«وول ستريت» تترقب... هل سيهز خطاب باول قطاعاتها الحساسة؟

توقعات خفض الفائدة تدعم أسهم الإسكان والبنوك وتجار التجزئة

لوحة «وول ستريت» تظهر على كشك لبائع متجول خارج بورصة نيويورك (رويترز)
لوحة «وول ستريت» تظهر على كشك لبائع متجول خارج بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تترقب... هل سيهز خطاب باول قطاعاتها الحساسة؟

لوحة «وول ستريت» تظهر على كشك لبائع متجول خارج بورصة نيويورك (رويترز)
لوحة «وول ستريت» تظهر على كشك لبائع متجول خارج بورصة نيويورك (رويترز)

تترقب «وول ستريت» خطاب رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول في ندوة جاكسون هول بحثاً عن مؤشرات على مسار أسعار الفائدة، مع التركيز على القطاعات الحساسة لتقلبات الفائدة.

ويأتي هذا الاجتماع بعد أسبوع شهدت فيه بيانات أسعار المستهلك والجملة تبايناً حول قدرة الاقتصاد على التكيف مع الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما يعقّد مسار خفض الفائدة. فبعد سلسلة تخفيضات سابقة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2024، حافظ البنك المركزي على ثبات سياسته منذ ذلك الحين، وفق «رويترز».

وبينما يضغط الرئيس دونالد ترمب من أجل خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، بدأ اثنان من محافظي المجلس بالفعل في الدعوة إلى التخفيضات. يأتي هذا على الرغم من المعارضة التي ظهرت في الاجتماع الأخير للسياسة النقدية للبنك المركزي، وذلك بسبب المخاوف من أن سوق العمل قد تضعف بوتيرة أسرع مما تشير إليه بيانات التوظيف الرئيسية. ومع ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، ومن المتوقع أن يرتفع أكثر بسبب تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على أسعار التجزئة. هذا الوضع يدعو إلى الحذر في خفض أسعار الفائدة خلال عملية تعديل الأسعار، التي يرى بعض صانعي السياسات أنها قد تمتد حتى العام المقبل.

الرهانات على خفض الفائدة الشهر المقبل دعمت أسهم شركات بناء المنازل والبنوك وتجار التجزئة، لكن أي إشارات تشددية من باول قد تضغط على هذه القطاعات.

جيروم باول يحضر ندوة جاكسون هول الاقتصادية في وايومنغ... 21 أغسطس 2025 (رويترز)

وفيما يلي تحليل لأبرز القطاعات المتأثرة بأسعار الفائدة منذ بدء دورة التخفيض في سبتمبر 2024:

شركات بناء المنازل

تعتمد سوق الإسكان بشكل كبير على أسعار الرهن العقاري المرتفعة، ما أثّر سلباً على الطلب. رغم انتعاش بناء منازل الأسرة الواحدة في يوليو (تموز)، انخفض إجمالي تصاريح البناء إلى أدنى مستوى خلال خمس سنوات. وجدد ارتفاع توقعات خفض الفائدة مجدداً الاهتمام بأسهم القطاع، مع تحذير المحللين من أن تخفيضات متعددة لازمة لتعزيز النشاط بالكامل.

البنوك

الوضع معقد، إذ عادةً ما تؤدي زيادة أسعار الفائدة إلى تعزيز أرباح المقرضين، إلا أن المنافسة المتزايدة على الودائع قد ترفع تكاليف التمويل. كما أن انخفاض منحنى العائد أو انعكاسه يقلل من هوامش الربح على القروض. ومع توقع انخفاض عوائد السندات قصيرة الأجل، يُتوقع أن يزداد اتساع منحنى العائد، مما قد يحسن أرباح البنوك بشكل مؤقت.

الشركات الصغيرة

تعتمد هذه الشركات على الاقتراض الخارجي، ويتيح خفض أسعار الفائدة تقليل تكاليف التمويل وإعادة تمويل الديون، ما يعزز قدرتها على النمو والتوسع. وتراجع مؤشر «راسل 2000» للشركات الصغيرة مؤخراً مقارنة بمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، نتيجة موقف «الاحتياطي الفيدرالي» الحذر بشأن الفائدة.

متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

المرافق العامة

تُعد أسهم المرافق مؤشرات شبه مستقرة تشبه السندات، نظراً لتدفق أرباحها الثابت. واستفاد القطاع مؤخراً من انخفاض عوائد السندات مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة. قطاع المرافق ارتفع أكثر من 15 في المائة منذ آخر خفض للفائدة في ديسمبر، مع تصدر شركات الطاقة مثل «كونستليشن إنرجي» و«فيسترا» المكاسب نتيجة توقع زيادة الطلب من مراكز البيانات لتقنية الذكاء الاصطناعي.

تجار التجزئة

انخفاض تكاليف الاقتراض يعزز إنفاق المستهلكين، وهو ما يشكل حوالي 70 في المائة من الاقتصاد الأميركي. وبعد فترة تراجع خلال الربع الأول بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية، ارتفعت أسهم التجزئة بنحو 16 في المائة بين مارس (آذار) ومايو (أيار) 2025، بقيادة شركات مثل «إيباي» و«تابستري»، بينما تخلفت شركات مثل «ديكرز آوتدور» و«لولوليمون أثليتيكا» عن المكاسب.


مقالات ذات صلة

«إنفيديا» تكمل استحواذاً بقيمة 5 مليارات دولار على أسهم «إنتل»

الاقتصاد شعار شركة «إنفيديا» (رويترز)

«إنفيديا» تكمل استحواذاً بقيمة 5 مليارات دولار على أسهم «إنتل»

أعلنت شركة «إنفيديا»، الرائدة الأميركية في تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي، يوم الاثنين، استحواذها على أسهم «إنتل» بقيمة 5 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد صورة للرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء عمل المتداولين في بورصة نيويورك (رويترز)

العقود الآجلة الأميركية تهبط مع افتتاح الأسبوع الأخير من 2025

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمير كية، الاثنين، مع افتتاح الأسبوع الأخير من التداول في السنة المختصرة بسبب العطلات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 29 يونيو 2019 (رويترز)

2025... عام التصعيد المحسوب والرهانات الكبرى بين أميركا والصين

على امتداد أشهَر عامٍ اتسم بالتقلبات، حافظت واشنطن وبكين على نهج «التصعيد المحسوب»، بحيث ارتفعت وتيرة الإجراءات من دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.

لمياء نبيل (القاهرة)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

هدوء ما بعد العطلة.. العقود الآجلة الأميركية تترقّب 2026 بسيولة محدودة

شهدت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية تعاملات هادئة في جلسة ضعيفة السيولة عقب عطلة عيد الميلاد يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أشخاص يغادرون مقر هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في واشنطن (رويترز)

انفتاح الأسواق الأميركية... عهد جديد للأصول البديلة في 2026

تشهد الأسواق المالية في الولايات المتحدة مرحلة من التحول، والتطور، مع اتساع نطاق الخيارات الاستثمارية المتاحة للمستثمرين الأفراد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أسعار النفط مستقرة مع تقييم المستثمرين لتوترات الشرق الأوسط والحرب الروسية

حفارة نفط بالقرب من محطة طاقة توربينية غازية في حقل نفط حوض بيرميان خارج أوديسا تكساس (رويترز)
حفارة نفط بالقرب من محطة طاقة توربينية غازية في حقل نفط حوض بيرميان خارج أوديسا تكساس (رويترز)
TT

أسعار النفط مستقرة مع تقييم المستثمرين لتوترات الشرق الأوسط والحرب الروسية

حفارة نفط بالقرب من محطة طاقة توربينية غازية في حقل نفط حوض بيرميان خارج أوديسا تكساس (رويترز)
حفارة نفط بالقرب من محطة طاقة توربينية غازية في حقل نفط حوض بيرميان خارج أوديسا تكساس (رويترز)

استقرت أسعار النفط في بداية تعاملات جلسة الثلاثاء، بعد ارتفاعها بأكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة، وذلك عقب اتهام روسيا لأوكرانيا بمهاجمة مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين، وسعي المستثمرين للحصول على توضيحات بشأن محادثات السلام الأوكرانية لتقييم احتمالية حدوث اضطرابات في الإمدادات، والتوترات في الشرق الأوسط.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير (شباط)، الذي ينتهي يوم الثلاثاء، سنتين لتصل إلى 61.92 دولار للبرميل بحلول الساعة 03:14 بتوقيت غرينتش. أما عقد مارس (آذار) الأكثر تداولاً، فبلغ 61.44 دولار، بانخفاض 5 سنتات.

كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات ليصل إلى 58.03 دولار. وارتفعت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة.

وقد نفت كييف اتهام موسكو باستهداف مقر بوتين، ووصفته بأنه لا أساس له من الصحة، ويهدف إلى تقويض مفاوضات السلام. وبعد مكالمة هاتفية مع بوتين، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن غضبه من تفاصيل الهجوم المزعوم.

وقال إد مئير المحلل في ماريكس، وفقاً لـ«رويترز»: «البيع الذي نشهده الآن قد يكون نتيجة بعض الضعف الناتج عن التصحيح الكبير الذي رأيناه في المعادن النفيسة، والذي يتحتم أن يؤثر على كل السلع الأولية الأخرى تقريباً».

وتراجعت المعادن النفيسة بشكل ⁠حاد أمس الاثنين، مع انخفاض الفضة والبلاتين من مستويات قياسية مرتفعة وسط جني ‌للأرباح بعد الارتفاع المسجل في الآونة الأخيرة.

وقال مئير «أعتقد أن الأسواق تشعر بأن التوصل إلى اتفاق سيكون صعباً جداً».

وقد يؤدي تصاعد التوترات الجيوسياسية إلى إحياء المخاوف من تعطل الإمدادات، ويدفع أسعار النفط للارتفاع. ويشعر المتعاملون بالقلق أيضاً إزاء التطورات في الشرق الأوسط بعد أن ​قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بلاده قد تدعم توجيه ضربة كبيرة أخرى لإيران في حال استئنافها تطوير ⁠برنامج الصواريخ الباليستية، أو البرنامج النووي.

وحذر ترمب أيضاً حركة «حماس» من عواقب وخيمة إذا لم تلق سلاحها، مضيفاً أنه يريد الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» الذي تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) بعد عامين من اندلاع الحرب في غزة.

وقال محللو شركة «آي جي» في مذكرة الثلاثاء: «بالنظر إلى تضارب جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة، والمخاوف المستمرة بشأن فائض المعروض في مقابل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، نتوقع أن يستمر تداول خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 55-60 دولاراً على المدى القريب».


البحرين تُقرّ مبادرات لإصلاح المالية العامة وضمان استمرار دعم المواطنين

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء البحريني (وام)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء البحريني (وام)
TT

البحرين تُقرّ مبادرات لإصلاح المالية العامة وضمان استمرار دعم المواطنين

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء البحريني (وام)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال اجتماع مجلس الوزراء البحريني (وام)

أقرت حكومة البحرين عدداً من المبادرات لتعديل الوضع المالي وتمويل استمرارية الدعم للمواطنين، وذلك ضمن حزمة قرارات أقرّها مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم (الاثنين).

وأعلنت الحكومة تفاصيل الحزمة خلال مؤتمر صحافي، شارك فيه وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وعدد من الوزراء.

وقال وزير المالية والاقتصاد الوطني إن القرارات «لا تستهدف تقوية وضع مالي بحد ذاته»، وإنما ترمي إلى «ترسيخ مزيد من الاستقرار»، ودعم الازدهار بما ينعكس على معيشة المواطنين، مؤكداً أن الحكومة تواصل تطوير منظومة الخدمات وتعزيز البرامج الداعمة للمواطنين.

واستعرض الوزير مؤشرات اقتصادية قال إنها تعكس متانة الاقتصاد البحريني، مشيراً إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي من 9 مليارات دولار في عام 2000 إلى 47 مليار دولار في عام 2024. كما لفت إلى نمو متوسط الأجر الإجمالي للعاملين البحرينيين في القطاعَين العام والخاص بنحو 103 في المائة خلال العقدَين الماضيَين، من 439 ديناراً (1168 دولاراً) في 2005 إلى 893 ديناراً (2375 دولاراً) في 2024، مؤكداً في الوقت ذاته أن متوسط التضخم السنوي في المملكة بقي عند حدود 1 في المائة تقريباً بين 2019 و2025.

وفي الجانب المالي، أوضح الوزير أن العجز الكلي لعام 2024 بلغ نحو مليار دينار (2.66 مليار دولار)، تمثّل فوائد الدين العام؛ 92 في المائة منه (945 مليون دينار «2.51 مليار دولار»)، محذراً من أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي ارتفعت إلى 109 في المائة في 2024، وقد تواصل الصعود ما لم تُتخذ مبادرات لخفضها، بما يضمن استمرار القدرة على التمويل وسداد الالتزامات والحفاظ على مستحقات المواطنين وفرص الاستثمار والوظائف.

وتضمّنت الحزمة 11 مبادرة رئيسية، أبرزها خفض المصروفات الإدارية بنسبة 20 في المائة في جميع الجهات الحكومية «مع الحفاظ على جودة الخدمات»، وزيادة إسهامات الشركات الحكومية في الميزانية العامة.

كما قررت الحكومة إحالة مشروع قانون إلى السلطة التشريعية يفرض «إيراداً بنسبة 10 في المائة» على أرباح الشركات المحلية التي تتجاوز إيراداتها مليون دينار (نحو 2.66 مليون دولار)، أو يتجاوز صافي أرباحها السنوية 200 ألف دينار (نحو 532 ألف دولار)، على أن يُطبَّق في 2027 على الأرباح التي تفوق 200 ألف دينار (نحو 532 ألف دولار)، مع استثناءات وحوافز مرتبطة بتوظيف العمالة الوطنية، حسب وزير المالية.

وأحالت الحكومة كذلك مشروع قانون لزيادة الضريبة الانتقائية على المشروبات الغازية، فيما تقرر تحسين استغلال الأراضي الاستثمارية غير المطوّرة مكتملة الخدمات عبر رسم شهري قدره 100 فلس لكل متر مربع (0.1 دينار «نحو 0.27 دولار») يبدأ تطبيقه في يناير (كانون الثاني) 2027، على أن تكون آلية التحصيل عند التقديم لرخصة البناء أو عند بيع العقار، وفق وزير شؤون البلديات والزراعة.

وأعلنت الحكومة استحداث رسوم على خدمات الصرف الصحي بواقع 20 في المائة من قيمة استهلاك المياه، مع استثناء المسكن الأول للمواطن، بدءاً من يناير 2026. وبينما تقررت مراجعة رسوم العمل والرعاية الصحية على الأجانب تدريجياً لمدة 4 سنوات بدءاً من يناير 2026، مع استثناء العمالة المنزلية، سترتفع رسوم إصدار رخص العمل من 105 دنانير (279 دولاراً) إلى 125 ديناراً (332 دولاراً)، والرسوم الشهرية من 10 دنانير (نحو 26.6 دولار) إلى 30 ديناراً (79.8 دولار)، ورسوم الرعاية الصحية من 72 ديناراً (191.5 دولار) إلى 144 ديناراً (383 دولاراً).

وفي ملف الطاقة، تقرر تصحيح سعر الغاز الطبيعي على الشركات والمصانع، ليعكس التكلفة الفعلية للاستهلاك بدءاً من يناير 2026، وبشكل تدريجي لمدة 4 سنوات، بزيادة نصف دولار سنوياً، وفق وزير النفط والبيئة، إلى جانب تطوير آلية لتحديد أسعار الوقود عبر لجنة تتابع الأسعار شهرياً، مع الإبقاء على سعر الديزل المدعوم للصيادين البحرينيين.

أما الكهرباء والماء فأكد وزير شؤون الكهرباء والماء تثبيت التعرفة للمواطنين في المسكن الأول ضمن الشريحتَين الأولى والثانية، مع مراعاة الأسر المركبة، ورفع التعرفة لغير المدعومين في الكهرباء من 29 فلساً (نحو 0.08 دولار) إلى 32 فلساً (0.032 دينار «نحو 0.09 دولار»).

وفي المياه، سترتفع من 750 فلساً للمتر المكعب (نحو 1.99 دولار) إلى 775 فلساً (نحو 2.06 دولار)، على أن يبدأ التطبيق في يناير 2026، مع تأكيد وزارة التنمية الاجتماعية العمل على آلية دعم خاصة بالأسر المركبة.

كما شددت الحكومة على تسهيل الإجراءات الداعمة للاستثمار لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز دور القطاع الخاص.


مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية: نمو السعودية 4.8 % في الربع الثالث

الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)
الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)
TT

مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية: نمو السعودية 4.8 % في الربع الثالث

الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)
الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)

استعرض مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في السعودية مستجدات الاقتصاد العالمي وأداء الاقتصاد الوطني، إلى جانب تقارير تتعلق ببرامج تحقيق رؤية السعودية 2030 وأداء الأجهزة العامة وتطورات القطاع غير الربحي، فضلاً عن عدد من الأنظمة والمشروعات التنظيمية.

وجاءت هذه المناقشات خلال اجتماع مرئي عقده المجلس، الذي اطّلع في مستهل الاجتماع على التقرير الشهري المقدم من وزارة الاقتصاد والتخطيط، الذي تناول تطورات الاقتصاد العالمي وتوقعات أدائه خلال الفترة المقبلة، إلى جانب عرض لأبرز مؤشرات الاقتصاد الوطني، مبرزاً متانة الاقتصاد وقدرته على التكيّف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية.

وأشار التقرير إلى تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من العام الجاري إلى 4.8 في المائة على أساس سنوي، مسجلاً أعلى معدل نمو خلال العام، مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي، واستقرار معدل التضخم عند 2.2 في المائة.

وفي تأكيد على قوة الزخم الاقتصادي، أشار العرض إلى رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي إلى 4 في المائة لعامي 2025 و2026، بزيادة قدرها 0.4 و0.1 نقطة مئوية على التوالي مقارنة بتقديرات يوليو (تموز) الماضي، مرجعاً ذلك إلى استمرار تعافي الأنشطة غير النفطية وزيادة الإنتاج النفطي.

كما لفت إلى انعكاس هذا الزخم على القطاع الخاص غير النفطي، مع ارتفاع مؤشر مديري المشتريات إلى 58.8 نقطة خلال نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعاً بزيادة الطلب وتحسّن معدلات التوظيف.

التقرير الربعي

وفي سياق متابعة تنفيذ رؤية السعودية 2030، اطّلع المجلس على التقرير الربعي المقدم من مكتب الإدارة الاستراتيجية بشأن أداء برامج تحقيق الرؤية والاستراتيجيات الوطنية للربع الثالث من العام الجاري، متضمناً التقدم المحرز في تنفيذ البرامج وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وتحليلاً لمؤشرات الأداء ومنجزات الاستراتيجيات الوطنية.

وأكد التقرير استمرارية التقدم على مستوى محاور الرؤية الثلاثة «مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح»، وتعزيز مساهمة القطاعات غير النفطية بما انعكس على نمو الناتج المحلي في الربع الثالث.

كما تناول التقرير نهج الرؤية المرن والديناميكي عبر مراجعة أداء البرامج والخطط الوطنية، والاستمرار في تنفيذ مستهدفاتها أو تعديلها أو إلغائها عند الحاجة. وأوضح أن المرحلة الثالثة للرؤية تركّز على رفع الإنفاق بما يضمن تسريع الإنجاز والتقدم في تنفيذ المشروعات الكبرى، إلى جانب اقتناص الفرص في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، مع التأكيد أن المواطن يمثل أولوية الرؤية عبر تعزيز مساهمته في بناء الاقتصاد وتمكينه من الفرص وتسهيل الخدمات.

أداء الجهات الحكومية

وعلى صعيد أداء الجهات الحكومية، ناقش المجلس العرض المقدم من المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة (أداء) حول تقرير الربع الثالث من 2025، وما تضمنه من نتائج الأداء العام للوزارات والأجهزة الحكومية والاستراتيجيات الوطنية والمناطقية، وأعمال قياس رضا المستفيدين وتجربة المستخدم، مشيراً إلى استمرار الأداء الإيجابي للأجهزة الحكومية في تحقيق مستهدفات مؤشرات رؤية 2030.

القطاع غير الربحي

وفي ملف القطاع غير الربحي، استعرض المجلس عرضاً من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بشأن أداء القطاع وأثره الاجتماعي والاقتصادي، وأبرز التحديات والحلول المقترحة، إلى جانب الاطلاع على مشروع الاستراتيجية الوطنية للقطاع، الهادفة إلى تعزيز المفهوم غير الربحي كنموذج عمل يرفع الكفاءة ويعظّم المنفعة، ويرفع مساهمته في الناتج المحلي وأعداد العاملين فيه، ضمن أطر حوكمة حالية ومستقبلية. وأبرز العرض النمو المتسارع للقطاع بوصفه أحد الممكنات الرئيسة للتنمية المستدامة ضمن رؤية 2030، ومكوّناً فاعلاً في بناء «مجتمع حيوي» وصناعة أثر اجتماعي واقتصادي مستدام.

وبيّنت المؤشرات ارتفاع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.3% في 2023 بقيمة 59 مليار ريال، مقارنة بـ0.3 في المائة (8 مليارات ريال) في 2018.

كما تجاوز عدد المتطوعين مستهدف الرؤية البالغ مليون متطوع، مسجلاً 1.7 مليون متطوع في 2025، وارتفع عدد العاملين في القطاع إلى 140 ألف موظف في 2025، بزيادة تتجاوز 600 في المائة مقارنة بعام 2017 (19 ألف موظف). كذلك بلغت نسبة المنظمات غير الربحية المتخصصة والداعمة للأولويات التنموية أكثر من 96 في المائة، فيما تجاوز عدد المنظمات غير الربحية 7 آلاف منظمة بزيادة 340 في المائة مقارنة بعام 2017 (1700 منظمة).

المعاملات الإجرائية

وتابع المجلس عدداً من المعاملات الإجرائية، شملت مشروع نظام التعليم العام، ومشروع نظام حماية المستهلك، ومشروع تنظيم المركز الوطني للصقور وخطة الاستدامة المالية له، والمرحلة الثانية لتطبيق نظام الجامعات، إضافة إلى التقرير السنوي للديوان العام للمحاسبة، وتقرير الهيئة العامة للمنافسة بشأن سوق منصات توصيل المطاعم، والتحديات والحلول المرتبطة بتعليم ذوي الإعاقة.

كما أُحيط المجلس بنتائج التقرير الربعي لأعمال اللجنة الدائمة لمراقبة الأسعار، والملخص التنفيذي الشهري للتجارة الخارجية، وملخصين عن التقريرين الشهريين للرقم القياسي لأسعار المستهلك وأسعار الجملة، والتقارير الأساسية التي بُنيت عليها الملخصات، قبل أن يتخذ حيال الموضوعات المدرجة القرارات والتوصيات اللازمة.