السيول تجرف قرى بأكملها في غرب اليمن

الأمم المتحدة: الناس أصبحوا بلا منازل أو ممتلكات

أطفال يمنيون يلعبون وسط تجمع لمياه الأمطار جنوب محافظة الحديدة (أ.ف.ب)
أطفال يمنيون يلعبون وسط تجمع لمياه الأمطار جنوب محافظة الحديدة (أ.ف.ب)
TT

السيول تجرف قرى بأكملها في غرب اليمن

أطفال يمنيون يلعبون وسط تجمع لمياه الأمطار جنوب محافظة الحديدة (أ.ف.ب)
أطفال يمنيون يلعبون وسط تجمع لمياه الأمطار جنوب محافظة الحديدة (أ.ف.ب)

في حين أكدت الأمم المتحدة أن أعداداً من اليمنيين أصبحوا بلا منازل ولا ممتلكات نتيجة الفيضانات المدمرة التي ضربت أجزاء من البلاد خلال الأيام الماضية، ذكرت مصادر محلية أن السيول جرفت قرى بأكملها في غرب البلاد وسط تحذيرات من استمرار الفيضانات خلال الأيام القليلة المقبلة.

ووفق ما أفاد به مسؤولون محليون لـ«الشرق الأوسط»، فقد جرفت السيول الناتجة من الأمطار الغزيرة قرى بأكملها في مديرية حيس بجنوب محافظة الحديدة، وتضررت منها أكثر من 1200 أسرة، وفُقد أكثر من ستة أشخاص، ونفقت عشرات من رؤوس الماشية، إضافة إلى قطع الطرقات وإتلاف الممتلكات.

وذكرت المصادر أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على أطراف محافظتي إب وتعز على حدود محافظة الحديدة ألحقت أضراراً بالغة بالأراضي الزراعية والممتلكات، وامتدت آثارها إلى مديرية حيس الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، وجرفت تجمعات سكانية بأكملها إلى جانب المزارع والمواشي، وكل ما تمتلكه الأسر هناك.

وذكر الإعلام المحلي أن محافظ الحديدة في الحكومة الشرعية الحسن طاهر وجّه استغاثة عاجلة إلى المجلس الرئاسي والحكومة والشركاء الإنسانيين، طالبهم فيها بالتدخل السريع لإنقاذ الأسر المتضررة جراء السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت عدداً من المناطق المحررة في المحافظة.

المئات من سكان قرى جنوب الحديدة أصبحوا بلا مأوى (إعلام حكومي)

وقال المحافظ خلال تفقده قرى: جمينة، والبعشل، وبيت البريق، وشعب بني زهير، وبيت بيش، والمدرك والسيفي – وهي محاذية لوادي نخلة – إن السلطة المحلية تتابع الأوضاع من كثب وتعمل على حشد الجهود للإغاثة.

المسؤول اليمني الذي اطلع على حجم الكارثة الإنسانية التي خلَّفتها السيول في تلك القرى، جراء فقدان السكان منازلهم وممتلكاتهم، ذكر أن الخسائر البشرية تمثلت في 6 وفيات، بينهم طفلان ورجلان وجثتان مجهولتان لم يتم التعرف عليهما بعد.

كما أدى سقوط جسر وادي نخلة إلى إغلاق الطريق الرابط بين مدينة حيس وريفها، وأوضح أن العشرات من المنازل تضررت جزئياً وكلياً، بينما نفق أكثر من 100 رأس ماشية (أبقار وأغنام)، وتعرَّضت الممتلكات الشخصية والوثائق الثبوتية للتلف، بالإضافة إلى جرف أدوات المعيشة وملابس الأسر.

وفي حين أكدت السلطات المحلية أن حجم الكارثة يتجاوز قدراتها، مطالبة بسرعة تدخل المنظمات الإنسانية لتقديم الإغاثة العاجلة وإنقاذ حياة الأسر المنكوبة، أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح تضامنه الكامل مع أبناء الحديدة في هذه الكارثة، مشدداً على ضرورة التحرك العاجل لتوفير المأوى والإغاثة، والتنسيق مع الشركاء الإنسانيين لتلبية الاحتياجات الملحّة، موجهاً الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية بتقديم الإغاثة والإيواء العاجل للمتضررين.

دعوة لدعم دولي

في سياق التحرك الأممي، دعت منظمة الهجرة الدولية إلى دعم دولي عاجل للتخفيف من حدة الآثار الكارثية للفيضانات على آلاف الأسر في اليمن، ومنع المزيد من النزوح وفقدان الأرواح وتدهور الأوضاع.

وأوضحت المنظمة أن الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف وما تبعها من فيضانات جارفة ألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمعات المحلية في مختلف أنحاء البلاد، حيث «دمَّرت المنازل، وجرفت سبل العيش، وتسببت في نزوح آلاف الأسر التي تعيش ظروفاً محفوفة بالمخاطر».

وحسب المنظمة، فإن التقييمات السريعة التي أجرتها في 73 موقع نزوح تشير إلى تضرر أكثر من 46.5 ألف شخص، وأن محافظات إب وصنعاء والحديدة وتعز تُعدّ من بين الأكثر تضرراً، حيث ألحقت الفيضانات أضراراً بالمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية. كما ألحقت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في محافظة مأرب أضراراً بمواقع النزوح؛ ما زاد من تفاقم المعاناة في واحدة من أكثر مناطق اليمن هشاشة.

السيول اجتاحت المزارع والتجمعات السكنية (إعلام محلي)

ونبَّهت المنظمة الأممية إلى أن الفيضانات أدت إلى تفاقم مخاطر الصحة العامة، حيث تزايدت حالات الكوليرا والأمراض الأخرى المنقولة بالمياه مع انهيار أنظمة الصرف الصحي وتلوث مصادر المياه. وأشارت إلى أنه مع اكتظاظ المرافق الصحية تواجه المجتمعات مخاطر متزايدة بشأن تفشي الأمراض ومحدودية الوصول إلى الرعاية.

رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في اليمن، عبد الستار عيسويف، أكد أن الفيضانات تُمثل ضربة موجعة أخرى للأسر التي خسرت الكثير من قبل؛ لأن الناس أصبحوا مرة أخرى بلا منازل أو ممتلكات أو شعور بالأمان.

وقال المسؤول الأممي إن الناس «في حاجة إلى الحماية والمساعدة، وقبل كل شيء، يحتاجون إلى وقوف المجتمع الدولي إلى جانبهم»، مشدداً على أن تأخير التمويلات في ظل التناقص الحاد لمخزونات مواد الإغاثة الأساسية «يهدّد بانقطاع المساعدات المنقذة للحياة».

نداء استغاثة

كانت الحكومة اليمنية قد أطلقت نداء استغاثة لمساعدتها على مواجهة آثار الفيضانات، طالبت فيه شركاء العمل الإنساني بتوسيع نطاق المساعدات، بما في ذلك حزم الطوارئ والمأوى والغذاء ومستلزمات النظافة.

وطلبت وزارة التخطيط والتعاون الدولي من جميع الشركاء الإقليميين والدوليين من الدول والمؤسسات المالية والمنظمات الإنسانية دعم جهود الحكومة في التصدي للأضرار الناجمة عن المنخفض الجوي الذي يضرب عدداً من المحافظات (عدن، ولحج، وأبين، وحضرموت، وشبوة، والحديدة، وتعز ومأرب)، والذي تسبب في هطول أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات وسيول ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

يمنيون يراقبون مياه الأمطار وهي تغمر طريقاً قرب مخيم للنازحين جنوب الحديدة (أ.ف.ب)

وأكد نداء الاستغاثة أن الوضع الخطير الناجم عن المنخفض الجوي يتطلب تدخلاً عاجلاً وشاملاً لمواجهة تداعياته وتخفيف معاناة المواطنين المتضررين، ومنع حدوث كوارث إضافية قد تنجم عن الانهيارات الصخرية.

وشدد النداء على متابعة الحكومة من كثب لتطورات الوضع في المناطق المتأثرة، مهيباً بجميع الشركاء الاستجابة السريعة، وتقديم الدعم العاجل بكل أشكاله لإغاثة المتضررين، وإعادة تأهيل البنية التحتية ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، مؤكداً جاهزية الحكومة لتقديم كل التسهيلات الممكنة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

من جهته، ذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن 100 يمني وقعوا ضحايا جراء الفيضانات التي ضربت البلاد منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وقال المكتب الأممي في أحدث بياناته إن الأمطار الغزيرة والسيول أثرت في اليمن على عشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك أكثر من 100 قتيل وجريح، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي «الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد المجلس الانتقالي الجنوبي انفتاحه على «أي ترتيبات» مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي يؤكد أن تصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة تمرد على المرجعيات، ويعلن تحرك تحالف دعم الشرعية لحماية المدنيين وفرض التهدئة ودعم الوساطة السعودية الإماراتية

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

السعودية تعيد رسم خطوط التهدئة شرق اليمن، من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، و«تحالف دعم الشرعية» يستجيب لطلب العليمي التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي الخبراء العسكريون يحذّرون من أن تكون الأنشطة الحوثية في إب تمويهاً لتصعيد في جبهة بعيدة (أ.ف.ب)

أنفاق ومنصات صواريخ… استحداثات حوثية تحاصر سكان إب

كثّف الحوثيون استحداثاتهم العسكرية في محافظة إب بحفر الأنفاق ونشر منصات الصواريخ على المرتفعات، وقيّدوا حركة السكان، وسط تحذيرات من تمويه وتصعيد محتمل.

وضاح الجليل (عدن)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».


العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)
العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)
TT

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)
العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

وضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، خطوطاً حمراء واضحة أمام أي محاولات لفرض واقع عسكري جديد في محافظتي حضرموت والمهرة، مؤكداً أن ما يجري هناك لا يندرج في إطار خلاف سياسي، بل يمثل مساراً متدرجاً من الإجراءات الأحادية والتمرد على مرجعيات المرحلة الانتقالية.

وفي اجتماع موسّع مع هيئة المستشارين، شدد العليمي على أن حماية المدنيين مسؤولية الدولة، وأن القيادة السياسية طلبت رسمياً تدخل تحالف دعم الشرعية، الذي استجاب فوراً، لاحتواء التصعيد وحقن الدماء وإعادة الأوضاع إلى نصابها الطبيعي.

خلال الاجتماع - بحسب الإعلام الرسمي - استعرض العليمي تطورات الأوضاع في المحافظات الشرقية، لافتاً إلى أن الدولة تعاملت بـ«مسؤولية عالية» مع تصعيد وصفه بالخطير، فرضته تحركات عسكرية للمجلس الانتقالي هدفت إلى فرض أمر واقع بالقوة وتقويض مرجعيات المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض.

وأوضح أن مسار التصعيد في حضرموت اتسع من قرارات إدارية إلى تحركات عسكرية شملت مديريات غيل بن يمين والشحر والديس الشرقية، عادّاً أن الادعاء بمحاربة الإرهاب استُخدم ذريعة لتغيير موازين السيطرة على الأرض.

موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج (أ.ف.ب)

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أن مكافحة الإرهاب مسؤولية حصرية لمؤسسات الدولة النظامية، وأن أي أعمال خارج هذا الإطار لا تحاصر التطرف، بل تفتح فراغات أمنية خطيرة تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي.

وتطرق العليمي إلى الانتهاكات الإنسانية المصاحبة للتصعيد، مشيراً إلى تقارير ميدانية وحقوقية تؤكد سقوط ضحايا مدنيين واعتداءات على ممتلكات عامة وخاصة، فضلاً عن تقويض المركز القانوني للدولة اليمنية.

تحرك التحالف ودعم الوساطة

أحاط العليمي - وفق ما ذكرته المصادر الرسمية - هيئة المستشارين بنتائج اجتماع مجلس الدفاع الوطني، الذي خلص إلى توصيف التصعيد بعدّه خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية وتمرداً على مؤسسات الدولة الشرعية، مؤكداً واجب الدولة في حماية المدنيين وفرض التهدئة ومنع إراقة الدماء.

وقال إن القيادة السياسية، وبناءً على توصيات المجلس، تقدمت بطلب رسمي إلى تحالف دعم الشرعية لاتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين في حضرموت، وهو ما استجابت له قيادة القوات المشتركة بشكل فوري، حرصاً على حقن الدماء وإعادة الاستقرار.

العليمي اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في حضرموت (إ.ب.أ)

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أن أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد أو تعرض المدنيين للخطر سيتم التعامل معها مباشرة، بما يضمن حماية الأرواح وإنجاح جهود الأشقاء في السعودية والإمارات، وخروج قوات المجلس الانتقالي من معسكرات حضرموت والمهرة وتسليمها لقوات «درع الوطن»، وتمكين السلطات المحلية من ممارسة صلاحياتها الدستورية.

وجدد العليمي دعمه الكامل للوساطة التي تقودها الرياض وأبوظبي، مثمناً الدور الرائد للبلدين في دعم اليمن ووحدته واستقراره، ومشيداً بتصريحات الأمير خالد بن سلمان التي عكست حرصاً أخوياً صادقاً على استعادة مؤسسات الدولة.

كما أكد أن حل القضية الجنوبية سيظل التزاماً ثابتاً عبر التوافق وبناء الثقة، محذراً من مغبة الإجراءات الأحادية التي لا تخدم سوى أعداء اليمن، ومؤكداً أهمية إبقاء قنوات الحوار مفتوحة وحشد الطاقات لمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.