لقاءات الوفد الأميركي في بيروت تكرس منهج «خطوة مقابل خطوة»

بانتظار خطة الجيش اللبناني ومن ثم الرد الإسرائيلي العملي

الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً الوفد الأميركي (أ.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً الوفد الأميركي (أ.ب)
TT

لقاءات الوفد الأميركي في بيروت تكرس منهج «خطوة مقابل خطوة»

الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً الوفد الأميركي (أ.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً الوفد الأميركي (أ.ب)

عكست لقاءات الوفد الأميركي الموسع في بيروت تكريساً لمنهج «خطوة مقابل خطوة»، بانتظار الخطوات العملية المقبلة من قبل إسرائيل، بعد تقديم الجيش اللبناني خطته لسحب سلاح «حزب الله» تنفيذاً لقرار الحكومة اللبنانية، مقابل رفض مطلق لمطلب «حزب الله» الذي يربط البحث بسلاحه بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

ورغم بعض المواقف العالية السقف التي صدرت من قبل أعضاء الوفد الموسع، فقد تحدث المبعوث الأميركي توم براك ونائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، عن هذا المنهج، فيما جدّد الرئيس اللبناني جوزيف عون التزامه باتفاق وقف إطلاق النار وبـ«الورقة اللبنانية - الأميركية».

المبعوث الأميركي توم براك ونائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في بيروت (أ.ف.ب)

وكان الوفد الأميركي الذي ضم إضافة إلى براك وأورتاغوس، السيناتور السيدة جين شاهين، والسيناتور ليندسي غراهام، والنائب جون ويلسون، قد وصل، مساء الاثنين، إلى بيروت، حيث شارك في عشاء حضرته شخصيات سياسية واجتماعية قبل أن يلتقي، الثلاثاء، رئيس الجمهورية جوزيف عون في القصر الرئاسي، حيث عقدوا مؤتمراً صحافياً مشتركاً، ومن ثم رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام.

أورتاغوس: «خطوة مقابل خطوة»

وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد لقاء الوفد الرئيس عون، قالت أورتاغوس: «إسرائيل مستعدة لأن تسير بخطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانية»، فيما قال براك: «حكومتكم ستقدم في الأيام المقبلة اقتراحاً وخطة اقتراح لما هو في نيتها القيام به لنزع سلاح (حزب الله). وعندما ترى إسرائيل ذلك، سيقدم الإسرائيليون الاقتراح المقابل، وما سيقومون به لجهة الانسحاب، وضمان حدودهم أيضاً والنقاط الخمس، مقابل ما سنعرضه عليهم من الجهة اللبنانية».

رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً الوفد الأميركي (إ.ب.أ)

وفي رد على سؤال عما إذا ستلتزم إسرائيل بوقف الأعمال العدائية والغارات على لبنان، مقابل القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بنزع سلاح «حزب الله»، قالت أورتاغوس: «إسرائيل مستعدة لأن تتحرك خطوة خطوة، لربما خطوات صغيرة، لكنها مستعدة لأن تمشي وتسير خطوة خطوة مع قرارات الحكومة... ونحن بالتأكيد نشجع الحكومة الإسرائيلية على القيام بنفس الخطوات».

براك: بانتظار خطة الجيش اللبناني

من جهته، قال براك: «ما يقوله الإسرائيليون هو أنهم سيلاقون خطوة بخطوة ما سيتم وما هي خطة نزع السلاح». وأضاف: «الجيش اللبناني وحكومتكم سيعرضان خطة وسيقولون لـ(حزب الله) كيفية نزع السلاح. هذا يجب ألا يكون عسكرياً. نحن لا نتحدث عن حرب. نحن نتحدث عن كيفية إقناع (حزب الله) بالتخلي عن هذه الأسلحة»، وأضاف: «لقد قاموا بعمل جيد جنوب الليطاني في هذا الوضع المربك. تذكروا، كانت هناك اتفاقية 2024 التي لم يحترمها أحد ولم يلتزم بها أحد. نحن نتحدث عن اتفاقية وقف الأعمال العدائية الموجودة قيد التنفيذ، ولكن لا أحد يلتزم بها».

ووصف براك ما قامت به الحكومة اللبنانية بالمذهل، وقال: «حكومتكم قامت بشيء مذهل، واتخذت 11 نقطة، وقالت إننا كحكومة سنلتزم بالقيام بهذه النقاط والمساعي، وأول خطوة أساسية هي أننا سنطلب من الجيش اللبناني إعداد خطة حول كيفية نزع سلاح (حزب الله) سيتم عرضها علينا للموافقة. وما أقوله، وهذا تاريخي أيضاً، أن إسرائيل لا تريد أن تحتل لبنان. نحن ملزمون بالانسحاب من لبنان، وسنلاقي هذه التوقعات بالانسحاب بخطتنا فور رؤيتنا ما هي الخطة لنزع سلاح (حزب الله) في الواقع. إذن هذه كلمات من الجهتين لكنها كلمات مهمة للغاية؛ لأننا نصل إلى هذا الممر الضيق للأفعال».

وقال برّاك: «إن الخطة التي يعدها لبنان لن تنطوي بالضرورة على عمل عسكري لإقناع (حزب الله) بإلقاء سلاحه»، مضيفاً: «لا يتحدث الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية عن حرب. إنهما يتحدثان عن كيفية إقناع (حزب الله) بالتخلي عن تلك الأسلحة».

وقالت مصادر وزارية مطلعة على لقاءات الوفد في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إنه بعدما اتخذت الحكومة قرار حصرية السلاح سيقدم الجيش خطّته، وبعد ذلك يفترض أن تتخذ تل أبيب خطوة بالمقابل على الأقل لوقف الانتهاكات المستمرة في جنوب لبنان تمهيداً لبدء الانسحاب من النقاط الخمس».

السيناتور غراهام: نزع سلاح «حزب الله» أولاً

ورغم بعض الكلام العالي السقف الذي صدر في المؤتمر الصحافي الذي عقده الوفد بعد لقائه الرئيس عون، ولا سيما الصادر عن السيناتور غراهام، قالت المصادر الوزارية: «الأجواء خلال الاجتماع لم تكن كما عكستها التصريحات المتشددة في المؤتمر الصحافي، بحيث يمكن القول إن الأجواء كانت مقبولة بانتظار خطة الجيش اللبناني»، موضحة «أن براك وأورتاغوس تولّيا الحديث عن تنفيذ الورقة الأميركية، فيما أعضاء الوفد الآخرون كانت مهمّتهم التركيز على الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي يقوم بها لبنان، حيث كانت موافقهم إيجابية في هذا الإطار، وأثنوا على الخطوات التي قام بها لبنان».

السيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام بعد لقاء الرئيس اللبناني جوزيف عون (إ.ب.أ)

وكان غراهام قال: «لا تسألوني أي أسئلة عمّا ستفعله إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح (حزب الله). إذا تم نزع سلاح (حزب الله)، ستكون لنا محادثات جيدة، وإذا لم يتحقق ذلك فلا معنى للمحادثات». وأضاف: «لا تقولوا لي بعد الآن إننا لن ننزع سلاح (حزب الله) ما لم تقم إسرائيل بخطوة ما، فإذا كان هذا شعاركم، فستفشلون. إن سبب نزعكم سلاح (حزب الله) أنه الأفضل لكم، هذا البلد سيخطو خطوات إلى الوراء وليس إلى الأمام إذا لم يتم نزع سلاح الفلسطينيين و(حزب الله)».

في المقابل، قال غراهام: «وجودي هنا مع جاين زميلتي الرائعة في مجلس الشيوخ، هو للقول لكم إن الكونغرس ينظر إلى لبنان بطريقة مختلفة لأنكم تتصرفون بشكل مختلف. وإذا استمررتم في هذا المسار، أعتقد أنكم تتمتعون بفرصة رائعة لتأمين بلدكم عسكرياً واقتصادياً بأفضل طريقة ممكنة منذ قدومي إلى المنطقة مع جون ماكاين. وكله يعتمد على ما سيحصل مع (حزب الله) والفلسطينيين».

وتحدث غراهام عن توجه لتعيين سفير بديلاً عن السفيرة الحالية ليزا جونسون، قائلاً: «لدينا سفيرة رائعة لدى لبنان، ولكن الرئيس ترمب يرغب في أن يكون أحد أقرب أصدقائه سفيراً في لبنان، وسنحاول أن يتحقق ذلك في أسرع وقت ممكن».

وتحدثت من جهتها السيناتور جاين عن الإصلاحات المصرفية، «وهي مسألة كبيرة ومهمة للناس في لبنان، وأساس للبناء على المبادرات الاقتصادية والتقدم في هذا المجال»، مؤكدة: «ونحن أيضاً ندعم هذه الإصلاحات لعلمنا مدى أهميتها للبلاد، ونأمل أن ينجح البرلمان في إقرارها».

أهمية استمرار دعم الجيش اللبناني

وتحدثت السيناتور شاهين عن الدعم اللوجيستي والمالي للجيش اللبناني، مشيرة إلى أنه تم البحث بهذا الموضوع خلال اللقاء مع الرئيس عون، وأوضحت: «تحدثنا عن هذا الأمر، وأهمية تدريب وتجهيز الجيش، وهي مسألة ندعمها أنا والسيناتور غراهام الذي يرأس في مجلس الشيوخ لجنة تأمين الأموال للمساعدات الأجنبية لوزارة الخارجية. وأنا أيضاً في لجنة القوات المسلحة، وتحدثنا عن أهمية الاستمرار في دعم الجيش اللبناني في جهوده، وما يمكن للولايات المتحدة تقديمه في هذا الشأن».

عون يجدد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار

واطلع رئيس الجمهورية على نتائج زيارات الوفد إلى إسرائيل، والمواقف التي صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين، وجدد خلال لقائه التزام لبنان الكامل بإعلان نوفمبر لوقف الأعمال العدائية، والذي أقر برعاية أميركية – فرنسية، ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع، وبورقة الإعلان المشتركة الأميركية - اللبنانية التي أقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء». وخلال الاجتماع، جدد الرئيس عون أمام الوفد الشكر للإدارة الأميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان، والتزامهم بمساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كافة المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الأمن والاستقرار في لبنان، متمنياً على الجانب الأميركي متابعة الاتصالات مع الجهات المعنية كافة، وخصوصاً مع البلدان العربية والغربية الصديقة للبنان للدعم والإسراع في مساري إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، مثمناً ما صدر من أعضاء الوفد من مواقف عن الرؤية الأميركية لإنقاذ لبنان والمستندة إلى ثلاث قواعد هي: استتباب الأمن عبر حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها دون سواها، وضمان الازدهار الاقتصادي في الرهان على قدرة اللبنانيين في الابتكار والاستثمار، وصون المبادرة الفردية وإطلاق طاقات القطاع الخاص في لبنان كما في بلاد الانتشار.

كذلك، صون الديمقراطية التوافقية في لبنان التي تحمي كل الجماعات اللبنانية، في إطار نظام تعددي حر يجعلها سواسية أمام القانون وشريكة كاملة في إدارة الدولة والبلاد.

واطلع الرئيس عون من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم إلى دمشق، وأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لإقامة أفضل العلاقات مع لبنان. وأكد أنها رغبة وإرادة متبادلتين بين البلدين، كما جدد استعداد لبنان العمل فوراً على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الإخوة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشدداً على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية.

سلام: مسار حصر السلاح انطلق

وفيما كان لافتاً صدور بيان مقتضب عن رئاسة البرلمان يفيد بلقاء رئيسه نبيه بري مع الوفد الأميركي، حيث بحثا مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة، قال بيان صادر عن رئاسة الحكومة، إن «رئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائه الوفد الأميركي، شدد على أن مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم، هو مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه»، لافتاً إلى أن الحكومة ثبّتت هذا التوجّه في جلسة 5 أغسطس (آب)، حيث اتُّخذ قرار حازم بتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام، وعرضها على مجلس الوزراء، وهو ما سيُعرض الأسبوع المقبل.

وأكّد أن هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر، غير أنّ تطبيقها تأخر لعقود فأضاع على لبنان فرصاً عديدة في السابق. كما أعاد الرئيس سلام التأكيد على التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها السفير براك، بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرها مجلس الوزراء، مشدّداً أمام الوفد على أن هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، ووقف جميع الأعمال العدائية.


مقالات ذات صلة

لبنان: «قانون الودائع» يضاعف الهواجس من الالتزام بالتمويل

المشرق العربي لبنانية تعتصم أمام مبنى «جمعية المصارف» في بيروت بعد الأزمة المعيشية في 2019 (أرشيفية - أ.ب)

لبنان: «قانون الودائع» يضاعف الهواجس من الالتزام بالتمويل

أثار مشروع قانون «الاستقرار المالي واسترداد الودائع»، الذي أقرته الحكومة اللبنانية، الجمعة، موجة من الهواجس التي ترافق إحالته المرتقبة إلى البرلمان

علي زين الدين (بيروت)
المشرق العربي آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

اعتداءات «متزامنة» من إسرائيل وسكان محليين على «اليونيفيل» في جنوب لبنان

تعرّضت قوات حفظ السلام الأممية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، لاعتداءين منفصلين خلال 24 ساعة، أحدهما من إسرائيل، والآخر من سكان لبنانيين محليين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دورية للجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لسيارة في بلدة عقتنيت بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

لبنان يواكب قمة ترمب - نتنياهو والعين على ابتعاد شبح الحرب

تحظى القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، المنعقدة في 29 الحالي في فلوريدا، باهتمام لبناني.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي عناصر في الجيش اللبناني يقفون قرب سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة عقتنيت بجنوب لبنان وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص (د.ب.أ)

لبنان «يدير المخاطر» وسط تهديدات إسرائيلية وغياب الضمانات

يتحرّك لبنان سياسياً في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية، ضمن هامش ضيّق ترسمه توازنات خارجية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لسيارات تصطفّ لدخول لبنان بعد الإطاحة ببشار الأسد بالقرب من الحدود اللبنانية السورية (رويترز)

اعتقال 12 شخصاً بينهم ضباط مرتبط بنظام الأسد على الحدود السورية اللبنانية

ألقت وحدات حرس الحدود السورية، في وقى متأخر من يوم أمس (الجمعة)، القبض على 12 شخصاً بينهم عناصر وضباط لديهم ارتباط بالنظام السابق على الحدود السورية اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

السوداني يؤكد تلقي العراق تهديدات «عبر طرف ثالث»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
TT

السوداني يؤكد تلقي العراق تهديدات «عبر طرف ثالث»

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)

أكد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني تلقي بغداد تهديدات إسرائيلية «مستمرة» وصلت عبر طرف ثالث، في أول إقرار رسمي من هذا المستوى بعد أيام من تقرير لـ«الشرق الأوسط» تحدث عن تحذيرات غير مباشرة من ضربات وشيكة داخل العراق.

وقال السوداني، في مقابلة متلفزة مساء السبت، إن «التهديدات الإسرائيلية مستمرة ووصلتنا عبر طرف ثالث»، من دون أن يحدد طبيعة الجهة الناقلة أو مضمون الرسائل، مكتفياً بالإشارة إلى أن الحكومة تعاملت مع الملف بحذر بالغ لتجنيب البلاد المزيد من التصعيد.

وجاء التصريح بعد نحو أسبوع من تقرير نشرته «الشرق الأوسط» كشف، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الحكومة العراقية وجهات سياسية فاعلة تلقت رسالتي تحذير غير اعتياديتين من دولة عربية وجهاز استخبارات غربي، تضمنتا معلومات «جدية» عن اقتراب تنفيذ ضربات عسكرية واسعة داخل العراق.

ورجحت المصادر أن تشمل الضربات المحتملة مواقع ومخازن طائرات مسيَّرة وصواريخ ومعسكرات تدريب، إلى جانب مؤسسات وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري على صلة بفصائل شيعية و«الحشد الشعبي»، في سياق تصعيد إقليمي مرتبط بالمواجهة بين إسرائيل ومحور تقوده إيران.

وكان جهاز المخابرات العراقي قد نفى «جملة وتفصيلاً»، في بيان رسمي، تلقي الحكومة أية رسائل تحذير من هذا النوع.

وفي سياق آخر، أكَّد السوداني خلال المقابلة المتلفزة «قيام الحكومة العراقية بمسعى مهم لترتيب لقاء ثنائي بين طهران وواشنطن في بغداد لاستئناف الحوار بين الطرفين»، كاشفاً عن أنه «طرح على المبعوث الأميركي توم برَّاك استثمار علاقة بغداد مع طهران من أجل استئناف التفاوض الإيراني الأميركي».


القبض على أحد أعضاء خلية «سرايا الجواد» في الساحل السوري

بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
TT

القبض على أحد أعضاء خلية «سرايا الجواد» في الساحل السوري

بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)

أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم (الأحد)، القبض على أحد أعضاء خلية تابعة لسهيل الحسن (الذي يتهم بارتكاب مجازر بحق الشعب السوري في عهد نظام الأسد)، بريف جبلة بالساحل السوري.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي اليوم: «استكمالاً للعملية الأمنية التي نفَّذتها قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية ضد خلية ما تُسمى (سرايا الجواد) الإرهابية التابعة للمجرم سهيل الحسن في قرية دوير بعبدة بريف جبلة، تمكَّنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة جبلة من القبض على المدعو باسل عيسى علي جماهيري، أحد أعضاء الخلية».

https://www.facebook.com/syrianmoi/posts/في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB3في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة83في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة8B-في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB9في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA3في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة81في المائةD8في المائةB0في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةA7-في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAFفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA3في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAFفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAEفي المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةADفي المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة81في المائةD8في المائةB8في المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB0في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةB6في المائةD8في المائةAF-/1192465459642717/?locale=ar_AR

وأشارت إلى أنه «خلال التحقيق، اعترف المذكور بإخفاء كمية من الأسلحة والذخائر التي كانت تستخدمها الخلية الإرهابية في استهداف مواقع الأمن الداخلي والجيش».

ولفتت إلى أن «فرقاً مختصة توجَّهت، استناداً إلى تلك الاعترافات، إلى المواقع المحددة، وضبطت أسلحة رشاشة وذخائر متنوعة جرت مصادرتها»، موضحة أن «المقبوض عليه أُحيل إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقه».

وكانت خلية «سرايا الجواد» متورطة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات ميدانية، وتفجير عبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف نقاط تابعة للأمن الداخلي، والجيش، والتخطيط لأعمال إرهابية في رأس السنة، وفق ما صرح قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز هلال الأحمد.


غزة: نازحون يبيتون في العراء وسط البرد القارس بعد غرق خيامهم

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
TT

غزة: نازحون يبيتون في العراء وسط البرد القارس بعد غرق خيامهم

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)

توفيت شابة فلسطينية إثر سقوط جدار منزل قصفه الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على خيمتها في حي الرمال غربي مدينة غزة، فيما تسببت رياح قوية وأمطار غزيرة، بغرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى بمناطق متفرقة من قطاع غزة.

وحذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم (الأحد) من أن سوء الأحوال الجوية يزيد من المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة.

وقال لازاريني عبر منصة «إكس»: «تفاقم الأحوال الجوية القاسية في الشتاء أكثر من عامين من المعاناة. يكافح الناس في غزة للبقاء على قيد الحياة داخل خيام بالية ومغمورة بالمياه وبين الأنقاض». وأضاف المفوض الأممي: «ما يحدث ليس أمراً لا مفرّ منه. فإمدادات المساعدات لا يُسمح بدخولها بالحجم المطلوب»، مشيراً إلى أن الوكالة «تواصل بذل كل ما في وسعها». وتابع: «يمكننا مضاعفة هذه الجهود فوراً إذا سمح بدخول المساعدات».

https://x.com/UNLazzarini/status/2005206310803968316

أغرقت الأمطار خيام النازحين في مدينة غزة، وعصفت الرياح بمئات أخرى، مع استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب المدينة، منذ يوم أمس.

وأفاد جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم، بوفاة مواطنين فلسطينيين اثنين نتيجة المنخفض الجوي. ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل قوله إنه «منذ بدء تأثير المنخفض وحتى صباح اليوم، سجلنا حالتي وفاة لطفل وامرأة، نتيجة غرق الطفل في حفرة مياه بمنطق السودانية شمالي القطاع، فيما توفيت السيدة نتيجة سقوط جدار عليها قرب ميناء غزة».

وأوضح بصل أن مئات الخيام غرقت وتطايرت نتيجة المنخفض، بالرغم من محدوديته بالمقارنة مع المنخفضات السابقة ، مضيفا: «تلقينا مناشدات من
مئات الحالات نتيجة الغرق، وتدخلنا للعشرات منها في مراكز إيواء وأماكن متفرقة».

وتتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع تعرضه لمنخفض جوي شديد مصحوب بأمطار غزيرة ورياح عاتية، وسط عجز تام في سبل الحماية والإمكانات الإغاثية، ما اضطر النازحين إلى قضاء ليلتهم يوم أمس، تحت تأثير البرد القارس، في ظل نقص الإمكانات، وغياب وسائل الحماية من البرد والأمطار.

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

ويواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف. وقالت بلدية غزة إن «آلاف العائلات باتت تعيش في العراء بعد غرق خيامهم»، مطالبة بـ«الضغط على الاحتلال من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات ومستلزمات الإيواء».

بدوره، قال جهاز الدفاع المدني إن غزة تعيش أوضاعاً إنسانية شديدة القسوة و«تردنا نداءات استغاثة متواصلة من نازحين جراء العاصفة، الخيام البالية لم تصمد أمام شدة الرياح، ما أدى إلى تمزقها واقتلاع بعضها وترك العائلات في العراء». وأضاف أن محاولات أصحاب الخيام تثبيتها باءت بالفشل، بسبب شدة الرياح وقوة العاصفة.

ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في الشهر الجاري، لقي 17 فلسطينياً بينهم أربعة أطفال حتفهم، فيما غرقت نحو 90 في المائة من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق بيان سابق للدفاع المدني بالقطاع. كما أدت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، وفق معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة. وتسببت أيضاً في انهيار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.

ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في مبانٍ متصدعة آيلة للسقوط نظراً لانعدام الخيارات وسط تدمير إسرائيل معظم المباني في القطاع، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف النار، وفق المركز.

ويواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، حيث يقيم أغلبهم في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

صورة عامة لخيام النازحين على شاطئ مدينة غزة (د.ب.أ)

ويفاقم غياب الوقود الأزمة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلاً، الأمر الذي انعكس سلباً على كثير من الأطفال، حيث سجلت وفاة عدد منهم.

يأتي ذلك في الوقت الذي يشن فيه الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة على مدن في القطاع، تزامناً مع تواصل القصف وعمليات النسف في مختلف المناطق الشرقية من القطاع.