدة

قال محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والَر، يوم الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي لا يزال يمتلك مجالاً لخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مدخل وول ستريت إلى بورصة نيويورك (رويترز)

سوق السندات الأميركية يختتم العام بقلق منخفض بفضل خطوات «الفيدرالي»

يدخل سوق السندات الأميركية نهاية العام بمستوى قلق أقل من المعتاد، متفائلاً بأن إجراءات التمويل الأخيرة التي اتخذها «الفيدرالي» ستخفّف حدة أزمة السيولة الموسمية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«أدنوك» توقّع تمويلاً أخضر بمليارَي دولار مع «كي - شور» الكورية

الدكتور سلطان الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ويونغجين جانغ الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور» (الشرق الأوسط)
الدكتور سلطان الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ويونغجين جانغ الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور» (الشرق الأوسط)
TT

«أدنوك» توقّع تمويلاً أخضر بمليارَي دولار مع «كي - شور» الكورية

الدكتور سلطان الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ويونغجين جانغ الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور» (الشرق الأوسط)
الدكتور سلطان الجابر العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ويونغجين جانغ الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور» (الشرق الأوسط)

أعلنت «أدنوك» توقيع اتفاقية تمويل أخضر بقيمة 7.34 مليار درهم (نحو مليارَي دولار) مع «شركة التأمين التجاري الكورية» (كي - شور)؛ لتمويل مشروعات منخفضة الكربون عبر عملياتها المختلفة، في خطوة قالت إنها تعكس التزامها بإدماج مبادئ التمويل المستدام ضمن خطط النمو والتوسع.

وأوضحت «أدنوك» أن التسهيل الائتماني المدعوم من «كي - شور» جرت هيكلته ضمن «إطار عمل التمويل المستدام» الخاص بالشركة، بما يتيح تمويل المشروعات المؤهلة والمتوافقة مع المعايير الدولية المعتمدة للتمويل المستدام.

وأضافت أن «فيتش المستدامة» أصدرت رأياً مستقلاً بصفتها «طرفاً ثانياً» يؤكد توافق إطار عمل «أدنوك» مع تلك المعايير.

وجرى الإعلان عن الاتفاقية خلال زيارة الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، إلى جمهورية كوريا، حيث التقى يونغجين جانغ، الرئيس ورئيس مجلس إدارة «كي - شور».

وقال خالد الزعابي، رئيس الشؤون المالية لمجموعة «أدنوك»، إن التسهيل الائتماني «يؤكد التزام (أدنوك) بتمويل النقلة النوعية في أنظمة الطاقة بالتزامن مع الحفاظ على نهج قوي ومنضبط في إدارة رأس المال». وأضاف أن الشراكة مع «كي - شور» توسِّع نطاق الوصول إلى التمويل الأخضر، وتعزِّز العلاقات الاقتصادية مع كوريا، إلى جانب دعم مساعي الشركة لترسيخ مكانتها ضمن الشركات الرائدة في مجال الطاقة منخفضة الكربون عالمياً.

وبيّنت «أدنوك» أن هذا التسهيل يمثل أول تمويل ائتماني أخضر للشركة، يأتي مدعوماً من وكالة ائتمان صادرات كورية، وذلك بعد صفقة مماثلة بقيمة 11 مليار درهم (3 مليارات دولار) أبرمتها مع «بنك اليابان للتعاون الدولي» في عام 2024. وبذلك ترتفع القيمة الإجمالية للتمويلات الخضراء التي حصلت عليها «أدنوك» إلى 18.35 مليار درهم (5 مليارات دولار) خلال 18 شهراً، وفق البيان.

وفي سياق أهداف خفض الانبعاثات، أشارت الشركة إلى أنها تُعد من بين منتجي النفط والغاز الأقل كثافة في مستويات الانبعاثات الكربونية، وتعمل على خفض كثافة انبعاثات عملياتها التشغيلية بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2030.

كما لفتت إلى أنها تستثمر 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار) في مشروعات خفض الانبعاثات من عملياتها، إلى جانب تسريع نمو مصادر الطاقة الجديدة، بما في ذلك الهيدروجين والطاقة الحرارية الجوفية والطاقة المتجددة.

وأضافت «أدنوك» أنها عضو مؤسس في «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز»، وهو ائتلاف يضم شركات وطنية ودولية تعهدت بتحقيق صافي انبعاثات من الميثان قريبة من الصفر بحلول عام 2030، وصافي انبعاثات صفري بحلول أو قبل عام 2050.

وذكرت الشركة أن «بنك أبوظبي الأول» تولى دور المنسق لجزء «التمويل الأخضر»، بينما قام بنك «سانتاندير» بدور المنسق لجزء «وكالة ائتمان الصادرات» ضمن الاتفاقية.


«بايت دانس» الصينية توافق على صفقة انتقال إدارة «تيك توك الأميركي»

مقر شركة «بايت دانس» الصينية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
مقر شركة «بايت دانس» الصينية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
TT

«بايت دانس» الصينية توافق على صفقة انتقال إدارة «تيك توك الأميركي»

مقر شركة «بايت دانس» الصينية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)
مقر شركة «بايت دانس» الصينية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية (إ.ب.أ)

وقّعت شركة «بايت دانس» الصينية، المالكة لتطبيق «تيك توك»، يوم الخميس، اتفاقيات ملزمة لنقل إدارة عمليات التطبيق في الولايات المتحدة إلى مجموعة من المستثمرين، من بينهم «أوراكل»، في خطوة كبيرة نحو تجنّب الحظر الأميركي وإنهاء سنوات من عدم اليقين.

وتُعدّ هذه الصفقة إنجازاً مهماً لتطبيق الفيديوهات القصيرة الذي يستخدمه بانتظام أكثر من 170 مليون أميركي، وذلك بعد سنوات من الصراعات التي بدأت في أغسطس (آب) 2020، عندما حاول الرئيس دونالد ترمب حظر التطبيق لأول مرة دون جدوى، بدعوى مخاوف تتعلق بالأمن القومي الأميركي.

ولم يُكشف عن الشروط المالية للصفقة التي أُعلنت في مذكرة داخلية لشركة «تيك توك» (الولايات المتحدة) اطلعت عليها «رويترز». وتتوافق تفاصيل الصفقة الأخرى مع تلك التي تم توضيحها في سبتمبر (أيلول)، عندما أرجأ ترمب قرار حظر التطبيق ما لم يبعه مالكوه الصينيون، حتى 20 يناير (كانون الثاني)، وذلك في إطار جهوده لفصل أصول «تيك توك الأميركية» عن المنصة العالمية. كما أعلن أن الصفقة تستوفي شروط التنازل المنصوص عليها في قانون صدر عام 2024.

وقال نائب الرئيس جي دي فانس، في سبتمبر الماضي، إن قيمة الشركة الأميركية الجديدة ستبلغ نحو 14 مليار دولار. وكان هذا الرقم أقل من تقديرات المحللين، ولم يُعلن الرقم النهائي يوم الخميس.

وبموجب الاتفاقية، سيمتلك مستثمرون أميركيون وعالميون، من بينهم عملاق الحوسبة السحابية «أوراكل»، ومجموعة «سيلفر ليك» للاستثمار المباشر، وشركة «إم جي إكس» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، حصة 80.1 في المائة في شركة «تيك توك يو إس دي إس جوينت فنتشر» الجديدة، في حين ستحتفظ «بايت دانس» بحصة 19.9 في المائة. وارتفعت أسهم أوراكل بنسبة 6 في المائة تقريباً في تداولات ما قبل افتتاح السوق يوم الجمعة.

تساؤلات مستمرة

وأعلن البيت الأبيض، في سبتمبر، أن المشروع المشترك الجديد سيتولى تشغيل تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة، لكن لا تزال هناك تساؤلات حول الصفقة، بما في ذلك طبيعة العلاقات التجارية بين المشروع المشترك الجديد و«بايت دانس». وأحال البيت الأبيض يوم الخميس الاستفسارات المتعلقة بالصفقة إلى «تيك توك».

ووفقاً لمذكرة اطلعت عليها «رويترز»، صرّح شو زي تشو، الرئيس التنفيذي لشركة «تيك توك»، للموظفين بأن المشروع المشترك «سيعمل بوصفه كياناً مستقلاً يتمتع بسلطة الإشراف على حماية البيانات في الولايات المتحدة، وأمن الخوارزميات، ومراقبة المحتوى، وضمان جودة البرمجيات».

وأضاف تشو أن الكيانات الأميركية التابعة لشركة «بايت دانس»، التي تُسيطر على «تيك توك»، «ستُدير قابلية التشغيل البيني للمنتجات عالمياً وبعض الأنشطة التجارية، بما في ذلك التجارة الإلكترونية والإعلان والتسويق» بشكل منفصل عن المشروع المشترك.

وقال راش دوشي، الذي شغل منصباً في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس السابق جو بايدن، إنه من غير الواضح ما إذا كانت الخوارزمية قد نُقلت أو رُخِّصت أو ما زالت مملوكة ومُدارة من قِبل بكين، مع اقتصار دور «أوراكل» على «المراقبة».

وفي سبتمبر، أفادت «رويترز»، نقلاً عن مصادر، أن «بايت دانس» ستحتفظ بملكية عمليات «تيك توك» التجارية في الولايات المتحدة، لكنها ستتنازل عن السيطرة على بيانات التطبيق ومحتواه وخوارزميته لصالح المشروع المشترك. وقالت المصادر، حينها، إن المشروع المشترك سيعمل بوصفه بنية تحتية للشركة الأميركية، وسيتولى إدارة بيانات المستخدمين الأميركيين والخوارزمية، مضيفةً أن قسماً منفصلاً سيظل مملوكاً بالكامل إلى شركة «بايت دانس» سيُسيطر على العمليات التجارية المُدرّة للدخل، مثل التجارة الإلكترونية والإعلان. وأفاد مصدران مطلعان لوكالة «رويترز»، يوم الجمعة، بأن هذه الترتيبات شكّلت الخطوط العريضة للصفقة التي أُعلنت يوم الخميس.

وذكر المصدران أن شركة «تيك توك» الأميركية، الخاضعة لسيطرة «بايت دانس» ستكون الجهة المدرة للدخل، في حين سيحصل المشروع المشترك الجديد على جزء من إيرادات خدماته التقنية والبيانات. وامتنع المصدران عن الكشف عن هويتيهما، نظراً إلى حساسية الموضوع. وكانت صحيفة «تشاينا ديلي» الحكومية قد نشرت في وقت سابق من يوم الجمعة تقريراً عن ترتيبات الإيرادات بين الكيانَيْن.

ومن شأن هذه الصفقة، المقرر إتمامها في 22 يناير المقبل، أن تنهي سنوات من الجهود المبذولة لإجبار «بايت دانس» على التخلي عن أعمالها في الولايات المتحدة، بدعوى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وقال النائب الجمهوري جون مولينار، رئيس لجنة مجلس النواب المختارة لشؤون الصين، إنه كان سيستضيف سابقاً قيادة كيان «تيك توك» الجديد في جلسة استماع عام 2026. ويتضمن الاتفاق بشأن عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة تعيين شركة بايت دانس لأحد أعضاء مجلس إدارة الكيان الجديد السبعة، على أن يشغل الأميركيون أغلبية المقاعد الأخرى. وأوضحت «تيك توك» في مذكرة للموظفين أن شركة «أوراكل» ستعمل بوصفها «شريكاً أمنياً موثوقاً» مسؤولاً عن التدقيق والتحقق من الامتثال، بما في ذلك «حماية بيانات المستخدمين الأميركيين الحساسة، التي ستُخزن في بيئة سحابية موثوقة وآمنة في الولايات المتحدة تديرها (أوراكل)».

«استحواذ المليارديرات»

يُذكر أن ترمب أشاد بـ«تيك توك» لدوره في مساعدته على الفوز بإعادة انتخابه العام الماضي، ولديه أكثر من 15 مليون متابع على حسابه الشخصي. وأشارت السيناتورة الديمقراطية، إليزابيث وارن، إلى أن هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها بشأن الصفقة. وقالت: «يريد ترمب منح أصدقائه المليارديرات مزيداً من السيطرة على ما تشاهدونه. من حق الأميركيين أن يعرفوا ما إذا كان الرئيس قد أبرم صفقة سرية أخرى للاستحواذ على (تيك توك) من قبل هؤلاء المليارديرات».

وتربط ترمب علاقة وثيقة بالملياردير لاري إليسون، الرئيس التنفيذي لشركة «أوراكل»، وعائلته. وتسعى شركة «باراماونت سكاي دانس» للاستحواذ على شركة «وارنر بروس ديسكفري»، في محاولة استحواذ عدائية بدعم مالي من عائلة إليسون.

وصرح ترمب في سبتمبر بأن مايكل ديل، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «ديل تكنولوجيز»، وروبرت مردوخ، الرئيس الفخري لشركة «فوكس كورب» المالكة لشبكة «فوكس نيوز» وشركة «نيوز كورب» الناشرة للصحف، و«ربما أربعة أو خمسة مستثمرين من الطراز العالمي» سيكونون جزءاً من الصفقة. ولم يتضح ما إذا كان «ديل» ومردوخ قد شاركا في الصفقة النهائية.


«المركزي الروسي» يخفّض الفائدة إلى 16% مع تباطؤ التضخم

مبنى البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
مبنى البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي» يخفّض الفائدة إلى 16% مع تباطؤ التضخم

مبنى البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
مبنى البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

خفض البنك المركزي الروسي يوم الجمعة سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 16 في المائة، بما يتماشى مع توقعات المحللين، وسط تباطؤ التضخم وتأثر الاقتصاد بالتركيز على العمليات العسكرية في أوكرانيا، ما يحد من قدرته على تحقيق النمو.

وجاء إعلان البنك المركزي بالتزامن مع مؤتمر صحافي للرئيس فلاديمير بوتين، الذي أوضح أن التباطؤ الاقتصادي يعود جزئياً إلى إجراءات مدروسة اتخذها البنك المركزي لخفض معدل التضخم.

وقال البنك المركزي في بيان رسمي: «انخفضت المؤشرات الأساسية لنمو الأسعار الفعلية في نوفمبر (تشرين الثاني). ومع ذلك، ارتفعت توقعات التضخم بشكل طفيف في الأشهر الأخيرة».

وكان معظم المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» قد توقعوا خفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس إلى 16 في المائة، في حين عدّل بعضهم توقعاتهم لخفض أكبر بعد متابعة مشاركة بوتين عبر الهاتف.