«المسجد الأم»... أول جامع تم تشييده في قلب أميركا عام 1934

شاهد على تاريخ طويل من الوجود الإسلامي شيّده أحفاد المهاجرين اللبنانيين

يُعد «المسجد الأم» في سيدار رابيدز أقدم مكان عبادة للمسلمين بالولايات المتحدة وقد بناه أشخاص لبنانيون منذ ما يقارب قرناً من الزمان (أ.ب)
يُعد «المسجد الأم» في سيدار رابيدز أقدم مكان عبادة للمسلمين بالولايات المتحدة وقد بناه أشخاص لبنانيون منذ ما يقارب قرناً من الزمان (أ.ب)
TT

«المسجد الأم»... أول جامع تم تشييده في قلب أميركا عام 1934

يُعد «المسجد الأم» في سيدار رابيدز أقدم مكان عبادة للمسلمين بالولايات المتحدة وقد بناه أشخاص لبنانيون منذ ما يقارب قرناً من الزمان (أ.ب)
يُعد «المسجد الأم» في سيدار رابيدز أقدم مكان عبادة للمسلمين بالولايات المتحدة وقد بناه أشخاص لبنانيون منذ ما يقارب قرناً من الزمان (أ.ب)

في وقتٍ تتصاعد الصراعات بالشرق الأوسط، وتؤجج التوترات بشأن الهجرة والإسلام بالولايات المتحدة، يقف «المسجد الأم» شاهداً على تاريخ طويل من الوجود الإسلامي في قلب أميركا.

وفي زاوية هادئة بمدينة سيدار رابيدز بولاية آيوا الأميركية، يقف مبنى خشبي أبيض متواضع بتصميم يشبه بيوت الغرب الأوسط الأميركية، إلا أن قبة صغيرة تعلوه تميزه بصفته أول مسجد بُني من الأساس في الولايات المتحدة عام 1934.

هذه التحفة التاريخية، المعروفة باسم «المسجد الأم»، لا ترمز فقط إلى بدايات المجتمع المسلم في أميركا، بل أصبحت أيضاً شاهداً على رحلة اندماجه وتطوره وسط تحديات العصر، بحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» الأحد.

أحفاد المهاجرين اللبنانيين الذين شيدوا المسجد قبل ما يقارب القرن، إلى جانب المقبلين الجدد من أفغانستان وشرق أفريقيا ومناطق أخرى، يعيدون تشكيل معنى أن تكون مسلماً وأميركياً في قلب البلاد، في الوقت الذي تؤجج فيه الصراعات الزائدة بالشرق الأوسط التوترات المتعلقة بالهجرة والإسلام في الولايات المتحدة.

بالقرب من باب مركز سيدار رابيدز الإسلامي، كانت فاطمة إغرام سميكال ترتدي عباءة سوداء مطرزة بالذهب وتستقبل المصلين بترحيب «سلام» مبهج أثناء دخولهم لأداء صلاة الجمعة.

فاطمة إغرام سميكال التي هاجرت عائلتها إلى الولايات المتحدة من لبنان في أوائل القرن العشرين تُحيي إخوانها المؤمنين قبل صلاة الجمعة بالمركز الإسلامي بسيدار رابيدز يوم الجمعة 8 أغسطس 2025 (أ.ب)

في عام 1934، ساعدت عائلتها في افتتاح ما وصفه «السجل الوطني للأماكن التاريخية» بأنه «أول مبنى صُمم وبُني خصيصاً ليكون مكاناً للعبادة الإسلامية في الولايات المتحدة».

قالت فاطمة عن العائلات مثل عائلتها، التي وصلت في مطلع القرن العشرين: «جاءوا من لا شيء... لذا أرادوا أن يردوا الجميل».

وأضافت: «لهذا السبب أُعامل المقبلين من الصومال والكونغو والسودان وأفغانستان بلطف. لا أعرف ما الذي تركوه خلفهم، أو بماذا يشعرون عندما يدخلون المسجد».

الآن، يجتمع المجتمع الإسلامي في «المركز الإسلامي»، الذي بُني في السبعينات عندما أصبح عددهم أكبر من أن تستوعبه قاعة الصلاة الصغيرة في مسجد الأم. والآن تجاوز عددهم حتى طاقة هذا المركز الجديد.

مئات من المسلمين في آيوا من الجيل الخامس، بالإضافة إلى اللاجئين والمهاجرين الجدد، يؤدون الصلاة على سجاد صناعي يُفرش فوق ملعب كرة السلة في صالة الألعاب، من كبار السن الذين يستخدمون مشايات، إلى الرُّضع في مقاعد السيارة، والنساء المحجبات، والرجال الذين يرتدون قبعات من الكوفيات الأفريقية والقبعات الأفغانية إلى قبعات البيسبول الأميركية.

هذا المكان الذي يجمع مجموعات متنوعة يساعد في الحفاظ على روح المجتمع، في وقتٍ يحاول فيه المهاجرون الحفاظ على تراثهم أثناء اندماجهم في الثقافة والمجتمع الأميركي.

قال حسن إغرام، رئيس مجلس الأمناء في المركز: «بإمكانك أن تكون مسلماً تمارس دينك وتعيش بسلام مع كل مَن حولك».

تقف فاطمة إغرام سميكال التي هاجرت عائلتها من لبنان إلى الولايات المتحدة أوائل القرن العشرين بجانب قبر زوجها بالمقبرة الوطنية الإسلامية التي أنشئت في أربعينات القرن العشرين بسيدار رابيدز يوم الجمعة 8 أغسطس 2025 (أ.ب)

المهاجرون اللبنانيون بنوا أول مسجد في أميركا

عشرات الآلاف من الشباب، مسلمين كانوا أو مسيحيين، استقروا في مدن الغرب الأوسط المزدهرة بعد الفرار من الإمبراطورية العثمانية، وكان كثير منهم لا يحمل أكثر من إنجيل أو قرآن في حقائبهم. غالباً ما عملوا في بيع الأدوات المنزلية في المزارع النائية، حتى تمكنوا من شراء خيول وعربات، ثم افتتحوا متاجر بقالة.

ومن خلال بيع المعجنات وتنظيم العشاءات المجتمعية، جمعت مجموعة من النساء المسلمات المال في عشرينات القرن الماضي لبناء ما كان يسمى «المعبد الإسلامي». مثل عائلة إغرام، يتذكر أنيس عاصي حضور الصلاة هناك مع والديه، رغم أن الأطفال كانوا يترقبون أكثر لحظة وهي تناول كعك «ديكسي كريم» بعد الصلاة.

وقال عاصي: «لم نُربَّ بطريقة دينية صارمة»، وكان والده يبيع البضائع على طول خطوط القطار من كيس يزن 175 رطلاً. وأضاف: «كانوا هنا للاندماج مع المجتمع الأميركي».

النشأة في قلب أميركا

واجه المسلمون أحياناً تمييزاً مؤسسياً، فبعد خدمته في الحرب العالمية الثانية، قاد عبد الله إغرام حملة ناجحة لإضافة خيار «مسلم» إلى بطاقات تعريف الجنود، بجانب «كاثوليكي»، و«بروتستانتي»، و«يهودي».

لكن في مدينة سيدار رابيدز، وجد المهاجرون قبولاً متبادلاً، بُني على علاقات الجوار ودور العبادة، وعلى صداقات نشأت بين الأطفال المولودين في الولايات المتحدة وجيرانهم غير المسلمين، فقد كانت أقرب صديقة لفاطمة سميكال كاثوليكية، وكان والدها يحتفظ بالنقانق المصنوعة من لحم البقر فقط احتراماً لتحريم المسلمين أكل لحم الخنزير. وفي المقابل، كان والد فاطمة يحرص على أن تتضمن وجبات يوم الجمعة أعواد السمك المقلية احتراماً للعادات الدينية المسيحية، خصوصاً الكاثوليكية.

وقال الأستاذ إدوارد كيرتس من جامعة «إنديانا»: «المسلمون الناطقون بالعربية كانوا جزءاً لا يتجزأ من القصص نفسها التي تشكّل فهمنا لماهية الغرب الأوسط وقيمه».

ودُفن عبد الله إغرام في مقبرة المسلمين الواقعة على قمة التل، التي كانت من أولى المقابر الإسلامية في أميركا عند إنشائها في أربعينات القرن الماضي. وهي بجوار مقبرة التشيك، أحفاد المهاجرين الذين أسسوا سيدار رابيدز في خمسينات القرن التاسع عشر، والمقبرة اليهودية التي تبرعت بأشجار لمقبرة المسلمين بعد أن تضررت من إعصار قبل خمس سنوات، وتتمنى فاطمة أن تتعاون ديانات العالم كلها بهذا الشكل، قائلة: «عندها فقط تزول الحواجز. أدعو أن يتحقق ذلك يوماً ماً».

وقال كيرتس إن الوجود الإسلامي في الغرب الأوسط ازداد بشكل كبير بعد قانون الهجرة لعام 1965، الذي ألغى القيود التي كانت تمنع وصول مهاجرين من مناطق كثيرة منذ عشرينات القرن الماضي.

الإمام طه طويل يناقش تاريخ المبنى الطويل في سيدار رابيدز يوم الجمعة 8 أغسطس 2025 (أ.ب)

لكن موجات الشك والريبة عادت لتطفو على السطح بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، لا سيما في المجتمعات الزراعية التي كان أبناؤها يقاتلون في أفغانستان والعراق. هذا ما أكده آكو عبد الصمد، الأميركي من أصل أفريقي، الذي مثّل مدينة دي موين في مجلس نواب ولاية آيوا لما يقارب عشرين عاماً.

وقد أوضح أنه كان يخشى أن انتماءه الديني كونه مسلماً سيقف عائقاً أمام فوزه في أول حملة انتخابية له، غير أن الناخبين جددوا ثقتهم به مرة بعد أخرى

ورغم أن الهجرة، ومنها الهجرة من دول مسلمة، ما زالت قضية خلافية، فإن المجتمعات المسلمة ازدهرت وزاد تأثيرها السياسي، خصوصاً في مدن كبرى مثل مينيابوليس وديترويت.

لكن التفاعل اليومي بين المسلمين وجيرانهم وفّر نوعاً من الحماية من التحيز، وفقاً لإمام «المسجد الأم»، طه الطويل، الفلسطيني الذي هاجر في الثمانينات. إذ يقول: «الصور النمطية لم تنجح في سيدار رابيدز».

ويقول المسلمون البوسنيون إنهم مرّوا بتجارب مماثلة قرب دي موين، حيث سيفتتح الشهر المقبل مسجد ومركز ثقافي جديد بتكلفة عدة ملايين من الدولارات، وهذه توسعة لأول مركز أسسه لاجئو حرب قبل 20 عاماً. وقال أمين الصندوق مورين بليزيفيتش: «كان جيراننا رائعين معنا، بمن فيهم المزارعون الذين اشترينا الأرض منهم». وأضاف: «نحن أخيراً أصبحنا من آيوا».

ويمزح فاروز وزيري بأن زوجته مينا وهو ربما كانا أول أفغانيين في المدينة عندما وصلا في منتصف العقد الماضي بتأشيرة خاصة لمن عملوا مع القوات الأميركية. وبعد معاناة مع «الصدمة الثقافية» وحواجز اللغة، أصبحا مواطنين أميركيين، وهو الآن مدير موارد اللاجئين في منظمة غير ربحية أسستها راهبات كاثوليكيات.

وبينما تشعر عائلة وزيري بالامتنان للمساعدة التي تلقوها وللأمان الذي ينعمون به، إلا أنهم يفتقدون أقاربهم ووطنهم الأم، ويعترفون بأن الفجوات الثقافية، خصوصاً النزعة الفردية الأميركية، مثل الجلوس على طاولة الطعام بدلاً من التجمّع حول بساط على الأرض، لا تزال كبيرة وصعبة التجاوز.

وتقول مينا وزيري: «ذهنياً وعاطفياً، لا أشعر بأنني أميركية». وهي الآن خريجة جامعية وتُقدّر الاستقلالية وحقوق المرأة التي تبقى بعيدة المنال في أفغانستان تحت حكم حركة «طالبان». لكن العائلة حريصة على أن يحظى ابنها رايان، المولود في الولايات المتحدة، بأصدقاء مسلمين، وأن ينشأ على القيم الإسلامية.

وهذه التوترات ليست غريبة على أحفاد أوائل المسلمين في المدينة، مثل أنيس عاصي، الذي يحتفظ بألواح عرض حول الهجرة اللبنانية والاندماج في المرأب نفسه الذي يحتفظ فيه بمركباته الترفيهية في مزرعته الخاصة. واختتم عاصي حديثه قائلاً: «قصتي هي القصة الأميركية، وليست القصة الإسلامية».


مقالات ذات صلة

بالاو توافق على استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

بالاو توافق على استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة

أعلنت دولة بالاو، وهي أرخبيل واقع في غرب المحيط الهادئ، موافقتها على استقبال ما يصل إلى 75 مهاجراً غير أميركي مرحَّلين من الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ شعار وزارة الأمن الداخلي الأميركية (رويترز)

تورط مسؤولين من إدارة الهجرة الأميركية في إطلاق نار بماريلاند أسفر عن إصابة شخصين

قالت السلطات إن موظفين اتحاديين تورطوا في ​إطلاق نار وقع اليوم الأربعاء وأسفر عن إصابة شخصين أحدهما بالرصاص.

«الشرق الأوسط» (ماريلاند)
الولايات المتحدة​ عملاء فيدراليون أميركيون يحتجزون رجلاً خلال مداهمة متعلقة بالهجرة في مدينة شيكاغو (رويترز) play-circle

المحكمة العليا ترفض السماح لإدارة ترمب بنشر الحرس الوطني في شيكاغو

رفضت المحكمة العليا الأميركية أمس (الثلاثاء) السماح لإدارة الرئيس دونالد ترمب بنشر الحرس الوطني في منطقة شيكاغو في الوقت الراهن، لدعم حملتها الصارمة ضد الهجرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا أفغان ضمن برامج الاستقبال الفيدرالية في مطار هانوفر... وقد نقلت رحلة طيران مستأجرة نظمتها الحكومة الألمانية 141 أفغانياً إلى ألمانيا يوم الاثنين (د.ب.أ)

ألمانيا تستقبل دفعة جديدة تضم 141 أفغانياً ضمن «برنامج الإيواء»

وصل 141 أفغانياً إلى ألمانيا على متن رحلة طيران مستأجرة (شارتر) نظمتها الحكومة الألمانية.

«الشرق الأوسط» (هانوفر (ألمانيا))
شمال افريقيا جانب من ترحيل السلطات الليبية لمهاجرين من الجنسية الغانية (وزارة الداخلية بغرب ليبيا)

ليبيا ترحّل دفعات جديدة من المهاجرين... براً وجواً

تعمل السلطات الأمنية المعنية بمكافحة الهجرة غير النظامية في ليبيا على إعادة دفعات جديدة من الموقوفين إلى دولهم، براً وجواً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

المتحدثة باسم البيت الأبيض تعلن أنها حامل بطفلة

المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت (رويترز)
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت (رويترز)
TT

المتحدثة باسم البيت الأبيض تعلن أنها حامل بطفلة

المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت (رويترز)
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت (رويترز)

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أمس (الجمعة) أنها تنتظر مولودة في مايو (أيار) المقبل، لتصبح بذلك أول امرأة تعلن عن حملها أثناء شغلها هذا المنصب المهم.

وكتبت ليفيت على حسابها في «إنستغرام»: «أعظم هدية عيد ميلاد يمكن أن نتمناها (...) طفلة ستولد في مايو».

وشكرت الرئيس دونالد ترمب على دعمه و«رعايته بيئة داعمة للأسرة في البيت الأبيض».

وأصبحت ليفيت، البالغة 28 عاماً والمتزوجة من المطور العقاري نيكولاس ريتشيو ولها منه ابن، أصغر متحدثة باسم البيت الأبيض على الإطلاق عند تعيينها في هذا المنصب في يناير (كانون الثاني) مع بدء ولاية ترمب الثانية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في البيت الأبيض (رويترز)

واكتسبت ليفيت سمعة المدافعة الشرسة عن ترمب في المؤتمرات الصحافية اليومية التي تعقدها، إلى درجة قمع الصحافيين المنتقدين له.


ترمب يؤكد أنه لن يحذو حذو إسرائيل في الاعتراف بـ«أرض الصومال»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)
TT

ترمب يؤكد أنه لن يحذو حذو إسرائيل في الاعتراف بـ«أرض الصومال»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (ا.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رفضه الاعتراف باستقلال أرض الصومال، وذلك عقب اعتراف اسرائيل رسمياً بالجمهورية المعلنة من طرف واحد والمنفصلة عن الصومال.

 

وأجاب ترمب بـ«لا» عندما سئل في مقابلة مع صحيفة «نيويورك بوست»، نشرت الجمعة، إن كان سيحذو حذو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ويعترف بها، متسائلاً «هل يعرف أحد ما هي أرض الصومال، حقاً؟».


ترمب: أتوقع لقاءً «جيداً» مع زيلينسكي وقد أتحدث مع بوتين قريباً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

ترمب: أتوقع لقاءً «جيداً» مع زيلينسكي وقد أتحدث مع بوتين قريباً

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض - 17 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه يتوقع عقد لقاء «جيد» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإنه قد يتحدث قريباً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا.

وفي حوار حصري مع موقع «بوليتيكو» الإخباري، قدّم ترمب نفسه بصفته صاحب القول الفصل في أي اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا، وقال إن زيلينسكي «ليس لديه أي شيء حتى أوافق عليه. لذا سنرى ما لديه».

كان زيلينسكي، الذي سيلتقي مع ترمب في فلوريدا، الأحد، قد صرح للصحافيين بأنه سيحمل معه خطة سلام جديدة من عشرين بنداً، تتضمن مقترحات عن منطقة منزوعة السلاح. ومن المتوقع أن يركز الاجتماع على الضمانات الأمنية الأميركية.

وأشار ترمب إلى أنه قد يتحدث مع الرئيس الروسي بوتين «قريباً»، مضيفاً: «أعتقد أن الأمور ستسير معه على ما يرام».

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لموقع «أكسيوس»، الجمعة، ‌إنه يأمل في ‌إقناع ‌الرئيس الأميركي ​دونالد ‌ترمب بالعدول عن اقتراح أميركي يقضي بانسحاب القوات الأوكرانية من كامل إقليم دونباس.

وأوضح أنه إذا لم يتمكن ‌من دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف «قوي» بشأن قضية التنازلات عن أراض، فإنه منفتح على ​طرح خطة السلام «ذات النقاط العشرين» التي تقودها واشنطن للاستفتاء، وذلك إذا وافقت روسيا على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً للسماح لأوكرانيا بالاستعداد لمثل هذا التصويت وإجرائه.

وأشار الرئيس الأميركي إلى إنه سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مطلع الأسبوع، مؤكداً: «سألتقي زيلينسكي وكذلك نتنياهو. إنهم جميعاً قادمون إليّ. إنهم يحترمون بلدنا مجدداً».