أوكرانيا تسعى لاستخدام بيانات ساحة المعركة كورقة تفاوض مقابل الدعم الغربي

أشخاص يسيرون عبر الجسر في سفياتوغورسك بمنطقة دونيتسك في 27 أغسطس2025 بعد أن تضرر من جراء غارة جوية حديثة خلال الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
أشخاص يسيرون عبر الجسر في سفياتوغورسك بمنطقة دونيتسك في 27 أغسطس2025 بعد أن تضرر من جراء غارة جوية حديثة خلال الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تسعى لاستخدام بيانات ساحة المعركة كورقة تفاوض مقابل الدعم الغربي

أشخاص يسيرون عبر الجسر في سفياتوغورسك بمنطقة دونيتسك في 27 أغسطس2025 بعد أن تضرر من جراء غارة جوية حديثة خلال الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
أشخاص يسيرون عبر الجسر في سفياتوغورسك بمنطقة دونيتسك في 27 أغسطس2025 بعد أن تضرر من جراء غارة جوية حديثة خلال الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني إن بلاده تدرس سبل تبادل بيانات ساحة المعركة مع حلفائها، واصفاً الكم الهائل من المعلومات المخزنة بأنها إحدى «أوراق» كييف لتعزيز موقفها في وقت تتفاوض فيه للحصول على الدعم من الدول الصديقة، وفق «رويترز».

وقال ميخائيلو فيدوروف الذي يرأس وزارة التحول الرقمي في أوكرانيا في مقابلة أجرتها معه «رويترز»: «البيانات التي لدينا لا تقدر بثمن بالنسبة لأي بلد»، مضيفاً أن أوكرانيا «تتوخى الحذر بشدة حالياً بشأن تبادلها».

وتعد مجموعات البيانات الضخمة أمراً بالغ الأهمية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي للتعرف على الأنماط والنماذج والتوصل إلى التوقعات.

وهذه الحاجة ملحة بشكل خاص في قطاع الدفاع العالمي المزدهر. فبينما يمكن العثور على مجموعات بيانات معظم الأنشطة المدنية، فإن أكبر حرب في القرن الحادي والعشرين بين جيوش متقدمة قد منحت أوكرانيا مجموعة لا مثيل لها من بيانات القتال، مما قد يساعد كييف على إثبات قيمتها بوصفها حليفاً لواشنطن.

ومنذ أن شنت روسيا غزوها عام 2022، جمعت أوكرانيا كميات هائلة من إحصائيات ساحة المعركة المسجلة بدقة. ومع تزايد استخدام الطائرات المسيّرة في الحرب، أصبح لديها الآن ملايين الساعات من اللقطات المصورة جواً للقتال.

وقال فيدوروف: «أعتقد أن هذه إحدى أوراق اللعب، كما يقول زملاؤنا وشركاؤنا، لبناء علاقات مفيدة للجانبين»، في إشارة واضحة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي قال للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الاجتماع الكارثي بالمكتب البيضاوي في فبراير (شباط) «ليس لديك أوراق لعب».

وقال فيدوروف: «الطلب على البيانات مرتفع بشكل لا يمكن تصوره، ولكننا نعمل في الوقت الحالي على صياغة سياسة بشأن كيفية تنظيم هذه العملية بالشكل الصحيح».

وسعت أوكرانيا أيضاً إلى أن تكون ساحة اختبار لشركات الدفاع العالمية، ودعتها لتجربة أسلحة جديدة في أوكرانيا. وأوضح فيدوروف أنه تم تلقي ما يقرب من ألف طلب حتى الآن، وأن 50 منتجاً مختلفاً «في طريقها إلى أوكرانيا».

ومضى فيدوروف قائلاً إن أوكرانيا تستخدم الآن الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطائرات المسيّرة، بما في ذلك العديد من أنظمتها المستخدمة في الهجمات البعيدة المدى في عمق روسيا.

وتابع أن أجهزة الكمبيوتر قادرة على مسح صور الاستطلاع الجوي والأقمار الاصطناعية التفصيلية لتحديد أهداف قد يستغرق العثور عليها «عشرات الساعات» من العمل البشري.

وقال فيدوروف إن العمل جار على أنظمة من شأنها أن تجعل الطائرات المسيّرة ذاتية التحكم تماماً، وهو ما سيسمح لها بالتحليق من دون تدخل العنصر البشري والعمل في أسراب.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
أوروبا المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وارد.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز) play-circle

تحليل إخباري انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

يتعاظم القلق الأوروبي من النهج الأميركي في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو. فالتسارع عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة.

إيلي يوسف (واشنطن)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.


موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
TT

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الروسي وتسجيلات مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتستهدف أوكرانيا على نحو متكرر الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز، لكن نادراً ما تصل مسيّراتها إلى المناطق الحضرية، وخصوصاً وسط العاصمة غروزني، حيث وقعت الحادثة الجمعة.

وندّد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، بـ«هذا النوع من التصرّفات»، معتبراً أنّه «ليس أكثر من محاولة لتخويف السكان المدنيين وخلق وهم الضغط».

وأكد أنّ «الأهم بالنسبة إلينا، أنّ أحداً لم يُصب»، متهماً كييف بـ«التعويض عن ضعفها عبر تنفيذ ضربات على البنى التحتية المدنية».

ولم تؤكد السلطات المحلية ولا تلك الفيدرالية الروسية الانفجار، لكن شبكة «آر تي» الرسمية نقلت عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن مسيّرة أوكرانية نفّذت الهجوم. ولم يتم الإعلان عن سقوط أي ضحايا.

وأغلقت وكالة الطيران الروسية «روسافياتسيا» مطار غروزني، في وقت سابق الجمعة، على خلفية مخاوف أمنية استمرت بضع ساعات، بحسب ما أعلنت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت عدة تسجيلات مصورة على شبكات التواصل الدخان يتصاعد من برج زجاجي، حيث تهشمت النوافذ في 5 طوابق.

ويعدّ القيام بأي عمل صحافي في الشيشان، التي تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها «دولة داخل الدولة»، أمراً شبه مستحيل نتيجة القيود التي تفرضها السلطات.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المبنى يضم مجلس الأمن الشيشاني، ويبعد نحو 800 متر من مقر إقامة قديروف، كما يقع بجانب الفرع المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ودعم قديروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وأرسل آلاف الجنود الشيشانيين للقتال فيها.