باول يمهِّد الطريق لخفض الفائدة… لكن تقريرين اقتصاديين قد يقلبان الموازين

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب قرار الإبقاء على أسعار الفائدة في يوليو (رويترز)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب قرار الإبقاء على أسعار الفائدة في يوليو (رويترز)
TT

باول يمهِّد الطريق لخفض الفائدة… لكن تقريرين اقتصاديين قد يقلبان الموازين

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب قرار الإبقاء على أسعار الفائدة في يوليو (رويترز)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب قرار الإبقاء على أسعار الفائدة في يوليو (رويترز)

مهَّد رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول الطريق للبنك المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، لكن تقريرين اقتصاديين قد يقلبان رهانات «وول ستريت» على انخفاض تكاليف الاقتراض.

استغل باول خطابه في ندوة جاكسون هول التي يعقدها بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي بولاية وايومنغ، للإشارة إلى أن المخاطر المتزايدة من ارتفاع تكاليف الاقتراض ستلحق الضرر بسوق العمل. وهذا يعني أن خفض سعر الفائدة قد يكون مبرراً في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وفق صحيفة «فاينانشال تايمز».

ارتفعت الأسهم والسندات الأميركية بشكل كبير، حيث عزّز المستثمرون رهاناتهم على أن البنك المركزي سيبدأ قريباً في خفض أسعار الفائدة، بعد أن أبقاها ثابتة حتى الآن هذا العام بسبب المخاوف من أن تعريفات دونالد ترمب الجمركية ستسبب تضخماً حاداً.

تشير أسواق العقود الآجلة الآن إلى احتمال بنسبة 75 في المائة بأن يقوم البنك المركزي بتخفيض سعره الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية عندما يجتمع في منتصف شهر سبتمبر. ويتوقع العديد من الاقتصاديين في «وول ستريت» المزيد من التخفيضات في سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، الذي يتراوح حالياً بين 4.25 و 4.50 في المائة، في وقت لاحق من عام 2025.

متداولان في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)

بيانات قد تعرقل الخطط

ومع ذلك، يقول المستثمرون والاقتصاديون وبعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي إن البيانات القادمة حول التضخم وسوق العمل قد لا تزال تعرقل تلك الخطط.

كتب ستيفن براون من «كابيتال إيكونوميكس»: «إن استنتاج باول بأن (السياسة النقدية المقيدة، وتغير ميزان المخاطر، قد يبرران تعديل موقفنا من السياسة) هو إشارة واضحة إلى أن خفض سعر الفائدة في سبتمبر هو الآن النتيجة الأكثر ترجيحاً».

وأضاف: «ومع ذلك، فإن الحذر المتبقي لدى الرئيس يشير إلى أن تقريراً إيجابياً للغاية عن التوظيف في أغسطس (آب)، أو مجموعة بيانات أسعار أكثر إثارة للقلق، قد لا يزالان يتسببان في تأخير».

الضغوط تتنامى

يأتي هذا النقاش في وقت تتزايد التوترات بين الجانبين في مهمة البنك المركزي المزدوجة المتمثلة في تعزيز أقصى قدر من التوظيف المستدام واستقرار الأسعار. وقال باول يوم الجمعة: «تميل المخاطر التي تهدد التضخم إلى الارتفاع، والمخاطر التي تهدد التوظيف إلى الانخفاض، وهذا وضع صعب».

أشارت أرقام الوظائف في يوليو (تموز)، التي صدرت بعد الاجتماع الأخير للبنك المركزي، إلى تباطؤ حاد في نمو التوظيف هذا الصيف، مما أشار إلى تزايد الضغوط في سوق العمل. ومع ذلك، ظل معدل البطالة منخفضاً عند 4.2 في المائة، مما ساعد على تخفيف بعض تلك المخاوف.

في الوقت نفسه، يدور نقاش حاد في البنك المركزي وفي «وول ستريت» حول ما إذا كانت التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب على الشركاء التجاريين ستسبب انفجاراً مستمراً في التضخم، أم مجرد زيادة في الأسعار لمرة واحدة.

تداعيات الرسوم الجمركية

أشارت العديد من الشركات إلى أن الرسوم الجمركية ستبدأ في التأثير بشكل أكثر حدة على تكاليفها بمجرد نفاد مخزونها الذي تم شراؤه قبل فرض هذه التعريفات. لكن حتى الآن، كان تأثيرها على أسعار المستهلكين طفيفاً، حيث بلغ مقياس التضخم هذا 2.7 في المائة على أساس سنوي في يوليو.

وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي المفضل لدى البنك المركزي بمعدل سنوي قدره 2.6 في المائة في يونيو (حزيران)، وهو أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة.

إن الزيادة لمرة واحدة في الأسعار ستكون أكثر قابلية للإدارة من الزيادة المستمرة، لأنها أقل عرضة لزعزعة توقعات المستهلكين للتضخم على المدى الطويل. وأشار باول في خطابه إلى «أننا لن نسمح لزيادة لمرة واحدة في مستوى الأسعار بأن تصبح مشكلة تضخم مستمرة».

ستوفر تقارير الوظائف لشهر أغسطس ومؤشر أسعار المستهلكين، المقرر صدورها في 5 و11 سبتمبر على التوالي، أهم الإشارات على المدى القريب بشأن هذين العاملين.

وقال مايكل غابن من «مورغان ستانلي» إنه على الرغم من أن خطاب باول أشار إلى ميل جديد وأكثر حمائمية... فإنه لا يقول بشكل قاطع إن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لكنه يقترب من ذلك بقدر الإمكان بالنظر إلى البيانات بين الآن وذلك الحين.

لا يزال العديد من أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المسؤولة عن تحديد أسعار الفائدة، غير متأكدين تماماً من كيفية تأثير تعريفات ترمب. وقال ألبرتو موسالم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس وعضو مصوّت في اللجنة هذا العام، بعد تصريحات باول، إن التضخم كان أقرب إلى 3 في المائة منه إلى هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة. وقال موسالم لـ«رويترز»: «هناك احتمال، وليس هو السيناريو الأساسي، أن يكون هناك بعض الاستمرارية».

رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس ألبرتو موسالم (رويترز)

وقالت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن وعضو آخر مصوّت، لـ«بلومبرغ» قبل الخطاب إنه لا يزال هناك «حجج لأخذ المزيد من الوقت». وأضافت: «الأمر لم يُحسم بعد فيما يتعلق بما سنفعله في الاجتماع المقبل. وسنحصل على المزيد من البيانات بين الآن وذلك الحين».

وقد قال جيف شميد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، إنه يعتقد أن سوق العمل لا يزال قوياً، في حين أشار أوستان غولزبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، إلى أنه قلق بشأن التضخم المستمر في قطاع الخدمات الواسع.

يأتي هذا النقاش في الوقت الذي يواجه فيه باول حملة شرسة من البيت الأبيض ضده وضد كبار المسؤولين الآخرين في البنك المركزي. وقال ترمب إن البنك المركزي يجب أن يخفض أسعار الفائدة بشكل كبير إلى 1 في المائة فقط، ووصف رئيسه بأنه «أحمق» و«أبله» و«دائماً ما يتأخر كثيراً».

وفيما يُعتبر آخر ظهور له في ندوة جاكسون هول بصفته رئيساً، اعتبر الحاضرون تصريحات باول درساً في عرض قضية خفض تكاليف الاقتراض بلغة لا تبدو وكأنه يستسلم لضغوط شديدة من البيت الأبيض.

كما تلقى تصفيقاً حاراً من محافظي البنوك المركزية في الندوة، وهم يدركون جيداً أن الهجمات السياسية على حراس السياسة النقدية لا تقتصر على الولايات المتحدة.

يشعر البعض بأن معركة باول هي معركتهم أيضاً، في حين أن هجمات إدارة ترمب أثارت لدى آخرين تساؤلات حول سبب كون محافظي البنوك المركزية هدفاً سهلاً للشعبويين من كلا الجانبين في الطيف السياسي.

وقد واجه رئيس البنك المركزي أيضاً معارضة أخف من داخل لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية. حيث أيد اثنان من زملائه الحاكمين، ميشيل بومان وكريستوفر والر، اللذين يُنظر إليهما على أنهما منافسان محتملان ليحلّا محل باول عندما تنتهي ولايته في مايو (أيار) المقبل، خفضاً بمقدار ربع نقطة في التصويت الأخير في يوليو، وهي المرة الأولى منذ عام 1993 التي لا يصوّت فيها اثنان من الحكام مع الرئيس بشأن أسعار الفائدة.

من المرجح أيضاً أن يدعم ستيفن ميران، مرشح ترمب ليحل محل أدريانا كوغلر في مجلس إدارة البنك المركزي، خفضاً في الفائدة، إذا وافق مجلس الشيوخ على تعيينه قبل تصويت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.


مقالات ذات صلة

خفايا المواجهة: كيف صمد «الفيدرالي» في مواجهة ترمب؟

الاقتصاد دونالد ترمب وجيروم باول خلال جولة في مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن 24 يوليو الماضي (رويترز)

خفايا المواجهة: كيف صمد «الفيدرالي» في مواجهة ترمب؟

بينما كانت منصات التواصل الاجتماعي تمتلئ بتهديدات البيت الأبيض ضد استقلال البنك المركزي، كانت تجري خلف الأبواب المغلقة في فيلادلفيا معركة مختلفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد اصطف مئات الأشخاص خارج مركز الوظائف في كنتاكي بحثاً عن المساعدة في مطالباتهم المتعلقة بالبطالة (أرشيفية - رويترز)

انخفاض مفاجئ في طلبات البطالة الأسبوعية الأميركية

انخفض عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي في حين من المتوقع أن يظل المعدل مرتفعاً خلال ديسمبر

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

رحلة «الرعب المربح» في «وول ستريت»... كيف نجا المستثمرون من عواصف ترمب؟

بين الخوف من التوقعات وقوة النتائج، يودّع المستثمرون عام 2025، وهو عام سيبقى في الذاكرة بوصفه «عام الرعب المربح».

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد يعرض أحد مكاتب الصرافة في مومباي أوراق نقدية من فئة 100 دولار أميركي (إ.ب.أ)

الدولار الأميركي يتجه نحو أسوأ أداء سنوي منذ 2003

يتجه الدولار الأميركي نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من عقدين، مع توقعات المستثمرين بخفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة، العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب: لن يتولى رئاسة البنك المركزي أي شخص يخالفني الرأي

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إنه يريد ‌من الرئيس التالي لمجلس ‌الاحتياطي ⁠الفيدرالي (​البنك ‌المركزي) أن يخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السعودية ضمن أكبر 10 دول مستثمرة في تونس بأكثر من 375 مليون دولار 

بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خلال كلمته في ملتقى الأعمال بالرياض (الشرق الأوسط)
بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خلال كلمته في ملتقى الأعمال بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية ضمن أكبر 10 دول مستثمرة في تونس بأكثر من 375 مليون دولار 

بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خلال كلمته في ملتقى الأعمال بالرياض (الشرق الأوسط)
بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خلال كلمته في ملتقى الأعمال بالرياض (الشرق الأوسط)

شهدت الاستثمارات السعودية في تونس نمواً متنامياً خلال الأعوام الأخيرة؛ حيث تعد المملكة ضمن أكبر 10 دول مستثمرة، بإجمالي يتجاوز 375 مليون دولار بنهاية عام 2024.

جاءت هذه المعلومات خلال ملتقى الأعمال السعودي التونسي، الذي عُقد في الرياض، الاثنين، على هامش الدورة الثانية عشرة للجنة السعودية التونسية المشتركة؛ وذلك لمناقشة فرص تعزيز الشراكات الاستثمارية بين البلدين، بحضور وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، ووزير الاقتصاد والتخطيط في الجمهورية التونسية الدكتور سمير عبد الحفيظ.

ويأتي انعقاد الملتقى بتنظيمٍ من وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالتعاون مع وزارة الاستثمار واتحاد الغرف السعودية، وبمشاركة وفود رسمية وأكثر من 300 ممثلٍ للقطاعين الحكومي والخاص من الجانبين.

الزيارات المتبادلة

وفي كلمته الافتتاحية لأعمال الملتقى، أكّد الوزير الخريف على متانة العلاقات السعودية التونسية الراسخة التي تستمد عمقها التاريخي من الرؤى السديدة لقيادتي البلدين، والزيارات المتبادلة رفيعة المستوى التي شكّلت حجر الزاوية في دعم الحراك الاقتصادي والنمو الملموس في حجم التبادل التجاري مؤخراً، مشيراً إلى أن ملتقى الأعمال السعودي التونسي يشكّل محطة مهمة لتعزيز الشراكات الاستثمارية بين البلدين الشقيقين، وتحويل الفرص الواعدة إلى مشروعات ذات أثرٍ ملموس.

وأضاف: «نراهن اليوم على المستثمرين ورجال الأعمال وقادة القطاع الخاص في البلدين لقيادة قاطرة النمو في قطاعاتٍ واعدة، تشمل الصناعات المتقدمة، والسياحة، والطاقة المتجددة، والثروة المعدنية، فدورنا كحكومات هو التمكين والتشريع وتيسير الإجراءات، ودور القطاع الخاص يتمثّل في البناء والابتكار وتحويل هذه الممكنات إلى مشروعات منتجة وفرص عمل، وقصص نجاح مشتركة تعكس جدوى الشراكة وعمقها، نحو تكامل اقتصادي شامل بالاستفادة من المزايا التنافسية لكلا البلدين».

المقومات الاستثمارية

من جانبه، نوه وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي الدكتور سمير عبد الحفيظ بأن ملتقى الأعمال السعودي التونسي يمثل منصة عملية لتعزيز الشراكات الاستثمارية بين البلدين، مشيراً إلى تنامي الاستثمارات السعودية في تونس خلال الأعوام الأخيرة، حيث تعد المملكة ضمن أكبر 10 دول مستثمرة، بإجمالي حجم استثمارات يتجاوز 375 مليون دولار بنهاية عام 2024.

ولفت عبد الحفيظ إلى امتلاك بلاده مقومات استثمارية تنافسية، تشمل وفرة الكفاءات الهندسية والتقنية، وقدرتها على استيعاب المشروعات الكبرى، لا سيما في قطاعات الطاقات المتجددة، وصناعة مكونات السيارات والطائرات، والصناعات الدوائية، والصناعات الغذائية.

سلاسل الإمداد

وفي سياق متصل، أشار رئيس مجلس الأعمال السعودي التونسي الدكتور عمر العجاجي إلى أهمية دور القطاع الخاص في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مبيناً أن الملتقى يلعب دوراً مهماً في تمكين مجتمعي الأعمال من استكشاف الفرص الواعدة في البلدين، وفتح آفاق أوسع للتكامل في القطاعات الواعدة، خاصة في الصناعة والتقنية وسلاسل الإمداد.

وخلال مشاركته بكلمة في الملتقى، لفت رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الدكتور سمير ماجول إلى ضرورة تهيئة البيئة التنظيمية المحفزة للاستثمارات، وبناء شراكات استراتيجية مستدامة تسهم في زيادة التبادل التجاري والاستثماري بين المملكة والجمهورية التونسية.

ويعكس ملتقى الأعمال السعودي التونسي، الرؤى المشتركة للبلدين في بناء شراكات استثمارية فاعلة تفتح آفاقاً أوسع للتعاون والتكامل الاقتصادي، وتسهم في تنمية التجارة البينية، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، ويحقق مستهدفات التنمية الشاملة والمستدامة لكلا البلدين.


«يو بي إس» يرفع توقعاته للذهب إلى 5000 دولار للأونصة في 2026

عُقود ذهبية معروضة داخل صالة مجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)
عُقود ذهبية معروضة داخل صالة مجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)
TT

«يو بي إس» يرفع توقعاته للذهب إلى 5000 دولار للأونصة في 2026

عُقود ذهبية معروضة داخل صالة مجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)
عُقود ذهبية معروضة داخل صالة مجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)

رفع بنك «يو بي إس»، يوم الاثنين، توقعاته المستهدفة لأسعار الذهب، مرجّحاً أن يبلغ المعدن الأصفر مستوى 5000 دولار للأونصة، خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2026، قبل أن يتراجع، بشكل طفيف، إلى نحو 4800 دولار للأونصة مع نهاية العام نفسه، مقارنةً بتوقعاته السابقة التي كانت تشير إلى مستوى 4300 دولار للأونصة.

وأوضح البنك أن الطلب على الذهب يُتوقع أن يواصل ارتفاعه بشكل مطّرد حتى عام 2026، مدعوماً بانخفاض العوائد الحقيقية، واستمرار القلق حيال آفاق الاقتصاد العالمي، إضافةً إلى الغموض المتزايد الذي يكتنف المشهدين السياسي والمالي في الولايات المتحدة، ولا سيما في ظل اقتراب انتخابات التجديد النصفي وتصاعد الضغوط على المالية العامة.

وفي مذكرة بحثية، أشار بنك «يو بي إس» إلى أن تفاقم المخاطر السياسية أو المالية قد يدفع أسعار الذهب إلى مستويات أعلى، مرجّحاً إمكانية وصولها إلى 5400 دولار للأونصة، مقارنةً بتقدير سابق عند 4900 دولار، ما يعكس الدور المتنامي للذهب كأداة تحوط رئيسية في بيئة تتسم بارتفاع عدم اليقين.

وارتفع سعر الذهب بنحو 72 في المائة منذ بداية العام، مدعوماً بمزيج من العوامل شمل تحوّل السياسة النقدية الأميركية نحو مزيد من المرونة، وتراجع الدولار، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب مشتريات قوية ومتواصلة من البنوك المركزية.


«جيه إل إل»: نمو متسارع في الرياض بمشاريع بيانات 6 غيغاواط وإنشاءات بـ100 مليار دولار

جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«جيه إل إل»: نمو متسارع في الرياض بمشاريع بيانات 6 غيغاواط وإنشاءات بـ100 مليار دولار

جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

تشهد العاصمة السعودية الرياض نمواً متسارعاً مدفوعاً باستثمارات كبرى تشمل مخططات لإنشاء مركز بيانات بقدرة تصل إلى 6 غيغاواط، إلى جانب سوق إنشاءات تُقدّر قيمته بنحو 100 مليار دولار، حسب شركة «جيه إل إل» الاستشارية. وتأتي هذه التطورات في إطار التحول الهيكلي الذي تشهده السوق العقارية، مدعوماً بتنفيذ برامج «رؤية 2030» وتنوع الفرص عبر مختلف القطاعات.

وجاء ذلك خلال الفعالية السنوية التي نظّمتها «جيه إل إل»، حيث ناقش قادة القطاع المشهد الاقتصادي الكلي للمدينة وأبرز التوجهات المؤثرة في القطاعات العقارية، بما يشمل المساحات المكتبية والوحدات السكنية والتجزئة والضيافة، بالإضافة إلى القطاعات الناشئة مثل بنية الذكاء الاصطناعي والتنمية الموجّهة نحو دعم النقل العام.

وقال المدير الإقليمي، رئيس أسواق المال في «جيه إل إل» بالسعودية، سعود السليماني، إن الرياض تتصدّر جهود تحقيق «رؤية 2030» بما توفره من فرص استثنائية وغير مسبوقة للمستثمرين والمطورين، في ظل استمرار الحكومة في تحديث الأولويات الوطنية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص. وأوضح أن الإصلاحات التنظيمية، ومنها رسوم الأراضي البيضاء وتجميد زيادة الإيجارات، تهدف إلى ترسيخ استقرار السوق، مما يدفع نحو تركيز أكبر على تطوير أصول عالية الجودة، في وقت تُسهم فيه التغيرات في تكاليف البناء بإعادة رسم ملامح السوق وتسريع وتيرة التطوير.

وسلّطت الفعالية الضوء على الأثر الكبير لمشاريع البنية التحتية، حيث استعرضت رئيسة قسم الاستشارات في «جيه إل إل» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ميراي عزّام فيدجن، ملامح ثورة النقل، مشيرة إلى أن مترو الرياض، باستثمارات بلغت 25 مليار دولار، يمتد على طول 176 كيلومتراً عبر 6 خطوط و84 محطة، موفراً تغطية جغرافية واسعة. وبيّنت أن هذا المشروع يفتح آفاقاً واسعة أمام التنمية الموجّهة نحو دعم النقل العام، مع إمكانية تحقيق علاوات سعرية للعقارات القريبة من مراكز النقل، بدعم من الحوافز التنظيمية، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز نموذج «مدينة الخمس عشرة دقيقة».

وفي سياق متصل، ناقشت الفعالية النمو المتسارع لقطاع بنية الذكاء الاصطناعي؛ إذ أشار الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات في «جيه إل إل»، غوراف ماثور، إلى أن السعودية تخطط لإنشاء مركز بيانات بقدرة تصل إلى 6 غيغاواط، مما يعزّز مكانة تخطيط الأراضي والطاقة بوصفها ركيزة للبنية التحتية الوطنية. ويُنظر إلى هذا التوسع بوصفه محفزاً اقتصادياً يدعم نمو قطاعات متعددة، من بينها الخدمات اللوجيستية والمكاتب والضيافة والوحدات السكنية، ويعزّز موقع المملكة بوصفه مركزاً إقليمياً للحوسبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

من جهته، أوضح رئيس خدمات المشاريع والتطوير في «جيه إل إل» بالسعودية، مارون ديب، أن سوق الإنشاءات في المملكة تتمتع بمحفظة مشاريع مستقبلية كبيرة، حيث قُدّرت قيمة القطاع بنحو 100 مليار دولار في عام 2025، مع توقعات بنمو سنوي يبلغ 5.4 في المائة حتى عام 2029. وأشار إلى أن القطاع يتعامل بمرونة مع تحديات العمالة وتكاليف المواد وسلاسل التوريد، مستفيداً من نمذجة معلومات البناء لرفع الكفاءة، مع الحفاظ على نظرة مستقبلية إيجابية، خصوصاً في الرياض، بدعم من مشاريع كبرى وفعاليات عالمية وإصلاحات تشريعية وشراكات مع القطاع الخاص.

وأكدت «جيه إل إل» أن الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية والتقنيات المتقدمة، إلى جانب الأطر التنظيمية الداعمة والتركيز على الابتكار والاستدامة، ترسم مساراً يعزّز مكانة الرياض بوصفه مركزاً عالمياً للتطوير العقاري ووجهة جاذبة لرؤوس الأموال العالمية، بما يمهد لمرحلة جديدة من النمو المتسارع والفرص الاستثمارية الواسعة.