قبل اجتماع البيت الأبيض... رئيس كوريا الجنوبية خشي من «لحظة زيلينسكي» وكتاب ترمب أنقذه

دونالد ترمب ولي جاي ميونغ يتحدثان خلال اجتماع داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة (إ.ب.أ)
دونالد ترمب ولي جاي ميونغ يتحدثان خلال اجتماع داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة (إ.ب.أ)
TT

قبل اجتماع البيت الأبيض... رئيس كوريا الجنوبية خشي من «لحظة زيلينسكي» وكتاب ترمب أنقذه

دونالد ترمب ولي جاي ميونغ يتحدثان خلال اجتماع داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة (إ.ب.أ)
دونالد ترمب ولي جاي ميونغ يتحدثان خلال اجتماع داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة (إ.ب.أ)

قال الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، إن مساعديه كانوا قلقين من احتمال تعرضه لما وصفها بـ«لحظة زيلينسكي» خلال لقائه الأول مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض.

كان ترمب قد هاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل مفاجئ خلال لقائهما في وقت سابق هذا العام، مما أثار جدلاً واسعاً. لكنّ لي قال إن لقاءه مع ترمب «فاق توقعاته»، وعزا ذلك إلى قراءته كتاب ترمب «فن الصفقة» (The Art of the Deal).

كان ترمب قد أثار التوترات قبل القمة بتشكيكه في ديمقراطية كوريا الجنوبية من خلال منشور على وسائل التواصل الاجتماعي كتب فيه: «ماذا يحدث في كوريا الجنوبية؟»، وألمح إلى احتمال حدوث «تطهير أو ثورة»، في تعليق فُسّر على نطاق واسع على أنه تلميح إلى محاكمة الرئيس السابق يون سوك يول، بعد محاولته الفاشلة إعلان الأحكام العرفية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ (وسط) قبل محادثاتهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

وأضاف ترمب في المنشور: «لا يمكننا أن نسمح بذلك ونُجري أعمالنا هناك. أقابل الرئيس الجديد اليوم في البيت الأبيض. شكراً لكم على اهتمامكم بهذا الأمر!».

كما صرّح ترمب للصحافيين بأنه «سمع أخباراً سيئة» عن الوضع السياسي في كوريا الجنوبية.

وتحدث لي خلال فعالية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، قائلاً إنه كان واثقاً قبل لقائه ترمب بأنه «لن يواجه نفس الموقف» الذي واجهه زيلينسكي مع ترمب ونائبه جي دي فانس.

وأوضح أن «ذلك لأنني قرأت كتاب الرئيس ترمب (فن الصفقة)».

يشار إلى أن «فن الصفقة» هو مذكرات وكتاب مساعدة ذاتية نُشر عام 1987. شارك في تأليفه الصحافي توني شوارتز، ويمزج قصص ترمب الشخصية مع إرشادات عملية حول التفاوض واستراتيجية الأعمال وعقد الصفقات.

وقال لي إن مناقشاته مع ترمب ركزت على كيفية «تحديث التحالف الثنائي ليكون أكثر تبادلية وتوجهاً نحو المستقبل بما يتماشى مع المشهد الأمني ​​المتغير».

وفي لقائه الأول مع ترمب، عبّر لي، الذي انتُخب في يونيو (حزيران)، عن إعجابه بالمكتب البيضاوي «المشرق والجميل»، وأشاد بعلاقة الرئيس الأميركي بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وقال: «الشخص الوحيد القادر على إحراز التقدم هو أنت يا سيدي الرئيس. إذا أصبحتَ صانع السلام فسأساعدك بأن أكون مسرعاً للإيقاع».

دونالد ترمب ولي جاي ميونغ يتحدثان خلال اجتماع داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة (إ.ب.أ)

حتى إنه مازح الرئيس الأميركي بشأن بناء برج ترمب في كوريا الشمالية، قائلاً له باللغة الكورية: «آمل أن تتمكن من إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، الدولة الوحيدة المنقسمة في العالم، حتى تتمكن من مقابلة كيم جونغ أون، وبناء برج ترمب في كوريا الشمالية حتى أتمكن من لعب الغولف هناك».

لاحقاً، عندما سأل أحد المراسلين ترمب عن تصريحاته السابقة حول مداهمة السلطات الكورية الجنوبية للكنائس، قال إنه سمع عنها من خلال «معلومات استخباراتية»، لكنه أضاف أنها «لا تبدو لي كتصريحات كوريا الجنوبية».

وعندما ذكر لي أن مسؤوليه يبحثون في الادعاء، قال ترمب إنه واثق من أنهم «سيحلّون الأمر». ووصف التقرير بأنه «شائعة» وربما «سوء فهم».

كان المدعي الخاص الكوري الجنوبي، مين جونغ كي، قد أمر الشهر الماضي بمداهمة مقرّات «كنيسة التوحيد» وبعض المسؤولين المرتبطين بها، ضمن تحقيق يشمل مزاعم ضد السيدة الأولى السابقة كيم كون هي، حسب وكالة «يونهاب».

وفي خطوة مماثلة، داهمت شرطة سيول «كنيسة سارانغ جيل»، التي يقودها القس الإنجيلي جون كوانغ هون، الذي سبق أن نظَّم مظاهرات مؤيدة للرئيس المخلوع.

ومساء الاثنين، أكد لي الدور الحاسم للتحالف العسكري بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في مواجهة التهديد النووي لكوريا الشمالية. وأكد أن سيول ليست لديها خطة لتطوير أسلحة نووية، لكنه حذر من أن سعي بيونغ يانغ للحصول على صواريخ عابرة للقارات مزودة برؤوس نووية، يمثل خطراً متصاعداً.

وقال لي: «هناك توازن في المخاوف في شبه الجزيرة الكورية، لكن الوضع يتدهور».

وتجنب لي تفاصيل اتفاقية تجارية شفهية أُبرمت الشهر الماضي، لكن ترمب أوضح أن الولايات المتحدة لن تُعيد التفاوض.

وقال ترمب: «واجهوا بعض الصعوبات، لكننا تمسكنا بموقفنا. سنُبرم، وهم سيُبرمون الاتفاقية التي وافقوا عليها».

في غضون ذلك، أسهمت التصريحات الاقتصادية في تلطيف الصورة العامة للزيارة. فبعد ساعات قليلة من زيارة السيد لي، كشفت «الخطوط الجوية الكورية» عن خطط لشراء 103 طائرات بوينغ، وكشفت «أمازون» عن شراكة بقيمة 50 مليار دولار مع شركات كورية جنوبية لتطوير مفاعلات نووية صغيرة.

ومع ذلك، لم يُحرز اجتماع القمة تقدماً يُذكر في الجوانب الأكثر إثارة للجدل في العلاقة. ويوم الاثنين، تجنب ترمب الرد على سؤال حول سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية. كما اقترح أن الولايات المتحدة قد تتولى ملكية الأرض التي تستضيف قاعدة «أوسان» الجوية، الواقعة جنوب سيول والتي تُدار بشكل مشترك من البلدين.

وأكد، في حضور لي، أن كلاً من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «بحاجة إلى الأخرى» من أجل التجارة. وقال: «نحب ما يفعلونه، ونحب منتجاتهم، ونحب سفنهم، ونحب الكثير من الأشياء التي يصنعونها». وأضاف أنه في المقابل، يمكن للولايات المتحدة أن تزوِّد كوريا الجنوبية بالنفط والغاز.


مقالات ذات صلة

ترمب: سيتّضح خلال أسابيع ما إذا كان ممكناً إنهاء الحرب في أوكرانيا

الولايات المتحدة​ ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)

ترمب: سيتّضح خلال أسابيع ما إذا كان ممكناً إنهاء الحرب في أوكرانيا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه تم إحراز «تقدم كبير» في المحادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتجع مارالاغو الأحد.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 4 فبراير 2025 (أرشيفية - إ.ب.أ) play-circle

تقرير: نتنياهو فكر في فتح معبر رفح قبل لقاء ترمب لكنه تراجع

نقلت صحيفة إسرائيلية، عن مصدر، قوله إن بنيامين نتنياهو عرض فتح معبر رفح بين مصر وغزة في كلا الاتجاهين كبادرة حسن نية قبل اجتماعه مع ترمب، لكنه تراجع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)

ترمب المتفائل: زيلينسكي وبوتين جادّان

بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق سلام لدى استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارالاغو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لدى وصولهما إلى المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض أمس (أ.ف.ب) play-circle

نتنياهو يستعد لترمب بخطة بديلة في غزة... وتركيز على إيران

وسط زخم من التقديرات والتسريبات الإسرائيلية عما جرى إعداده في تل أبيب للقاء دونالد ترمب، مع بنيامين نتنياهو، اعتبرت مصادر إسرائيلية أن اللقاء «معركة مصيرية».

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري ترمب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتصافحان في البيت الأبيض 13 فبراير 2025 (رويترز)

تحليل إخباري استراتيجية ترمب للأمن القومي... من الاحتواء إلى إعادة الاصطفاف

تُعدّ وثيقة الأمن القومي التي صدرت عن إدارة ترمب هذا الشهر أهم وثيقة جيوسياسيّة أميركيّة، إذ ترسم توجّهات واشنطن الداخلية كما الخارجيّة.


ترمب: سيتّضح خلال أسابيع ما إذا كان ممكناً إنهاء الحرب في أوكرانيا

ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)
ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)
TT

ترمب: سيتّضح خلال أسابيع ما إذا كان ممكناً إنهاء الحرب في أوكرانيا

ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)
ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه تم إحراز «تقدم كبير» في المحادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتجع مارالاغو الأحد.

وقال ترمب للصحافيين خلال مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماعه مع نظيره الأوكراني: «نحن نقترب كثيراً، وربما نقترب جداً» من إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن نتائج المفاوضات بشأن اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا قد تُعرف في الأسابيع المقبلة.

زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع ترمب عقب اجتماعهما في منتجع مارالاغو الأحد (رويترز)

وأضاف ترمب: «أعتقد أننا سنعرف في غضون أسابيع بطريقة أو بأخرى» ما إذا كانت المحادثات قد أثمرت، مشيراً إلى أن المفاوضات كانت "صعبة للغاية».

ورداً على سؤال حول زيارة محتملة لأوكرانيا، لم يستبعد ترامب ذلك وقال «اقترحت الذهاب إلى هناك والتحدث أمام برلمانهم».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (أ.ب)

من جهتها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس ‌الأوكراني ‌فولوديمير ‌زيلينسكي ،⁠والرئيس ​الأميركي ‌دونالد ترمب، وزعماء أوروبيين، إنه تم إحراز تقدم ملموس ⁠خلال المناقشات وشددت على ‌ضرورة تقديم ‍ضمانات ‍أمنية قوية ‍لأوكرانيا.

وكتبت على منصة التواصل الاجتماعي إكس قائلة: «​أوروبا مستعدة لمواصلة العمل مع أوكرانيا ⁠وشركائنا الأميركيين لتعزيز هذا التقدم. ويُعد تقديم ضمانات أمنية قوية منذ البداية أمراً بالغ الأهمية في هذا ‌المسعى».


مقتل شخص وإصابة آخر بجروح بتحطم مروحيتين في ولاية نيوجيرسي الأميركية

مروحية محطمة في مدينة هامونتون جنوبي ولاية نيوجيرسي الأميركية (أ.ب)
مروحية محطمة في مدينة هامونتون جنوبي ولاية نيوجيرسي الأميركية (أ.ب)
TT

مقتل شخص وإصابة آخر بجروح بتحطم مروحيتين في ولاية نيوجيرسي الأميركية

مروحية محطمة في مدينة هامونتون جنوبي ولاية نيوجيرسي الأميركية (أ.ب)
مروحية محطمة في مدينة هامونتون جنوبي ولاية نيوجيرسي الأميركية (أ.ب)

قال مسؤولون أميركيون إن شخصاً واحداً على الأقل لقي حتفه، فيما أصيب شخص آخر بجروح خطيرة إثر تحطم مروحيتين في مدينة هامونتون الواقعة جنوبي ولاية نيوجيرسي. ووصفت إدارة الطيران الاتحادية الحادث بأنه تصادم جوي.

وقال قائد شرطة هامونتون، كيفين فريل، إن فرق الإنقاذ تعاملت مع بلاغ عن حادث تحطم جوي قرابة الساعة 11:25 صباحاً بالتوقيت المحلي، اليوم الأحد، وإن الشرطة وفرق الإطفاء أخمدت لاحقاً النيران التي التهمت إحدى المروحيتين، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

ولقي شخص واحد حتفه، فيما نُقل آخر إلى مستشفى قريب وهو في حالة حرجة تهدد حياته. وأظهر مقطع فيديو من موقع الحادث مروحية وهي تدور بسرعة قبل ارتطامها بالأرض.

وذكر فريل أنه قد تم إبلاغ إدارة الطيران الاتحادية والمجلس الوطني لسلامة النقل بالحادث وسيباشران التحقيق في الحادث.


ترمب المتفائل: زيلينسكي وبوتين جادّان

جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
TT

ترمب المتفائل: زيلينسكي وبوتين جادّان

جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)

بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق سلام لدى استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارالاغو، الأحد، وقال أمام الصحافيين: «لدينا مقومات التوصل إلى اتفاق»، عادّاً أن «زيلينسكي وبوتين جادّان بشأن السلام» ويرغبان في التوصّل إلى اتّفاق، وأنّ الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا وصلت إلى مراحلها النهائية. كما أكّد الرئيس الأميركي العمل على «اتفاق أمني قوي» لصالح كييف تُشارك فيه الدول الأوروبية، دون تقديم تفاصيل حول طبيعة الضمانات الأميركية.

ترمب وزيلينسكي يتوسّطان وفديهما خلال المحادثات في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ف.ب)

وقبل ساعات قليلة من لقائه مع زيلينسكي، أجرى ترمب مكالمة هاتفية «جيدة جداً ومثمرة» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأكّد الكرملين أنّ الرئيسين الروسي والأميركي أجريا مكالمة هاتفية «ودية»، مشيراً إلى أنّهما سيتحدثان مجدداً بعد لقاء فلوريدا. وقال المستشار الدبلوماسي في الكرملين، يوري أوشاكوف، للصحافيين إنّ «المحادثة بأكملها دارت في جو ودي». وأضاف: «اتفق الطرفان على التحدث مجدداً عبر الهاتف بعد اللقاء بين الرئيس الأميركي وزيلينسكي».ونقل الإعلام الروسي والأميركي عن أوشاكوف قوله إن الاتصال، الذي جاء بمبادرة من الرئيس ترمب، استمرّ ساعة و15 دقيقة. وقال أوشاكوف، وفق منشور للصحافي الروسي بافيل زاروبين على «تلغرام»، إن الرئيس الأميركي وافق روسيا على أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا لن يؤدي إلا إلى «إطالة أمد النزاع وتعريضه لخطر تجدّد الأعمال القتالية». كما تحدّث عن اتفاق موسكو وواشنطن على تشكيل مجموعات عمل لبحث ملف أوكرانيا ابتداءً من يناير (كانون الثاني).

أمل أوكراني

استقبل الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني في مارالاغو، مقرّ إقامته الخاص في بالم بيتش، حيث يمضي الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاماً عطلته، والذي أصبح بمثابة ملحق للبيت الأبيض. ومن المقرر أن يستضيف ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المقر عينه، الاثنين.

ويسعى زيلينسكي للحصول على موافقة الرئيس الأميركي على النسخة الأخيرة من خطة السلام الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة مع روسيا منذ أربع سنوات. وقال الرئيس الأميركي لموقع «بوليتيكو»، الجمعة، إن نظيره الأوكراني الذي يصل حاملاً معه أحدث مقترحاته بشأن القضية الشائكة المتعلقة بتقاسم الأراضي، «لا يملك أي شيء حتى أوافق أنا عليه». مع ذلك، بدا ترمب واثقاً في نتائج المحادثات، قائلاً: «أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه. وأعتقد أنها ستسير على ما يرام مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين»، الذي يعتزم التحدث معه «قريباً».

جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ف.ب)

وبعد لقاء زيلينسكي بترمب، من المرتقب أن يجري الرئيسان مكالمة هاتفية مع الزعماء الأوروبيين، حسب ما أفاد الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية. وقال سيرغي نيكيفوروف في تصريحات للإعلام إنه «من المرتقب إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب، والزعماء الأوروبيين»، بعد اللقاء الثنائي.وأعرب زيلينسكي خلال محطة له في كندا، السبت، عن أمله في أن يكون الاجتماع مع ترمب «بنّاءً للغاية»، مشيراً إلى أنه تشاور مسبقاً مع حلفائه الأوروبيين. وأكد الأوروبيون للرئيس الأوكراني «دعمهم الكامل»، وفق المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وفي كندا، حصل زيلينسكي على حزمة مساعدات اقتصادية جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار كندي (1.8 مليار دولار أميركي) من رئيس الوزراء مارك كارني.

بوتين يُهدّد

تأتي القمة في فلوريدا عقب اقتراح الرئيس الأوكراني نسخة جديدة من الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، بعد تعديلها إثر محادثات مع أوكرانيا؛ وهو ما أثار استياء موسكو. ويعتقد الكرملين أن كييف تحاول من خلال هذه النسخة الأخيرة «نسف» المحادثات، بعد نسخة أولية كانت أكثر مراعاة للمطالب الروسية.

صورة وزّعها الكرملين يوم 27 ديسمبر لزيارة بوتين أحد مراكز قيادة القوات المسلحة الروسية في موقع غير محدد (رويترز)

وفي تصعيد للضغط الميداني، أعلنت روسيا، السبت، أنها سيطرت على بلدتين جديدتين في شرق أوكرانيا، هما ميرنوغراد وغوليايبول. وقال بوتين، السبت: «إذا لم ترغب السلطات بكييف في تسوية هذه القضية سلمياً، فسنحل كل المشكلات التي تواجهنا بالوسائل العسكرية». وأضاف الرئيس الروسي أن «قادة نظام كييف ليسوا في عجلة من أمرهم لحلّ هذا النزاع سلمياً». واستذكر قائلاً: «لقد تحدثت عن هذا الأمر قبل عام في خطاب ألقيته في وزارة الخارجية». وعشية الاجتماع في فلوريدا، هاجمت موسكو كييف والمنطقة المحيطة بها بمئات المسيّرات وعشرات الصواريخ؛ ما أسفر عن مقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل. وأعلنت شركة «دتيك»، أكبر مستثمر خاص في قطاع الطاقة الأوكراني، الأحد استئناف تزويد «جميع المنازل في العاصمة» بالتيار الكهربائي.ورأى زيلينسكي أن هذا الهجوم يُجسّد «ردّ روسيا على جهودنا السلمية». ولم يعد دونالد ترمب يُخفي استياءه من طول أمد المفاوضات. فقد صرّحت الناطقة باسمه كارولاين ليفيت في 11 ديسمبر (كانون الأول) أنه «يشعر بإحباط شديد من كلا الجانبين». وفي 19 ديسمبر، حثّ الرئيس الأميركي أوكرانيا على اتخاذ إجراءات لإنهاء المراوحة المستمرة.

من جهته، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستواصل «انخراطها مع المفاوضين الأميركيين لوضع اتفاقات دائمة تعالج الأسباب الجذرية للنزاع»، مع انتقاده للأوروبيين، وفق تصريحات نقلتها وكالة «تاس» للأنباء. وقال لافروف: «بعد تغيّر الإدارة في الولايات المتحدة، أصبحت أوروبا والاتحاد الأوروبي العقبة الرئيسية أمام السلام»، عادّاً أن الأوروبيين «لا يخفون نواياهم في الاستعداد لحرب ضد روسيا». وتابع أن «طموح القادة الأوروبيين يعميهم حرفياً: فهم ليسوا غير مبالين بالأوكرانيين فحسب، بل يبدو أنهم غير مبالين أيضاً بشعوبهم».

20 بنداً

تقترح الوثيقة المكونة من 20 بنداً تجميد خطوط القتال على الجبهة، من دون التطرق إلى المطلب الروسي بسحب القوات الأوكرانية من نحو 20 في المائة من منطقة دونيتسك الشرقية التي لا تزال تحت سيطرتها. إلا أن زيلينسكي عبّر عن انفتاح مشروط على إنشاء «منطقة منزوعة السلاح» و«اقتصادية حرّة» تؤمّنها شرطة أوكرانية في دونباس، في حال وافقت روسيا على سحب قواتها.

أوكرانيون يعاينون الدمار الذي خلّفه القصف الروسي على كييف يوم 28 ديسمبر (أ.ف.ب)

كما أن النص الجديد لم يعد يتضمن أي التزام قانوني على أوكرانيا بالامتناع عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو مطلب رئيسي آخر للكرملين. إلى جانب مصير دونباس، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا التي تطالب بها موسكو، ومصير محطة زابوريجيا النووية التي يحتلها الروس في الجنوب، من المتوقع أن يناقش الرئيسان الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها القوى الغربية في جزء من اتفاق سلام محتمل.

جانب من اجتماع زيلينسكي وكارني مع قادة أوروبيين عبر اتّصال فيديو في هاليفاكس يوم 27 ديسمبر (أ.ف.ب)

وشدّد زيلينسكي، السبت، على أن «هذه الضمانات الأمنية يجب أن تأتي بالتزامن مع نهاية الحرب». وكان الرئيس الأميركي قد أشار مؤخراً إلى أن أوكرانيا، من وجهة نظره، لديها كل المصلحة في تجميد خطوط الجبهة بأسرع وقت ممكن في مواجهة أي تقدم روسي مستقبلي، يعدّه حتمياً. وقال في الثامن من ديسمبر إن «روسيا متقدمة، ولطالما كانت كذلك». لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت، السبت، عقب مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، على ضرورة أن يحافظ أي اتفاق سلام على «سيادة» أوكرانيا و«وحدة أراضيها».